Skip to main content

Full text of "الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية –50 جزء– سهيل زكار"

See other formats


الموسوعة الشاميهُ في 
أنه الوه الحصليينيه 


الحملة الصليبية السابعة 


الِفوَشيووجة 


الجزء الخامس والثلاثون دمشق ١9994 /١419‏ 


- 9/58 


ا موسوعة الشامية في 
تاربيخ ا حروب الصليبية 
-١‏ حياة القديس لويس جوانفيل 
٠‏ التاربيخ ا معزو إلى القائد سمباط الأرمني 
٠“‏ رسائل صليبية من الأرض القدسة(١1١١‏ م) 
4 - ما جاء عند وولتر ماب عن ا حروب الصليبية 


1ه//ائا - 


4 
حباة القديس لويس 
تأليف 


53 


توطئة 
بسم الله الرحن الرحيم 


تعد الحملة الصليبية السابعة من أهم الحملاتء لا لأنها كانت 
الأخيرة» بين الحملات الكبرى؛ بل لما رافقها من أحداثء فهي أرادت 
. احتلال مصرء وقد اعتمدت على العناصر الفرئسية مثل الحملة الأولى؛ 
وأخفقت هذه الحملة» وجاء إخفاقها وترافق مع انتهاء الحكم الأيوبي في 
مصرء ومع التمهيد لقيام حكم الماليك» | أن هذا كله ترافق مع ظهور 
اللرسل اه لاسرا ا 1 
المغولي» والعلاقات المغولية يه هامة جداً أفردت 5 درائة خاطلةة 
كا أنني جمعت أهم ما كتب من مصادر عن المغول» سأفرد لها عدة 
مجلدات في نهاية الموسوعة؛ وذلك بعد الفراغ من الموضوع الصليبي 
الأساسى. 

وكان الملك لويس التاسع هو الذي قاد الحملة الصليبية السابعة؛ وقد 
أخفقت هذه الحملة» ووقع الملك لويس بالأسرء وأفضل من أرخ لهذه 
الحملة ولوقائعها بتفصيل موثق هو جين صاحب جوانفيل؛ وكان سليل 
أسرة إقطاعية فرنسية عريقة» هذا وخير مصدر يتحدث عن حياة 
جوانفيل هو كتابه الذي أرخ به لحياة الملك لويس» وكان هذا الكتاب 
قد نقل | إلى العربية من قبل الدكتور حسن حبشي؛ ونشر في القاهرة عام 
١01‏ » ولدى تفحصي الدقيق هذه الترجمة» وجلتها 7 تفتفر إلى الدقة 
رفن الحضن :فبها: اخيناناً إلى الاختزال وأحياناً | إل البق ل 
انطباع أن الدكتور حبشي لم يقم شخصياً بالترجمة » بل عهد بذلك إلى 


ا 


لع هلالا ب 
عدد من تلاميذه» ولهذا ساد التفاوت أجزاء الكتاب» وظلت بعض آثار 
عمل الطلاب واضحة» ويكفي أن أفينوق هنا مثل صارح ورد في 
صفحة حت عنوان«جنوح باآخرة الملك» ندل من القول: : (اجنوح 
00 الملك»)» ذلك أن اعتاد البخار ف دفع السفن وتسييرها حديث 
جل 


وعاصر جوانفيل في منطقة كليكية؛ في شالي بلاد الشام؛ أمير أرمني 
امه سما لود يرجح أنه كان أخاً للملك هيتوم الأول» وقائداً من 
قادة جيوشه. وقد خدم تحت لواء الملك ليون الثاني» بعد وفاة والده 
هيتوم الأول» ومن المعتقد أنه اعتمد في تأريخه على متى الرهاوي وعلى 
غريغوري الراهبء وعلى وثائق أنطاكية وسجلاتهاء وذلك بالإضافة إلى 
مذكراته الشخصية» وقد توقف في تاريخه عند سنة ١١1/5‏ م. 

ويبدو أن سمباط كان بالإضافة إلى كونه قائداً عسكرياء كان سفيراً 
ورجل سياسة:؛ سفر إلى المغول الايلخانيين في إيران» ومن المرجح أنه 
مات سنة ١71/5‏ م. 

وتاريخه وإن مثل وجهة النظر الرسمية لدولة أرمينيا الصغرى في 
كليكية تقوم أهميته على المادة الإخبارية التي تعلقت بهذه الدولة» وعلى 
ما عاصره سمباط من أحداثء لاسيهما بعد اجتياح هولاكو لبغداد ثم 

وكاث سمباط واسع النقافة ومن امعد أن اكاب الذي وصلنا قد 
عع كرا الحا اك موداضها كز جرت ين للا 011 
الأيام» باكتشاف كتتاب معراط الأصيل نف نفسه. 


٠. 
ا‎ 


وكتاب سمباط هذا هو واحد من كتابين أرمينيين» أرخ ثانيه) لأمة 
الرماة» أي المغول» وسأنشره - إن شاء الله - مع النخصوص المتعلقة 


د وهلا5؟ - 

بالمغول. 

وهذا وألحفت بمجلدنا هذا رسالتين» لهمها ارثباط بادوارد الأول» 
ملك انكلتراء الذي قاد واحدة من الحملات الصليبية» كانت أشبه 
بموجة شاردة» وأشار سمباط إلى هذا الملك الانكليزي» وإلى تعرضه 
لمحاولة اغتيال في عكا. 

وعلل هذا أكملتث نصوص هذا المجلد بعضها بعضاء ونظراً لاحتيال 
أن يكون هذا المجلد» هو الأخير الحاوي لأخبار عسكرية وسياسية 
حول الخروب الصليبية, باحو لحري !لذن »ودر 
ل ا 
على مصورة لكتاب ماب الذي نشر سنة ١974‏ منذ أمد وجيزء هذا 
وأسلوب ماب غريبء وتذكرنا لغته وأسلوبه بالعاد الأصفهاني. 

وأملي كبير بأن يمدني الله جل وعلا بالعون لمتابعة العمل ببذه 
الموسوعة وتحقيق مشروعها كاملاً. 


والحمدلله على نعائه» وصلى على النبي العربي وعلى آله وصحبه 
وسلم 


١199 أيار‎ ١57١ محرم‎ 7١ دمشق‎ 


سهيل زكار 


اا 


تكريس 

إلى مولاه الطيب لويسء ملك فرنساء وبنعمة الرب ملك نافار» 
وكونت بالاثاين 2528131176 في شامبين» وبري» يبعث جين صاحب 
جوانفيل» وتابعه المخلص ونائبه في شامبين» بتحياته المخلصة والمحبة. 

مولاي العزيز: أغت: غتئم الفرصة لأخبركم بأن سيدتناءالملكة أ 
1 لسر ل ل اعبار 
يحتوي على الأقوال التقوية والأفاعيل الجيدة لمليكنا القديس لويس» وقد 
وعدتها بالقيام بذلك» وقد أكملت الكتاب الآن. الذي قسمته إلى 
قسمين : يتحدث القسم الأول حول كيف تحكم الملك لويس في جميع 
الحالات بحياته وفقا لإرادة الرب» ولشرائع الكنيسة المقدسةةء 
ويتحدث القسم الثاني عن شجاعته المشهودة وعن براعته العظيمة في 
استخدام السلاح . 

مولاي : با أنه قد كتب«افعل أولاً الأشياء المتعلقة بخدمة الرب» 
وهو سوف يقودك في جميع الأشياء الأخرى', لقد كرست القسم الأول 
من كتابي للأشياء الثلاثة التي ذكرتها أعلاه» أي الأشياء المتعلقة بصلاح 
النفس» وصحة الجسدء» والحكم الصالح للناس. 

ا ا ار 

يم التشريف اللائق بهذا القديس ال حقيقي» لأنني بهذه الطريقة سوف 

و إنسان علماني في أيامنا قد عاش بمثل 
حالة الطهارة التي عاشها طوال حياته؛ مئل بداية حكمه وامتداداً حتى 
وقت وفاته؛ ولم يحدث أنني كنت موجوداً شخصياً عندما مات» لكن 
ابنه بيير دي ألنسون -- الذي أحبني تماماً ‏ كان هناك وأخبرني حول 
النهاية الطيبة التي صنعها والده» حسب) ستجد ذلك موصسوفا في نباية 


310 


لاه/ا؟ - 

هذا الكتاب. 

ويبدولي في هذا المقام. أن الذين أهملوا وضع الملك لويس بين 
الشهداء؛ لم يقدموا له ما يكني من التشريف» أحذين بالتقدير الآلام 
العظيمة التي تحملها في الأعوام السئة التي كنت فيها معه في الحملة 
الصليبية»؛ وبشكل خاص لأنه حذا حذو مولانا في حمله الصليب» فإذا 
كان المسيح قد مات على الصليب» كذلك فعل هوء لأنه توفي في تونس 
وهو صليبى يرتدي تلك الشارة المقدسة. 

ولسوف يتحدث القسم الثاني من كتابي عن أعماله العظيمة في ميدان 
الفروسية» وأفعاله الشجاعة الرائعة» واتضح هذا في أربع مناسبات -- 
سوف أتحدث لكم عنها فيا بعد بشكل كامل - حيث عرض حياته 
عن طواعية للخطر» حتى يحول بين شعبه وبين التعرض للأذى. 

وكانت المرة الأولى التي عرض فبها حياته للخطر عندما وصل إلى 
أفام دمياط» فقد نصحه جميع مستشاروه ‏ حسب| أخبرت 0 
على ظهر سفينته» حتى يرى فرسانه - الذين كانوا على وشك النزول 
إلى اليابسة ‏ كيف سيتصرفون» وكان السبب في إسداء هذه النصيحة 
لهء أنه إذا ما نزل إلى اليابسة مع فرسانه وقتل هو وهمء فإن معنى ذلك 
سيكون إخفاق المشروع كله؛ لكنهه من جهة أخرىء إذا ما بقي في 
ا ع ل ل و ا 
ل ل 
إلى الشاطىء. 

وكانت المناسبة الثانية» عندما كان الملك على نية مغادرة المنصورة 
والذهاب إلى دمياط» نصحه مستشاروه - حسبما علمت - بالسفر إلى 
هناك في غليون» وقدمت هذه النصيحة له - ى| أخبرت -- بسبب أنه 


11 


امهل/ا؟ - 

إذا ما حدث لرجاله أية مأساةقه سوف يكون في وضع أفضل لإنقاذهم 
من الأسر» وقدمت هله النصيحة له بشكل خاص سبب وضعه 
الصحي» فقد كانت عدة أمراض قد نخرت جسمه؛ من ذلك حمى 
ثلاثية مزدوجة» وإسهال حاد؛ كما أصابه المرض الذي تفشى في الجيش» 
ارعل ل ل رسيي ورا ان بخان لضي إل اد ونا أ 
ان مجر رجاله مطلقا وسيقايل المصير ليه يي فعلواء وكذاتقنام 
سبب الهجات الطويلة للإسهال بقطع الجزء ء الأسفل من سراويله» 
وكان في الوقت نفسه الألم الذي عانى منه من حمى الجيش هائلا» حتى 
. أله أغمي عليه عدة مرات خلال المساء. 

وكانت المرة الثالثة خلال الأعوام الأربعة التي أمضاها في الأرض 
المقدسة بعد عودة أخيه يه إلى فرنساء وكانت حيواتنا وقسذاك في مخاطر 
عظيمة. لأنه خلال الحقبة كلها التي أمضاها الملك في عكا لم يكن لديه 
في جيشه سوى رجل واحد مقابل ثلاثين رجلا في تلك المدينة» وذلك 
في تاريخ متأخر عندما جرى الاستيلاء علياهه قل العليين: زان 
جم | ل اعرف إن سبي اذ 1 بالف اللجلمون ني ذلنك لوث 
لأسرنا في عكاء ما لم يكن هو حب الرب لملكنا حيث وضع خوفاً عظياً 
في قلوب أعدائناء لذلك لم يتجرأوا على المجوم عليناء لأنه أوم 
يكتب :17 خش الرب وسيخشاك جميع الناس»؟ وهكذا بقي الملك في 
الأرض المقدسة مراغمة لنصيحة مستشاريه» واضعاً حياته في خطرء من 
أجل حماية شعبه في تلك الأرضء» فقد كان هذا الشعب عرضة 
للخسارة لولا أنه أقام لمساعدته. 

وكانت المرة الرابعة التي تقبل فيها الملك مخاطرة ممائلة عندما سرنا 
على حاذاة قبرص في أثناء عودتنا من (بلاد) ما وراء البحرء فقد دفعت 


سفيئتنا بشكل خطير جداً ضد الصخوره حتى أن ثلاثة ياردات من 
القاعدة التي بنيت عليها قد انفصمتء وبعث الملك خلف أربعة عشر 


-12 


- 5/094 


من معلمي الملاحة» وذلك من سفينته ومن السفن الأخرى التي كانت 
برفقتها»ء واستوضح منهم ها الذي ينبغي عليه القيام به» وقل تصعحوه 
بالصعود إلى ظهر سفيئة أخرىء لأنهم لم يكونوا يدرون كيف يمكن 
للسفينة التي هو عليها الصمود في وجه ضربات الأمواج, لأن جميع 
الميامةر التي توجب عليها إمساك قطع الخشب مع بعضها قد 
فكت وشر يرا له يشلا عل المخاط الى كانت الساية عر قية للماء 
ل ل ل 
إحدى سفننا بالطريقة نفسها 

(أنا شخصياً قابلت لدى كونت دي جويني /ا0أ0[ امرأة وطفلاً كانا 
وحدهما الناجين من هذه السفينة). 

ورد الملك على هذا قائلاً: «أيها السادة الجبدين إنني أعلم أنني إذا 
ا 
ل م 0 كا أفعل» فإذا ما 
غادرت السفيئة ما من واحد سوف يتجر أ على البقا» بل سيبقى الجميع 
في قبرض» وهذا السبب - إذا قدر الرب -- لن أدع مثل هذا العدد 
من شعبي كا هم الآن عرضة لمخاطر الموت» بل سوف أبقى حيث أنا 
لونقاذهم» وهكذا بقي الملك على ظهر سفيئنته» وحفظنا الردب يدم الذي 
وكق رست يا من عخاطر الجر حتى وضلنا ساون بعد لأي إل 
مرسى ٠.‏ 

ويمكن أن أضيف أن واحداً اسمه أوليفر دي تيرم 181065 » 
الذي تصرف بشكل جيدء وقدم برهاناً على شجاعته عندما كنا فيها وراء 
البحره قد تخل بالحقيقة عن الملك» وتخلف في قبرصء ولم نره مرة ثانية 
لحوالي سنة ونصف السنة» ومهم| يكن من أمرء لقد أنقذ الملك» ببقائه في 
سفينته» جميع اللهانيائة من شعبه الذين كانوا على ظهرهاء وجلبهم 
التعرض لأي أذى. 

- 13ه 


اا 
ولسوف أحدثكم في القسم الثاني من هذا الكتاب عن وفاة الملك 
لويسء وعن طريق القداسة التي توفي فيها. 
الا 
أمك -- أراها الرب الرحمة - بأننىي سوف أصنف هذا الكتاب» 
والآنء حتى أفي بوعدي» لقد توليت كتابته» زيادة على هذاء با أنني لا 
أرى أحداً له الحق به مثلك؛ لأنك وريثهاء إنني مرسله إليكم؛ لكي 
تقوموا أنتم وإخوانكم - وكل واحد آخر سيسمعه يتلى - بإتخاذ 
بعض الأمثال منه قدوة» وتقوموا بممارسة ذلك» وبذلك سوف تربحون 


لأنفسكم الفضل بنظر الرب. 


- 14 


- 5!115- 


ا 


الفصل الأول 


عبد الرب 

باسم الرب القديرء أقوم أنا جين»ء صاحب جوانفيل؛ ونائب شامبين 
بإملاء سيرة حياة ملكنا الطيب» القديس لويس» حيث سأدون ما رأيته 
وما سمعته خلال ست سئوات كنت فيها احم تلم وراء البحر» 
وبعد عودتنا إلى فرنساء لكن قبل أن أتحدث إليكم الطية 
وشجاعت البارزة سوف أخيركم عيا لاحظتد أنا شخصيا بشأن تبشير 
الجيد. وأحاديث القداسة لديه» حتى توضع بنظام لائو ع ل 
سوف يتولون قراءة هذا الكتاب. 

لقد أحب هذا الرجل القديس ربنا بكل عواطفه؛ واحتذى في كل 
أعماله حذوه» وهذا واضح من حقيقة أن ربنا مات في سبيل الحب الذي 
حمله لشعبه؛ وهكذا عرض الملك لويس حياته للخطرء وفعل ذلك 
مراراً للسبب نفسة؛ وكان الخطر أيضاً نما يمكن تمجه وذلك حسبا 
سأظهر لكم في] بعد. 

وتجى الحب العظيم الذي حمله الملك لويس لشعبه فيها قاله - عندما 
تمدد مريضاً بشكل خطر في فونتبلو - لابنه الأكبر» مولاي لويس» 
حيث قال:«ولدي العزيزء إنني أنوسل إليك بإخلاص أن تجعل نفسك 
ل ا ل ل 
ل ل 

تتولى حكمه بشكل فاسد, أمام نظر جميع العالم»» فضلاً عن هذا أحب 
عل الاك لضم العيلى كد لى انس يا اين اك موا 
- لم يوافق مطلقا على الكذب على المسلمين, بالنسبة لكل ميثاق عقده 


47 


اا - 


0 
وكان كبير الاعتدال في طعامه فلم أسمعه في أي يوم من أيام 
حياي» يأمر بطعام خاص لنفسه. | يفعل الناس الأغنياء وذوي 
المكانة» وعلى العكس كان دوماً يأكل بحمد كبير كل ما كان طهاته قد 
أعدوه له ووضعوه أمامه» وكان مثل ذلك معتدلاً بكلامه؛ فلم أسمعه 
في أي مناسبة من المناسبات؛ يتحدث بشكل شرير عن أي إنسان؛ كما لم 
أسمعه قط يتفوه باسم الشيطان» وهو اسم يستخدم كثيراً بشكل عام في 

أرجاء المملكة» وأعتقد أن هذا الاستخدام» ليس مرضياً للرب. 


ولقد اعتاد على إضافة الماء إلى خمرته» وفعل ذلك بشكل معتدل» 
وفقاً لما تسمح له به قوة المدمرة» وسألني عندما كنا في قبرص اذا 
لاأمزج رقي بالماء» فأجبته بأن مرد ذلك لنصيحة أطبائيء الذين 
أخبروني ألني أمتلك رأساً قاسياً ومعدة باردة» لذلك لايمكن أن أسكرء 
فأجابني بأنهم حدعويء لأنني | إذا لم أتعلم مزج خمرتي بالماء وأنا شاب 
بد ورغبت بفعل ذلك في شيضوعتي فإذ التشرس وأوجام المدة 
سوف يستبدان بي» ولن أكون ضح سرد ة مطلقاء فضلاً عن هذا إذا ما 
تابعت شرب الخمرة غير المريجة عندما أكون فل 0 
محموراً كل ليلة» وهذا أمر ملفوظ بالنسبة لأي رجل شجاع؛ أي أن 
يكون في مثل هذه الحالة. 

وسألني الملك مرة عما إذا كنت أرغب بالتمجيد في هذه الدنياء وأن 
أدخل الجنة عندما أموت» فأجبته إنني أرغب بذلك» فقال:< إذا كنت 
تريد ذلك» عليك أن تتجدب عن قصد قول أي شيء أو فعله؛ إذا ما 
أصبح معروفاً بشكل عام؛ ستشعر بالمخجل بالاعتراف بذلك بقولك: أنا 
فعلت هذاء أو: أنا قلت ذاك»» وأخبرني اهما بعدم الاعتراض على أي 
شيء قيل بحضوري أو وضعه مو التساؤلء ما لم يقد الصمث 
بالفعل | ار ل 


- 18 


- هلالا 
القاسية غالباً ما تقود إلى الخصامء الذي ينتهي بموت عدد لايحصى من 
الناس. 

ا 0 
بطريقة لاتجعل الرجال الناضجين في السن يقولون أبداً بأنهم أنفقو 
كثيراً جداً على ملابسهم؛ أو أن يقول الشباب بأنهم 0 
قليلأء وقد رددت هذا الكلا ل مسافع ملكا لحان عدبا اد 
يتحدث عن الملابس المطرزة بإحكام حي هذه الأيام» 
ولقد أخبرته أننا خلال كامل رحلتنا فيها وراء البحره لم أ قط جاه 
الملابس المطرزة؛ لاعلى الملك ولا على سواه وأخبرني أن لديه عدة 
ل ع ل ا 
0 باريسية»؛ وأخيرته كان أجدى بالنسبة له لو أنه أنفق أمواله 
بشكل أفضل في أن أعطاهم للرب» وجعل ثيابه تصنع من«الساثان» 
الصرفء وعليها شعاره كا كان أبوه يفعل. 

وبعث الملك لويس خلفي في إحدى المراث وقال:١لديك‏ عقل نبيه 
وذكي مما يجعلني لا أجرؤ على الحديث معك عن أشياء تتعلق بالرب» 
لذلك استدعيت هذين الراهبين إلى هناء لأنني أريد أن أسألك سؤال», 
ثم قال:«أحبرني أيها النائب ما هي فكرتك عن الرب»؟ فأجبته :(إنه 
ياصاحب الجلالة شيء ممتاز جدأء وما من شيء يمكن أن يكون أفضل 
منه»»فقال :ابالفعل لقد أعطيتني جوابا حيذا جداء لأن هذا التعويفت 
نفسه قد جاء تماماً في هذا الكتاب الذي هو بيدي». 


ثم استطرد يقول: إنني أسألك الآن أيها تفضل: أن تكون مصاباً 
ا أو أن تنترف إن عظياً»؟» وأجبته أنا الذي لم أكذب عليه 
قط:«إنني بالحري أفضل أن أقترف ثلاثين ذنباً عظياً على أن أصبح 
مجحذوماً». وفي البوم التالي» عندما م يعدل الراهبان لديه» استدعاني إليه» 
وجعلنى أجلس عند قدميه وقال لي :الماذا قلت لي ذلك البارحة»)؟ 


-319 - 


عاكم- 


فأخبرته أنني مازلت أقول ذلك» فقال: لقد تكلمت من دون تفكير» 
ومثل إنسان أحمق. وعليك أن تعلم أنه لايوجد جذام أقذر من أن 
تكون مذناً ذنبً عطي لآن الروح في ذلك الوضع مثل الشيطائه ذلك 
ليس هناك من جذام يمكن أن يكون شرا مثل ذلك» يضاف إلى هذاء 
أن الانسان عندما يموث يرأ جسله من الجذام» لكنه إذا مات بعد 
اقثرافه لذنب عظيم. إنه لايمكن أن يكون متأكداً طوال حياته بأنه قد 
كر عن ذنبه با فيه الكفاية حتى يغفر الرب له وبالمحصلة» لابد أن 
يكون نخائفاً جداً خشية أن يلازمه جذام الذنب» طيلة بقاء الرب في 
الفردوس»» ثم أضافالذلك إنني أتوسل إليك بقدر ما أملك من 
إخلاض: ومن أجل غبة الوب وخبي» أن تسنزد قليك عل أن تفل 
ا ا ل وو ا لم أو أي مرض 
اخرء وعلى أن تدع أي إثم أخلاقي يستولي على روحك). 


ساقي الك لوي فى مرة عرقي رذ نت زد يلات ذف أن 
فقير في يوم الخميس اليل فأجبته بدهشة:«ماهذه الفكرة المرعبة» 
ياصاحب الجلالة» إنني لن أغسل قدمي واحد من هؤلاء الأدنياء» 
فقال:١حقاء‏ هذا خطأ عظيم أن تقول لأنه يوجب عليك عدم ازدراء 
أن تفعل ما فعله ربنا نفسه» وضربه مثلاً لناء لذلك | نني أتوسل إليك» 

من أجل محبة الرب أولأء ثم من أجل محبتي أن تعود نفسك على غسل 
قدمى الفقير». 

وأحب الملك الطيب كثيراً جميع أصناف الناس الذين آمنوا بالرب 
وأحبوه؛ حتى أنه عين جايل لى برن 17لا/8 © 195|أ6 » الذي لم يكن 
من أهل مملكته كافلاً أعلى لمملكة فرنساء لأنه احتل مكانة سامية 
ومع ا يا ومن جانبي إنني 
أعتقد أنه ب يستحق تماماً تلك السمعة» ووجهت الدعوة إلى شخص آخر 
ربدت دي سوربون» الذي كان مشهورا لسمعفه الطيبة 


-20 - 


اا 
ولثقافته» وذلك من أجل تناول الطعام على المائدة الملكية. 
وحدث في أحد الأيام أن كان كاهئاً جيداً جالساً إلى جنبي أثناء 
تناول الغداى وكنا نتتحدث لبعضنا 20 بشكل هادىء. فانتقدنا الملك 
وقال:«ارفعا صوتيك)ء أو أن صحبى) سيظنون أنك] تتناولوهم بالسوء 
وإذا كنتها تتحدثان على المائدة بأشياء تمنحنا السرورء 0 بصوت 
مرتفع» أ إلزما الصمث). 


وعندما كان الملك يشعر بالانشراح 0 
الأسئلة» من ذلك على سبيل المشال:«أبها النائب هل يمكنك أن تعطيني 
الأسباب لاذا رجل علماني عاقل ومستقيم أفضل من راهب)؟» وهنا 
كانت تبدأ أ المناقشة بيني شخصياً وبين الأخ روبرت»وعندما كنا نتجادل 
ان ا يقول :"الأ روبرث» 
أتمنى لو أنني أعرف أنني رجل عاقل ومستقيمء وتأمل أنني كذلك 
بالفعل» وبإمكانك أن تأحذ جمبع البقة لأن اللكية والجودة سيعتان 
ساميتان جداًء حتى أن التلفظ باسمهما يترك طعأ طيباً في الفم». 


هذا من جهة ومن جهة أخصرى: كان دائياً يقفول: إنه عمل شرير أن 
تأخذ أملاك الآحرين» ثم يتابع القول:«وأن ترد هو أمر صعب لأن 
تفعله لابل حتى أن تتلفظ بالكلمة نفسها سوف تتحشرج في 
البلعومءلأن فيها«ر» الردء والراء هذه مثل عملية الجرف للشيطان؛ 
الذي يود أن يجذب إلى نفسه كل من يودون«ردً؛ ما أحذوه من 
الآخرين» زيادة على هذا يفعل الشيطان هذا ببراعة كبيرة» لأنه يعمل 
اعتماداً على مغتصبين كبار» وعلى لصوص عظام؛ حتى أنهم يتظاهرون 
بإعطاء الرب ما ينبغي رده إلى الآخرين». 

وأعطاني الملك في إحدى المناسبات رسالة لآخذها إلى الملك ثببوت» 
نبّه فبها صهره؛ لأن يأخذ حذرهء خشية أن يضع ثقلاً على روحه بانفاقه 


-21 


ا - 

مبلغاً كبيراً من المال على البيت الذي كان يبنيه«للآباء المبشرين» في 
بروفائس» وقال الملك:ايتعامل» الرجال العقلاء مع ممتلكاتهم. مثل ما 
يتوجب على منفذي الوصية أن يفعلواء وأول شيء يفعله المنفذ هو 
سداد جميع الديون المتوجبة عل المتوفق» ورد - جميع الممتلكات العائدة 
لو سا سج ]ل ا ب ال سان 
مقاصد الإحسان). 

وحدث أن كان الملك القديس في أحد أيام العنصرة في كوربيل -01© 
اأهوطء حيث كان جميع الفرسان قد تجمعواء ونزل بعد الغداء إلى 
الساحة تحث البيعة, وكان واقفاً عند المدخل يتحدث مع كونت بريتاني» 
والد الكونت الخال -- حفظه الرب -- عندما جاء الأخ روبرت دي 
سوربون» ليبحث عني» وأمسك بطرف عباءتي وقادني نحو الملك؛ ولهذا 
قلت للأ: خ روبرت :اماذا تريد يا سيدي الطيب مني»؟ فرة:«أود أن 
انالك 4 إن كان الملك جالساً في هذ الساحة؛ فأنت قد ذهبت 
وجلست على مقعده في مكان أعلى منهء ولذلك ينبغي أن تلام كثيراً 
لفعلك ذلك» ؟. وأخبرته فعلاً إنني أستحق ذلكء ثم قال :امن المؤكد 
انلع تتحيده تستحق اللوم؛ لأنك ترتدي من الثياب ما هو أثمن من ثياب 
الملك» ذلك أنك ترتدي عباءة بن الغراء الجيد» ذات غطاء أخحضر متاز» 
وهو لايرتدي 0 هله لقاب 0 :«الأخ زوبرت» إذا سمحت لي 
وفحراءة ار ا ل د 
أمي» لكن من جهة أخرىء أنت جدير أكثر بالملامة: لأنه مع أن 
والديك كانا من العامة» لقد تخليت عن نمطيههما من الثياب» وثرتدي 
الآن ثياباً من الصوف أفضل مما يرتديه الملك نفسه» ثم أمسكت 
بالطرف الأدنى من المعطف الخارجي الذي كان يرتديه» وبطرق 
معطف الملك. وقلت للأخ روبرت:«إنظرء إذا كنت أنا لا أقول الحق»» 


- 22 - 


- 1/194 

ووقتها بدأ الملك ينحاز إلى جانب الأخ روبرت» وقال كل ما أمكنه 
قوله للدفاع عنه وبعد وقت قصيرء استدعى الملك ابنه الأمير فيليب س 
والد ملكنا الحالي - والملك ثيوت» ثم إنه جلس عند مدخل محرابه» 
واعتمد عللى الأرض بيديه» وقال للشابين:«اجلسا هناء بملاصقتي نمام 
حتى لايمكن ساع ما يدور بيننااء لكنهم] احتجا قائلين:«لكن يا مولانا 
حت الا نتجرا على الجلوس ملاصقين لك»» ثم قال الملك لي:«أيها 
النائب اجلس هنا»» وقد أطعته وجلست ملاصقاً له حتى أن ثيابي 
لامست ثيابه» ثم جعل الإثنين الآخرين يجلسان بعدذي» وقال لها : (لقد 
تصرفت) بشكل عظيم اللخطأء فأنتما ولداي. ومع ذلك لم تبادرا إل تنفيذ 
ما أمرتك) به لحظة إخبارىا بذلك» أرجوىا ألا يصدر عنىا مثل هذا 

ثانية»» وأكدا له أن ذلك لن يكون. 


ثم قال الملك لي بأنه دعانا لنكون معاً ليعترف بأنه دافع خطأ عن 
الأ روبرت ضديء وقال:« لقد رأينه قد غلب على أمره؛ وأنه كان في 
أمس الحاجة إلى مساعدتيء وعلى كل حال ينبغي ألا تعطيا أهمية كبيرة 
لأي شيء ربا قلنه في الدفاع عنه. ومثلم| قال النائب محقتأء عليى) أن 
0 
زوجتيىا أكثرء ولسوف يحترمى] رجالكما أعظم. لأنه مثلما قال 
فيلسوف عاقل ا 0 
المجربون العقلاء لن يقولوا أنفقناكثيراً عليهاء وإذا ما رآها الشباب لن 
يقولوا أنفقنا قليلاً عليها" . 

ولسوف أحدثكم هنا عن واحد من الدروس علمني إِيّاه الملك أثناء 
رحلتنا عائدين من بلاد ما وراء البحر» فقد حدث أن جنحث سفيتنا 
على الصخور حارج جزيرة برص وذلك بوساطة ريح تعرف 
باس (الجريان 68/6170 الى ان واس عسي ابر باح الأر بع» 
ولدى تلقي السفيئة للصدمة أصيب البحارة بالهلع» فمزقوا ثيابهم» 


- 23 


له /ا/أ مس 


ونتفوا لحاهم؛ ووثب الملك من فراشه عاري القدمين -- لأن الوقت 
كان ليلاً - ولم يكن يرتدي شيئاً سوى مئزره؛ ومضى نحو تمثال ربنا 
ل ار رك ا ع كرد لل ليواي 
أمامه» وفعل ذلك فعل إنسان لم يكن يتوقع شيئاً سوى الموث. 

ودعاني الملك في اليوم التالي هذه الحادثة المدذرة» وانفرد بي» ونحدث 
إل وحدي, وقال لي:«لقد لك 
قدرته» لأن واحدة من هذه الرياح الصغيرة» التي هي صغيرة بالفعل إلى 
درجة أنها بالنادر استحقت اسيأء كادت أن تغرق ملك فرنساءوأولادم 
وزوجته؛ ورجاله. ولقد قال القديس أنسلم 8056177 بأن مثل هذه 
الأشياء تأت بمثابة إنذار من ربناء وكأن الرب قصد أن يقول لنا: انظروا 
كم كان من السهل علي إنزال الموت بكم لو, أن ذلك كان ما أردث 
وقال القديس : أيها المولى الرب لاذا أرعبتنا هكذا؟ لأنك عندما فعلت 
ذلك» لم يكن ما فعلته لمنفعتك؛ كيا أنه لم يكن لصالحك» لأنك لو 
قضيت علينا 5-6 بالخسران» لما كان من هو أفقر منك» ولن يكون 
هناك من هو أشي مك عتلما تيف بإنقاذتاء وبناء عليه إن الإنذار 
الذي أرسلته | ليئا لم يكن منفعتك. » بل لمنفعتناء إذا ما عرفنا كيف نستفيد 
مئه). 

ثم قال الملك :«ولهذا دعونا نأخحذ هذا الإنذار الذي أرسله الرب 
إليناء وفق مايلٍ: إذا كنا نشعر في قلوبنا أو في أجسادنا بأننا غير مرضيين 
لهه سوف نتخلص من ذلك بدون تأخير» هذا من جانب» ومن جانب 
آخر إذا كان بإمكاننا أن نفكر بأي شيىء سوف يرضيهه دعونا ننظر في 
كيفية تنفيذه بسرعة كافية» وإذا ما فعلنا ذلك سوف يمنحنا ربئا المباركة 
0 
نستطيع أن نفكرء لكن إذا لم نفعل كا ينبغي» فإنه سوف ينزل بنا مثل| 
ينؤله السيك الحبيد بعبده غير الوفيءلأنه إذا لم يقم هذا العبد بإصلاح 


- 24 - 


- الالاط- 

سبله» بعدما تلقى الإنذا سوف يعاقبه مولاه باللوت» أو حتى 

ثم قلت أنا جين جوانفيل:«ليكن الملك الذي يحكم الآن متنبهاًء فقد 
نجا من مخاطر عظيمة بقدر ما كنا عرضة له. أو حتى أعظم. ولهذا عليه 
أن يبتعد عن اقتراف الخطأء وبهذه الوسيلة لن يضربه الرب بقسوة لا في 
نفسه ولا في ممتلكاته» . 

وفي حديث كان للملك معي»؛ فعل هذا القديس كل ما في استطاعته 
ليعطيني اعتقادً ثابتاً في المبادىء الأنياسة للسيسية حسب) أعطيثت 

لينا من قبل الرب» واعتاد أن يقول بأننا بنبغي أن نمتلك عقيدة راسخة 
0 أركان الإيهان» بحيث لاالخوف من الموت أو من أي أذى يمكن 
أن يحدث لأجسادنا يمكن أن يجعلنا قابلين بأن نقف ضدهم بكلمة أو 
بفعل» وكان يضيف :«(يبذل العدو قصارى جهده وهو يعمل بذكاء 
عندما يكونٌ بعض الناس على حافة الموت فيجرب كل ما بإمكانه 
ليجعلهم يموتون مع بعض الشك في عقولهم حول بعض النقاط في 
ديانتناء» وهو يقبوم مهذه الأعمال المضادة ببراعة لودراكه أنه لايمكنه أن 
ينتزع فضيلة أي عمل جيد عمله إنسان» وهو يعرف أنه قد خسر روح 
كل إنسانء إذا ما مات في ظل الإيان الحقيقي». 

وكان الملك يقول :«ولهذا إن واجبئا هو أن ندافع عن أنفسنا وأن 
نحميها ضد المصائدء بأن نقول للعدوء عندما يرسل | امال هده 
الغواية: ابتعد. “فإنك لن تستطيع تضليلٍ بإبعادي عن إياني الراسخ 
بأركان عقيدتي» حتى لو قمت بتقطيع جميع شان ماش ا و 
انحرف تاجو يقارعل دن بال للك يوذل عل ليطا 
بالسلاح نفسه تماماًء وهو السلاح الذي أخذ به عدو الإنسانية لتدمير 
الإنسان» . 


- 25 - 


ااا 


وكان الملك يقول أيضاً بأن الديانة المسيحية حسب| هي محددة 
بالعقيدة ة هي شيء ينبغي أن نؤمن به إيهاناً مطلقاً حتى لو قام | إياننا فيها 
على هرطقة. وحول هذه النقطة سألني: ماهو اسم أبيك» فأخبرته بأن 
اسمه كان سمعان. فيا كان منه إلآ أن سألني كيف عرفت ذلك؛ 
ورددت عليه بأنني متأكد من ذلك؛ وأؤمن بذلك بدون شكء لأن أمي 
أخبرتني به وأكدته لي» وعندها قال:«ينبغي أن يكون لديك نان رامعم 
حعييم باد إياننا اعتهاداً على شهادة الرسل» وفقاً لما سمعته يغنى 
يوم الأحد في العقيدة» , 

وأعاد الملك في إحدى المناسبات على مسامعي» ما أخبره به وليم 
أسقف باريس حول أحد اللاهوتييين البارزين الذي جاء لرؤيته» وقال 
هذا الرجل للأسقف بأنه يود أن يتتحدث معه؛ فقال له الأسقف:2: 
بحرية .وكيا تريك يا سيذاة وغيدما 2 عل كل حال 2ت يخاول اللاهوق 
أن يتحدث إليه انفجر باكبأء ولحذا قال الأسقف له:«قل ما تريد قوله 
ياسيد» ولا تخفء ما من أحد مها كان مذنباً إلا ويشمله عفو الرب». 
ا 0 يا سيدي لايمكنني التحكم بدموعي» حشية 
أن أكون مرتداء لأنني لايمكنني إرغام قلبي على الاعتقاد بالقربان 
المقدس الوضوع عل المابح؛ وذلك وفق الطريقة التي تقول بها الكنيسة 
المقدسة» ومع هذا إنني ي أعرف تماماً بأن هذا إغواء من العدو). 


فقال الأسقف:(أرجواك أخبرنيٍ يا سيد» هل تشعر بأي سرور عندما 
يعرضك العدو إلى هذا الإغواء)؟ فقال اللاهوي:«على العكس 
ياسيدي. فهذا يضايقني أكتتحر من أي م بمكن) فقال له 
الأسقف:«والآن منواك أساللف فيا إذا كنت تتقبل أي ذهب أو فضة إذا 
ما عرضنا عليك بشرط أن ن تسمح لفمك بالتفوه هبأي قذف فك الثريا 
المقدس فوق المذبح» أو ضد أي قداس من قداسات الكنيسة المقدسة»؟ 
فقال الرجل الآخر:«يا سيدي يمكن أن أؤكد لكم أن ما من شيء في 


26 - 


ا 


الدنيا يمكن أن يغريني بفعل ذلك» وإنني بالحري أوثر أن يبتر واحد 

من أطرافي عن جسدي على أن أوافق على مثل هذا الشيء . 

فقال الأسقف:«سوف أقوم الآن بمقاربة 0 
فأنت تعرف أن ملك فرنسا في حالة حرب مع إنكلتراء وتعلم أيضاً أن 
أقرب قلعة من خط الحدود بين المملكتين هي قلعة روشيل 80609118 
في بواتو» وهكذا سوف أسألك سؤالاً: افترض بأن الملك قد أقامك 
نججة لقلعة روشيل» وأنامني يسورلا عن قلعة مسرتاهري +1600 
611 » التي هي في قلب فرنساء حيث تعيش البلاد بسلام » فلمن تعتقد 
81 تلاك موف شغد بالدية العا عند انتهاء لخر لك أنت الذي 
حميت لى روشيل بدون سائرء أو لي أنا الذي بقيت بأمان في 
مونتلهيري»؟ فصرخ اللاهوتي قائلاً :“الماذاء باسم الرب يا سيديء إلي» 
فأنا توليت حماية روشيل» ولم أخسرها لصالح الأعداء» . 

فقال الأسقف:« يا سيد إن قلبي مثل قلعة مونتلهيري» لأنني لم 
أتعرض لا للإغواء ولا للشك فيا يتعلق بالقربان المقدس فوق المذبح» 
' ولهذا السبب سأخبرك فيا إذا كان الرب مديناً لي بأية نعمة لأن إياني 
مضؤة ولببى ديه شف إله مرق للك باريفية أععاف اك عانهو مدي 
لي» فأنت الذي حفظك قلبك من ال هزيمة عندما تعرض للمشاكل» 
ولديك - زيادة على هذا - نوايا طيبة نحوه» وأنه لا المنافع الدنيوية» 
ولا الخوف من أذى يمكن أن يلحق بمجسدك» يمكن أن يغريك بالتخلي 
عنه» ولذلك أقول لك: كن مطمئناء لأن وضعك يرضى الرب أكثر من 
وضعي». وعندما سمع اللاهوتي هذاء ركع أمام الأسقف» وهو يشعر 
بالسلام في نفسه. وبالرضا التام. 

وأخبرني الملك مرة كيف ذهب عدة رجال من الألبجيسيين إلى 
كونت دي مونتفورت» الذي كان وقتذاك يتولى حماية بلادهم لصالح 
الملك» وسألوه أن يأتي ليرى جسد ربنا الذي تحول إلى لحم ودم في أيدي 


- 27س 


عاب 

الكاهن» فأجابهم الكونت فائلا:«اذعبوا وانظروا إليه لأتفسكي أنتم 
الذين لاتؤمنون بهء أما بالنسبة لي فأنا مؤمن به بثبات» تماشياً مع تعاليم 
الكنيسة المقفدسة حول القربان المقفدس للمذبح». وأضاف :وهل 
عرفوة نا الدج ساكس مده الحياة الفانبة» لتمسكي بالاعتقاد با 
علمته الكنيسة المقدسة لنا؟ سوف أنال تاجاً في الجنة» وسيكون تاجاً 
ا لأنهم يرون الرب وجهاً لوجه: ونتيجة لذلك 
لايمكنهم إلا أن يؤمنوا». 

وحدثني الملك لويس أيضاً عن اجنباع عظيم لرجال الدين ويهود 
وأن ذلك كان في دير كلون» وكان هناك فارس فقير» كان راعي الدير 
يعطف عليه ويعطيه أحياناً خبزاً في سبيل محبة الرب» وسأل هذا 
الفارس راعي الدير عما إذا كان بإمكانه أن يتحدث أولأً وقد استجيب 
لطلبه؛ لكن بعد شيء من التلكؤء وهكذا اتتصب واقفاًء واستند على 
عكازه؛ وطلب أن يمثل أمامه أهم حاخام وأكثرهم علا ين الهود. 
ل 0 وا 
لس ا 0 
جسدهاء ووضعته على ذراعيهاء كانت عذراء وقث ولادته؛ وأنها 
بالحقيقة أم الرب» ؟ 

وأجابه اليبهودي بأنه لايؤمن بأي شيء من هذه الأشياءء وبئاء عليه 
أخير الفارس الوودى أنه تضرف تقرف أحقاء حين لم يؤمن بالعلراء 
ول يجبهاء و ذلك دخل إلى ذلك الديرء الذي هو بيتهاء » ثم صرح 
الفارس قائلا:«بحق الساء سأجعلك تد تدفع من من أجل ذلك»» ثم رفع 
عكازه وضرب اليهودي ضربة» وقعت قرب أذنه. جعلته يقع لما فيه» ثم 
ب جميع اليهود. وحملوا حاخامهم الجريح معهم» وبذلك انتهى 
المؤتمر. 
وتوجه راعي الدير إلى الفارسء» وأخبره بأنه اقترف حماقة كبيرة» فرد 


- 28 - 


هلالا 


الفارس بأن راعي الدير مجرم؛ لا بل أكشر حماقة؛ في دعوته لمثل هذا 
المؤتمر وحشدله له لأنه كان هناك عدداً كبيراً من المسبحيين» كانوا 
سينئصر فون قبل انتهاء المناقشة» وسيحملون معهم لدى ذهابهم شكوكاً 
حا حش ع لخي تهون الكادل لسمسودا فال 
الملك : وهذا أخيرك أنه لايتوجب على أحد المغامرة بالنقاش مع هؤلاء 
القوم؛ مالم يكن لاهوتياً خبيراء أما الرجل العلماني» فإن عليه عندما 
يسمح بتوجيه الإهانة للديانة المسيحي:. ألا يحاول الدفاع عن 

عقائتعا لا بسيغه؛ ويتوجب عليه أن يطعن به اللجدف في جوقه» ويل 


يدفع به إلى أقصى ما يمكن له أن يدخل» . 


- 29 - 


-1/ا/ا- 


الفصل الثاني 
خادم شعبه 

أعدّ املك لويس هاره لأن يتملك في وسط انشغاله ب؛ بشؤون مملكته 
وقتاً ليستمع إلى ساعات الغناء بوساطة جوقة كاملة» وإلى قداس -88 
ا موسيقىء بالإضافة إلى ذلك إذا كان الوقت موائأٌ كان 

يستمع إلى قداس منخفض لليوم» أو قداس مرتفع في يوم جميع 

0 

وكان يرتاح في كل يوم بعد الغداء في فراشه» وبعدما يكون قد نام ثم 
صحاكان يقوم مع واحد من شاسته بقداس للموت في غرفته بشكل 
خاصء وكان يحضر في أخحر النهار صلاة العشاءء؛ ثم أخمر الصلوات 
وتمامها في الليل. 

وجاء إليه مرة راهب فرنسيسكاني» لرؤيته في قلعة هيري 68/علالاء 
حيث كنا قد نزلنا لدى عودتنا إلى فرنساء وقد قال في قداسه المخصص 
للتوجيهات للملك بأنه قرأ في التوراة وفي الكتب الأخرى التى تحدثت 
عن الحكام غير المسيحيين» فلم يجد في التاريخ الخاص بشعوب الكفار 
أو شعوب المسيحيين أية تملكة فقدت حاكمها أو غيرته» إلا عندما كان 

بتم نجاهل العدل» وقال:«ولهذا على الملك العائد الآن إلى فرنسا أن يتنبه 
ذا أل داوس العنك قلعا ويدكل كاذ ي ضح ررالك يني د 
ربنا بأن يحكم مملكته بسلا م حتى نهاية أيامه» ولقد أخبرت بأن هذا 
الرجل الصالح. لذي علم ملكتا هل الدرس الوعظي ترقد ملخونا ف 
مرسيليا» حيث صنع ربنا من أجله. وما يزال يصنع كثيراً من المعجزات 
الكبيرة::وهق م يوافق على البقاء مع الملك لمدة تزيد على يوم واحد» مع 
أن جلالته ضغط عليه بقوة حتى يبقى» وعلى كل حال.» لم يس الملك 


- 30 - 


ااا - 
مطلقاً موعظة الراهب الجيد» وحكم تملكته بشكل جيدء وبإخلاص 
وفقاً لشريعة الرب. 

وكانت خطة المملكة المتبعة بالنسبة لمعالجة مسائل كل يومء أنه كان 
يبعث خلف جين دي نيسل 48/851865 الذي كان الكونت الجميد 
لسواسون. ويبعث خلف بقيتناء حالما لكون قد سمعنا القداس» ويخيرنا 
بالذهاب والإصغاء للتوسلات عند باب المدينة» الذي يدعى الآن باسم 
باب الالتياسات . 

وبعدما يكون الملك قد عاد من الكنيسة» كان يرسل خلفناء ويجلس 
عند طرف فراشه؛ ويجعلنا جميعاً نجلس من حوله» ويسألنا عما إذا كانت 
هناك قضايا لا يمكن فصلها من دون تدخله الشخصيء وبعدما كنا 
نخبره بالقضاياء كان يبعث خلف ذوي الشأن بالقضايا ويسأهم :الماذا لم 
تقبلوا ما عرضه أصحابنا»؟ وكانوا يجيبونه :لأن الذي عرضوه علينا 
قليلاً جداً»؛ وبعدها كان يقول:إنكم ستحسئون صنعاً إذا ما قبلتم بكل 
ما هم على استعذداد لإعطائكم إياه) وهكذا كان ملكنا القديس يبذل 

وغالباً ما كان الملك يذهب في الصيف, بعد سماع القداس إلى غابة 
فنسن 170610165/ا» حيث كان يجلس ويسند ظهره إلى شجرة بلوطء 
ويجعلنا نجلس من حوله.؛ وكان بإمكان كل من لديه قضية يريد 
إتقديمها أن يأتي ويتكلم إليه بدون عوائق من حاجب أو أي شخص 
آخر وكان الملك يخاطبهم مباشرة؛ ويسأل :اهل هناك من أحد لديه 
فحة متساج إل بكل؟ اول عن اليه افضنية كدان 1ق وواتهد 12 
يقول :«الزموا الصمث أنتم جميعاً» ولسوف د يستمع إليكم بالدور, واحدا 
تلو الآخرء ثم كان يستلعي بيير دي فوتتين 5ن مها 

وغيوفري دي فيلبت ©91!|الا» و يقول لواحد أو لآخر منها:«فض 
هذه القضية لي»» وإذا ما رأى أي شيء يحتاج إلى التصحيح فيها قبل من 


- 31 - 


ملا - 


قبل الذين تحدثوا باسمه أو باسم أي شخص آخرء كان يتدخل ليقوم 
بالتقويم الضروري. 

ورأينه في بعض الأحيان يذهب في الصيف ليتولى معالجة العدالة 
لشعبه في حديقة باريس العامة» مرتدياً مئزراً من الصوف الخالص» 
ومعطفاً خارجياً بلا أكىام» مبطن بالصوفء ورداء من قياش أسود حول 
كتفيه» وشعره نمشط بشكل دقيق» لكن من دون غطاء لتغطيته؛ وقبعة 
من ريش الطاووس الأبيض فوق رأسه. وكان يأمر بمدّ زربية حتى 
يمكننا الجلوس من حوله؛ ويقف كل من لديه قضية لعرضها أمامه. 
على مقربة» ثم كان يصدر حكمه على كل قضية؛ وى| أخبرتكم كان 
بالغالب يفعل هذا في غابة فنسن. 

ورأيت الملك في مناسبة أخرىء في وقت قال فيه جميع أساقفة فرنسا 
بأهم يرغبون بالحديث معه؛ وقد ذهب إلى قصره ليستمع إلى ما كانوا 
يودون قوله» وكان الأسقف غي أوف أوكسير 8118«لاه ابن وليم دي 
ميلو 0ااهاللابين الحضور» وقد خاطب الملك باسم جميع الأساقفة 
قائلاً:ايا صاحب الجحلالة» وجهنى السادة الروحيون لهذه المملكة 
الموجودين هنا لأخبرنكم بأن قضية المسيحية: التي من واجبكم 
حراستها والدفاع عنهاءتلقى الدمار على أيديكم» ولدى سراعه هذه 
الكلمات؛ رسم الملك علامة الصليب وقال:«أرجوك أخبرني كيف يمكن 
أن يكون ذلك »)؟ 

فقال الأسقف:«ياصاحب الجلالة» هذا بسبب أنه في هذه الأيام» 
ينظر إلى الحرمان الكسى باستخفاف» حتى أن الئاس لابهتمون فيا إذا 
ماتوا دون أن يطلبوا التحليل» ويرفضون إقامة مصالحة مع الكنيسة 
ولهذا يطلب السادة الروحانيون؛ من أجل حبٌّ الرب» ولأن ذلك هو 
واجبكم» أن تأمروا عمالكم ونوابكم» أن يبحثوا عن الذين سمحوا 
لأنفسهم بالبقاء تحت الحرمان الكنسي لمدة سئة ويوم واحدء ومن ثم 


- 32 - 


51/9/84 - 
إرغامهم على طلب التحليل» بوساطة الاستيلاء على ممتلكاتهم 
وأجاء بهم الملك أنه على استعداد بكل رضا لوعطائهم مثل هذه 
الأرامةاشريطة أنيسكن عو تبتصنياً فن أن ير يدوق أي خلت ران 
الأشخاص ذوي العلاقة مذنيين» وأخير ا ” في ظل 
أي ظروف لن يوافقوا على قبول هذا الشرطء لأنه يشكك بحقوقهم في 
إدارة أمورهمء وأجابهم الملك بأنه لن يفعل أي في غين الذي قالفى 


لاسيكرن اد مار بويا لسري لمن ادم أي 


ل د امرك عك حن اما تلنية عت 
بريتاني» الذي أمضى سبع سنوات تحت الحرمان؛ وقد تظلم وعرض . 
1 الماع ار بك ف بايا 
بإدانة جنيع خصومه؛ والآن لو أنني أرغمت في بهاية السئة الكونت 
طلب التحليل» لكنت أذنبت ضد الربء» وضد الرجل نفسه)ء 00 
هيأوا أنفسهم لقبول الأمور كى| كانت», ولم أسمع قط من تحدث عن أي 
مطلب جديد في| يتعلق بهذه القضبة. ش 
وفي مسألة إقامة صلح مع إنكلتراء تصرف الملك لويس ضد نصيحة 
0 
ببحاجة للتخلي عن الأرض التي أ عطيتها إلى ملك إنكلتراء ذلك أنه 
لايمتلك الحق مباء لأنها أخذت بطريقة ة عادلة من أبيه»» وعلى هذا 
أجابهم الملك؛ بأنه مدرك قماماً بأن ملك إنكلترا ليس له حق بتلك 
البلاد» لكن هناك سبب شعر بأنه ملزم له بإعطائها له وقال:«ألا ترون 
زوجتينا أختين» وأنه نتيجة لذلك أولادنا أولاد خالة» وهذا هو السبب 
الذي يجعل من اهام جداً بالنسبة لنا أن نكون بسلام فيه| بينثاء يضاف 
ل ل 
الذي صنعته مع ملك إنكلتراء لأنه هو الآن تابع لي؛ مع أنه لم يكن 
-33- 
الموسوعة الشامية ج 8 - م؟ 


لا ء ةا ل 

كذلك من قبل». 

ومن الممكن التعرف إلى حب الملك للاستقامة وللتعامل الح 
واستنتاج ذلك من تصرفه في قضية واحد اسمه رينو دي تريت 1111 » 
قفد أحضر هذا الرجل إلى الملك وثيقة تذكر بأنه أي الملك قد منح 
منطقة دامارئين 8117 في غولي ©0168 إلى ورثة كونئسة 
بولونٍ المدوفاة؛ لكن ختم الوثيقة قد الكسرء ول يبق منه سوى رجل 
الصورة الممثلة للملك؛ والمسند الذي أراح عليه قدميى. وأطلع الملك 
على الختم جميعنا نحن الذين كنا أعضاء في مجلس مستشاريه؛ وسألنا 
تقديم الساعدة له للوصول إلى قرار» وعبّرنا نحن جميعا عن رأينا بأن 
الملك ليس ملزما بقبول الوثيقة» ثم طلب من كاتم سره جين ساراسين 
ْ 7 أن بناوله وثيقة كان قد طلبها منه» وما أن صارت الوثيقة 
في يده حتى قال لنا:مسادتي يوجد هنا الختم الذي استعملته قبل 
الذهاب إلى بلاد ماوراء البحر» ويمكنكم أن تذكروا بوضوح من النظر 
إليه أن الطبعة الموجودة على الختم المكسور تتشابه تماماً مع الموجودة 
هناء ولذلك لا يمكنني بضمير صحيح الاحتفاظ هذه المنطقة)». ولهذا 
بعث الملك خلف رينودي تريت وقال له : «إنني أعيد منطقتك إليك» . 


-5/81- 


القسم الثاني 


- 35 - 


سما 5 


الفصل الأول 
تمرد البارونات 
6 -27#م| 


سم الرب القدير» كنا قد دوا كتابة بعضاً من الأقوال التقوية: 
سد ملكنا القديس لويس ليقف عليها من يستطيع قراءة 
هذا الكتاب» وليجد هذه الأشياء معروضة وفق ترتيب لائق» ولعله 
سيستخرج منهم المزيد من المنافع لو أنهم أدرجوا ودوئوا بين أعاله. 
وهكذا نبدأ انطلاقاً من هذه النقطة» ونمضي باسم الرب وباسم الملك 
ومن لتتحدث عن الأشياء التي صنعها. 

ولقدن سيمعف الاق لون يتحدت قترارا ويلكن أنه قد ولد في يوم 
عيد القديس مرقص الإنجيل» بعد وقت قصير من عيد الفصح؛ 
وكانت قد جرث العادة أن يحمل الناس في عدد كبير من الأماكن 
الصلبان في مواكب» ويعرف هؤلاء ف فرنسا بأ سو «الصلبان السوداء), 
ويمكن النظر إلى اج الس ا د حول الأعداد 
الكبيرة التي سوف تموت في الحملتين الصليبيتين» أي الصليبية ضد 
مصرء والصليبية بة التي مات فيها الملك نفسه في قرطاج(تونس))؛ فقد 
تر تب على هاتين الحملتين حزن عظيم:في هله الدنياء وسرور عظيم في 
0 لأن الصليبيين الصادقين قد ماتوا في مجريات هذين الحجين. 

وكان تتويج الملك لويس قد جرى في أول أحد البشارة(9؟! -- 
تشرين ان :)١775‏ وكان القداس يفشح في يوم الأحد ذلك» 


بكلات:١بك‏ أيها الرب أسمو بروحي؛ وبك أيها الرب أضع ثقتي ا 
وف الحقيقة وضع الملك دوفاثقة ثقة تق عظيمة بالرتة وكان ذلك من 


طفولته حتى وقت وفاته» لأنه في آخر الكلمات التي تفوه مها وهو تمدد 


37 - 


هس 


يموت كانت الدعوة إلى الرب وإلى قديسيه» وبشكل خاص إلى القديس 
جيمسء» وراعيتنا القديسة جنفييف. 

ولقد رعاه الرب الذي وضع ثقته فيه طوال حياته منذ الطفولة حتى 
النهاية» وبشكل خاص في أيام شبابه الأولى» عندما كان بحاجة كبيرة 
إلى الوقاية» وذلك حسبا ستسمع بعد قليل» فقد حفظ الرب شبابه من 
الأذى من خلال التوجيهات تاد التي تلقاها من أمه التي علمته كلاً 
من حب الرت والإامان هه وزيث ابنيا وتقاتة رفظ عافة من النافن 
ذوي العقول الديدة ولقلرجعلتة يفوم بالتازوة طوال بيع الساعادم 
وأن يقوم بالاصغاء إلى القداسات في أيام الأعياد العالية» وكان دوماً 
يتذكر كيف كانت تخبره في بعض الأحيان أنها تفضل موته على أن 
يقترف ذننا عظيا. 
ه وكان الملك لويس بحاجة إلى عون الرب في شبابه» لأن أمه التي 
جاءت من إسبانياء لم يكن لما لا أقرباء ولاأصدقاء في جميع ملكة فرنساء 
ولأن الملك كان مجرد طفل؛ والملكة أمه أجنبية» اتخذ البارونات من عمه 
كونت بولونيا ©09انام8 رئيساً لهم» وتصرفوا نحوه وكأنه كان 
مولاهم» وبعد تتويج الملك. تقدم البارونات بطلبات | إلى الملكة طلبوا 
فيها منحهم ممتلكات كبيرة» ولأنها رفضت(متذرعة بأنه لم يعد من شأنها 
التنازل عن أجزاء من مملكة فرنسا ضد إرادة ابنهاالذي توج) اجتمع 
هؤلاء مع بقبة البارونات في كتلة واحدة في كوربيل |أ©0010 . 


وأخبرني الملك القديس مرة أنه لم يتجرأ لاهو ولا أمه على العودة إلى 
باريس» حيث كانا آنذاكفي مونتهليري» حتى جاء أهل تلك المديئة 
وهم بكامل السلاح لجلبهاء وقال أيضاً بأن الطريق كله من مونتهليري 
إل ارتمن كحان مكنظ تسود الناس من ستاحيق وضين مسلعين: 
يدعون إلى الرب أن ب بح كي التنساتة حبياة طريانة وسع ريه 
تولوا الا م وج بد ون اسان ولقد استجاب الرب لأدعيتهم. 


- 38 - 


- 5/46 

0 أنه في الاجتاع الذي عقد البارونات في كوربيل» قرر الذين 
كر ال ل و ار ال اد 
الملك» وبالإضافة إلى هذا قرروا أن بقيتهم -- باستثناء ليس أكثر من 
ا ا ا 
الملك التي سوف ترسل إليه؛ ورتبوا هذا لأمهم رادها أن يروا فيا إذ 
كان الكونت سيتمكن من نيل الأفضل من تلك المرأة الغريية أي 
ملك وقال كثير من الثاس بن الكونت سينجح بالتغلب عل الللكة؛ 
وعلى ابنها أيضاء لولا أن الرب قد أعان الملك في ساعة عوزة مثلما 1 
يخذله قط. 


وتمثل العون الذي أعطاه الرب إياه» بوصول الكونت ثيبسوت 
صاحب شامبين» الذي صار فيا بعد ملك نافار» مع جماعة مؤلفة من 
ثلاثاثة 7 الجلالة» وضبت ايد 
الكونت هذا للملك» ؛ أرغم كونت بريتاني على أن يضع نفسه تحت رحمة 
الملك» وأن يقيم سلاماً معه بتسليمه - ئ] قيل كردي سير 
بيرش ©2610 . 


د أ ها بسي كم المصول على فهر كام لض الأشاء ني 
سوف أتناولها فيا بعد» أعتقد أنه مفيد هنا أن نقوم باستطراد لطيف» 
وبئاء عليه مسوف اعرق ونه اد رس ل ايها الل تروف ياست 
هنري الكريم؛ كان له من زوجته الكونئسة مريم - التي كانت أت 
ملك فرنساء الملك فيلي ب(أغسطس) وأخث رتشارد ملك إنكلترا 
لأمه«إليانور) - ولدين. كان أسم الأسن منه)| هنري» وأسم الآخر 
ثيببوت» وقد ذهب الابن الأسن إل الأرض القداسة تحاجا وصليناء 
وكان ذلك عندما حاصر الملك فيليب والملك رتشارد عكاء واستوليا 
عليها. 


- 39 - 


م/م - 

وكان ما أن جرى الاستيلاء على عكاء حتى عاد الملك فيليب إلى 
فرنساء وهو عمل سبب له اللوم العظيم؛ وبقي الملك رتشارد في 
الأرض المقدسة:؛ يقوم بأفاعيل اتسمت بالشجاعة وجعلت المسلمين 
يرتعبون منه» وبلغ الأمر إلى بالفعل» يا هو مدون في الكتاب حول 
الأرض المقدسة؛ عندما كان طفل مسلم يبدأ البكاء» كانت أمه. حنى 
يلتزم بالهدوء تقول له:«أوقف هذاءالملك رتشارد موجود هنا»» وعندما 
كانت أياً من خيول المسلمين أو البدو تجفل في شعراءء كان أصحابهم 
يخاطبوهم بقولهم:«هل تظنون إن هذا هو الملك رتشارد»؟ 

ورتب هذا الملك بعد مباحثات طويلة زواجاً بين الكونت هئري 
الشاب كونت شامبين» الذي بقى معه» وبين ملكة القدسء التى ورثت 
هذه المملكة من والدهاء ورزق الكونت هنري من هذه الملكة بابنتين» 
الأسن بينهما هي التي أصبحث ملكة قبرصء في حين تزوجت الأصغر 

من الكونت ايرارد دي بريين» الذي جاء منه خط نبيل» حسبما يعرف 
كل واحد في فرنسا أو شامبين» ولن أقول الآن شيثاً عن زوجة الكونت 
ايرارد» بل سوف أتحدث إليكم عن ملكة قبرصء لأن لها علاقة 
بالقضية التي أنا بصددها. 

وعلي الآن استئناف روايتي: بعدما تمكن الملك لويس من غلبة كونت 
بريتاني» صار النبلاء ء الفرنسيون الآخرون غضابى جداً مع الكونت 
ثيبوت؛ حتى أنهم قرروا الطلب من ملكة قبرص - التي» ى) تعلمون 
ا ا لق ا رصبي 
الكونت ثيبوتء الذي كان أبوه هو الابن الأ صغر للكونت هنري. 

وقام -- على كل حال -- بعض البارونات بخطوات للمصالحة بين 
الكونت بيير والكونت ثيبوت» وقد نجحوا في جهودهم إلى حد أن 
الكونت ثيبوت وعد باتخاذ ابنة كونت بريتاني زوجة له» وجرى تحديد 
البوم الذي كان سيتزوج فيه كونت شامبين من المرأة الشابة» وتقرر 


- 40 - 


لاا -_- 


حملها للاحتفال إلى واحد من أديرة الأخوان المبشرين قرب فلعة ثييري» 
وكانت تدعى» ئ) أعتقد. فال سكرت أعان56 - أول/ا ٠.‏ وتولى 
البارونات الفرنسيون الذين كانوا كلهم تقريباً يمتون بالقرابة لكونت 
بيير» مرافقة ابنته» وبعدما وصلت إلى فال س 52 أرسلت رسالة 
إلى الكونت ثيبوث» الذي كان أنذاك في قلعة ثبير نيال 


وفبها الكونت في طريقه إلى ا الزواج» جاء 
غيوفري دي شابيل ©ااهم018© إلى مقابلته حاملاً رسالة سرية من 
الملك» وقال له:«مولاي» لقد سمع الملك أنك عقدت اتفاقية مع كونت 
بريتاني للزواج من ابتشه؛ ولهذا يحذرك أنك ك إذا كنت لا ترغب في فقدان 
كل شيء تمتلكه في مملكة فرنساء فعليك عدم القيام بهذا العمل» لأنك 
تعلم بأن الكونت قد ألحق من الأذى بحق الملك أكثر من أي إنسان 
آخر على قيد الحياة»» وبناء عليه» قام كونت شامبين» بناء على نصيحة 
الذين كانوا معه» بالعودة إلى قلعة ثييري. 

وعندما سمع الكونت بيبر وبارونات فرنساء الذين كانوا يتوقعون 
وصول كونت ثيبوت إلى فال سكرتء بالذي صنعه؛» اشتعل غضبهم 
جميعا بسبب الإهانة الت الها بهم وبثوا على الفور لإحضار ملكة 
قبرص(8)» وما أن وصلت حتى توافقوا على أن يقوموا بتتحيد أكس 
عدد تمكن من الرجال المسلحين» وأن يدخلوا إلى بري وشامبين من 
الجانب الفرنسي» بينا يدخل دوق دي بيرغندي» الذي كانت زوجته 
ابنة الكونت روبرت دي درو إلى شامبين من بيرغندي » وحددوا يوماً 
تجتمع فيه قواتهم أمام تروي 85لإ110 » مع نية الاستيلاء على المدينة إذا 
تمكنوا من ذلك. 

*- كذاء وقد وقعت هذه الوقائع سنة ٠*7؟1‏ في حين وصلت ملكة قبرص إلى فرئسا سنة 
“اا . 





- 41 


-186؟ - 


ودعا دوق دي بيرغندي جميع الرجال الذين كانوا نحت تصرفه. 
وحشد البارونات رجاهم؛ وزحف البارونات نحو الأمام خرقوة كل 
شيء ويدمرونه عل جالبهم» وعمل البيرغنديون تار مماثلاً على 
جانبهم الآخرء وزحف في الوقت نفسه ملك فرنسا من الجانب الآخر 
لفتالهم» واتخل كونت شامبين الاحترازات الوقائية. فأحرق جميع بلداته 
قبل أن يتمكن البارونات من الوصول إليهاء وذلك مبدف ألا يجدهم 
الأعداء مشحونين بالمؤن» وكان من بين المدن التى أحرقها الكونت 
ثيبوت ودمرها ابرني (106178 » وفيرتوس ناماع ١/‏ »؛ وسيزان -56 
© . 


وعندما أدرك سكان تروي أنه ليس بإمكانهم التعويل على مساندة 
مولاهم؛ بعثوا يطلبون من سمعان اه والد صاحبها 
الحالي» الفدوم المساعلتهم؛ وما أن وصلته هذه الرسالة حتى .حشد 
مقاتليه؛» وغادر جؤاشيل ف الليلة نفسهاء ووصل إلى تروي ني الصباح 
التالي» ولهذا مروا من أمام تروي دون أن يحاولوا القيام بأي شيء) 
ين سلف 
كان دوق بيرغندي معسكراً . 

وسمع ملك فرنسا بأنهم كانوا هناك عراوك ب جنر :1ك 
المكان لحاربتهم؛ وبئاء عليه بعث البارونات إليه ورجوه بأن يتسيقث 
شخصياً من القتال» وهم سوف يمضون ويواجهون كونت شامين» 
ودوق اللورين» وبقية رجال الملك» مع أقل بشلاثهائة فارس مما لدى 
الدوق والكونت في جيشيههاء وبعث 1 إليهم رسالة جوابية قال فيها 
بأله لن يدعهم يحاربون ضد رجاله ما لم يكن هو شخصياً هناك معهم؛ 
وبعث البارونات بدورهم يخبرون الملك أهم من جانبهم على استعداد 
لإفناع ملكة فبرص لإقامة سلام» ورد الملك بأنه لن يوافق على أي نوع 
ف السلاماك 11ل عبي لحرقت شافيك بشكل للقة حت وص 


-42 - 


1/41 - 
البارونات عساكرهم من ممتلكات الكونت. 

وؤاقق البارؤنات فل بهذا المطلي» لكن بالانسحاب من الآبل فقط 
وأن يذهبوا للعسكرة في بقعة تقع إلى الجنوب من جولي لااالال» ثم 
عسكر املك في المكاك الذي طردمة متف وما أذ سمعيرا بآله كان هناك 
حنى قفوض هؤلاء ار معسكرهم وذهبوا إلى شورس 
© غير أنهم لم ينجرأوا على الانتظار هناك حتى وصول 
الملك» بل أزالوا معسكرهم وذهبوا لى لين 819788 للعسكرة 
هناك؛ وكانت عائدة لكونت نافار» الذي كان من حزبهم» وهكذا أرغم 
الملك كونت شامبين وملكة فبرص على التصالح معه» وعقد الاتفاق 
الذي تم على أساس التفاهم بأن يعطي الكونت الملكة ممتلكات تعطيها 
كل سنة حوالي الألفي دينار» مع منحة قدرها أربعين ألف دينار. 

ودذ ا و ل ا له 
ا الملك أربعاً من إقطاعياته هي : قطاعية بليوس 8/015 2 
وإقطاعية تشارترزء وإقطاعية سانسير 9317661168 » وإفطاعية شاتودون 
6100111 وقال بعض الناس بأن الملك استحوذ على هذه 
الإفطاعيات بمثابة رهن فقطء لكن ذلك لم يكن مطلقاء ذلك أنني 
سألت صاحب الجلالة حول هذه القضية عندما كنا في بلاد ما وراء 
البحرء أما فيه| يتعلق بالممتلكات التي أعطاها كونت شامبين إلى ملكة 
قبرص» فإن شطراً منها الآن ببحوذة كونت دي بريين الحالي» وشطراً 
بحوذة كونت دي جواني لالاوأمل » لأن جدة كونت دي بريين 
كانت ابنة ملكة قبرص» وهي كانت قد تزوجت من الكونت غوتبير 
دي بريين الكبير. 

ولكي تعرف كيف تملك كونث دي شامبين هذه الإفطاعيات التي 
باعها إلى الملك» أخيرك بأن جده الكونت ثيبوت الكبير» المدفون الآن 
في لاني لالاوها » كان لديه ثلاثة أولاد الأسن بينهم كان إكتمنة 







ادكه 


-43 - 


.ول 


هنري» واسم الثاني ثيبوت» واسم الأصغر إتبين 2155116016 » وكان 
هئري الذي صار كونت دي شامبين ودي بري يعرف بالعادة باسم 
هئري الكري بم» وكان اسمه لائقاً به. لأنه كان كرياً في تعامله مع كل من 
اموي نامي أما باسية كنت تحو ئرب نهنا را و 
خلال كنيسة القديس إتيين في تروي والكنائس الجميلة الأخرى التي 
بناها في شامبين» أما فيها يتعلق بكرمه تجاه التعامل مع الشؤون البشرية» 
فهذا واضح في قضية أرتود اوت نرضت 199801 01 لوق » وفي 
مناسبات أخرى؛ بودي إخباركم بهاء لولا خشيتي من إثقال كتابي. 
وكان هذا الرجل أرتود من سكان نوغنت» وواحداً ثمن وثق به 
الكونت هنري أكثر من أي رجل آخر في العالمء وقد صار ثرياً جداً إلى 
حد أنه بنى قلعة نوغنت لى أرتود 8148100 عل حسابه ولقد حدث أن 
نزل الكونت هنري على سلم بينه الكبير وهو قادم للذهاب لسراع 
الفداس في كنيسة القديس إثبين» ووقتها جاء فارس فقير إلى أسفل 
ا 0 :«أرجوك يا مولاي أن تعطيني بعضاً من مالك 
حتى تكن من تزويج ابنتي هاتين؛ الواقفنان هنا أمامك»؛ وقال أرتود 
الذي كان واقفاً حلف الكونت للسائل:«ليس من اللائق بالنسبة لك 
أبها الفارس الطيب أن تسأل مولاي اللورد أكان لكنة قد اخطن وأنفق 
كثيراً حتى م يي 
الكبير نحو رتود وقال له:«أيها الفلاح اليك للدم ركز الحعية عرندها 
قلت بأنه لى يبق لدي شيئا لأنفقه في الحقيقة» أنت ت لدي» خحذه أبها 
الفارسء ذلك أنني أعطيك إياهء وفضلاً عن هذا أنا سأكون ضرانة لهة 
وم يتقاعس الفارس؛ بل أمسك برداء أرتود وقال بأنه لن يخلي سبيله 
ال ا ل ل 
و 0 


- 44 - 


-1و/ا؟- 
الثالث» أي إتيين فكان كونت دي سائسيرء ونال الأخوان من الكونت 
هنئري كل شيء ورثاه» بها في ذلك كونتياتها ف حقوقه| غير 
الاستقلالية» وامتيازاي)» واستحوذا فيا بعد على هذه الإقطاعيات من 
أبناء الكونت هنري الذين تملكوا بلاد شامبين» حتى جاء الوقث الذي 
باع فيه الكونت ثببوت هذ الاقطاعياث إلى الملك. 


ودعوبي الآن أستأنف روايتي» ؛ وأخبركم كيف عقد الملك لويس 
بلاطاً كبيراً في سومور 1لا١1انا58‏ في أنجوء وكان ذلك بعد الحوادث 
التي رويتهاء ولقد كنت هناك» ويمكنني أن أؤكد لكم أنه كان أفضل 
بلاط منظم قد شهدته قطء فقد جلس خلف منضدة عالية» بعد الملك 
كونت بوائثييه. الذي نصبه الملك فارساً في يوم عيد القديس يوحفاء ثم 
ثلاه كونث التخوم» وجلس بعده كونت بريتاني الطيب» 1 
المنضدة المقابلة لمنضدة الملك؛ وفي مواجهة الملك كونت دي دور ر) ثم 
تلاه بالجلوس مولاي ملك نافار(الذي كان آنذاك كونت شاميين)» 
وكان يرتدي مئزراً وعباءة من الحرير» رتبت بشكل جميل بوساطة حزام 
جلديء» وكان يرتدي أيضا قلادة مذهبة وقبعة من القياش المذهبء وقد 
جلست إلى جانبه أقطع اللحم له. 

وجلس كونت دي أرئو 5أ10م حو الملك» أمام صاحب 
جلالته» جاهزاً ليقوم بخدمته في توزيع لحمه؛ وقتذاك إن حانب 


الكونت جين دي سواسون الطيب» وبيده سكين التفطيع حيث كآن 


يستخدمهاء ووقف لحراسة منضدة الملك» إيمبرت دي بيجو» الذي 
صار فيا بعدالنائب الأعلى لفرنساء ومعه انغوراند دي كنوسي -0 
لإ0لامه 06 لعلو العنان » وأرذ شيمب ود 410110680 دي 
بوربون» ووقف من خلفهم حولي الثلاثين فارساً وهم يرتدون مآزر 
من ا خرير» وكان عليهم القيام بحراسة سادتهم» ووقئف خلف هؤلاء 
الفرسان كوكبة من السيرجندية الذين يرتدون الثباب الفاخرة التى 


- 45 - 


1 


1/65 


طرزت عليها رنوك كونت بواتوه وكان الملك نفسه يرتدي مئزراً من 
الحرير الأزرق مع معطف خارجي أحمر براق» وعباءة من القهاش نفسهء 
مبطنة بالقطيفة» ووضع على رأسه قبعة من القطن بدت غير موائمة 
لإنساك هازال قنايا. 

وعقد الملك هذه الوليمة في قاعة سومورء التي - قيل - بأنها 
بنيت من قبل الملك هنري الكبير» ملك إنكلتراء وذلك من أجل إقامة 
ولائمه هناك» وبئيت هذه القاعة وفق نمط قاعات الديرة السسترشانية» 
ولاأعتقد بوجود أية قاعة تدانيها حتى في الحجم» وسوف أخبركم لاذا 
أعتقد هذاء لأنه كان يوجد إلى جانب جدار القاعة الديرية التى كان 
الملك يتناول فيها الطعام محاطاً بفرسانه وسيرجنديته الذين شغلوا 
مساحة كبيرة» أيضاً غرفة من أجل منضدة جلس إليها عشرون من 
الأساقفة ورؤساء الأساقفة» وبالاضافة إلى جميع هؤلاء الأساقفة» كانت 
هناك منضدة للملكة بلانثي الملكة الأم» وذلك على مقربة منهم؛ في 
الطرف الأقصى من القاعة الكبرى» في مواجهة المنضدة التي شغلها 
الملك. 


وكان الذي يتولى خدمةالملكة_بلانشي ورعايتها الكونت دي بولون» 
الذي صار فيا بعد ملكا على البرتغال» وكذلك الكونت الطيب هوغو 
15نالادي سينت بول» وفتى ألمانياً كان قُْ الثامنة عشرة من عمره. 
يحكى بأنه كان ابن القديسة إليزابث أوف تورئجياء وبناء على هذا 
كا فيل - قبلت الملكة بلانشي الفتى على جبينه» وذلك كعمل تقوي 
خالصء. لأنها اعتقدت أ ن أمهء لا بد قد قبلته مراراً هناك. 

ووجدت المطابخ عند نهاية القاعة الكبرى» وذلك في الجانب الآخر 
وكذلك مخازن النبيذ.» والقوارير والزبدة» ومنها كان الملك والملكة الأم 
يخدمان باللحوم. والخمرة والخبزه» وعلي يمين وعلى يسار القاعة 
الرئيسة» وفي وسط البلاط» كان هناك عدداً كبيراً من الفرسان يتناولون 


- 46 - 


1/1 


الطعام» وكانوا من الكثرة بمكان أنني لم أستطع تعدادهم » ولقد أعلن 
خفن لان لجع برجا اق أرا ابدة سالط ار ال ل 
العدد من الأردية والملابس الأخرى المصنعة من الحرير والذهب, ولقد 
قيل كان هناك في هذه المناسبة ما لايقل عن ثلاثة آلاف فارس. 


مس م و و ا ا 1 
كونت بواتييه معه حنى يقدم أتباع الكونت | إليه الولاء من أجل 
إقطاعا: تهم؛ ولكن ما أن وصل جلالته | إلى بوائييه حتى رغب من قرارة 
ليه بالعودة إل بازيين لأنه يجيد كونت التسخوع الذي تناول الطعام 
ا ا لب ا ا د 
امي دا تكو وس ال 
لدعا ا امال فا انيه على اركارال 
مصالحة مع كونت التخوم, لكن أنا لا أستطيع أن أقول كيف. 

ولاحظت في أثناء ذلك الوقت أن الكونت جاء عدة مرات من 
لوزغنان ليتحادث مع الملك في بواتيبهه وفد جلب في كل مرة زوجته 
معة) التي كانت من قبل ملكة إنكلترا(4)» وأم ملكها الحاليء وهناك 
عدد كبير من الناس قد أكدوا بأن الملك وكونت بواتبيه قد عقدا صلحاً 
مع كونت التخوم وفق شروط غير مرضية تماماً. 

وبعد عودة الملك من بوائييه بوفت قصيره» جاء ملك إنكلترا إلى 
غسكوني لإنشاب الحرب ضد مولاه الملك» وتوجه ملكنا القديس 
ليقاتل ضده على رأس قوة كبيرة وذلك بقدر ما استطاع حشده. 
وزحف ملك إنكلترا وكونت التخوم للاشتباك بالقدال مع الملك» أمام 


قلعة تيليبورغ 010ا11600ل183 2 لب تقو م إلى جانب بر صغير بائس 
يدعى شارنتي 008/618 2 2و ذلك عند ٠‏ نقطة لايمكن للانسان فيها 


الجواز إلا عبر جسر حجري ضيق جداً. 


* -- هي إيزابل أرملة الملك جون وأم الملك هنري الثالث . 


47 


- 5/8 


وما أن وصل الملك لويس إلى تيليبورعٌ 4 ورأى الجيشان بعضها 
بعغساء حتى لم بوفر رجالنا الذين كانوا حل الطرف الذي قامت عليه 
القلعة :هد العيوة إلى الطرف الآخرء وعبروا النهر بعد تخاطرة كبيرة» 
وجاء عبورهم بالقوارب وفوق ذلك الجسرء واستهدفوا إلقاء أنفسهم 
عل الإنكليزء ثم نشب قتال حاد جداء وعندما رأى الملك مجريات 
الأحذات ويقلسانيا عل و القن لناسيه وسيل االخاطر بجع الاخزين» غير 
اك ار ير حر صر ال لي 0 
الأقل؛:ومهما يكن من أمرء فقد قضى الرب أنه في اللحظة التي رأى فيها 
الانكليز الملك يعبر فقدوا شجاعتهم وهربوا للالتجاء ء في سائتس 
505 ؛ ولحقهم بعض رجالناء غير أنهم حوصروا في وسطهم» 
ومن ثم أخذوا أسرى. 

وروى رجالنا الذين وقعوا أسرى في سانتس» في| بعد أنهم سمعوا 
كلاماً كان خصاماً حقيقياً بين ملك إلكلتراء وكونت التخوم؛ وقد اهم 
ملك إنكلترا الكونت بأنه بعث إليه يعده بأنه سيججد تأييداً كبيراً في 
فرنساء وفي جميع الأحوال» قام ملك إنكلترا في الليلة» التي تراجع فيها 
من تيليبورغ بمغادرة سانتس والعودة إلى غسكوني . 

وعندما رأى كونت التخوم, أن لا أمل أمامه بالمساعدة» استسلم إلى 
اللكاتزس راجه رويحا رار اكيب إلا بسع رلا رقيات 
الكونت في قبضته. أقام الملك صلحاً معه؛ كان قادراً بموجبه على 
ا 
ما لاأستطيع قولهه لأنه لم يتوفر لي دور في هذه القضية» فوقتها لم أكن 
قد صرت فارساً بعد. وعلى كل حال لقد أخبرت أنه بالإضافة إلى 
الأرض التي حصل عليها الملك ونالها من كونت التخوم؛ توجب عل 
هذا الكونت دفع عشرة آلاف دينار كانت له في الخزينة الملكية» ومبلغاً 
ماثلاً كل سنة مقبلة . 


- 91/4 

وعندما كنت مع الملك في بواتيبه» قابلت واحداً من الفرسان يدعى 
غيوفري دي رانكون 8897600 كان - كم أخيرثت - قد تضرر 
كثيراً من كونت التخوم؛ ولهذا السبب نذر على الأناجيل المقدسة؛ أن 
لايقوم بقص شعره. حسب| كانت العادة مع القرسان» جل تركه يطول 
مثل الساء معفراًالوقت الذي سيتتقم فيكأ من الكونت» إما بيديه أو 
على يدي سواه؛ وما أن رأى هذا الفارس كونت التخوم؛ وزوجته 
وأولاده يركعون أمام الملك» صارخين طلباً للرحمة» حتى جلس على 
مقعد صغير» وأمر بقص شعره هناك» وكان ذلك بحضور الملك» 
وكونت التخوم؛ مع كل إنسان كان هناك . 

وقام الملك لويس في أثناء حملته الأخيرة ضد ملك إنكلترا 
والبارونات» بمنح أعطيات مالية كريمة؛ وذلك حسما أخبرني الذين 
عادوا من هذه الحملة» والملك لم يطلب قط وم يقبل أية مساعدة اه 
من باروناته» وفرسانه» ورجاله أو من أي من مدئه الجميلة بطريقة قل 

تنجم عنها شكوىء وذلك في| يتعلق بالأعطبات التي منحهاء أو 

النففات التي تحملها أثناء تلك الحملة: أو أثناء أي حملة أخرى في 
الوطن أو في] وراء البحار» وينبغي عدم التعجب من هذاء لأنه عمل 
هكذا بناء على نصيحة أمه الطيبة التي كانت إلى جانبه» وهو قد اتبع 
دوماً نصائحهاء وكذلك بناء على نصيحة بعض الرجال العقلاء 
والجديرين بالاحترام» الذين ظلوا خداماً خلصين للعرش منذ أيام أبيه» 
وأيام جده . 


- 49 - 


- 1/8 


الفصل الثاني 


استعدادات لحملة صليبية 
رمع ١‏ د لمة؟١)‏ 


بعد مضي عام أو عمامين على الأحداث التي دونت للتو أخبارهاء 
وبإرادة من الرب» وقع المللك لويس» الذي كان انذاك ف باريس» 
حي يا ا اح ا ليك افا ماده تي ناوا جد مزه 
السبدتين اللنان كانتا تتوليان العناية به أرادت أن تمد الغطاء فوق 
وجهه. مقدرة أنه قد مات» لكن السيدة الأخرى التى وقفت على 
الطرف الآخر من فراشه» لم تسمح لاء وقالت بأنها متأكدة بأن روحه ما 
تزال في جسده . 

وفي الوقت الذي تمدد فيه المللك يصغي إلى النقاش بين السيدتين» 
عمل ربنا معه. وأعاده بسرعة إلى وضع صحي استرد به القدرة على 
الكلام» مع أنه كان حتى ذلك الحين غير قادر على التلفظ بكلمة؛ وما 
أن أصبح قادراً على الكلام حتى طلب صليباً ليعطى إليه. ونفذ هذا 
المطلب على الفور» وعندما سمعت أمه أن القدرة على الكلام قد عادت 
إليه حتى امتلأت بالخبور على قدر الإمكان» ولكن عندما علمت بأنه 
قد طلب صليباً وأنه قد أخحذه -- وهو ما سمعته من شفتيه سس بحتى 
شرعت بالنواح» وكأنها تراه قد تمدد ميتاً. 

وبعدما تناول الملك الصليب» حذا حذوه أخونه الشلاثة : روبرت 
كونت دي أرتوء وألفونسوء كونت بواتييه» وشارل؛» كونت آنجوء الذي 
صار فيا بعد ملك صقلية» وإلى هؤلاء ينبغي أن نضيف هوغو دوق 
دي ببرغندي» ووليم كونت فلاندرز» وهو أخو الكونت غي دي 
فلاندرز الذي توفي مؤخراء والكونث هوغو الطيب» ؛ كونت دي سانت 


-50 - 


-/اة/ا؟ ب 


بولصء وابن أخيه غوتيير» وغوتيير هذا تصرف بشجاعة في بلاد ماوراء 
البحر» وكان سيبرهن على جدارة أعظم لوأنه عاش مدة أطول. 

وينبغي أن أذكر بين الأساء الذين حملوا الصليب كونت التخومء 
وابنه هوغو لى برنث لاا » وكذلك ابنى عمى كونت دي ساربروك 
5910110016 مع أخيه غوبرت دي أبريمونت 801670005 » وبفضل 
قرابتناء قمت أنا جين لورد جوانفيل بالرحلة برفقتها إلى بلاد ما وراء 
البحر» وذلك في سفينة استأجرناها معاء وشكلنا آنذاك فئة مكونة من 
عشرين فارساء نسعة منهم كانوا عائدين إلى كونت دي ساربروك ومن 

الجا لع ل لتجسيد ربنا بجمع رجالي» 
ل ل م ا لل 
استدعيتهمءولد ابني جين صاحب أنسرفيل 41006[10/1||8 2 من 
زوجتني الأولى التي كانت أختاً لكونت دي غراندبري ع0 2 
ولقد احتفلنا ورقصنا طوال ذلك الأسبوع» فأقام أخي صاحب 
فوكولور 105 ١/3000‏ وكذلك أغنياء الناس وذوي المكانة منهم» 
عن كان موجودا وليمة وكدلك: فعل الآخووة واحداً على الآخرء وكان 
ذلك في يوم إثنين الفصح وفي الأيام الثلاثة التي تلت. 


0 :الإنني ذاهب بالحال إلى ماوراء البحر؛ 


ولسث أدري فيا إذا كنت سأعود. لذلك على الفور من له درعوى 
ضدي أن يتقدم بهاء فإذا كدت قد أسأت إلى أحد فلسوف أعوض ذلك 


لكل واحد بدوره» وذلك حسبا اعتدت أن أفعل في حالة الذين تتوفر 
لدهم طلبات منيء أو من أتباعي»؛ وتعاملت مع كل ادعاء بطريقة 
عدّها الناس الذين في بلادي بأنها صحيحة» ولكي لا يكون لي تأثير 

قرارهم انسحبت ولم أحضر المناقشاتء ثم وافقت بدون اعتراض على 


51 


5/94 ب 

كل ما أوصوا به. 

وبا أنني لم أرغب في أن أحمل معي أي درهم ليس لي حق فيه. 
ذهبت إلى متز في اللورين» ورهنت الجزء الأعظم من أراضيّ» ويمكن 
أن أؤكد لكمء أنني في اليوم الذي تركت فيه بلادي للذهاب إلى 
الأرض المقدسة لم يكن بحوذتي - با أن سبدتي الأم كانث حية ل 
من دحل تجاوز ا لف دينار من متلكاق» ومهرا يكن الخال» لقد 
مضيت» وأخذت معي تسعة فرسانء وفارسين من حملة الأعلام إلى 
جانبي شخصيا وقد عرضت هذه الأمور أمامكم ولفت التباهكم 
إلبهاء لتعرفوا أن الرب الذي لم يتتخل قط عني, لو ل يات لمساعدتي» لما 
أمكنني البقاء متياسكاً طوال الوقت الطويل» وهو الست سنوات التي 
مكنتها في الأرض المقدسة. 

وعندما كنت قد بت جاهزاً للمغادرة» بعث إلي جين لورد 
أبريمونت»وكونت دي ساربروك» بوساطة زوجته. يخبرني أنه قد أعدٌ 
كل شىء من أجل رحلته إلى ما وراء البحر» وأنه سيصطحب معه تسعة 
فرسان بالإضافة إلى نفسه. واقترح فيها إذا كنت أوافق وأرغب في أن 
نستأجر سفينة لنا في مرسيليا. 

ووقتها بالذات جمع الملك جميع باروناته في باريس» وجعلهم يقسمون 
له أنه إذا ما حدث له حادثء بين) هو في بلاد ماوراء البحر مسافراء 
زا لصون رارقا لأبناكئه» وسألني أن أفعل الشيء نفسههء 
فرفضت أن أقسم له؛ لأنني لم أكن من أتباعه الإقطاعيين. 

وعندما كنت في طريقي إلى باريس» مررت بعربة فيها ثلاثة رجال 
أموات» وكانوا قد قتلوا من قبل رجل دين» وكانوا هناك ممددين» ولقد 
أخبرت أنهم كانوا مأخوذين إلى الملك» ولدى سماعي بهذا بعثت بواحد 
من أتباعي ليجد لي خبر ما حدثء؛ ولدى عودته أخبرنيٍ هذا التابع؛ أن 


- 52 - 


- 51/15 


الملك عندما خرج من البيعة توقف على الدرج لينظر إلى هؤلاء الرجال 
الأموات» وَشَال عمدة باربس كيف -حدث هذا الحادث. 

وأخبره العمدة بأن الرجال الشلاثة كانوا ثلاثة من سيرجنديته من 
شاتليه 1316|86ئ4 كانوا يتجولون في شوارع غير مطروقة» 
ويسلبون الناس» وقال للملك أيضاً :(إنهم رأوا رجل الدين هذاء الذي 
ثراه هئناء» وجردوه من ثيابه. وذهب رجل الدين عائداً إلى مقر إقامته» 
وليس على جسده سوى قميص»ء فانتزع قوسه العقاره وجعل واحداً من 
الأطفال يحمل سيفه» وما أن وقع نظره على اللصوص»ء حتى صرخ 
عليهم؛ وقال بأنه سوف يقتلهمء وأوتر قوسه. وأطلقه نحوهم»فأصاب 
واحداً منهم في قلبه وهرب الآخران» لكن رجل الدين تناول سيفه 

من الطفل الذي كان يحمله» وجرى خلفه) تحت ضوء القمرء الذي 
كان مشرقاً وواضحاً. 

وأضاف العمدة يقول:«وحاول واحد منها أن يجتاز حاجز إحدى 
الحدائق ويدخل | إليهاء لكن رجل الدين ضربه بسيفه فقطع ساقه؛ وبقي 
هذا الساق داخل الحذاء» حسب) يمكنك أن تراه هناء ثم مضى خلف 
الرجل الآخرء الذي حاول الدخول إلى بيت غريب» كان سكانه ما 
يزالون مستيقظين»لكن رجل الدين سدد إليه ضربة بسيفه جاءت على أم 
رأمه فشطرت حتى أسناد» وذلك كا يمكن بلالتكم أن ترون أيش 

تابع العمدة حديثه قائلاً بأن رجل الدين«قد أخبر الجيران با فعله 
بالشارعء ثم جاء وسلم نفسه إلى سجن جلالتكم؛ وقد أحضرته الآن 
أمامكم لتفعلوا معه الذي تريدونه» فها هو موجود). 

فقال الملك:«أيها الشابء أفقدتك شجاعتك فرصة أن تكون كاهناء 
لكن بسبب شجاعتك سوف أدخلك في خدمتي» ولسوف تذهب معي 
را ا راع وير عقر ا 
أود أن يعلم أتباعي أنني سوف لن أحميهم في اقترا فهم لأي عمل 


-53 - 


ارد 
شرير)» وعندما سمع الناس الذين كانوا هناك مجتمعين هذاء دعوا 
لمخلصناء وصلوا له ليتتوسط لدى الرب» حتى يمنح الملك حياة طويلة 
وسعيدة» وأن يعيده إليهم بسرور وصحة. 

وعدت بعد هذا الحادث بوقت قصير إلى دياري في شامبين» واتفقت 
مع كونت ساربروك» على وجوب إرسال أمتعتنا في عربات إلى أوكسون 
6 م تحمل من هناك في قارب إلى ول عبر طريق اللسوان 
والرون. 


- 54 - 


.م - 


الفصل الثالث 
رحلة إإى قبرص 
)١85/(‏ 


بعثث قي اليوم الذي غادرت فيه جوانفيل أستدعي راعي دير شمئون 
0 .الذي قيل بأنه أحكم رعيان أخواية السرقييان 
وأفضلهمء وعندما كنت في كليرفون في يوم عيد سيدتنا بصحبة ملكنا 
القديسء سمعت هذا الموقف يعبر عنه كثيرا من قبل عضو من تلك 
الطائفة» رشحه لي وأوصاني به وسألني فيا إذا كنت أعرفه وهذا قلت 
له:لماذا سألتني ذلك»؟ وقد أجابني على سؤالي:١لأنني‏ شخصياً أعتقد 
أنه أكثر الرجال مقدرة في طائفتنا كلها وأعظمهم قداسة)» ثم استطرد 
يقول:٠‏ دعني أخبرك بالذي سمعته من راهب تقي قد نام في القلاية 
نفسها التي نام بها راعي دير شمنون» ففي إحدى الليالي سل حسبا ذكر 
ذلك الرجل - بين كانا نائمين في الفراش في القلاية» كشف راعي 
الدير عن صدره لأنه كان يشعر بحرٌ عظيم» وقد رأى بنفسه أم ربنا 
تمفضي نحو فراش راعي الدير وتسحب القميص فوق صدره. حتى 
لاتؤذيه رياح الليل». 

وأعطاني راعي دير شمنون هذا نفسه عصا الحج والتلفيعة ثم 
غادرت جوانفيل على الفوره ولم أعد إلى قلعتي ولم أدخلها حتى عودتي 
من بلاد ما وراء البحر» وحبن غادرت جوانفيل غادربها عاري القدمين 
وأرتدي قميصي فقطء ا 00 -6ا8 
انا0© ع فلك سينت أوربين 6311الاء وإلى أماكن أخرىء» يوجد 
فيها آثار مقدسة» وطرال الطريق إلى بليكورت» وسينت أوربين» لم أدع 
عيئي: تلتفتان نحو جوانفيل» خشية أن يمتلي قلبي بالشوق لدى تفكيري 


55 


1 

وفي طريقنا إلى مرسيلياء توقفت أنا وصحبي لتناول الطعام عندانبع 
رئيس الأساقفة» وهو قريب على هذا الطرف من دونجو 910 [900 » 
وهنا أهدانا راعي دير سيدت أوربين عدداً من الجواهر الثميئة لي 
وللفرسان التسعة الذين كانوا معي» وذهبنا من هناك إلى أوكسون, ثم 
انطلقنا مرة ثانية مع أمتعتنا التي كانت محملة من أجلنا على قوارب» 
وهكذا رحلنا معها هبوطا في السوان إلى ليون» في حين اقتيدت خيول 
حربنا العظيمة على طول شاطىء النهر على محاذاة القوارب. 

وفي ليون ركبنا متن نهر الرون للذهاب إلى آرل - لى -- بلانك 
56 - ها - 40185 ؛ وفيا كنا هابطين ذهابا على النهر مررنا 
بخرائب قلعة اسمها روشي - دي - غلن "لاا - ©0 - وعد 
كان الملك قد خربهاء لأن روجر صاحب القلعة قد وجد مجرماً لسلبه 
التجار والحجاج. 

وصعدنا إلى ظهر سفينتنا في ميناء مرسيليا في شهر آب(1748) وني 
يوم ركوبنا جرى فتح باب السفينة المصاقب لجحانب الميناء» من أجل 
وضع جميع الخيول التي نريد أن نأخذها معنا إلى بلاد ما وراء البحرء 
وربطهاء وما أن أصبحت الخيول في الداخل حتى جرى إغلاق الباب» 
وسد جوانبه بالقار بكل عناية» مثلا يصنع بالدن قبل إلقائه في الماء» لأنه 
ما أن تصبح السفيئة في أعالي البحار» حتى يغدو الباب تحت الماء تماماً. 

وعندما انتنهت هذه العملية » دعا قبطائنا بحارته الذين كانوا واقفين 
قرب مقدمتها وصرخ:١هل‏ أنتم جاهزون» ؟ فصرخوا مجيبين لنعم» نعمه 
أيها السيدء يمكن لك استدعاء الكهنة والقنسس للتقدم نحو الأمام» 
وما أن كمل اجتاع هؤلاء حتى صرخ قبطاننا لم قائلاً:«باسم الرب» 
اشرعوا بالغناء»» وبناء عليه غنت المجموعة كلها بصوت واحد 


-56 - 


ل 

«(5لاأ1أم5 /010162161ع/١»‏ ولدى الانتهاء هتف القبطان ببحارته 
قائلاً:«انشروا الأشرعة باسم الرب» وجرى تنفيذ هذا على الفور . 

وسرعان ما هبت الريا اح وأبعدتنا عن مشهد اليابسة؛ ثم لم نعد نرى 
شيئاً سوى البحر والسماء من حولناء وتابعت الريح دفعنا وإبعادنا أكثر 
فأكثر عن الأرض التي ولدنا فهاء وإنني إذ أقص عليكم هذه التفاصيل 
لتقدروا حمق الإنسان الذي يتجرأ أعلل وضع نفسه في مثل هذا اوضع 
الخطرء وهو مختضب لأملاك الأخسرين؛ وار ميا لذنب 
عل سميكون في الصباح التلي متمد في قاع ابر أم لأ؟ 

وشاهدنا نحن أنفسنا أعجوبة غرية عد عندما كنا في البحر» ففي 
إعلى الأسيات وق خواز ولت العا ٠‏ ابعر عل ليل ابوجل 
المغربية» فمررنا بجبل له شكل مستدير كالطشت تماماء وأبحرنا طوال 
الليل» وبتقديري أننا قطعنا ما يزيد على الخمسين ميلاً» لكن عند 
الصباح وجدنا أنفسنا في الخلف نساير الجبل نفسه(4)» ولقد حدث 
هذا الآمر تماماً لنا مرتين أخرتين أو ثلاث مراتء واندهش بحارتنا تجاه 
عالطا هرة الغريبة» وجاءوا ليخبروننا أنهم يخشون أن سفيئتنا في خطر 

جد لك أ قد سينا عق مقر ريط جندا ل وال 

المغرب» التي هي بأيدي المسلمين. 

وبين عند هذه النقطة واحد من الكهنة الجيدين؛ الذي كان عميد 
موروبت ١/1310]‏ أنه شخصياً عندما كان يعاني من مشكلة صعبة» 
سواء في قلة الماء» أو في سقوط مطر كثيف أو في أية حالة من الحالاات 
المعاكسة» كان عليه فقط أن يقوم بثلاث مسيرات خلال ثلاثة سبوت 
متوالية» حول المنطقة» ووقتها سوف يبادر الرب وأمه إلى منحه تفريج 

سريع؛ ولقد قال هذا عندما حدثت الواقعة» وكان ذلك في يوم سبت؛ 
ولقد قمنا بمسيرتنا حول صاريتين من صواري سفينتناء وكنت أشعر 
بالمرض الشديد انذاك؛ ولهذا حملت على أذرعة بعضرجالي؛ ولم نر ذلك 
لعل مرد هذا كان إلى تيار معاكس في البحر المتوسط» وليس عملاً عجائيياً ىا تصور جوائفيل . 


57 - 


لاه عم - 

الجبل ثانية» ووصلنا في السبت الثالث إلى قبرص . 
كميات وافرة من العتاد موضوعة هناك لاستخدام جلالته: من ذلك 
على سبيل المشال كميات كبيرة من المال في خزانته؛ ومخزون كبير من 
الخمرة ومن القمح» وصنع له رجاله نوعا من أنواع الأقبية في وسط 
حقل قريب من الشاطىء»؛ لوضع أعداد كبيرة من البراميل الضخمة من 
الخمرة»؛ وكانوا قدا شرعوا بشرائها منذ عامين قبل وصول الملك» وقد 
صفوها فوق بعضها بعضا حتى باتت إذا ما نظرت.إليها عن بعد خيل 
إليك أنها بيوت كبيرة. 

وجرى تكديس القمح والشعير على مساحات كبيرة حول الحقول 
حتى بائت أشبه بالتلال العالية؛ وطال سقوط الأمطار على هله 
الأكوام. ما سبب إنباتها حنى ظهرت الأكوام وهي مغطاة بالأعشاب» 
ولذلك كان بإمكانك أن تتصور هذه الأكوام عندما تلقي نظرة أولى 
علبها أنها كانت روابي» وعندما حان الوقت لنقل الحمبوب إلى 
مصرءوج دنا الوضع عندما أزحنا الطبقة الأولى الخضراءء أن القمح 
والشعير تحتها كان في وضع جيد وكأنه قد حصد الآن. 

وسمعت فبي] بعد في سورية أن الملك نفسه كان يود الذهاب مباشرة 
إلى مصر» دون التوقف في قبرص. لولا أن بارونائه قد نصحوه 
بالانتظار في قبرص وصول الئاس الذين لم يكونوا قد وصلوا بعد. 

وعندما كان الملك مقبراً في جزيرة قبرص» بعث ملك التثار العظيم 
برسل يحملون كثيرا من الرسائل اللطيفة» وذات المشاعر الصديقة» وقد 
أومأت هذه الرسائل ضمن أشياء كثيرة» بأنه كان على استعداد لتقديم 
العون إلى ملكنا في الاستيلاء على الأرض المقدسة واستخلاص القدس 
من أيدي المسلمين. 


ه8:غ82م5 ع 


واستقبل الملك هؤلاء الرسل بحفاوة كبيرة وأكرم وفادتهم بمشاعر 
صديقة: وبعث لدى عودتهم برسل من عنده» وقد بقي هؤلاء في 
سفرهم لمدة عامين» وأرسل صاحب الجلالة مع هؤلاء الرسل إلى ملك 
التثار بخيمة أعدت لتكون كئيسة) وكانت ثمينةوغالية 10 لأمها 
صنعت من قهاش قرمزي ممتاز» فضلاً عن هذا أمر الملك أن يصنع لهذه 
الكئيسة مجموعة من التاثيل الصغيرة المنحوتة من الحجرء » تمثل البشارة 
التي جاءت إلى سيدتنا مع مواضيع تتعلق بالعقيدة 5 المسيحية» وكان 
هدفه من هذا جعل ديانتنا تبدو أكثر جاذبية للتتار. 


وكان الرجال الذين عهد إليهم بهذه الأشياء عبارة عن رجلين 
أعضاء في طائفة البندكتبين» وكانا يعرفان لغة التتار» وبالتالي كان 
يمكنه]| تعليمهم مبادىء ديائتناء وأن يوضحوا لهم ما الذي ينبغي 
عليهم اعتقاده. 

وعاد هذان الراهبان من بلاد التتار في الوقت الذي غادر فيه أخوي 
الملك عائدين إلى فرنساء وقد وجدا الملك قد ترك عكاء وأن أخويه قد 
فارقاهء وتوجه هو إلى قيسارية حيث كان مشغولاً بتحصينهاءلأنه م 
يكن آنذاك لا صلح ولا هدنة بينه وبين المسلمين» ولسوف أخبركم فيها 
بعد كيف جرى استقبال رسولي جلالته في بلاد التنار» وذلك حسبا 
أبلغاه» ووقتها سوف: تسمع بأشياء كثيرة غريبة ورائعة» غير أنني لن 
أتعامل مع هذه القضية 0 حي إذا ما أردت ذلك سوف أقطع 
سياق الرواية التي بدأت أحكيها وأذكرها. 

وأعود الآن إلى سياق روايتي: ومع أنني امتلكت أقل من ألف 
دينار»ءوكان هذا دخلي الذي بأثيني سنوياً من بلادي؛ لقد كان علي -- 
عندما ذهبت إلى بلاد ماوراء البحر - أن أتحمل بالإضافة إلى نفقاتي 
الخاصة.» الإنفاق على تسعة فرسان مع فارسين من حملة الأعلام»:وحدث 
أيضاً أنه في الوقت الذي وصلت فيه إلى فبرصء لم يكن في يدي» بعد 


-59 - 


كا اه 


الدة فع لسفيتئي أكفر من مائتين وأربعين دينارأء ولهذا أخبرني بعض 
527 إذا لم أجهز نفسي بالمال سوف يتتخلون عني» لكن الرب ل 
يخذلني قطء وجاء إلى مساعدي في هذه الحالة الحرجة» حيث أن الملك 
الذي كان آنذاك في نيقوسياء بعث إلي» ليضعني في خدمته. وأعطاني 
ثانهائة دينار لإضافتهم إلى ميزانيتي» وهكذا امتلكت في النهاية من المال 
أكثر مما احتجته بالفعل. 
وعندما كنا مقيمين في فبرص» أرسلت امبراطورة القسطنطينية رسالة 
إل أخبرتني فيها بأنها قد وصلت إلى بافوسء وهي بلدة في تلك 
الجزيرة» وسألتني التوجه لزيارتها هناك» بصحبة إيرارد دي بريين» 
وعندما وصلنا إلى بافوسء» وجدنا أن عاصفة شديدة من الريح قد 
قطعت حبال المرساة التي تحبس سفيئتها وتمسكهاء ودفعتها إلى عكاء 
وبذلك لم يبق معها من جمبع ثيابها شيئا باستثناء عبساءة كانت 
ترتديهاءومعطف خارجي من أجل وجبات طعامهاء وقد أحضرناها 
معنا إلى ليياسول» حيث استقبلها الملك والملكة وجميع بارونات الجيش 
ا 
بعئت إليها في اليوم التالي ببعض الأقمشة قمشة لصنع ملابس لحاء وذلك 
ننم د 3ه اناق لشن لسزيييهناء ولك هذا أعاات قطنا م 
القياش الصوفي”(التفتاه»والحرير لتستخدم بطانة» وصدف أن قابل فيليب 
دي نانتيل اأناعاصةل!- وكان فاوفا جيداً من فرسان حاشية الملك 
تابعى وهو ذاهب»؛ وحامل لهذه الأشياء إلى الامبراطورة» ولا رأى 
هذا الرجل الجيد ما هو جاريء. ذهب على الفور إلى الملك وأخبره بأنني 
أهنت كل من الملك والنبلاء الآخرين» ببعث ملابس إلى الامبراطورة» 
في حين أنهم أنفسهم الذين كان عليهم التفكير بهذا الموضوع لم يفعلوا 
ذلك. 
وقد جاءت الامبراطورة لطلب العون إلى زوجها الذي بقي في 


و 


-60 - 


ل/اء* م5 


القسطنطينية» وقد عرضت المسائل بشكل جيد وبتوفيق حتى أنهبا كانت 
قادرة على أن تحمل معها لدى عودتها أكثر من مائني رسالة» مني ومن 
أصدقائها الآخرين في قبرصء فيها تعهدنا بأغلظ الأيان. أنه بعدما 
يعود الملك من بلاد ما وراء البحرء إذا ما رغب هو أو النائب البابوي 
في إرسال كوكبة مكونة من ثلاثائة فارس إلى القسطنطينية» سوف 
نكون جاهزين للذهاب بصحبتهم . 

ويمكنني القولء أنه عندما حان وقت عودتنا إلى فرنساء قمت أنا 
شخصياً ببحث هذه المسألة مع الملك؛ أي مسألة الوفاء بتعهداتي التي 
أقسمت عليهاء وفعلت ذلك بحضور كونت دي أيو لاي » الذي أحمل 
كتابه معى» وسألت الملك فيا إذا كان يرغب بارسال ثلاثائة فارس إلى 
القسطنطيئية» فإذا ما رغب بذلكء فأنا سأذهب برفقتهم» وذلك حسب) 
تعهدت شخصياً بفعل ذلك» وعلى كل حال؛ أجابني الملك بأن إمكاناته 
المالية لاتسمح لى لأن جميع الاحتياطات المالية الكبيرة التي امتلكها فيا 
مضى في خزانته» قد أنبكت الآن تماماً وتبددت. 

وبعدما ذهبنا إلى مصر» مضت الامبراطورة إلى فرنسا بصحبة أخيهاء 
مولاي جون(دي بريين) صاحب عكاء الذي هيأت له فيا بعد زواجاً 
من الكونتسة دي مونتفورت. 

وفي الوقت الذي وصلنا فبه إلى قبرص كان سلطان قونية هو الأغنىي 
في جميع العالم الإسلامي؛ وقد تصرف على سبيل المشال تصرفاً مدهشاً 
قاماء فقد أمر بتذويب جزء كبير من ذهبه» وصبه في جرار فخارية 
كبيرة» من النوع الذي يستخدم في بلاد ما وراء البحر لحفظ النبيذ. 
وسعة كل منها ما بين الثلاثة إلى أربعة براميل كبار» ثم أمر بعد ذلك 
بكسر الجرارءوترك السبائك الذهبية الضخمة غير مغطاة في إحدى 
قلاعه» حيث يمكن لكل إنسان يدجحل إليها رؤيتهم وإمساكهم» وكان 
هناك ما لايقل عن ست أو سبع من هذه السبائك الضخمة. 


-61- 


م580 - 
ومن الممكن تكوين تصور عن الشروة الضخمة لهذا السلطان من 
خلال فسطاط يساوي ثمنه ما لايقل عن خمسائة دينار» كان ملك 
أرمينيا قد بعث به إلى ملك فرنساء وأخبره بالوقت نفسه أنه هو 
شخصياً قد أعطي له من قبل واحد من أتباع سلطان قونية» وأريدكم 
الآن أن رقو أن التابع هو خادم يتولى الاهتمام بسرادقاتٍ السلطان» 
ويحفظ ببونه نظيفة. 


ولكي يحرر ملك أرمينيا نفسه من الخضوع إلى سلطان قونية» ذهب 
إلى ملك التتار» وصار من أتباعه بهدف الحصول على مساعدته» ولدى 
عودته إلى أرمينيا جلب هذا الملك معه عدداً كبيراً من الرجال 
الملخرك عيينة ضار ف وضع هو جه كن القرة بماد بعت بستطيع 

شن الحرب على سلطان قونية؛ ولقد استمر الصراع بينههما لوقت طويل 

جدأء وفي النهاية ية قتل التثار عدداً كبيراً جداً من رجال السلطان» وهكذا 
فقد حاكمهم هذا مكالته» ولم يعد يسمع عنه أحد من الناس» وانتشرت 
في الوقت نفسه تقارير كثيرة مثيرة عن المعركة في قبرص» إلى حد أن 
بعض سير جنديتناء جذبتهم فرصة القتال وأمل الحصول على الغنائ 0 
فعبروا إلى أرمينياء لكن ما من واحد منهم قد عاد . 

وكان سلطان مصر يتوقع وصول ملكنا إلى مصر في الربيع» لذلك 
ارتأى في الوقت نفسه أن ينتهز الفرصة ويذهب للوطاحة بعدوه اللدود 
سلطان حمصء ولهذا ذهب لمحاصرته في مدينته؛ ولم ير سلطان مص 
من سبيل للتتخلص من عدوه. ولقد أدرك أن هذا العدو إذا ما عاش 
طويلاً بها فيه الكفاية فلسوف يدمره بدون أدنى شكء ولهذا اتصل 
بواحد من حدم سلطان القاهرة» ورشاه حتى يتولى دس السم إلى 
مولاه. 

وهاكم خبر الطريقة ة التي طبقها: كان الخادم يعرف أن السلطان معتاد 
على أن يجلس للعب بالشطرنج بعد تناول الغداءء وقد اعتاد على 


- 62م 


ادم هه 


الجلوس على السجاد الممدود عند طرف فراشه؛ لهذا عمد إلى رش السم 
على السجادة التي كان يعرف بأن مولاه اعتاد أن يجلس عليها كل يوم 
والذي حدث هو أن السلطان كان يغير طبيعة جلوسه؛ وفيٍ تلك الأثناء 
كان حافي القدمين» وكان في ساقه جرح. وني هذه الأثناء دخل السم 
على الفور إلى الجرح المفتوح؛ وشل حركة الطرف الذي سرى فيه من 
المسد» وهاجم السم قلبه مراراء وهكذا بقى السلطان لمدة يومين غير 
قادر على الشربء أو الأكل» أو الكلام» وهكذا ترك أصحابه سلطان 
حمص ينعم بال هدوء» وحملوا سيدهم عائدين إلى مصر. 


ا هإأخم- 


الفصل الرابع 
النزول في مصر 
روغ 


مع بدية شهر أيار» وبناء على قرار ملكيء صدرت الأوامر إلى جميع 
السفن العاكدة إلى الملك» والبارونات ولبقية الصليبيين» بشحنها بكميات 
جديدة من الخمرة وببقية أنواع الميرة» وأن تكون جاهزة للابحار عندما 
تصدر توجيهات الملك» وما أن رأى جلالته أن كل شىء قد ثم على 
مايرام» صعد هو وملكته إلى ظهر سفيئتيها يوم الجمعة قبل أحد 
الشعانين» وفي يوم السبت نشر الملك لويس أشرعته» وذلك بعدما أخبر 
باروناته باللحاق به في سفنهم مباشرة إلى مصرء وانطلق هو وانطلق 
الجميع يسيرون خلفه. ولقد كان بالفعل منظراً جميلاً أن تنظر إليه» لأن 
البحر كله بدا بقدر امتداد البصر مغطى بقلوع السفن المبحرة» ولقد بلغ 
تعداد السفن المبحرة ما بين صغيرة وكبيرة ألفا وثاناثة . 

وألقى الملك مرساة سفينته عند هضبة صغيرة تدعى باسم رأس 
ليعاسول» وتوقفت جميع السفن من حوله» وكان قد ذهب إلى الشاطىء 
في يوم أحد الشعانين» وبعدما سمع قداساء هبت ريح عاصفة شديدة 
جاءت عبر البحر من اتجاه مصر» وبدأت بال هبوب بشكثل بلغ من 
العنف أن سبعماثة من الألفين وثمانائة فارس الذين كان الملك يصحبهم 
معه في هذه الحملة بقيوا فقط» ولم تفصلهم الريح عن جماعته. ولم 

وسكنت الريح في يوم الإثنين التالي لأحد الشعانين» وقام الملك 
والذين بقيوا - بإرادة الرب -- معه بالاببحار على الفورء والتحق بنا 

-64 


-5811- 


على الطريق أمير المورة» ودوق بيرغدديء الذي كان مقياً في بلاد 
الأمب» وني يوم الخميس التالي وصل الملك إلى أمام دمياط: حيث 
وجدنا صفاً كاملاً من قوات السلطان متمركزاً على الساحل؛ وكان 
منظراً يريح العبن» لأن أسلحة السلطان كانت كلها مذهبة» وكانت إذا 
ما وقعت عليها أشعة الشمس يصدر عنها بريق يخطف الأبصارء 
وكانت الأصوات الصادرة عن طبول هذا الجيش وعن أبواق المسلمين 
مرعبة لسامعيها. 

واستدعى الملك باروناته ليسمع آراءهم حول ما يرون أن عليه القيام 
به» وقد نصحه عدد كبير منهم بالبقاء حتى يلتحق ب به بقية أنباعه. لأنه لم 
يكن بقى معه في تلك الساعة أكثر من ثلث قواته؛ إكنه يوافق على 
ذلك بأي حال من الأحوال» والسبب الذي قدمه لهم أن التأخير سوف 
يفيد في رفع معدويات الأعداء وتقويتهاء والأكثر أهمية من ذلك أنه ل 
يكن في دمياط مرسى يمكنه أن ينتظر فيه رجاله؛ دون التعرض لمخاطر 
ريح أخرى تبب فتجرف المتبقي من سفنه» وتدفعها إلى بلدان أخرى؛ 
كما حدث لبقية السفن يوم أحد الشعانين. 

وتفرر أن ينزل الملك إلى اليابسة يوم الجمعة قبل يوم أحد عيد 
التثليث» والاشتباك بالقئال مع المسلمين» مالم يرفضوا القتال» وأمر 
جلالته 0 يخصص غليوتاً لايرارد دي بريين ولي 
شخصياًء حتى نتمكن مع فرساننا من النزول: إلى اليابسة؛ لأن السفن 
الكبيرة لايمكنها الاقتراب بشكل كاف من الشاطىء؛ وحدث بإرادة 

من الربه أنني وأنا عائد إلى سفينتي أن مررت بمركب أصغرء قد 
أعطي لي من قبل صاحبة بيروت» التي هي ابنة عم لي شخصياً 
ولكونت مونتبليارد» وقد حمل هذا المركب ثإنية من خيولي. 

وعندما جاء يوم الجمعة توجهت أنا وكونت إنرارة وتيدق لحن 
ثتماماً إلى الملك؛ وطلبنا منه الغليون» وبناء عليه أخبرنا جين دي بيمونت 


- 65 - 
الموسوعة الشامية ج 18 م١١‏ 


امم ل 


أننا لن نحصل على واحدء وعندما علم رجالنا بأنه لن يكون هناك 
غليون سيأتي لنقلناء جعلوا أنفسهم يتساقطون من سفينتنا إلى قاربها 
الطويل» واحداً فوق الآخرء وذلك بقدر ما استطاعوا من سرعة: لهذا 
بدأ القارب بالغرق» وعندما رآه البحارة يغرق قليلاً قليلاء هربوا 

عائدين إلى السفيئة الكبيرة» وتركوا فرساني في القارب» وسألت وقتها 
علاطي كم عد الزيادة كن الناين 0 القارب توق قدرثه على الحمل» 
فأخبرني بوجود اثنين وعشرين رجلاً مسلحاًء ثم سألته فيا اذا كان 
بإمكانه تدبر أخحل رجالنا إلى الباسة. اال عدداً منهم من بين 
يديه» وعندما أخبرني أنه يستطيع ذلك» احتفظت بعدد كاف من 
الرجالء وجعلتهم ينقلون على ثلاث دفعات إلى السفينة التي حملت 

وبين أنا مشغول بالإشراف على نقل رجالي» قام فارس اسمه بلونكيه 
01 » وكان من فرسان ايرارد دي بريين» بمحاولة إلقاء نفسه 
من السفيئة الكبيرة إلى القارب الطويل» لكن القارب دفع بعيداء لمذا 
سقط في البحر وغرق. 

وعندما عدت إلى سفينتي وضعت زورقي الصغير في عهدة واحد 
من أتباعي؛ أسمه هوغو دي فوكولير 8ن أنام80160/١‏ » وقد قمث فيا 
بعك برسمة اوسا شكاكه وقد أعطكة مراففين له افق من الغفرسان 
الشباب غير المتزوجينء وهما: فيلين دي ري لاع5اةء/١‏ ع0 صتلواأ/ا 
و وليم دي دامارتين ١1أأ03111031]»‏ وحدث أن كانا يكرهان بعضها 
كراهية شديدة» حتى أنه ما من أحد استطاع حتى ذلك الحين 
مصاحتهاء وكان سبب ذلك أن أحدهما أمسك بشعر الآخر عندما كانا 
في المورة» وعلى كل حال جعلتها يتخليان عن خصومتهما ويتعانقان. 
لأنني أقسمث لما على الأناجيل المقدسة أننا لن ننزل إلى اليابسة ماداما 
مصران على مخاصمة أحدهما للآخر. 


- 66 - 


18م - 

ثم وجهنا سيرنا نحو اليابسة ووصلنا إلى محاذاة القارب المربوط إلى 
سفيئة الملك الكبيرة» حيث كان جلالته على ظهرهاء وحيث كنا ماضين 
بسرعة أعظم من سرعة رجال الملك؛ وشرع الرجال الذين كانوا على 
ظهر السفيئة بهتفون تحبة لناء وأخبروني بالرسو إلى جانب راية القديس 
دنس التي كانت محمولة فوق سفيئة أخرى سارت أمام سفينة الملك» ولم 
أصغ إليهم؛ بل على العكس رسوت مع رجالي أمام كوكبة كبيرة من 
المسلمين» كان دادقم في ذلك المكان مجه الانا رجل عل لهو 
خيوطهم. 

وما أن رأونا ننزل حتى حملوا علينا حملة شديدة» وبالنسبة لنا عندما 
رأيناهم مقبلين نحونا غرسنا النهاية الحادة من ترستنا في الرمال» وثبتنا 
رماحنا في الأرضء بكل شدة» وجعلنا أسنتها مشرعة نحو العدوه لكن 
في اللحظة التي رأوا فيها أن رماحنا سوف تخرق بطونهم؛ نكصوا على 
أعقابهم وولوا هاربين. 

وبعث إِلْ بلدوين دي رايمزء وكان فارساً جديراً له مكانته» قد 
وصل لتوه إلى الشاطىء؛ رسالة حملها إِلّ تابعه» يطلب فبها مني أن 
أننظره» ولقد أعلمته بأنني سوف أفعل ذلك بكل ترحيب» لأن إنساناً 
له سماته جدير بالانتظار في مثل هذه الساعة الحرجة؛ ويمكنني القول 
أنه بسبب جوابي هذاء كان ينظر إِّ دوماً نظرة تقدير» وقد جلب هذا 
الرجل الجيد معه ألف فارس للالتحاق بناء ويمكن أن أؤكد لكم أنني 
عندما نزلت إل اليابسة لم يكن معي لاتابع» ولافارس» ولاخادم» بمن 
جلبته معي من مقاطعاتي» ومع هذا ل يتركني الرب غير مجهز بالرجال. 

وكان كونت يافا على وشك الإرساء على يسارناء وهذا الكونت هو 
ابن عم مولاي لورد أوف مونتبليارد» وأسرة جوانفيل» وحين نزل إلى 
اليابسة نزل في أببى مشهدء ذلك أن غليونه كان مغطى فوق الماء وتحته 
بصور تحمل رنوكه؛ كما كانت محلاة بالذهب مع شكل صليب مفورء 


ات 


- 54818 - 

وكان لديه في غليونه ما لايقل عن ثلاثائة مجذف. وكان إلى جانئب كل 
مبجذف ترس صغير عليه رنك الكونت» وقد ربط إلى كل ترس علم 
صغير عليه الرنك نفسه معمول من الذهب. 

ولدى اقتراب هذا الغليون ء بدا وكأنه يطير طيراناً» فقد دفعه 
المجذفون بسرعة, كبيرة نحو الأمام وبقوة بفضل قوة حركة مجاذيفهم» 
ومع سباع أصوات خفقان الرايات» وقرع الطبول» وزعقات الأبواق 
الإسلامية على ظهر هذه السفينة» كان يمكن أن يخيل إليك أن صواعق 
كانت تنزل من' السماء» وما أن دفع هذا الغليون إلى طرف الرمال بقدر 
ما هو نمكن حتى قفز الكونت وفرسانه إلى الشاطىء» وكانوا مسلحين 
بشكل جيدء ومجهزين بشكل ممتاز» ومضوا لأخذ مواقعهم إلى جانبنا. 

ونسيت أن أخبركم؛ أنه بعد النزول | إلى اليابسة » أمر كونت يافا 
م ا ع ل 
اجتمعوا معاً في كتلة واحدة أمامناء ثم قدموا ثانية: وقد همزوا خيو 
' وكأنهم عزموا على سحقناء لكن عندما رأوا أننا لانريد الانهزام؛ تكصرًا 
ثانية على أعقابهم وانسحبوا. 

وعلى يمينناء وعلى مسافة رمية قوس عقار عناء» رست السفيئة التى 
كانت تحمل راية القديس دنسء وحمل واحد من المسلمين» إما لأنه لم 
يستطع ضبط حصانه؛ أو لأنه ظن بأن بقية المسلمين سوف يحملون 
خلفهء وصار هذا المسلم في وسط الرجال الذين نزلوا إلى اليابسة 
لتوهم» غير أنه مزق إلى أشلاء. 

وعندما سمع الملك بأن راية القديس دنس صارت على الشاطىء.؛ 
كا المع د روم ل 
الرسولي الذي كان معهءرفض التخلٍ عن شعاره الملكي» وقفز 
البحر» حيث وصل الاء إلى | ل 


هوكأم؟- 


من رقبئه ورمحه بيده» وخحوذته على رأسه وتابع سيره حتى التحق 
بجماعته على الشاطىء» وعندما وصل إلى اليابسة ولمح الأعداء» سأل 
من هؤلاء ؟» فأخبر بأنهم من المسلمين» فوضع رمحه تحت | إبطه. وحمل 
ترسه وجعله أمامهء وأراد أن يحمل مباشرة عليهم؛ لولا أن بعض 
الرجال الحكماء الذين كانوا من حوله لم يسمحوا له بذلك. ' 

وأرسل المسلمون ثلاث مرات رسائل بوساطة الحمام الزاجل إلى 
السلطان» يخبرونه فبها بأن الملك نزل إل البابسة» غير أنهم م يتلقوا أي 
رسالة جوابية منه» وكان سبب ذلك عجز السلطان نتئيجة مرضه الذي 
استبد به» ولقد تصوروا لذلك أنه قد مات» وهكذا تخلى المسلمون عن 
دمياط» وبعث الملك بواحد من الفرسان ليتحقق في) إذا كانوا بالفعل 
قل تركوا المدينة» وقد عاد ليخبر الملك بأنه قد دخل إلى قصر السلطان» 
وأكد بأن التفرير كان صحيحاً وأرسل جلالته على الفور القاصد 
الرسولي وجميع الأساقفة ة الذين كانوا في الجيش» وعندما تجمعوا معاً 
أنشدوا ١211031710150‏ 7اناع0 416.: وامتطى الملك بعد هذا فرسه. 
وحذا البقية حذوه» وزحفنا جنيع وعسكرنا أمام مدينة دمياط . 


وتصرف الترك بشكل غير حكيم بتخليهم عن دمياطء من دون 
قطعهم لسر القوارب» لأنهم لو فعلوا ذلك لأعاقونا كثير وهم على 
كل حال آذونا كثيراً بإلقاء النار بالسوق» حيث جمعت البضائع والسلع 
الأخرى التي كانت تباع بالوزن» وكانت نتائج ج هذا العمل كبيرة بالنسبة 
لناء لايعدها - لاسمح الوب -- سوى أن ينوم إنساذ ماغنا بل 


النار على الجسر الصغير في باريس 


-69 - 


-58131- 


احتلال دمياط 

(9؟١)‏ 
دغرنا ]لآن تعلن أن الري القكير كان كرن] جذا معدا وفحوناء'عندما 
حفظنا من الموث ومن الخطرء الذي نزلنا فيه إلى البابسة» ذلك أننا نزلنا 
مترجلين» وهاجمنا عدواً كان على ظهور الخيولء وأظهزر الرب نحونا 
نعمة كبيرة بمنحنا دمياط ووضعها بين أيديناء لأنه كان من الممكن 
2 الت سي 
ال ري طعي 0 0 
4 ثم ماذا قال بعد ذلك ؟ لقد قال بأنهم نسوا الرب مخلصهمء 
وكذلك نحن نسيئاهء ىا سأخبركم بعد قليل. 
غير أنني سوف أخبركم أولآء كيف استدعى الملك لويس إليه 
باروتاته» وطلب متهم :مساعدته لاثماذ قرار حول كيفه يمكن توزيع 
الغنائم التي جرى أخذها من المدينة وكان أول المتحدثين هو البطريرك 
حيث قال:«أعتقد يا صاحب الجلالة أنه سيكون مفيداً أن تبقى مشرفاً 
على القمح والشعير» ؛ والأرزء وكل ما هو محتنا- للتقوت به» وبذلك 
يمكنكم الاثفرار في إمداد المدينة ا وأعثقد أيضاً أنه يتوجب 
اك قركز النائب ع الا وذلك نحت 0 اومان الكسي»» 
ولاقى هذا الاقتراح موافقة فقة عامة» وكان الذي حدث على كل حالء أن 


- 71 


11م - 


يجمل قيمة البضائع التي جلبت إلى أماكن تمركز النائب البابوي. م 
يتجاور الستة آلاف ديئار. 


وبعدما جرى جمع كل شيء. أرسل الملك والبارونات خلف جين 
دي فاليري ل1/8/80» الذي كان معروفاً بأنه رجل حكيم ومحترم» وقال 
له الملك: مولاي صاحب فاليري» لقد اتفقنا جميعاً على أن يسلمك 
القاصد الرسولي هذه الستة آلاف دينار» لتقوم بتوزيعها حسبا ثرأه هو 
الأفضل») وقد أجابه هذا الرجل الجيد بقوله:١لقد‏ منحتني جلالتكم 
شرفاً عظيا وأشكركم لذلك من قلبي» لكن إنشاء الرب ل 
لايمكئني قبول هذا التشريف. ك! لايمكنني تنفيذ رغباتكم؛ ٠‏ لأنني لو 
قبلت» عل العمل بشكل معاكس للعادة الحسنة للأراضي المقدسة. 0 
قضت أنه إذا ما تم الاستيلاء عل إعد قلت العدووي) عل اللك ذلك 
جميع البضائع التي توجد فيهاء ويأخل بقية بقبة الصليبيين الثلثان» وقد جرى 
احترام هذه العادة ومراعاتها من قبل الملك جون» عندما استتولى على 
دمياط» وكذلك فعل - كيا يخبرنا المورحون - جميع ملوك القدس 
لا ل ا ري ي ثلشي القمح» 
والشعيرء والأرزء وبقية ألواع الميرةه سوف أتولى بكل سرور توزيعهم 
بين الصليبيين»؛ وعلى كل حالء لم يوافق الملك على فعل هذاء وهكذا 
بقيت المسائل على ما هي عليه» لكن كثيراً من الناس كانوا غير راضين 
باحتيار جلالته تجاهل مثل هذه العادة الجيدة القديمة. 


وجعل رجال الملك التجار يدفعون» مع أنه كان متوجباً عليهم 
اع لو ع سان الى كع جر 1 ال 
بأهم حصلوا منهم أعل الإجبارات التي امكنهم فرضها عليهم مقابل 
الحوانيت التي باعوا فيها بضائعهم. وانتشر هذا التقرير إلى مناطق 
أخرى. ونتيجة لذلكء تخل كثير من التجار عن فكرة ة جلب الميرة إلى 
لكر 


- 72 - 


-18م15 - 


أما البارونات» الذين كان من المتوجب عليهم الحفاظ عل أموالهم؛ 
لإنفاقها لأفضل المنافع» في الوقت المناسب والمكان الموائم» فقد شرعوا 
في إقامة احتفالات وولائم عظيمة جرى خلاها استهلاك كميات كبيرة 
من الأطعمة» أما بالنسبة للسواد الأعظم والأساسي من القوات» فقد 
لمارا 
بصرف عدد كبير من أتباعه» وعندما سألته لماذا فعل ذلك» أخبرني أنه 
وجد بشكل مؤكد أن هؤلاء الذين عزلهم من جيشه؛ قد اجتمعوا من 
أجل فسوفهم في مكان لايبعد رمية حجر عن سرادقه؛ وأن هذا كان 
منهم في الوقت الذي كان فيه الجيش كله يعاني فيه من جد ضروب 
الشقاء» ومن أعظم ما عرفه قط من آلام. 

ولسوف أعود الآن إلى موضوعي الأساسي, وأخبركم كيف قام 
فرسان السلطان بعد مضي وقت قصير على استيلائنا على دمياط 
بالاحتشاد أمام المعسكرء وهاجموه من ناحية البر» وقام الملك وفرسانه 
بتسليح أنفسهم؛ أما أنا فمن جانبي » قمت بعدما لبست دروعي 
بالذهاب للحديث مع الملك» وقد وجدته شاكي السلاح؛ وجالساً فوق 
مقعل» » مع خيرة فرسانه من حوله» وهم أيضاً في سلاحهم وعدتهم 
الكاملة» ونه غها إناكاك يرب أن أخفي معز جلال تمرك خا 
المعسكر» لأحول بذلك بين المسلمين وبين تدمير خيمناء ولدى سماعه 
لسؤالي» قام جين دي بيمونت بمخاطبتي بأعلى صوته؛ وأمرني باسم 
الملك» أن لاأغادر مكان تمركري حتى تصدر إل أوامر الملك بفعل 
ذلك. 

ولقد تحدئت للتو عن الفرسان المحترمين الذين كانوا مع الملك؛ 
ولقد كان عددهم ثابق وكانوا حيغا رجالا جيدين ثالوا جواقز 
لشجاعتهم وحسن تصرفهم في ميدان المعركة؛ في كل من بلادهم وفي 
بلاد مأ وراء البحرء وأسماء هؤلاء الذين تولوا رعاية الملك بشكل 


2 


لاه لاخ - 
خاص كانت كايل: غيوفري دي سارجنس 589101785 » وماثيو دي 
ماري 1/1811 » وفيليب دي نانتويل األا13016! » وإيمبرت دي بيجوء 
فسطلان فرنساء وم يكن صاحب الاسم الأخير بين هؤلاء حاضراً ف 
تلك المناسبة» وكان في تلك الساعة خارج المعسكرء مع قائد رماة القسي 
العقارة التابعين للملك» وذلك مع غالبية سيرجندية الملك المسلحين 
للاحتراز خشية أن بهاجم الترك خبامنا أو يلحقوا أية أضرار بمعداتنا. 
7 في هذه الأثناء غوتيير دي أوتريخ 8006"ألا بتسليح نفسه في 
جنيع أطراف سرادقه » وبعدما امتطى حصانه» ووضع ترسه عند رقبته» 
ا ل ا 
على الترك» وعندما كان ماضيا من سرادقه بدون مرافقه رفع جميع 
رجاله أصواتهم وصرخخواهم0||أ84© لكن الذي حدث أنه سقط 
قبل الوصول إلى الترك» وقفز حصانه فوق جسده؛ وظل ماضياً نحو 
الأمام» وهو حامل لأسلحة صاحبه؛ ودخل إلى وسط أعدائناء وكان 
رن هلا أن غالية لكين كانرا معطرن ليور راك ليله ويه 
لذلك جذب الفحل إلى جانبهم. 
وأخبرنا الذين رأوا الحادث؛ أن أربعة من المسلمين الترك جاءوا 
مندفعين نحو مولاي غوثيير عندما كان بمدداً على الأرض» وسددوا 
نحو جسده ضربات شديدة بدبابيسهم» وهم ماضين في حملتهم» ومضى 
57 وأنقذو وحملوه 
عاكدين عل أذرعتهم إلى سرادقه» وعندما وصل لم يكن باستطاعته 
الكلام وتوجه لرؤيته عدد من الجرائحيين والأطباء العائدين للجيش» 
ولأنه بدا لهم أنه ليس في وضع مميت» قاموا بفصده بذراعيه. 
وفي وفت متأخحر من الليل قال أوبرت دي نارسى 06 نام 
١316‏ بأننا ينبغي أن نذهب ونلقي نظرة عليه لأننا لى نكن قد رأيناه 
بعدء يضاف إلى هذا أنه كان رجلاً كان صاحب سمعة رفيعة» وعندما 


74 


5851 


دخلنا إلى سرادقه تقدم نحونا حاجبه لاستقبالناء وسألنا أن نتحرك 
بهدوءء حتى لا نوقظ مولاه. وقد وج دناه مدداً على غطاء من الفروء 
وتودينا لحوة مذؤه كب ووجاناء هنا وعندما أخبرنا الملك بذلك 
علق قائلاً: بأنه لا يرغب أن يكون لديه ألف رجل مثل غوتبير» لأنهم 
سوف يعملون ضد أوامره» مثل| فعل هذا الفارس 

وقدم المسلمون كل ليلة إلى معسكرنا على الأقدام» وقتلوا رجالنا 
حيثأ واجدوهم ناقمين» :ولثلوا بهذه الطريفة حارس مولاي صاحب 
كورتني 001011811 وبعدما قطعوا رأسه وحملوه معهم» تركما 
جسلده ممدداً فوق منضدة» وقد تصرفوا هكذا لأن السلطات أعلى 6 
من جاء برأس رجل فرنجي ديناراً ذهبياً. 

وتوجب عليئا تحمل هذا العذاب» لأن كتائبئاء عندما كانت كل منها 
تنفذ دورها في حراسة المعسكر كل ليلة» قام أفرادها بالدوران حول 
المعسكر على ظهور الخيولء وعندما كان المسلمون يودون دخول 
المعسكرء كانوا ينتتظرون حتى تكون طوائف الجند الخيالة قد ابتعدت» 
ولهذا كانوا يتسللون إلى المعسكر خلف الجياد» وبناء عليه أصدر الملك 
أوامره» أنه بدلاً من القيام با حراسة على ظهور الخيولء على طوائف 
الجند تنفيذ واجبهم في المستقبل على الأقدام» ؤنتيجة لهذا تمت حراسة 
المعسكر بأمان من قبل رجالناء الذين انتشروا بشكل كان فيه الرجل 
لايبعد عن جاره سوى ذراع واحد. 

وبعد تنفيذ هله الترتيبات » قرر الملك أن لايغادر دمياط حتى يصل 
أخوه كونت بواتيبه» مع احتياطات الجيش الفرنسي» ولكي يحول دون 
حملات المسلمين على المعسكر وهم على ظهورالخيول» أمر بحفر خندق 
عميق حول المعسكر» ومركز رمةة القسى العقارة مع السب رجندية 
ليقوموا بالحراسة كل ليلة) ووفعة تراس خائلة عند 8 


200 


ما 


وعندما مرّ عيد القديس ريميجيوس 5لا أ0أ610] ؛ ولم تصلٍ أخبار 
عن كونت بوائبيه الأمر الذي أقلق الملك وجميع جيشه كثيراًء لأنهم 
خافوا أن يكون قد واجه مأساة ما -- ذكرت القاصد الرسولي» كيف 
جعلنا عميد موروبت» عندما كنا على وجه البحر» نقوم بمسيرات 
خلال ثلاثة سبوت متوالية» وكيف أنه قبل حلول السبت الثالث قد 
نزلنا في قبرص» وأولى القاصد الرسولىي اهتامه لما قلته» وأعلن في أرجاء 
المعسكر أنه سوف تكون هناك مسيرة في كل واحد من السبوث التالية. 
وبدأت المسيرة الأولى من محلات القاصد الرسولىيء وتوجهت إلى 
كنيسة سيدتنا في المدينة» وكان هذا المكان مسجداً إسلامياً من قبل» لكن 
القاصد الرسولي كرسه الآن كنيسة على شرف أم ربناء وقام القاصد 
الرسولي خلال سبتين متواليين بقيادة القداس؛ وكان ذلك بحضور 
املك وأعيان الرجال في الجيش» الذين منحهم توبة كاملة. 

وقد ال او روم لير ال 
لذن امل كرا لز أنه ساون الوعيوك ايك لان عادنا عربجاء قد 
ثارت بين الأسابيع الثلاثة» وكان هيجانها في البحر خارج دمياط 
مباشرة» حيث جرى تحطيم ما لا يقل عن مائة وعشرين سفينة ما بين 
صغيرة وكبيرة» وصارت مزقاً وفقدت كلياء وغرق جميع الناس الذين 
كانوا على ظهورهاء ولذلك لو وصل كونت بواتيبه في وقت أبكر للهلك 
هو ورجاله في البحر. 

وما أن وصل الكونت حتى قام الملك باستدعاء جميع بارونات 
الجيش» لاتخاذ قرار بشأن الاتجاه الذي سوف يقصدونه؛ أي الذهاب إلى 
القاهرة أم إلى الإسكندرية وتوافق الكونت بيير الطيب» » كونت بريتاني 
مع غالبية البارونات» على تقديم نصيحة له بالذهاب للقيام بحصار 
اه 00 امتلكت مينئاء خيدة حيث يمكر للسان 


76 


ا 
8 كان مناهضاً لهذا الرأي» وأصر على أنه لن يوافق على الذهاب 
إلى مكان آخر غير القاهرة» لأنها كانت المدينة الرئيسة في تملكة مضرء 
وإذا ما أردث قتل الثعبانء عليك قبل كل شىء أن برس رأسه. 
ورفض الملك آراء البارونات لصالح رأي أخيه. 


5845 - 


عمليات فوق النيل 
تشرين ثاني ١١49‏ - شباط ١١٠٠‏ 


مع بداية استهلال قدوم(المسيح» انطلق الملك مع جيشه للذهاب إلى 
القاهرة» تماشياً مع نصيحة كونت أرتو» وأتينا إلى موقع كان ملاصقاً 
تماماً لدمياط» على مجرى ماء صغير» صدر عن النهر نفسه؛ وثتقرر أن 
يتوقف الجيش هناك لمدة يوم ليقوم بسد هذا المجرى. حتى يمكننا 
الرحف عبره؛ وتم إنجاز هذا بسهولة مناسبة» فقد تولينا إغلاق هذا 
ل و ل ل 0 
بدون صعوبة كبيرة عائداً إلى المجرى الأسامي؛ وأرسل السلطان في 
أثناء عبورنا خمساثة من خيرة فرسانه الذين وجدهم في جيشه للضايقة 
رجال الملك» وتعويق زحفنا. 

وفي يوم عيد القديس نيقولا أمرنا الملك أن نستعد للركوب والزحف 
نحو الأمام؛ ومنع في الوفت نفسه أي واحد أن يتجرأ ويياجم العدو 
من حولناء وحدث على كل حال أن الجيش عندما بدأ بالتقدم نحو 
الأمام» لاحظ المسلمون أن ما من هجنوم قد قام ضدهم -- ذلك أن 
جواسيسهم أخبروهم أن الملك كف رجاله عن ذلك ب وهنا أصبحوا 
أكثر جرأة» وانقضوا بأنفسهم على الداوية» الذين شكلوا المقدمة؛ وقام 
واحد من المسلمين فحمل واحداً من فرسان الداوية» وألقاه أرضاً أمام 
حوافر الفرس الذي كان يمتطيه الراهب رينودي فيشير 018/5آلا » 
الذي كان انذاك فقيدم الداوية» وعندما رأى هذا المقدم هذا هتف 
بأخوانه الداوية قائلاً من أجل الرب» دعونا ننقض عليهم. فأنا لا 
أستطيع أن أتحمل ما يجري ي أكثرا» ثم غمز فرسه. ولق ق به الجيش كلف 


-78 - 


5م75 - 


وكانت خيول رجالنا أنذاك مرتاحة نشطة؛ بينا كانت خيول المسلمين 
مرهقة» وهكذا سمعت أن ما من واحد من الأعداء قد نجاء بل هلكوا 
جميعاً فبعضهم سقطوا في النهر وغرقوا. 


وقبل أن أستطرد أكثر علي أن أخبركم عن النهر الذي يجري خلال 
مصرء وكذلك حول الفردوس الأرضيء وإنني | ذ أفعل هذا لكى 
تفهموا بعض الأمور المتعلقة بروايتي. 1 
وعلى هذا يختلف هذا النهر عما سواه من الأنبار» ففي الوقت الذي 
ُرفد الأمبار فيه وهي جارية نحو البحر بأنهر صغيرة وروافد من مختلف 
الأنواع» ليس هناك من روافد أو أخهر صغيرة من أي نوع تصب في هذا 
لمر تواخادث هبو ان هذا النهن عري شري وإحيد في مصر ثم 
ينسم إلى سبعة أفرع تنتشر في البلاد كلها. 

وعندما يأتي وقت محدد من السئة في نطاق عيد القديس 
ريميجيوس ,أي في الأسبو الأول من تشرين الأول)» تفيض هذه 
الأمبار السبعة» وتنتشر شر فوق | رض وتغمر السهول كلها بالكامل» وما 
أن يتراجع الفيضان حتى يخرج الفلاحونء ليقوم كل منهم بفلاحة 
حقله» بوساطة محراث بلا دواليب» به يقلبون الأرض من أجل بذارها 
بالقمح» وبالشعيرء ؛ وبالكمونءوبالأرز» وكلها تعطي محاصيل عظيمة 
لايمكن للانسان أن يتأمل أحسن منهاء وما من أحد يعرف كيف تتم 
هذه الفيضانات. اللهم | إذا كانت بإزافة من الريه لكنهبا إذا م تحدث» 
ما من شيء جيد سوف ينبت في الأرض» لأن حرارة الشمس سوفٍ 
تذبله» لأن الأمطار غير معروفة في هذه البلاد ومياه هذا النهر دائياً 
موحلة» ولهذا عندما يود السكان الشرب منه» ينضحون بعض الاء منه 
عند المساءء ويضيفون إليه أربع حبات مسحوقة من الفول أو من اللوزء 
ويكون هذا الماء في الصباح التالي صا حاً للشرب دون أية شوائب فيه. 


-79 - 


حا 


وقبل أن يدخل هذا النهر إلى مصرء يعمد بعض الناس - جرياً على 
عاديجهم - على رمي شباكهم في المساء في الماء ويدعوها ممدودة طوال 
الليل» وعندما يأتي الصباج سوف يجدون في شباكهم أشياء تباع بالوزن» 
وتستورد إلى مصرء ومن هذه الأشياء : الزنجبيل» والراوند» وخحشب 
الصبر؛ والدارصيني» وقد قبل بأن هذه الأشياء تأتي من الفردوس 
الأرضي» لأن الرياح تقتلع في هذا المكان الفردوسي الأشجارء مثلم 
تفعل بالأشجار الجافة في غابات بلادناء أما بالنسبة للأخشاب الجافة 
من الأشجار في هذا الفردوس.ء التي تقع في النهر فتباع لنا من قبل 
التجار في هذه البلاد» وللياه هذا النهر طبيعة مدهشة؛ هي أننا عنلما 
نضع بعضها في أواني فخارية مصنوعة في مصرء وتعلقها بحبال 
سرادقتناء تغدوء حتى في أشد الأيام حرارةباردة مثل المياه المنتضوحة 
من الدل: 

وقال شعب هذه البلاد: غالباً ما حاول سلطان القاهرة أن يكتشف 
منابع هذا النهرء ولتحقيق هذه الغاية أرسل أناساً حملوا معهم نوعاً من 
الخبز يعرف بالبقساطء لأنه خبز مرتين» وقد عاشوا على هذا الخبز حتى 
عادوا إلى السلطان. 

ولقد ذكروا أنهم بعدما قطعوا مسافة كبيرة صعوداً مع النهره وصلوا 
إلى كثتلة كبيرة من الصخورء كانت عالية جداء وحادة لايمكن لانسان 
أن يجاوزهاء ومن هذه الصخور ينبع النهر وتتدفق مياهه. ويبدو أنه 
يوجد فوق قمة هذا الجبل وفرة هائلة من الأشجار الرائعة» وقالوا 
أيضاً أنهم رأوا عدداً من المخلوقات المتوحشة من مختلف الأنواع مثل 
الأسود. والأفاعيء والفيلة» وقد جاءت تنظر إليهم من ضفاف 
النهرءوهم يسيرون بالاتجاه المعاكس لجريان النهر. 

وسأعود الآن إلى حيث كنت من روايتى» وأكرر أنه عندما يدخل 
النهر إلى مصر يصنع فروعه البعيدة والعريضة» ويذهب واحد من هذه 


- 80 - 


-/5م؟ - 


الفروع إلى دمياط» وآخر إلى الإسكندرية» وثالث إلى تنيسء ورابع إلى 
رشيد» وعبر الفرع الأآخير جاء ملك فرنسا مع جيشه؛ ونصب ككيمه 
بين النهر الذي يتدفق نحو دمياط والفرع الذي يمضي إلى رشيد» وعلى 
أقصى طرف الفرع الأخير عسكر جيش السلطان بكامل قواته في مقابل 
عساكرناءحتى يمئعوا عبورناء وهو أمر.كان من السهل عليهم القيام به 
لأن ما من إنسان كان يمكنه العبور للوصول إلى الأعداءءإلاً سباحة. 

وقررالملك بناء جسر عبر النهر حتى يمكنه الوصول إلى المسلمين» 
ولكي يؤمن حماية الذين كانوا يعملون في الجسرء أمر ببناء برجين 
متحركين» وكان هذان من النوع الذي يعرف باسم«بيوت السئور). 
لأنبما يقفان أمام«السنائير»(أويغطون الطرقات) بوساطة«بيتين» خلفهماء 
ويكونان بمثابة غطاء واقي للذين يقومون بالحراسة » وذلك من 
الحجارة التي تقذفها آلاث المسلمين» التي كان عددها ست عشرة آلة 
قذف.كلها جاهزة للعمل. 

وعئد وصولنا إلى النهرء أمر الملك ببداء ثماني عشرة آلة قذف» وعين 


جوسلين دي كورئنوت 401 01153) مسؤولاً بمثابة مهندس رئيسي» 
ونطايرت قذائف آلاتنا ضد الأعذداء وآلاته وقامت هذه الآلات 


بدورها بالرماية عليناء غير أنني لم أسمع أن آلاتنا قد سببت أذى كبيرأ 
وتولى أخمو الملك الحراسة تحت طريق مغطى خلال النهار» وقمنا من 
جانبنا بالحراسة أثناء الليل» وهكذا استمر الحال حتى وصلنا إلى 
الأسبوع الذي جاء قبل الميلاد. 

وما أن اكتمل بناء الطرق المغطاة» حتى شرع رجالنا ببناء البسر» 
وليس قبل ذلكء لأن الملك لم يرغب أن تصيب رمايات المسلمين» التي 
كانوا يسددوبها من عبر النهرء رجالنا الذين كانوا ينقلون الثتراب» 
وتجرحهم» وكانت الأمور كلها بلا فوائده ففي بناء هذا الجسر عمل 
الملك وباروناته بدون ما يكفي من بصيرة فيه| افترضوه لأنهم سدوا 


-81- 


- 858- 


واحداً من فروع النهر -- وهو عمل سهل القيام به» لأنهم شغلوا 
أنفسهم بردم هذا الفرع عند النقطة التي تضرع فيها المجرى الرئيسي س- 
وكان بإمكانهم سدّ فرع رشيد في نقطة كان يبعد فيها نصف فرسخ عن 
عمود النهر. 

ولكى يعيق المسلمون بناء جسر الملك حفروا طاقات في الأرض عند 
الطرف الذي عسكر فيه جيشهمء وكانت المياه ما أن تصل إلى الطاقات» 
حتى تندفع فيها مكونة مساحة كبيرة مملوءة بالمياه» وهكذا تمكنوا في يوم 
واحد من تخريب كل الذي صنعناه خلال عمل ثلاثة أسابيع» لأننا كنا 
كليا أسرعنا في سد المجرى من جانبناء قاموا بتوسيع عرض مجراه 
بوساطة الفتحات التي عملوها من جانبهم. 

واختار المسلمون مكان السلطان الذي مات نتبجة الإصابة التي نالها 
أثناء حصاره الحمص واحداً اسمه فخر الدين» الذي كان ابئاً لشيخهم. 
وقد قيل بأن الامبراطور فردريك«الثاني)جعله فارساًء ولقد أمر كوكبة 
من رجاله بمهاجمة معسكرنا قرب دمياطهء وقد انطلقوا على الفور 
وجاءوا إلى بلدة اسمها شار مساحء التي كانت قائمة على فرع رشيد من 
النهر. 

وكنت في يوم عيد الميبلاد أنا وفرساني نتناول الغداء مع بيير دي 
أفالون 07!/الل وعندما كنا جالسين إلى المائدة» انقفض المسلمون 
باندفاع هائل على معسكرناوقتلوا عدداً من الأشخاص المساكين الذين 
خرجوا يتنزهون في الحقول» وخرجنا جميعا لتسليح أنفسناء ولكن على 
الرغم من إسراعناء لم نستطع الالتحاق بالوقت المناسب بمضيفناء ذلك 
أنه كان قد صار خارج المعسكر» وقد ذهب لقتال المسلمين» فأسرعنا 
نركض خلفه وتمكنا من إنقاذه من العدوء الذي رماه أرضاًء ثم أعدناه 
إل المعسكر مع أخيه اللورد دي فال اهلا » وتولى الداوية الذين 
جاءوا لدى سراعهم الاستغاثة» تغطية انسحابنا بشكل جيد وبفعالية: 


- 82 - 


- 5855 - 


وجاء المسلمون خلفناء وتابعوا مضايقتنا حتى وصلنا إلى المعسكرء 
ونتيجة لهذا أعطى الملك الأوامر بإغلاق المعسكر من جهة دمياط» 
وذلك من فرع دمياط حتى فرع رشيد. 

وكان فخر الدينء الذي أشرت إليه على أنه قائد المسلمين» أعظم 
الناس مكانة في العام الإسلامي» وحمل على رايته التي تألفت من ثلاثة 
أفسا م:على القسم الأول رنوك الامبراطور(فردريك الثاني) الذي جعله 
قناساء وعلى القسم الثاني رنوك سلطان حلبء وعلى القسم القالث 
رنوك سلطان القاهرة. وقد عرف باسم فخر الدين ابن شيخ (الشيوخ) 
الذي كان معناه :«الرجل العجوز». فهو على هذا«الرجل العجوز 
ابن الرجل العجوز؛» -- وكان هذا اللقب 5 
المسلمين» لأن المسلمين هم الشعب الذين يجلون المتقدمين بالسن أكثر 
و ل ل ا 
0 
ل 
سباستيان 5808851191 7٠١(‏ - كانون ثاني)» ولدى ساع الملك 
بهذا رتب قواته حسب مقتضيات الحاجة» بحيث توجب على أخيه 
ل ا ا القذف. وقام الملك 
وكونت دي أنجو نجو - الذي صار فيم| بعد ملكاً لصقلية بحراسة 
الجانب المتجه نحو القاهرة » وقام كونت دي بواتيبه وقمنا نحن معه. 
أي رجال شامبين؛ بتولى حراسة الجانب المتجه نحو دمياط» فهذا ما 
طلب منه القيام به. ْ 

وفي الوقت نفسه أمر فخر الدين رجاله بالقيام بالعبور | إلى الجزيرة 
القائمة بين فرعي دمياط ورشيد من النيل» حيث كان جيشنا معسكراًء 
وعبأ قواته على شكل صفوف تمتد من الفرع الأول إلى الآخرء وهاجم 


- 83 - 


4 


كونت دي أنجو هذه القوات وهزمهاء وغرق الكثير في واحد من فرعي 
النهر أو في الآخرء ومع ذلك بقيت أعداد كبيرة» لم يتجرأ شعبنا على 
مهاجمتهاء لأن آلات المسلمين استمرت في قذف الصخور على الأرض 
القائمة بين الفرعين . 

وفي الوقت الذي كان كونت دي أنجو خلاله يقاتل(المسلمين)» قام 
الكونت غي دي فورز 0162لشق طريقه؛ وهو على ظهر حصانه 
وسط صفوف المسلمين»واشتبك هو وفرسانه مع كتلة من المقاتلين 
المسلمين» فألقاه المسلمون أرضاًءوكسرت ساقه وقام اثنان من فرسانه 
بحمله على أذرعتهم وأعادوه» ونجا كونت دي أنجو بصعوية بالغة من 
الوضع الخطير الذي وضع نفسه فيه؛ لكنه ربح لنفسه سمعة عظيمة في 
ذلك اليوم» وفي تلك المناسبة نفسها قام المسلمون بحملة ضد كونت 
دي بواتئييه. وقمنا نحن أنفسنا بحملة بجوم معاكسء وطاردناهم 
مسافة طويلة» وقد فتل بعض رجاهمء غير أننا عدنا بدون خسائر. 

وفي إحدى الليالي عندما كنا نتولى حراسة البرجين اللذان حميا الطرق 
المغطاة» جلب المسلمون آلة تسمى«العرادة /[61/81 »؛ ولم يكونوا قد 
صنعوها من قبل» ووضعوا نارا إغريقية(نفوط) في كفتهاء وعندما رأى 
هذا الفارس الطيب غوتيبر دي إيكوري الذي كان معى قال لنا: نحن 
يا أصدقائي في أعظم المخاطر التي كنا فيها قطء لأنهم إذا ما ألقوا النار 


في أبراجناء وبقينا هنالهسوف نحترق ونحن أحياء. ومن جهة أخرى إذا 
ما تخلينا عن المراكز التي أوكل إلينا حراستها سوف يلحق بنا العار 
وبناء عليه ما من أحد يمكنه أن يدافع عنا في هذا الرعب غير الرب» 
والذي أنصح به هو لجميعنا هو أن ننبطح على مرافقنا وركبنا في كل 
مرة يقذفون فيها نيراهم نحوناء وأن نصلِي إلى مخلصنا أن يحفظنا في 
ساعة الرعب هذله». 

وما أن رموا بأول قذيفة حتى رمينا بأنفسنا على مرافقنا وركبنا حسب| 


- 84 - 


وات 


وجهنا الفارس الجيدء ومرت أول كتلة من اللهب ما بين برجيناء 
وسقطت على الأرض أمامناء حيث كانت عساكرنا تقيم سدأء وكان 
الرجال الذين كلفوا بإطفاء النار جاهزين لإطفائهاء وعندما رأى 
المسلمونث الى بإمكااى السب ماكر معو سيت التبراداين 
ذوي الجناحين» اللذين أقامهما الملك» شرعوا برمي قذائفهم أفقنا كحو 
الممحات)رورة للق سقطت لوق زؤوس رتجال الاطفاة. 

وبيدث النار الإغريقية وهي تمر مقذوفة من الأمامم باتجاهنا مثل 
برميل كبير من القارء وكان ذيل النار المشتعل خلفها مثل قناة رمح 
طويل» وكان الصوت الذي تثيره وهي قادمة مثل الرعد الساقط من 
السماء» وقد بدت مثل تنين يطير في الجوء وكان الضوء ء الذي نشرته هذه 
الكتلة النارية من حولنا مشعاً إلى حد أنه كان بإمكانك أن ترى في 
خلال المعسكر بوضوح وكأنك في النهار» وقذف العدو في تلك الليلة 
النار الإغريقية ثلاث مرات من عرادتهم؛ ورموهاثلاث مرات أيضا 
من قسيهم العقارة المتحركة. 


وكان ملكنا القديس كلما سمع المسلمون يقذفون النار الإغريقية 
نحونا يجلس في فراشه؛ ويرفع يديه بالدعاء» ويقول وهو يبكي:«أبها 
الرب الكريم احمي شعبي لي»؛ وحقآ إنني أعتقد أن أدعيته أفادتنا في 
وقت حاجتناء وكان في كل مرة سقطت فيها الناره يرسل واحداً من 
حجابة ليسألنا كيف تصرفناء وفيا إذا سببث القذائف الملتهبة أي أذى 
8 

وعندما قذفوا في إحدى المرات النار الإغريقية عليناء سقطت هذه 
النار قرب البرج الذي تولى رجال بيبر دي كورتني حراسته؛. وأصابت 
ضفة مجرى الماء» وبناء عليه جاء فارس إِك يدعى لى أبيجويز -لال 
2 وقال:٠مولاي»‏ إذا لم تأت لساعدتنا سنوف تحترق كلناء لآن 
المسلمين أطلقوا نحونا عددا كبيراً من نشابهم الحامل للنيران حتى بدا 


- 85 - 


89م - 
الحال وكأن هناك سياجاً عظياً من اللهب يزحف نحو برجنا»» واندفعنا 
نحو المكان ووجدنا ما تكلم عنه صحيحاء وقمنا بإطفاء النار» وعندما 
أكملنا عملية الإطفاء» رمى المسلمون كل واحد مئا بسهام جاءت من 
عبر المجرى المائي. 

وتابع أخوة الملك حراسة البرجين أثناء النهار» وصعدوا إلى قمتيه| 
ال كايا ا امور ا 1 
الآن أنه بعدما يشول كونت دي آنجو الحراسة أثناء النهارء علينا أن 
نتولى ذلك في الليل» وفي أحد الأيام عندما كان كونت دي أنجو ف 
مركز حراسته؛ وكنا على وشك المضى لتسلم الحراسة عند حلول 
الظلام» شعرنا جميعاً , بغم عظيمء » لأن المسلمين اقتربوا الآن من تحطيم 
ا ا 
م حتى ان كاو ترجو في اليل عله وشرعوا في قدف برجي 
بالنار الإغريقية 


وسحبوا آلاتهم لتلاصق الجسى الذي بناه رجالنا لسد مجرى الماء» 
وأخذوا يرمون عدداً كبيراً جداً من الصخور العظيمة على ظهره. إلى 
حد أن ما من أحد تجرأ على الاة ل 1 
جرى إحراقهما معاًء وأصيب كونت دي أنجو بانهيار عظيم؛ وفقد 
ا ل 0 
يتولى إطفائهاء لكن لئن أصيب هو بالجئنون لشدة غضبه حمدث أنا 
وفرسانيٍ الرب على ما حدث,. لأندنا لو كنا نتولى الحراسة تلك الليلة: 
لا سترقنا خيها. 
الك ار سس وساب ا ا 
لينشىء ا كي و 
المائي وشرح لهم بوضوح تام أنه ليس هناك خشب متوفر لهذه الأعمال 


- 86 - 


ع ور 


باستثناء ما يمكن الحصول عليه من السفن التى جلبت بضائعنا 
ومعداتنا عبرالنهر» وجلب كل رجل بقدر ما كان راغباً أن يعطىء 


وعندما اكتمل بناء البرج» كانت قيمة الأخشاب التي استخدمت قد 
وصلت إل مايزيد على عشرة آلاف دينار. 


وقرر الملك أيضاً عدم وجوب دفع الطريق المغطى الجديد نحو الأمام 
فوق الجسر حتى يحين الوقت الذي يكون فيه دور كونت دي أنجو 
الفيا م بالحراسة؛ لعله يتمكن من نيل فرصة التعويض عن | إحراق 
ل وحسن كان فقر را جرع 
التنفيذ» وما أن جاءت نوبة كونت دي أنجو بالحراسة حتى أمر الملك 
بدفع الطريق المغطى نحو الأمام فوق الجسرء وذلك إلى المكان الذي 
جرى إحراق البرجين فيه. 

وعندما رأى المسلمون ما كان يجري» أعدوا جميع آلاتهم السث عشرة 
لات الها لود اكت + إل الح اليد ل دلي إليها الطريق 
المغطى, ؛ ثم لدى | إدراكهم أن رجالنا كانوا خائفين من الاقتراب من 
ذلك لي ال كانت اتطافط كل الس عل دالت 
جلبوا عرادة تولت رمي النار الإغر بقية على المنشأة الجديدة» وأحرقت 
كل شيء» وأظهر الرب مهاه حر جد تعر ييا ونبحو 
فرساني في هذه المسألة» لأننا لو توليناالحراسة في تلك الليلة» لكنا في 
خطر عظيم مثل| كان عليه الحال في تلك المناسبة التي تحدثت عنها من 
قبل. 

ونتيجة لمذه الانتكاسة الجديدة» دعا الملك إليه جميع البارونات 
وطلب منهم مشورهم» ولقد وافقوا بالإجماع على القول أنه لافائدة من 
مخاولة بناء جسر يمكنهم عليه الزحف ضد المسلمين والاقتراب منهم» 
لأن رجالنا لا يمكنهم الردم من جهتهم من المجرى؛ بقدر ما يمكن 
للأعداء فتحه مجدداً من الجهة الأخرى. 


- 87 - 


- 541905 


وعند هذه النقطة أخبر القسطلان إيمبرت دي بيجو الملك أن بدوياً 
قد جاء إليه وأخبره أنه يمكنه أن يرينا خخاضة جيدة» شريطة أن نعطيه 
لماش يدك جيه كرام لداع ا 
وعد بهء وقال الرجل | نه لن يرينا المخاضة مالم ندفع له امال سلفاًء 
وثمت المواففة على وجوب دفع الدنائير له وبالفعل دفعت إليه بدون 
تأخير. 

وقرر الملك وجوب بقاء دوق بيرغندي وأصحاب المراتب العليا من 
رجال ما وراء البحر الذين كانوا في اليش لخحراسة المعسكر» حتى 
لايلحق به ضررء في حين سيقوم هو مع أخوته الثلاثة بعبور المخاضة 
في المكان الذي سوف يرممر البدوي إياه» ووضعت هذه الخطة قيد 
التنفيذ. وبات كل شيء معدا للعبور في يوم ثلاثاء المرافع(قبل أربعاء 
الرماد) وهو اليوم الذي وصلنا فيه إلى مخاضة البدوي.» واجتمعنا هناك 
د ارلسادات اد من جميع الجهات,. وما أن أصبحنا جاهزين 
حتى دخلنا إلى الماء خيولنا تسبح تحتناء وعندما غدونا في وشط 
جرى الماء» لامسنا الأرض» وو خيولنا مكاناً آمناً تسير عليه 
ورأينا على الضفة الأخرى ثلاثيائة من المسلمين مصطفين» كلهم فوق 
ظهور خبوطم. 

ثم هتفث بفرسانيٍ وقلت :«انظروا أيها السادة | إلى يساركم » واجعلوا 
طريقكم بهذا الانجاه» فالضفة هنا مبللة وموحلة. والخيول تنزلق فوق 
ركابها وتغرقهم»» وفي الحقيقة كان بعض رجالنا قدغرقوا أثناء العبور » 
وكان من بينهم جين دي أورلين 0119885 الذي كان يحمل علياً له 
خطوط متموجة؛ وهكذا انحرفنا نحو اتجاه حملنا نحو نهاية المجرى» 
حيث وجدنا مكاناً جافاً للوقوف عليه» وهكذا عبرنا - والحمد للرب 
من دون أن يسقط واحد من مجموعتناء وما أن رآنا المسلمون قد 
عبرا النهر حتى شرعوا بالفرار. 


ا 


وأعدث العدة» أن يشكل الداوية طليعة الجيش مع قيام كونت دي 
أرتو بالسير خلفهم قائداً للفرقة الثانية» لكن الذي حدث هو أنه ما أن 
عبر الكونت حتى انقض هو ورجاله على المسلمين الذين هربوا أمامهم؛ 
وجعله الداوية يعرف بأنه وجّه إليهم إهانة كبيرة بتوليه القيادة» في 
الوقت الذي توجب فبه عليه السير خلفهم» ورجوه السماح لهم بالمفي 
في الطليعة» حسبها جرى الإعذاد من قبل الملك» لكن الكونت - كما 
حدث - لم يقم بالاستجابة لهم؛ بسبب خطأ نجم من جهة فوكود دي 
مارل 1/716 06 0 ؛ الذي كان بمسكاً بلجام فرسه» وكان 
هذا الرخل ناؤسا يدا وبارع كن كان اهم قاماء ول وصوع اها 


قاله الداوية لولاه» واسثتمر م بيتف: اعليهم» » يارجال» عليهم). 


وهنا اعتقد الداوية أنه سيكون عاراً عليهم إذا ما تركوا كونت دي 
أرتو متقدماً أمامهم» لذلك همزوا خيوهم واندفعوا بلا توقف في 
مطاردة المسلمين» الذين فروا أمامهم إلى داخل مدينة المنصورة» وإلى 
المقول خخلفها تاتجاه الشاهرة وغنندما ختاول رجالنا العردة: رمن 
المسلمون في المنصورة جذوع أشجار ضخمة وقطع أخشاب كبيرة 
عليهم وهم يمرون من خلال الشوارع »اللني كانت ضيقة جداًء وقتل 
كونت دي أرتو هناك مع راؤول دي كوسي [00ا00 » وعدد كبير اخر 
من الفرسان» حتى أن عدد القتل جرى تقديره بثلاثاثة» أما الداوية 
ففقدوا -- حسبما أخبرني مقدمهم الأعلى فيها بعد - مائتين وثانين 
رجلاً» كانوا جميعاً من الفرسان المقاتلين. 


- 89 - 


84م - 


معركة ا منصورة 
/شباط ١١٠١‏ 


وقررت في الوقت نفسه أنا وفرساني المضي ومهاجمة بعض المسلمين 
الذين كانوا يضعون بعض أمتعتهم في معسكرهم على يسارناء وهكذا 
انقضضنا عليهم؛ وف الوقت الذي كنا نطاردهم فيه خلال المعسكر 
وقع نظري على واحد من المسلمين» كان على نية امتطاء فرسه؛ وقد 
أمسك اللجام واحد من فرسانه» وفي اللحظة التي كانت فيها يداه على 
السرج ليصعدء وجهت إليه طعنة تحت إبطه» فجندلته ميته ولدى رؤية 
فارسه ماحدث ترك مولاه وترك حصانه. وطعنني برمحه» وأنا مار بى 
وأصابني ما بين كتفي» بما جعلني أنبطح فوق رقبة حصان , بقة م 
أستطع بها سحب السيف المعلق بحزامي» وهذا توجب عل سحب " 
السيف المعلق إلى فرسي» وعندما رآني وسيفي مسلول سحب رمحه 
وتركني. 

ولما غادرت أنا وفرساني معسكر المسلمين» وجدنا ماقدرناه بحوالي 
سثئة آلاف من المسلمين» » الذين تخلوا عن خيمهم؛ وانسحبوا إلى داخل 
الحقولء وفي اللحظة التي رأونا فيهاء.قدموا حاملين عليناء وقتلوا 
هوغودي ثر تركتيل 11163416 صاحب كونفلان 001711305)» الذي كان 
معي يحمل علياً وركضت أنا وفرساني على ظهور خيولناء ومضيا 
لانقاذ راؤول دي وانو 30010/الاوكان واحداً آخحر من أصحابي قد 
رموه أيضاً. 


ولدى عودق» طعنني المسلمون برماحهم؛ ونحث ثقل حملتهم كبا 
حصان على ركبتيه» وطرت نحو الأمام وصركت فوق أذنيى وهبمضتثت 


لإ - 
بقدر ما أوتبيت من سرعة؛ وترسي في الأمام عند رقبتي وسيفي بيدي؛ 
وجاء إل واحد من فرساني»؛ اسمه إيرارد دي سيفري -أ5 08 1810آ 
لإ©61/ا - منحه الرب النعمة-- ونصحنا بالانسحاب نحو بيت مهدم» 
حيث يمكننا انتظار الملك» الذي كان على الطريق» وبين| كنا متوجهين 
إلى هناك» جاءت كتلة كبيرة من المسمين مندفعة نحوناء بعضها رجالة 
وبعضها الآخر على ظهور الخيول» ولقد طرحوني أرضاء وبذلك طار 

وما أن عبروا حتى جاء إيرارد دي سيفري عائداً نحوي وأخذني معه 
إلى البيت المهدم» والتحق بنا هناك: هوغو دي ايكوتث 15001؛ وفردريك 
دي لوبي لا©0لا0ا » ورينودي منتكورت 01ا1/16001020 » وبين) كنا 
هناك هاحمنا المسلمون من جميع الجهات. ودخل بعضهم إلى البيثت» 
وشرعوا يطعئوننا برماحهم من الأعلى» وطلب مني فرساني الامساك 
بلجم خيوهم. الأمر الذي فعلته خشية فرارهاء ثم قاموا بعد ذلك 
بدفاع فعال ضد المسلمين ما جعلهم ينالون فيما بعده ىا يمكنني القول» 
الثناء العاللي من جميع الرجال ذوي المكانة العالية في الجيش» وذلك سواء 
الذين شهدوا شجاعتهم؛ والذين سمعوا عنها فيا بعد. 

وفي خلال هذا الحادث تلقى هوغو دي ايكوت ثلاث اصابات في 
الوجه من رمح؛ وكذلك راؤول دي وانو» بيدا تلقى فردريك دي لوبي 
طعنة رمح بين كتفيه» فتحت جرحاً كبيراً جعل الدم يتدفق من جسده» 
كأنه يتدفق من فتحة برميل» وجاءت ضربة من واحد من سيوف العدو 
الى وسط وجه إيرارد دي سيفري» فقطعت حتى خلال أنفه» وتركته 
معلق فوق شفتيه» وتذكرت في تلك اللحظة القديس جيمس» وخطر 
ببالي» فتوجهت بالدعاء إليه قائلا: «أيها القديس جيمس الطيب» تعال 
مساعدتي وأنقذنا في وقت حاجتنا العظيمة هذه). 


وما أن تفوهت بهذا الدساء. حتى قال لى .ايزارك دي سيفري: ١‏ إذا 


91 - 


ع اي 


كنت يامولاي ترى أنني لن أوصم بالعار وكذلك ورثتي» لإقدامي على 
الذهاب» وجلب المساعدة إليك من كونت دي أنجوء الذي أراه ف 
الحقول هناك» فأسفعل» فقلت له: «يبدو لي ياسيدي العزيز أنك ستنال 
شرفاً عظياً إذا ما ذهبت لجلب المساعدة إلينا لانقاذ حياتناء وبالمناسبة» 
حياتك أيضاً في خطر عظيم» ( ولقد قلت الحق. لأنه مات من جرحه)» 
وتشاور مع بقية الفرسان الذين كانوا هناك» ا النصيحة 
نفسها التي أعطيتها لهءوبعد ساعه ما قالوه» طلب مني أن أخلي له عن 
حصاله الذي كنت بمسكاً بلجامه» وهذا مافعلته وتركته يأخذه. 
ومضى إلى كونت دي أنجو ورجاه القدوم لانقاذي وانقاذ رجالي» 
وحاول شخص صاحب مكانة عالية أن يصرفه عن الاستجابة» غير أنه 
ل ا و 
ليقدم إلى مساعدتناء وقام عدد من سيرجنديته بغمز خيوهم أيضاء وما 
أن را هم السلمون قادمون» حتى نكصوا ليتركونناء ورآهم بيير دي 
ا ]ع لظ وهم يغادرون» وكان يسوق أمام السير جندية 
وسيفه في قبضة يدهء فحمل على وسط المسلمين الذين كانوا عمسكين 
لراؤول دي وانو» واستنقذه من بين أيديهم» بعد أن أصيب بجراحه 
بليغة. 


وبيندا كنت واقفاً هناك على قدمي مع فرسانيء» مصاب بجراحة ى| 
ذكرت لكمء قدم الملك لويس على رأس كتائبه» مع زعقات عالية 
للآبواق ولفرع الطبول» اوتوقف مع عساكره فوق جسر مرتفع كان 
هناك وأنالم أرقط فارسا جمل أو أككر رشاقة من فقد بدا ساي براسه 
وكتفيه فوق شعبة) وكان على رأسه خحوذة مذهية وبيده سيف من 
فولاذ ألماني. 

وما أن توقف. حتى قام الفرسان الجيدون الذين كانوا في فرقته؛ 
والذين سميتهم لكم من قبل مع فسرسان شجعان من فرسانه. 


- 92 - 


- 54594- 

بالانقضاض مباشسر ة على المسلمين» وأؤكد لكم أ نه أعقب ذلك ملحمة 
زالائة» وامتجاناً رائضا المتلاع» لآن ماامن واعلق الخدم افونيا أو 
زنبورك؛ بل كانت المعركة معركة رماح ضد السيوف بين المسلمين وبين 

شعبناء وقد انخرط فيها الطرفان بشكل عنيف جداً. 
وكان واحد من أتباعي؛ الذي كان يحمل رايتي قد هربء غير أنه 
عاد الآن والتحق بي وجلب معه واحداً من خيولي الفلمنكية» فامتطيته» 
ومضيت لآخذ مكاني إلى جانب الملك» وعندها كنا شما جاء الفارس 
الجيد جين دي فاليري إلى الملك وقال ناصحاً له بأن ينتفل نحو اليمين 
باتجاه النهر» وبذلك سوف ينال دعم دوق بيرغندي» ولإعطاء الفرصة 
أيضاً لسي رجندية جلالته للشربء لأن النهار أخذ يزداد حرارة بشكل 
كن 


وأمر الملك سيرجنديته بالذهاب لإحضار الفرسان الجيدين من 
مستشاريه تمن كان على مقربة منهه مشيراً إلى كل واحد منهم بالاسم؛ 
وذهب السيرجندية وأحضروهم من وسط القتال الكثيف» حيث كانت 
الحرب محتدمة بين المسلمين وبين رجالناء وجاءوا إلى الملك الذي سألهم 
اذا يشيرون» فأجابوه بأنهم يعتقدون بأن نصيحة جين دي فاليري 
صعيغة جد بناء عليه أمر الملك حملة الأعلام بالسير مع راية القديس 
دنس العظمى باتجاه النهرء وعندما شرع الجيش بالتوجه إلى هناك. 
كانت هناك مرة ثانية أصوات مرتفعة جداً صدرت عن الأبواق وعن 
الطبول» وكذلك عن النفر الاسلامية. 


وما كاد الملك يتقدم بضع خطوات حتى تلقى عدة رسائل من 
كونت بواتييه. ومن كونت دي فلاندرز» ول ا 
القيادات العلياء وكانوا هناك مع عساكرهم. وقد توسل الجميع إليه 
بعدم التحرك» لأنهم كانوا يتعرضون إلى ضغط شديد من المسلمين» إلى 
حد أنه لن يكون بإمكاهم اللحاق به؛ ومرة ثانية استدعى الملك ذوي 


- 93 - 


دادعخم5 - 

المكانة من فرسانه للتشاور معهم؛ وقد نصحمه بالانتظار» وجاء بعد 
قليل جين دي فاليري عائداء وانتقد الملك ومستشاريه بسبب البقاء 
حيث هم وبناء على ذلك نصح المستشارون الملك بالتحرك نحو النهرء 
حسب| أوصى جين دي فاليري. 

وقدم في هذه اللحظة القسطلان ايمبرت دي بيجو ليخبر الملك بأن 
أخخاه كونت دي أرتو كان يدافع عن نفسه في بيت في المنصورة 
وليتوسل للحتت لهات سرج يا فقال الملك: «امضص آنا 
القسطلان أمامي, وأنا سوف أسير في إثرك»» وأخبرت القسطلان بأنني 
بتدرك ابي به يكاب فارسة: الأمن الذى شكرن عليه من قله 
وهكذا شرعنا معا تأخذ طريقنا نحو -المنصورة. 


وفبها نحن ماضيان إلى هناك» جاء سيرجندي مسلح برمح» وسعى 
نحو القسطلان في وضع مضطرب جداً من الرعب» وأخبره بأن زحف 
الملك قد توقفه وأن المسلمين مركزوا أنفسهم بين جلالته وبينناء 
والتفتنا فرأينا هناك مايزيد على الألف منهم بيننا وبين جيش الملك؛ وم 
يكن تعدادنا أكثر من ستة» وبناء عليه قلت للقسطلان :٠لايمكننا‏ 
يامولاي العودة إلى الملك من خلال هذا الحشد من الرجال» لذلك دعنا 
نسير بالاتجاه الملعاكس لحريان ادر » ولندع هذا الخندق الذي ترأه 
أمامك بين الأعداء وبيئنا أنفسناء فبهذه الوسيلة يمكن أن نتدبر أمر 
العودة إلى الملك» وأخذ القسطلان بنصيحتي» لكن يمكن أن أؤكد لكم 
أن المسلمين لو انتبهوا إلينا أدنى انتباه» لقتلونا بكل تأكيد وكانوا على 
كل حالء في ذلك الحين لايولون الاهتمام إلا إلى الملك ولكتائب ثب الرجال 
الكبيرة اميل اصرق التو جل اقزر حيهوا اننا كنا عقا قرز 
رجالهم. 


وبينما كنا عائدين نزولاً على شاطىء النهرء بين المجرى الفرعي 
والنهر الأساسي, شاهدنا بأن الملك بات قريباً من النهرء وكان المسلمون 


200 


5481 


يسوقون إلى الوراء كتائبه الأخرى» وهم يضربون ويطعنون فيها بالرماح 
وا اك وير مر لطر ع انان عه ل اننبا مع 
حاولوا الاح شان الور امنا لو 0 
غير قادرين على فعل ذلك؛ لأن خيولهم كانت منهكة, والنهار صار 
ار جداء ولمذا عندما كنا نازلين على محاذاة النهر باتجاههم. رأينا النهر 
مغطى بالرماح وبالترسة» ومليئاً بالرجال وبالخيول الذين كانوا يغرقون 
فى الماء. 


ولدى وص ولنا إلى جسر صغير قائم على المحجرىء. قلت 
للقسطلان:«دعنا نقف هنا ونتولى حراسة هذا الجسرء لأننا إذا تركناه 
سوف يلقي المسلمون بأنفسهم على الملك من هذا الاتجاه أيضاًء وإذا ما 
هوجم جندنا من الجانيين لسوف يغلبون)» وهكذا فعلنا حسبما 
نصحتء وعلمنا فيها بعد أننا كلنا كنا سنقتل في ذلك اليوم لولا الملك» 
فقد أخبرني بييردي كورتني وجين ساليني /إ908||أ52 سبغة نرق 
التتملين قد أسسكوا يمقوة فرس املك وكانوا, رقودؤتنه تسح لامي 
عيدها قاع وإتقاد نسبة يدون مساعدة من أحد» بتوجيه ضربات كبيرة 
نحوهم بسيفه؛ وعثدما رأى رجاله كيف يقوم الملك بالدفاع عن نفسه 

استردوا شجاعتهم.؛ وتخلى كثير منهم عن التفكير بالنجاة عبر النهّر» 
وتجمعوا للقيام بانقاذه. 

وقدم مباشرة نحونا نحن الذين كنا نتتولى حراسة الجسر الصغير 
الكونت بيير دي بريتاني» وقد تلقى ضربة عبر وجهه؛ كان الدم يسبل 
منها إلى فمه؛ وكان يمتطي فرساً رشيقاً جداًء وقد ألقى بمقوده فوق 
قربوسه الذي أمسك به بكلتا يديه» خشية أن يقوم رجاله الذين كانوا 
يسيرون إلى جانبه للحصول عل الطمأنينة» بقلعه من مكانه وهم 
يعبرون الجسر الصغير» ويبدو أن رأيه فيهم كان سيئأء لأنه كان وهو 


- 95 - 


-58819- 


ينفث الدم من فمه قد تابع القول بصوت جهوري: «أيها الرب الطيب» 
هل رأيت قط مثل هؤلاء الأوغاد»؟ وجاء بعد رجاله كونت دي 
سواسون وبيير دي نوفيل م!|الالاهلاء الذي كان لقبه «كييبر:00816) “ي. 
وكان كلاهما قد تلقى ما فيه الكفاية من الضربات ذلك اليوم. 


وبعد ما عبر هؤلاء الرجال الجسرء رأى المسلمون أننا نتولى حراسته 
ووجوهنا منصرفة نحوهمء لهذا توقفوا عن مطاردة كونت بيير وجماعته. 
ووقتها توجهت إلى كونت دي سواسون» 00 
(خال) زوجتي» وقلتث له: الأعتقد ياسيدي أنه سيكون ا مفيداً» إذا 
وقفت هنا خراعبة اهلا الس لأننا إذا تركتاة بدوك خبراسة نوف 
لالع اللسلصوة كارم لسرب عرو للك إلى الهجوم من كل من 
المقدمة ومن المخلف». وسألني ف فيا إذا بقي هو » هل سأبقى معه هناك 
فأجبته: «سوف أفعل م ولدى ساع القسطلان بهذا 
أخبرني أن لا أتحرك من مكاني حتى يعود؛ وقال بأنه ذاهب للبحث عن 
مساعدة لنا. 

وبقيت حبث كنت هناك» ممنطيا ظهر جوادي القويء وذلك مع 
كونت دي سواسون من على يميني» وبييبر دي نوفيل من على يساري» 
وفجأة قدم مسلم يركض بفرسه نحونا من جهة عساكر الملك» التي 
كانت خلفناء ووجه ضربة عنيفة جداً لبيير من الخلف بدبوسه» فأرغمه 


على الإرتماء فوق رقبة حصانه؛ ثم قفز عابراً للجسرء واندفع ليكون في 
وسط جماعته. 


وعندما رأى المسلمون أننا لن نتخلى عن الجسر الصغير» عبروا مجرى 
النهر الصغير» وتمركزوا بينه وبين النهرء مثل) فعلنا عندما كنا منحدرين 
على محاذاة النهرء وبناء عليه زحفنا نحوهم لنكون جاهزين للحملة 
عليهم إذا ما حاولوا الغين بانجاه عساكر الك أو القيام بور المسير 
الصغير. ١‏ 


-8617 
وكان أمامنا مباشرة اثنان من سيرجندية الملك» اسم أحدهما وليم 
دي بون 8001» واسم الآخر جين أوف غاماش 631780065)» وكان 
المسلمون الذين وقفوا بين مجرى النهر الصغير والنهر قد أحضروا معهم 
عدداً كبيراً من الفلاحين را 0 
هذين الرجلين بكدر الآرضء غير أنهم لم يستطيعوا إرعسابيو عل 
التراب جع إلى حيث كناء وأخيراً جلب المسلمون رجلا قصيرأًء تولى 
0 بالنار الاغريقية ثلاث مرات متوالية» وحدث أن صدّ وليم 
أوف بون قدر النفط بوساطة ترسهء لأن اللهب لو أمسك أي طرف من 

ثيأبه» لاحترق بكل .تأكيد وهو حي. 

وتغطينا جميعاً بالنشاب الذي أطلق على السيرجنديين ولم يصبهما. 
وصدف لحسن الحظ أن وجدث قميصاً إسلامياً محشواً بحشوتين:. فقلبته 
ووضعيد اجات امارج با تجاهي» واستتخدمته بمثابة ثرس لي» وقد 
أفادني فائلة كبيرة» لأنني كنت مجروحاً بنشاب العدو بخمسة أماكن؛ 
مع أن فرسي كان مجروحاً في خمسة عشر مكانآء وحدث أيضاً أن شخصاً 
جيداً من جوائفيل جلب إل قصبة قصبة د ثبت عليها رنوكي إلى سنان رمح؛ 
ركنا ل كل ولك ويه لمن تيون ونه بشسيلة عل 
السيرجنديين» ننقض عليهم» ونجعلهم يفرون. 

واستمر في هذا الوضع الصعب كونت سواسون الطيبء وفي تلك 
البساهة الرجة كان بسر ويقول لي بانشراح وفكاهة :«بحق قلسوة 
الرب- فهذه كانت صيغة يمينه المحبب إلى نفسه- دع أبها النائب 
هؤلاء الكلاب ينبحون كى) يريدون» ولسوف نتحدث عن هذا اليوم فيا 
بعد» أنا وأنت» ونحن جلوس في البيت مع زوجاتنا». 

وفي ذلك المساءء عندما كانت الشمس موشكة على المغيب» جاء 
القسطلان مع مجموعة من رماة الزنبورك الرجالة التابعين للملك؛ الذين 
انتظموا في صف أمامناء وما أن رآهم المسلمون يوترون جروخهم 


-97 


8م - 

بأقدامهم؛ حتى تركونا وفرواء وعندها قال القسطلان لي: #حسناً ما كان 
أبها النائب» اذهب الآن إلى الملك» ولاتفارقه حتى يعود ثانية إلى 
سرادقه»» وما أن وصلت إلى الملك» حتى جاء إليه جين دي فاليري 
وقال له: «ياصاحب الجلالة» يسألك صاحب شائليون أن تعطيه إمرة 
ساقة الجيش»»: ووافق الملك عن طيب خاطرء ثم شرع يتقدم نحو 
الماع وت تسن سرود جماكه كلم رد نازو عر بدي الفولانية 
عسى أن يتخلل بعض المواء رأسه. 

وبعدما عبر الملك النهر» جاء الراهب هئري دي روني 801118 » 
مقدم الاسبتارية» وقبل يده المدرعة» وسأله الملك إذا كانت لديه أية 
أخبار عن كونت أرتو» فأجابه المقدم بأنه حقا لذية أخبارا عن لأنه 
متأكد تماما من أن أخاه كان الآن في الفردوسء وأضاف هذا المقدم 
يقول: «أواه ياصاحب الجلالة» كن مرتاح الضمير» » فا من ملك من 
ملوك فرنسا قد نال من الشرف مثل الذي نلته اليوم؛ لأنك من أجل أن 
تقاتل الأعداء» اجتزت النهر سباحة» حتى تهزمهم كلياً وتطردهم من 
الحقل» وفضلاً عن هذا لقد استوليت على آلاتهم» وكذلك على خيمهم 
التي سوف تنام فيها الليلة»» وأجابه الملك قائلاً: ا 
أجل كل ما أعطاني إياه»» ثم أخذت دموع غزيرة تنحدر من عينيه 

وعندما وصلنا | ا 0 
المسلمين يشدون حبال خيمة كانت قيد الفكء في حين كان عدد من 
عساكرنا يشدونها من الجانب الآخرء وهنا حملت أنا ومقدم الداوية على 
وسطهمء وهكذا هرب العدوء وبقيت الخيمة في أيدينا. 

وفي أثناء مجريات معركة ذلك اليوم كان هناك عدد كبير من الناس» 
ومن ذوي المظهر الجميل أيضا ادو ل عر ل 
الجسر الصغير الذي تحدثتكم عنه» وقد هربوا والفزع قد استولى عليهم 
واستبد بهم حتى أن محاولاتنا لجعلهم يقيمون معنا تبددت بدون فائدة؛ 


- 98 - 


ه586 - 


وبإمكاني اخبار كم ببعض أسائهم» لكنني سأقمنع عن ذلك لأهم 
أموات الآن. 

وعلى كل حال لن أتجنب ذكر اسم غي موفوسين 7أ5أ0/الاقا/ا ) 
لأنه عاد ممجداً من المنصورة» ا أنا والقسطلان طوال الطريق 
النهر. ولحق هوبناء وعندما ضغط المسلمون بشدة على كونت دي 
بريتاني وعل رجاله: وضايقوا موفوسين ورجاله؛ نال رجال موفوسين 
وهو أيضاً مجداً عظياً لجانبهم في قتال ذلك اليوم» ولدن عيجنا ها فعلوة 
في ذلك اليوم, لأن- ى) علمت من الذين عرفوا تشكيلة قوائتهس 
جماعته تكونت- باستثناء عدد قليل- من فرسان كانوا إما من أفراد 
أسرته أو من أتباعه الاقطاعيين. 

وبعدماهزمنا المسلمين» وطردناهم من خيمهم» وفي حين ترك 
أصحابنا تيمهم فارغاً اندفع البداة للقيام بنهبه؛ لأن المسلمين الذين 
كانوا معسكرين هناك كانوا رجالاً من ذوي المراتب العالية وأصحاب 
الممتلكات العظيمة؛ ولم يترك اللصوص خلفهم شيئاء بل حملوا كل شيء 
خلفه المسلمون» وعلى كل حالء لم أسمع بأن البداة» مع أنهم كانوا 
رعايا للمسلمين» قد كانوا أقل تقديراء لاقدامهم على السرقة. ولحملهم 
هذه الأسلاب. لكنٍ الملحمروف أن عادة هؤ لااء القوم عد الجانب 
الضعيف صيداً حلالاً لهم. 


وفيا يتعلق بموضوعي» سوف أخبركم أي نوع من الئاس البداة 
هؤلاء: إنم لايتبعون محمداً (صلى الله عليه وسلم) بل يقبلون تعاليم 
علي (رضي الله عنه)؛ الذي كان (ابن) عم محمد (صل الله عليه وسلم) 
(ومثل هذًا الموقف يتبناه شيخ الجبل» » الذي يتزعم الحشيشية» وهذه هي 
قناعاته أيضاً) ويعتقد هؤلاء القوم أن الانسان عندما يموت في سبيل 
مولاه»,أو لأي سبب آخر جيد» تذهب روحه لتحل في انسان آخر» هو 
أحسن اغالا وأكثر سعادة من المتقدم, ولحذا السبب لايعباً الحشيشية 


- 99 - 


62 ابه 


بالقتل سوى قليلاً عندما ينفذون أوامر مقدمهم؛ وعلى كل حال .لن 
أنحدث الآن أكثر عن شيخ الجبل» بل سأقصر حديثي عن البدو 
وحدهم: 

ولايعيش هؤلاء القوم في قرى أو في مدن أو في قلاع» بل ينامون 
دوما في العراء» وفي أثناء الليل» أو في أثناء النهار عندما تكون الأحوال 
الجوية سيئة يتخذون بيوتاً لخدمهم ولزوجاتهم ولأولادهم. مما يشبه 
أكواماً من البراميل مربوطة إلى أعمدة» تشبه بعض الثىء محفاث 
السيدات»؛ ويلقون فوق هذه الأكوام جلود الأغنام؛ المعالجة بالشب» 
والتي تعرف باسم الجلود الشامية. 

وارتدى البداة عباءات كبيرة من الصوف؛ كانت تغطى الحسد كله 
با في ذلك الساقين والقدمين» وعندما كانت تمطر في المساء» أو عندما 
تكون الأحوال الجوية سيئة في الليل» كانوا يلفون أنفسهم بالعباءات» 
ووقتها كانوا ينزعون اللجم من أفواه خيوهمء ويتركونها تقنات من 
الأعشاب قربهم» ويقومون في الصباح بنشر عباءاتهم في الشمس ثم 
يقومون بفركها واعطائها وجبة جديدة من الشبء وبعد ذلك لايبقى 
فيها أدنى أثر على أنبا كانت مبللة. 

وهم يعتقدون أن ما من واحد يمكن أن يموت قبل اليوم المحدد لى 
ولهذا السبب يرفضون ارتداء أي نوع من أنواع الدروع؛ وكلما أرادوا 
شتم أولادهم كانوا يقولون لأحدهم «عليك اللعنة مثل فرنجي يلبس 
الدروع خوفاً من الموت»»؛ ولايحملون أثناء القتال شيئاً مسوى السيوف 
أو الرماح. 

ويرتدي كلهم تقريباً فرجية طويلة تشبه الرداء الخارجي الذي يرتديه 
الكهنة؛ ويلفون رؤوسهم بأقمشة تمضي حتى تحت ذقونهم»؛ وهكذا يبدو 
هؤلاء بألوان شعورهم السوداء كالفحم وكذلك ألوان لحاهمى ذوي 


- 100 - 


-1584817- 
شكل قبيح» ومن المرعب أن تنظر إليهم. 

وهم يعيشون اعتاداً على ما يقتاتو نه من حليب مواشيهم؛ ويدفعون 
ايجاراً إلى الرجال الأغنياء الذين يمتلكون بسائط للرعي» منها تقنات 
هذه الحبوانات» وما من انسان يمكنه أن يذكر تعداد هؤلاء الناس» 
ذلك أ: نهم يعيشوت في مملكة مصرء وفي تملكة القدسء وفي البلذان 
الأخرى العائدة للمسلمين وللشعوب الكافرة الأخرى؛ اللين يدفعون 
إليهم مبالغ كبيرة من المال بمثابة جزية كل عام. 

ولقد صدفت في بلادناء» بعد ما عدت من بلاد ماوراء البحر» بعض 
المسيحيين غير المخلصين» الذين يؤمنون مثل البداة» في أن ما من انسان 
يمكن أن يموت إلا في اليوم المكتوب له؛ وفي هذا الاعتقاد إنكار 
لدينناء لأنه يقود إل الول بأد الرب لاقدرة لديه على عونناء وبالنسبة 
للذين يعبدون الرب مناء سوف يكونون في الحقيقة حمقى» إذا لم يعتقدوا 
بأن الرب لديه القدرة على إطالة أعمارنا» وعلى حفظنا من الشرء ومن 
سوء.الحظ ومن المؤكد تماما وجوب إياننا به والاعتقاد أنه لديه الفدرة 
على فعل كل شيء. 


- 101 - 


8م - 


الفصل الثامن 
نصر وعقابيله 
شباط - ئيسان ١١6٠‏ 
الملك» وقام لمتبقي مناء بعد عودتنا من المعركة المرعبة؛ التي وصفتها 
للعو بالاستشرار في لكان نفس لذي البلعنا 0 منه» وجلب لي 
الداوية.قند أعطوي | اها 0 سام الآلاسم التي ابعر لين طزيهنا 
من المسلمين» والتيى وضع لا الملك من يتولى حراستها. 
وعندما عدت أخيراً إلى فراشى» حيث كنت بالحقيقة بحاجة ماسة 
إليه» بسبب الجراح التي نلتها أثناء النهارء لم أنل طعم الراحة» فقبل 
بزوع فجر النهار دوق صوتك خلال المعسكر ينادي :إلى السلاح» إلى 
السلاح». فأيقظت حاجبي الذي كان نائياً عند طرف فراشي. وطلبت 
منه الذهاب لرؤية ما الذي كان يجري» ولقد رجع وهو يرتجف من 
الرعب» 0 ا يامولاي ابض » 0 ماله 2 
يحرسون الآلة وطرد وف سق حال راق فانا ار 
ومبضت» وألقيت قميصاً مبطناً على ظهري» ووضعت ق, قبعة من 
الفولاذ فوق رأمي» وهتفت رافعاً صوتي إلى سي رجنديتنا :البحق القديس 
نيقولاءلن يبقواهنا»» وتحلق فرساني من حولي مع أنهم كانوا جميعاً 


جر حى ١‏ وطردنا الجنود المسلمين وأبعدناهم عن الاتناء حتى وصلوا إلى 
قواتهم من الخبالة» الذين كانوا قرب الآلة التي كنا قد أخذناها منهم» 


بعئت إلى الملك أطلب المساعدة» لأنه لم يكن لابإمكاني ولابإمكان 


-102 - 


-5889- 


فرساني لبس الدروع بسبب الجراح التي أصبنا بهاء وأرسل الملك لنا 
غوتيبر دي شاتليون» الذي تمركز أمامنا بين المسلمين وبيئنا أنفسنا. 

وعندما رد المدافعون منا الرجالة المسلمين» تراجع هؤلاء والتحقوا 
بكتلة كبيرة من الخيالة المسلمين» الذين اصطفوا أمام معسكرناء ليحولوا 
بيننا وبين القيام ببجوم مفاجىء على الجزء الرئيسيى من جيشهم: الذي 
كان معسكرا خلفهم» وكان ثانية من القادة الرئيسيين لهذه الكثلة» قد 
ترجلواء وهم شاكي السلاح, وأقاموا نوعا من أنواع السواتر الدفاعية 
ل ا ل ا 
وأطلق هؤلاء الرجال الثانية سحابة إثر سحابة من اللشاب إلى 
معسكر ناه فتدرسو | ددا مم ركجالنا ومن معيو لناء 

وعدما تشاررتا ا اتفقت أنا وفرساني؛ أنه ما أن يسدل الظلام» 
سنقوم بإزالة الحجارة التي تحصن خلفها هؤلاء الرجالء ولم يستطع 
كاهن تابع لي كان بيننا أثناءمناقشاتناءأن ينتظر طويلاء فغادر مخيمنا 
وحده فقطء وكان يرتدي قميصاء وقبعة فولاذية فوق رأسه؛ وزحف 
نحو المسلمين» بجر رمحه خلفه. وقد وضعه تحت ذراعه» وسئانه مصوب 
نحو الأرض حتى لايبصره المسلمون. 

واقترب من المسلمين» الذين ازدروه لأنهم رأوه أنه كان وحيدا 
وسحب رمحه من تحت ذراعه بسرعة وركض نحوهم. ولم يفكر واحد 
من الثهانية بالدفاع عن نفسه؛ بل الجميع نكصوا على أعقابهم وهربواء 
وعندما رأى المسلمون الخيالة أن سادتهم يفرون نحوهم. بادروا 
مسرعين نحو الأمام لإنقاذهم» وفي الوقت نفسه قدم حوالي الخمسين 
من سي رجنديتنا مندفعين إلى مارج المعسكرء وتابع الخيالة المسلمون 
حث خيولهم على التقدم» ولكنهم لم يتجرأوا على مهاجمة رجالتناء بل 
انحرفوا جانبا بشكل مفاجىء. 


- 103 - 


كا 6 جد 

وكرروا هذا الذي فعلوه مرتين أو ثلاث مرات» وقام واحد من 
سير جنديدنا بإمساك رعحه من وسطه وقذف به نحو واحد من المسلمون. 
وبذلك طعنه بين أضلاعه؛ ونكص الرجل المطعون على عقبيه» ورجع 
والرفج معلق من سناته في جسد» ولدى رؤية المسلمين لهذا لم يعودوا 
يتجرأون على التقدم وتراجعوا من أمامناء وتولى على الفور سي رجنديتنا 
إزاحة الحجارة. ومنلل تلك الساعة وفي المستقبل بات كاهني معروفاً في 
أوحاء الجيش كله. وكان أحد الناس يقول للآخر وهو يشير إلبه :«انظر 
ذلك هو كاهن مولاي صاحب جوانفيل» الذي هزم المسلمين الثانية». 

وجرت الأحداث التي توليت ذكرها في أول الصوم الكبير» وقام في 
ذلك اليوم نفسه واحد من المسلمين الشجعان-- الذي انتخبه المسلمون 
قائداً لهم في مكان فخر الدين ابن الشيخ؛ الذي فقدوه في معركة يوم 
ثلاثاء المرافع - بحمل سابغة ودروع كونت دي أرتوء الذي قتل في 


اح ير ل الا 0 إياهم بأن المعروض هو 
دروع الملك وسابغته» وأن الملك نفسه قد مات. 


وقال لمم:(إ: نني أريكم هذه المغانم؛ لأن جساً بلا رأس ينبغي ألا 
يخيف» وكسالك شغباً بلا ملك» ولذلك إذا ما أردثم وكنتم على 
استعداد» سوف نباجمهم يوم اللجمعة» ويبدو لى إن عليكم أن توافقوا 
على هذاء لأننا لن نخفق في قهرهم جميعاء طالما أنهم فقدوا قائدهم), 
اتات ل خسم 0 

إليه» و ل عليه أمر جلالته 
ل و ا 
بتسلبح رجاهم في منتصف الليل» وأن يقوموا بصفهم فيا بين الخيم» 
والسياج الممدود حول المعسكر» وكان هذا معمولاً من أوتاد خشبية 
طويلة لمنع المسلمين من الإغارة بشكل مفاجىء على معسكرناء ومع 


104 - 


ه586 


هذا كانت هذه الأوتاد مثبتة بالأرض بطريقة كان من الممكن المرور فيا 
بينها على الأقدام» وتم تنفيذ أوامر الملك حسب) كان قد أصدرها ثماماً. 

ومع إشراق الشمس تماماء قا م المسلم» ؛ الذي أشرت إليه على أنه 
القائد المنتخب للمسلمينء بقيادة 3 بعة آلاف من الخيالة المسلمين» الذي 
تولى صفهم وبثهم حول معسكرنا وحوله شخصياً وذلك في تشكيلة 
امندت من النهر الذي يأني من القاهرة إلى النهر الذي يخرج من 
معسكرنا نحو بلدة تدعى رشيد(اقرأً : أشموم طناح)» وجلب بعد هذا 
كئلة كير بحدا من المسلميل الرتحتالة» اللي واوا تطويق سك ا 
بالطريقة نفسهاء وإلى جانب هاتين الكتلتين من العساكر اللتين أتبث 
على ذكرهما للتوء كانت جميع قوات سلطان القاهرة واقفة بالقرب». 
وجاهزة لتقديم العون للآخرين إذا ما احتاجوا إلى ذلك. 

وما أن جرى تنفيذ هذه العملية» حتى قدم قائد المسلمين لوحده» 
وكان يمتطي على مهر صغير الحجمء وقد تقدم نحو الأمام لاستطلاع 
أوضاع عساكرناء وكان كلما رأى قواتنا في أحد الأماكن كانت أقوى 
بمن يقابلهاء كان يعود ليجلب المزيد من الرجالء ليقوم بدعم كتائبه 
ضدناء وأرسل بعد هذا بالبداة» الذين كان منهم هناك ما لايقل عن 
ثلاثة الاف» ووجههم للزحف ضد المعسكرالذي كان بأيدي دوق 
بيرغندي؛ الذي كان قائاً بين النهرين» وفعل هذا لأنه اعتقد بأن الملك 
جوف زرسل يعقنا من وجالة مساعدهة الدوق عه الجنات كلك 
يضعف قواته. 


000 هذا المسلم حتى منتصف النهار ليقوم هذه الثرتيات» ثم 
أصدر أوامره بقرع الطبول» وعلى الفور قامث القوات الاسلامية جميعها 
من رجّالة وخيالة بالحملة عليناء حملة رجل واحدء وسوف أحدثكم 
أولاً عن ملك صقلية(الذي كان في ذلك الوقت كونت دي أنجو)لأنه 
كان في طليعة جيشنا على الطرف المتجه نحو القاهرة» فقد أنشب 


- 105 - 


لولم - 


الأعداء القتال معه وفق طريقة اللعب بالشطرنج حت أزسلوا اول 
رججالتهم نحو الأمام لقئاله» وبعثوا أيضاً 0 قذفوا النفوط(النار 
الاغريقية) نحو عساكره؛ ثم ضغط المسلمون جميعاً من خيالة ورجّالة 
بشدة متناهية علي عساكرناء إلى حد أن ملك صقلية الذي كان مترجلاً 
واقفاً بين فرسانه قد قهر ثماماً. 


. وجاء رسل إلى الملك لويس لإخباره عن الخطرالعظيم الذي أحاق 
بأخيه» ولدى ساعه مبذا اندفع وقد غمز حصانه حتى كان وسط قوات 
أخيه» واندفع بين صفوف المسلمين والسيف بيده» حتى أنهم أحرقوا 
حصانه وتجافيفه بالنفوط(النار الاغريقية)» لكن بحملة ملكنا هذه. أنقل 
فلك ارق ونظري | ملعي موه الع كر 

وكان التالي لعساكر ملك صقلية فرقة باروئات ماوراء البحر» بفيادة 
غي دي إيبلين مع أخيه بلدوين؛ وتلا هذه القوات فرقة كانت بقيادة 
غوتيير دي شاتليون» وكالت مشحونة برجال أشاوس تام كلهم 
مشهور بشجاعته وأعمال فروسيته» ودافعت هاتان الفرقتان عن أنفسههما 
بفعالية» لهذا لم يتمكن المسلمون من خحرق صفوفهها أو ارغامه) على 

وكان العا في تلقي حلة الأعداء ايا ع ا الفطيا راي و ايا 
6 مقدم الداوية» وذلك مع الأعضاء القلة الذين بقيوا من 
طائفته» بعد معركة ثلاثاء المراذ فغ» وقد امتلك متراساً أقيم أمام رجالهء 
وقد صنع من الآلات التي استولينا عليها من المسلمين» وعندما زحف 
العدو لفتالهم قذف بالنفوط (النار الاغريقية») على السواتر الدفاعية التي 
أقاموهاء ولقد التفطت النار بسرعة» لأن الداوية استخدموا كميات 
كبيرة من الألواح في انشائهاء ول ينتظر المسلمون النيران حتى تخمد بعد 
اكتال الاحتراق. بل اندفعوا وقاتلوا الداوية وسط اللهبء. وفقد مقدم 
الداوية في هذا الاشتباك احدى عينيه» وكان قد فقد العين الأخرى في 


- 106 - 


مما 
يوم ثلاثاء المرافع» ولقد نجم عن هذا الحادث موته؛ منحه الرب الرحمة» 
وكان خلف الداوية شريط من الأرض»؛ تساوي مساحته مساحة ما 
ا ا ل د 
بنشاب المسلمين» إلى حد أ نه لم يكن بإمكانك رؤية الأرض نحتهم. 
وكان التالي لقوات الداوية العساكر التي قادها غي موفوزين ناهأ 
0أ05/.» وهذه العساكر لم يستطع المسلمون هزيمتها أبداء ومع هذا 
استطاعوا غمره شتخصياًتماما بالنار الاغريقيةه حتى أن رجاله وجدوا 


وشروساً من للكان الذي كان في سوفوزين ممشكرا بي اكد 
رمية حتجره ودر هذا السياج من هناك من أمام العساكر التي تولى 
قيادتها الكونت وليم دي فلاندرزء وامتد بعيداً حتى النهر الذي يتدفق 
باتجاه البحرء وواجهت فرقتنا السياج الدفاعي على الجانب نفسه مثل 
فرقة غي موفوزين» لكن با أن رجال كونت دي فلاندرز قد تمركزوا 
أمام جيش المسلمين مباشرة» لم يغامر المسلمون على القدوم ومهاحمتناء» 
وفي هذا المجال عاملنا الرب بنعمة عظيمة» ؛ لأنني ل أكن أنا شخصياً 
ولا فرساني نرتدي الدروع أو نحمل الترسة» بسبب الجراحات التي' 
اسار دمن و ثلانء الراقع. 
ل 
رجالي بالرمي على الخيالة» وما أن رأى هؤلاء الرجال أنهم أخذوا 
يتعرضون للجراحات من جانبناء حتى بادروا إلى الفرار» ولدى 
رفخ سرون عادر رجال العرنت المسكر وقنزوا فرق اكواجرة 
وركضوا , بين الرجالة المسلمين وتغلبوا عليهم» وتم قتل عدد كبير من 
الأعداء» وتم الاستيلاء على كثير من ترستهمء وأبدى غوتبير دي لى 


-107- 


دهم - 


هورن 4101908 الذي حمل راية صاحب أبريمونت شجاعة عظيمة:» 
وفعالية في عملية الصد هذه. 

وكانت الفرقة التالية التي اشتبكت بالأعداء الفرقة التي قادها أخو 
للك كونت بواتيبه» وكانت قوات هذه الفرقة من الرجّالة» وكان 
الكونت وحده هو الذي امتطى جوادا وقد ألحق المسلمون مهذه الفرقة 
هربية ساحقة وعناوا كودت بواتييه أستراء وعندما رأى الحزارون 
والعاملون الآخرون في المعسكرء با في ذلك النساء 5 
المؤن» هذه الواقعة» رفعوا أصواتهم بالصراخ المنذر في أرحاء المعسكر 
وبمعونة الرب جرى انقاذ الكونت» وطرد المسلمين من محلاثنا. 

وجاء بعد العساكر التي قادها كونت دي بواتييه؛ القوات التي قادها 
جوسراند دي برانكيون» الذي كان قد جاء إلى مصر مع الكونت» وكان 
واحداً من أفضل الفرسان في الجيش» وقد عبأ قواته بأن جعل جميع 
لك ام م ل و ل ع 
جوسراند دي نانتون 0 »؛ وقد وضعه أيضاً على ظهر.فرس 
لأنها كانا مايزالان في مقتبل العمر» وكسب المسلمون الحولات القتالية 
عدة مراتء غير أنه كان كلما رأى رجاله في شدة؛ كان يغمز حصانه 
ويهاجم الأعداء من الخلف» وفي عدة مناسبات من هذا القبيل تخل 
المسلمون عن مضايقة رجاله ليقوموا با هجوم عليه 

إلا أن هذا كله ما كان ليحول بين المسلمين:وبين قتلهم جميعاً على 
أرض ميدان المغركة, لولا وجود هنري دي كون ©0006©) الذي كان 
فارساً عاقلاً» وشجاعاًء وثاقب الرأي تمامأ» وكان موجوداً في فرقة دوق 
بيرغندي» حيث كان كلما رأى المسلمين يضغطون بشدة على اللورد 
برانكيون وقواته» كان يجعل رماة القسي العقارة التابعين للملك يقومون 
بالرماية عليهم من عبر النهرء وهكذا بقي جوسراند دي برانكيون سالاً 
من رعب ذلك اليوم» لكن ليس بدون فقدان اثني عشر فارسا من بين 


- 108 - 


-- 5/668 
العشرين الذين كانوا مع وذلك بصرف النظر عن الرجال الآخرين 
الذين كانوا من المراتب الأدنى» يضاف إلى هذا أنه هو نفسه قد أصيب 
إصابة بالغة» حتى لم يعد بمقدوره منذ ذلك الحين الوقوف على قدميه. 
وفي النهاية مات سبب الجراحات التي تلقاها أثناء خدمته للرب. 


وليوك أخبركم الآن ببعض المزيد عن جومرائد دي برانكيون» 
ففي الوقت الذي توفي فيه كان قد شارك في ست وثلاثين معركة 
واشتباك صغير» وحمل دوماً الجائزة لشجاعته.» ولقد قابلته مرة عندما كنا 
معا في حملة عسكرية قادها ابن عمه كونت دي شالون 678100 » وقد 
إن وينم الجمعة الحرينة وقال لي ولأخي: «تعالا ياولدي أخي 
وساعداني أنتما ورجالك)ء لأن الألمان يقومون بتدمير الكنيسة»؛ 
ومضينا معه وانقفضضنا على الألمان وسيوفنا مشهورة» وبعد صعوبة 
كبيرة» وصراع عنيف طردناهم من الكنيسة. 


ا ع د و و ل ع 
مرتفع إلى مخلصنا قائلاً: «مولاي. أرجوك أن ترحمني. وأن تخيلا هن 
هذه الحروب بين المسبحيين.» ١‏ الى القت فريس كل قي مون ره 
وامنحني امكانية الموت في خحدمتك. ومن ثم الثم: بملكوتك في 
الجنة). 

ولقد أخبرتكم بهذه الأشياء لاعتقادي بأن ربنا قد استتجاب لدعائه 
حسب) يمكنكم استخلاص ذلك مما قلته من قبل. 

وبعد هذه المعركة؛ التي وقعت في الجمعة الأولى من الصوم الكبير» 
ل أمامه ا اينبثي 

508 0 الآن» وعل يوم ا جمعة التالي» الذي 


- 109 - 


لاكهخم؟ هه 

مر للتوء الذي دافعنا فيه عن أنفسنا ضد أعداء هاجمونا وهم على ظهور 
الخيول» في حين كنا رجالة فقط)؛. وقال الملك أيضا أشياء لطيفة وخيرة 
كثيرة لباروناته» ليواسيهم» وليبعث فبهم روح شجاعة جديدة. 

وأجد وأنا أتابع سياق روايتي من الضروري ملامسة بعض القضايا 
المكملة» ولهذا إنه من المفيد التوقف عند هذه النقطة لأوضح كيف 
احتفظ السلاطين بقواتهم بشكل حسن» وفي أحوال جيدة» ونحن نعلم 
بشكل مؤكد أن معظم الشخصيات القيادية في جيوشهم كانوا من 
الأجانلب» الذين جلبهم التتجار من بلدان اا لبيعهم؛ وهم الذين 
كان المسلمون يقبلون بسرور على شرائهم» حتى مقابل أسعار عالية 
جد وجلب هؤلاء الناس الذين أحضرهم التجار إلى مصرء بالغالب 
من الشرق» لأنه عندما كان واحد من الحكام الشرقيين يهزم حاكما آخر 
كان يستولي على البؤساء الذين قهرهمء ويبيعهم إلى التجار» الذين كانوا 
يقومون بدورهم بجلبهم وبيعهم مجددا إلى المصريين. 

وإذا كان أي من هؤلاء أطفالاًء فقد كان السلطان يتولى تربيتهم في 
بيئه الخاص حتى تبدأ لحاهم بالنمى وكان يراعي أن يرى في أيديهيم 
قسيا موائمة لقواهمء وعندما كانوا يزدادون قوة كان يأمر بالقسبى 
الفيعيفة لتودع في دار الصناعة» ويجعل المعلم العام المسؤول عن النظام 
أن يقوم بتجهيزهم بأقوى القسي التي يمكن م ايتارها. 

وكان هؤلاء الغلمان يعرفون باسم البحرية (أو الناس من البحر)» 
وكانوا يتمتعون بامتياز ارتداء دروع الرنوك نفسها-- التي كانت من 
الذهمب- مثلما.يرتدي السلطان نفسه» وما أن كانت لحاهم تبدأ بالنموه 
الخلاف» أي أن تقول أنهم كانوا يضيفون بعض الأشكال القرمزية» مثل 
الورود. أو الخطوطء أو الطيور» أو تصاميم أخرىء تبعاً لإختيارهم. 


-110- 


-لاهم؟ - 


وهم يعرفون الآن باسم (جند) الحلقة (أو الحرس الملكي)» لأهم 
مسرل ف حم الساط ايو سبوا بمطرة عدم رن و التي 
أماكن مجاورة له» ويتولون حراسته شخصياء وكان حجاب السلطان 
يعيشون في خحيمة صغيرة عند المدخل إلى محلاته مع عازفيه» الذين كانت 
أدواتهم الرئيسية: الأبواق» والطبول وأنواع من الكوساتء. وكانوا 
راود جلة مظيية برل الالاك غود ا اق الم اعد خالا 
تجعل من المستحيل على الذين قربها سماع أحدهم حديث الآخر إلي 
وكان الصوت يسمع بشكل واضح في جميع أرجاء المعسكر. 

ولايقدم العازفون مطلقاً على استخدام آلامهم أثناء النهارء إلا بناء 
على أوامر مقدم.الحلقة» ومنى ما رغب السلطان بقيامهم بالعزف كان 
يرسل هذا المقدم القع وبحي لسر من جتارل .رع ا كان تند 
الحلقة يعمد إلى اصدار الأمر للعازفين بالعزف» ووقتها يجتمع الجيش 
كله اي فهكذا كانت طبيعة أوامر المقدمء وهي كانت مطاعة 

روطان التي ا ا 
الذين ميزوا أنفسهم أثناء القنال» ويعينهم قادة لماتتين أو ثلاثمائة من 
الفرسان؛ وكانوا كل| برهنوا على المزيد من شجاعتهم, كلما زاد من عدد 
الفرسان الموضوعين تحت قيادتهم. 

وكانت المكافأة الخاصة التي تحفظ لتميزهم في. الخدمة هي كا يلي: 
عنذما يصبحون مشهورين جداء وأقوياء إلى درجة أن ما من أحد ينجراً 
على تحديهم» والسلطان يخشى أن يقتلوه» أو أن يغتصبون محله» كان يأمر 
بالتقاهم واقنك مهن ومن ف تخريحات روجاتك عل كل كود قائوا قد 
الجحون لجل عله الصورة لايل الجلواان للق لايق اللو أسر كونت 
دي مونتفورت» وكونت دي بار/88 . وكذلك تصرف أهسيييا 
البندقداري» وفعل مع الذين هزموا ملك أرمينياء فقد كان هؤلاء 


-111- 


-808- 
يتوقعون نيل جائزة ماء ولذلك ترجلوا وذهبوا لتقديم احتراماجهم 
للبندقداري أثناء قيامه باصطياد بعض الحبوانات الضارية» وقد ردٌ 
عليهم بقوله: «لاتحية لكم عندي» لأنهم قطعوا عليه صيده؛ وأمر بقطع 

رؤوسهم. 
ولسوف أستأنف الآن حكايتي كيف أن السلظان المدوفى كان لديه 
3 (توران شاه) كان حكيا ولقا وداهية: وخشية من السلطان أن 
يقوم هذا الشاب بخلعه؛ » أعطاه مملكة امتلكها في الشرق (فلعة كيفا»» 
وبعد وفاة السلطان بعث الأمراء إلى الابن» الذي ما أن عاد إلى مصر 
حتى انتزع الصولجانات الذهبية من ذوي المرائب من أمراء أبيه» مثل 
الأتابك» والاسفهلار وناظر الجيش» وأعطاهم إلى رجال قدموا معه من 
الشرق. 
وفندا رجه الأمراء القلاثة النسني فكذا عزون ص ونلاتتويء 
غضبوا غضباً شديداً» وكذلك فعل بقية بقية الأمراء من مستشاري السلطان 
الملنوق» وقد شعر الجميع بالإهانة الكبيرة من الحاكم الجديد» واقتلعوا 
بأن الابن سوف يعاملهم مثلم| تعامل الأب مع الذين كانوا قد أسروا 
كرنس دي بار وكونت وولتتكورك: ادللك وتلا ببباجتاره مع سند 
الحلقة الذين كان وام كا أخبرتكم حراسة شخص سيدلهم» 
ؤثالوا وضداً متهم آنه ما أن يطلب فنهب الأفراء قل السلطان يحت 
يقوموا بفعل ذلك. 


وبعد القضاء المعركتين اللتين توليت وصفهم| مر الجيش بحقبة 
عصيبة جداء فبعد مضي تسعة أيام طفت جثث قتلانا الذين فتك 
السلكون ويم عل سطلح الاك ويفال بأن مسرد هذا ل قي تيدر 
الصفراء» وجاءت هله الحثث طافية مندفعة مع التيار حتى وصلت إلى 


الجسر الذي كان قائاً بين معسكريناء ولم تستطع هذه الجثث المرور من 
تحت الجسر» لأن الماء كان عالياً قد وصل حتى القناطر» وكانت هناك 


- 112 - 


-1406- 
كثرة كثيرة جداً منهم إلى حد أن النهر امتلاً تماماً بالجثث بالطول 


رمي حجر صغير. 
واكترى الملك مائة من الرجال القساة الأشداء» وقد 0 هؤلاء 
ملة أسبوع حتى تمكنوا من تنظيف النهر» وقد قذفوا بجئث بجثث المسلمين 


عن الطرف الآخر من الميرع توف اتعرفوا عليهي من كانيع وقد 
تركوهم ليحملهم التيار» وجرى دفن الصليبيين جميعاً في خنادق 
ل ل م ا 
منهم قد عُثر عليه هناك. 
ركان تو العمل الوسسيينة الذي أكلناة لوال الصحيوم الكبير» هو 

أفاعي الماء» لأنها كانت مخلوقات شرهة» تتغذى على - ل 
وس نهل الأرساء ابسن ا رقيية الجخ حزن السرم لأنه لم 
بطل في مصر ولا قطرة ماء واحدة -- انتشر وباء مروع في جميع أرجاء 
الجيش» وكان من النوع الذي سبب جفاف جلود أرجلناء ومن ثم 
أصبح الجلد مغطى ببقع سوداءء ثم كان يتحول إلى لون التراب مثل 
لون حذاء قديم؛ ومع الإصابة مهذا المرض الشديد» عانى الذين 
تعرضوا من مرض آخر سبب تورم اللث وإصابتها بالغنغريناء وما من 
واحد وقع ضحية لهذه العلة» كان بإمكانه بأن يأمل بالشفاءء لكنه كان 
متأكداً من الوفاة» وكانت العلامة المؤكدة على اة قتراب الوفاة الرعاف من 
الأنف. 


00 الملمرة بعد فقي أسوعين ا 00 0 0 


00 5 معسكرناء» وبعدما مكنا فوق الباسة أعادوا إنزاها 
إلى النهر» على بعد فرسخ م دون المكان الذي كانت خيمنا منصوبة فيه. 


-113 - 


عا رت 


وسببت هذه الغلايين حدوث مجاعة بيئناءف فبسببهم لم يعد أحد يتجرأ على 
اليم جد انور ل اقباط ليجلب لاق ة ادا افوا كا دل 
أنفسنا -جاهلين ثماماً بهذاء حتى تمكنت سفينة صغيرة» كانت عائدة إلى 
كونت فلاندرزء من الافادة من التيارء فأفلتت من الحاجزء وأعطتنا 
أخبار وضع العدوء وأعلمتنا في الوقت نفسه أن غلايين السلطان قد 
استولت على ما يقارب الثانين من غلاييننا عندما كانت قادمة عبر النهر 
من دمياط» وقتلت كل إنسان كان على متويها. 
والمحصلة كان هناك ندرة عظيمة وانعدام للمؤن في المعسكرء و 

الأمرصنا ان ةدرف تقدير ثمن الثور في انع عا ا 
والشاة الواحدة أو الخنزير بشلاثين ديناراً اراس الواحد» في حين بلغث 
قيمة البيضة اثني عشر درهما» وكان عليك أن تدفع عشرة دنانير مقابل 
البرميل من الثبيل. 


وعندما أجرى الملك والبارونات استعراضاً للوضعء قرروا وجوب 
تغيير مكان معسكره « الذي كان قائماً على الطرف المتجه | إلى القاهرة. 
ونقله إلى المكان الذي كان دوق بيرغندي معسكراً فيه وذلك على طول 
النهر الذي كان يجري نحو دمياط. 


ولكي يضمن الملك جمع قواته مع أكبر قدر من السلامة» أمر بتشييد 
برج أمام الجسر بين المعسكرين» وقد بني وفق طريقة لايتمكن فيها أحد 
من دخول الجسر على ظهر حصان من أي من الجحانبين. 

وماأن أصبح هذا البرج جاهزاًء حتى تولى الجند تسليح أنفسهم 
جميعاًء وانتهز المسلمون هذه الفرصة. وقاموا ببجوم على معسكرناء و 
يتقدم على كل حال لا الملك ولا جيشه نحو الأمام حتى كانت الأثقال 
كلها قد نقلت عبر النهرء وبعد هذا جاز هو على رأس رجاله» وتبعه 
جميع البارونات» وذلك باستثناء غوتيير دي شاتليون. الذي كان قائداً 


114 - 


د كات 


لقوات الساقة» وفي الوقت الذي كانت القوات تدخل فيه إلى البرج 
للجوازء ذهب إيرارد دي فاليري لإنقاذ أخيه جين»» الذي أسره 
المسلمون وكانوا على نية حمله بعيدا. 

وعندما نجز عبور الجزء الأساسى من الجيشء بات الذين بقيوا في 
البرج عرضة لخطر عظيم لأن جدرانه ل تكن عالية جداًء وعلى هذا 
كان بإمكان الخبالة المسلمين الرمي بشكل مباشر نحوهمء في حين تولى 
الذين كانوا رجالة رميهم بكدر من التراب عل وجوههم مباشرة» 
وكانوا جميعا سيموتون لولا قيام كونت دي أنجو بالمفي إلى إنقاذهم؛ 
وجلبهم سالمين امنين» وبين الرجال الذين كانوا في البرج قاتل غيوفري 
دي موسامبورك 6لا1/05581760 » بشجاعة فائقة» وربح أعظم أمجاد 
ذلك اليوم. 

وسوف أحدئكم الآن عن حادث غريب كنت أنا شاهد له يوم 
ثلاثاء المرافع» فقد كانوا في ذلك اليوم يدفنون هوغو دي لاندريكورت 
30011601011 !» وكان فارسا حمل الراية» وكان معى في الجيش» وفيا 
هو مسجى على نعش في بيعتى» كان هناك ستة من الفرسانء متكثين 
على بعض الغرارات المليئة بالشعير» ولأنهم كانوا يتحدثون بصوت 
مرتفع في بيعتي» وكانوا يزعجون الكاهن» ذهبت إليهم وطلبت منهم 
التزام الصمث» وقلت لهم إنه من غبر اللائق بهم كفرسان وسادة 
التكلم أثناء ترتيل القداس» وشرعوا بالضحكء وأخبروني باستخفاف 
بأنهم يرتبون الأمور لإعادة زواج زوجة الرجل المتوق» وتكلمت معهم 
بحدة» وبينت أن الحديث حول مثل هذه الأشياء لم يكن صحيحا ولا 
لاتق وأنه يبدو لي أنهم قل نسوا رفيقهم بكل سرعة:» ولقد انتقم الرب 
منهم؛ ففي اليوم التالي بالذات» وني أثناء المعركة الكبرى ليوم ثلاثاء 
المرافع» كانوا جميعاً_بين قتيل أو جريح لا يرتجى له شفاء» وبذلك كانت 
زوجات السئة جميعا في وضع للزواج ثانية. 


-115 - 


-58115- 


ونتيجة للجراحات التي تلقيتها في يوم ثلاثاء المرافع» سقطت ضحية 
للمرض الذي أصاب الجبش» وقد أثر ذلك على فمي وعلى رجلي» 
وكنت أيضاً أعاني من حمى ثلاثية مزدوجة؛ وقد ل برد شديد برأسي 
حتى أن المخاط قد سال من أنفي؛ وأرغمت بسبب هذه الأمراض عل 
ملازمة فراشي في منتصف الصوم الكبير» وحدث أن جاء كاهني ليرتل 
القداس لي إلى جانب فراشي في داخل سرادقيء وكان يعاني مما أعاني أنا 
لنني نه من أمتراضي: وحدك :ف أثناء التراتيسل أن اعترته غيبوبة» 
وعندما رأينه أنه موشك على السقوطء قفزت وأنا عاري القدمين من 
فراشي» وليس علٍ سوى قميصيء وأحاته بين ذراعي؛ وأخبرته أن 
يعمل ببدوء وأن يتابع الترتيل وقت راحته؛ لأنني لن أدعه يذهب قبل 
أن ينهي القداس» واستعاد ين وبعكل ما أكمل الترتيل» أنشد القداس 

حتى النهاية» لكنه لم ينشد قداساً آخر مرة ة ثانية. 


وبعد أمد قصير حدد مستشارو الملك والسلطان يوماً يجتمعون فيه 
للوصول | إلى اتفاق» وكانت الشروط المقترحة هي كايليٍ: كان علينا 
تسليم دمباط إلى السلطان؛ وأن يقوم هو بالمقابل بتسليم ملكة القدس 
إلى ملكناء وبالإضافة إلى ذلك كان على السلطان القيام. برعاية المرضى 
في دمياط؛ وأن يحفظ اللحوم المملحة في المخازن من أجلنا بخ أن 
السلمين لا يأكلون لحم الخنزير -- وأن يحتفظ بالآلات السائدة لجيشنا 
حتى يحين الوقت الذي يكون الملك فيه قادراً على إرسال من يحمل 
أشياءه إليه. 

واستفسر مستشارو السلطان عن الضمانات التي سنعطيها لإعادة 
دمياط إلى سلطانهم» وعسرض عليهم رجالنا السراح لهم بالاحتفاظ 
بواحد من أخوي الملك» أي إما كونت دي أنجوء أو كونت دي بواتييه 
-_ توضع دمياط بين يدي السلطان» وقال المسلمون 
بأهم لن يعقدوا معاهدة معناء ما لم يترك الملك لديهم ضانة»وهنا أبدى 


-116- 


1م - 
الفارس الطيب غيوفري دي سارجين 22531015765 دهشته وامتعاضه 
وقال بأنه بالحري يفضل أن يقتلهم المسلمون جميعا» أو يأخذوهم أسرى 
على تحمل مسبة ترك الملك رهينة بين أيديهم. 

وبدأ المرض الذي أصاب الجيش الآن بالازدياد إلى درجة خطرة 
وعانى كثير من الناس من تورم اللثث. إلى حد أنه توجب على الحلاقين 
الجرائحيين القيام بإزالة اللحم المصاب بالغنغريناء قبل أن يمضغوا 
أطعمتهم أو يبتلعوهاء وكان من المؤلم سماع الصرخات في جميع أرجاء 
المععسكر» صرخات الذين كانت لحومهم اللمبتة تزال» وكانت هذه 
الصرخات تشبه صرخات امرأة في المخاض. 


- 117 - 


غ541 - 


الفصل التاسع 
الفرنسيون في الأسر 
يسان ١١6١‏ 

وعندما لاحظ الملك» بعد طول لأي» أنه ورجاله يمكنهم البقاء فقط 
ليموتواء اتخذ قراره بالمغادرة» وأصدر أوامره إلى الجيش بتفويض 
المعسكر في أواخخر الليل يوم الثلاثاء» وبعد ثامن أيام عيد الفصح.ء 
والعودة إلى دمياط» وأرسل يخبر الرجال الذين كانوا مسؤولين عن 
الغلايين أن يقوموا, بجمع المرضى وحملهم إلى المدينة» وأمر كذلك 
جوسلين دي كرت 0 أخوانه والمهندسين العرين 
القيام بقطع الحبال التي تمسك الجسر الذي كان قائياً بيننا وبين 
المسلمين» وعلى كل حال هم لم يفعلوا شيئاً من هذا القبيل. 

وأقلعت في يوم الثلاثاء بعد الظهر» وبعد الغداع» وكان معي اثنين 
من فرساني هما اللذان بقيا معي وكذلك خدمي؛ وعند حلول الظلام» 
أخبرت بحارتق برة ف الرساء والا حاو نزولا جاراة زيار قير آم 
قالوالي بأ: 0 غلايين 
السلطان.» لقي كائننا متعركرة يننا وين دقياط: فهؤلاء سوف يقتلوننا 
بكل تأكيد» وأشعل الملاحون الذين شحنوا غلاييننا في الوقت نفسه 
نيرانآً عظيمة للفث اثثباه المرضى الذين تدبروا - جر أنفسهم إلى ضفة 
النهر ؛ وعندما كنت أحث بحارتي على الاقلاع والتحرك» دخل 
المسلموث إلى المعسكر) ا وار ال رار 
قتل التعساء من الناس على ضفة النهر. 

وبيدها كان ملاحو سفينتي يرفعون المرساة» قطع البحارة الذين كان 
واجبهم - جمع المرضى» حبال مراسيهمء والحبال التي ربطت غلايينهم؛ 


- 118 - 


-5856- 

وجاءوا إلى محاذاة سفينتنا الصغيرة» واحتشدوا بكثافة من حوطا 
وبمحاذاتنا من كل جانب حتى كادوا أن يغرقونناء وبعدما نجونا من 
ذلك الخطرء وكنا نازلين نساير التيار» كان بإمكان الملك الذي كان يعاني 

من المرض الذي أصاب الجيش» ومن إسهال شديد أيضاء أن يمفي 
سيرلة وتعد بوساط الناديي تكد اقان:بأنه لن يتخل مطلق عن 
شعبه مرضاة للرب» وقد أغمي عليه في تلك الليلة عدة مرات؛ ويسبب 
الاسهال الشديد الذي عانى منه» وأرغمه على التردد على الكنيف 
بشكل متواصل» اضطروا إلى قطع الجزء الأسفل من سراويله. 

وصرخ إلينا الرجال الذين كانوا على الضفة؛ عندما شرعنا ننزل 
مسايرين لتيار النهر» وأخبرونا بوجوب انتظار الملك» وعندما لم نتوقف 
لانتظاره شرعوا يرمون عليئا بنشابهم من قسيهم العقارة. ولذلك 
اضطررنا إلى التوفف. حتى سمحوا لنا بالذهاب. 

ولسوف أقطع حديثي هنا لأخبركم كيف وقع الملك بالأسرء وذلك 
حسبواروى لي ذلك شخصيا» فقد أخبرني بأنه ترك فرقته الخاصة» 
وذهب مع غيوفري دي سارجينء ليضع نفسه في الفرقة التي كانت 
نحث قيادة غوتيرر دي شاتليون, الذي كان يتولى قيادة قوات الساقة. 
وقال بأنه شخصياً كان يمتطي على ظهر مهر صغير» وعليه برذعة من 
الحرير» وأخبرني أيضاً أنه لم يبق معه من فرسانه وسيرجنديته سوى 
غيوفري دي سارجين» وقد أخذني إلى فرية صغيرة» كانت في الحقيقة 

هي القرية التي أسر فيها أخيراًء وأخبرني الملك في الرواية التي قصها 
ع حول هذه | الحادثة. .أن غيوفري دي سارجين قد دافع عنه ضد 
المسلمين دفاعاً بطوليا مثلم) يدفع الخادم المخلص الذباب عن كأس 
مولاه» ففي كل مرة حاول المسلمون الاقتراب منه» كان بأل رغه 
الذي كان قد وضعه بينه شخصياً وبين قوس سرجه ويضعه على كتفه 


ويحمل عليهم» ويتولى طردهم عن الملك. 


-119 - 


52ت 


وبهبذه الطريقة جلب الملك سلياً إلى القرية الصغيرة» حيث حمل إلى 
بيت ومدد فيه» وهو أقرب إلى الموت منه إلى الحياة» ووضعوه في حجر 
امرأة» صدف أنها كانت أصلاً من أهالي باربسء وساد الاعتقاد آنذاك 
أنه لن يظل حياً حتى المساء» وجاء إليه إلى هناك فيليب دي مونتفورت 
وأخيره بأنه قد رأى الأمير الذي تباحث معه حول قضية المدنة» وإذا 
كان جلالته يرضىء فهو سيذهب إلى هذا الرجل ويجدد المباحثات حول 
شروط للهدنة ستكون مرضية للمسلمين» وتوسل الملك إليه بأن 
يذهبء وأضاف بأنه راغب في إنجاز ذلك كل الرغبة. 

وبناء علبه عاد فيليب دي مونتفورت | إلى المسلم» وقام هذا بخلع 
عمامته عن رأسه؛ وانتزع خحاتمه من إصبعه دليلاً على أنه سوف يلتزم 
باخلااص بشروط اهدنة. 

وحدث في الوقت نفسه حادث شؤم سبب كارثة لشعبناء فقد قام 
سي رجندي خحائن اه 
ويقول لأفراده :استسلموا أيها الفرسانء لأن الملك قد أمر بذلك» 
ولاتكونوا سبباً في قتله»! وقد اعتقد كل إنسان بأن الملك قد أصدر 
بالفعل هذه الأوامر» وهكذا سلموا سيوفهم إلى المسلمين» ولدى رؤية 
الأمير بأن المسلمين يقومون بجلب رجالنا بمشابة أسرى؛ أخبر فيليب 
دي مونتفورت بأنه قد تحلل من شروط منح الهدنة والحفاظ عليهاء ب| 
أنه من الواضح أمام مرأى العين أن رجالنا باتوا في الأسر. 

وهكذا سارت الأمور» ووقع جميع رجالنا بالأسرء إنا بها أن فيليب 
دي مونتفورت كان رسولاً» لم يعان من المصير نفسه؛ وكان هناك على 
كل حال عادة سيئة بين المسلمين» هى أنه إذا ما بعث الملك رسلا إلى 
سلطات» أو أزسل سلطاة إل ملك وحدثك.وفات واحدل من هذة 
الملكين قبل عودة الرسلء أنذاك كان يجري اعتقال هؤلاء الرسل 
واسترقاقهم؛ بصرف النظر عن المكان الذي جاءوا منه وسواء أكانوا 


- 120 - 


/7/41ا 

وفي الوقت الذي عانى فيه بعض من شعبنا من سوء المصير حيث 
سيقوا أسرى وهم عل البابسة؛ واجهت أنا ورج حي سالمن 
الريح م ربسا من ان دمياط. وعكذا حرمتنا من الإفادة من المنافع التي 
امات الي ا 
0 اتوك احير العام مع ري ب اه فدخلوا 
إلى أحد الخلجان» وأرغمنا بعد هذا على التكوص عائدين نحو خطوط 
المسلمين. 

وبيد| كنا نسير وفق انجاه التيارء وصلنا قبيل بزوغ الفجر بوقت 
قصير» إلى مجاز للنهر» حبث وقفت غلايين السلطان, التي نولت منع 
ورود المبرة من دمياط» وكانت جميع هذه الغلايين مصفوفة معبأق وكان 
لسوتي ا لأن المسلمين توجهوا برماياتهم 
الشاطىء؛ بالنشاب 0 المشبع بالنار الإغريقية» حتى بدا الأمر 
وكأن النجوم كانت تتساقط من السماء. 

وبعدما أخرجنا ملاحونا خار- ج نطاق الخليج الذي كانوا قد أخذونا 
البحدة زينا السفن الصغرة ف كان الملك قد أعطانا إياها لإيواء 
مرضاناء تسابق الريح باتجاه دمياط» ثم بدأت الريح مهب من جهة 
الشهال بشدة متناهية» حتى أنه على الرغم من التيار» لم نستطع التقدم 
نحو الأمام. 

وكان هناك على طول ضفتى النهر عدد من القوارب الصغيرة» تعود. 
إلى أناس من قومنا لم يستطيعوا النزول إلى الماء ومجاراة التيار» ونتيجة 


- 121 - 


-4548؟- 
لذلك توقفوا وأسروا من قبل المسلمين» وكان هؤلاء الأشقياء يتولون 
قتل رجالنا ورمي أجسادهم في الماء» ويجرون الصناديق والأمتئعة إلى 
خارج المراكب التي استولوا عليهاء وأطلق الخيالة المسلمون الذين كانوا 
على الشاطيء النشاب عليدا بسبب أننا رفضنا الذهاب إليهم؛ وأعطاني 
رجالي درعاً واقيا ١‏ لأرتدية »حفن دوك دون الإصابة بالجراحة بوساطة 
النشاب الذي استثمر بالسقوط علينا ف القفارب. 


وفجأة صرخ رجالي - الذين كانوا يقفون في الخلف جل 
يقولوة:مولاي» مولاي» إن بتحارتك سوك ياخذوك إل التشاطئى 
لخنوفهم من ديد المسلمين» وهنا وجحدت من ساعدني على الوقوف 
مستنداً على ذراعي» ومع أثني كدت ضعيفاً جد جردت سيفي على 
ال ا اا 
وأخبروني ألني ينبغي أن أعمل اختياري: إما ١‏ بالأحة إلى الشاطىء» أو 
الرسو في وسط النهر والوقفوف حتى 7 تتوقف حركة الريٍ ا 
الي أفضل الرسيق فى سيط انور عل أن أل إل القراض ٠١‏ حبقا يدر 
أمامنا غير خيار واحد هو الموث» ويئاء عليه توقفوا ورسوا. 

وبعد ذلك بقليل رأينا أربعة من غلايين السلطان قادمة نحوناء وعلل 
ظهورهم آلف رجلء وبناء عليه دعوت فرساني وبقية رجالي للاجتماع 
معاء» وسألتهم ما الذي يفضلون: الاستسلام إلى غلايين السلطان. أم إلى 
المسلمين الواقفين على الشاطىء» واتفقنا على تفضيل الامتسلاء إل 
غلايين السلطان» لأن تلك كانت هي الوسيلة التي تمكننا من البقاء مع 
يعضنا بعضاء وذلك بدلاً من الاستسلام إلى الذين على الشاطىء» الذين 
سوف يفرقون في] بينناء ومن ثم يبيعوننا إلى البداة. 

لم قال لي واحد من أتباعي؛ وكان هو من مواليد دوليفانت -ئا80 
8/3101 لايمكنني يا مولاي الموافقة على هذا القرار»» فسألته : ما 
الذي يمكن أن يوافق أن علي القيام به؟ فأجاب: :إن الذي أراه وأنصح 


-122- 


-5416- 

به هو أن ندع أنفسنا نقتل» لأننا بذلك سوف نذهب إلى الجئة»» لكن ما 
من أحد أصغى إلى نصيحته. 

والآن وقد أدركت أن علينا الاستسلام لنؤخذ أسرى؛ اتتزعت 
صندوقي ومجوهراتي ورمبتهم في التهر مع الآثار القدسة التي كانت 
لدي» ثم قال لي واحد من بحارتي :لمولاي مالم تسمح وتأذن لي بأن 
أقول بأنك ابن عم الملك» سوف يقتلون كل واحد مناء معك شخصياً»» 
فأجبته بأنني موافق على كل ما سيقوله. 

كا اناسع رجال التاحود الأول الذي كان فاقيا بخرذا قوم 
بصدمنا في وسط السفيئة» الذي أعلنه هذا الرجل» حتى ألقوا مراسيهم 
ل ا 
امبراطور ألمانيا» وقد قدم سباحة عبر النهر» وكان يرتدي سراويل من 
الكتان المانع لتسرب المياه» وصعد إلى ظهر سفيئتناء واحتضئني من 
وسطي وقال لي:«إنك ما لم تنتصرف بسرعة وبشجاعة لسوف تقتل» 
والذي عليك القيام به هو أن تقفز من سفينتك إلى القيدوم المعلق فوق 
عارضة هذا الغليونء وإذا فعلت هذا ما من أحد سوف ينتبه إليك؛» 
لأنهم الآن مشغولون بالأسلاب التي يمكنهم الحصول عليها من 
سفينتك4) ورمى لي أحدهم حبلاً من الغليون» وبعون الرب قفزت إلى 
القيدوم» وبا أنني كنت غير متوازن وغير قادر على الوقوف على قدمي؛ 
ولولا أن المسلم قفز خلفي» وأمسكني؛ لسقطت في قلب الماء. 

وسحبت إلى داخل الغليون حيث كان هناك مائتين د وثمانين من 
الأعداء. وتاب قي أثناء ذلك المسلم في وضع ذراعيه من حوليء ثم أ نهم 
ألقوني أرضاء وألقوا بأنفسهم فوق جسمي ليقوموا بذبحي وقطم 
رفبتي» لأن كل واحد منهم كان يعتقد أنه بقتله ِي سوف ينال شرفا 
بذلك» غير أن المسلم ما انفك يمسكني بذراعيه وصرخ: :(إنه ابن عم 
الملك»), ومع هذا كان ذلك بلا فائدة» فقد ألقوا بي مرتين إلى الأرض؛ 


- 123 - 


ا ء/الم ‏ 


وأرغمونيٍ مرة على الركوع على ركبتي» وعند ذلك شعرت بالسكين 
عند بلعوميء لكن الرب أنقذني في هذه المحنة بعون المسلمء الذي قادني 
ا ال ل ا ل 

وما أن قابلتهم حد حنى انتزعوا درعي, ” جم علفرا عل قرمرا إي 
انا قرم من عن كاده لنا نر بيس كاذك أمي العزيزة قد 
أعطتني إِيام وجلب أحدهم إلي حزاماً من الجلد الأبيض» فتمنطقت به 
فوق اللحاف». وذلك بعد عمل فتحه في هذا اللحاف. من أجل أن 
أستعمله بمشابة جلباب» وجلب إِلّ إنسان آخر قلنسوة وضعتها فوق 
رأمي» ثم إنه بسبب حالة الرعب التي كنت فيهاء وكذلك بسبب 
مرضي الذي أضرٌ بي؛ أخذتني قشعريرة مرعبة واصطكت أسناني» 7 
طلبت ما أشربه» وقد جلبوا بعض الماء في جرة» لكنني ما كدت أ رفع 
الجرة إلى فمي حتى أخذ الماء يسيل من أنفي. 

وعندما رأيت هذا يحدث؛ أرسلت خلف رجالي وأخبرتهم بأنني 
رجل يحتضرء بسبب الدمامل التي كانت في فمي» وسألونيٍ كيف عرفت 
ذلك» فأريتهم إياهاء وما أن شاهدوا الماء ينقذف من حلقي ومن أنفي» 
حتى شرعوا بالبكاءءوعندما رأى فرسان المسلمين الدموع تنهمر من 
أعبن رجالي» سألوا الرجل الذي تولى إنقاذي: لماذا هؤلاء الرجال 
يبكون؟ فأجاء بهم بأنه عرف بوجود دمامل في حلقي» وأنه لا أمل لي 
بالشفاء: ثم قام و واحد من الفرسان المسلمين بإخبار الرجل الذي أنقذنا 
بأن علينا الاطمئنان» ذلك أنه مسوف يعطيني شيئاً لأشربه وأنه 
سيشفيني خلال يومين» ويمكنني القول بأن هذا ما كان حسبا فعل. 

وكان راؤول دي وانوء الذي كان واحداً من أتباعي؛ قد أقعد خلال 
المعركة الكبرى التي وقعث يو م ثلاثاء المرافع» ولم يكن بإمكانه الوقوف 
على قدمية. ا فارساً عجوزاً مسلا كان في الغليون» 
اعتاد على أن يحمله على الظهر والكتفين إلى المرحاض عندما كان يحتاج 


- 124 - 


الام 
إل ذلك. 


وبعث إِلِّ القائد العام للغلايين» وسألني في) إذا كنت بالفعل ابن عم 
الملك» فأجبثه :0لا وأخبرته كيف ولاذا فال الملاحون بأنني كذلك» 
وأعلمني هذا القائد بأنني تصرفت بشكل حكيم لاني لو تصرفت 
بشكل مغاير» لتعرضنا جميعاً للموت» وسأل فيا إذا كانت هناك أية 
قرابة لي مع الامبراطور فردريك امبراطور ألمانياء وأجبته أنني أعتقد 
مؤكداً أن سيدت الوالدة هي ابنة عمه ويناة غلية عقن 'القائد يانه قد 
أحبني أكثر لهذا السبب. 

وبيندا كنا نتناول الطعام؛ استدعى رجلاً أصله من باريس ليقف 
أمامئاء وعندما وصل هذا الإنسان قال لي:«مولاي ما الذي 0 
فقلت:الماذاء ما الذي يمكن أن أقوم به»؟ فأجابني :#باسم الربء | 
تأكل لحا في يوم جمعة»» وما أن سمعت ا م 
خلفيوسأل القائد المسلم لماذا تصرفت هكذاء فأخبره» فقال: إن الرب 


00 إلى ما قمت به على أنه ذنب قد اقترفته» بسبب أنني لم 
أنتبه أنني كنت أقترف ذنباً. 


ويمكنني أن أخبركم بأن الجواب نفسه قد أعطي لي من قبل النائب 
البابوي» بعدما أطلق سراحنا من الأسرء ومع هذا لم أتوقف عن الصوم 
على الخبز والماء كل يوم جمعة في الصوم .الكبير منذ ذلك الحين فصاعداً» 
وجعل هذا النائب البابوي يغضب كثيراً مني» لأنني الرجل الوحيد من 
ذوي المراتب العليا من بقي مع الملك. 

وف يوم الأحد التالي» نقلت والآخرين» بناء على أوامر الأميرء بمثابة 
أسرى» ونزلنا على ضفة النهرء وعندما كانوا يأخذون. جين» قسيسي 
الطيب» من قاع الغليون» وقع مغشياً عليه فقتله المسلمون وألقوا 
٠‏ بجسله في النهرء وأيضاً وقع كاهنه مغشياً عليه نتيجة للمرض الذي 


-125 - 


- 41/9 


اعترت حمّاه البيش» فتلقى ضربة قاتلة على رأسه. وبذلك قتلوه أيضآء 
وألقوا جسده في الماء. 

وف الوقت الذي جرى فيه إنزال المرضى من الغليون الذين كانوا 
مسجونين فبه» كان هناك مسلمون يقفون جانباً وسيوفهم مسلولة» وهم 
و ل لو ا د 
ش ا كيا أعتقد - ذنباً عظياً لا يجوز 
0 اوهو مضاد لتعاليم صلاح الدين» الذي فال:ينبغي عليك ألا 
تقتل أبداً إنساناً شاركك مرة الخبز والملحء » فأجاب القائد بأن المقتولين 
موضوع البحث لاقبمة لما بسبب المرض الذي كانا يعانيان منه» فقد 
تركهما هذا المرض عاجزين عن القيام بأي عمل مفيد لم). 

وجلب بعد هذا وأحضر أمامي جميع بحاري» وأخبرني بأن كل واحد 
منهم قد تخلى عن عقيدته» فحذرته من وضع ثفته بهمء فمثل)| تخلوا بكل 
سرعة عناء سوف يتخلون عنه» عندما يجدون إما الوقت أو الفرصة 
لفعل ذلك وأجابني القائد بأنه يتفق معيء لأن صلاح الدين اعتاد أن 
يقولء بأنه ل ير قط مسيحياً سيئاً قد صار مسل صا حاء وكذلك لم ير 
أبداً مسلا سيئاً قد صار مسيحياً جيداً. 


وجعلنىي بعد هذا بوقت قصير أمتطى ظهر حصان. وأن أسير إلى 
جانبه» ولقد عبرنا فوق جسر من القوارب وذهبنا إلى المنصورة» حيث 
كان الملك ورجاله في الأسرء ووصلنا إلى مدخل سرادق كبير كان فيه 
كتّاب السلطانء ودونوا هناك اسمي» وعند هذه النقطة أخبرني مرافقي 
قائلاً :«مولاي» لن لن أستطيع المضي معسك أبعد فهذا غير ممكن بالنسبة لي 
لكن اسمح لي أن أتوسل إليك يا مولاي أن تظل ممسكاً بييدك بالطفل 
الذي هو معك» خشية أن بأخصدة المسلمون» وكان الطفل الذي أشان 
إليه يدعى بارثلمي» وكان ابئاً طبيعياً لصاحب مونتفوكون -101/ا 
110 . 


- 126 - 


ماما 


وبعدما جرى تدوين ن اسمي أخذني القائد إلى سرادق آخرء حيث 
جرى حشد البارونات مع مايزيد على عشرة آلاف رجل آخرء وما أن 
ال ل 0 
فيه عل أحدهم سماع كلام الآخرء وقدموا الشكر للرب لحفظه لي 
وقالوا بأنهم اعتقدوا أنني قد فقدت. 


ا ا ا ا 
ونقلونا | إلى سرادق اخرء وبقي كثير من الفرسان مع أناس آخرين داخل 
ساحة مسورةبجدران من الطين؛ وكانت عادة أعدائنا أخحذهم من هناك 
والحيدا واحداء حيث كانوا يسألون أحدهو:«هل أنت على استعداد 
للتخللي عن إيانك» ؟» وكان الذين يرفضون يوضعون اننا يف 
جرى إعدامهم» أما الذين وافقوا فقد احتفظوا بهم في الجانب الآخر. 

وفي هذه الساعة بعث السلطان مستشاريه للحديث معناء فسألونا إلى 
من سيؤدون رسالة مولاهم, فأخبرناهم بأن يتوجهوا بالخطاب نحو 
الكونث الطبب بير وى تريتانق؛ وكات معهم يعدن من الناين: يغترقوه 
بالتراجمة» أي أمهم كانوا أناساً عرفوا لغتنا وكذلك لغتهم» وتولى هؤلاء 
ترجمة رسالة السلطان إلى الفرنسية لصالح الكونت ببير. 

وكان الذي جرى ف هذه المقايلة كايل:فقد قال المسلمون:«مولاي» 
0 إليكم لنسأل فيا إذا كتتم ترغبون في إطلاق سراحكم» ؟ 

بهم الكونت في التأكيد على الرغبة بذلك» فسألوه إثر ذلك : 
ا سوف تعطونه الى السلطان مقابل الحصول عكى حريتكم)؟ 
بهم الكونت بقوله:«كل ما نستطيعه» مادام الأمر في حدود 
د :اهل ستعطوننا أي مرخ القلاع العاكلة البارونات من يلاد 
ما وراء البحر؛ ؟ وأجابهم الكونت بأنه لايملك القدرة اأعن لكليم أب 
من هذه القلاع لأنها ممنوحة من قبل الامبراطور الحاكم في ألمانياء ؛ 
سألوه عما إذا كنا على استعداد أن نسلم مقابل الحصول على حريتنا أيا 


-127 - 


0 


-6لإام؟ - 
من القلاع العائدة إلى الداوية أو.الاسبتارية» فأجابهم الكونت بأن هذا 
من غير الممكن القيام بد لأن شحن هذه القلاع» ارم 
تسلمهم لمناصبهم على الأناجيل المقدسة أنهم سوف لن يسلموا أياً 
من هذه القلاع مقابل الحصول على حرية أي إنسان أو إطلاق سراحه 
من الأسرء وعلق عند ذلك هؤلاء المستشارون بقرهم: يبدو لنا بأنكم 
ليست لديكم رغبة في إطلاق سراحكمء وأخبرونا بأهم سوف يرسلون 
إلينا رجالاً سوف يتدربون بسيوفهم بناء مثلما فعلوا بآخرين من جيشناء 
ثم إنهم ذهبوا. 
وما أن انصرفوا حتى اندفع حشد كبير من شباب المسلمين» 
وسيوفهم معلقة على أجنابهم» إلى داخخل سرادقناء وجلبوا معهم رجلاً 
متقدماً بالسن» حيث كان شعره أبيض مثل الثلج» وقد سألنا عما إذا كنا 
نؤمن بالرب الذي اعتقل من أجلناء وجرح وأميت في سبيلناء وأنه قام 
بجدداً في البو م الغالث؟ فأخيرناه بأن هذا كان كذلك. ثم إنه أخبرنا بأنه 
ينتبغي علينا عدم الخوف إذا ما عانينا من هذا العذاب والشقاء من 
أجله؛ وقال اكع ل قروا بسنيين جل عند لمات من اجلكي و1 
كان قد امتلك القدرة على العودة إلى الحياة» عليكم الاطمئنان بأنه 
سوف ينقذكمء عندما يشاء أن يفعل ذلك». 


ثم إنه ذهب دراه ومعه «تميع الفتيان المسلمين» ومن جانبي كنت 
مسروراً جداً تجاه هذا الذي حصلء لأنني كنت اعتقفدت بشكل مؤكد 
تماماً بأمهم قد جاءوا لقطع رؤوسناء وم يمض وقت طويل بعد هذا 
عندما جاء رجال السلطان ليخبروننا بأن ملكنا قد عقد اتفاقيات مع 
سيدهم من أجل إطلاق سراحنا. 

وحدث هذا بعد وقت قصير من مغادرة الرجل العجوز الذي تفوه 
بتلك الكلمات التى واسانا فيهاء وعاد مستشارو السلطان لإخبارنا بأن 
الملك قد ابتاع لنا إطلاق سراحناء وأن عليئا إرسال أربعة من مجموعتنا 


- 128 - 


ب ولام - 
باع كس ريق اتزار العو بحرن ادي فعبالتري اللبييه وباجي دي 
مونتفورت» وبلدوين دي إيبلين نائب فبرصء وغي دي إيبلين قسطلان 
الجزيرة نفسها » وكان واحداً من أعظم الفرسان كالاً ممن رأيته قط 
وعرفته: وكان من أعظم الناس حباً لأهل الجزيرة الذين كانوا تحت 
رعايته وقيادته» وجلب هؤلاء الأربعة إلينا رواية ببنت كيف تمكن الملك 
من الحصول على إطلاق سراحنا من الأسر. 


- 129 - 


الموسوعة الشامية ج 6" سمه 


1م - 


الفصل العاشر 
مباحثات مع ا مسلمين 
يسان أيار ٠ه ١١‏ 


اتبع مستشارو السلطان الطريقة نفسها باتصالاتهم التجريبية بالملك» 
مثل| فعلوا معنا وفي حالتناء وذلك من أجل معرفة؛ أو اكتشاف. فيا إذا 
كان هو نفسه على استعداد لأن يعد بتسليمهم أياً من القلاع التي كانت 
بأيدي الداوية أو الاسبتارية» أو أيا من القلاع التي كانت بايدق 
بارونات البلاد » وبمشيئة الرب جاء جواب ال ع قا حر 
ونتيجة لهذا هدده المسلمون؛ وقالوا إنه | إذا لم يستجب لرغبائهم سوف 
يضعونه في آلة الفلق ©83172618. التي مثلت أصعب أشكال التعذيب 
التي يمكن لأي إنسان أن يعاني منها. 

وصنعت هذه الآلة من عارضتين خشبيتين ملتويتين» تتشابك 
أطرافههما بأسنان متداخلة» وتربطان في النهايتين بقطع من جلد الشور 
القوي» وعندما كان المسلمون يريدون إخضاع أي إنسان لهذا العذاب» 
كانوا يمددونه على الأرض على جنبه» ويضعون رجليه بين الأسنان» ثم 
يطلبون من إنسان أن يجلس على رأس هذه الآلة» وتكون النتيجة عدم 
بقاء نصف قدم من العظم غير مهروسء زيادة على هذا -- ولكي 
يفعلو الأسوأ ما يمكنهم» عندما تصبح الأرجل متورمة بعد مضي ثلاثة 
أيام» كانوا يضعون الأطراف المتورمة ثانية في الآلة» ويقومون بسحق 
العظام من جديد. 

ورداً على هذه التهديدات» أجابهم الملك بأنه كان أسير هم 
وبإمكانهم أن يفعلوا معه ى) يرغبون. 


- 130 - 


لاا _- 


وعندما رأى المسلمون أنهم لايستطيعون التغلب على ملكنا الجيد 
بوساطة التهديد» عادوا إليه وسألوه ه كم من المال هو على استعداد لدفعه 
إلى السلطان؛ وفي) إذا سيسلمه دمياط افيا وأجابهم الملك: إذا كان 
الماطان: عل استح زه لول لح تر يعو وف برد | إلى الملكة 
وينصحها بدفع ذلكءالمبلغ فدية لهم» وسألوه :كيف لا تخبرنا بالتأكيد 
فيا !| إذا كنت ستفعل ذلك وتنفذه»؟ وأجا جابهم الملك بأنه لايعرف فيا إذا 
كانت الملكة ستوافق أم لوصح أنها ررقم ولكها عوسيدة 
أعرالما. 

وبناء عليه ذهب المستشارون للتداول مع السلطان» وعادوا في وفت 
متأخر لإخبار الملك أنه إذا كانت الملكة على استعداد لدفع ألف ألف 
بيزيئة ذهبية» أي ما يعادل حمسائة ألف ليرة ذهبية بنقودناء فإن سيدهم 

وبناء عليه سألهم الملك أن يحلفوا له أن الملكة إذا وافقت على دفع 
هذا المبلغ إلى السلطان» سيقوم السلطان بالفعل بإطلاق سراحه وسراح 
أتباعه. وتوجه المستشارون عاتدين ثانية ل ولمزيد من 
الحديث معه» ولدى عودتمهم أقسموا بشكل مهيب إلى الملك» بأن 
سيدهم سوف يطلق سراحه بناء على هذه الشروط. 

والآن بعدما أعطى الأمراء عهدهم وأقسموا عليه قام الملك بدوره 
بالتأكيد لهم بأنه سوف يدفع عن طيب خاطر الخمسمائة ألف ليرة ذهبية 
من أجل إطلاق سراح أتباعه. وسوف يسلم دمياط لإطلاق سراح 
فسه» لأنه من غير اللائق بالسبة 0 العالي الإقدام 
وقال:ارالل» إن هذا الفرنجي رجل كريم الطبامء لأن يساوم عل 
دفع مبلغ كبير كهذاء ولهذا اذهبوا وأخبروه بأنني قد أعفيته من دفع 
مبلغ مائة ألف ليرة ذهبية من مبلغ الفدية». 


-131- 


ام - 


وأصدر السلطان أوامره بحمل أعيان الرجال بيننا على ظهر أربعة 
غلايين» وأخذهم نحو دمياط» ووجد في الغليون الذي وجدت فيه» 
بالإضافة إِيّ:صاحب المقام الكونت بيير دي بريتاني» والكونت وليم 
دي فلاندرز» وكونت جين دي سواسون الجيدء ومولاي اللورد 
إيمبرت دي بيجوء القسطلان الأعلى لفرنساء والفارس الجيد بلدوين 
دي إيبلين مع أخيه غي. 

ووجه الذين كانوا معنا في الغليون مركبنا للرسو أمام معسكر أقامه 
السلطان على طرف النهر» وكان مقاماً حسب الخطة التالية: كان يوجد 
العام سات اوضع من أعمدة من خشب الشربين» وكان 
مكسواً بقما ش القنب المصبوغء وقد استخدم هذا بمثابة المدخل الرئيسي 
الم ران للف لا انق ترك فيه الأمراء سيوفهم 
وسلاحهم عندما ذهبوا للحديث مع السلطان» وجاء خلف هذا مباشرة 
برج آخر مثل البرج الأول تمامأء شكل دهليزاً إلى سرادق كبير جداء 
وكان هو القاعة السلطانية» وتلاه برج آحر تمائل في سماته للبرجين 
الآخرينء وقد قاد إلى محلات السلطان الخاصة. 

وتجاور لحؤلاء كانت هناك سداحة قام في وسطها برج؛ كان أعلى من 
الأبراج الأخرى» كان يمضي إليه السلطان كلما رغب بتفحص المنطقة 
المحيطة بالمعسكرء أو كلما أراد معرفة الذي يجري في داخل المعسكر. 

وخرج من هذه الساحة مر انتهى إلى النهرء حيث أقام السلطان 
خيمة كبيرة امتدت فوق الماء» وقد استخدمها مكانا للاستحمام. 

وكان هذا المعسكر كله محاطاً بسور من التكعيبات الخشبية» وكان 
الطرف الخارجي منه مغطى بقماش من القنب الأزرق - مثل الذي في 
الحقيقة استخدم في الأبراج -- وبذلك كان من الممكن للذين هم 
خارج المعسكر رؤية ما فيه. 


-132 - 


- 5481/5 


وكنا قد وصلنا إلى هذا المكان الذي أقيم فيه المعسكرء يوم الخميس» 
قبل أسبوع كامل تماماً من حلول يوم عيد الصعوده وألقت المراكب 
الأربعة التي كنا فيها مسجونين جميعاًء مراسيها أمام محلات السلطان» 
وأخذ الملك إلى سرادق مجاور» ورتب السلطان د أن 
لم دميات ابه ايوم نعمت قبل بيو اعينك المبعود :ركان تارم في 
اليوم نفسه بإطلاق سراح الملك. 


وقرر الأمراء الذين فصلهم السلطان من مجلس مستشاريه؛ ليعين 
محلهم أناساً كان قد جلبهم معه من مناطق أجنبية» عقد اجتماع» وقام 
مسلم داهية بالتوجه إليهم بالخطاب» وقال:«تعرفون ياسادتي كيف 
أهائنا السلطان وجللنا بالعار» بانتزاعه منا المناصب العالية التى كنا قد 
عينا فيهامن قبل أبيه» وبناء عليه كونوا متأكدين أنه ما أن يستقر في 
مدينة دمياط الحصيئة» حتى سيقوم باعتقالناء ومن ثم | إرسالنا لنموت في 
السجن» ل ل 0 
مونتفورت» وبناء عليه يبدو أن الأفضل بالنسبة لنا هو أن نقوم بقتله 
قبل أن ينجو من أيدينا». 

وبناء عليه ذهب هؤلاء الأمراء إلى حرس السلطان الشخصى من 
جند الحلقة» وطلبوا من هؤلاء الرجال قتل السلطان فور الانتهاء من 
السماط الذي كانوا هم أنفسهم مدعوين إليهء وهكذا حدث أنه بعد 
الفراغ من تناول الطعام» وقيام السلطان بوداع أمرائه» وبينا هو مشرف 
على الدخول إلى سرادقهء قام واحد من فرسان الحرس الشخصي 
للسلطان» وهو الذي كان يحمل سيف السلطان» بتسديد ضربة بالسيف 
نفسه إلى منتصف يد مولاه؛ مباشرة بين أصابعه الأربعة» ففصمها عن 
الذراع» وهنا التفت السلطان نحو الأمراء الذين حرضوا على هذا 
العمل» وقال:«أنقذوني» ياسادي» من حرسي الشخصيء فأنتم ترون أنهم 
عازمون على قتلي)؛ وبناء عليه صرخ رجال الحرس هؤلاء بصوت 


- 133 - 


لا ء رخ - 


واحد :انعم ا تقول نحن نرغب بقتلك» لأن ذلك خير لنا أن نفعله 
بدلاً من أن ندع أنفسنا أن نقتل من قبلك». 


ثم أعطيت الشارة لقارعي الطبول بقرعهاء واحتشد جميع جيش 
السلئكان لمعرفة ما هي الأوامرء فأخبرهم الأمراء بأن دمياط كد لخت 
ف ان السلطان ذاهب إلى هناك وهو يأمرهم باللحاق به» وهكذا حملت 
العساكر أسلحتها وهمزت يوا باتجاه دمياط» وعندما رأيناهم ذاهبين 
باتجاه المدينة» شعرنا بغم شديد في قلوبناء لأننا اعتقدنا بأنها سقطت 
بأيدي الأعداء. 
وف الوقت نفسه هرب السلطان الذي كان شاباً فتياء مع ثلاثة من 
الأئمة كانوا يتناولون الطعام معه» وصعد إلى أعلى البرج العالي الذي 
كان قد شيذه. والذي كنت قد حدثتكم عنه» وأنه كان فيؤعديودا إلى 
الخلف مباشرة من محلاته الخاصة. 


وكان تعداد حرسه الشخصى خمسائة من الخيالة» وقد قاموا بتفويضص 
سرادقاته» واحتشدوا حول البرج الذي التجأ إليه هو وأئمته. وصرخوا 
له لكي ينزل» فقال إنه سيفعل ذلك شريطة أن يضمنئوا له حياته 
وسلامته)» فأخيروه أنهم سوف يرغمونه على النزول» وذكروه أله ليس 
الات ا برمي البرج بالنفوطء وكان البرج كما 
والتهم سرعة. ونال ار قط بحيناي با أقوى أجل وأكر فاعية مد 
هذا اللهب. 

وممنا أن رأى السلطان النار نستبد بالبرج حتى بادر بالنزول منه 
تسشرعا وسع يركض طيراناً نحو النهرء وذلك على طول الممر الذي 
ذكرته لكم من قبلء» وكان حرسه الشخصي قد أغلقوا 'وسكروا جميع جميع 
المنافك بسيوفهم» وبينا كان السلطان يركض نحو الاء. سدد تحوه واحد 


- 134 - 


-5881- 


من هؤلاء الرجال طعنةرمح خرقت أضلاعه؛ وتابع فراره وهو يجر جر 
الرمح كن الخرحء ولاحقفه مطاردوه» حقى أنهم فعلوا ذلك سباحة 
ولخ أجلن زقلرة في النهر» بعيداً عن المكان الذي وقف فيه 
غليونناءوقام واحد من الفرسانء» واسمه فارس الدين أقطاي» بشطره 
بسيفه» واستخرج قلبه من جسده. ثم جاء وهو بيده تتقاطر منه الدماء 
إلى ملكنا وقال :«ما الذي سوف تعطيني إياه. وقد قتلت عدوك الآن» 
ال ع عن سر د 

وصعد الآن على ظهر سفينتنا ثلاثون رجلاً من المسلمين» وسيوفهم 
مشهورة في أيديهم» وعلقوا في أعناقهم الفؤوس الداناركية» وسألت 
: بلدوين دي إيبلين» الذي كان يعرف لغتهم معرفة.جيدة» ما الذي يقوله 
هؤلاء الناس» فأخبرني بأنهم كانوا يقولون بأنهم جاءوا لقطع رؤوسناء 
وعلى هذا احتشد عدج كبير من الناس للاعتراف بذنوبهم إلى راهب من 
الشالوث المقدسء اسمه جين» وكان في خندمة الكونت وليم دي 
مح وجي لا اسل راي رب الها وا 
الوقت أفكر أنني كلما حاولت الدفاع عن نفسي؛ أو الخروج من هذه 
المحنق كل] ازدادت الأمور سوءاً بالنسبة لي» وبئاء عليه رسمت علامة 
الصليب على نفسي؛ وركعت عند قدمي واحد من المسلمين» كان يحمل 
فأساً دانماركية: مثلما يفعل النجارون» وقلت لنفسي:«هكذا مات 
القديس أغنس»» وركع غي دي | إيبلين قسطلان قبرص إلى جانبي» 
واعترف لي» فقلت له:(إنني أحللك بكل القوة ة التي منحني الرب 
إياها» 0 حال عندما نمضت واقفاً على قدمي لم أستطع 
تذكر كلمة ثما أخبرني به. 


ونان امير 0 الول مو سبع ا اسع ف ا 
الغليون» واعتقد عدد كبير من شعبنا بأنهم فعلوا ذلك لأنهم لم يرغبوا 


- 135 - 


كم - 
في الحملة علينا كلنا معأء بل ليقتلوننا واحداً واحداء ومكثنا في ذلك 
الجبس طوال ذلك المساءء وخلال الليل كله في عذاب وشقاء عظيم 
وملتصقين ببعضنا بعضاً حنى أن قدمي جاءنا في وجه الكونت بيير دي 

بريتاني الطيب» ولامست قدماه وجهي. 
وأصدر الأمراء في اليوم التالي أوامر إلينا بالخروج من سجننا في قاع 
السفينة» وبعثوا رسائل لإخبارنا بأن علينا الذهاب إليهم؛ للحديث 
معهم حول موضوع تجديد المعاهدة التي عقدها السلطان المتوى معناء 
وأخبرنا هؤلاء الرجال بأن يجب أن نكون متأكدين أن السلطان لو ظل 

حياً لتولى إعدام الملك ونحن جميعاً معه. 


وذهب الذين كان بإمكاههم السير لرؤية الأمراءء وبقي كونت دي 
بريناي: والقسطلان وأنا سحيث كنا لأننا كنا نعاني من المرض الشديدء 
لكن كونت دي فلاندرز» والكونت جين دي سواسون. والأخوان 
الإيبلينيان» والذين كانوا في حالة صحية مواتمة ذهبوا ضور المؤتمر. 

وتوصل الذين كانوا من جانبنا إلى اتفاق وترتيبات مع الأمراءء 
قضت أنه ما أن يتم تسليم دمياط إلى المسلمين» فإن هؤلاء مسوف 
يطلقون سراح الملك والرجال الآخرين من ذوي المراتب الذين كانوا في 
_السجنء أما بالنسبة للأناس الذين كانوا أدنى مكانة» فققد كان السلطان 
قد بعث بهم إلى القاهرة. وطبعاً باستثناء الذين كانوا قد أعدمواء وقد 
فعل هذا مراغمة للاتفاقية التي كان قد عقدها مع الملك. وهذا بدا لنا 
كبير الاحتمال أنه كان ما أن يحصل على دمياطء حتى كان سيثولى 
إعدامنا أيضا. 

وأضافوا شرطاً آخر هو أن على الملك إقسام يمين يلبي به مطلب 
المسلمين بدفع مائتي ألف ليرة ذهبية إليهم قبل مغادرته النهرء ومبلغ 
ممائل لدى وصوله إلى عكاء وتوجب على المسلمين من ل 


- 136 - 


- 81 


- وفقاً لشروط هذه المعاهدة -- بتولي رعاية شؤون المرضى في دمياط» 
وأن يبقوا لدم بهم القسي العقارة» والدروع, واللحوم المملحةوالآلات» 
انال لها ف اندي بحسي كن الوقست اللي تنوف بر انلك 

أما الأييان التى كان الأمراء سيقسمونبها للملك» فقد دونت كتابة» 
وقد نصت على أنهم إذا لم يراعوا ميشاقهم مع الملك» فسيعدون بمشابة 
الرجل الذي فقد سمعته والذي عليه بسبب ما اقترفه من ذنب أن يحج 
إلى مكةء وهو عاري الرأسء أو إنساناً جديراً بالعارء مثل الذي طلق 
زوجته وأراد بعد ذلك إعادتها ثانية(لأنه في تلك الحالة» لايمكن لرجل 
طلق زوجته أن يعيدها ثانية» مالم تكن قد تزوجت من إنسان أخر 
وذلك حسب ما قضت به شريعة محمد) (قلِ)» وكان القسم الشالث 
حسبا يلٍ: أنهم إذا ما خرقوا عهدهم مع الملك» فسوف يتلطخون بمثلٍ 
العار الذي يتلطخ به المسلم الذي يأكل لحم المخنزير» وكان الملك راضياً 
بهذه الأيان التي ذكرتها للتوء لأن نيقولا العكاوي» وهو كاهن عرف 
ا أنه بالنسبة لشريعتهم لايمكنهم أداء أييان أقوى 
وأكثر توثيقا 

وبعدما انع ابره ووو اضيقة ينين اللاو 
الملك كتابة ».وقد ضيغ هذا القسم بناء عل مشورة كهنة مرئدين» كانوا 
قد التحقوا بجانب المسلمين» ؛ وبدأت هذه الصيغة كمايل: إنه إذا لم يلترم 
املك بشروط معاهدته مع الأمراء سوف تتلطخ سمعته كمسيحي أنكر 
ربنا وأمهء وأصبح خارجاً عن تبعية حواريبه الإثني عشر وجميع 
القديسين» ووافق الملك على هذه الصيغة عن طيب خاطر. 


وكانت الفقرة الأخيرة من القسم تقول: إذا لم يكن الملك وفياً مع 
الأمراء سوف تتلطخ سمعته كمسبحي وسيكون مثله مثل من أنكر 


الرب وأنكر شريعته. وازدراه» وبصق على الصليب» ووضعه نحت 


-137 - 


- 5888 
قدميه وداسه» وعندما قرأ الملك ذلك قال: إن شاء الرب هو سوف لن 
يقسم مثل ذلك اليمين. 
وبما أن نيقولا العكاوي» كان يعرف لغتهمء فقد أعطاه الأمراء رسالة 
ليحملها إلى الملك» وقد قال له:«يا صاحب الخلالة» الأمراء حائقين 
ل ل 0 
من جاابك» يرقف القنيم على ما طلبوه منك» وكن متأكداً أنك إذا لم 
اليمين سوف يأمرون بقطع رأسك ورؤوس جيم بلي قومك 
أيضاً»» وأجاب الملك بأن الأمراء في وضع يمكنهم فيه أن يفعلوا الذي 
يريدونه بالنسبة لهذه القضية؛ آم بالفية تعلق نه كشمياء »؛ إنه يؤثر 
أن يموت مسيحياً جيداء على أن يعيش معادياً لريئا ولأمه. 


وقام بطريرك القدسء وكان رجلاً عجوزاً ووقوراً في الهانين من 
عمرهء بالحصول على أمان من المسلمين» وقدم ليساعد الملك في تأمين 
إطلاق سراحه. وحدث أن العادة كانت بين المسيحيين والمسلمين» أنه 
إذا ما مات ملك أو سلطانء فإن الذين كانوا يعملون رسلاً في تلك 
الأثنا سواء أكانوا في أرض مسيحية أو غير مسيحية» يتخذون أسرى. 
ويسترقونء وبا أن السلطان الذي أعطى الأمان إلى البطريرك هو الآن 
ميت» فإن هذا الرجل الوقور غدا أسيراً مثلما كنا. 

وبعدما أعطى الملك جوابه إلى الأمراء؛ أعلن واحد منهم بأن هذا قد 
ا 0 
تثقون بي» سوف أجعل الملك يقسم, أو أنني سوف أرسل رأس 
البطريرك طائراً إلى حضن جلالته». 

ولم يصغ إليه بقية الأمراء» وبعد ذلك أبعدوا البطريرك عن جانب 
الملك» وربطوه إلى عمود السرادق الملكي» ويديه مشدودتان بقوة وراء 
ظهره؛ حتى أنبا تورمتا وصارتا بحجم رأسه. وأخذ الدم يتدفق من 


-138 - 


- 58868 -- 

بين أظافره» فصرخ إلى الملك قائلاً:«احلف يا صاحب الخلالة» بدون 
وف » لأنك باعل عمازم على الوفاء بيمينك» أو لوف أخل عل 
تفي كل ذنب قد يكون موجوداء فيا طلب منك أن : تفسمه)ء ولا 
أغرف كفو افك تسؤية التعسة ؛ لكن في النهاية كان الأمراء راضين عن 
الطريقة ة التي جرى | إقفسام اليمين بهاء من قبل كل من الملك والرجال 
الآخرين من ذوي المراتب من الذين كانوا معه. 

وبعد وفاة السلطان بوقت قصير جداًء وضعت شارات السلطنة 
أمام خيمة الملك» وقد أعلم بأن الأمراء؛ اجتمعوا للتشاور» وقد عبروا 
عن رغبتهم العظيمة في جعله سلطان مصر» وسألني عما إذا كنت 
أرضى بأن يقبل بأخذ هذه المملكة إذا ما عرضت عليه؛ فأخبرته أنه إذا 
ما فعل ذلك فسوف يتصرف بحاقة عظيمة» بعدما رأينا قيام هؤلاء 
الأمراء بقتل سيدهم السالف . وعلى كل حال لقد أخبرني بأنه لن 
يرفض ذلك. 

ويمكنني القول أن ما من شىء حدث بعد هذاء وتوقفت المسألة عند" 
هذا الله لأنه بسبب أن المسلمين قالوا بآن الملك كان أكثر المسيحيين 
المتصلبين» ولايمكن أن يوجد مثله.وأقاموا دليلاً على هذا بواقعة أنه 
كان في كل مرة يترك فيها خيمته؛ كان يتمدد على الأرض على شكل 
صليب» ويرسم علامة الصلبيب فوق جسهده كله وقالوا لو أن 
محمدا(ية) سمح لمم بالتعرض للعذاب مثلما تعرض الملكء ما كانوا 
ليحافظوا على إيانهم به» وزيادة على هذا قالوا لو أن المسلمين جعلوا 
املك سلطااً عليهم؛ كانوا مهمون ها سحن إى أنه كنان 
سيقتلهم جميعاً. 

وبعدما جرى إقرار المعاهدة بين الملك وبين الأمبراء» وتأكدت 
باليمين» »تم الاتفاق على إطلاق سراحنا غداة يوم عيد الصعود. وأنه ما 
أن يفرغ من تسليم دمياط إلى الأمراء» حتى سبقومون بفك أسار الملك 


- 139 - 


-843- 


وجنيع الناس المهمين معة» وف مساء يوم الثلاثاء قام الممسؤولون عن 
غلاييننا الأربعة بالرسو بهم في وسط النهر» عبر جسردمياط» ونصبواأ 
سرادقاً تجاه الجسرء في المكان الذي كان سينزل الملك منه إلى اليابسة. 


وعند شروق الشمس دخل غيوفري دي سارجين إلى دمياط» وتولل 
مسؤولية تسليمها إلى.الأمراء » ورفعت أعلام السلطان فوق جميع 
الأبراج»وتدفقٍ الفرسان المسلمون على المدينة» وشرعوا يشربون 
الدثمرة؛ ولهذا أصبحوا جميعاً في وقت قصير جداً سكارى محمورين» 
وصعد واحد من هؤلاء الرجال ظهر مركبناء وسيفه مسلول وكله 
ملطخ بالدم؛ وأعلن أنه من جانبه قد قتل سبعة من شعبنا. 

وقبل استسلام دمياط» جرى استقبال الملكة على متن سفنناء هي 
وجميع بني قومنا الذين كانوا في المدينة» وذلك باستكثناء المرضى» فهؤلاء 
كان المسلمون قد تعهدوا بالحفاظ عليهم؛ ا 
أما آلات الملك؛ التي توجب عليهم الحفاظ عليها فقد حطموها إلى 
قطع» وأما فب| يتعلق باللحوم المملحة؛ التي كان عليهم حفظها لنا 
أ نهم لايأكلون لحم المننزير» فقد دمروهاء فقد جمعوا الآلآت كلها في 
كومة واحدة» ولحوم الخنزير المملحة في كومة أخرى» والأموات في 
كومة ثالشة» وألقوا النار فيهم جميعاء وكانت ناراً عظيمة استمرت جميع 
يوم الجمعة» ثم السبث» والأحد. 

وكان المتوجب إطلاق سراح الملك وجميع الذين كانوا هناك عند 
إشراق الشمس لكن المسلمين احتفظوا ٠‏ بهم حتى غياب الشمس.ء ولم 
كن لذينا طوال ذلك النوقت قتعا تأكله ,لذ الأمراء أيضيا: مرا 
ذلك النهار كله في الخلاف فيا بينهمء وقد تحدث واحد منهم إلى الذين 
وقفوا إلى جانبه وأيدوه» وقال للبقية:«أيها الأصدقاء إذا أصغيتم إلِّ 
فلن الدين :يرو نتراي: اخلرا امللك» وكل الأغتاق الذي مم وونته 
ستكونون للأربعين سئة المقبلة بدون مخاطرء لأن أولادهم مازالوا 


- 140 - 


-/461م؟ - 

صغاراًء ولقد أخذنا دمياط ولذلك يمكننا أن نفعل ذلك في ظل الأمان 
الأعظم». 

وعارض مسلم آخرء اسمه صبر الدين» وكان من أهل المغرب» هذا 
الافتراع» وقال:7[ذ1 مسا فتلنا المللكه بعد قتلنا لسلطانناء سيقول كل 
إنسان: إن المصريين هم أكثر القاسن فرعا و أعظمهم خيانة في الدنيا»» 
أما الذين رغبوا في قتلنا فردوا قائلين:«صحيح تماما أننا تصرفنا بشكل 
و كل الور وك اس مم و 
محمد(4ة) الذي أمرنا بالمحافظة على مولانا محافظتنا على بؤبؤ أعينناء 
ودونكم ما جاء في هذا الكتاب من وصايا مكتوبة» ثم استطرد 
ل اا قوله 
و و ل و 

جاء فيها :لالحتى تنصونوا إعانكم» » اقتلوا أعالاء الشريعة»ء 

وقال :«ويمكنكم الآن أن تروا كيف عصينا إحدى وصايا حمد(55ة) 
بقتلنا مولاناء غير أننا سوف نكون أعظم عصياناً إذا لم نقتل الملك» با 
أنه أقوى أعداء شريعتنا الإسلامية». 

وتم الاتفاق تقريباً على موتناء وحدث أن قدم واحد من الأمراءء 
الذين كانوا ضدناء وكان يرى وجوب قتلنا جميعاء قدم | إلى شاطىء 
النهر» وبدأ يصرخ بلسان المسلمين | إلى الرجال الذين كانوا مسؤولين عن 
غلاييننا» وانتزع في الوقت نفسه عمامته» وأخل يلوح بها كإشارة خاصة 
وقام البحارة على الفور برفع المرابي» وأبحروا بنا إلى الخلف مسافة 
فرسخ باتجاه القاهرة» واعتقدنا هنا بأننا لابد مقتولون» فذرفنا الكثير من 
الدموع. 

غير أن الرب الذي لم ينس شعبه. قضى أن تم الاتفاق عند غروب 
م عل وجوت حادق صر تحبا 000 أعدناء ا 


- 141 - 


-5888- 


ع ل و لك لم ا 

هم قالوا :«سوف يلحق العار بأمرائنا إذا تركنا أسرانا جياعا»»؛ وبناء 
0 بحلاف لمر تي 
وتألف الطعام الذي أعطوه لنا من الجبن المجفف في الشمس حتى 
لاتتوالد فيه اليرقات» وكذلك بيض مسلوقء جرى سلقه قبل ثلاثة أيام 
أو أربعة» وإكراماً لنا صبغوا قشور هذا البيض بألوان مختلفة. 

وبعدما أنزلونا إلى اليابسة» ذهبنا إلى مقابلة الملك الذي كانوا يرافقونه 

من السرادق الذي حبس فيه | إلى شاطىء النهرء وسار خلفه عشرون ألفا 
دن السلحن هل الاق ام وقد فقوا بعد رن رربي ف اللي ال 
مواجهة الملك مباشرة غليون جنوي بدا أن على ظهره رجل واحد 
فقط. وما أن رأى هذا الرجل الملك على شاطىء النهر حتى نفخ 
بصفارة» ولدى سماع صوبتما تدفق ثانون من حملة القسي العقارة 
وخرجوا من قاع السفيئة» وكانوا جميعاً في سلاح كامل؛ وقسيهم العقارة 
مفوقة» وبلحظة واحدة وضعوا سهامهم في تجاويف إطلاقهاء ولدى 
اه للم رار ال اللو ورا هري ل الااما برا و منهج 
أكثر من اثنين أو ثلاثة إلى جانب الملك. 

وجرى إلقاء لوح من الخشب مدن الغليون إلى الشاطىء, ليتمكن 
جلالته من الصعود إلى ظهر السفيئة» وذهب معه أخوه كونت دي 
أنجو» وغيوفري دي سارجينء وفيليب دي نيمور 5لا ةلم . 
وهلري دي مثر 2 . مارشال فرنساء ومقدم الثالوث المقدسء وأناء 
وبقي كونت دي بواتييه سجيئاً حتى الوقت الذي دفع فيه الملك مبلغ 
المائتي ألف ليرة ذهبية» الذي كان عليه دفعه كيال فدية قبل تركه النهر. 

وفي يوم السبث التالي ليوم عيد الصعود - أي أن : تقول اليوم التالي 
لإطلاق سرّاحنا ل جاء كونت دي فلاندرلء وكونت دي سواسون» 
وعدد اخمر من الرجال ذوي المراتب. ممن كانوا محبوسين في الغلايين» 


142 - 


-15888- 


عابو ارد الإلنه راك لم اللا أله وري بن ممه لعا 0 
حنى يخم إطلاق ضزاح أخبته كنونت في بواتييه وعل كل .جاه لق 1 
أخبروه أنه ليس بإمكانهم الانتظاره با أن غلايينهم جاهزة للابحار» 
وهكذا م ال ا ا ا و 

و جه لحي تايرود ا جرعي العاار ا ة أسابيع فقط 
وجرت استعدادات لدفع الفدية إلى المسلمين» وقد بدأت في صباح 
يوم السبت» واستغرق الأمر طوال ذلك اليوم واليوم التالي حتى الليل 
لتعداد المال» وتمت أعمال التعداد بوساطة الوزن بالميزان» وساوت كل 
وزنة ما قيمته عشرة آلاف ليرة ذهبية» وفي جوالي الساعة السادسة من 
مساء يوم الأحد»ء بعث رجال الملك الذين كانوا يتولون وزن المال » إليه 
يخبرونه أنهم مازالوا يحتاجون إلى ثلاثين ألف ليرة ذهبية هي النقص ف 
مبلغ المطلوب » وكان الملك في ذلك الوقت معه فقط كونت دي أنجوء 
ومارشال فرنسا ومقدم الثالوث المقدس» وأنا شخصياءفقد انشغل البقية 
ناد مال لقني واحرت للك أنه دوف يكرن جما يلك أن يت 
فيستدعي قائد الداوية ومارشالهم» ذلك أن المقدم كان متوق» ويطلب 
منهما إقراضه ثلاثين ألف ليرة ذهبية» وهو المبلغ الذي مايزال يحتاجه 
لغدية أخيه. وبناء عليه بعث الملك واستدعى الداويين» ووجه تعلياثه 
ِل لإخبارهها بالذي نريله. 

وبعدما كلمتههما التفت إل الراهب إيتين دي أوتريكورت 116016] 
#انا01100 ل قائد الداوية» مجيبا»حيث قال:«مولاي صاحب جوانفيل» 
إن هذه المشورة التي أسديتها إلى الملك ليست جيدة وغير معقولة؛ 


لأنك تعلم أن - جنيع المال الموضوع بعهدتناءقد ترك معنا على شرط 
أقسمئا عليه 5 0 هذا المال إلى أحد إلا إلى الذين عهدوا به 


إلينا»» وإثر هذا تبادلنا أنا وهو كلمات كثبرة قاسية وشتائم فيم| بيئنا. 


- 143 - 


.46س 

وبين) كنا نتجادل هكذا تدخل الراهب رينو دي فيشير 1611815/ا 
الذي كان مارشال الداوية ليقول:«دعنا يا صاحب الجخلالة نوقف هذا 
الخصام بين القاقدٍ وبين مولااي صاحب جوانفيل؛ لأن قاتئدنا يقول: 
لايمكننا أن نسلف أياً من هذا المال دون أن نحنث بأيإنناء أما بالنسبة 
ما أشار به نائبك» بأن تأخذ المال إذا لم يقرض لكء إنني لا أجد شيئاً 
مدهشاً كثيراً في مثل هذا الاقتراح» وعليك أن تفعل الذي تراه هو 
الأ ود حو ا 1 را 1 
لدينا الكثير مما هو عائد إليك وموجود في عكاء يمكنك من أن تقدم لنا 
التعويض بكل سهولة». 

وقلت للملك بأننى ذاهب لأخذ المال إذا كان موافقاء فأمرني 
بالذهاب» وبناء عليه ذهبت إلى واحد من الغلايين العائدين للداوية» 
وكان بالواقع هو الغليون الرئيسي» وعندما كنت على وشك النزول إلى 
المخزنء» حيث حفظت الخزانة» طلبت من قائد الداوية القدوم ورؤية 
الذي سوف أخحذه. غير أنه لم يتنازل بفعل ذلك» وعلى كل حال قال 
المارشال بأنه سوف يقدم ويكون شاهداً على العنف الذي سأمارسه 
ضله. 

وما أن نزلت إلى الأسفل حيث كانت الخزانة» حتى طلبت من خازن 
الداوية» الذي كان هناك أن يعطيني مفاتيح الصندوق الذي كان أمامي» 
ولكنه وقد رآني مهزولاًء قد أنمكني المرضءردٌ علي بأنه لن يعطيني 
مفاتحة) ورأيعة فاضا ملقناة هناك» فالتقطتها وقلت بأنني سأجعلها 
تعمل بمثابة مفتاح لجلالته» وعند هذا أمسك المارشال بمقبض يدي 
وقال:«با أنك عازم على استخدام العنف ضدناء سندعك تأخذ 
المفائيح». وهكذا أمر الخازن بإعطائي إياهم؛ ففعل ذلك عندما أخيره 
المارشال من أناء وهو أبكم تماماً لدهشته. 


ولدى فتحي لواحد من الصناديق وجدته ملكا لنيقولا دي شومي 


- 144 - 


-51م؟- 

أ20018)» وكان من سيرجندية الملك» و أخرجت ما وجدث فيه من 
مال» ثم ذهبت عائداً إلى المركب الذي جابني؛ وجلست عل قوسه» 
وأحضرت مارشال فرنسا وتركته مع مقدم الثالوث المقدس مسؤولين 
عن المال الموجود ف الغليون» وسلم المارشال المال هناك إلى المقدم. 
وناولني المقدم إياه على القارب الذي كنت جالساً فيد وعندما كنا 
قادمين نحو غليون الملك شرعت أصرخ له قائلاً:«مولاي؛ مولاي؛ 
انظر كيف أنا مجهز بشكل جيد»: وكان الرجل القديس مسروراً جداً 
برؤيتي» ورحب بي ببهجة بالغة» وناولنا المال الذي جلبته إلى الرجال 
الذين كانوا يتعاملون مع مال الفدية. 

وبعدما أكمل مستشارو الملك الذين كانوا مسؤولين عن هذه المهمة؛ 
عملية تعدادهم جاءوا إلى الملك وقالوا بأن المسلمين لن يوافقسوا على 
إطلاق سراح أخيه حتى يكون المال بالفعل في حوزتهم» وارتأى بعض 
أعضاء مجلس مستشاريه أن على الملك عدم تسليم المال حتى يكون 
أخوه عنده بالفعل؛ ورد الملك بأنه سوف يسلمهم المال» با أنه وعد 
المسلمين بفعل ذلكء وبالنسبة إليهمء إنهم إذا ما أرادوا التعامل بأمانة» 
فسوف يحافظون على عهودهم معه . 

000 الدفع قال فيليب دي نيمور 8/8001015 للملك 

نهم اقتطعوا أثناء تعدادهم للمال عشرة آلاف ليرة ذهبية على المسلمين» 
ا ا 
كلم ميل تحادي ألف ليرة ذهبية بشكل كامل قبل مغادرته للنهر 
وأصر عل إعادة العشرة آلاف ليرة ذهبية لهم» ووفتها ضغطت على قدم 
اللورد فيليب» وأخيرت الملك أن لايصدق ما سمعه منه؛ لأن المسلمين 
كانوا أذكى وأبرع من هو معروف في العالم» وأقر مولاي فيليب أن ما 
قلته أنا كان ديفا واضات أنه كان يتحدث مزاحاًء وأخبره الملك أن 
هذا المزاح غير مقبول ويدل على ذوق سيء جدأء وقال لمولاي 


-145 - 


- 5855- 

ا ل ع م 
دفعت هذا المبلغ. ؛ أي العشرة آلاف ليرة ذهبية إلى المسلمين» أن تقو 
بدفعهم دون تلكؤا. 

ونصح كثير من أتباع الملكء الملك بالانسحاب إلى سفينته التي 
كانت تنتنظره في البحرء وذلك حتى يكون بعيداً عن متناول أيدي 
المسلمين» لكنه رفض الإصغاء إليهم. 

راصن ابو توفت اي قاد الجر يي كان لويد لماجي 
' وذلك حتى ي: ينقضي الوقت الذي يكون قد دفع فيه الماثتي ألف ليرة 
اهبر وعل كل لاسا أن كمل النطي ست أخررناء جردا أن رده 
أحدء أنه يعد نفسه من تلك اللحظة قد تحلل من يمينه» وأنه باث علينا 
مغادرة النهر والذهاب إلى السفينة التي كانت في البحر. 

وما لبث غليوننا أن انطلق نحو الأمام؛ وقطعنا مرحلة كاملة قبل أن 
بتلفظ أي منا بكلمة لرفاقه» وكنا منزعجين لأننا تركنا كونت دي بواتيبه 

ما يزال في الأسرء وفي تلك الساعة صعد فيليب دي موئتفورت إلينا في 
الغليرن» وحيّا الملك هائفاً :«مولاي» مولاي» تحدث إلى أخيك؛ كونت 
بواتيبه. الذي هو في هذه السفينة الأخحرى»؛ وهتف الملك في تلك 
اللحظة:«تمهلواء تمهلوا»» ونفذل هذا بسرعة:؛ وكانت البهجة التى شعرنا 
فيها في تلك اللحظة عظيمة» لابل أعظم من أية ببجة كانت» وذهب' 
الملك إلى سفيئة الكونت» وكذلك فعلنا نحن» وتلقى صائد سمك فقير» 
ذهب لإخبار كونتسة دي بواتيبه» بأنه قد رأى زوجها قد أطلق سراحه. 
عشرين ليرة ذهبية باريسية منها. 

وقبل أن أمضي أبعد. علي أن لا أنسى | إخباركم ببعض الأشياء التي 


حدثت ونحن ما نزال في مصرء وسأتكلم أولاً عن غوتيير دي 
شاتليون» وكان واحد من فرسائناء» اسمه جين مونسون 1/0150 قد 


- 146 - 


-515م5 ا - 


أعيي باناقد رله قي شواي القرية التي أخذ الملك فيها أسيرء وكان 
هذا الشارع ي* يشق القرية بشكل مباشر» ويذلك كان يمكدك رؤية اقول 
المفتوحة على كلا الطرفين» وكان غوتيير في هذا الشارع وسيفه مجرداً في 
يده» ولدى رؤيته أن المسلمين داخلون 0 
وسيفه بيده» وتولى طردهم إلى خارج القرية» غير أنهم كانوا قادرين 
وهم فارين على الرماية بسهولة نحو الأمام ونحو الخلف» وقد غطوه 
من رأسه إلى قدميه بنشابهم؛ وما أن فرغ من طردهم إلى خارج القرية؛ 
حتى أخخذ ينزع النشاب من دروعه؛ ثم لبس دروعه وامتطى فرسه؛ 
وضع رجليه ل رقاباثة وساتة ترف بدراعنة وصرخ بصوت 
مرتفع:شاتليون يافارس» شاتليون» أين هم رجالي الموثوقين»؟ وعندما 
النفت نحو الدلف» ورأى المسلمين قل دخلوا الشارع من النهاية الثانية» 
اندفع نحوهم ثائية» وسيفه بيده وطردهم وأبعدهم» وقد فعل ذلك 
ثلاث مراتء مع النتيجة نفسها. 

وبعدما أخذني قائد الغلايين للالتحاق برفاقنا الذين أسروا فوق 
اليابسة» سألت عن أخبار غوتيير دي شاتليون؛ وتقصيت من الناس 
الذين كانوا يعيشون معه؛ فلم أستطع العثور على أحد يمكنه أن يخبرني 
كيف انين لعنى يتيك مز الفارسس خرصا جتان قواوة ممدلأناهمطا 
اعد انا التضنا شخصياً وحمل أسيراً إلى المنصورة» رأئ مسلا يمتطي 
فرس غوتيير دي شاتليون» وكان سرجه مغطى بالدم؛ وسأل الفارس 
الجيد هذا المسلم: ما الذي فعله للرجل الذي عاد الفرس إليه» وأجابه 
بأنه قطع عنقه وهو على ظهر ذلك الفرسء حسبم| يمكن رؤية آثار ذلك 
بكل سهولة من الدم الذي يخطي سرجه. 

وكان هناك رجل آخر شجاع جداً في جيشناء هو أسقف سواسونء 
الذي كان اسمه جاك دي كاسل ا0351 06 200065ل ٠»‏ فعئدما 
رأى عساكرنا وهي تتراجع نحو دمياط؛ وبا أن أعظم رغباته كانت في 


147 - 


-ا9م؟ - 


أن يكون مع الرب» فقد شعر أنه ليس لديه رغبة بالعودة إلى البلاد التي 
ولد فيهاء للا رمعا تر مع الرب» بغمز حصانه. والاندفاع 
لقتال ل ا له ارام ريا 
م لو 

ل 
ووسيم جداء إلى جلالته ليقدم له هدية» تكونت من جرار فيها حليب» 
وورود من مختلف الألوان والأنواع» وقدمهاله باسم أبناء الناصرء 
الذي كان سلطان القاهرة» وعندما قدم هله الحدايا تحدث إلى الملك 
بالفرنسية. 

وعندما سأله الملك أين تعلم الفرنسية» أجابه هذا الرجلء بأنه كان 
من قبل مسيحياًء وبناء عليه قال الملك له:«انصرف. لاأريد الحديث 
إليك»» وسحبت الرجل جانباً وسألته أن يخبرني عن ظروفه. فأخبرني 
بأنه قد ولد في بروفانسء» وأنه قدم إلى مصرء وتزوج من مصرية» وأنه 
الآن شخصية لها أهمية عظيمة» فقلت له:«ألا تدرك أنك إذا ما مت في 
هذا الوضع سوف تدان» وتذهب إلى جهنم»» فأجاب بأنه يعرف ذلك» 
وفضلاً عن هذا هو متأكند أن ما من ديانة جيدة مثل الديانة المسيحية؛ 
ثم أضاف:«لكنني أخاف من أن أواجه الفقر» وأن أعاني من العار إذا ما 
عدت إليكم. فكل يوم سوف يقول واحد ما أو تحر لي:«اغرب» أنتك 
جرذاء ولهذا إنني أوثر أن أعيش هنا غنياً وبيسرء على أن أضع نفسي في 
وضع يمكنني تصوره)؛ وقد بينت له أنه في يوم الحسابء عندما تكون 
ذنوبه واضحة أمام الجميع» سوف يعاني من عار أعظم مما تحدث عنه في 
تلك الساعة» وقدمت له كثيراً من النصائح المسيحية الجيدة» لكن ذلك 
كله كان بلا نفع وبلا تأثير» وهكذا انصرف عني ول أره ثانية. 


ولقد سمعتم حتى الآن عن العذاب العظيم الذي عانى الملك منه 


-148 - 


- 546 -- 

وعانى منه بقيتنا أيضاًء وم تنج الملكة(التي كانت آنذاك في دمياط)» كما 
سأخبركمء من الآلام شخصياء فقبل ولادتها بشلاثة ة أيام بولك جاءتبا 
الأخبار بن الك قد وقع بالأسر؛ وقد أخسافها هذا كثراً جنا إلى حد 
أنها كانت كلما أوث إلى فراشهاء خيل إليها أن الحجرة كانت مليئة 
بالمسلمين» فكانت تنصرخ بضصوت مرثفع:«التجدة؛ التجدة»» وخشية 
منها أن يلد الولد الذي كانت تحمله ميتء جعلت فارساً عجوزاً ينام 
قرب فراشهاء ويمسك يدها في كل مرة كانت تصرخ فبها ويقول 
لما:«لا تكوني خائفة» ياسيدتي» فأنا هنا). 

وأنترت اقثل أن تلد كل | إنسان بمغادرة غرفتهاء باستثناء ذلك 
الفارس» ثم إنها ركعت أمام ذلك الرجل العجوزء وترجته أن يؤدي لما 
اجا رقا اقزر اللخ الميسوف بحسل الذي يطل ننه وبا ده 
قالثت له:«أطلب منك بموجب القسم الذي أقسمته لي؛ أنه إذا ما 
استولى المسلمون على هذه المدينة» أن تقطع رأسي قبل أن يأسروني»» 
وأجابها الفارس:١كوني‏ وائقة ثقة » أنني سأفعل ذلك بدون تردده لأنني 
صممت في فكريء بأن أقتلك قبل أسرنا عا 

وولدت الملكة ولداً ذكراً أطلق عليه اسم جين» وسماه قومها ترسترام 
717 ! لحزين) بسبب الحزن العظيم الذي رافق ولادته قفي 
الوم نفسه الذي ولدت فيه أخبرت بأن رجال بيزاء وجنوى والمدن 
الأخمرى الحرة» عازمون على الحرب من دمياط فقامت في اليوم التاللي 
بإحضارهمء؛ فوقفوا إلى جانبي فراشهاء وكانت الحجرة ا وقد 
قالت لهم:تأبها السادةه من أجل الرب» لاتغادروا هله المديئة» حيث 
لابد أن يكون واضحاً لكم أننا سوف نخسر بذلك الملك مع جميع 
الذين أخذوا أسرى معه أيضاء وإذا كان هذا الالتئاس لم يثركم» اعطفوا 
على المخلوقة الضعيفة المسجاة هناء وانتظروا حتى أتعا». 

وقد أجابوها:«ما الذي يمكننا فعله ياسيدتي؟ إننا نموث جوعاً في 


- 149 


- 58455- 

هذه المدينة»» فأخبرتهم الملكة أنهم لايحتاجون إلى مغادرة المدينة خوفاً 
من المجاعة. «لأنني سدى] قالت - سوف امريار ام قن الاقف 
الموجودة بالمديئة باسمي؛ ومن الآن فصاعداً سوف د تعيشون على حساب 
املك وجا تاولا الأمر فيها بينهم» عادوا إل الملكة وأخيروها 
بأهم سوف يبقون عن طيب خاطرء ثم قامت - منحها الرب النعمة 
بتدبر شراء جميع الأطعمة التي كانت بالمدينة بمبلغ ثلاثائة وستين 
ألف ليرة ذهبية» لكن قبل أن يحين الوقت الذي كان عليها فيه مغادرة 
فراشهاء اضطرت إلى تركه. لأن المدينة كانت ستسلم إلى المسلمين» 

وهكذا توجب عليها الذهاب إلى عكا لتنتظر وصول الملك. 


وببندا كان جلالته يننظر إطلاق سراح كونت دي بواتيبه» أرسل 
الراهب راؤول -- وكان من الرهبان المبشرين - إلى أمير يدعى فارس 
الدين أقطاي» الذي كان من أكثر المسلمين |أمانة ممن رأيقه قط وقد 
ا ل اه 
الأحرين قد سمحوا بهذا الخرق الفاضح للمعاهدة: لأمهم قتلوا 
المرضى» الذين توجب عليهم بموجب اليمين العناية بهم؛ وحطموا 
يع الانه إى قط : وأختر فوا اجسساء الرحنى, كلك برع امار 
المملحة» التي كان من المتوجب عليهم حفظها. 

وقال فارس الدين أقطاي في جوابه للراهب:«إذهب وأخير ملكك» 
أنني بسبب شريعتي لا أستطبع فعل شيء لإرضائه» بل إنني حزين جداً 
لما حصل» وحذر جلالته أيضاً باسمي؛ بعدم إبداء أية علائم تدل على 
أن هذه القضية قد أزعجته ما دام باقياً في أيديناء لأن معنى ذلك 


سيكون موتهاء وعبر هذا الأمير عن رأيه» أنه ما أن يصبح الملك في عكا 
سالمء يمكنه أن يحرك هذه المسألة من جديد. 


- 150 - 


-/491؟ - 


الفصل ا حادى عشر 
ا ملك في عكا 
أيار ٠ه ١١‏ - آذار ١ه ١١‏ 


عندما وصل الملك إلى ظهر سفينته» وجد أن جماعته لم يعدّو له شيئاً 
لا من الأثاث والفسراش» ولا من الثياب» لذلك توجب عليه أن ينام 
على حشايا أعطيت له من قبل السلطان» وذلك حتى وصولنا إلى عكاء 
وأن يرتدي الملابس التي أمر السلطان بتجهيزه مها وإعدادها له وكانت 
هذه الملابس من الساتان الأسوه المبطن بالفراء الأبيض وبفراء 
السنجاب الأغبر» ومزينة بأعداد كبيرة جد من الأزرار» المصنوعة من 
الذهب الخالص. 

وسبب وضعى الصحي وضعفي أمضيت الأيام السنةة» التي 
قضيناها في البحر الات لمك وأخبرن في أثناء ذلك الوقت كيف 
وقع بالأسرء وكيف تمكن بعون الرب » من | إجراء مباحثات من أجل 
إطلاق سراحه وسراحناء ومن أجل الفدية أيضاً. 

وجعلني أخبره بدوري كيف أنني أسرت وأناعلى سطح الماء» وبعدما 
استمع إلى رواينيء أخبرني أنئي مدان بالشكر العظيم لمولاناء لأنه 
خلصني من مثل هذا الخطر الجسيم؛ وحزن حزئاً عظيأ لوفاة أخيه 
كونت دي أرتوء وقال لو أنه كان حياً ما كان ليتتجنب مرافقته مثلها فعل 
كونت دي بواتيبه» بل كان سيأتي لرؤيته على ظهر غليونه. 

واشتكى الملك لي من أخيه الآخرء كونت دي أنجوء فمع أنهما كانا 
عل ظهر ارتب نسي فإنه ليع فليا بسراققته رسال الك 1 1< 
الأيام عن الذي كان يفعله كونت دي أنجوء فأخبر بأنه كان يلعب لعبة 


- 151 - 


- 5/58 


حظ مع غوتيير دي يمور 601015 لا ؛ ومع أنه كان عفنا فيه 
مرضه. تحامل الملك على نفسه حتى وصل إلى اللاعبين» والتقط النرد 
والألواح» وألقى بالجميع في البحر» ووجه النقد إلى أخيه بصوت مرتفع 
لإقدامه على لعب الميسر بمثل هذه السرعة: وتخلص مولاي غوتيير من 
ذلك» بخير وسيلة» لأنه ألفى جميع المال الذي كان على المائدة - وكان 
هناك منه الثىء الكثير - في حضئه» وحمله معه وابتعد. 

وأريد الآن أن أحدثكم بعض الشيءعن المحن والمشاكل التي عانيت 
0 
أنني وضعت ثقتي فيهء ومازلت أضعها فيه» وهدفي من تدوين هذه 
الأمورء أن يقوم الذين يسمعون بهم بوضع ثقتهم بالرب, في أوقاتهم 
العصيبة » ؛ فوقتها سوف يجدونه جاهزا لمساعديهم مثلم| ساعدني. 

ودعوني أخبركم أولاً كيف أنه عندما وصل الملك إلى عكاء خرج 
جنيع رجال الدين وأهل المدينة في موكبء ونزلوا في مسيرة إلى شاطىء 
البحر للترحيب به ببهجة عظيمة جداًء وجلب لي أحدهم جواداً 
متراااك سداس شعرت بغيبوبة فطلبت من الذي جلبه لي أن 
يمسكني» خشية أن أسقط» وصعدث بصعوبة بالغة درجات السلم إلى 
قافية الللفه سيق :اذيك وجلسست إلى جانب قاليلة :ووقك: إل تجائيس 
طفل صغير له من العمر عشر سنوات» وكان هذا هو بارثلمي الابن 
الطبيعي لآمي دي مونتبليارد» صاحب مونتفوكون. 

وبيها كنت جالساً هناك غير لافت لانتباه أحد. اقترب.مني حادم 
يرتدي متزراً أحمر له خطين أصفرينء وانحنى أمامي» وسألني فيا إذا 
كنت أعرفه» فقلت: ست ل 
عمي في أويسلي [018©13)» فسألته: خادم من هو ؟ فققال بأنه غير 
مرتبط بأحدء لكنه سيبقى معي إذا مارغبت» وهكذا أخبرته أنني 
سأكون مسروراً جداً لأن أستخدمه. وبناء عليه ذهب وأحضر لي بعض 


- 152 - 


9/49 - 
الأغطية البيضاء لتغطية لتغطية رأسيى» ومشط شعري لي بدقة متناهية. 


وبعد هذا بوقت قصير بعث الملك يستدعيني لتناول الطعام معه» 
وذهبت إليه مرتدياً المئزر القصير الذي كان قد صنع لي من أثمال من 
اللحاف الذي ارتديته عندما كنت أسراء وقد أعطيت بقية اللحاف إلى 
الطفل بارثلمي» مع أربعة أذرعة من الموهير» قد أعطبت لي» في سبيل 
حبة الرب» وذلك فيل أن يطلق يطلق المسلمون سراحي» وجاء رجلي الحديد» 
أي وليم؛ وقطع لحمتي لي وحصل على بعض الطعام للطفل» » بين|ا كنا 
ناكل. 

وجاء جوليمين ليخبرني بأنه حصل على بعض الحجر لي قرب 
الحمامات» حيث يمكنني إزالة القذارة والتعرق وما علق بي وجلبته معي 

من السجن وعند إقبال الليل» ووقتها كنت بالحمام شعرت فجأة بفتور 
وأغمي علي» ووجد تابعي صعوبة كبيرة في إخراجي من الحمام وحمي 
إلى فراشي» وجاء في اليوم التالي فارس عجوز اسمه بيير دي بوربون 
لرؤيتي» وقد أبقيته في خدمتيء وصار كفيلاً لي في المدينة بشأن ما 
احتيجت إليه من باب الملابس والتجهيزات. 

وما أن :لسك نشكا /ا: تق» وكان ذلك بعد أربعة أيام من وصولنا 
إلى عكاء ذهبت حتى أرى الملك» فلامني؛ وقال إنني م أحسن صنعا 
بالتأخر كل هذه المدة الطويلة للقدوم لرؤيته. وقد أمرني - لتقديري 
لمحبته - بالقدوم لتناول الطعام معه كل يوم؛ في الصباح وفي المساءء 
حتى يأتي الوقت الذي يقرر فيه» هل سنعود إلى فرنساء أم إننا سنبقى في 
بلاد ماوراء البحر. 

وأخبرت الملك بأن بيير دي كورتني مدين لي بأربعاثة ليرة ذهبية من 
عطائي» وقد رفض دفع هذا المبلغ لي» فأجابني جلالته بأنه هو نفسه 
سيدفع هذا المال لي» وسيقتطعه ما هو مدان به لبيبر دي كورتني» وهذا 


- 153 - 


ا فاك 
ما فعله» وقمث بناء على نصيحة بيير دي بوربون بإبقاء مبلغ أربعين 
لبرة ذهبية للنفقات الخارية» وأعطينا د ل 
الداوية» وعندما أنفقت هذه الأربعين ليرة ذهبية كلهاء بعثت الأب جين 
كايم 031/17 دي سينت مينيهولد 0انا0داع0هالا الذي ألحقته بخدمتي 
في بلاد ما وراء البحرء ليجلب مبلغاً مماثلاً» فأخيره القائد أن لامال لي 
عنئذه» وأنه لايعرفني. 


ع عليه ذهبت إلى الراهب رينودي فيشيه 5)وألاءالا »الذي 
50 ا للداوية ».وذلك تقديراً منه للموقف الذي 
أبذاة الذاوية توه عندها كان أسيرك وشكوت إليه قائده؛ الذي يرفضي 
إعطائي المال الذي أودعته إِيَاهء ولدى سماع المقدم لهذا غضب غضباً 
عظيا وقال لي:#يامولاي صاحب جوائفيل» إنني معجب بك كثيرا. 
لكن يمكن أن أؤكد أنك إذا لم تتوقف عن إثارة هذا امام 
النظر إليك كصديقء لأن الذي تحاول القيام به هو أن تجعل الناس 
يعتقدون بأن أعضاء طائفتنا هم لصوص»» فقلت له: بمشيئة الرب لن 
أسحب دعواي. 

وعانيت لمدة أربعة أيام كاملة» معاناة إنسان لا بد أن يشعر بها عندما 
يجد نفسه بلا مال لمواجهة النفقات» ومع نهاية تلك الأيام» جاء إِليّ 
مقدم الداوية وأخبرني بوجه مبتسم بأنه استرد لي مالي» وحول الطريقة 
التي استرد بها المبلغ؛ ؛ يمكبني أن أقول فقط بأنه نقل قائد القصر إلى 
قرية الصفورية» وقام الرجل الذي حل محله بإعطائي مالي وردّه إل 

ومكنني أسقف عكا - الذي بالمناسبة كان من أهل بروفائنس - 
من أستخدام بيت» كان يعود بملكيته إلى جين كايم 17ا/ا08) كاهن 
سينث ميشيل من طائفة سينت مينيهولد 1/6060 » الذي 
خدمني بشكل جيد في السنتين الماضيتين» وكان واحداً من احتفظت به 
في خدمتي» مع عدد كبير من الآخرين. 


- 154 - 


1و.ةا- 


وحدث أن كان عند رأس فراشي غرفة خلفية» يمكن من خخلالهها 
المي لدخول الكنيسة» وصدف أن أصبت بحمى طويلة استبدت بي 
وبرجالي» ولهذا التزمنا جميعاً أسرتناء وخلال ذلك الوقت كله لم يوجد 
في أي يوم أحد من الناس يقسدم لي المساعدة: أو يساعدني على 
هوض .قف لآ عن هذاء ل أنطلع إل شيء 0 وذلك من 
الأصوات المنذرة التي كانت ترن في أذني» ذلك أنه لم يكن يمر يوم 
واحدء دون أن يجلبوا عشرين | إنساناً مياً أو أكثر إلى الكنيسة.» وكان 
بإمكاني أن أسمع وأنا في فرائ 0 ربعم 8غنهوطأ |" 
وكان كلم) حدث هذا أثفجر باكباًء وأقدم الشكر للرف: وأخاطبه 
هكذا:«أيها الرب» إنني أعبدك» بكرف سن أجل هذه الآلام التي 
بعنتها إِإيْ؛ ذلك أنني تكبرت كثيراً وتجبرت» وأنا الآن أتمدد نائئاً في 
'فراشي» وأعبض منه في الصباح» وأصل لك يامولاي حتى تخلصني من 
هذا المرض). 

وحاما تعافيت» طلبت جوليمين تابعي الجديده ليقدم لي كشفاً 
بحساب الال الذي أنفقه. وعندما أراني إياه وجدت أنه غشني بمبلغ 
زاد عن عشرة 1010117015 85الاناء وعندما طالبته برد هذا المبلغ» 
أخبرني أنه سيسدد هذا المبلغ حالما يستطيع؛ ؛ فصرفته من خلمتي» 
وأنخيرته أننى ساعته با هو مدان به إِلنْ لأنه بالفعل يستحق أن يحتفظ 
بهذا المبلغ» وعلمت فيا بعد من بعض الفرسان البيرغنديين» الذي 
أطلق سراحهم حديثاء وهم الذين جلبوا هذا الرجل معهم | إلى بلاد ما 
وراء البحرء أنه كان من أبرع اللصوص وأحسنهم خلقاء ولم يوجد مثله 
قط لأنه كلما كان هناك فارس بحاجة إلى سكين» » أو حزام» أو قفازات؛ 
أو مهاميزء أو أي شيء آخرء كان يمضي ويسرق المطلوب ؛ ويعطيه إلى 
الفارس. 


وفي الوقت الذي كان الملك فيه في عكاء شغل أخحواه نفسيها في 


- 155 - 


لاه 8 سد 

اللعب بالنرد» وكان كونت بواتييه لاعباً صاحب أخلاق كريمة» فقد 
كان في بعض المناسبات عندما يريح» كان يفتح أبواب غرفته تماماً 
ويدعو أي واحد من السادة أو السيدات» إذا كان هناك أي واحد منهم 
أو منهن - في الخارجء إلى الدخولء ثم كان يوزع المال عليهم 
بملء يدليه» من جيبه» وكذلك من المال الذي ربحه باللعب» وعندما 
كان يخسر»ء كان يشتري أموال الذين كان يلاعبهم» وذلك بعد تقدير 
فيمتهاء سواء أكانت الأموال أموال أخيه كونت دي أنجوء أو أموال أي 
إنسان آخر ثم كان يعطي كل شيء ويسدده سواء أكان ماله أو المال 
الذي حصل عليه من الآخرين. 

وني يوم من أيام الأحدء أثناء إقامتنا في عكاء بعث الملك واستدعى 
إليه كل من أخويه» مع كونث دي فلاندرزء» ورجال اخرين من ذوي 
المراتب الذين كانوا 2 وقال الملك لهم: «سادتي؛ لقد بعثت إليّ 
صاحبة السمو الملكي, الملكة الأم رسالة رختووينها بإضاع شديده» 
بالعودة إلى فرنساءلآن مملكتي في خطر عظيم؛ لأنه حتى الآن ل يبرم 
بيني وبين ملك إنكلترا لا هدنة ولا سلام» وأخبرني شعب هذه المناطق 
الذين تشاورت معهمء أي إنا ها ادر تإن يع لاد سريف لتي» 
لأن جميع الرجال الموجودين الآن في عكاء سوف يلحقون بي» وما من 
أحد سيجرؤ على البقاءء حيث الناس قلة» لذلك أرجوكم أن تفكروا 
بهذه المسألة تفكيراً جنياء ولأنها مسألة هامة جداء سوف أمنحكم 
ا ا لاو و ري جوم تا ا 
كوه م ووييها ناما يعد أسبوع من هذا اليوم». 

وفي أثناء الأسبوع جاء إل نائب الباباء وقال لي بأنه ل يجد كيف 
ا مر ل ل ل ا و 
معه إلى فرنسا في سفينته» فأخبرته أنني لا يمكنني فعل ذلكء لأنني لا 
أمتلك مالاً الببة» ذلك أنني مدي رع قا مين قد خسرت كل 


- 156 - 


[دث"اا.ه 58 - 
شيء كنت أمتلكه؛ عندما أخذت أسيراً على سطح الماء. 


وحين أجبته على هذه الصورة؛ فعلت ذلك لاعن كراهية ولا عن 
عدم رغبة في مرافقته؛ بل بسبب شيء آخر كان ابن خالتي لورد 
بولياتكورت 011ا130001انا80- ربي امنحه الرحمة -- قد قاله لي وأنا 
على وشك الذهاب بالحملة الصليبية» لقد قال'لي:« إنك ذاهب إلى بلاد 
ما وراء البحر إنتبه كيف ستعود» لأن ما من فارس سواء أكان غنياً 
أم فقيراً يمكنه أن يعود من دون أن يدنس شرفهء إذا ما ترك عبيد 
الرب المتواضعين» الذين انطلق برفقتهم» تحت رحمة المسلمين»؛ وغضب 
النائب البابوي غضباً عظياً مني» وأخبرني أنه ما كان يجوز لي أن أرفض 
عرضه. 

ومثلنا ثانية في حضرة الملك في يوم الأحد التالي» وقد سأل أخويه 
وكونت دي فلاندرز» وبقية البارونات هل يشيرون عليه بالذهاب أم 
بالبقاء؟ وأجابوه جميعاً بأ:هم عهدوا إلى غي موفوزين أن يثئولى إعلام 
جلالته بها رغبوا أن يشيروه عليه» وبناء عليه أمره الملك بأن ينفذ 
مهمته» وقد تكلم هذا كايلي وقال :القد قامء يا صاحب الجلالة» أخواك 
وبققية النبلاء الحاضرون هنأ بتفحص وضعكء وتوصلوا إلى محصلة أنك 
لا يمكنك البقاء في هذه البلاد من دون أن تسيء إلى مقامك وكذلك إلى 
تملكتك. فمن - جميع الفرسان الذزين جاءوا برفقتك» وعددهم ألفان 
ا ل سي الآن في هذه المدينة ممن 
تي حل لزع ماقة فارتر اوقلا لحي حل جادلات العو | إلى فرنساء 
وأن تقوم بتجنيدالرجالء وتحصيل المال» ومن ثم تعود بكل سرعة 
لتنتقم من أعداء الرب الذين وضعوك بالأسر. 

ولم يكن الملك - على كل حال - راضياً بالموافقة فقةعلى ما قاله 
موفوزين» وتوجه بالسؤال إلى كونت دي أنجوء وإلى كونت دي بواتيبه؛ 
وإلى كونت دي فلاندرز وإلى آخرين من ذوي المراتب العليا الذين 


-157 - 


ج84 


جلسوا إلى جانبهم؛ وقد وافقوا جميعا على ما قاله غي موفوزين» وسأل 
النائب البابوي كونت دي يافاء الذي كان جالسا خلفه. ما الذي يرا 
ورجا الكونت الجاعة إعفاءه من الإجابة على هذا السؤال» وقال:«لأن 
فلعني قائمة على الحدود وإذا ما نصحت الملك بالبقاء» سيظن بعض 
الناس أنني فعلت ذلك لمصلحتي الذاتية ومنافعي» وضغط الملك عليه 
بشدة متناهية حتى يقدم رأيه؛ وبناء عليه أأجابه الكونت أنه 0 
0ك لات ير نعود عق لسار لحري سال ل ور 
عظيا وبناء عليه سأل النائب البابوي الذين لد 
يافاء فوافقوا جميعاً على ما أبداه غي موفوزين. 
وكنث جالساً في الصف القائ 0 البابوي. على بعد حوالي 
أرة عشر مقعدا عه وساي م الذي أراه» فأجبته بأنني موافق على 
ما قاله كونث يافاء وعندها لني وهو غاضب جداًء كيف أتصور أن 
بإمكان الملك متابعة ا الضئيل من الرجال المتوفر لديه. 
وشعرت بغضب شديد شخصياء لأنني اعتقدت أنه ما قال هذا إلا 
فأجبته قائلاً السوف أنخيرك ياسيدي». طالما أنك طلبتث 
لتعرف» يقول النانن - علا بأنني لا أعرف فيا إذا كان ذلك صحيحاً 
- بأن الملك لم يصرف حتى الآن أي من أمواله» بل صرف من مداخيل 
الكنيسة؛ وبناء عليه لندع الملك ينفق بعضاً من موارده للحصول على 
الفرسان من المورة ومن أماكن أخرى من بلاد ما وراء البحرء فعندما 
يعرفون بأنه يدفع بشكل جيد وبكرم؛ سوف يتدفق الفسرسان علينا من 
كل مكان» وبذلك سيكون - إنشاء الرب -- قادراً على الصمود في 
المبدان لمدة سئة» ومسوف يكون. بالوقت نفسه؛» ببقائه هنا قادراً على 
تحرير الأسرى المساكين. الذينٍ أخذوا أسرى. وهم في خدمة الرب 
وخدمته شخصياأء وهؤلاء طبعاً لن يطلق سراحهم إذا ما سافر وابتعد)؛ 
وم يكن هناك في ذلك المكان أحد لم يكن لديه صديق قريب في الأسرء 


- 158 - 


م.5894 
ولذلك ما من أحد انتقدني» بل بدأ الجميع يبكون. 

وبعدما أجبت النائب البابوي» إلتفت إلى الفارس الجيد وليم دي 
بيمونت» الذي كان أنذاك مارشال فرنساء وسأله عن رأيه» فأجابه بأنه 
يعتقد بأنني تكلمت بشكل معقول ماما :واضاف 'لاسوف أخيرك لاذا 
أعتقد ذلك»؛ وعلى كل حال ولاك لبخ ل ماري 1 
جين دي بيمونت» الذي كان م متشوقاً جداً للعودة إلى فرنساء» بمخاطبته 
بطريقة مهينة ادا فقد صرخ قائلا «أيها الوغد القذرء ما الذي 
تقصده؟ اجلس وأمسك لسانك»». وبئاء عليه قال الملك لين دي 
بيمونت:٠أيها‏ السيد» هذا خطأ عظيم منك» دعه يقول الذي يريد أن 
يقوله» ورد عليه الفارس قائلاً:«حقا ياسيدي» لن أسمح لما وشخن 
المارشال بأنه مرغ غم على الصمتء ول يقم أحد بعدذلك بالوقوف معيء 
باستثناء صاحب شاتني /إ3م06316 » وقال الملك أخيراً:«أيها السادة 
استمعث لا قلتموه» ولسوف أخبركم في حدود أسبوع من الزمان 
بالذي أنوي القيام به). 

وما أن غادرنا الاجتماع حتى بدأ الناس زأون بي من كل الجوانب 
ويقولون:«لاشك سيكون الملك بالفعل أحمقاًء إذا ما أصغى إليك 
مفضلاً إياك ورأيك على رأي مستشاري جميع مملكة فرنسا». 


وبعدما نصبث المواكئد» جعلني الملك أجلس إلى جانبه أثناء تناول 


طعام الغداء مثلم كان يفعل دوماً عندما يكون أخواه غياب» وم يقل 
لي شيئاً طوال وقت تناول الطعام» وذلك على عكس معتاد عادته؛ لأنه 
اعتاد أن يوليني بعض الاهتام في أثناء تناول الطعام» فخيّل إِليْ بالحقيقة 
أنه غاضب علي؛ لي قلت يلد ل ينقق بنك ]دن وال وينبغي عليه 
إنفاق أمواله بكرم. 

وبيدا كان الملك يصغي إلى صلاة النعمة» مضيث إلى نافذة مغلقة 


- 159 - 


غات 
بقضبان حديد عند رأس فراشه:وأمررت ذراعي من خلال قضبان 
النافذة» ووقفت هناك أفكر أنه إذا ما عاد الملك إلى فرنساء سوف أذهب 
إلى أمير أنطاكية» الذي كان من أقربائي» وكان قد طلب مني القدوم 
والالتحاق بهء ولسوف أبقى هناك حتى يحين وقث قدوم حملة أخرى 
إلى بلاد ما وراء البحرء يمكن بوساطتها تحرير الأسرى» وذلك توافقاً 
مع ما أشار به صاحب بوليانئكورت. 


وفيها أنا واقف هناك جاء الملك إِلم» واتكأ على كتفي؛ ووضع يديه 
على رأسي» فخيل إل أنه كان فيليب دي نيمور الذي أزعجني في ذلك 
اليوم كثيراً بسبب المشورة التي أبديتهاء ولهذا قلت متبرماً :اتوقف عن 
مضايقتي يا فيليبي الجيد). وصدف أن أدرت رأسي» فانزلقت يد الملك 
فوق وجهي» وهنا أدركت يد من كانت من خلال خاتم حجره زمرد 
كان في إصبعه. وقال لي :«اهداً وابقى يا أنت» لأ أريد أن أسألك 
كيف يمكن لشاب مثلك أن يكون جريئاً ليشير عل بالبقاء هناء وذلك 
ضد نصيحة جميع عظراء عقلاء فرنسا الذين نصحوني بالذهاب» ؟. 


فقلت:«ياصاحب الجلالة» حتى وإن دخلت جه الح سيم إل 
عقي فإنني لن أنصحك بالذهاب مطلقاً». فسأل:«هل تريد أن ثة تقول 
بأنني أقترف خطأء إذا ما رحلت»؟ فقلت: “انعم ياسيدي؛ بعون الرب». 
ثم إنه قال:«إذا بقيت هناء هل ستبقى أنت أيضاً)»؟ فأجبته :«أكيد, إذا 
ما استطعثء إما على حسابي أوتغل حتتات واحسل اخبر»» 
فقال:ايمكنك الاطمئنان من هذه الجهة: لأنني مسرور جداً منك. 
للنصيحة التي قدمتهاء لكن لاتتحدث عن هذا إلى أحد حتى ينتهي 
الأسبوع». 

وشعرت براحة كبيرة لدى سماعي هذاء ودافعت عن نفسي بجرأة 
أعظم ضد الذين هاجمون» وحدث أن الفلاحين في تلك المنطقة كانوا 
يعرفون باسم«كولت 00115) »؛ وكان الأخ بيير دي أفالون مهال/41 » 


-160 - 


الم ةا ل 


الذي كان يعيش في صور قد سمع بهذه الأقاويل» وبأنني دعيت 
كولت(مهر فنى غرير)؛ بسبب أنني نصحت الملك بالبقاء في بلادهم؛ 
وهذا بعك إل يبرن جهذاء وحثني على الدفاع عن 'نفسي سد الدين 
وصفوني بذلك» بالقول بأنني أفضل أن أكون«كولت» على أن أكون 
فرساً هرماً محطراً مثل أي واحد منهم. 

وعدنا في يوم الأحد التالي جميعاً لرؤية الملك» وما أن شاهدنا الملك 
قد اجتمعنا كلنا حتى رسم علامة الصليب على فمه قبل القيام 
بممخاطبتناء (ويخيل لي أن قيامه بذلك فيه توجيه للدعوة للروح 
القدسءلأنه كا قالت لي أمي العزيزة في | إحدى المرات» يتوجب عل كل 
مرة أود أن أقول فيها شيئاً أن أنشد العون من الروح القدسء ورسم 
علامة الصليب حول فمي). 


وقال الملك:«سادي» إنني أشكر بإخلاص جميع الذين أشاروا عل 
بالعودة إلى فرنساء وكذلك أخص بالشكر الذين نصحون بالبقاء هناء 
ولقد توصلت إلى رأي أنني إذا ما بقيت هنا لن أواجه خطر فقدان 
ملكني» بسبب أن الملكة الأم لديبا ما يكفي من الرجال للدفاع عنهاء 
وأقمت أيضاً تقديراً لما أخبرني به البارونات السكان في هذه البلاد» من 
أنني إذا ما غادرت سوف تضيع بملكة القدسء لأن ما من واحد سوف 
يتج رأعلى المكوث بعدما أغادرء وبناء عليه قررت أنني لن أهجر مملكة 
القدس مهما كانت المعطيات» فقد قدمت أنا نا إلى هنا لإعادة الاستيلاء 
على أراضيها والدفاع عنهاء ولهذا قررت أخيراً وعزمت على البقاء هنا 
في الوقت الحاضر» وأقول لكم الآن جميعاء لكل من النبلاء الذين هم 
الآن هنا في هذه اللحظة» وإلى جميع الفرسان الآخرين الذين يودون 
البقاء معي أقول تعالوا وتحدثوا إلي بجرأة وصراحة كما ترغبون» 
ولسوف أمنحكم شروطاً مغرية؛ حتى لا يكون الخنطأ خطأي بل 
خطأكم إذا ل تختاروا الإقامةك» وقد امتلاً علد كبير من سمع هذه 


-161- 
الموسوعة الشامية ج 6 سدم 


ةا 
الكليات بالدهشة» وبكى كثير ممن كان هناك. 

وقد فيل بأن الملك أمر أخويه بالعودة إلى فرنساء لكن أكان ذلك بناء 
على رغبتيهم| وطلبههما أم بناء على رغبته» فهذا ما لا يمكنني قوله فعلياء 
وحدث إعلان الملك عن نيته بالبقاء في بلاد ما وراء البحر في يوم عيد 
ل ا ا ا 
ل أضفى عل منافع عظيمة» وكان الملك قد 
عاد إلى غرفته إثر الفراغ من سماع القداس» 100 الذين بقيوا 
معه من مستشاريه؛ وكان هؤلاء: حاجبه ببير» وكان أكثر من رأيته 
وقابلته في الحاشية الملكية إخلاصاًء وغيوفري دي سارجين» وكان 
قازسا جذاً وجديا بالنقدين وجايل لل بزن» الذي كان يساويه قدراً 
ومكانة؛ وهو الذي جعل الملك منه القسطلان لفرنسا بعد وفاة إيمبرت 
دي بيجو الطيب. 


وتحدث الملك بلهجة صوت مرتفع» وبطريقة أبدى فيها عدم رضاه » 
حيث قال :«ياسادتي؛ لقد مضى شهر منذ بات معروفاً أنني مقيم هناء 
و أسمع بعد أنكم استيقتم أب من الفرسان في خخدمتي؛ فأجابوه: 
ارقيتهوبالفنودة إلى بلادهم لبر سا د ل 
ا 0 ١‏ لجر أعلى إعطائهم الذي ا وساهم 
كفر» جار :في الحقيقة تاناخ الجلالةه سكو ذلك نائب 
شامبين» لكننا لم نعطه القدر الذي طلبه). 

وصدف أن كنت في غرفة الملك في ذلك الوقت وسمعت ما كانوا 
يقولونه» فقال الملك:«ليأت النائب إلى هنا»» وبناء عليه ذهبت وركعث 
اجاح وطلو دض الملرمو اونا ل :لأنت تعلم أبها النائب أنني كنت 
دوماً محباً لك. غير أن أتباعي أخبروني أنهم يجدون صعوبة في التعامل 


-162 - 


994.8 

معكء لماذا ذلك»)؟ فأجبته: :«ياصاحب الخحلالة» ليبس الأمر بيدي» فأنتم 
تعلسون: أنني عندما أخسذت أسيراً فوق الماء؛ ما من شيء من ممتلكاني 
قد ترك معي» بل فقدت كل ما كان لدي»» فسأل عن الذي أطلبهء 
العا سا ينار ألف ليرة ذهبية» فهذا ما يكفيني حتى 
عيد الفصح؛ » أي أن ذلك سوف يغطي ثلثي السنة. 

فقال :«أخبرني الآنءهل حولت عقد صفقة مع أي من 
الفرسان)؟فقلت:«نعم.مع بيير دي بونتمولين 0017701311 » وهو 
واحد من ثلاثة فرسان حملة للأعلام» سوف يكلفني كل واحد منهم 
أربعمائة ليرة ذهبية حتى عيد الفصح)». ثم قال الملك بعد ما عد على 
أصابعه:«على هذا سوف يكلفك فرسانك الجحدد ألفا ومائتى ليرة ذهبية 
اءفقلت :«الكن أرجوك يا سيدي أن تقدر أنني لن أتكلف أقل من 
ثإنمائة ليرة ذهبية للحصول على حصان وعدة وسلاح لي شخصياء 
وكذلك للحصول على طعام لفرساني» لأنني - ىم أفترض بسحا ل 
ترغب في أن نتناول أطعمتنا معك»؛ وهنا قال الملك لمستشاريه:«أنا لا 
أرى شيئاً مبالخآفيه في هذه الحالة»» ثم التفت إِليّ وقال:9إنني حتفظ بك 
في خدمتي). 

وبعد هذا بأمد قصير أمر أخوا الملك والنبلاء الآحرون في عكا 
بإعداد سفنهم, وقبل أن يقوم كونت بواتييه بالمغادرة استقرض بعض 
الجواهر» ممن كان عائداً إلى فرنسا » ووزعهم بكرم وأريحية باعل اميق 
منا وغير المغادرين» ورجاني كل من أخحوي الللكغرارة بأ أنتبه 
للملك وأرعى شسؤونه وأباني بأنه لأ يوجد واحد من بين جمبع 
الذين بقيوا معه يمكنهما الاعتماد عليه سواي» وعندما رأى كونت دي 
أنجو أن وقت المغادرة قد اقترب» أظهر حزناً عظياً أدهش كل إنسان 
ومع ذلك مضى عائداً إلى فرنسا. 


وبعد وقت وجيز من مغادرة أحوي الملك» وصل رسل من عند 


- 163 - 


ع وهات 


امبراطور ألمانيا وجلبوا معهم رسائل ثقة واعتماد لجلالته؛ وأن سيدهم 
قد أرسلهم ليعملوا على إطلاق سراحناء وعرض هؤلاء الرجال على 
الملك رسالة كتبها الامبراطور» ووجهها إلى السلطان المتوفى - دون أن 
يعرف أنه مات - يخبره مها أن يعتمد كل ما سيقوله الرسل له. فيا 
يتعلق بإطلاق سراح الملك» وقال كثير من الناس إنه كان من المفيد لنا 
أن وجدنا الرسلء وقد تحررنا من الأسرء فقد اعتقدوا بأن الامبراطور» 

قد أرسل الرسل لمضايقتنا وليس لإطلاق سراحناء وعلى كل حال لقد 
وجدنا الرسل محررين» ولذلك ذهبوا عائدين. 

وعندما كان الملك في عكاء أرسل إليه سلطان دمشق رسلاً لرؤيته 
وللشكاية إليه بمرارة ضد الأمراء المصريين الذين قتلوا ابن عمه» وقد 
وعد الملك أنه إذا ما رغب بمساعدته سوف يقوم من جانبه بتسليمه 
ملكة القدسء الذي كانت بحوزته في تلك الآونة. 


وقرر الملك أن 0 تلان مشين بوسناطة روسل من 
عن؛له» وبعث معهم الراهب [ يف يف (البريطاني) لى بريئون عا وميك 
ممأعرظل وكان راهباً من طائفة الأخحوان المبشرين» وكان يعرف لسان 


المسلجين: 


وبينا هم على طريقهم من أماكن إقامتهم إلى قصر السلطان» أبصر 
الراهمب إيف امرأة عجوزاً تمش عبر الطريق» ومعها طشتاً مملوءاً بفحم 
عرق عات تكله ق بمناهاء رق مها فارورة سليلة بالملك فالادويا 
أنت عازمة على العمل ببذين)؟» فأجابته المرأة العجوزه بأنها عازمة 
على أن تحرق الجنة وتدمرها تماماً بتلك الناره ولسوف تطفىء بالماء 
جهنم» وبذلك تزول إلى الأبد. فسألها الراهب إيف:«لماذا تريدين فعل 
ذلك»؟ فقالت :«لأنني لا أريد أي واحد ال من أجل 
دا ل ا أو خوفاً من النار» بل أن يفعل ذلك حباً لله» الذي 
يستحق الكثير منا»والذي سوف يعمل لنا من الخيرات بقدر ما 


- 164 - 


-5911- 


يستطيع». 

وفي حوالي ارح تسيلف جود لأس الذي كان 
صناعة أسلحة الملكء إلى د مشق لشراء مادة قرنية وغراء من أجل 
صناعة القسي العقارة» ورأى وهو هناك رجلاً متقدماً جداً في السن» 
جالساً في السوق» واستدعاه ذلك الشيخ العجوز وسأله عما إذا كان 
مسيحياء وأجابه جون بأنه كذلك» فقال الرجل العجوز له:لا بد أنكم 
أها النصارى تكرهون بعضكم بعضاً كثيرأء لأنني زأيت منذ زمن قديم 
مضى الملك بلدوين ملك القفدس الذي كان مجذوماً؛ ييز صلاح 
الدين» مع أنه كان لديه ثلاثماثة مقاتل» ببنها كان مع صلاح الدين ثلاثة 
ألاف.غير أنكم الآن بسبب ذنوبكم.ء تدنيتم كثيرا إلى حد أننا بتنا 
نتناولكم في ميادين القتال وكأنكم من الأنعام. 

وبناء عليه أخيره جون أنه سوف يصنع خيراً إذا ما سكت عن ذنوب 
المسيحيين؛التي نرى أنها لاتعد شيئاً أمام ما نراه يقترف من قبل 
المسلمين» ورد عليه الرجل المسلم بأنه أجابه بحماقة عظمى» وهكذا 
سأله جون:لماذا؟ فقال له الرجل العجوز: إنه سوف يخبره لماذاء لكنه 
جون:نعم لدي ولد فسأله العجوز :أهها سوف يغضبه أكثرء أن يتلقى 
ضربة منهءوهو رجل مسلم» » أم من ابنه؟ فرد عليه جونء بأن ذلك 
سوف يكون مغضباً أكثر مع ابنه» لو أنه فعل مثل هذا الشيء؛ مما لو 
الفاعل هو المسلم. 

وقال الرجل العجوز:«سوف أعطيك جواباً بالطريقة التالية:أنتم أبها 
المسيحيون تعدون أنفسكم أبناء الرب» وأخذتم كنيتكم من اسم 
المسيح» وقد أبدى الرب نحوكم الكثير من النعمة» بأن منحكم معلمين. 
مثقفين» يمكن لكم أن تعرفوا منهم متى تصنعون الصوابء أو متى 
تقترفون الخطأء ولهذا نشهد لماذا يغضب هو منكم أكثر بسبب اقترافكم 


-165 - 


- 591١5- 

لبعض الذنوب الصغيرة» مما يغضبه من لاقتراف بعض الذنوب 
العظيمة:» إنه يفعل ذلك لأننا نحن تماماً جهلة» وكذلك عميانءلأن 
محمدا(46) قد أخبرنا أننا سوف ننقذ بالماء لدى موتناء ونحن نعتقد أننا 
سوف نتحرر من جميع ذنوبنا إذا ما غسلنا أنفسنا بالماء قبل أن نموت». 
وفي إحدى المراتث»كنث بعد عودتي من بلاد ما وراء البحرء في 

طريقي إلى باريس» وكان جون الأرمني بصحبتيء وبين| كنا نتناول 
الطعام في سرادق كبير» جاء حشد كبير من الناس يستجدون ويطلبون 
الصدقة من أجل خاطر الرب» وقد أحدثوا جلبة» وقام واحد من 
رجالنا الذين كانوا حضوراًء باستدعاء أحد الخدم وقال له:«اذهب على 
الفور» واطرد هؤلاء الناس وأبعدهم»»ءفقال جون:«أواه» إنه لخطأ عظيم 
قد اقترفته بقولك ذلك؛ فلو أن ملك فرنسا قفد أرسل رسله مع مائة 
مارك لكل واحد مناء ما كنا طردناهم وأبعدناهم؛ ومع ذلك إنكم 
تطردون هؤلاء الرسل الذي يمنحونكم أعظم ما يمكن أن يُمنح» 
وبكلمات أخرى إنهم يطلبون منكم أن تعطوهم من أجل خاطر الرب» 
بما يعني أنكم سوف تعطونهم من بعض مالديكم؛وهم سوف 
يعطونكم الرب نفسه لأننا نعلم من كلمات الرب نفسه أن الذين هم 
في حاجة لديهم القدرة على تقديم مثل هذه العطية» وفضلاً عن هذا 
لقد أخبرنا القديسون أن الفقراء يمكنهم مساعدتنا على إقامة سلم مع 
الربء لأنه مثلم تطفىء الماء النار» تتولى الصدقة إزالة الذنب وعحوه)» 
ثم قال جون:«وهذا خحذوا حذركم من أن تقوموا بطرد الفقراء 


وإبعادهم» بل عليكم إعطاءهم والرب يعطيكم». 


-166 - 


9411 


الفصل الثاني عشر 
شبخ اجبل 

وصل في أثناء إقامة الملك في عكا رسل بعفوا إليه من قبل شيخ 
الخبل لرؤيته؛ وقام بعل عودثه من سماع القداس» بالأمر بإحضارهم 
أمامه» وقد أمر بإجلاسهم بحيث جلس في الأمام أمير ارتدى ثانا أنيقة 
جدأء وكان مظهره خودي بنيسا سين حرف قاب دن الرامح آله 
كان من أسرة جيدة» وهذا ارتدى بدوره ثياباً فائقة» وقد حمل بمقبض 
يده ثلاثة خناجر» دخحلت شفرة كل واحد منها في مقبض الآخر» وكان 
الغرض من هذه الخناجر تقديمها إلى الملك بمثابة شارة للتحدي» وذلك 
إذا ما أقدم على رفض مقترحات الأميرء وجلس خلف هذا الشاب 
شاب آخرء هو الذي لف حول ذراعه قطعة من قاش الكتان»ليقدمها 
إلى الملك لتكون كفنا | إذا ما رفض مطالب شيخ الجبل. 

وبعدما سأل الملك هذا الأمير أن يخبره لماذا جاء» قدم هذا الأمير 
رسائل اعتماده وقال:«لقد بعث بي مولاي ليسألك عنما إذا كنت تعرفه»؟ 
فأجابه الملك بأنه لم يعرفه لأنه لم يره قط لكنه غالباً ما سمع الناس 
يتحدثون عنه» فقال الأمير :لاب أنك سمعت الناس يتحدثون عن 
مولاي» فأنا مندهش كثيراً لأنك لم ترسل إليه مبلغاً من مالك حتى 
اليه ها لك. مثلما يفعل امبراطور ألمانياء وملك هنغارياء 
وسلطان الشاهرة امع آخرين» سنة إثر سنة» لأمهم يعرفون بشكل مؤكد 
أ:بم يمكنهم البقاء أحياء طالما مولانا راض م 
يقول :ل وإذا كان هذا لايوافقك فعله. عندها يتوجب عليك أن تر 
افون ذنم الجزية التي يؤديها إلى الاسبتارية وإلى الداوية» وديا 
سوف يعدّكم قد أديتم واجبكم). 


167 - 


- 591١م‎ 


ويمكنني أن أقول بأن شيخ الجبل كان يدفع في ذلك الوقت جزية 
لكل من هاتين الطائفتين » لأنه لا الداوية ولا الاسبتارية كانوا يخشون 
مطلقاً من الحشيشية» لأن قائدهم كان يعرف تماماً أنه إذا ما جرى قتل 
أي من مقدمي الاسبتارية أو الداوية» سيحل محل المقتول واحد بالحودة 

نفسهاء وعلى هذا ما كان ليكسب شيئاً من موتهاء ونتيجة لهذا لم يرغب 

بالتضحية بحشيشيته في مشروع لن يجلب أية منافع. 

وأخبر الملك الأمير بأنه سوف يراه مرة ثانية بعد الظهر» ولدى عودة 
الرسول وجذ الملك جالساء وعلل يمينه قعد مقدم الاسبثارية» وعلى 
يساره مقدم الداوية. وطلب الملك من الأمير أن يعيد الرسالة التي كان 
قد قدمها في ذلك الصباح؛ فرد عليه هذا الرجل بأنه لا يمتلك الرغبة 
بإعادة ما تقدم وقالهءإلاً بحضور الذين كانوا مع الملك في اللقاء الأول 
وبئاء عليه قال له المقدمان:«نحن نأمرك بإعادة رسالتك»»؛ وأجاب 
الأمير با أنهها قد أمراه بذلك فهو سيفعل ذلكء وبعد هذا أمره 
المقدمانء باللغة العربية بأن يأتي للحديث معها في مقر الاسبثارية في 
اليوم التالي. 

وعندما جاء الأمير في اليوم التالي» وأظهر طاعته لأوامرهماء قاما 
بإخباره» من خلال مترجم؛ بأن مولاه قد تصرف بتهور كبير حين تجراً 
على إرسال هذه الرسالة الوقحة إلى الملك» وزيادة على هذا أخبراه» لولا 
أن الأمور مرتبطة بشرف الملك الذي أرسل إليه مع رفيقيه بمثابة رسل» 
لقاما بإغراقهم في بحر عكا القذرء وذلك على الرغم من شيخ الجبل؛ 
ثم قالا له:«ولهذا نحن تأمرك بأن تذهب إلى مولاك» وأن تعود خلال 
أربعة عشر يوماء جالباً معك من عند مولاك رسالة وجواهر يمكن بها 
الحصولهعلى رضا الملك. وأن تجعله كريياً في سلوكه معكم». 


وقبل مضي أربعة عشر يوما عاد رسل شيخ الجبل إلى عكاء وجلبوا 
معهم قميص مولاهم إلى الملك» وقد أخبروه باسم شيخ الجبل» » بأن 


- 168 - 


-59160- 


ينظر إلى معنى ذلكء أنه كما القميص هو الأقرب إلى الجسد من بقية 
الملابس» هكذا ينظر مولانا إلى الملك ويقدره على أنه الأقرب إلى نفسه 
في الحب من أي ملك آخرء كما أنه أرسل إلى الملك خماتمه الشخصى؛ 
المصنع من أفضل أنواع الذهب؛ وقد حفر اسمه عليه» ومع هذا الخاتم 
رسالة قال فيها أنه ربط بهذا الخاتم بتحالف وثيق مع الملك» زاغنا بآن 
يتحدا منذ ذلك الوقت فصاعداًء وكأنه) قد خطبا إلى بعضه بعضاً. 


وكان بين الحدايا التي بعث بها شيخ الجبل إلى الملك تمشال فيل جميل 
الصنع؛ وتمثال حيوان آاخر يُدعى الزرافة» وتفاح من ممتلف الأنواع؛ 
كلهم كانوا من الكرستال» وأرسل مع هذه الأشياء ألواحاً للعب 
وطواقم شطرنج 2 وكانت هله الأشياء مطعمة بورود صعيرة مصنعة من 
الي ركد رت ابتاك ولا ل قيقة من الذهب الممتاز. 
ويمكئني أن أضيف,ءأنه عندما ذ فتح الرسل ل الحاوية لهذه 
اقذابا؛ سارت عدي رائطة علي مات النرقة كلها بالنتار. 


وأعاد الملك الرسل ومعهم كمية كبيرة من الجواهر» وقطع من 
امه قيرط موري ىن الف وخيولة ون نل القسا. 
وأوكل أيضاً إلى الراهب | يف(البريطاني) لى بريدون أن يذهب معهم. 
بحكم أنه كان خبيراً بلغة المسلمين» وقد وجد هذا الراهب أن شيخ 
الجبل لم يكن من أتباع محمد(): بل كان خاضعاً لشريعة علي (رضي 
٠‏ الله عنه)الذي كان(ابن) عم محمد(وة ). 

وكان علي (رضي الله عنه) هو الذي رفع محمدا(يية) إلى مكانة 
الشرف التي تبوأهاء لكن ما أن تمكن مد (يه) من تثبيت نفسه بأن 
أصبح سيدا على الناس حتى بدأ يحتقر (ابن)عمه. وصار بعيداً عن 
ولدى ملاحظة علي (رضي الله عنه) لهذاء جمع أكبر عدد من الناس من 
حوله استطاع - 2 جمعهم؛ وعلمهم عقيدة تختلف عن عفيدة عمدرئية). 


- 169 - 


1و5 - 
وهكذا ما زال قائياً حتى الآن أن جميع الذين يأخذون بالشريعة التي 
أرسى علي قواعدهاء يؤكدون أن أتباع محمد(#5) ضالون في إياهم؛ في 
حين أن الذين يؤمئون بتعاليم محمد(ة) يؤكدون من جانبهم أن أتباع 
عل إيانهم غبر صحيح. 

وهناك نقطة أحرى قررها على(رضى الله عنه) أنه إذا ما قتل إنسان 
وهو في طاعة أوامر مولاهء سوف تذهب روحه إلى جسد إنسان آخر 
أفضل من المتقدم؛ وهذا هو السبب في أن الحشيشية لايتجنبون التعرض 
للفتل بأي حال من الأحوال» عندما يأمرهم سيلهم بذلك لأنهم 
يعتقدون أهم سوف يكولون أكثر سعادة بعد الموت منهم وهم أحياء. 

وهناك عقيدة أخرى يأخذون بهاء وهيى أن ما من إنسان يمكن أن 
يموت قبل اليوم المعين لموته وهذا الاعتقاد لا يجوز لإنسان أن ينمسك 
به من يرى أن الرب لديه القدرة على إطالة أعمارنا وتقصيرها حسب) 
يرغب. ' ْ 

ويتبع البدو علي](رضي الله عنه) في هذه النقطة؛ ولهذا السبب 
يرفضون لبس الدروع قبل الذهاب إلى القتالء لأنهم لو فعلوا ذلك» 
اعتقدوا أنهم سيتصرفون ضد ما أمرت به شريعتهم؛ ولهذا عندما 
يلعنون أولادهم يقولون لأحدهم: «عليك اللعنة مثل فرنجي يلبس 
الدروع لخوفه من الموت». 

ووجد الراهب إيف كتاباً قرب رأس سرير شيخ الجبل» مكتوب فيه 
أشياء كثيرة مما قاله ربنا إلى القديس بطرسء عندما كان على الأرض» 
وقد قال الراهب له:«آه يا مولاي» من أجل الربء اقرأ هذا الكتاب 
مراراً وتكرارً» لأن هذه كلمات جيدة»؛ وأجابه شيخ الجبل أنه غالباً ما 
فعل ذلك» وقال:«لأن القديس بطرس عزيز جدا على لأنه في بداية 
خلق الدنيا دخلت روح هابيل بعد قتله» في جسد نوح(عليه السلام)؛ 


-170- 


-/ا11ة؟ - 
وعادت بعل وفاة نوح فدخلت ف جسد إبراهيم(عليه السلام) وعندما 
مات إبراهيم(عليه السلام)انتقلت من جسذده إل جحسدك القديس بطرس» 
وذلك في الزمان الذي جاء فيه مولانا إلى الأرض»). 


0 سر م8 
ما قاله الاهنا). لما عودة هذا ا 0 روى هذه الأحاء عا جميعاً 
إلى الملك. 


وكان كلما ركب شبخ الجبل وسارء مشى أمامه منادي » يحمل بيده 
بلطة :إن اوكية لها حك طويل مخلت الفضية 4 ؤفك فيك عليينا عدد من 
الخناجره» وكان الرجل ينادي طوال سيره:«ابتعدوا عن طريق الذي 
يحمل في يديه موت الملوك». 


-171- 


- 591١م‎ 


الفصل الثالث عشر 
التتار 

خودي ا عر عواكرات اذى فينمي اللذاكه اريدي 
سلطان دمشقء وقد بين له أن لانية واي 1 
فيما إذا كان الأمراء المصريون سيقدمون له ترضيات عن المعاهدة التي 
خرقوهاء وبناء عليه هو مقبل على مراسلة الأمراء» وإذا ما رفضوا القيام 
بترضيته» وقتها سيقوم عن طيب خاطر بتقديم العون إلى السلطان من 
أجل الانتقام لابن عمه. سلطان القاهرة» الذي قتله هؤلاء الرجال. 

وار وأرسل الملك جين دي فالنسيان 21657616/165/ا من عكا إلى مصر 
مع تعلييات بأن يطلب من الأمراء أن يعوضوا للملك على ما اقترفوه 
ل ع ل ال 
شريطة أن يدخل الملك بتحالف معهم ضد سلطان دمشق 

ووجه جين دي فالنسيان | إليهم اللوم بمرارة للإثم العظيم الذي 
اقترفوه بحق الملك» ونصحهم أيضاء أنه سوف يكون مفيداً لهم؛ » إذا ما 
رغبوا في أن يجعلوا جلالته يشعر مشاعر طيبة نحوهم.؛ بأن يرسلوا إليه 

جنيع الفرسان الذين ما زالوا أسرى لديهم؛ وعمل الأمراء ى] نصحهمء 
وبالإضافة إلى لى ذلك أرسلوا إليه جميع عظام كونت دي بريين» حتى 
يمكن دفنهم في بقعة طاهرة. 

وبعدما جاء جين دي فالنسيان إلى عكا» وجلب معه مائتى فارس 
أطلق متراحهم :من الأسر إل جاتب رجال من :مترائب أدنى» قامث 
صاحبة صيداء التي كانت ابئة عم الكونت غوتيير» وأخت غوتيير دي 
رينل!7الا©8] - التي تزروجت أنا من ابنتها بعد عودتي من بلاد ماوراء 
البحر فأحذت بقايا الكونت الجيد» وتولت أمر دفنهم في كئيسة 


- 172 - 


59196 
الاسبثارية في عكاء وأجرت القداس بحيث يقوم كل فارس بتقديم 
شمعة ودرهم فضة؛ بين] قدم الملك شمعة وديئار ذهبي؛ وكان كل 
الذي جرى تقديمه على حساها الخاص. وعلت الدهشة الا 
عندما وافق الملك على هذاء لأنه لم يعرف حتى ذلك الحين أ نه منح مالا 
إل من ماله الخاص» وهو حين فعل ذلك في هذه المنامسة كان و1 
عن لطفه نحو السيدة. 


ووجدت بين الفرسان الذين جلبهم معه جين دي فانسيان أربعين 
فارساً كانوا من فرسان كونت دي شامبين» وقد أمرت بإعداد قمصان 
ومعاطف من قراش أخضر لهم ليلبسوهاء وأخذتهم إلى الملك. فمثلوا 
أمامهء ورجوته أن يمنحهم عروضاً جيدة حتى يبقوا في خدمته 
وأصغى الملك لما طلبوه» لكنه لم يقل شيئاً جواباً لهم. 

وأخبرني واحد من الفرسان من مستشاري الملك أنني لم أتصر 
ل ع ارس 0 
ا ل ا ا ا 
بأننا رجال شامبين قد خسرنا خمساً وثلاثين ألف فارس» كلهم من حملة 
الأعلام وذلك من بين الفرسان الذي انتموا إلى بلاطناء» ومضيت 
أقول:«والملك لن يصنع حميداً إذا ما أصغى إليك» وهو يرى مدى 
حاجته إلى الفرسان»» وعندما أعهيث كلامي انففجرت ناكا ويتاءطلية 
طلب الملك منى الهدوء؛ وبين أنه سوف يعطى هؤلاء الفرسان كل ما 
سألته» وهكذا استخدمهم الملك حسبا| رغبت» وألحقهم بفرقتي. 

وأعطى الملك الآن جوابه إلى الرسل الذين قدموامن مصرء 
وأخبرهم أنه لن يبرم معاهدة مع الأمراء مالم يقوموا أولاً:بإرسال 
رؤوس جميع المسيحيين التي علقت حول أسوار القاهرة منذ الأيام التي 
أخذ بها كونت دي بار وكونت مونثفورت أسيرين» وثانها: مالم يقوموا 
بتسليم جميع الأطفال الذي أخذوا وهم صغار السن وقاموا بالتخلٍ عن 


- 173 - 


.597 
عقيدتهم» وثالثاً : مالم يعفوه من دفع مائتي ألف ليرة ذهبية» مازال مدان 
بها إليهم. 

وأعاد الملك الرسل المصريين إلى بلادهم يرافقهم الرجل الشجاع 
ل 
لديه للذهاب والقيام بت بتحصين قيسارية» 0 0 قائمة 00 بعد 
أربعين. فرسخا عن عكاغل الطريق إل القندسن: وكان المسلمون قد 
دمروهاء وقد رافق راؤول دي سواسون -- الذي كان قد بقي في عكا 
بسبب مرضه بجلالته في هذه الحملة» ولا أستطيع أن أبين كيف أن 
المسلمين لم يلحقوا بنا الأذى طوال ذلك العامء مالم تكن تلك إرادة 
الرب» وبيدا كان المللك مشغولاً في تحصين قيسارية» عاد الرسل الذين 
كان قد أرسلهم إلى بلاد التتار» وسأروي لكم الآن الأخبار التي 
خليوتها: 


وكنت قل حدثتكم» أنه عندما كان الملك مقيياً في قبرص» قدم إليه 

رسل من عند التثثار وأعطوه و وفه)| أأعهم سوف يساعدونه في 
الاستيلاء على تملكة القدسء وانتزاعها من المسلمين» وعندما أعاد 
الرسل 1 إل الملك بعث بعهن» بومخاطة وييلةه كتصحة مرنعة بلا عل 
أوامره من فماش قرمزيء ولكي يجذب التتار إلى عقيدثنا أمر بصنع 
مجموعة من التماثيل حتى توضع في هذه الكنيسة ممثلة لكل نقطة من 
ديننا أي: بشارة الملاك» والولادة» واحتفال تعميد الرب» ومراحل 
الآلام» وقدوم الروح القدسء وأرسل مع الكنيسة أيضاً كؤوساًء وكتبا 
وكل ما هو ضروري للاحتفال بالقداس.مع اثنين من الرهبان المبشرين 
ليقوما بتراتيل القداس أمام التتار. 


ووصل رسل الملك إلى ميناء أنطاكية» واحتاجوا من هناك مدة سفر 


- 174 - 


- 95951 

سنة كاملة» وكانوا يقطعون كل يوم مسافة عشرة فراسخ؛ وكان هدفهم 
الوصول إلى ملك التنار العظيم» وقد وجدوا كل البلاد التي مروا 
خلالما خحاضعة لهذا الملك» ورأوا كثيراً من المدن هدمها التتار» وأكواماً 
من عظام الرجال الموتى. 

وقد سألوا كيف استطاع التتدار الحصول على مثل هذه السلطة» 
وقتلوا ودمروا أعداداً كبيرة من البشر» وقد أخبر الرسل الملك بأن التتار 
تمكنوا من بلوغ ذلك وفق مايلي: 

لقد جاء التتار بالأصل من سهل رملٍ واسعء لاينبت فيه شيء نافع» 
وكان يوجد في النهاية القصوى لمذا السهل 00 ضخمة وعيفة» 
وكان ذلك على طرف العالى باتجاه الشرق» وقد أكد التتار أن ما من 
إلنتان يكن قطمن اجتيارعمة وفندقيل إنه في داحل هذه الصخور 
محبوس عرق العمالقة من يأجوج ومأجوجء الذين سوف يظهرون قبيل 
'قيام القيامة» عندما يأتي المسيح الدجال لتدمير كل شيء. 

ولقفد عاش شعب التثار على هذا السهل» وكانوا خاضعين 
برسترجون ولشاه فارس(خحوارزم شاه) الذي تاحمت بلاده بلاده. 
وكذلك بلاد عدد من الملوك الكفارء وقد دفعوا (التتار) إلى هؤلاء 
الجزية» وأدوا لهم خدمات كل سنة مقابل السماح لمواشيهم بالرعي؛ وم 
يكن لديهم وسيلة أخرى للعيشء وازدرى برسترجونء وشاه 0 
والملوك الأخرون التتاره حتى أنهم عندما كانوا يجلبون إليهم إيجاراتهم» 
لم يستقبلوهم قط وجهاً لوجه؛ بل أداروا ظهورهم لهم. 

وكان بين التئار رجل عاقل» ارتحل في جميع أرجاء السهل» وتحدث 
إلى الرجال الحكاء الذين عاشوا هناك في عدد من المناطق المختلفة» وقد 
بين لحم حالة العبودية التي كانوا يعانون منهاء وحثهم على إيجاد السبل 
التي يمكنهم بها تحرير أنفسهم من القبود. 


- 175 - 


5915 


ونشط بشكل مؤثر حتى تمكن من حشد التدار كلهم في النهاية 
القصوى للسهلء وذلك قرب بلاد برسترجون. وشرح القضايا لهمء 
وطلبوا منه أن يبين لهم ما الذي يريده» وهم سوف يتولون التنفيذء 
وأخبرهم الرجل الحكيم أنهم لن ينالوا النجاح ما لم يكن لهم ملك يتولى 
حكمهمء ثم أوضح لهم كيف يمكنهم العمل على اختيار ملك وقد 
وافقوا على الأخل بنصيحته. 

وكانت الطريقة التي تبنوها هي التالية: لقد توجب على كل قبيلة من 
القبائل الاثنتين والخمسين قبيلة التي تكونت منها أمتهم؛ جلب سهم 
كتب عليه اسم القبيلة؛ ووافق الشعب جميعاً على وضع هذه الأسهم 
أنه ال إعمر» ختن سنوت والسه اللي كان الال لتق 01 
ل ا ا 
الطفل أحد السهامء أمر الرجال الحكاء بقية القبائل بالانسحاب إلى 
الخلف» وجرى الاتفاق على أن تقوم القبيلة التي سيتم 1 اختيار الملك 
تهاة بالتجاب اثنين وقببين رإجاء عن انشيل رجال الليلة وات رهد 
و ا لا ايه ؛ أحضر كل واحد منهم 
سهنا له نقش عليه اسمه» ثم تم الاتفاق على أن سهم الرجل الذي سوف 
يلتقطه الطفل » سوف يتخذ ملكاً. 

والتقفط الطفل واحداً من الأسهمء وكان السهم هو الذي امتلكه 
الرجل العاقل الذي تولى إرشاد التتاره وفرح الشعب كله. وأطلق كل 
واج متهم للفينه العناة ق التعيار عن بيس وطلب الرجل لمجي 
منهم جميعاً التزام الصمتء وهنا خاطبهم قائلاً:«أيها السادة» إذا ما 
برض أن أخسود متكي ليواي اللي طح اماد والتياء 
أنكم ستنفذون دوماً ما أمركم به» وأقسم الناس جميعاً أن يفعلوا 
كذلك. 


وكانت شرائع الرجل العاقل التي أصدرها لهم تستهدف الحفاظ على 


- 176 - 


-791 - 
السلام بين شعبه. وقد ذهبت إلى: أنه لا يجوز لأحد الاستيلاء على 
حوائج إنسان آخر» وأن لا يضرب إنساناً آخر أو ابنته؛ وإذا فعل ذلك 
تعرض لقطع يده؛ ىا لا يجوز لإنسان معاشرة زوجة إنسان أخخر أو 
ابنتهء وإذا فعل ذلك يفقد يده؛ أو يفقد حتى حياته؛ كما أصدر شرائع 
أخحرى جيدة» من أجل الحفاظ على السلام بين رعاياه. 

وبعدما أرسى قواعد الشريعة والنظام بين التدار قال الملك لمم لأيها 
السادة إن أعظم أعدائنا هو برسترجون, لذلك إنني أمركم جميعاً أن 
تستعدوا للاقلاع بحملة عسكرية عليه غداء وإذا حدث وهزمنا ‏ 
لاسمح الرب بذلك - ليناضل كل إنسان عن نفسه بقدر ما يستطيع؛ 
وإذا حدث من -جانب آخر وهزمناه» أمر بأن يستمر القتل برجاله لمدة 
ثأد نه أيام وثلاث ليال» ولا يجوز لأي إنسان خلال تلك الأيام أن يبادر 
نحو الاستيلاء على أي أسلاب أو وضع يده عليهاء بل المتسوجب 
إنشغال كل إنسان بقتل أعدائه» وبعدما نضمن انتصارناء سوف أوزع 
الغنائم فيه| بينكم بعدل وبإخسلاص بحيث يبقى كل واحد فيكم 
راضياً»» ولاقى هذا الاقتراح قبولاً عاما. 

وهاجم التثار ف اليوم التالي أعداءهم؛ وقفضى الرب طم ببزيمتهم» 
وأعملوا السيف بكل الذين وجدوهم حاملين للسلاح وقادرين على 
الدفاع عن أنفسهم وقتلوهم؛ غير أمهم وفروا حياة الذين وجدوهم 
يعيشون في البيوت الدينية؛ والكهنة والرهبان سواءء؛ ووضع الئاس 
الذين هم من بلاد برسترجونء وم يشاركوا بالحرب» أنفسهم تحت 
حكم التتاره وصاروا رعايا لهم. 

واحتفى أمير من القبائل التى قدمت ذكرها لمدة ثلائة أشهر» وما من 
أحد سمع أية أخبار عنهه ولدى رجعته ل يشعر لا بالجوع ولا بالعطش» 
اد مكث يعيند] لدة لا تزيد عن ليلة واحدة إلى أبعد الحدود» 
وكانت الأخبار التى جلبها معه أنه مضى إلى قمة رابية عالية جداً 


1477م 


! 
غ595 - 

حيث وصل إلى عدد كبير جداً من الناس» وكانوا من أجمل المخلوقات 
التي رآها قط وقد ارتدوا ثياباً ثمينة» وتزينوا بأبهى زينة» ورأى الطرف 
الأقصى من الرابية ملكا وكان وجلا وسيا جداء واميئ من القية-وقل 
ارتدى ثياباً أثمن وأعلى زيئة» وجلس هذا الملك فوق عرش من ذهب» 
وجلس على يمينه ستة ملوك آخرين» وكلهم ارتدوا تيجاناً تتلألاً بشعإع 
الأحجار الكريمة» وجلس عن يساره العدد نفسه من الملوك» وركعتث 
. على مقربة منهء وقليلاً باتجاه اليمين» ملكة عزمت على التوسل له 
ليبعطف على شعبهاء وركع على يساره رجل متفوق الجوال» له جناحان 
يتألقان مثل الشمسء ووقف حول الملك جمع من الناس الجميلٍ الطلعة 
وكانوا كلهم مجنحين. 

واستدعى الملك الأمير إليه وقال:«لقد قدمثت من جيش التثار»؟. 
فأجابه الأمبر:«هذا صحيح» ياصاحب الجلالة»» لم قال الملك 
له:«عليك أن تذهب إلى ملكك وأن تخبره كيف رأيتني» أنا الذي مولى 
السموات والأرض» وعليك أن تخبره أن عليه تقديم الشكر لي؛ اولض 
منحته النصر على برسترجون وعلى شعبه» وقل له على لسانيء بأنني قد 
أعطيته القدرة على أن يجعل الأرض خاضعة لها» وسأل الأمين :«لكن 
ياصاحب الجلالة» كيف يمكنني أن أجعله يصدقني»؟ 

فأجابه:«سوف تجعله يصدقك بهذه العلامات: إنك ستذهب 
وستقاتل شاه فارس بوساطة ثلاثائة رجل» بدون زيادة» وبذلك سوف 
ا ل ل ا ا 
أمنحك النصر على هذا الملك» الذي سوف يزحف ضدك مع أكثر من 
الال آلاف مقادل. لكن غلك قثن أن تذهب إن جرب الشاء أنا تطل 
من ملكك أن يمنحك السلطة على جميع الكهنة والرهبان الذين أسرهم 
في المعركة الأخيرة» ويتوجب عليك وعلى شعبك الإصغاء إليهم» وأن 
تتمسكوا بشدة وأن تؤمنوا با سيعلموكم إياه»» فقال الأمير:اياصاحب 


- 178 - 


98156آا- 

الحلالة. لايمكنني أن أجد طريق العودة ما م تعطيني دليلاً). 

والتفت الملك نحو حشد كبير من الفرسان» وكانوا جميعاً مسلحين 
ومجهزين بشكل رائع» واستدعى واحداً منهم بقوله:«تعال إلى هنا يا 
جورج)ء وتقدم الفارس وركع أمامه» ثم قال الملك له:«ابض» وقد 
هذا الرجل سليا ومعافى إلى خيمته» فنفل هذا الفارس الأمر في صباح 
يوم عند انبلاج الفجر. 

وما أن رأى شعب الأمير أميرهم حتى شعروا هم وبقية الجيش 
بالسرور وأظهروا ببجة عظيمة لايمكن وصفها بالكلام» وطلب من 
الملك العظيم أن يعطبه الكهنة» واستجاب الملك لطلبه. وتأثر هو 
وشعبه كثيراً بتعاليم الكهنة» حتى أنهم تعمدوا جميعاًء واختار الأمير بعد 
هذا ثلاثائة رجل مسلحء وأمرهم بأن يقوموا بالاعتراف. وأن يستعدوا 
للقتال» ثم مضى وحارب ضد شاه فارس» ولقد هزموه» وطردوه من 
مملكته» ولهذا هربء وتابع فراره حتى لجأ إلى القدس(فهذا الشاه نفسه 
كان الرجل الذي هزم شعبئاء وأسر الكونت غوتيير دي بريين» وذلك 
حسب| سأخبركم فيه| بعد). 

وكان تعداد الشعب الذي خضع لحكم هذا الأمير المسيحي كثيراً 
جداًء فقد أخبرنا الرسل بوجود ثماناثة ببيعة موضوعة فوق عربات في 
معسكره. 

وكانت طريقة التتدار بالعيش أنهم لم يأكلوا خبزاً قط بل كانوا 
يتقوتون على اللحم والحليب فقط» وكانت أفضل أنواع اللحوم لدهم 
هي لحوم الخيل التي كانوا ينقعونها بالملح» ثم يدعوها بعد ذلك نجف 
إلى درجة يمكنهم بها تقطيعها مثلم| يقطع الإنسان الخبز الأسودء وكان 
شرابهم المفضلء وهو بالوقت نفسه الشراب الأقوى» هو حليب إناث 
الخيل» وجاء في إحدى المناسبات فرس محمل بحمل من الطحين من 


- 179 - 


د تا اعد 
مسافة رحلة ثلاثة أشهرء وقد قدم هدية إلى ملك التتار العظيم؛ و 
أعطى بدوره هذه البضاعة إلى رسل الملك. 
وبالإضافة إلى المسيحيين الذين أتيث على ذكرهم؛ هناك أيضاً أناس 
يتبعون ديانة أخرىء فهناك بين التثار عدد كبير من الناس المرتبطين 
بالكنيسة الإغريقية» وكان كلما رغب التثار في شن الحرب ضد 
المسلمين» كانوا يبعثون بهؤلاء المسيحيين للقتال ضدهم» وكانوأ من 
2 يستخدمون المسلمين في أي حرب ضد المسبحيين» وكان من 
مهم اصطحاب النساء اللائي بلا أولاد من جميع الطبقات مع الجيش 
في و الحملاتءوكانوا يدفعون لمن الأجر نفسه الذي يدفعونه إلى 
الرجال» وذلك حسب قواهن وشجاعتهن. 
وأخيرنا رسل الملك أن النساء والرجال من الجند كانوا يتناولون 
0 اف عدت ان الب سور ا 
يتجرأ الرجال -- طاعة منهم للشريعة التي أصدرها ملكهم الأول س 
على المخامرة بإقامة اتصالات مع النساء. 


وأكل الناس لحوم كل أنواع البهائم التي كانت تموت في معسكرهم» 
وكانية السسوة اللائي لديهن أطفال يقمن برعاية الأولاد وحفظهم من 
الأذى. وتجهيز الطعام للرجال الذين يذهبون إلى القتال» وكان الجند 
يضعرة اللمجوم غين الطبوخةابين سروح بوم وأطراف معاطفهم؛ 
وعندما يكون الدم قد خرج تماماً من اللحم يأكلون هذا اللحم كما هو 
نيئه والذي لا يمكنهم أكله في تلك الساعة؛ كانوا يرمونه في حقائب 
من الجلد» وعندما كانوا يشعرون باجو .ع كانوا يفتحون حقائبهم» 
ويأكلون القطع الأقدم دوماء ا 0 
وكان من رجال شاه فارسء كان يتولى حراستنا في أثناء أسرناء رأيته 
يفتح حقيبته» وعندما كان يفعل ذلك كنا نمسك أنوفنا بأيدينا لنسدهاء 
لأننا كنا غير قادرين على شم رائحة النتن التي صدرت عنها. 


- 180 - 


-59510/- 

ودعوني أعود الآن إلى سياق الرواية التى أنا بصددهاء كيف أن ملك 
التدار العظيم؛ قام بعدما استقبل سفراء ملكناء وتلقى هداياهء فجمع 
عدداً من الحكام الذين لم يكونوا قد دخلوا في طاعته» وذلك بعدما 
أعطاهم الأمان» وعندما قدموا أمر بنصب البيعة الجديدة ليراها الجميع» 
د ا ا ا 0 
ووضع نفسه تحت طاعتناء ويمكنكم أن تروا هنا الجزية اتتي أرسليها 
لناء وإذا لم تخضعوا بأنفسكم لنا سوف أرسل إلِيه ليقوم بتدميركم)» 
وهنا قام عدد كبير منهم لخوفهم من ملك فرنسا بالمخضوع إلى ملك 
التثار. 

وعندما عاد سفراء الملك» جاء بصحبتهم سفراء أخر من عند ملك 
التنار وقد جلبوا معهم رسالة إلى ملكنا جاء فيها:«السلام 0 
أذ أرضا تعيش بسلام يمكن ان يدب فيها على الأريمة لشي إل 
الحقول للرعي؛ دون أن يزعجهم أحدء ويمكن في الوقت نفسه للذين 
يسيرون على اثنتين أن يتولوا فلاحة الأرض التي تخرج منها جميع 
الأشياء الجيدة - بأمان كامل» ونحن إذ نخبركم بهذاء نفعل ذلك عن 
طريق التحذير والإنذار» لأنك لن تعرف السلم ما لم تكن بسلام معناء 
فقد ثار برسثر جون ضدنا » وكذلك فعل كذا وكذا من الملوك -- 
وقام هنا بذكر أسماء عدد كبير -- وقد جعلناهم جميعاً طعمة للسيف» 
ولهذا ننصحك بأن تبعث إلينا بكمية كافية من أموالك سنويآء لتدفع 
إلينا حتى نبقى أصدقاء لك» وإذا ما رفضت فعل هذا سوف ندمرك» 
مثلما دمرنا الملوك الذين أتينا على ذكر أسمائهم»» ويمكن أن أؤكد لكم 
بأن ملكنا قد أسف بمرارة لأنه قام بإرسال رسله إلى ملك التثار 


العظيم. 


-181 - 


-159158- 


إقامة في قبساربة 
آذار ١ه١١-‏ أيار 'اه١٠|‏ 


ولسوف ألتقط الآن المسار الأساسي لروايتي ثانية» ومن ثم 00 
أنه عندما كان الملك يقوم بتحصين فيسارية» جاء رجل اسمه ألينارد 
310مواثم وكان نبيلاً من سننغان 56023150817 إلى معسكرناء 
وأخبرنا بأنه بنى سفيتته في مملكة النروج القائمة في نباية الدنياء باتجاه 
الغرب» وقام في أثناء رحلته من أجل رؤية الملك بالإبحار حول ساحل 
إسبانياء ومرٌ من خلال مضائق المغرب» وواجه حاوف عظيمة قبل ان 
يصل إلى قيسارية» وقد احتفظ به الملك وأدخله في حدمته وذلك 
اا ا ال د 
في الصيف إلى حد أ: نك ترى كل مساء ضوء النهار الراحل يتداخل مع 
فجر النهار المقبل. 

وانطلق هو ورجاله لاصطياد الأسود» وقد أمسكوا عدداً منها بعد ما 
خاطروا بأنفسهم مخاطرة عظيمة, لأ: نهم عندما كانوا يتقدمون لرمي هذه 
الحيوانات» كانوا جزل ابوس لعل أت مرعة مكل وما أن 
يفقدوا نشابهم حتى كانت الأسود تثب عليهم؛ وتمسك بأحدهم 
وتفترسه لولا أن يلفي من يذه قطعة من القياشس الباليء بحيث يقفز 
الأسد عليها ويمزقها ويلتهمهاء ظاناً أنه قد امك بانسان». وفينا الأسد 
يتولى تمزيق قطعة القماش» يقوم صياد آخر بالتقدم نحوه والرماية عليه» 
وهنا يقوم الأسد بترك عملية تمزيق قطعة القماش» ويمضي ضد عدوه 
الجديد» ويبادر هذا بدوره إلى إلقاء قطعة أخحرى من القماش» فيقوم 
الأسد بالقفز عليها بدون تأخير» ويتمكنون بهذه الطريقة من قتل 


- 182 - 


-91998؟ - 
الحيوان بأسهمهم. 

وبين) كان الملك لويس مايزال مشغولاً في قيسارية» قدم فيليب دي 
توسي لءناه7 للالتحاق بد ودعاه الملك بابن العم» لأنة الجحدر من 
أحت للملك فيليب ملك فرنساء كانت قد تزوجت من امبراطور 
القسطنطينية» وقد استبقاه الملك في خدمته لمدة سئة مع تسعة من 
فرسانه» فقد غادر بعد ذلك وعاد إلى القسطنطينية» التي كان قد جاء 
منها. 

وقد أخبر الملك بأن امبراطور القسطنطينية والنبلاء في تلك المدينة قد 
تحالفوا مع شعب يعرف باسم الكومان» وذلك لكي ينالوا دعم هذا 
الشعب ضد فاثاسيز 1/218085؛ امبراطور الاغريق. 

ولكى يتوثقوا من أن كل فئة سوف تساعد الفئة الأخرى باخلاص»؛ 
خضع امبراطور القسطنطينية والنبلاء الذين كانوا برفقته إلى عملية 
استخراج بعض الدم من كل منهم؛ ووضعوا دماءهم في طشت كبير 
من الفضة.» وفعل ملك الكومان والنبلاء الذين كانوا معه. بدورهم 
الشيء نفسه) ومزجوا دماءهم مع دماء شعبئنا» وبعل إضافة الماع والنبيل 
إلى ذلك المزيج شرب رجال الفئتان من الطشتء وبناء عليه أعلنوا عن 
أنفسهم أخوة بالدم؛ ثم جعلوا كلبا يعدو بين شعبنا وبين الكومان» 
وامهال الطرفان عليه ضرباً فقطعوه إلى مزق بسيوفهم» وتعهدوا 
بالوقت نفسه أن الذي سيتخلى عن الطرف الآخر في هذا التحالف» 
سيمزق إلى مزق بالطريقة نفسها. 

وحدثنا فيليب دي توسى أيضاً عن أعجب مشهد رآه عندما كان في 
معسكر الكومان» فقد توفي فارس من مرتبة عالية جداً بينهم» فأمروا 
بحفر قبر عميق جداً وواسع في باطن الأرض» ووضعوا في هذا القبر 
الفارس» وقد ألبسوه ثيايا فاخرة جداًء وأقعدوه على كرسي» ثم أنزلوا 


- 183 


5910 
إلى القبر أفضل فرس كان لديهء وكذلك أحسن سيرجندي بين رجاله» 
وهما أحياء» وكانواء على كل حال قبل أن يضعوا السيرجندي في القبرء 
قد قام هذا باستئذان ملك الكومان مع السادة الآخرين» وفي الوقت 
الذي كان يودعهم. قام كل واحد من هؤلام السادة بوضع كميات 
كبيرة من الذهب والفضة في ملحفته قائلاً له: «عندما سآن إلى العالم 
الآخره سوف ترد لي ما أودعتك إياه الآن»؛ ويجيبه السيرجندي: «هذا 
قافا فجلة يكل مرور): 

0 الكبير باعطاء السيرجندي رسالة موجهة إلى 
أول ملوكهمء احرواها انعا رجز اساي عند عاو عد ااا 
وخدم سيده خحدمة حسنة» وبذلك استحق عن جدارة المكافأة» وبعد 
هذا جرى ى إنزال هذا السيرجندي إل القبر ليكون مع مولاه» ومع 
الفرس الحيء وإثر هذا قاموا بسدّ فتحة القبر بإلقاء ألواح من الخشب 
متلاصقة فوقه» وسعى في الوقت نفسه جميع رجال الجيش للحصول 
على الصخور والأتربة» وقبل ذهابهم إلى النوم في تلك الليلة. كانوا قد 
رفعوا فوق القبر رابية كبيرة» لتكون أ ذكرى لمن دفنوهم كا وصفنا. 

وذهبت في أحد الأيام» عندما كان الملك في قيسارية إلى دؤيشه و 
محلاته» فوجدته يتحدث إلى النائب البابوي» وما أن رآني أدخل إلى 
حجرته حتى قام وأوقفني جانباً ليتحدث إل حيث قال: الإنك تعلم 
أنني احتفظت بك في خدمتي حتى عيد الفصحء وبناء عليه أخبرني من 
فضلك ما الذي يمكنني دفعه إليك لوبقائك معي مدة سنة بعد ذلك 
التاريخ»» فأخيرته أنني لاأريد منه أن يعطيني المزيد من ماله قشر ها 
دفعه. غير أنني أود أن أبرم معه صفقة أخرى. 

فقلت له بعد هذا: «با أنك تغضب عندما يوجه إليك طلب أي 
شىء» أريد أن أعقد إتفاقاً معك, أنني إذا ما تقدمت لك بأي طلب 
خلال ذلك العام» لن تظهر أي غضبء وفي الوقث نفسه إذا ما رفضت 


- 184 - 


-81؟؟- 
طلبي؛ إنني من جانبي لن أغضب أيضاً». 

ولدى سباع الملك لهذا الكلام انفجر ضاحكاًء وقال إنه سيحتفظ بي 
بخدمته وفقا لهذه الشروطء ثم أخذني من يديء واقتادنٍ نحو النائب 
البابوي» ونحو مستشاريه» وحدثهم عن الصفقة التي أبرمناهاء وكانوا 
مسروين لسماع ذلك؛ لأنني كنت أعلى الرجال مرتبة في الجيش» 
وأكثرهم نفوذا فيه. 

ولسوف أخبركم الآن كيف خططت لحياتي ونظمتها أثناء السنوات 
الأربع التي بقيت فيها في بلاد مارواء البحرء بعد عودة أخوي الملك إلى 
فرنسا: فلقد كان لدي قسيسين توليا القراءة لي طوال ساعاتي» فأحدهما 
كان يقوم بتلاوة القداس لي منذ بزوغ الفجرء وكان الآخر ينتظر حتى 
يستيقظ فرساني المرتبطين بفرقتي» وكنت بعدما أفرغ من ساع القداس 
أذهب إلى رؤية الملك؛ فإذا ما رغب بالخروج راكباًء كنت أرافقه 
وحدث في بعض الأحيان وصول رسل لرؤيته. وعلى هذا كانت لدينا 
أعمال كثيرة لانجازها في أثناء الصباح. 

وكان فراشى موضوجاً في سرادقي بطريقة يستحيل فيها على أحد 
الدخول إليه دون أن يراني أنا متمدد هناك» وقد فعلت ذلك لأحول 
دون أي انسان بظن السوء بي فيا يتعلق بالنساء» وقمت كل سنة في يوم 
عيد القديس ريميوس 5لاأوأ1586) -١(‏ تشرين أول) بشراء 
خنازير للىء حظائريء ومواشى أيضاً من أجل حظائري» وكذلك ما 
يكفى من الطحين والنبيدذ لإبقاء محلاتي مونة طوال الشتاء» وقد فعلت 
هذا بحكم أن المواصلات تصبح في الشتاء غير مؤكدة وليست مثلها في 
الصيفء وبذلك تكون المؤن أغلى سعرا وأقل وجودا. 


واعتدت على شراء مائة برميل من النبيذ» وكنا شرب الأفضل أولاً» 
وكلت أمزج الخمرة بالماء وأقدمها لخدمي» وأعطي الثيء نفسه إلى 


- 185 


م“ 


أنباعي» لكن بنسبة أقل من الماء» وكان يوضع على مائدتي دنا كبيراً من 
الخمرة وقارورة ماء» وذلك أمام كل واحد من الفرسان حتى يتمكن 
من مزج شرابه حسب| يرغب. 

وأعطاني الملك حمسين فارساً للخدمة في فرفتي» وكان يصاحبني في 
كل وجبة طعام عشرة من هؤلاء يجلسون | إلى سماطي وذلك بالاضافة 
إلى فرساني العشرة» وكانوا يأكلوث تبعاً لعادات تلك البلاد بمواجهة 
بعضهم بعضاًء بحيث كانوا يجلسون على حصر على الأرض» وفي كل 
مرة كانت تصدر فيها الدعوة إلى السلاح» كنت أجيب الدعوة فيها 
بارسال أربعة وخمسين من فرساني» وكان هؤلاء يعرفون بقادة 
العشراوات» لأن كل واحد منهم كان يثولى إمرة عشرة رجالء وكنا كلما 
خرجنا مسلحين. كنت أقدم وجبة طعام في محلاتي لمؤلاء الفرسان لدى 
عودتهم؛ واعندث خلال جميع الأعياد السنوية على دعوة القادة 
الرئيسيين في اليش لتناول الطعام معي» حتى أن الملك كان في بعض 
الأحيان يستعير بعضاً من ضيوفي. 


ولسوف أحدثكم الآن عما شهدته في ميدان العدالة وإدارتها وعن 
اصدار الأحكام في قيسارية» في الوقت الذي كان الملك مقيرا فيه هناك» 
وسأذكر أولاً وقبل كل شيء قضية فارس ألقي القبض عليه وهو في 
بيت للعاهرات: وكان أمامه تبعاً لعادات البلاد واحداً من خيارين: إما 
أن يقاد في أرجاء الممسكر من قبل العاهرة وعولابس لقميص: ومربوط 
بشكل مذل بحبل؛ أو أن يسلم فرسه وسلاحه حتى يطرد من البيشء 
وأعطى الفارس فرسه وسلاحه إلى الملك وغادر المعسكر» وذهبت إلى 
صاحب الحلالة وسألته أن يعطيني الفرس اليستخدمه تابع فقير في 
الجيش» فأجابني بأن هذا ليس طلباً منطقياً» بها أن الفرس مايزال 
يساوي مبلغ ثانين ليرة ذهبية» فقلت له: «الآن خرقت الاتفاق الذي 
عقاته معي») لأنك أبديت غضبك نحوي لتقديمي هذا الطلب»» 


- 186 - 


9 

فأجابني وهو يضحك من قلبه: « قل ماتريده» أنا لست غاضباً منك». 
ومهما يكن الحال» لم أستطع الحصول على الفرس لإعطائه للتابع الفقير. 

وكانت القضية الثانية هي التالية: بينها كان فرسان من فرفتي يقومون 
بصيد حيوان وحشى اسمه الغزال؛ انقض بعض الاسبتارية عليهم؛ 
ودافعوهم وأبعدوهيء ولهذا شكوت إلى مقدم الاسبتارية» فأجاب بأنه 
سوف ينصفنيء وفقا لعادات الأرض المقدسة؛ باصداره الأوامر إلى 
الاسبثارية الذي اقترفوا هذا الاعتداء؛ بالأكل وهم جالسين فوق 
أرديتهم حتى يأني الوقت الذي يقوم فيه المعندى عليهم بالطلب بأن 
يقوموا. 

وتصرف المقدم معهم حسبم| وعد وعندما رأينا أنهم أمضوا مدة 
' وهم يأكلون جلوساً على أرديتهم» ذهبث إلى المقدم» فوجدته يتناول 
الطعام» فرجوته أن يخبر هؤلاء الرجال بالقيام» وعمل الفرسان الذين 
تعرضوا للعدوان الطلب نفسه. فأجاب المقدم بأنه لن يفعل فلا من 
هذا القبيل» ذلك أنه لن يسمح لأعضاء من طائفته بإساءة السلوك نحو 
الذين قدموا حجاجاً إلى الأرض المقدسة. 

وعندما سمعت هذا جلست على الأرض مع الاسبتارية؛ وبدأت 
آكل معهم؛ وأخبرت المقدم أنني لن أمهض حتى ينهضون؛ فأخبرني 
بأنني أرغمه على مالايجب, واستجاب لطلبيء ثم إنه دعاني والفرسان 
الذين كانوا معي لتناول الطعام على مائدته» في حين ذهب الاسبتارية 
للالتحاق برفاقهم على مائدة أخرى. 

وكان الحكم الثالث الذي رأيت تنفيذه في قبسارية هو هذا: قام 
واحد من سي رجندية الملك» واسمه لى غولو ناال01) بدفع واحد من 
فرسان فرقتي بيده؛ فذهبت إلى الملك واشتكيت إليه؛ فأخبرني أن من 
المستحسن اهمال المسألة» طالما أن الذي فعله السيرجندي هو مجرد دفع 


-187- 


991184 


فارسي؛ فأخبرتالملك بأنني لن أسحب شكوايء وإذا لم ينصفني 
سوف أترك خدمته» مادام سيرجنديته مسموح لهم بدفع فرساني. 

وبناء عليه قام الملك بانصافي وفقاً لعادات البلادء وذلك بالطريقة 
التالية: جاء السيرجندي إلى معسكري وهو حافي القدمين يرتدي قميصه 
وسراويله فقط» وسبفه مجرد بيده» وركع أمام الفارس الذي اعتدى 
عليه. وأمسك سيفه من ذبابه وقدمه إلى الفارس ليأخذه من مقبضه. 
وقال: «قدمث ياسيدي لانصافك» لأنني دفعتك بيدي» وجلبت إليك 
هذا السيف حتى تكون قادراً على قطع يدي هذه من الرسغ» | إذا كان 
يرضيك أن تفعل ذلك »» وسألت الفارس أن يغفر له ذنبه» وقد وافق 
على ذلك. 

وكانت العقوبة الرابعة التي نفذت كا يلي: قام مقدم الداوية بإرسال 
الراهب هوغودي جوي لالاهله الذي كان مارش ال الداوية إلى 
سلطان دمشق للتباحث حول اتفاقية تتعلق بقطعة كبيرة من الأرض» 
كانت بيد الداوية» لكن سلطان دمشق رغب باقتسامهاء بأن يأخذ هو 
نصفهاء ويأخذ الداوية النصف الآخرء وأبرمت الاتفاقية وفقاً لهذه 
القاعدة» وبات تنفيذها متعلقاً بموافقة الملك» وجلب الراهب هوغو 
معه أميراً أرسله سلطان دمشقء مع وثيقة للتصديق على أن الاتفاق قد 
نفذ ى) ينبغي. 

وعلى كل حال» عندما أخبر مقدم الداوية الملك بماتم صنعه؛ اندهش 
جلالته كثيرأء وقال له بأنه قد تجاوزه وتخطاه بالتباحث حول مثل هذه 
الاتفاقية دون التشاور معه أولآ وأخيره الملك أنه لابد من القيام 
باصلاح ماء وكانت الاجراءات التي تمت كا يلي: أمر الملك برفع 
أجنحة ثلاثة من سرادقاته» وسمح لجميع المراتب الدنيا من الجيش؛ 
بالقدوم لرؤية الذي كان يحدث. وسار مقدم الداوية وفرسائه جميعا 
حفاة الأقدام مباشرة في قلب المعسكر لأن محلاتهم كانت خارجه 


- 188 - 


ه991 


وجعل الللئه تقلم الذارية, ورضنول السلطاة مجلسان أمامه» ثم توجه 
بالمخطاب بصوت مرتفع إلى المقدم وقال: «أبها المقدم عليك أن تبلغ 
رسول السلطان باعتذارك وانسحابك من أي معاهدة أبرمتها مع سيذه 
من دون الرجوع | إن أولآ» وعليك أن تضيف أنه با با أنك ل تمعشرفي» 
نإنك تعد التلطان:ق حل من الاتفتاق الذي اغتتة معلق: وأن تسلمه 
جميع الوثائق ذات العلاقة وتعيدها إليه)» وبناء عليه تناول مقدم الداوية 
0 ثبقة المكتوبة» وناوها إلى الأمير وهو يقول: 0 أعيد إليك الانفاق 
الذي عقدته معك خطأء وإنني أعبر عن أسفي لقيامي بذلك». 
ال الآخرين النهوضء وقد نفذوا 
لك؛ ثم قال جلالته للمقدم: «اركع الآن أمامي وكفر عن ذنبك 
ا هكذا بالسلطان ضد إرادتي») فركع المقدم. ٠‏ وقدم طرف عباءته 
ل لل 
يأخذ منه كل تعويض يقرره» وقال الملك: 120 ننى أعلن أولا وجوت 
نفي الرامب هوغعو من 0 هذه 
الاثفاقية»). وم يستطع مقد م الداوية (الذي كان مع الملك اشبين كونت 
دي ألتكون 0 2 المولود في قلعة الحجاج) ولا حتى الملكة, 
ولاأي انسان آخر أن يفعل شيئاً لصالح الراهب هوغرء أو انقاذه من 
مغادرة الأرض المقفدسة ومملكة القدس. 


- 189 - 


1 


الفصل ا خامس عشر 
حملة إلى يافا 
أبار ١ه -١1١‏ حزيران “٠ه‏ "| 


في الوقت الذي كان الملك فيه يقوم بتحصين مدينئة قيسارية» عاد 
رسله من مصرء جالبين معهم معاهدة قد كتبت وفقاً لشروط جلالته 
التى جرى وصفها من قبل» وقضت بين الملك وبين الأمراءء أنه 
سيذهب في يوم محدد إلى يافاء وفي الوقت نفسه تعهدوا أن يكونوا في 
اليوم نفسه في غزة» وذلك وفاء للأيان التي حلفوهاء وذلك من أجل 
وضع ملكة التنمن بين زليه وأقسم الملك مع جميع الرجال القياديين 
في جيشه على مراعاة شروط المعاهدة» حسبا نقلت إليهم من قبل 
الرسل» وكان معنى هذا ا وي ا اي 
00 الأمراء ضد سلطان دمشق 


اناعل, هلا السلا اها د اورقا ع لزي 
ل إلى غزة» | إلى 
حيث وصل الجيش من مصرء وقد فعل هذا لأنه كان مدركاً تمام 
الادراك أن هذه القوات إذا ما استطاعت الالتحاق بنا فذلك قد يعني 
مساوق مع هذا لم يلغ الملك خططه بالزحف إلى يافاء وعندما سمع 
كونت يايندو اطق يعمل في سبيل جعل قت تبد في وح 
قادرة فيه على الصمود في وجه هجوم ماء ووضع أ مام كل فتحة من 
فتحات الشرافات- وكان هناك منها حمسائة- ترسأ ورنكاء وريشة 
صعغيرة» وكان هذا من أجمل المناظر الذي تود العيون أن تراهاء» لأن 
رنوكه كانت من الذهبء أو مزينة بصلبب مخطط بسخطوط صغيرة. 
وقد عسكرنا في الحقول حول القلعة. القائمة على طرف البحرء 


- 190 - 


-/5997 - 
والممتدة من الطرفين إلى الشاطىء» وبدأ الملك على الفور ببناء تحصينات 
جديدة حول القلعة القديمة وتمتد باتجاه البسار وبإتجاه البمين حتى 
البحرء وغالباً مارأيت جلالته يحمل زبيلاً مليئاً بالطين من أجل 

الخنادق» حتى ينال الغفران المرنجى. 

وأخفق الأمر اء المصريون بالحفاظ على إتفاقيتهم ا بناء ذلك 
أنهم لم ينجرأوا على القدوم إلى غزة بسبب أن عساكر دمشق مشق كانت 
هناك» ومن جانب آخر وفوا بعهدهم المقطوع معنا فبعثوا إلينا برؤوس 
جنيع المسيحيين التي كانت معلقة على أسوار قلعة القاهرة منذ أيام أسر 
كونت دي بار» وكونت دي مونتفورت» ودفن جلالته هؤلاء في أرض 
طاهرة» ىا أرسلوا | إلينا الأطفال الذين أخذوهم غتدما جرى آسر 
ل 
عن عقيد :بم وبالإضافة إلى هؤلاء بعثوا إلى جلالته فيلآً» تولى شحنه 
٠ 0‏ 

وبينا كنا معسكرين في يافاء جاء أمير من جانب سلطان دمشق» 
ليقوم بحصد القمح في قرية وقعت على مسافة ثلاثة فراسخ عن 
معسكرناء وقد توافقئا على المضي لمحاربته غير أنه ما أن رآنا حنى 
هرب وفي أثناء فراره شرع تابع صغير من أسرة جيدة بمطاردته» وقد 
كن مق | إلقاء اثنين من فرسانه أرضاً دون أن يكسر رمه ثم سدد 
طعنة قوية نحو الأمير نفسه وقد بلغت من الشدة حداً أن الرمح 
انكسر في جسد الأمير. 

ووصل الآن رسل من الأمراء المصريين للالتماس من الملك أن يعين 
يوماً يمكن فيه لقاد: تهم القدوم لرؤيته» وقد وعدوا بالقدوم من دون 
اخقاقه وذرر الللك أن لأبرفدن طلهي وخدد يوماً في .وقد تجهدوا 

بالأيهان أن يكونوا في ذلك البوم في غزة. 


-191:- 


-9174- 


وعندما كنا نننظر حلول يوم الاجتماع مع الأمراء المصريين» جاء 
الكونت دي إيو لات الذي كان وقتها بمرتبة تابع» إلى المعسكرء وأحضر 
معه الفارس الجيد أرنول دي غوين 7©5ألا©» وأخويه» وسبعة 
أشخاص آخرين » وقد بقي في خدمة الملك» وقد جرت ترفيته إلى مرتبة 
فارس من قبل الملك. 

وفي حوالي الوقت نفسه عاد أمبر أنطاكية إلى المعسكر مع الأميرة أمهء 
وقدم الملك له تشريفاً كبيرء ونصبه فارساً وسط حفل عظيم» وكان 
الأمير آنذاك في السادسة عشرة من عمره » لكنني لم أر قط شاباً بمثل 
هذا الذكاءء وقد طلب من الملك أن يمثل بحضرته ويجتمع به بحضور 
أمه» وعندما أعطى الملك موافقته تحدث كا يلى وقال: «تعلمون 
ياصاحب الخلالة بدون شك فيقة حقيقة أن أمي سوف تبقى الوصي 
الشرعي علي لمدة أربعة أعوام مقبلة» وعلى كل حال؛ لايحق لها ياسيدي 
أن تدع بلادي للإهمال وللضياع. وأقول هذا لك ياسيدي لأن مديئة 
أنطاكية قد خحريبث على يديباء ولهذا أنوسل | إلى جلالتك لتطلب منها 
إعطا شي المال والرجال حتى يمكنني الذهاب للحاية شعبي في تلك 
0 أقدم لهم العون الذي هم ببحاجة إليه وفي الحقيقة 
. ياسيدي هذا هو السبيل الصحيح الذي عليها الالتزام به» لأنني إذا ما 
بقبت في طرابلس ستكون هناك حاجة لنفقات عظيمة؛ ولسوف يكون 
ذلك الانفاق لا لشيء وبدون جدوى. 

وأصغى الملك بتعاطف إلى مطلب الشابء وبذل جهد طاقته لاقناع 
أمه لتعطي ابنها القدر الذي يمكن استخراجه منهاء وفور تركه الملك 
ذهب الأمير إلى انطاكية حيث رحب بقدومه خب تزحث» وكام 
بموافقة من الملك فوضع رنوكه التي كانت مذهبة مع رنوك فرنساء لأن 
الملك قد نصبه فارسا. 

وقدم مع الأمير من أرمينيا العظمى ثلاثة مغنين» وكانوا أخوة. 


- 192 - 


-5916- 


وكانوا ذاهبين إلى القدس للحج.» وكان معهم ثلاثة أبواق قد صنعت 
بقة أن الصوت كان يصدر من ناحية وجوههمء وعندما شرعوا 

يلود يم» كان اكاك القول أذ الصوت اوت يعات حار 
من بركة» وقد قدموا موسيقى جميلة ولطيفة وكانت رائعة أن تسمعهاء 
وقام هؤلاء الرجال الثلاثة ثة بحركاث فز بالفضاء مدهشف وعندما 
وضعت حصيرة تحت أقدامهم نفذوا قفزات بهلوانية من وضعهم القائم 
وانتهوا وأقدامهم مرة أخرى فوق الحصير» ركان اكات لبان متهم 
القيام بقفزات بيلوانية في الفضاء نحو 0 
الشىء نفسه أيضاًء وعندما كان يطلب منه الدوران بالفضاء ورأسه 00 
الأمام» كان يرسم علامة الصليب على نفسه لأنه كان خائفاً من أن 
تندق عنقه وهو يدور. 

والآن با أنه نه عمل طيب أن لاتنسى ذكر غوثئيير كونت دي بريين» 
وكذلك كونت يافاء سوف أتحدث عنه هاهناء فهو قد ولي أمر يافا 
لسنوات عديدة» ودافع عنها بشجاعة وبأعبال نشيطة» وعاش معظم 
وقته على ماكان يربحه من المسلمين ومن أعداء الدين الآخرين» وهكذا 
حدث مرة أنه هزم جمعاً غفيراً من المسلمين كانوا ينقلون كميات هائلة 

من الحرير ومن الثياب المذهبة. واستولى على جميع بضائعهم؛ ثم قام 
بعدما جلب الأسلاب الى يافا بتوزيع كل شيء بين فرسانه؛ ولم يترك 
لنفسه شيئاء وكان من عادته؛ أن يقوم بعد توديعه لفرسانه» بحصر نفسه 
في بيعته» وإمضاء وقت طويل بالصلاة ة هناك قبل الذهاب ليلاً إلى النوم 
مع زوجته» وكانت سيدة حكيمة جداً وفاضلة» ىا كانت أخت ملك 
قبرص. 

وبعدما كان شاه فارسء» الذي كان اسمه بركة خان» قد هزم من قبل 
واحد من أمراء التتار» حسب) أخزرتكم» زحف مع جيشه كله إلى مملكة 
الفدس» واستولى هناك على قلعة طبرية» التي كان يودس دي مونتبليارد 


- 193 - 


الموسوعة الشامية ج 16 م/ 


ء غولب 
قد حصنهاء وكان هذا هو القسطلان» وصاحب طبرية من خلال 
ووعقة وأنزل شاه فارس بنا ضرراً عظيا لأنه عاث فساداً بالبلات 
ودمر كل ىء أمكنه أن جده» خارج قلعة تل الصافية» وخارج عكا 
وصفد» وحول يافا أيضاًء وبعد ما أوقع كل هذه الأضرار انعطف باتجاه 
غرة لينضم بقواته | إلى سلطان القاهرة» الذي كان قادماً لالحاق كل ما 
يمكنه من أذى بشعبنا. 

وقرر بارونات البلاد مع بطريرك القدس الخروج ومهاجمة الشاه قبل 
مت ع ور ار اسم و ا 
حممص» وكان واحداً من أفضل الفرسان بين المسلمين» وقد أظهروا 
نحوه تشريفاً عظيماً في عكا إلى حد أنبم غطوا الشوراع التي كان سيمر 
بها بالسجاده وزينوها بأقمشة مذهبة وأقمشة حريرية» ثم زحفوا جميعاً 
إلى يافاء وأخذوا سلطان مص معهم. 

وأصدر بطريرك القدس قراراً بحرمان الكونت غوتيير كنسياء لآنه لم 
يسلم برجاً كان بيده؛ كان يعرف باسم برج البطريرك» وتوسل شعبنا 
إلى الكونت ليذهب معهم؛ ويحارب ضد الشاءء وأجاب بأنه سيفعل 
ذلك عن طيب خاطر» شريطة أن يحلله البطريرك حتى عودتهم» ورفض 
البطريرك فعل أي شيء من هذا القبيل» ومع ذلك أجرى الكونت 
غوتيير استعداداته. وذهب مع الجبيش. 

وكانت قواتنا مشكلة من ثلاث فرقء كانت احداهن تحت قيادة 
الكونت غوتيير» وكانت الثانية بقيادة سلطان حمصء في حين شكل 
البطريرك وشعب البلاد الفرقة الثالثة» وكان الاسبتارية في فرقة الكونت 
غوتيير»ء ومضوا جميعاً على ظهور خيوهم حتى باتوا على مرأى من 
الأعداء. وما أن رآهم رجال شعبنا حنى توقفواء وقسم العدو قواته إلى 
او رار ل ا ار ل 
الكونت غوثيير نحو رجالنا وصرخ: «أيها السادةء من أجل الرب دعونا 


-194 


59481 


نمضي ونقاتلهم» لأننا نعطيهم وقتاً مادمنا واقفين»؛ لكن ما من أحد 
أصغى إليه. 

ولدى ملاحظة الكونت لذلك» مضى إلى البطريرك وسأله التخليل 
وفق الشروط التي كان قد اقترحهاء ورفض البطريرك- على كل 
تالت رففا فاطعا منحه التحليل» وكان يوجد في فرقة الكونت 
غوثيير رجل دين شجاعء كان هو أسقف الرملة» وكان قد حقق 
انجازات كثيرة برفقة الكونت» فقال للكونت: «لاتشغلن نفسك» 
لرفض البطريرك منحك التحليلء لأنه هو المخطىء وأنت المصيب» 
وإنني شخصياً أحللك باسم الآبء والابن والروح القدسء ودعنا الآن 
نحمل عليهم). 

وهكذا غمزوا خيولهم؛ وهاجموا إحدى فرق شاه فارس» وهي الفرقة 
لني شكلت الساقة. وسقط عدد كبير من القتلى على الطرفين» ووقع 
كونت غوتيير بالأسر أثناء القتال» لأن شعبئا هرب بفوضى معيبة» حتى 
أن عدداً كبيرا منهم أغرقوا أنفسهم بالبحر لشدة خوفهم؛ وكان السبب 
في يأسهم ورعبهم إلى هذا الحد أن إحدى فرق شاه فارس هاجمت 
العساكر الذين قادها سلطان حمصء وقد فقد هذا السلطان عددا 0 
من رجاله في الدفاع عن موقفه. حتى أن الذي بقي من الألفين الذين 
قادهم في المعركة» كان فقط ماثئتين وثانين» فهذا كان عددهم عندما 
غادر ميدان المعركة. 

واعتقد الشاه أنه لن يكون بامكان سلطان حمص الصمود طويلاً» 
بعدما فقد هذا العدد الكبير من رجاله لذلك قرر الذهاب والقيام 
بمحاصرته في قلعنه بحمصء وعندما رآه السلطان قادماً خرج إلى 
رجال شعبه وأخبرهم أنه عازم على الخروج ومواجهة العدوء ذلك أنه 
إذا مائرك نفسه ليحاصر» فسيخسر ويضيع؛ وقامت خطة عمله عل 
ارسال رجاله المسلحين بشكل فقير عبر واد خفي» وكان عليهم لحظة 


- 195 - 


الاغة9ا سس 


ساعهم لقرع طبول السلطان مهاجمة معسكر الشاه من الخلف. ومن ثم 
الشروع بقتل النساء والأطفال. 

وخرج الشاه إلى السهل المفتوح لمحاربة عساكر السلطان التي رآها 
مصطفة أمامههء غير أنه ما أن سمع صراخ شعبه من المعسكر حتى 
نكص على عقبيه وعاد باتجاه المعسكر لانقاذ النساء والأطفالء فألقى 
رجال السلطان على الفور بأنفسهم على الشاه وعلى جيشهء وقاتلوهم 
ل و ا الم وا 0 
موجودين لم يبق رجل واحد أو امرأة» فجميعهم قد قتلوا في المعركة أو 
هلكوا بحد السيف. 

وكان الشاه قبل أن يذهب إلى حصار حمصء قد حمل كونت غوتيير 
إلى أمام ا الفرس بتعليقه من ذراعيه على عمود ذي 
شعب» وأخيروه أنهم لن ينزلوه حتى تكون قلعة يافا في حوزتهم» 
وبينها كان معلقاً على هذه الصورة صرخ بأعل صوته إلى رجاله في 
القلعة بأن لايسلموا القلعة بسب آي عاب قد يثرله به السدىه وقال 
بأنهم إذا ما استسلموا فسوف يقتلهم بيديه. 

وما أن علم الشاه بهذا حتى بعث بكونت غوتيير إلى القاهرة بمثابة 
هدية إلى السلطان في تلك المدينة» وذلك مع مقدم الداوية وعدد كبير 
آخر من أخذوا أسرىء وكان عدد الذين حملوا الكونت إلى مصر حوالي 
الاوليانةا وجل وار هم الديز ب اكوا انلها وا عق الخاماعت يجن 
حمصء وهؤلاء أيضاً هم الثلائمائة رجل من الخوارزمية الذين كانوا بين 
من هاجن في| بعد في يوم الجمعة عندما كنا مشاه» ولقد حملوا أعلاماً 
حمراء مشرشرة حتى أسنة رماحهم, التي ثبتوا على رؤوسها رؤوساً 
صنعت من الشعرء وقد بدت تشبه رؤوس الشياطين. 1 


ورفع عدد من التتجار في القاهرة شكاوى إلى السلطان حتى ينصفهم 


- 196 - 


- 59488- 

من كونت غوتيير» بسبب الخسائر العظيمة التي عانوا منها على يديه 
وأذن لهم السلطان بالانتقام من الكونت» وبناء عليه ذهبوا وقتلوه 
بالسجن» فهناك م وبهذا الشأن يمكننا الاعتقاد 
بشكل مؤكد أنه الآن في الجنة مع كوكبة الشهداء. 

.ونعود الآن إلى سياق حكايتناء فقد حشد سلطان دمشق رجاله الذين 
كانوا في غزة ودخل إلى مصرء وخرج الأمراء وقاتلوا ضده وضد 
جيوشه؛ وهزمت الفرقة التي قادها السلطان الأمراء الذين اشتبكوا 
معهاء لكن الفرقة المصرية الأخرى هزمت ساقة قوات السلطان» وذهب 
سلطان دم* حي الا عافد إل زا ور جر ارأمنة و ينهو 
وقبل أن يغادر ذلك المكان بعث الأمراء المصريون إليه برسلهم لإقامة 
سلام معه» وبذلك عسجزوا عن المحافظة على أي من الاتفاقيات الني 
عقدوها معناء ولم يعد منذ ذلك الوقت فصاعداً 00 
وبين أهل دمشق» أو بيننا وبين أهل القاهرة. ويمكنني القول. أن العدد 
الأقصى لقواتناء التي توفرت لدينا في هذه الآونة» لم يتجاوز الألف 
والأربعاثة. 

وبيندا كان الملك أمام يافاء قام مقدم رهبان القديس لعازر بالتتجسس 
ارب الرطلت وعي بلدة تيعد ماف لاله قراس انان هد ددا من 
غنيمة ثميئة» وبا أنه لم يكن رجلاً له مكانته في الجيشء لهذا كان يعمل 
تماما مايروق لهء فانطلق نحو ذلك المكان دون أن يقول كلمة إلى 
ا ال ا ا ا 
ساحقة إلى حد أنه لم ينج من جميع الرجال الذين كانوا برفقته أكثر من 


أربعة. 
وما أن عاد إلى المعسكر حتى رفع صوته بالدعوة إلى السلاحء 
ومضيت وسلحت نفسي ورجوت الملك أن يسمح لي بالذهاب إل 


- 197 - 


- 15988 

الداوية وفرسانث الاسبتارية» وعندما وصلنا إل هناك وجدنا بعض 
المسلمين» قد جاءوا من المناطق المجاورة ونزلوا إلى قلب الوادي حيث 
هزم مقدم فرسان القديس لعازرء وبينما كان هؤلاء الرجال ينظرون إلى 
الموتى» هاجمهم قائد رماة جروخ الملك بشكل مفاجىء»؛ وقبل أن يصل 
جنودناء كان قد هزمهمء وقتل عدداً منهم. 

وحنل أن وعدا مع اسرئعيدية اللك» وواحندا عن المسلميث قفد 
صرع أحدهما الآخر بطعنة من رمحيهاء ورأى واحد من رجال الملك 
هذا الحدث» فقام كاده فترسييع وأراد الابتعاد مهما كي يسرقهماء ولكي 
لأيزاء حب أعنى تفسة وزاء أسواز هندينة الرملةة وعنيها كان جر 
الفرسين خارج صهريج قديم؛ أراد العبور فوقه؛ فانهار تحته» فسقط هو 
والخيول الثلاثة وبعدما أخبرت بأنهم سقطوا إلى الفعر» ذهبت لأنظر 
إلى المكان» فرأيتٍ الصهريج مابرح ينهار فوق رؤوسهم» وكانوا ري 
قد تغطوا تام وهكذا رجعت | إلى المعسكر بدون خسائرء وذلك 
باستثناء ما خسره مقدم فرسان القديس لعازر. 

وبعدما أبرم سلطان دمشْوٌ مشق الصلح مع الأمراء المصريين» بعث هذا 
السلطان و0 رجالةالذين كائرا رومت 0 
با هجوم عليناء بع أنافلة 0 بلغ ثلا ئة آلاف من المسلمين 
وعشرة آلاف من البدوء وكان قبل أن يقتربوا منا 0 
الزنبورك لدى الملك وفرقته.؛ بالاحتراز والتيقظ ومراقبة تحركاهم 
ثلاثة أيام وثلاث ليالي ليحول بينهم وبين القيام ببجوم 00 0 
فحية نا 

وذهب الملك بعد عيد القديس يوحنا الانجيل» الذي حل مباشرة 
بعد عيد الفصح.ء لسماع قداس» وبين) كان الواعظ مايزال يتكلم» دخل 


- 198 - 


دوع59 - 


سي رجندي من فرقة قائد قوات رماة الزنبورك» إلى بيعة الملك» وهو 
شاكي السلاحء وأخبره بأن المسلمين قد طوقوا قائدهم» وطلبت من 
الملك أن يأذن لي بالذهاب» وتقديم العون له فأذن لي» وأخبرني بأن 
أصطحب معي أربعمائة أو خمسرائة من الرجال المسلحين» وذكرلي أسماء 
من رغب إِلّ باصطحابهم» وما أن خرجنا زاحفين من المعسكر» حتى 
قام المسلمون الذين كانوا متمركزين بين قائد رماة الزنبورك 
والمعسكربمغادرة مكانهم للالتحاق بأمير كان فوق رابية أمام فائد رماة 
الزنبورك» ومعه ألف رجل مسلح. 

ثم بدأ القدال بين المسلمين وبين سيرجندية قائد رماة الزنبورك» 
وكانوا جميعاً حوالي مائة وثانين» وفي احدى اللحظات عندما رأى 
الأمبر بأن رجاله قد ضغط عليهم بشدة» بعث إليهم بنجدة» وكان عدد 
أفرادها كبيراً إلى حد أنهم تمكنوا من دفع سيرجنديتنا نحو الخلف حتنى 
موقف عساكر قائد الرماة» وما أن رأى قائد الرماة بأن رجالنا قد 
تعرضوا بدورهم إلى ضغط شديدء حتى بادر إلى ارسال نجدة لهم 
مكونة من مائة أو مائة وعشرين رجلاً مسلحاء فتمكنوا من صد 
المهاجمين» وردوهم نحو فرقة الأمير. 

وعندما كنا هناك» قام النائب البابوي؛ وبارونات بلاد ما وراء البحرء 
الذين كانوا قد بقيوا هناك مع الملكء بإخبار الملك بأنه أخطأ خطأ 
جسياً بنع ريفي لمثل هذإ الخطر» وأرسل الملك» بناء على نصيحتهمء 
فاستدعاني مع قائد رماة الزنبورك» وعلى كل حال انسحب المسلمون في 
هذه الساعة» وعدنا جميعا إلى المعسكر» وتعجب كثير من الناس» كيف 
أنهم لم يأتوا لمهاجتناء وقال بعضنا بأهم لم يفعلوا ذلك» لأهم كانوا 
يعانون مع خيولهم من الجوع في غزة» حيث أمضوا هناك حوالي السنة. 

وبعدما انسحب هؤلاء المسلمون من معسكرهم خارج يافاء 
استقروا أمام عكاء وأرسلوا إلى صاحب أرسوفء الذي كان قسطلان 


- 199 - 


ا 
جملكة القدسء يخبرونه بهم سوف يدمرون حدائق المدينة مالم يرسل 
إليهم خمسين بيزنتة»فبعث إليهم يخبرهم بأنه سوف لن يعطيهم ولابيزنتة 
واحدة ولهذا زحفوا بقواه؟ مهم» وتمركزوا على طول رمال عكاء وبذلك 
اربوا كثراً من الدة حنى بانت على مسسافة رمية قوس عقار منهم. 
وزحف صاحب أرسوف إلى حارج عكا وتمركز على جبل القديس 
يوحناء» حيث تقوم مقيرة القديس نيقولاء وكان مقصده حماية الجدائق» 
وخرج سيرجنديتنا المشاة من المدينة أيضاَ وشرعوا بمناوشة المسلمين 
بفسيهم وبجروخهم. 

واستدعى صاحب أرسوف فارساً جنويا اسمه جيالنون -مها6 
© وأمره بالذهاب باستدعاء العساكر الرجالة الذين خر جوا من 
عكاء حتى لايتعرضوا للمخاطرء وبين| كان يتولى ارجاعهم وقيادتهم 
شرع واحد من الأعداء يدعوه باللسان العربي بأنه يود 0 
ما رغب بذلك» وقال السيرجيانون بأنه يود ذلك بكل سرورءلكن فيا 
هو ذاهب باتجاه المسلم؛ اص عل بسار جموعة ةدو الاين 
تعدادها حوالي الثانية» قد وقفت لتشهد المبارزة» ولهذا حرف طريقه 
عن التوجه نحو المسلم؛ وانطلق نحو الفئة المسلمة» التي كانت واقفة 
بكل هدوء لكي تشهد المبارزة» وطعن واحداً منها برمحه فجئدله قتيلاً. 
وعندما رأى رجال الفئة المسلمة ذلكء اندفعوا نحو السيرجيانون» 
وهو عائد للالتحاق برجالناء ووجه إليه أحدهم ضربة شديدة عل 
خوذته الفولاذية بوساطة دبوس»ء وبينا كان هذا المسلم يمر من أمامهء 
ضربة جيانون بسيفه على عمامته التي كان يلفها حول رأسه. فأطاح بها 
إل الأرض (كان من عادة المسلمين ارتداء هذه العمائم أثناء الذهاب إلى 
القتال» فبوساطتها كان بإمكانهم تحمل ضربات شديدة من السيف»)» 
وجاء مسلم أخخر يعدو به فرسه باتجاه هذا الفارس» وهو عازم على 
طعنه برمحه بين كتفيه؛ لكن جيانون رأى الرمح قادم نحوه» فانحرف 


- 200 - 


غ55 ل 


جانباء ثم مرٌ المسلم به» فسدد إليه ضربة خلفية بسيفه نحو ذراعة, 
وبذلك سقط الرمح من يده على الأرض. 

وعاد إثر هذا جيانون؛ وأعاد عسكره الرجّالة إلى عكاء ولقد سدد 
ضرباته الثلاثة هذه على مشهد من صاحب أرسوفء ولقد رآها أيضاً 
أعيان السكان في عكاء مع جميع النساء اللائي تجمعن فوق أسوار المدينة 
لمشاهدة القتال. 


وكا تعلمون لم يتجرأ الحشد الاسلامي الكبير الذي احتشد أمام عكا 

على الاشتباك معنا ولا القتال ضد رجال عكاء لكن عندما سمع رجاله 
خبراً صادقاء بأن الملك قد بعث بمجرد فئة صغيرة من الرجال الحيدين 
للقيام بتحصين مدينة صيداء زحفوا بذلك الاتجاه. وما أن سمع سمعان 
دي مونتبليارد- الذي كان رئيس رماة القسى العقارة العاكدين 
للملك» وقائد قوات جلالته في تلك المدينة بأن المسلمين يزحفون 
ضد صيداء حثى النسحب إلى حصن صيداء الذي كان حصيئاً جد 
ونحاطاً بالبحر من كل جوانبه» وقد فعل هذا لإدراكه تماماً بأنه لايمتلك 
القدرة على مقاومة العدوء. وتحصن بالقلعة مع أكبر عدد من الناس 
استطاع جمعه. لكن مع ذلك كان هؤلاء عددهم فليل» لأن المساحة 
هناك كانت محدودة جدا. 


وندفق المسلمون على صيداء وم يلقوا مقاومة:؛ لأن المديئة لم تكن 
محاطة تماماً بالأسوارء وقد قتلوا مايزيد على ألفين من شعبناء ثم غادروا 
المدينة وهم يحملون الأسلاب التي حصلوا عليها من المدينة: وتوجهوا 
إلى دمشق 

وعندما وصلت أخبار ما حدث إل الملك» غضب غضبا عظيا 
(أوام» لو أنه استطاع فقط أن يعوض الخسائر)؛ وعلى كل حال.» عد 
البازوؤنات ما حدث واقعة سعيدة جداء لأن الملك كان عازما عل 


- 201 - 


غ585 مه 

الذهاب» وتحصين قطعة أرض مرتفعة على الطريق بين يافا والقدسء. 
حيث كانت توجد قلعة قديمة منذ أيام المكابيين» لكن ما حدث غير 
خططه. 

فقد رأى بارونات ماوراء البحر أنه ليس مفيداً القيام بإعادة بناء 
أسوار هذه القلعة القديمة؛ لأنها ابتعدت حمسة فراسخ عن البحرء 
لذلك كان من غير الممكن ارسال المؤن والعتاد من الموانىء إليها من 
دون تعرضها لمخاطر الوقوع في أيدي المسلمين» الذين كانوا أقوى مما 
ا ا » جاء هؤلاء 
البارونات إلى الملك وأخبروه أنه سوف يكون مفيداً أكثر لصالح سمعته 
القيام بإعادة تحصين تلك البلدة» بدلاً من بناء حصن جديد؛ ووافق 
الملك على الأخل بنصيحتهم. 

وفي الوقت الذي كان فيه الملك في يافاء بلغه أن سلطان دمشق سوف 
يرحب بذهابه إلى القدس» وسيمنحه أماناً مؤكداء وعقد الملك مؤتمراً 
عاماء لتفحص المسألة» وبالنتيجة ما من واحد أشار عليه بالذهاب» لأنه 
في النهاية سوف يترك المديئة المقدسة في أيدي المسلمين. 

وفي أثناء المناقشات استشهد مستشارو الملك با حدث في مناسبة 
متقدمة؛ عندما رأى الملك العظيم فيليب أنه يتوجب عليه مغادرة عكا 
ليعود | إلى فرنساء وقد سمح وقتها لجميع أتباعه بالبقاء في الجيش تحت 
قيادة الدوق هيوج دي بيرغندي» الذي كان جد الدوق الذي توفي 
مؤخحراء وبينم| كان الدوق مايزال في عكاء والملك رتشارد ملك انكلترا 
معهء وصلتها أخبار» أنهها إذا ما رغباء فبإمكامم الاستيلاء على القدس 
في اليوم التالي» بأ بها أن جميع قوات سلطان دمشق ق» با فيهم فرسانه» قد 
ارد للا ساق يدق مكانا اجر سكلل بسي ورب كلس فاكدة ري 
وبين سلطان آخرء وبناء عليه جمع الملكان قواهاء وشكلت قوات ملك 
انكلترا الفرقة الأولى» بيدا كان دوق دي بيرغندي» مع رجال ملك 


- 202 - 


- 5988 

فرنسا في الفرقة الثانية. 
وبينا كانوا على طريقهم» مع فرصة طيبة بالاستيلاء على المديئة 
المقدسة» وصلت رسالة من معسكر الدوق إلى ملك انكلتراء يخبره فيها 
بعدم متابعة الزحف؛ لأن الدوق نفسه قد شرع بالتراجع » وكان ذلك لا 
لسبب غير أنه لى يرغب في أن يقال بأن الانكليز قد استولوا على 
القدسء وبين) كان الملك رتشارد وأتباعه يتحادثون حول هذا الموضوع, 
صرخ واحد من فرسانه قائلاً: ا 0 وَلسنو فق 
أريك القدس»» ولدى سمع الملك ببذاء 0 
وبكى بحرقة» وصرخ إلى مخلصنا قائلاً: «أيها المولى العزيز» أتوجه إليك 


بالدعاء أن تجنبني رؤية ة مدينتك المقدسة» ب أنني لاأستطيع تخليصها من 
أيدي أعدائك». 


واستشهد المستشارون بهذه الحادثة أمام الملك» لأنهم شعروا - 
اك إذا ذهب ليحج | إلى القدس» دون أن 
يتمكن من تخليصها من أعداء الرب» فعندها سوف يجلس جميع الملوك 
والحجاج الذين سوف يقدمون من بعده راضين قانعين دون أن يفعلوا 
أكثر مما فعله» ولن يبدو أدنى اهتمام من أجل تحرير تلك المديئة المقدسة. 

وأصبح الملك رتشارد مشهوراً جداً بسبب أعماله الجريئة عندما كان 
في بلاد ماوراء البحرء إلى حد أن أي فرس عاد | لى مسلم جفل في 
شعراع» كان صاحبه يقول له: «هل نظئن أن ذاك ملك انكلترا»)؟. 
وعندما كان أبناء النسوة المسلمات يبكون» كانت أمهاتهم يقلن لحم: 
اتوقفواء اسكتوا» أو سنذهب سنجلب الملك رتشارد» وهو سيقتلكم». 

وكان دوق دي بيرغندي؛ الذي ذكرته للتوء فارساً جيداً بالنسبة لم| 
يتعلق ببلاده» لكن ل يعدّ قط حكيا لافي علاقاته مع الربء أو في 
سلوكه وتصرفاته في الأعمال الدنيوية» وهذا من الممكن فهمه بسهولة ما 


- 203 - 


.م59 - 
أخبرتكم حول ولهذا السبب عندما سمع فيليب الملك العظيم؛ نان 
ل ل ا 0 
عبر على الفور عن أمله في أن يجلعه الرب رجلاً شجاعاً مثل الدوق» 
وما سألوه ه لماذا لم يقل: رجلاً عاقلاً وفطنا؟ قال الملك: ١‏ لأن هناك فرقاً 
0 الشجاعء والرجل العاقل والفطن؛ ذلك أن هناك عدداً 

من الفرسان الشجعان في كل من اراضي المسيحية وني الأراضي 

ا ا كاه يقول: اوكذا اقول 
بأن الرب قد أعطى أعطية عظيمة» ونعمة خاصة جداء إلى الفارس 
المسيحيء الذي منحه شجاعة جسدية» وقدرة في الوقت نفسه على 
الاستمرار في خدمته بحاية نفسه من اقتراف |؛ عظيي والفارس الذي 
يتحكم هكذا بنفسه جدير بأن يدعى حقاً عاقلاً وفطناء لأن قدرته على 
القيام بأعمال صالحة؛ آتية من عند الرب» والذين ذكرتهم أعلاه يمكن 
دعوتهم فقط شجعان» لأهم مع امتلاكهم لشجاعه جسدية عظيمة» 
3 مهم لايخشون الربء ولايخافون من الوثم). 

ولن أحاول | إعطاءكم تقديراً صحيحاً عن المبلغ الكبير الذي أنفقه 
الملك في تحصين يافاء لأنه كان بالفعل مبلغاً عظيراً جداً وأكبر من أن 
يحصى؛ فقد حصن البلدة حتى البحر من على الطرفين» وهكذا توفر 
أربعة وعشرون برجاء وباتت الخنادق خخالية من الطين في الداخل 
والخارج» ىا ووجدت ثلاثة أبواب» بني واحد منها على حساب النائب 
البابوي» مع جزء من السور. 

ولكي أعطيكم فكرة ماع أنفقه الملك» سأخبركم بأنني سألت 
النائب البابوي كم كلفه العمل في الباب وفي جزء من السورء فسألني 
كم هو تقديري» فقلت: لقد قدرت تكلفة الباب بخمساثة ليرة ذهبية» 
وكلففة عه من السو لتقتو لحري > وإلززي مطامة عل ينا 
قال-- بأن كلفة الباب مع السور ب بلغت ثلاثين ألف ليرة ذهبية. 


- 204 - 


01و 


الفصل السادس عشر 
حملة إلى صبدا 
حزيران !ه١١‏ - شباط 4 ه١١‏ 

وما أن اكتملت أعمال تحصين يافا حتى قرر الملك الذهاب إلى صيداء 
وإعادة بناء دفاعاتهاء وانطلق في يوم عيد الرسولين: القديس بولصء 
والقتديس بطرس» وعسك لإمضساء اللبل مع جيشيية خارج قلسة 
أرسوف». التي كانت محصنة تحصيئاً جيدأًء واستدعى في تلك الليلة 
أتباعه وجمعهم وسأهم فيا إذا كانوا يوافقون على ذهابه للاستيلاء على 
المدينة الإسلامية الثي تدعى الآن نابلس» لكنها كانت تعرف 
باسم(شكيم) السامرة ف الكتاباث المقدسة. 

وأجابه الداوية والاسبتارية وبارونات ما“'وراء ا الخطة 
ك| يرونبا خطة جيدة في محاولة الاستيلاء على تلك المدينة» لكنهم ارتأوا 
أيضاً أن الملك لا يجوز أن يذهب إلى هناك شخصياء لأنه لوحدث 
حادث له» فكل الأراضي المقدسة سوف تفقدء فقال الملك بأنه لن 
يدعهم يذهبون مالم يذهب معهم؛ ولهذا بقيت الخطة معطلة لأن 
البارونات لم يوافقوا على أن يرافقهم. 

وبعد الزحف لأيام عدة وصلنا إلى رمال عكاء حيث عسكر الملك 
مع جيشه» وعندما كنا هناك جاءت مجموعة كبيرة من الناس من أرمينيا 
العظمى لرؤيتي؛ وكان أفرادها ذاهبون إلى احج إلى القدسء. وذلك بعد 
دفعهم مبلغاً كبيراً جزية إلى المسلمين» اللين كانوا يتولون فينادغيم إلى 
هناك» ورجوني بوساطة مترجم عرف لغتهم ولغتنا أن أريهم ملكنا 
القديس» وذهبت إليد فوجدته جالساً في سرادقك, ومستئداً على العمود 
المركزي» وكان جالساً على الرمل دون زربية تحت أو دون أي شيءآخر 


- 205 - 


8 


فقلت:«هناك ياسيدي غساكر ككيرة من أرمينيا العظمى في الخارج؛ هم 
في طريقهم إلى القدس» وقد رجوني بأن يُسمح لهم برؤية ملكنا القديس 
غير أنني لم أرغب بعد في تقبيل عظامك»؛ فانفجر الملك ضاحكا 
وطلب مني الذهاب لإحضارهم» الأمر الذي نفذته» وعندما زأوة دعوا 
الرب له بالحفظ» ورد هو لهم تبريكاتهم. 

وفي اليوم التالي أمضى الجيش الليلة في مكان عرف باسم«مخاضة 
ا إلاء جيذ عدا ويستخدم الناس هنا الماء لسقاية 
المزروعات التي تنتج السكرء وعندما كنا هناك» جاء واحد من فرساني 
اولك للق عدت با بودي عاذت للك لكر اختين كت دن 
أرقن عسكرق السالفة وهو غافيت جد اه رصرت :لزني سجافة كبيرة 
منك أن تتعجل هكذاء وتتحدث على هذه الشاكلة عن أي شيء أنا 
ميا ف رن قل كمي الرجن الاجر وأسشكة من شمره وقدرت 
نحوه بدوري» وضربته بمقبضي بين كتفيه حتى يطلق سراحه. 
وقلت:«اخرج فوراً من معسكريء وإذا ما أعانني الربء لن تكون ثانية 
واحداً من رجالي». 

وابتعد الفارسء. وض ملو عير جد وآثار الأسى عليه لكنه ما 
لبث أن عاد برفقة جايل لى برن» قسطلان فرنساء الذي رأى الفارس 
حقا أسف لعمله الأحمق: فرجانيٍ بإلحاح بقدر ما استطاع حتى أعيده إلى 
يسكري: فاحشه بانتي ان اعربته مالم يللي النالب السابري ف 
يميني» وبئاء عليه ذهبا إلى النائتتف ب البابوي» وأخبراه بالذي حدث» 
فأجاب بأنه لا يمتلك السلطة على تحليلٍ» لأن البمين كان مهيا نا 
أن الفارس جدير حقاً بعقوبته وإنني إذ أحدثكم عن هذه الواقعة حتى 
تتمنعوا عن حلف أي يمين من دون مسوغ معقول؛ لأنه كما يول 
الرجل الحكيم:«من يقسم متعجلاً جد يكون أعجل في الحنث بيمينه». 


- 206 - 


0و9 - 


وعسكر الملك في اليوم التالي أمام صورء التي كانت تعرف بالكتاب 
المقدس باسم 1/16 » وهناك استدعىٍ للاجتماع أعيان الرجال من 
جيشه ةا 
على مدينة بانياس قبل أن يذهب إلى صيداء ورأينا جميعاً أنهبا ستكون 
خطة جيدة أن يرسل الملك عساكره إلى هناك» لكن ما من أخد رأى أن 
من الحكمة له أن يذهب شخصياً إلى هناك وبعد ضعوبات جمة اقتلع 
بالتخللٍ عن تلك الفكرة» وتقنرر أخيراً أن يذهب كونثت دي إبوء وأن 
يكون برفقته فيليب دي مونتفورت» وجايل لى برن» قسطلان فرنساء 
وبيير حاجب الملك» ومقدم الداوية مع أفراد طائفته» ومقدم الاسبتارية 
مع رجال من طائفته أيضا. : 


وقد سلحنا أنفسئنا عند حلول الليل» ووصلنا قبيل بزوغ الفجر إلى 
سهل حارج المدينة التي اسمها الآن بانياس» لكنها عرفت بالكتابات 
المقدسة باسم فيسارية فيلينية: وينبع في هذه المدينة نبع اسعةاار وينبع 
بالسهل 2 المدينة نبع و ميل د يدعى«دان»» والذي 0 
الآن هو أنه عندما يلتقي هذين النهرين الصغيرين الصادرين من هذين 
النبعين يصبحان نبراً يدعى«الأردن»»وهو الذي تعمد مولانا في مياهه. 

وتقرر بالوفاق بين الداوية وبين الكونت دي إيوء والاسبتارية؛ 
وبارونات البلاد الذين كانوا موجودين هناكء بأن تتخذ فرقة الملك - 
وهي الفرقة التي كنت أنا فيهاء لأن الملك وضع تحت خدمته الفرسان 
الأربعين الذين كانوا من فرساني - موقفاً لها بين المديئة وبين القلعة» 
مدعومة بالعساكر الذين كانوا تحت إمرة الفارس اليد غيوفري دي 
سارجين؛ وكان على بارونات البلاد» الدخول إلى المدينة من جهة 
البسار» وأن يدخل الاسبتارية من جهة اليمين» في حين توجب على 
الداوية المضي على طول الطريق الذي جئنا عليه لفتح مر من ذلك 
الانجاه. 


- 207 - 


ا ه594 هس 

وزحفنا نحو الأمام حتى اقتربنا تماماً من بانياس» فوجدنا فقط أن 
المسلمين الذين كانوا في داخلهاء قد هزموا سير جندية الملك» وطردوهم 
من المدينة»وفور معرفتي بذلك مضيت إلى القادة اللمسؤولين عن قوات 
الكونت إيوء وقلت لهم:«أيها السادة» إنكم ما لم تذهبوا إلى حيث أمرنا 
نحن أن نذهبء وتتمركزوا بين المدينة والقلعة» مسوف يقتل المسلمون 
جميع الذين دخلوا إلى بانياس»» وكان الذهاب إلى هناك عمل خطير 
جد لأث الطريق الذي وجب علينا ركتيزية كان ملعا بالمفاظن: 
والأرض وعرة وشديدة الانزلاق» وبصعوبة ة بالغة كان يمكن لفرس 
الاحتفاظ بحوافره على الأرض دون السقوط. في حين كانت الجوانب 
الأخرى من الرابية المدخفضة التي توجب عليئا الوصول إليهاء غاصة 
بعساكر المسلمين على ظهور بخيوطم. 

وبيدا كنت أنحدث إلى الكونت إيو وإلى فرسانه؛ رأيت سي رجنديتنا 
الرجالة يخترقون الأسوار» وما أن لاحظت ذلك حتى قلت للذين كنت 
أتحدث إليهم» بأن الأوامر قد صدرت إلى كتيبة الملك بالذهاب إلى 
المكان الذي كان الجند المسلمون يحتلونه» وبسبب صدور هذا الأمرءعلي 
الذهاب» وعندما انعطفت مع اثنين من فر ساني وأخحذت اتجاه الذين 
كانوا يبدمون السورء رآيت واحداً من السير جئدية الخيالة» قد سقط 
فرسه عليه. وهو يحاول الوثوب فوق السورهء ولدى رؤيتي ذلك 
ترجلث» وأحذت فرسى من مقوده. وبإرادة من الرب؛ حدث على كل 
حالء أن الجند المسلمين ما أن رأونا قادمين حتى تخلوا 0 
أردنا احثلاله» وكان هناك جرف صخري امتد نازلاً بشكل حاد إلى 
المدينة. 


وعندما وصلنا إلى المكان الذي كان الجند المسلمون قد تخلوا عنه 


تخل المسلمون الذين كانوا في داخل بانياس عن القتال» وهجروا المدينة 
إلى رجالنا بدون إبداء أية مقاومة» وعندما كنت فوق الرابية سمع 


- 208 - 


-15966- 

مارشال الداوية بأنني كنت في خطر فجاء متسلقاً للمنحدر باتجاهي 
وجاء الألمان» الذين كانوا في فرقة الكونت دي إيو» في الوقت نفسه 
خلفي» » وعندما رأوا الخيالة المسلمين مغذين الخطى بفرارهم نحو 
القلعة» تحركوا للقيام بمطاردتمهم, فناديتهم:«أيها السادة إنكم تبتعدون 
عن الصواب با تقومون بهه فنحن في موقع أمرنا باحتلاله» وأنتم 
تتجاوزون الآن أوامركم». 

وتدعى القلعة التي : نشرف عل المدينة باسم«الصبيبة»؛ وهي على 
ارتفاع نصف فرسخ تماماً في أعى جبال لبنان» وتتناثر على المتحدر الذي 
قود صعوداً إلى القلعة» الصخور الكبيرة» التي يبلغ حجم بعضها 
حجم عدة صناديق كبيرة» وعندما أدرك الألمان بأنهم أقلعوا بعملية 
مطاردة بلا فائدة قفلوا عائدين؛ وعندما رآهم المسلمون يفعلون ذلك 
تحلقوا حولهم؛ وهاججوهم وهم على الأقدام» وسددوا نحوهم ضربات 
شديدة من أعالي الصخور بحرابهم؛ وأخذوا يسحبون التجافيف عن 
ظهور خيوطم. 

ولدى رؤية السيرجندية الذين كانوا معنا الأضرار التي لحقت 
بالألمان»بدأوا يشعرون بالخوف» وتنهار عزائمهم» وبناء عليه أخبرهم 
أنهم إذا ما تزحزحوا عن مواقفهم سوف أطردهم طرداً نهائياً من خدمة 
الملك» فقالوا:«كفتينا يا مولاي غير متساويتين» لأنك أنت على ظهر 
سراحك الحا سير ار عل الاي رعو اال 
المسلمون.»»» فقلت لمم :«بالنسبة لذلك» أقسم لكم أنني لسر أفر» بل 
سان مع مارجلا عل الأقدا م وهكذا ترجلتء وبعثت بفرسي إلى 
الخلف إلى الداوية» الذين كانوا على رمية قوس عقار إلى الخلف منا. 

وبيدا كان الألمان يتراجعون. جاءت نشابة رماها أحد المسلمين 
فأصابت واحداً من فرساني» واسمه جين دي بومي» في حلقومه» فسقط 
ميتاً قرب قدمي. وقال لي عمه هوغو دي اسكوث 55001 » الذي 


- 209 - 


- 994605- 

برهن على شجاعته الكبيرة في الأرض المقدسة:« تعال يامولاي 
وساعدناء لنحمل ابن أخي ونلزله عبر المنزلق»» فقلت ةاعد أعظم 
السوء لكل واحد سوف يساع دك لأنك ذهبت إلى هناك من دون 
أوامري؛ وإذا ما حاق بك شرء فأنت تستحق ذلكء احمله بنفسك إلى 
كومة الفضلات. لأنني لن أتحرك من هنا حتى يُرسل -خلفي». 

وعندما سمع جين دي فالنسيان بالخطر الذي نحن فيه ذهب إلى 
أولفر دي تيرم 85 والرجال القياديين الآخرين للانجدوك 0 
6 وقال لهم:«أرجوكم يا سادق يي وأمركم باسم الملك أن تقو 
بإلقاذ النائب ا وله حار ا ع ار د 
إليه وقال:«إنك :: تتعب نفسك وتشغلها بلا فائدةٍ فالنائب ميت»» فرد 

عليه مولاي جين :لاله أبالي إن كان حيا أ أم ميعن إنني سوف أذهب 

وأحصل على أخباره من أجل الملك»؛ وهكذا انطلق وجاء إلى المكان 
الذي ذهبنا إليه فوق الجبل» وما أن'اقترب منا حتى صرخ إِيْ للذهاب 
نحوه والحديث معهء وهذا ما فعلته. 

وبين أولفر دي تيرم بأننا كنا في وضع خطير دا وإذا نزلنا عبر 
الطريق الذي صعدنا عليه؛ من الممكن أن لا نفعل ذلك دون خسائر 
كبيرة لأن الجرف منحدر جداً ومنزلق» ويمكن للمسلمين المبوط علينا 
من الأعلى» ثم أضاف يقول:«إذا أصغيتم إلي»ء سوف أساعدكم على 
النجاة من دون خسائر»» فطلبت منه أن يبين ما الذي يريدنا أن نفعل» 
وسوف أعمل على التنفيذ. 

فقال:«أقول لكم. إننا إذا ما ذهبنا مباشرة على طول هذا الجرف» 
وكأننا نريد قصد دمشقء فإن المسلمين الذين تراهم في الأعلى 
سيعتقدون بأندا ننوي مهاجتهم من الخلف» وما أن نصبح بالأسفل 
فوق السهول» فسوف نعدو بخيولنا ونمضي حول المدينة» ولسوف نعبر 
النهر قبل تمكنهم من الوصول إليناء وبالإضافة إلى هذا سنلحق بهم 


- 210 - 


-/894601ا - 


أضراراً عظيمة: بأن نلقي النار في بيادر القمح الموجودة هناك فوق 
الحقول». 

واتبعنا توجيهاته» وجعلنا نجمع بعضاً من القصب الذي يستخدم 
لصنع المزامير» وشحناها بفحم يحترق» ورميناها بين بيادر القمح؛ 
وهكذا شكراً لنصيحة أولفر دي تيرم الحكيمة - أعادنا الرب 
سالين» وعلى كل حال لا بد من أن أخبركم؛ أننا عندما عدنا إلى 
المعسكرء حيث كان رجال شعبناء وجدناهم جميعاً قد خلعوا أسلحتهم 
لأن ما من واحد هناك أولانا الاهتمام. 

وعدنا في اليو التالي إلى ضصيذاء حيث كان الملك مقي ووجتنناه 
شخصياً مشغولاً بالإشراف على دفن أجساد جميع المسبحيين الذين 
قتلهم المسلمون عندما هدموا المدينة» وقد حمل بذاثه بعض الحثث 
المهترئة وذات الرائحة النتئة إلى الحفر الكبيرة لدفنهاء وذلك من دون أن 
يغلق أنفه كما فعل الآخرون؛ وبعث وجلب العمال من جميع المنطقة 
المجاورة» وشرع بإعادة تحصين المدينة بأسوار عالية وبأبراج م وعندما 
عدنا إلى المعسكر وجدناه قد تولى شخصياً قياس المواقع التي كنا 
سننصب خيامنا فوقهاء وقد منحني مكاناً إلى جوار الكونت دي إيوء 
لأنه عرف بأن هذا الفارس الشاب كان يؤثر صحبتي كثيراً. 

ولا بد لي من أن أحدثكم هنا عن بعض المداعبات المدهشة التي 
لعبها كونت دي إيو معناء فقد اصطنعت لنفسي نوعاً من أنواع البيوت 
اعتدت أنا وفرساني على استخدامه لتناول الطعامء وكنا نجلس 
للحصول على الضوء من الباب» الذي حدث أنه واجه محلات كونت 
دي إبو» وصلع كونت دي إيوء الذي كان رجلاً ذكيآ جدأ آلة رمي 
بدائية صغيرة» كان بإمكانه أن يرمي بها بحجارة إلى داخل خيمتي » 
وكان يتولى مراقبتنا عندما كنا نتناول طعامناء فيجهز أآلته لتطول 
برماياتها مائدتناء ثم يأخذ بالرمي فيكسر جرارنا وكؤوسناء وفي إحدى 


-211- 


ا 


المناسبات عندما جلبت ميرة من الفراح خ والديكة» وصدف أن أعطى 
اسان أو اخوويدا إل الكر نت قا كان بنه اب أن أفلت 0 
طتتوري» وقد اقل مزينة متهم قبل أن تكن اعد من الرضرن إل 
هناك» وقد ضربت المرأة التي كانت ترعى طيوري الدب بمغزها. 
وعندما كان الملك يقوم بتحصين صيداء وصل بعض التجار إلى 
المعسكرء وأخيرونا كيف أن ملك التشار قد استولى على بغداد وأسر 
القائد الديني للمسلمين» الذي كان يحكم تلك المدينة»؛ وكان يعرف 
باسم خليفة بغداد»ءوقد الكروق] كنت حطيل الأسدنلةء على المدينة» 
والقبض على صاحبهاء الأمر اللي حدث كابلي: أرسل ملك التتارء؛ 
بعدما ألقى الحصار عل بغداد» إلى الخليفة يقول بأله يرحب كثيراً 
تنيب زواج بين أولادهماء وأشار مستشارو الخليفة عليه بقبول هذا 
الاقتراح» وبناء عليه طلب ملك التتار من الخليفة أن يرسل ما يبلغ 
تعداده أربعين من مستشاريه ليقسموا على الزواج» وفعل الخليفة هذا 
ونفذه» وبعد هذا بعث الملك يطلب منه إرسال أربعين رجلاً آخرين من 

بين أغنى وأعظم أعيان سكان مدينته» وفعل الخليفة هذا أيضاء ثم بعث 
املك للمرة الشالشة يطلب أربعين رججلاً آخر من أفضل رجال 
بلاطه؛ومجدداً استجاب الخليفة ونفذ المطلوب»ء والآن وقد بات أعيان 
رجال المدينة بين يديه وتحت سلطانه» شعر ملك التتار أن أهالي بغداد 
المتواضعين لن يستطيعوا الدفا اع عن أنفسهم بدون قادة» وهذا أمر بقطع 
روؤوس هؤلاء المائة ا أمر بالهمجوم على بغداد. 
واستولى على المدينة» وقبض على خليفتها. 

ولكي يغطي على خيانته ويلقي باللوم من أجل الاستيلاء على المدينة 
على الخليفة» أمر بحمل الخليفة وبوضعه داخل قفص.حديديء ثم أبقاه 


مزوداً بقليل من الطعام يكفي للحيلولة دون موث الرجل جوعاء ثم 
سأل الملك الخليفة عما إذا كان جائعاًء وقال الخليفة أنه بالفعل كذلك» 


- 212 - 


99609ب 


وهو أمرلم يكن مدهشاً أبدأء وبناء عليه أمر الملك بطشت كبير من 
الذهب, مليء بالمجوهرات وبالأحجار الكريمة؛ ووضعه أمام الخليفة 
1000 :اهل تعرف هذه الجواهرا» فأجابه الخليفة: ة: انعم كانت هذه ملكاً 
لي»» وسأله ملك التتار عما إذا كان يثمنهم كثيراء وأجابه الخليفة أغهم 
ذوي قيمة عظيمة لديه» فقال له الملك:٠‏ بها أنك تقدرهم تقديراً عالياء 
حذ من هذه الجواهر التي تراها هنا ما تريده وكل منها»» ورد عليه 
الخليفة بأنه لايمكنه ذلك» با أنهم ليسوا طعاماً من الممكن أكله». 
وبناء عليه قال قال له الملك:"يمكدك أن ترى الآن ما الذي كانت عليه 
وسائل دفاعك» لأنك لو قمت بتوزيع ثرواتك - التي لا فائدة منها 
الآن للف حدوق رجنالك البنلهين؛ لكان بإنكانك#الانتاق :لا عكذاء 
القيام بالدفاع عن نفسك بنجاح ضدناء وها هي الآن ثروتنك تتخلى 
عنك في ساعة حاجتك الماسة». 

وعندما كان الملك يقوم بتحصين صيداء ذهبت في صباح أحد الأيام 
عند إشراق الشمس لأراه» فوجدته في القداس» وطلب مني انتظاره» 
لأنه كان يرغب بالركوب للتنزه» وهذا ما فعلته» وبينها كنا تتجول في 
الحقول في الخارج؛ مررنا أمام كنيسة صغيرة» ورأينا ونحن نعبر من 
أمامهاء كاهناً في داخلهاء يرتل قداساء وأخبرني الملك بأن هذه الكنيسة 
قدبنيت تعظياً لذكرى معجزة قام بها مولانا عندما طرد الشبطان من 
جسد ابنة الأرملة. وقال لي إذا كنت أرغب» فسيقف لسماع القداس 
الذي بدأ ه الكاهن للتو» فأخبرته بأن هذا سيكون شيئاً جيداً القيام به. 


ولا حل وقت تسليمنا لوحمة«السلام (لتقبيلها)» لاحظت أن القس 
الذي كان يتولى المساعدة أثناء القداسء كان طويلاًء وداكن البشرة» 
وكثيف الشعرء فخفت أن يكون واحداً من الحشيشية الأشرار» وأنه 
عندما سيقد م لوحة السلام إلى الملك» قد يتولى قتله» ولهذا مضت 
رخات ارج حلام وجاجها إن الللنه قتي 


- 213 - 


995.6 
وعندما انتهى القداسء وكنا ثانية على ظهور خيولنا مررنا بالنائب 
البابوي في الحقول.» واتجه الملك نحوهء ويعدما دعاني إلى القدوم قال 
له:اعّ أن أشكو لك من نائبي» الذي جلب إل لوح السلام» ولم يدع 
القس المسكين يجلبه» فأخيرث النائب البابوي بالسبب الذي حداني إلى 
فعل ذلك» فقال بأنني تصرفت بشكل صحيح» فقال الملك:١لا‏ بالحقيقة 
إنه م يففل ذلكا» وهنا بدأ تان كبر بينها: نا بالنبية لي شخصيا 
حا الات و ا مهذه الحكاية. فقط 
أما بالنسبة للمعجزة التي قام بها مولانا لابنة الأرملة» فقد وردت 
روايتها في الانجيل» الذي ذكر أنه عندما قام بهذه المعجزة كانت المنطقة 
تعرف باسم منطقة 18ل » وكانت المدينة التي أشرت إليهاني هذا 

الكتاب باسم صيدا تعرف باسم صيدون. 
وعندما كان الملك مشغولاً في تحصين صيداء جاء إليه رسل من عند 
|نبيل عظيم كان موجوداً في عمق بلاد الإغريق» وكان يدعو نفسهاعظيم 
آل كومنوس»» وصاحب طرابزون» وجلب هؤلاء الرجال هدية إلى 
الملك مؤلفة من مختلف الجواهر» وكان بين أشياء كثيرة قسى(زنبورك) 
مصنوعة من أعواد خاصة» وكانت الفتحات من أجل رؤوس السهام 
مثبئة في القسي» ده حتى إذا ما أطلقت رؤوس السهامء كان بإمكانك أن 

ترى أنبا كانت حادة جداًء وجيدة الصنع. 
وطلب هؤلاء الرسل من الملك إرسال فتاة غير منزوجة من بين 
سيدات بلاطه لتكون زوجة لسيدهم. فأجابهم بأنه لم يجلب معه أياً من 
ا ا ا 0 
زوجة لسيدهم : ييا ريك اخبر الور 
وأعطاهم الملك هذه النصيحة لعل امبراطور القسطنطينية يدخل 


- 214 - 


-5919- 


بتحالف مع هذا النبيل العظيم والثري ضد فاتاسزء الذي كان آنذاك 
امبراطور الإغريق. 

ل يا 
يافاء إلى صيدا بوساطة البحرء وما أن سمعت أنها بائت هناك» حتى 
مضت من مكاني الذي كنت جالساً فيه فيه إلى جانب الملك» وذهبت 
لقابلتهاء ومرافقتها حتى تعود إلى القلعة» وعندما عدت إلى الملك» الذي 
وجدته في بيعته» سألني عما | إذا كانت زوجته والأولاد بخير» وعندما 
أخبرته بالإيجاب علق قائلاً:«عندما مبضت وتركتني عرفت يقيئاً أنك 
ذاهب لقابلة الملكة ولهذا طلبت منهم تأجيل الفداس حتى عودتك)». 
وأنا تخبركم بهذاء بسبب أنني لم أسمع الملك مرة واحدة خلال السنوات 
الخمس التي أمضيتها معه يتحدث إليّ عن زوجته وعن الأولاد ولم 
يفعل ذلك مع أي إنسان آخرء في حدود ما أعرفه؛ والذي أراهء يبدو أنه 
ليس من اللائق» وغير الصحيح بالنسبة للرجل أن يكون هكذا بعيدعن 
أسرته الخاصة. 

ودعوث في يوم عيد جميع القديسين جميع أعيان الرجال في المعسكر 
إلى محلاتي» التي كانت مجاورة للبحرء وعندما كنا نتناول طعام الغداءء 
وصل في سفينة فارس فقير ومعه زوجته. وأولادهما الأربعة» فقدمت 
لهم وجبة طعام في محلاتي» وبعدما انتهينا من تناول الطعام» جمعت كل 
ل ا ا ا ا إحسان, فنفرج عن هذا 
الرجل الفقير وعن أولاده. بأن يقوم كل واحد منهم فيتعهد واحداًء 
واختصموا فيا بينهم حول من سيأخذ منء ولدى رؤية الفارس الفقير 
هذا شرع مع زوجته بالبكاء فرحاً. 

وحدث وقتذاك أن الكونت دي إيوء كان عائداً من تناول الطعام مع 
الملك فتوقف لينظر إلى الرجال الذين كانوا معىء وأخذ الطفل الذي 
اخترته وكان في حوالي الشانية عشرة من عمره؛ ونخدم هذا الفتى 


- 215 - 


حاب ولاب 


الكونت بشكل جيد وبإخلاص» لذلك قام سيده بعد العودة إلى فرنسا 
بترتيب زواج له» وعمله فارسأء وكان في كل مرة صدف وكنت فيها في 
المكان نفسه مثل الكونت» كان هذا الفارس نادراً ما يفارقني واعتاد 
ا ا ااي ال ار 
الذي أتمتع به. لك”» أما بالنسبة إلى أخوته الشلاثة فلا أدري ماذا حدث 
هم. 

وطلبت من الملك أن يأذن لي بالذهاب للحج إلى كنيسة سيدتنا في 
طرطوس» وكان مقامها مكان مقصود جداً من قبل الحجاج؛ لأنه هناك 
جرى بناء أول مذبح على الأرض تعظيياً لأم مولاناء وصنعت مولاتنا 
هناك كثيراً من المعجزات العظيمة» منها أسوق حبر المعجزة التالية مثلاً» 
فقد كان هناك رجل بول تماماه مسكون من قبل الشيطان» وبينما كان 
رفاقه الذين جلبوه | إلى هذا المقام يصلون إلى أم مولانا من أجل | إعادته 
إلى العافية» صرخ العدو من داخل جسده قائلاً لهم:«سيدتنا ليست هناء 
إنها في مصر تقدم العون إلى ملك فرنسا وإلى المسيحيين» الذين ينزلون 
هذا اليوم بالذات إلى اليابسة» ويقاتلون على الأقدام ضد قوات الخيالة 
العائدة للمسلمين»؛ وكتب تاريخ هذه الواقعة على وثيقة جلبت إلى 
النائب البابوي» الذي حدثني عنها شخصياًء ويمكنني أن أؤكد لكم بأن 
سيدتنا قد ساعدتنا بالفعل في ذلك اليوم» وكانت ستساعد أكثر لولا أننا 
أغضبناها وابنهاء ى) تقدم لي وأخبرتكم. 

وسمح لي الللك بالذهاب إلى طرطوسء وأخبرني - بناء على 
نصيحة مستشاريه - أن أشتري مائة قطعة قاش من وبر الجمل» من 
مختلف الألوان» لصالحه» حتى يعطيها إلى الرهبان الفرنسيسكان عندما 
يعود إلى فرنساء وجعلني هذا أشعر بكثير من الراحةهلأنه بدا لي في 
ذلك | إبماءة بأنه لن يبقى طويلاً في بلاد ما وراء البحر. 


وعندما قدمنا إلى طرابلس سألني فرساني عما أنا عازم على صنعه 


- 216 - 


ا 
بكل هذه القطع القهاشية من وبر الجمل» ورجوني أن أخبرهم» 
١‏ ل 0 
الشخصية». وقام أمير طرابلس - منحه الرب النعمة - بالاحتفاء بنا 
بشكل نبيل» ومنحنا كل التشريف المستطاع» وكان سيعطبني ويعطي 
فرساني هدايا ثميئة جداً» لو أبدينا الاستعداد 0 غير أثنا رفضنا 
أحذ أي شيء باستثناء بعض الآثار المقدسة. التي أخحذت بعضها إلى 
الملك؛ مع أقمشة وبر الجمل التي ابتعتها له. 

وأرسلت أيضاً أربع قطع من فاش وبر الجمل إلى صاحبة الجلالة 
الملكة» وكان الفارس الذي توجه لتقديمهم؛ قد حملهم بعد لفهم بقطعة 
من الكتان الأبيض» وعندما رأتهم الملكة يدخلون إلى غرفتها ركعت 
أمام الفارس» وركع هو بدوره الما فقالت الملكة له :«أخبض يا 
فارسي الجيد» ليس من اللائق لك الركوع عندما تكون حاملاً لآثار 
مقدسة»». فرد الفارس قائلاً :لاسيدتي» هؤلاء ليسوا قار مقدسة.؛ بل 
قطعاً من قماش وبر الجمل أرسلهم لك مولاي»» ولدى سماعها بهذا 
بدأت الملكة والسيدات اللائى كن عندها بالضحكء وقالت الملكة 
لفارسي:«أخبر سيدك بأنني أتمنى له أسوأ حظء با أنه جعلني أركع أمام 
أقمشته من وبر الجمل»). 

وفي أثناء إقامة الملك في صيداء جلب له أحد الناس حجراً كان 
يتفتت إلى شظاياء وكان أروع حجر في العا لأنك عندما كنت تنتزع 
إحدى شظاياه» تجد شكل سمكة بحرية بين قطعتين من الحجرء وكانت 
هذه السمكة من الحجر كلياء ولم يكن فيها شيئاً ناقصاً في شكلهاء وقد 
أعطاني الملك واحدة من هذه الأحجار: فوجدت في 0 07 
شبوط» وكان لونها بني» وكانت بكل تفاصيلها تماماً مثل سمكة 

ا 
نشرين ثاني 17107)» فتمدد حزيئاً لمدة يومين كاملين دون أن يتجرأ 


- 217 - 


]5 الت 


أحد على التكلم إليه» وبعث بعد هذا واحداً من خدمه من حاشيته 
لاستدعائي» وعندها مثلت: محضرته» ووجدته جالساً لوحده في غرفته 
مدّ إلى ذراعيه عندما رآني وقال:«أواه؛ أيها النائب لقد فقدت أمي. 
فقلت له:«ياسيدي لم تدهشني هذه الأخبار» ذلك أنها ماتت؛ لكنني 
مندهش منكء في أن تبديء وأنت الرجل العاقل مثل هذا الحزن 
والأسى بهذه المناسبة»لأنه ىا تعلم» قال أحد الفلاسفة العقلاء: مها 
كان الأسى الذي يشعر به الانسان في قلبه» ينبغي أن لا يظهر أي شيء 
منه على وجهه» لأنه بإظهاره لأساه يعطي لأعدائه سبباً للبهجة» ويجلب 
الحزن لأصدقائه»؛ وقام الملك بخدمات دينية كثيرة للملكة الأم في بلاد 
ما وراء البحرء كها وبعث إلى فرنسا بصندوق ملىيء بالرسائل وجهه إلى 
جميع الكنائس» يسأهم فيه الصلاة من أجل روحها. 

وجاءت السيدة مريم دي فيرئّس كنائمزء/١‏ » وكانت سيدة فاضلة 
وثتفية» لتخبرني بأن الملكة غار قة بالأحزان. وسألتني الذهاب إليها 
ومواساتهاء وعندما وصلت إلى هناك» وجدتما تبكي» ولهذا قلت لا: إن 
الرجل الذي قال ما من إنسان يمكنه قط أن يخبر ما الذي يمكن للمرأة 
أن تفعله» قال الصدقء» ثم قلت:«لأن المرأة التى كرهتك كراهية عظيمة 
قل ماتث. وها آنث تبدين لأجلها مثل هذا الأسف»». فأخبرتني بأنها م 
تكن تبكي من أجل الملكة بلانشي» بل بسبب الحزن الذي أظهره الملك 
بنحيبه على الميتة» وبسبب ابنتها - ملكة نافار فيا بعد - والتي تُركت 
الآن لتعيش في ظل رعاية الرجال فقط. 

وقد عاملت الملكة بلانشي» الملكة مرغريت بقسوة شديدة» وبقدر ما 
أوتبت ت من قدرة» حيث أنها لم تسمح لابنها أن يكون بصحبة زوجته إلا 
عندما كان يذهب للنوم معها أثناء الليل» وكان القصر الذي آثر الملك 
الشاب أن يعيش به هو قصر بونتوي 2010156 .٠‏ لأن هناك كانت 
غرفة الملك في طابق علويء» وغرفة الملكة تحنه مباشرة» وقد نظموا 


- 218 - 


لت 

الأمور بحيث مكنوا من الالتقاء والحديث معاً فوق سلم دائري يقود 
من غرفة إلى الأخرى» وكذلك رتبوا أنه عندما كان الحجاب يرون 
الملكة بلانشي تقترب من غرفة ابنهاء كانوا يقرعون على الباب بعصيهمء 
فكان الملك يبادر مسرعاً إلى غرفته وبذلك تجده الملكة هناك» وفعل 
الثيء نفسه حجّاب غرفة نوم الملكة مرغريت» عندما كانت الملكة 
بلانشي تكون ذاهبة إلى غرفة كنتهاء حتى تجد الملكة الشابة جالسة 
لوحدها فيها. 

وكان الملك مرة إلى جانب' زوجته؛ عندما كانت عرضة لخطر الموت 
بسبب جروح عانت منها أثناء ولادتها لولدك > ودخلت الملكة بلانثي إلى 
غرفتهاء وأخمذت الملك من يده وسحبته جانباً وقالت له:«ابتعد عن ها 
ع ا الل ا ا 0 
الملكة الأ ل :واأسفاه» لن تدعيني أرى 
ا ااه 0 
شح باما فد بسانت رججع اللك اللي تعدور أنها كانت تموث» 
وبصعوبة بالغة أعادوها إلى وعيها. 


- 219 - 


-5935- 


عودة إلى فرنسا 
شباط - كانون أول 4ه ١١‏ 


ولدى اقتراب الانتهاء من تحصين صيداء أمر الملك بالقيام بعدة 
مسيرات في أرجاء المعسكر. وحث النائب ب البابوي الناس لدى انتهاء 
كل مسيرة على الصلاة الوب كن قبير كيؤون الملاف حسي إراديهة 
وأن يتمكن من القيام بكل ما هو عظيم الرضاء في نظره» سواء أرجع 
إلى فرنسا أم بقي في بلاد ما وراء البحر. 

وبعد انتهاء جميع المسبرات» استدعاني الملك من حيث كنت جالساً 
مع 0 0 ما وراء البحر» واقتادن إل إحدى الساحاتث» حيث 
جعلني أةة قف وظهري متجحه نحوهم» ثم قال النائب ثب البابوي لي: «أبها 
الناقيه الملك مسرور جدا من خدماتلف» وستوف 4 جح في رؤية هذه 
الخدمات وهي تجلب المنفعة والشرف» ولكي يجلب ال نينة لك طلب 


مني أن أخبرك» بأنه قرر العودة إلى فرنسا في الفصح المقبل». فأجبته :ايأ 
رب أعنه على تنفيذ رغباته». 


فعلته» واقتادني إلى غرفة خاصة؛ حيث لم يكن من أحد معناء وأغلق 
الباب» ثم وضع يدي في يديه وشرع يبكي بحرقة؛ وما أن تمكن من 
الكلام حتى قال لي [(آنا مسرون إل .انعد الحدود. أيها النائب» وأقدم 
شكري للربء أن الملك» وأنت» وبقية الحجاج؛ قد نجوا من المخاطر 
العظيمة التي تعرضتم لا هناء غير أنني حزين في قرارة نفسي إذ توجب 
علي أن أتخلى عن صحبة مثل هؤلاء الرجال المستقيمين» مثلك أنت» 
والعودة | إلى بلاط روماء إلى بين الناس الخونة هناك» وعلى كل حال 


- 220 - 


- 5931/- 


سوف أخبرك با أقترح القيام به» إنني عازم على أن أجعل من الممكن 
لي البقاء لمدة سنة بعد مغادرتكمء وأن أنفق كل ما لدي في تحصين 
أحواز عكاء وبهذه الطريقة سوف أري الناس في روماء أن من المؤكد 
أنني لم أجلب أي مال معيء وأن يدي فارغتين» لذلك سوف لن 
يسعون راكضين خلفي». 

وما أن أخبرت النائب البابوي عن ذنبين اقترفهها واحد من الكهنة 
المرتبطين بي» حتى قال:«ما من أحد يعرفء. مثلم| أعرف أنا الذنوب 
المنحطة والدنيئة التي اقترفت في عكاء ولهذا مسوف ينزل الرب بهم 
تقد تطهر ب عكا بدماء سكامء ولسوف بأ قوع أخرون للسكني 
في مكانهم»» وقد تنبأ هذا الرجل با وقع جزئياًء لأن من المؤكد أن 
المدينة غسلت اما بدماء سكانهاء غير أن الذين سوف يعيشون هناك» 
ا ل ل إلى هناك» رجالا 
صالحين» تكون أع الهم وفق مشيئته. 

م ل ع ا 0 ولدى 
سؤاله لماذا؟ أخبرني بأن ذلك لرافقة الملكة وأولادها إلى صورء على بعد 
سبعة فراسخ» ول أقل كلمة واحدة ل 
ميم كر جد أنه ل كز و ذلك الرقيت الاصلع ولا قدنة يلن 
وبين المسلمين في مصر أو في د مشي وشكترا للزفة القمية وصلنا إلى 
0-0007 سالمين تاماه مع أئنا ترجلنا مرتين» وأشعلنا النار من 
أجل طبخ طعامناء ولإعطاء الأطفال شيئاً يأكلوه؛ أو لنمكنهم من 
الرضاعة. 

وقبل أن يغادر الملك صيدا - التي حصنها بأسوار عالية» وبأبراج» 
وبخنادق واسعة نظفها من الطين من الداخل ومن الخارج سس جاء 
البطريرك مع بارونات البلاد إليه. وخاطبوه كيايل:«القد قمثت يا 
صاحب الجلالة بتحصين مديئة صيداء ومدينة قيسارية» وبلدة يافاء 


- 221 - 


- 5958- 

ولهذا كله منافع واسعة للأرض المقدسة كما قمت أيضاً بتقوية 
الدفاعات عن عكا بالأسوار وبالأبراج التي بنيتها من حوطاء ولقد 
تداولنا حول الأمور بين أنفسناء ولم نر وجه فائدة لمملكة القدس ببقائك 
هنا لمدة أطول أخحرىء ولهذا ندعوك بإلجاح بأن تذهب إلى عكا أثناء 
الصوم الكبير المقبل» وإعداد نفسك للسفر |[ إلى الوطن» حتى يكون 
ا إلى فرنسا بعد الفصح». وأخذاً بنصيحة البطريرك 
والبارونات غادر الملك صيداء» وذهب إلى صوره» حيث كانت الملكة 
مقيمة» ومضينا من هناك إلى عكاء إلى حيث وصلنا مع بداية الصوم 
الك 


واهتم الملك في أثناء الصوم الكبير في إعداد السفن للعودة إلى فرنساء 
وكان عدد الموجود من السفن ثلاث عشرة فقطء با في ذلك الغلايين 
والسفن. وبانت هذه اه الملك 
والملكة في عشية عيد القديس مرقص بعد الفصح.ء وكانت الريح 
للابحار» وأخبرني الملك في يوم عيد القديس مرقص»ء 517 7 
هو يوم عيد ميلاده. ورددث عليه أن بإمكانه اك 
قد ولد مجدداً في ذلك اليوم؛ لأنه من المؤكد أنه دخل في حياة جديدة 
عندما نجا من تلك البلاد المرعبة. 


وأصبحنا في يوم السبت على مرأى من قبرصء والجبل القائم في 
تلك الجزيرة واسمه جبل الصليب» وتصاعد في ذلك اليوم ضباب من 
الأرض وانتشر في البحر» فلهذا خيّل لملاحيناء الذين رأوا قمة الجبل 
فقط فوق الضبابء أننا كنا أبعد عن قبرص مما كنا عليه بالفعل» ولهذا 
تقدموا مبحرين بجرأة حتى حدث واصطدمت سفيئتنا بشاطىء الرمل 
أحث الماع ولولا أننا حظظنا واصطدمنا بذلك الشاطىء الصغير من 
الرمل. لاصطدمنا بكتلة كبيرة من الصخور المغرقة» ولتحطمت سفينتنا 
إلى قطع» ولسقطنا جميعاً ولغرقنا. 


- 222 - 


- 5939 - 

وعندما اصطدمت سفينتناء ارتفعت صرختعالية على ظهر السفينة 
وكان كل واحد يصرخ وهو مصاب باليأس» وعصر الملاحون وبقية 
الناس أيديهم خحوفا من الغرق» وما أن سمعت الصراخ حتى نبضت 
من فراشى حيث كنت مستلقياً. وذهبت إلى ظهر السفينة للالتحاق 
بالبحارة في برج السفينة» وعندما وصلت إلى هناك قال الراهب ريموند 
- وكان داويا وامرا للملاحين لواحدمن رجاله:«ارم الرصاص»»: 
وما أن فعل ذلك حتى صرخ:«الرحمة لناء نحن فوق الأرض» ولدى 
سماع الراهب ريموند بهذاء شد ملابسه وشمرها حتى حزامه» وشرع 
بنتف لحيته. وأخذ بالوقت نفسه يصرخ:«لقد ضعناء لقد ضعنا». 

وقام في تلك اللحظة واحد من فرساني» واسمه جين دي مونسون ' 
067 -- وكان والد وليم راعي دير القديس ميخائيل - بتقديم 
حدمة عظيمة لي بأن جلب لي رداء مبطناً من أرديتى» وألقاه على 
ظهري دون التفوه بكلمة, لأنني كنت مرتدياً قميصص فقطء فقلت 
بصوت مرتفع له:«مافائدة هذا الرداء الذي جلبته لي ونحن نغرق»؟ 
فأجابني:«نفسي لك الفداءء إنني أفضل أن أرانا جميعاً نغرق على أن 
آراكاتصابة بمرظن مامز البحر واناوت بسيةة: 

ونادى بحارتنا:( أنتم» أيها الذين في الغلايين» تعالواوخذوا الملك»» 
لكن من بين أربعة غلايين كانت للملك هناك لم يقترب أي منها مناء 
وبفعلهم هذا تصرفوا بحكمة كبيرة» لأنه كان على ظهر سفينتنا ثاناثة 
إنسان» وكان هؤلاء سيقفزون إلى الغلايين لونقاد حياتهم» وبذلك كانوا 
سيسببون غرقها. 

وقام الرجل الذي لديه الرصاص برميه ثانية» ثم جاء إلى الراهب 
ريموند ليخبره بأن السفيئة لم تعد جانحة فوق الأرض» وذهب الراهب 
ريموند ليخبر الملك. فوجده متمدداً فوق السطح أمام تمثال جسد 
مولانا الموجود فوق المذبح؛ وقد مذ ذراعيه على شكل صليبء وكان 


- 223 - 


ء/ا58 ب 
عاري القدمين في قميصه فقط» وشعره مشعث مثله مثل إنسان كان 
يتوقع الغرق بلا شك. 

وما أن جاء نور الصباح حتى رأينا أمامنا الصخرة التي كنا سنصطدم 
بهاء لولا أن سفينتنا جدنحت فوق شاطىء الرملء وجمع الملك في 
الصباح جميع مقدمي بحارة السفن» فبعفوا أربعة غواصين إلى قاع 
البحر» ؛ وبعد عودتهم من الغوص. استمع إليهم الملك مع مقدمي 
البحارة كل على انفراد» واحداً بعد الآخرء وبذلك لم يعرف غواص ما 
قاله القوامن 2 2 0 00 


جع لك مشلدي الاين وسأفم سا الي بووة بي شو 
الدمار الذي لحق بالسفيئة» وبعدما تبادلوا الرأي فها بينهم, أخروا 
ا ل ا ا ا 
وقالوا:نحن نخبرك أن تفعل هذاء لأثنا نعتقد بشكل يقبني أ ن جميع 
خشب لله قد تفككء. ونخشى أنها عندما تصبح في أعالي البحار» 
لن تكون قادرة على الصمود في وجه ضربات الأمواج؛ وسوف تتفت 
إلى قطع» ولأنكم تعلمونء أننا عندما كنا قادمين من فرنساء أصيبت 
إحدى سفنكم بمثل الإصابة نفسهاء ولدى مواجهتها للمياه العاتية 
تحطمت». وهلك كل واحد كان على ظهرها باستثناء امرأة واحدة وابنهاء 
فقد عامت بسلام على قطعة من السفينة:(أنا يمكنني شخصياً تأكيد 
ذلك؛ وأتهم كانوا يقولون الصدقء لأنني رأيت المرأة وولدها في بيت 
الكونت دي جويني ل الأول » حيث أعطاها مأوى» محبة بالرب). 

وتشاور الملك مع اللورد بيير الحاجب» وجايل لى برن قسطلان 
فرنساء وجيرفيه دي اسكرين 50121765:] رئيس طباخي البيت الملكي» 
ورئيس شامسة نيقوسياء اللسؤول عن ختم الملك» وهو الذي صار 


- 224 - 


591/1 - 
في هذه الحالة» وأجبناه على الإنسان في جميع القضايا الدنيوية الاقتداء 
بالذين لد بهم أفضل الخبرة والمعلومات» وقلنا :«وبناء عليه» نخبرك من 
0000 


والتفت الملك إلى مقدمي البحارة وقال:«أستحلفكم بشرفكم. فيها إذا 
كانت السفيئة سفينتكم» ومحملة ببضائعكمء هل كنتم ستهجرونها»؟. 
وأجابوه معا أنهم ما كانوا سيقومون بذلك» وأنهم كانوا يؤثرون 
تعريض أنفسهم لخطر الغرق على أن يقوموا بدفن سفينةكلفتها أربعة 
ألاف ليرة ذهبية أو أكثرءوهنا قال الملك:«لماذاء إذن تشيرون عل 
بمغادرة السفينة»؟ فأجابوه:«لأن المقارنة غير صحيحة: لأنه لا قيمتك 
شخصياء ولا قيمة زوجتك: ولا قيمة أولادك؛ ولا قيمة الذين معك 
على ظهر السفينة يمكن تقويمها بالذهب و الفضة ولهذا السبب نشير 
عليك أن لا تخاطر بحياتك أو حياتهم) : 

فقال الملك :سادتي الطيبين» لقد سمعت ما ترونه» وما يراه أتباعي» 
وسوف أخبركم الآن بالذي أراه» وهو مايلي: إذا ما غادرت أنا هذه 
السفينة» فهناك خمساثة إنسان أوأكثر على ظهرهاء سيقومون بالنزول في 
قبرص خشية الخطر على أنفسهم - لأن ما من واحد منهم إِلآّ ويحب 
ل 0 م 0 
سأضع نفسي وزوجتي وأولادي في أيدي الرب» ولن أسبب مثل هذا 
الأذى العظيم لمثل هذا العدد من الناس الذين هم هنا». 

وكان الضرر الذي سيسببه الملك إلى الناس من الممكن رؤيته مما 
حدث لأولفر دي تيرم» الذي كان في سفينة جلالته» فقد كان واحداً 
من أجرأ الناس الذين رأيتهم قطء وقد ميز نفسه فوق بقية أتباعه في 
الأرض المقدسة» ومع ذلك لم يتجرأ على البقاء معنا خشية الغرق» 
وهكذا بقي في قبرص» ووجد هنا عوائق كثيرة في طريقه. حتى أنه لم 

- 225 - 
الموسوعة الشامية ج ٠١6‏ - ملم 


--ا/ا59؟ - 
يتمكن من الإلتحاق بالملك إلا بعد مضي سنة ونصف السنة مع أنه كان 
رجلاً ثريا وله مكانته» وكان من الممكن له أن يدفع بسهولة نفقات 
عبوره» ففكروا كيف كان يمكن لأناس من مرتبة أدنى» من دون ما 
يكفي من المال» كان بإمكانهم أن يدفعوه لنفقات رحلتهم | إلى الوطن» 
وكاب كالو اام دوزو نا لأس وقتدر اننا | إنسائاً مثل هذا في مكانته وقد 
أعيق إلى هذا الحد العظيم. 
وما أن نجونا من هذا الخطرء الذي نجانا الرب منه» جتى وقعنا 

بخطر آخمرء ذلك أن الريح التي ساقتنا إلى ساحل قبرص» حيث كان 
من الممكن أن نغرق بكل سهولة» بدأت الآن تبب بشدة كبيرة وبعنف 
أرغمتنا به على العودة ثان 0 
لمواجهة الريح. لكنهم لم يتمكنوا من إيقاف السفينة حتى أنهم ألقوا 
بخمسة مراسي» ولقد بات من الضروري | إزالة جوانك حجر املك 
التي كانت وأقعة فوق السطح العلوي للسفيئة» فما من واحد تجرأ على 
البقاء هناك خشية أن تجرفه الريح إلى البحرء وحدث في ذلك الحين أن 
كت ا رمال اريا وير ل عرد الف اسح لان الاي 
معتقدة أنها سوف تجد زوجها ني الداخل»ء فسألتها عن الذي تبحث 
عنه» فأخبرتني أنها جاءت للتحدث إلى الملك» ولتطلب منه أن يعمل 
نذراً إلى الرب» أو إلى قديسيهه في أن يذهب في حج ماحتى يمكن 
للرب أن ينجينا من الخطرالذي كنا فيه» لأن البحارة قالوا بأننا جميعاً 
عرضة لخطر الغرق» فقلت لها:«سيدتي تعهدي بالقيام برحلة إلى مزار 
القديس نيقولا في فرنجفايل ©ا|أ/ا1أ31:809/ » وأنا أضمن لك عنه بأن 
الرب سوف يعي دك إلى فرنسا مع الملك وأولادك»» فأجابتني 

قائلة:«سوف أفعل ذلك عن طيبة خاطر أيها النائب لكن الملك له طباع 
خاصة غريبة» حيث أنه إذا ما عرف بأننى عملت هذا التعهد من دون 
معرفته» لن يدعني أذهب». ْ 


- 226 - 


- 


فقلت:« في جنيع الأحوال» هناك شيء واحد يمكنك القيام به: 
ل ل ا 
لفضة.» لفضة» قيمتها خمسة ماركات؛ عن الملك وعنك؛ وعن أولادك الثلاثة 
يي 
نذرت إلى القديس نيقولا أنه إذا ما أنقذنا من الخطر الذي كنا فيه في 
الليلة الماضية» سوف أذهب من جوانفيل» مشياً على الأقدام غير منتعل؛ 
لزيارة مزاره في فرنجفايل»» وأجابت الملكة أنه بالنسبة للسفيئة الفضية 
التي قيمتها خمسة ماركات» فإنها تعد بها إلى القديس نيقولاء وأن أتوللى 
الضمانة والشهادة لديه» وأخبرتها بأنني سأفعل ذلك بكل سروره : ثم إنها 
ذهنت» لكتها م : يق بعبدة للة طويلكء فقن عاذت فور وقالت قلق 
القلنا القديسن ليقولا من :طن لدال؛ لأن الريح قد هدأت». 
وعندما عادث الملكة إلى فرنسا - منحها الرب الرحمة - أمرث 
نع سفيئة فضية لها في باريسء وكان فيها تماثيل تمثلهاء وتمثل الملك» 
وتمثل أولادها الثلاثة ثة وكانوا جميعاً من الفضةء واستخدم المعدن نفسه 
لتمثيل البحارة» والسارية» والعلم» والدفة؛ أما الأشرعة فقد خيطوا 
بخيوط فضية. وأخبرتني الملكة أن صنعها كلف مائة ليرة ذهبية 
دما :نانع جاهرة ارسيلت البلشية لي إلى جوانفيل» حتى أتدبر 
نقلها إلى ببعة القديس نيقولاء وقد فعلت ذلكء» وقد رأيتها مازالت في 
بيعته عندما كنا نصطحب أخت الملك الحالي إلى ها غونو -19] 
81 للزواج من ابن امبراطور ألمانيا. 
ودعونا الآن نعود إلى موضوعنا الأسامي؛ ولنتابع حكايتناء فبعدما 
نجونا من هذين الخطرين» جلس الملك على حافة السفينة العلياء وطلب 
مني الجلوس عند قدميه وقال لي:«تعلم أبها النائب أن الرب قد أظهر 
قدرته بوضوح كامل لناء بواحد من رياحه الصغيرة -- وليس بواحد 
من رياحه الأربعة الرئيسية -- وكاد أن يغرق ملك فرنساء وزوجته 


-227 - 


- 591/8 

وأولاده» وكل من كان برفقته. ولهذا يتوجب علينا إظهار امتناننا 
وتقديم شكرنا لإنقاذنا من مثل هذا الخطر». 

لم أضاف:«ولقد أخبرنا القديسون أنه عندما تلم البلايا بالناس 
ويساتون عرضة لمعاناة مثل هذه المحن» أو الإصابة ببعض الأمراض 
الخطيرة» أو المخنضوع لعذاب شديدء عليهم عد ذلك بمثابة إنذارات أو 
هديدات من مولانا وخلصناء لأنه يا قال للذين شفيوا من بعض 
الأمراض الخطيرة: انظروا كيف كان بإمكاني إماتتكم لو أنني أردت» 
بإمكانه أن يقول لنا الآن: انظروا كيف كان بإمكاني إغراقكم لو شئتكم 
أن تموتوا». 

ومضى الملك بحديثه يقول:الهذا علينا أن ننظر في أنفسنا ونتفحصها 
ع ا 00 
بإرعابناء وإذا ما وجدنا شيئاً في أنفسنا يغضبه علينا على الفور أن 
نتخلص منه؛ لأننا إذا ما فعلنا عكس ذلك بعد هذا الإنذار الذي أعطانا 
إياهه سوف يعاقبنا بالموت» أو بمصيبة أخرى عظيمة» سوف تؤذي 
أجسادنا وأرواحنا». 

ثم أضاف الملك وتابع يقول:«قال القديس أبها النائب: مولانا الرب 
ماذا هددتنا؟ لأنك لو دمرتنا جميعاء فذلك لن يجعلك أفقرء كما أنك لن 
تكون أغنى لو حفظتناء وقال القديس: ومن هذا نرى أن هذه 
الانذارات التي بعثها لناء لم يبعثها ليزيد مرابحه؛ ولا ليحمي نفسه من 
الخسارة» بل أرسلهم فقط صدوراً عن حبه العظيم» » ليوقظناء لكي 
تمتلك شعوراً نظيفا بشآن مستقيلداء وآن نطهسر قلوبنا من كل ما لا 
يرضيه). 

وحرها روه سي ارارم نو عاد القري» واقياء لخر 5ن 
نحتاجهاء غادرنا جزيرة قبرصء» وأبحرنا إلى جزيرة أخرى اسمها 


- 228 - 


- 591/0 

لامبدوسا 121001053 حيث أمسكنا علدا كبيرا من الأرانب» 
ووجدنا هناك ناسكاً عجوزاً بين الصمخورء مع حديقة كان التستالة 
الذين عاشوا هناك منذ مدة طويلة قد زرعوهاء وكانت مزروعة بأشجار 
الزيتون» وأشجار التين» والكرمة وأشجار أخرى ونباتات من مختلف 
الأنواع» وكان هناك مهبر صغير يجري خلال الحديقة من نبع هناك 
وذهب الملك مع بقيتنا إلى قلب البستان» حيث وجدنا في أول كهف 
وصلناو إليه كنيسة صغيرة» جدرانها مطلية بلون أبيض» وهي تحتوي 
على صليب من الطين الجاف. ولدى دخولنا إلى الكهف الثاني وجدنا 
جسدين لرجلين ميتين» اهترأت جلودهماء وما تزال أطرافهها فوق 
بعضهاء وعظام أيديهما فوق صدريهاء وكان جسديه| ممددين باتجاه 
الشرق» حسب الطريقة نفسها التي يدفن بها الناس تحت الأرض. 

وعندما عدنا إلى سفينتنا وجدنا واحداً من بحارتنا مفقوداء واعتقد 
مقدم البحارة أنه لابد بقي في الجزيرة ليكون ناسكاء ولهذا ترك نيقولا 
دي سوسي 5015 ' الذي كان مقدم سي رجندية الملك ثلاثة حقائب من 
البقسماط» عل ذلك الرجل يجد شيئا يقتات به. 

وبعدما غادرنا لامبدوسا وصلنا إلى مرأى من جزيرة كبيرة في وسط 
البحر» وكانت تعرف باسم بانتالاريا 218/2118 (قوصرة)» وكانت 
مسكونة من قبل المسلمين الذين كانوا خاضعين لملك صقلية وملك 
تونس» وترجت الملكة الملك أن يرسل إلى هناك ثلاثة غلايين ليجلبوا 
فواكه لأولادهاء وقد وافق الملك» وبعث بمقدمي الغلايين للذهاب إلى 
هناك» وأمرهم أن يكونوا جاهزين للالتحاق به فور مروره أمام 
الجزيرة» وأخذت الغلايين طريقها إلى هناك» ودخلت إلى ميناء صغير؛ 
لكن الذي حدث أنه عندما مرت سفينة الملك من أمام الميناء» لم تكن 
هناك علامة على وجودهم. 

وبدأ البحارة يتمتمون فيا بينهم» وبناء عليه أمر الملك بمثشول جميع 


- 229 - 


- 9591/1 


البحارة أمامه. وسألهم عن الذي يعتقدون أنه قد حدث» فقالوا بأنه 
يبدو لهم أن المسلمين قد أسروا رجال الملك وغلايينهم؛ وقالوا: «ونحن 
ننصح جلالتك بشدة أن لاتنتظرهم » لأنك الآن بين ملكتي صقلية 
وثونس» وما من واحدة منهماتمتلك مشاعر الحب نحوك» وإذا ما تركتنا 
نتابع ابحارناء فسوف نخرجك من هذا الخطر قبل الصباح, لأننا نكون 
في ذلك الوقت قد مررنا خلال المضيق». 

وقال الملك: «الحق أقولء ليس لدي نية بالأخذ بنصيحتك وأن 

أترك رجالي في أيدي المسلمين؛ دون بذل غاية جهدي لإنقاذهم؛ ولمذا 
أمركم بإدارة أشرعتكم حتى يكون بإمكاننا مالعة الأعداءف وعندمنا 

سمعت اللملكة بهذاء بدأت تبدي عظيم جزعها وقالت: «واحزناه» هذا 

كله من صنعي). 

وبيدا كنا نجهز أشرعة سفينة الملك والسفن الأخرى حتى نكون في 
مجرى الريح نحو الساحل؛ رأينا الغلايين تغادر الجزيرة» وما أن اقتربوا 
من الملك» حتى سأل الملاحين لماذا تأخحروا كل هذه المدة» فأجابوه بأن 
ذلك لم يكن تقصيراً منهم بل فوق طاقتهم» ومرد الخطأ إلى بعض أبناء 
برجاسية باريسء الذين كان عددهم ستة» فقد تأخر هؤلاء في الحدائق. 
وهم بأكلرة الفواك» ولقد كنا من حي الممكن [حضارهي: ول برغيرا 
في تركهم خلفهمء وأمر الملك بوضع المجرمين الستئة في القارب 
الطويل» وهنا بدأوا يصر حون ويعولون. وقالوا: «من أجل الربء. خخل 
ياصاحب الجلالة كل ما نملكه فدية لناء ولاتلقنا بين القتلة واللصوص» 
لأن ذلك سيكون عاراً أبدياً لنا». 

عا و ا ا 0 
لم يصغ إلى أي واحد مناء وهكذا وضع الستة جميعاً في القارب الطويل؛ 
ومكثوا هناك حتى وصلنا إلى اليابسة» وكانوا في وضع خطر كبيرء 
وضيق شديد» حتى أنه عندما كان البحر يثور» كانت الأمواج العالية 


- 230 - 


-ل/ا/اة؟ - 


تتدفق فوق رؤوسهمء وتوجب عليهم البقاء جالسين طوال الوقت» 
خوفاً من أن تحرفهم الريح إلى الماء» وكان هذا العقاب رادعاً لهم 
واستتحقوه» بسبب الأذى الذي الحقه جشعهم بناء فقد تأخرت رحلتنا 
اسبوعاً عما كانت ستحتاجه لأن الملك جعل السفن : تغب مسارهاء 
وتعود إلى الخلف. 

وقبل أن نصل إلى البابسة واجهنا تخاطرة أخرى في البحره فقد قامت 
إحدى الراهبات العلمانيات» وكانت تتولى خدمة الملكة» بأخذ منشفة 
الملكة التي كانت ترتديها حول ل 
الفراش» وألقت بها بدون انتباه قرب الموقد المعدني» الذي كانت فوقه 
شمعة الملكة تحترق» وبعدما مضت هذه الانسانة البسيطة | إلى النوم في 
السجرة ة المخصصة لنوم النساءء تحت فراش الملكة» تابعث الشمعة 
احتراقهاء حتى بات لحبها منخفضاً بها فيه الكفاية لاشعال النشفة. 
وانتقلت النار من هناك إلى الأقمشة قمشة التي كانت تغطي الملكة بها لباسها. 


وأفاقت الملكة لتجد حجرتها وهي تحترق» نفدت من فرانها وي 
عارية تماما والتتقطت المنشفة» ورمتها وهي تحترق في البحر» ثم أطفأت 
النار التي كانت فوق ثيابهاء وصرخ ارجا الاين كارا حل السلياة 
في الققارب الطويل بهدوء «الثارء الدارة فرفعت رأمي فرأيت اانشفة 
وهي ماتزال تلتهب بقوة فوق سطح البحر الادىء» فارتديت قميصي 
بأقصى سرعة ممكنة» وذهبت فجلست مع البحارة. 

وبينا أنا هناك» جاء تابعي» الذي كان نائئاً عند أسفل فراشي؛ 
وأخبرني بأن الملك قد استيقظ وسأل عن مكان وجوديء وقال: «لقد 
أخبرته أنك في حجرتك, فقال الملك لي: انك تكذب»», وفيا نحن 
نتحدث جاء قسيس املك الأخ غيوفري بشكل مفاجىء | لبنا وقال لي: 
«لاتخشى شيئء كل شيء على ما يرام ) فقلت : «الأخ غيوفري إذهب إلى 
املكة وأخبرها بأن املك مستيقظ» واطلب منها أن تذهب إليه لكي 


- 231 - 


- 591/8 


يطمئن باله». 

وفي اليوم التالي قال قسطلان فرنساء وبيير حاجب الملك؛ وجيرفيه 
وق شا للك اتات «ما الذي حدث في الليل»؛ لأننا سمعنا 
كلمة نار»؟ » أما أنا من جانبي فقد احتفظت بالصمت» لكن الملك رد 
قائلا: اإنه مجرد حادث عرضيء يبدو لي أن النائب يعرف عنه أكثر مني؛ 
وعلى كل حال سوف أخبركم كيف أنه صدف أن نجونا بصعوبة من 
الاحتراق في الليلة الفائتة»» وهكذا أخيرهم بالذي .حدث وقال لي: «أيها 
النائب إننى أمرك من الآن فصاع دا بأن لاتذهب إلى الفراش»: حتى 
تكون قد أشرفت على إطفاء جيع النيراث: باسعناء الدار الرئيسية ف 
مخزن السفيئة» وليكن معلوماً لديك أنني لن أذهب إلى فراشي حتى تأتي 
وتخبرني بأن ذلك قد صنع»» وقد نفذت هذا الواجب طوال وجودنا 
في البحر» ولم يذهب الملك إلى فراشه قط حتى عدث إليه. 

وحدث حادث آخر في أثناء رحلتناء فقد كان اللورة دراغونت -013آ 
001161 وهو سيد من بروفانس» م أجل الأيام في سفينته» 
التي تبعد متقدمة حوالي الفرسخ أمام سفنناء ولدى استيقاظه دعا 
واحداً من أتباعه وقال له: #خل شيئاً ما وغط تلك الفتحة لأن الشمس 
تضرب وجهي»؛ ووجد التابع نفسه غير قادر على تغطية الفتحة إل من 
الخارج. فصعد جانب السفينة» وعندما كان مشغولاً في وضع | الغطاء 
انزلقت قدمه. وسقط في الماء» وبا أن السفينة كانت سفينة صغيرة؛ لم 
يكن لدبها قارب طويل للنجاة مربوط بباء وهكذا خلفت التابع عل 
مسافة بعيدة منهاء ورآه الذين كانوا في سفيئة الملك» لكن بها أن لجل 
في الماء لم يبذل أي جهد لمساعدة نفسه؛ ظئنا أنه حزمة ماء أو برميلاً. 
وقام واحد من غلاييبن الملك بانتشاله. وجلبه إلى سفينتنا» حيث 
أخبرنا كيف وقع الحادث» وسألته لماذا لى يحاول مساعدة نفسه. إما 
بالسباحة أو بأي طريقة أخرى» فأجابني أنه لم تكن هناك حاجة لذلك» 


- 232 - 


- 9919/4 

أو ضرورة بالتفكير بالقيام بذلك» لأنه عندما بدأ بالسقوط أوكل نفسه 
إل سيدتنا سيدة فوفيرت 11©/لا2/ا وقد أمسكته هي من كتفيه من 
وفت سقوطه حتى انتشله غليون الملك» وتشريفاً هذه المعجرة.» تذدبرت 
أمر رسمها على جدران بيعني في جوانفيل» وكذلك فوق الزجاج الملون 
للنوافذ في بليكورت. 

وبعدما أمضينا عشرة أسابيع في البحر وصلنا إلى ميناء وقع على قرابة 
الفرسخين من قلعة هير 111/8785 » التي عادت بملكيتها إلى كونت دي 
بروفانس» الذي أصبح فيا بعد ملكاً على صقلية» ووافقت الملكة ومعها 
جنيع المستشارين على وجوب نزول الملك هناك لأن البلاد كانت تابعة 
إلى أخيه» ورد الملك» أنه في جميع الأحوال لن يغادر سفيتده حتى نصل 
إلى أيغوس مورت 1/0185 -65لالوأل التي كانت في أر اضيه؛ وتمسك 
بهذا الرأي ضدنا طوال يوم الأريعياء والحفيتن ف:ول تميتطع اجبارة 
على تغيير رأيه. 

وامتلكت جميع السفن التي بنيت في مرسيليا سكانين ارتبط كل 
والخدمنهها بدزاع.دفة بطريفة رائعة كناك من إدارة السفينة إلى اليمين 
أو إلى اليسار بسهولة مثل) يمكنك إدارة الحصان أثناء الفلاحة وفي يوم 
الجمعة كان الملك جالساً على واحد من هذين الذراعين» وقد استدعانٍ 
إليه وقال: «ما هو رأيك أبها النائب حول هذه المسألة»)؟ فقلت: «إنك 
سوف تستحق ما سيجري لك إذا ما واجهت منيتك بشكل ماء مثلما 
حدث لدام بوربون» التي رفضت النزول في هذا الميناء» بل مضت ثانية 
إلى ايغو-- مورت» وبقيت في البحر لمدة ستة أسابيع كاملة». 

واستدعى الملك مستشاريه للاجتاع به وبعدما أخبرهم بالذي فلته 
سأهم عن الذي يشيرون به» وقد رأوا جميعاً أن عليه النزول هناك 
وبالتالي سيكون تصرفاً غير منطقي من جانبه؛ الآن وقد بائوا خارج 
الخطرء تعريض نفسهه وزوجته وأولاده لمزيد من المخاطر في البحرء 


- 233 - 


1994. 

وقبل الملك هذه النصيحة التى أسديناها له» وبعث قراره بهجة عظيمة 
في نفس الملكة. ١‏ 

وبالنتيجة نزل الملك مع أسرته قرب قلعة هير» وفي الوقت الذي كان 
يننظر فيه هناك للحصول على خيول لرحلته عائداً إلى جزيرة فرنساء 
أهداه راعى دير كلون- الذي صار فيا بعد أسقفاً لأولف 011/6 
مهرين» تساوي قيمتهم| لححساثئة ليرة ذهبية في هذه الأيام» وكانا مهر 
للملك شخصياً والآخر إلى الملكة» وبعدما أهداه إياهما قال راعي الدير 
للملك: «سوف أعود غداء لأتحدث إلى جلالتكم حول مسائل 
شخصية». وعاد راعي الدير في اليوم التاليء وأصغى الملك مطولاً 
وبعناية كبيرة لما قاله» وعندما ذهب مضيت إلى الملك وقلت له: «أود أن 
أسنالك إذا نا معت لي..ه) إذا كنت أوليك راي يركلوني العناية 
وأصغيت إليه باهتمام» بسبب المهرين اللذين أعطاكهها البارحة»)؟ وفكر 
الللك مليا ولوفت طويل» وفن تم قال: «تريد أن أخبرك الصدقء لقد 
فعلت). 


فقلت: «ياصاحب الجلالة هل تعرف لاذا سألتك هذا السؤال»؟ 
فقال: «لماذا فعلت ذلك »)؟ فأجبته: ابسبب أننى أشير بإخلاص على 
جلالتك» أنك عندما تعود إلى ملكتك أن تحظر على مستشاريك الذي 
أقسموا على إدارة أعمال العدالة؛ 3 أي شيء من الذين لديهم أية 
قضية لعرضها أمامك» وكن متأكداء أ: نهم إذا ما قبلوا أية هدية» سوف 
يصغون برضا أعظمء ويساية أكير نإل الذين أعطوهم شيئاً ماء مثلم 
فعلت جلالتك في قضية راعي دير كلوني»» واستدعى الملك على الفور 
مستشاريه إليه وأخبرهم بالذي قلته» فأخبروه بأن الذي أشرته عليه 
جا 


وبسب سوحة هذا الراهي الملبيدة مقدقتاه إلمة حي يتمكن مم 


- 234 - 


-15981- 


رؤيته ويستمع إلى عظته؛ وني الوم الذي كان الراهب هوغو قادما فيه 
إلى هير» : تشوفنا على طول الطريق الذي كان قادماً عليه» ورأينا حشداً 
عظيياً من الرجال والنساء يسيرون خلفه على أقدامهم ؛ وطلب الملك منه 
أن بيط ركه يدا دالت بتسرشات عل لذن متاق النطيات 
الرهبانية» وقال: «سادتي» لقد رأيت عدداً كبيراً امن الرهبان في بلاط 
الملك» وفي صحبتها» ثم أضاف: «في المقا م الأول» أنا مهيا واحد فز 
ا ا ا 
انقاذهم فيه؛ ما لم تكن الكتابات المقدسة تكذب عليناء وهذا غير ممكن» 
لأن هذه الكتابات المقدسة تخبرنا أن الراهب لايجوز أن يعيش خخارج 
ديره» أكثر من الوقت الذي يمكن لسمكة أن تعيشه حارج الماء» وهنا 
إذا كان هؤلاء الرهبان يقولون بأن البلاط هو دير» يمكنني أن أقول لهم 
إنه أو سع دير رأبته قطء لأنه يمند من شاطىء البحر هذا إلى الشاطىء 
الآخر» وإذا ما أعلئوا 0 الطراز حياة فاسية 
في سبيل خلاص أرواحهم؛ إنني لا أصدقهم. لأني أخبركم أنني وأنا 
موجود معهم هنا لقد أكلت كثيراً من مختلف أنواع اللحوم؛ وشربت 
كثيراً من الخمور القوية واللطيفة من أفضل الأنواع» ومن هنا أؤكد لكم 
بثقة أنهم لو كانوا يعيشون في دير:هم لما عاشوا مثل هذه الحياة السهلة 
والرغدة» التي يعيشونها الآن مع الملك). 

وأخبر الراهب أثناء عظته الملك كيف ينبغي أن يحكم لصالح شعبه 
وأعبى خطابه بقوله بأنه قرأ الكتداب المقدس وكثيراً من الكتدابات التي 
تساعد على شرحهه غير أنه لم يرقط في الكتابات المسيحية أو غير 
المسيحية» أن أي مملكة أو دولة ضاعت أو انتقلت من حاكم إلى اخر» 
مالم يكن تقدم ذلك تجاهل لمطالب الحق:والعدالة» وقال: «ولهذاء على 
الملك العائد الآن إلى مملكته؛ أن يأخحذ بالحسبان حكم شعبه بالعدل 
والمساواة» فبذلك يكون جديراً بحب الربء ولن ينتزع الرب مملكته منه 


- 235 - 


9م59 
2 
مادام حيا). 


وقد قلت للملك يتوجب عليه الاحتفاظ بالراهب هوغو بصحبته 
بقدر ما يمكنه من الوقتء فأحبرني بأنه قد تولى رجاء الراهب للبقاء 
معه لكن لهذا كله رفضء ثم أخذني الملك من يدي وقال: «دعنا ذهب 
كلانا ونترجاه معا»» وذهبنا لرؤيته» وقد قلت له: «أرجوك ياسيدي 
كان روا اناك د لل أن اللو 
أجابني بغضب عظيم قائلاً: «في الحقيقة ياسبدي إنني لن أفعل مثل هذا 
الثيء» ولسوف أذهب إلى حيث يرى الرب أنه أفضل من البقاء مع 
الملك وبرفقته)», وقد بقي يوماً وإحدا معناء وغادر في الصباح التاليء 
وسمعت فيا بعد أنه مات ودفن في مدينة مرسيلياء وقد صنع هناك 
عدداً من المعجزات. 
ومضى الملك في اليوم الذي غادر فيه هير نازلاً من القلعة سيراً على 
0 لأن الرابية كانت شديدة الانحدار» ولقد ابتعد في سيره كثيراً إلى 
أنه لم يستطع العودة إلى مهره» وهكذا توجب عليه امتطاء مهري. 
وعدم أحفر مره له قت مقشبا كرا دخو خاصه بو 
© وبعدما وجه إلى هذا الانسان المسكين توينطيا كبيرأء قلت 
للملك: اإيتوجب عليك ياصاحب الخلالة اس 
لأنه خدم -جدكء وأباك» وأنت»» فرد علي: «أيها النائب» إنه لم يخدمناء 
تعن لين نضا الصاح ل يشاك نا دل الرض بن دافا 
السيكة) لأن جدي الملك فيليب» أخبرنيٍ مرة أن علينا مكافأة خدمناء 
بعضهم أكثرء ؛ وبعضهم أقل» وذلك تبعاً للطريقة التي أدوا بها 
٠ 0‏ كما أنه اعتاد أن يقول لايمكن لانسان أن يحكم بلاداً بشكل 
ا ا ل ا ل 
وأضاف يقول: ١‏ وإنني إذ أخبرك بهذه الأشياء؛ لأن العالم جشعون جداً 
بمطالبهم» إلى حد أن عدداً قليلاً من الناس هم الذين يفكرون بإنقاذ 


- 236 - 


-5985- 

نفوسهم.ء أو يسعون في سبيل شرفهم الشخصي» دون أن يكون ذلك 
على حساب الاستيلاء على بمتلكات الآخرين سواء أكان ذلك حقاً أم 
باطلا). 

ومرٌ الملك في طريقه عبر مقاطعة بروفانس» بمديئة واقعة في تلك 
الأرجاء اسمها اكس “ألم » فبها يرقد جسد مريم المجدلية مدفونا 
ومضينا للنظر إلى كهف مرتفع كثيرأ في منطقة صخرية قيل بأن القديسة 
قل عاشت فيه عيشة التنسك لمدة سبع عشرة سنة» وعندما وصل الملك 
إلى بوكير ©1أ8681008 ورأيته قد صار في أراضيه داخل ممتلكاتف 
ودعته وذهبت لأقوم بزيارة ابنة أخي دوفين دي فينا ©0 ©6(أآأنا0] 
8 . ثم زيارة عمي كونت دي شالون 68/00 » وأبنه كونت 
بيرغندي. 

وبعد الاقامة لبعض الوقت في جوانفيل» حيث توليت العناية 
بمصاحي الخاصة» ذهبت للالتحاق بالمللك» الذي وجدته في سواسون» 
وقد رحب بي بسرور عارم, إلى حد أن جميع الذين كانوا معه تعجبوا 
من ذلك» ووجدت الكونت جين دي بريتاني هناك مع زوجته ابنة الملك 
ثيبوت الأول ملك نافار» وقد قدمت لتقدم الولاء للملك» بشأن جميع 
الحقفوق التي يمكن أن تنالها في شامبين؛ وعلى كل أجل الملك النظر 
بالقضية» وأحالحاء وكذلك أحال الملك ثيبوت الثاني إلى مؤتمر سوف 
يعقد في باريس» حيث يمكن ساع قضيتههماء ولكي تأخذ العدالة مجراها 
لصالح الفريقين. 

وجاء ملك نافار مع مستشاريه إلى هذا المؤتمر» وكذلك فعل كونت 
دي بريثاني» وفي أثناء الاجراءات طلب الملك ثيبوت يد ابنة الملك» 
السيدة ايزابل» وذلك من أجل الزواج» ولقد قررت الذهاب إلى الملك 
للحديث معه حول هذا التحالف, وذلك دون أن أعبأ بالأشياء التي 
قالحا أبناء بلدي من شامبين» من وراء ظهري؛ وذلك حسداً منهم لي 


- 237 - 


- 5988 

إزاء الحب الذي رأوا الملك يبديه نحوي في سواسون. وقال الملك لي: 
«اذهب إلى كونت دي بريتاني واحمله على القبول» ووقتها سوف ننجر 
الزواج»» وأخبرته أن عليه عدم إعطاء مثل هذه الاعتبارات أهمية تجعله 
ينخل عن فكرة الزواج» فأجابني بأنه لن يوافق بأي حال من الأحوال 
على حدوث الزواج حتى يتم الوصول إلى اتفاق» لأنه لاينبغي أبدا أن 
يقول أحد من الناس أنه حتى يزوج أولاده حرم باروناته من ميراثهم. 

ورويت هذا الحديث إلى الملكة مرغريت أوف نافار» وكذلك إلى ابنها 
الملك.ثيبوت» وإلى مستشاريهم» وما أن سمعوا ما قاله الملك لويس 
حتى بادروا مسرعين للوصول إلى اتفاق» وعندما توصلت الأطراف 
جميعاً إلى اتفاق» جرى الاحتفال بالزواج في ميلون (اناا19/ا » بأبهة 
كاملة وحفل عظيم» وذهب الملك ثيبوت بعد ذلك إلى بروفئز -0]آ 
5 لامع عروسه. حيث جرى الترحيب بدخولهم)| من قبل جمع كثيف 
من البارونات. 


- 238 - 


- 940 


الفصل الثامن عشر 
إدارة ا ملك ل مملكته 


بعد عودة الملك من بلاد ماوراء البحر» عاش دون إكتراث بمباهج . 
الحياة الدنياء حتى أنه ل يلبس ثوباً من فراء السمور والسنجاب» أو من 
الأقمشة القرمزية» كا أن ركائبه ومهاميزه لم تكن مذهبة» وصنعث ثيابه 
إما من وبر الجمل أو من الأقمشة الصوفية الرمادية» وكان الفراء على 
هذه الملابس وعلى أغطية فراشه إما من جلود الغزلان أو من جلود 
الأرانب» أو جلود الخرفان. 

وكان شديد التفشف في تذوقه للطعا 0 
طعام خاص لنفسة ان كان يخاول ايح أنه الطباخ» وأكل أي 
شىء وضع أمامه» وكان يمزج الماء بالخمرة ويشربها من قدح عادي 
بيده» عندما يقوم الخدم بتحضير الخمرة خلف مائدته» واهتم دوما 
بإطعام الفقراء؛ وبعد تناولحم للطعام» كان يرسل مالاً لتوزيعه بينهم. 

وعندما كان يأني بعض اللمغننين العاملين في خدمة بعض النبلاء مع 
آلا هم للترفبه عنه بعد الغداء» كان الملك دوما ينتنظر حتى الانتهاء من 
الغناء. وذلك قبل ترثتيل الشكرء » ثم كان يقف. ويقف كهنته أمامه 
لترتيل الشكرء وفي المناسبات التي كنا نزوره فيها زيارات غير رسمية» 
كان يجلس عند قدمي فراشه؛ وإذا صدف وقام بعض الرهبان المبشرين 
أو الفرنسيسكان الذين كانوا معه بالحديث عن كتابء رغبوا في أن يقرأ 
على مسامع الملك. كان يقول: لا تقرأوه لي» ليس هناك من كتاب يعدل 
بالجودة بعد الطعام حديث مفتوح بين الأصدقاء وذلك عندما يقول 
ا ل ل ا ا ل 
المكانة يأنون لتناول الطعام مع الملك. كانوا دوماً يجدونه أفضل أنيس. 


- 239 - 


- 59416- 

وسوف أحد حدثكم الآن عن حكمته؛ فقد جاءت أوقات عندما سمع 
الناس يعلنون في الحقيقة أنه لم يكن بين مستشاريه من كان مثل الملك 
بحكمثه؛ وكان بذلك واكم بد عفن اكيت كان أي انسان 
١ 0‏ سوف أستشير بر حول هذه 
القضية»» بل كان إذا ما رأى الحل الصحيح واضحا ا كان يقدم 
الجواب بدون الإشارة إلى مستشاريه» وكان يفعل ذلك على الفور فهذا 
ما سمعته عندما أجاب جميع أساقفة ملكته في مسألة الإلتئاس الذي 
قدموه مرة إليه. 

ففي هذه المناسبة خاطبة أسقف أو كسير 8]18كانام باسم جميع 
الأساقفة من أصحابه بقوله: )0 ياصاحب الجلالة» كلفني رؤساء 
الأساقفة والأساقفة الحضور في أن خبرك بأن شرف البح لقنل 
بالإنحدار على يديك»ولسوف ينلحدر افر ها ل تنظ إلسالة يعض 
التفكير والتقديرء لأن ما من انسان يخاف من التعرض للحرمان الكسي 
في هذه الأيام» ولهذا نطلب منك ياصاحب الجحلالة اناهن (و انلق وه 
السؤولين عن الشريعة بالقيام بارغا ججيع الناس الذين هم نحت عقوية 
العسسحةا بوره ملكا يدون أحل أي لقضيكية بالدسرت لبي ليهو عن 
لمكا طروتويائ تراه وقية موكلنية زعام مال قؤلاء اناف حلي 
الطريقة 0 
كل قضية» حتى يمكنه أ ن محكم فيا إذا كان القرار عادلاً أم لا 

وبعدما تشاور الأساقفة فيا بينهم أخبروا الملك أنهم سوف لن 
يزودوه بمثل هذه المعلوماتء لأن هذه قضية من اختصاص المحاكم 
اللاهوتية فقطء وأجابهم الملك أنه بدوره لن يقدم لهم المعلومات حول 
القضايا الوافعة في إطار اختصاصاته القضائية» وكذلك لن يأمر موظفيه 
بالقيام بارغام جميع الأشخاص المحرومين كنسيا للحصول على 


- 240 - 


اما - 


التحليل» دون أخذ بالاعتبار سواء أكان قرار الحرمان قد صدر بشكل 
عادل أو ظالل» وأضاف «لأنني إِذا ما فعلت كما تريدون» سأكون سالكاً 
لسبيل معاكس لشريعة الرب ولمبادىء العدالة» وسوف أضرب لكم 
مثلاً بالقضية التالية: وضع أساقفة هله المفاطعة كونت بريتان تحث 
حكم الحرمان الكنسي لمدة سبع سنوات» حصل في نبايتها على التحليل 
من محكمة روماء والآن لو كنت فرضت الإرغام عليه في خباية السنة 
الأول» لكنت قد أخطأت بحقه وظلمته). 


وحدث بعد عودته من بلاد ما وراء البحر أن قام رهبان دير القديس 
أوربين 0817لا بانتخاب راعيين» فأقدم الأسقف بيير دي شالون- 

منح الرب الرحمة إلى روحه- على طردهما وأعطى عصا الرعاية مع 
ني ميمري 1/1/7811 » الذي عينه لتولي هذا المنتصب» 
ذا اعدف ممصي جل الرجل واضيا لاله اذى الراعي تيوقرية الذي 
اشتكى ضده؛ ورفع قضية وأخخذها إلى محكمة روماء ولقد أبقيت 
الرعاية بين يدي حتى ربح غيوفري العصاء والرجل الذي أعطاء 
الأسقف | إياها لم يمحصل عليها بعد ذلك مطلقاء لكن طوال عرض 
القضية واستمرار الخلاف أبقائى 0 
ولهذا السبب تخاصمت بعنف مع الأسقف بيير دي شالون. أثناء المؤتمر 
الئيس عقد في باريسء مثلم| فعلت الكونتسه مرغريت دي فلاندرز مع 
رئيس أساقفة الرايمز» الذي اتهمته بأنه كان لايقول الصدق. 

وف أثناء المؤتمر الذي عقد بعد ذلك بوقت قصيرء إلتمس الأساقفة 
جميعاً من الملك القدوم للتحدث معهم على انفراده ولدى عودته من 
المقابلة مع هؤلاء الأعيان عاد جلالته إليناء نحن الذين كنا ننتظره قْ 
قاعة المحكمة؛ وأخبرنا » وهو يضحك من قلبه» عن الاضطراب الذي 
واجهه مع الأساقفة» فقد قال له رئيس أساقفة الرايمز في البداية: , 
ياصاحب الجلالة ما الذي سوف تعطيني إياه عوضاً عن الاشراف على 


-241- 


- 558/8- 


دير القديس ريمي أوف رايمزء الذي سوف تأخذه مني؟ لأنني أقسم 
بصق الآثار المقبلستة التي هي أمامناء أنني لا أنوي المعصية واقتراف 
الذنبء. مثل) تنوي أنث بالنسبة لجميع مملكة فرنسا». فأجابه الملك: م 
اتيم بدت الأثان المقدسة التي هنا أمامناء أنك بأخلاقك الجشعة سوف 
تقترف الذنوب من أجل كومبين 01001016© وحدهاء وعلى هذا 
واحد منا نحن الاثنين حانث بيمينه وكاذب بدعواه). 
قال الملك: «وبعد ذلك طلب مني أسقف تشارترز وجوب أن 
عد ]له كل ما ته وهو اذ ين يديه فاخت ني لن أصل 5ك 
حتى الوقت الذي سيدفع فيه جميع ما أستحقه. وفضلاً عن هذا بينت له 
أنه على الرغم من تقديمه الولاء لي وبديه بيدي» هو لم يتعامل معي 
لابشكل صحبح ولا بإخلاص في محاولته حرماني من حقوق قد 
ورثتها». َ 
واستطرد الملك يقول: «وقال أسقف شالون الآن لي: ما الذي تفكر 
جلالتك بصنعه في| يتعلق بمولاي صاحب جوانفيل» وبخصوص ذلك 
الراهب المسكين الذي الجن تددر التصدسن أوربين» فأجابه الملك 
فائلاً: (سيدي الأيشفت لقد أقررت أنت وأصحابك الأساففة بناء عللى 
اتفاق بينكم عدم عرض قضية رجل روم كنسياً في محكمة مدنية 
واستخلصت من رسالة مختومة بإثنين وثلاثين ختماً أنك خاضع لهذا 
كير الي ا ل 0 
نفسك». وانني إذ إذ أخبركم بهذا كله أستهدنف فقط أن أريكم بكل 
وضوح كيف كان بإمكان الملك معالحة أية مشكلات توجب عليه فضها 
شخصياًء وذلك من دون الاستعانة بغير عقله الجيد. 


وبعدما هبأت الأمور كلها لصالح الراعي غيوفري راعي دير 
القديس أوربين ر دلي الاحسان بالإساءة» بتقديم شكوى ضدي» حيث 
أعطى الملك القديس الانطباع أن ديره كان تحث الرعاية الملكية» وطلبت 


- 242 - 


-15948- 


من الملك البحث في هذه المسألة» حتى يتبين له بدون أدنى شك هل 
الدير تحت وصايته أم تحت وصايتي» فقال راعي الدير له: (١‏ بمشيئة 
الربء لن تفعل شيئاً من هذا القبيل ياصاحب الجلالة» بل بالحري رتب 
لعسرض المسألة المختلف عليها فيا بيننا على التحكيم في المحكمة 
القانونية» ذلك أنه بالنسبة لنا نحن الذين ننتمي إلى هذا الدير بحكم 
الوؤاثة قوثل أكون الاقرانك علمف هم تضفاك ولتي من سيط 
وقال الملك لي: «هل يقولون الصدق عندما ذكروا أن الدير تحت 
وصايتي)؟ فقلت: «من المؤكد لا ياصاحب الجلالة» إنه ملكي أنا». 


ثم قال الملك للراعي: «قد يكون الدير هو ديرك بالوراثة» لكن هذا 
لايعني أنك تمتلك الحق في المطالبة بوضعه تحت تصرفك وحدك» وفي 
الحقيقة ثبين لي ما قلته ومما أخبرني به النائكب ب أن قضية الوصاية هي 
بعالتي ره لوسكه ينا سل | إنه على الرغم من كل ما قلثه 
ل ا 5 
تمخفيا لأنني لو أرغمت اللورد جوانفيل على الالنجاء إلى القانون» 
سوف أكون مخطئاً بحقه» وهو واحد من أتباعي؛ حين أضع حقه تحت 
رحمة المحكمة العامة» في حين أنه يمنحني الآن- لأني سيده- فرصة 
كاملة للوصول إلى الحقيقة»؛ ويناء عليه أمر الملك شخصياً بالبحث في 
الففنية: وما آناتنينت له ا لمقره # حص أعيلان .واب كاملة غلم الاير 
مع وثائق مختومة تؤكد حقي. 

وعمل ملكنا القديس بشكل متواصل وفعال» حتى استطاع اقناع 
ملك انكلترا بالقدو إل رسام اوه وأولاده للتئنا حت حيول 
السلام بين بلديهماء وكان أعضاء المجلس الاستشاري للملك مضادين 
بشدة لإقامة مثل هذا السلام» وقالوا له: اانحن مندهشون جداً أن 
نجدك ياصاحب الجلالة جاهزاً لإعطاء ملك انكلترا شطراً واسعاً من 
أراضيك التي ربحتها أنت وأجدادك منه؛ والتي خسرها بسبب سوء 


- 243 - 


59966 - 
تصرفه» وإذا كنت تعتقد الآن أنه ليس لديك الحق بهذه الأأرضء فإنك 
لاتكون قد قمت بكامل الارجاع القانون» مالم تعد إليه جميع ما 
استوليت عليه أنت وأجدادك» ومن جهة أخرى إذا كنت ترى أن لك 
الحق في هذه الأرض» يبدو لنا أنك مهما أعدت أصغيرا كان أم كبيراً هو 
خسازة للك قيتصيا». 
وردٌ الملك القديس على هذا بقوله: «أنا مقتنع ياسادتي أن أجداد 
00009 ا 2”#3« 
بحقى الاستيلاء؛ إنها بالنسبة للأرض التي أنا معطيها له. أنا لاأعدها 
شيئاً أنا مرغم على تسليمه له أو لورثته» بل إن الذي أفعله ما هو إلا 
وسيلة لإقامة رابط للحب بين أولادي وأولادف الذين هم أبناء خالة 
فضلاً عن هذا الذي أعطيه إياه له غاية جيدة؛ لأنه لم يكن حتى الآن 
واحداً من أتباعي» وهو الآن سوف يقدم الولاء لي» بحكم أنني مولاه». 
وما من انسان في العالم عمل باخخلاصن أكثر من ملكناء لإقرار السلام 
بين رعاياء خاصة بين النبلاء الكبار الذين كانوا أمراء المملكة 
وجبرانهاء ى) فعل -- على سبيل المثال-- في فضبة كونت دي شالون- 
عم صاحب جوانفيل-- وابنه كونت بيرغندي» اللذان كانا منشبان 
للحرب بينهماء عندما عدنا من بلاد ماوراء البحر» ولكي يقيم السلم 
بينهماء بعث الملك بعضاً من أعضاء مجلس مستشاريه إلى بيرغندي على 
حسابه» وبفضل جهوده الحثيثة» أمكن إقامة السلام بين الأب والابن. 
وبعد أمد قصير نشب قتال عنيف بين الملك ثيبوت الثاني» صاحب 
شامبين» وبين كونت دي شالون وابنه كونت بيرغندي حول الخلاف 
بشأن من سيتملك دير لوكسيل أأناءكاناا ٠‏ ولكي يزيل هذا الخلاف 
بعث جلالته جيرفيه دي اسكرين 06 661/85 25018/065 » عندما 


كان رئيس المطابخ الملكية الذي تدخل في سبيل إقامة صلح بين الفرقاء. 


- 244 - 


- 59491 
وبعدما وضع الملك حداً لهذه الحروب» نشب خلاف آخر بين كونت 
ثيوت دي بار» وبين زوج أخته كونت هنري صاحب لوكسمبورغ» 
ونتيجة لهذا قاتلا بعضهم| بعضاً قرب برني [5610) حيث أخذل 
الكونت ثيبوت زوج أخته أسيراً» واستولى بعد ذلك على قلعة ليني 
لالاوناء التابعة لكونت لوكسمبورغ عن طريق زوجته؛ ولكي ينهي 
للك هذا التزاع ويضع حداً للحرب» بعث حاجبه بيبر» الذي وثق به 
اكثر من أي انسان أخر في العالمء وهكذا أمكنه إقامة السلام بين 

المتخاصمين. 


وفي القضايا التي أسهم الملك فيها بفض الخلافات بين الناس خارج 
مملكتهء كان بعض أعضاء مجلس مستشاريه يقولون كان الأفضل لو 
تركهم يتابعون الاقتتالء لأنه لو تركهم يفقرون أنفسهمء كانوا 
سيقاتلونه باستعداد أقل بما لو كان خخلفهم الكثير من المال» وأجاب 
املك منتقديه بشأن هذه المسألة قائلاً» بأ: هم كانوا يتحدثون بلا حكمة» 
ثم قال: الأنني لو تركت الأمراء الجبران يجتربون فا بيهم» ورأوا ذلك 
وأدركوه؛ من الممكن أن يتحدوا ويقول أحدهم للآخر: الملك يشجع 
هذا الصراع فيا بيننا صدورا عن نية شريرة» وهكذا قل تدفعهم 
ل ل 
القول أي شيء عن حقيقة أن ذلك يعني استجلابي لغضب مولانا الرب 
الذي قال: طويئ لصانعي السلام»). 

ونتيجة لجهود الملك المتواصلة لإقامة السلام» أحبه الشعب في 
بيرغندي واللورين» لأنه أقام الصلح بينهمء وأطاعه الناس هناك» حتى 
أنهم عندما كانوا يختلفون في بعض المناسبات» كانوا يأتون لفض 
مشاكلهم بعرض قضياهم على محاكمه في الرايمز» وباريس» وأورلين. 

وامئلك الملك حباً عميقاً جداً لربنا ولأمه الحنون» حتى أنه عاقب 
بشلة متناهية جميع الذين أديئوا بالحديث عنهما بقلة احترام» أو 


- 245 - 


-5991- 


لاستخدامهم لاسميها في بعض الأيان الشريرة» وهكذا رأيته يأمر ني 
قيسارية بربط صائغ ذهبء إلى سلم مع أمعاء خنزير وأحشاء أخرى 
لفت حوله حتى بلغت إلى أنفه» وقد سمعث بعدما عدت من بلاد ما 
وراء البحرء أنه أمر بكي شفتي وأنف واحد من أهل باريس لاقترافه 
مثل هذا الذنب» لكن هذا لم أره بنفسي 

واعتاد الملك القديس أن يقول: «إنني على استعداد بالسماح عن 
طيب خاطر بأن أكوى بحديدة عمّاة» شرط أن يكون ذلك مقابل نفى 
جميع الأييان الكاذبة من مملكتي». ا ا ار 
وعشرين سنة في صحبته دون أن أسمعه قط يقسم بالرب أو بأم الرب» 
أو بقديسيه, وعندما كان يود التشديد على أي مقولة كان يقول: 
«بالفعل كانت كذلك» أو «بالفعل هي كذلك». 

ولم أسمعه قط يذكر اسم الشيطان» مالم يكن الاسم قد ظهر في 
كتاب ماء حيث توجب ذكره. مشل عندما تكون حياة القديسين هى 
الموضوع المطروق» وإنه لعيب عظيم بالنسبة لمملكة فرنساء وللملك 
الذي يسمح الآن بذلك. فنادراً ما يتمكن انسان في هذه الأيام أن يتكلم 
دون أن يقول: «فليأخذه الشيطان»» فضلاً عن هذا إنه لسوء استخدام 
يسبب الذنب أن نتسب إلى الشيطان رجلاً أو أمرأة يعدما أعطيا إلى 
الرب منذ وقت تعميدهماء والمعتمد في قلعتي في جوانفيل أنه إذا ما قال 


أي واحد مثل هذه الأشياء كان يضرب فوق أذنيه» أو يصفع من أجل 
ذلك» واللغة السيئة غير موجودة إلى أبعد الخدود هنا. 


وسألني الملك مرة عما إذا كنت قد غسلت أقدا 0 
اتسين المقدان» فأجبته بأنني لم أفعل شيئاً من هذا القبيل» لأنني أعتقد 
أن ذلك عملا ممعجوجاء فأخبرني بأن علي عدم التمنع عن أداء مثل هذا 
العمل» مادام مولانا قد قام بمثله» وقال: (إننى أفترض أنك لن ترغب 
مطلقاً في حذو مثل ملك انكلتراء الذي غسل أقدام مجذومين» وقبلهم». 

-246 - 


-5991- 


وكان الملك قبل أن يأوي إلى فراشه قد اعتاد على أن يبعث خلف 
أولاده» ويحدثهم عن أعمال الملوك الجيدين والأباطرة» ويبين لهم في 
الوقت نفسه أن عليهم اتخاذ مثل هؤلاء مثلا بحتذى بالنسبة لهمء وكان 
يحدثهم أيضاً عن أعمال الأمراء الأشرار» الذين جلبوا الدمار إلى 
مالكهم عن طريق حياتهم الجشعة» ولفسوقهم وشرورهمء وكان يقول 
لهم: ا(إنني ألفت اع إلى مثل هذه الأشياء» حتى تتجنبوهاء 
ولاتجعلوا الرب يغضب عليكم». 


وجعلهم يتعلمون ساعات صلوات سيدتناء وجعلهم يكررون عل 
مسامعه صلوات كل يوم» حتى يعودهم على ساع هذه الصلوات 
بشكل متواصل عندما يصبحون حكاما لبلدانهم. 

وكان الملك كرياً جداً في تقديم الصدقات؛ حتى أنه كان حيث) ذهب 
في ملكته يقوم بتوزيع الأموال على الكنائس ذات الموارد القليلة» وعلى 
بيوت المجذومين» وعلى بيوت الاحسان. وعلى المشافي» وعلى الرجال 
والنساء من منبت أصيل الذين يعانون من الضائقة» وقدم الطعام كل 
يوم إلى عدد كبير من فقراء الناس» وذلك بالاضافة إلى الذين كانوا 
يأكلون في قاعته؛ وغالباً ما رأيته يقطع الخبز إلى هؤلاء بنفسه ويناولهم 
قرابم: 

ولقد بني في عهده كثير من الديرة» من ذلك على سبيل المشال: دير 
رويومونت 0170584ا2/ا190 ودير القديس أنطوني قرب باريس» ودير 
لبس 5لإناء ودير موبيسون 15501لا1/310! » وكثير من البيوت الدينية 
الأخرى للاخوان المبشرين وللرهبان الفرنسيسكان» وقد بنى مشفى في 
بونتى 20010158 ومشفى في فيرئون» وملجأ للعميان في باريس» 
وديراً للراهبات الفرنسيسكان في سيندت- كلود» وهو الذي أسيقة 


- 247 - 


غ8949 - 
أخته السيدة ايزابل بتأيبد منه. 
وعندما كان يقع بين عطاياه أية منحة عائدة إلى الكنيسة المقدسة؛ كان 
الملك يقدم . دوماً على استشارة الناس الأفاضلء الذين يمكنه أن يعتمد 
على حسن أخلاقهم. وذلك قبل منح إدارة الأعطية؛ وبعد التشاور 
معهم كان يقدم الأعطية مخلصاء وبضمير مستريح؛ دون مراعاة لغير 
رض الرت» ول يعدا قط أي ربكل دين ع ؤولية [دارة ميقي من الج 
مالم د يقم أولاً بالننخلي عن جميع الوظائف التي بيده» وكان كلما ذهب 
للفدرة الال قار بلاق لي كان يمضي أولاً إلى الأخوان 
المبشرين أو إلى الفرنسيسكان الذين هم هناك ويسألهم الدعاء. 
وبعد عودة الملك لويس إلى فرنسا من بلاد ماوراء البحر كرس نفسه 
ل ل 0 
وهذا السبب قرر أنه سيكون عملاً مفيداً جدأء ونبيل إذا ما تولى 
اصلاح مملكته الفرنسية» وكانت أول خطوة اتخذها في هذا الانجاه هي 
إصدار مرسوم عام لجميع رعاياه في جميع أرجاء المملكة» كانت صورته 


4 
5 


انحن لويسء بنعمة الرب ملك فرنساء تأمر نوابناء وعمالناء ورؤساء 
الكنيسة والمديرين لديناء وجميع الآخرين» في كل الظروفء وفي كل 
المناصب التي يشغلونهاء أن يقسمواء على إقامة العدل للجميعء ماداموا 
ف مناصبهم» وذلك دون مراعاة لللأشخاص» أو تفريق بين فقير وغني؛ 
وكذلك إلى الناس الذين هم من بلاد أخرى» بحيث يكونوا مثلهم مثل 
أبناء البلاد» وأن يراعوا المارسات والعادات الطيبة والمعترف بها. 


وإذا حدث أن قام النواب» أو العمال» أو غيرهم من الرسميين مثل 
السير جندية أو نظار الغابات»؛ بعمل أي شيء معاكس لأبماهم» وقد 
أدينوا بفعل ذلك» سوف تعاقبهم بعضادرة أملاكهم أو باعتقالهم 


- 248 - 


194946 
شخصباًء وإلينا سيوكل معاقبة النواب» ومعاقبة الآخرين من قبل 
النواب. 

زيادة على هذاء سوف يؤدي اليمين جميع رؤسء الكنائس» والنواب 
والسيرجندية أنهم سيكونون مخلصين في حماية مواردنا والمحافظة على 
حقوقناء ولن يسببوا انتزاع حقوقنا مناء أو إضاعتهاء أو زوالحاء وعليهم 
أن يقسموا في الوقت ذاته على أن لا يأحذوا أو يتسلمواء بأنفسهم أو 
بوساطة آخرين ذهباً أو فضة أو أية منافع غير مباشرة» أو أية أشياء مها 
كان نوعهاء باستثناء الفواكه فقطء أو الخبز أو الخمرة: أو الحدايا 
الأخرىء التي لاتتجاوز قبمتها عشرة سوسات 005ا50. ولايجوز تجاوز 
هذا المبلغ مطلقا. 

وعليهم أيضاً أن يقسموا أن لايأخذواء أو يكونوا السبب في أل أية 
هدية» مهما كان نوعهاء من خلال وساطة زوجابهم» أو أولادهم؛ أو 
أخوانهم». أو أخحواتهم؛ أو أي شخص مرتبط بهم وفور معرفتهم 
بتسلم مثل هذا النوع من الهداياء يتوجب عليهم إعادتها في أول لحظة 
مناسبة» وبالإضافة إلى هذاء عليهم أن يقسموا على عدم استلام أية 
هدية» مهما كان نوعهاء من أي انسان. عائد إلى وكالتهم؛ ولا من أي 
واحد آخر له قضية أو دعوى معروضة أمامهم. 

وزيادة على ما تقدم عليهم أن يقسموا على عدم إرسال أية هدية إلى 
أي واحد من أعضاء مجلسنا الاستشاري» أق إل زوجاتهم أو أولادهم؛ 
أو إلى أي انسان يمث إليهم بصلة؛ ولا إلى أي واحد جرى تعييئه 
لتسليم حساباتهم لصا حناء ولا إلى أي شخص قد نرسله إلى نياباتهم أو 
مناطقهم حيث يشغلون وظائفهم؛ وذلك من أجل البحث حول 
الكيفية التي يؤدون بها واجباتهم؛ ومع هذا عليهم أن يحلفوا على عدم 
أخذ أي ربح على أي بيع قد يتم» أو من أية إيجارات عائدة لناء أو من 
نياباتهم» أو من أماكن ضرب نقودناء أو أي شيء أخر عائد إلينا. 


- 249 - 


-5995- 
فضلاً عن هذا عليهم أن يقسموا ويتعهدوا أنهم إذا ما عرفوا أن 
أي موظف أو سير جندي» أو مدير ممن يعمل نحت إمرتهم قد أهمل 
واجبه» أو تول السرقة أو الاغتصاب» أو اقترف أية ذلوب» يستحق من 
أجلها الطرد من خحامتناء عليهم عدم الإبقاء عليه والاحتفاظ به 
بالوظيفة مقابل أية هدية» أو وعد » أو أية قرابة أو مودة» أو لأى سبب 
أخير مهما كان نوعه» بل عليهم مخلصين القيام بطرده والحكم عليه. 
وزيادة على هذا يتوجب على المديرين والعمال» ورؤساء القرى وجميع 
الموظفين الآخرين لدينا من المشاة والخيالة» أن يقسموا أنهم سوف لن 
يقدموا أية هدية إلى رؤسائهم» ولا إلى زوجاتهم أو أولادهم؛ ولا إلى 
أي واحد من أتباعهم. 
وما كنا نرغب في تأكيد هذه الأييان دون أي ريب» نأمر بأدائها كاملة 
أمام جميع الناس» من قبل رجال الدين والمدنيين» والفرسانء 
والسيرجندية» دون اعتبار لقيام بعضهم بالإقسام أمامنا من قبل وذلك 
بهدف أن يتمنع الذين أقسموا مثل هذه الأييان عن اقثراف ذنب الحنث 
باليمين» ليس خوفا من الرب ومنا فقط» بل خشية أن يوصموا بالعار 


ونحن نرسم ونأمر بأنه يتتوجب على جميع المديرين لدينا وعلى جمبع 
نوابناء الامتناع عن قول أي شيء يمكن أن يفسر على أنه معائدة للرب 
أو لسيدتناء أو للقديسين. وأن يكفوا كذلك عن اللعب بأي نوع من 
أنواع الميسر» وعن غشيان الحانات» ونحن نرسم أيضا بالتوقف عن 
صنع النرد في جميع أرجاء مملكتناء وبطرد كل النساء اللائي يمارسن حياة 
الدعارة من كل ببت» وزيادة على هذا نقضى أن كل إنسان يؤجر بيتاً 
لنساء من هذا القبيل أن يدفع إيجار ببت لمدة سنة تعويضاً إلى النائب أو 
إلى المدير. 


- 250 - 


-/9491؟!- 

وفضلاً عن هذا نمنع نوابناء ما داموا في خدمتناء من شراءء» أو 
التسبب بشراء» بوسائل مخحادعة. لأي من الممتلكات أو الأراضي» 
يمكن أن تكون في نيابتهم أو في غيرهاء من دون إذن أو تصريح مناء 
وإذا ما كان مثل هذا الشراء قد تمٌّء نحكم ببقاء ما شري في أيديئا. 

ونمنع ا توابناء ماداموا في خدمتناء من الزواج هم أو أولادهم 
أو بناعهم أو أي شخص ينتمي إليهم؛ إلى أي إنسان موجود في نيابتهم؛ 
من دون موافقتنا الشخصية و بالإضافة إلى هذا» نحن نمنعهم من وضع 
أي إنسان من هؤلاء في البيوت الديئية» الموجودة في نيابتهم» أو تعيينهم 
للإشراف على أي منحة عائدة إلى الكنيسة المقدسة: أو إعطائهم أي 
ا 
أية ميرة من أي من البيوت الديئية» أو الحصول على مسكن هناك» أو 
بجوارهاء على حساب الطائفة صاحبة البيت الديني» وعلى كل حال 
نحن لا نرغب في أن يشمل هذا الحظر المتعلق بالزواج أو الحصول على 
الممتلكات» حسب) تقدم الذكر: المديرين» ورؤساء القرى» أو الآخرين 
الذين يشغلون مناصب صغيرة. 

ونأمر أن لا يقوم أي نائب؛ أو مديرء أو أي موظف من موظفي 
الناجء اموعدم عدد كبير من السيرجندية» أو الشيامسة. خشية أن 
يشكل ذلك مملاً. ثقيلاً جدأً على شعبناء ولسوف يكون تعيين الشيامسة 
بالموافقف: وإلآ فإن تعيينهم سبكون غير شرعي» وعندما يُرسل 
السيرجندية في مهمة ما خارج منطقتهم» أو خارج ممالكناء نحكم بعدم 
اعتمادهم مالم يكونوا مزودين برسائل من رؤسائهم. 

ونأمر في أن لا يقوم أي نائب أو مدير في خدمتنا بممارسة أعيال 
العدالة بطريقة يخرق بها القانون الذي يشمل الناسء إلا إذا كان 0 
ضرورياً وعادلأء ى| لا يجوز وضع واحد من رعايانا في السجن إلا ! 
كان مدانا بدين مستحق لئا نحن أنفسنا. 


- 251 - 


- 5994 


ونأمر أن لا يقوم أي نائب من نوابنا بفرض غرامة لدين مستحق 
لدينا على أي واحد من رعاياناء أو فرض غرامة مقابل أية خالفة» إلا 
إذا د تقرر ذلك في محكمة عامة كاملة» حيث يمكن تحديد مبلغ الغرامة 
ريط وقمد سابعل سيط أنائن ققد رين وذو 1اءة اطق 
ولو كانت الغرامة قد دفعت. وإذا حدث أن المتهم لن يتتظر صدور 
الحكم من محكمتنا عليه» بل عرض مبلغاً من المال مقابل الغرامة» 
حسب ما يدفع بالعادة في حالات مثل هذه المخالفة» نحكم بأن تقبل 
المحكمة مثل هذا المبلغ إذا كان معقولاً وموائأء وإذا كان الأمر غير 
ذلك» نقضي بتحديد المبلغ ى) قيل أعلاه» حتى ولو سلم المعتدي نفسه 
إلى المحكمة» وفضلاً عن هذا نحظر على جميع النواب» ورؤساء القرى» 
أو المديرين» القيام بإرغام أي واحد من رعاياناء سواء بالتهديد, أو 
بالإرهاب» أو بأية وسيلة من وسائل التلاعب لكي يدفع غرامة بالسرء 
وعليهم عدم توجيه التهمة إلى أي إنسان من دون سبب معقول. 

وزيادة على ما تقدم نأمر الذين يشغلون مناصب إدارة المقاطعات أو 
الند ا أمرطف من رطاف الاي باد ب امي إل ارد 
من دون موافقتناء وإذا ما ابتاع عدد من الأفراد متحدين المناصب 
المذكورة» نحكم بقيام واحد من الشراة بممارسة مهام وواجبات المنصب 
لصالح البقية) ووحله يتمتع بامتيازات المنصب فيا يتعلق بالرحلات» 
والضرائب والنفقات العامة» ى) هي العادة بالنسبة لمثل ذلك المنصب» 
ونحرم على موظفي التاج ب بيع مناصبهم إلى أخحوا: نهم أو أبناء أخوتهم: 
أى أبناء عجومتومء بعدما اشتروهم مناء أو المطالبة أي مال قد يكو 

سنا فى التسوي باستشناء الديوة ا الرسمية» 
اا وما ب 


ونحظر على نوابنا القيام بمحاكمة أي مدعي من رعايانا قدم دعواه 


- 252 - 


-59499- 

أمامهم» عن طريق نقل مكان المحاكمة من مكان إلى مكان» بل يتوجب 
عليهم الاستماع إلى الدعوى المقدمة لهم حيث اعتادوا على سماع 
الدعاوى» وبذلك لن يرغموا رعايانا على التخلٍ عن حقوقهم المشروعة 
خوفا من المشاق والنفقات. 

زيادة على هذا نأمر نوابنا ومديرينا بتعدم حرمان أي إنسان مما 
يمتلكه من دون فحص تام, أو بناء على أمر خاص مناء وكذلك نحظر 
عليهم فرض أي مكوس جديدة؛ أو ضرائب» أو جمارك على شعبناء 
وعدم استدعاء أي إنسان للمشاركة في حملة عسكرية» من أجل ابتزاز 
المال منه» ولهذا نأمر بعدم استدعاء أي شخص مكلف أمامناء إلى مثل 
هذه الخدمة؛ أو الالتحاق بالجيش دونا سبب كافيء وأن الذين يمكن 
أن يرغبوا بالانخراط في الجيش بناء على إرادتهم؛ لا يجوز لأحد 
إرغامهم على شراء الإعفاء من مثل هذه الخدمة بدفع المال. 

فضلاً عن هذا نحظر على نوابنا ومديرينا القيام بمنع إخراج أي 
قمح» أو خر» أو أية بضائع للبيع» والحيلولة دون تصديرها إلى خارج 
بملكتناء بدون سبب معلل» وعندما تستدعى الظروف مثل هذا الحظر 
فإن ذلك يصدر بمثابة أمر عام إلى الناس جميعاء وذلك بناء على نصيحة 
أشخاص أكفاءء من أجل إزالة كل الشبهات بالغش أو التعامل 
المزدوج. 

ونقفى لسبب مماثل» أنه لدى خلو منصب من المناصبء. يتوجب 
على النواب جنيع وعلى رؤساء المقاطعات» وعلى رؤساء القرى» وعل 
المديرين الشاء ف المتصت الا سيشعين ببواء شيا أو بوساطة 
وكبل لمدة أربعين يوماً في المنطقة التي مارسوا فيها أعمالهم» بغية الإجابة 
على أية استفسار يقوم به الموظف الجديد» في| يتعلق بأي خطأ ارتكب» 
أو بشكاية رفعت ضد أحدهم". 


- 253 - 


ع 
فٍِ حقّق الملك بوساطة هذه الأوامر كثيراً من تحسين مملكته. 


وجدرت العادة في ,ذلك الوقت على بيع ولاية باريس إلى واحد من 
برجاسية المدينة» أو إلى أي إنسان آخر يتمكن من شرائهاء والذي حدث 
أن الذين تولوا شراء هذا المنصب قاموا بتغطية جميع المخالفات الذي 
افترفت من قبل أبنائهم أو أبناء أخوببهم» وهكذا اعتاد هؤلاء الشباب 
المفسدون عل الاعتماد على الذين شغلوا وظيفة الولاية» ونتيجة لهذا 
سحق الناس الذين كانوا من الطبقات الدنيا سحقاً شديداًء ولم يعد 
بإمكانهم الحصول على العدالة ضد الأغنياء» سبب المدايا العظيمة 
والأعطيات التي قدمها هؤلاء إلى الولاة. 

وكان يحدث في ذلك الوقت أنه إذا ما تكلم أي | إنسان الحقيقة 8 
الوالي» وأصر على التمسك بيميئه برفضه التراجع فب| يتعلق بأي دين أو 
قضية توجب عليه تقديم الشهادة فبهاء اعتاد الول على بمعاقبت بالحكم 
عليه بأداء غرامة. وزيادة على هذاء ويبسبب الظلم العظيم الذي مأرسه 
الولاة, 0 فقراء 
الناس يتجرأون على البقاء في ممتلكات الملك» بل ذهبوا إلى أجزاء 
أخرى أديرت من قبل ولاة آخرين» وحُكمت من قبل حكام آخرين» 
وو فاه او رات اللا موجررة إل حسررانة لفيا تان جد 
الولاة يعقد بلاطه لم يحضره ه أكثر من عث عشرة إلى اثني عشر إنساناً. 

ومع هذا كله كان هناك عدد كبير جدأ من المجرمين واللصوص في 
باريس والمنطقة المجاورة لها إلى حد أن البلاد كلها كانت مليئة بهم» أما 
الملك الذي جعل مسؤوليته الرئيسية التعرف على كيفية كان العامة من 
الناس يحكمون. مع كيفية حماية حقوفهم ومصالحهم. » فيا لبث أن بات 
عارنا ة 0ه لذلك حظر بيع منصب الولاية في باريس» 
ال ل و الوك ل اود 
المخصب في المستقبل» وألغى أيضاً جميع الضرائب والمكوس الذي سببت 


- 254 - 


آ.."#ا- 

فرض مضايقات لا ضرورة لا على الناس» وطلب البحث في جميع 
أرجاء تملكته عن رجال يتولون الحكم وينفذون العدالة بشكل جيدك 
ودقيق» ولا يميزون الغني ولا يقدرونه فوق الفقير. 

وكنان واتنيدا من اللرتجبناله الذنن اذكسرو] له اسمتة ايقن يويلو 
ما8 85016 ©86 اناحيث تسلم منصب الو لاية» ومار ين عيلة يشكل 
ل ا الل ف 
باريسءلأن جميع الذين اقترفوا الموبقات شنقوا أو أزيلوا من الوجود: 
ول ينقذهم لا النسبء ولا النبالة» ولا الذهب ولا الفضة» وهكذا باتت 
الأوضاع ْ ولايات الملك تتحسن» وشرع الناس بالعودة للعيش هناك 
بسبب العدل الذي ساد وازداد تعداد السكان كثيرا وصارت الأشياء 
والأحوال أفضل بكثير ما مضى» حتى أن البضائع اوالممتلكات وكل 
شيء آخر بيع بضعف الثمنء ومقارنة با كان الملك يتسلمه من قبل. 

وأصدر الملك مرسوماً آخر أفاد كثيرا في تحسين الأوضاع في مملكة 
فرنساء وذلك بشهادة عدد كبير من الأشخاص الحكاء والمحترمين» 
وجاء نص هذا المرسوم كايلٍ: 

«إنه بالنسبة لجميع المسائل التي أمرنا بها لصالح منافع رعايانا 
ومملكتناء نحتفظ لأنفسنا بحق التفسير» والتقويم» والضبط أو التأجيل» 
حسب) نقرر». 

وامتلك الملك لويس من أيام طفولته مشاعر الرحمة نحو الفقراء 
والمتكوبين» ولقد اعتاد حيثم! ذهب على استضافة ماثة وعشرين شخصاً 
فقيراً كل يوم في بيتهه وإطعامهم الخبز والخمرة واللحم أو السمك.ر وف 
إباءالصوع الكين ويل لاد كان منود الفقر اريزا اليا عن 
حدث أن قام الملك بخدمتهم شخصياً حيث كان يضع أ 


أمامهم» ويقطع لهم اللحم» ويعطيهم المال بيذيه عندما كانوا يغادرون. 


- 255 - 


ا م 

وفي أمسيات الأعياد الحامة والكبيرة» كان الملك يتولى خدمة الفقراء 
بجميع هذه الأشياء التي ذكرتها من قبلء؛ ويفعل ذلك قبل أن يتناول 
شخصياً أية طعام أو يشرب أية شرابء وبالإضافة إلى هذا كان لديه 
عدداً من الشيوخ والرجال المعوقين» يدعوهم لتناول طعام الغداء أو 
العشاء كل يوم إلى جانب منضدته الخاصة:؛ وكان يأمر لهم بتقديم 
الطعام نفسه الذي كان بي ل ل 
واحد منهم مبلغاً من المال خذه معه. 

وبالإضافة إلى هذاء اعتاد الملك أن يعطي كل يوم صدقات سنخية إلى 
فقراء الرهبان والراهباتء. وإلى المشافي ذوات الدخل القليل» وإلى 
الأشخاص الفقراء من المرضىء وإلى الطوائف الدينية التي لديها القلبل 
من المال» وكان مثل هذا كريياً في عطاياه إل لوحال :والسباء الفقتراء 
من ذوي الأصل الرفيع» وإلى بيوت النساء الساقفطاتء وإلى فقراء 
الأرامل» وإلى النساء العاملات» وإلى رجال الحرف من الفقراء» الذين 
ما عاد بإمكانهم ممارسة عملهم بسبب تقدم السن أو نتيجة للمرض» 
وكان الذين ينتفعون منه في الحقيقة كثرة كثبرة حتى أنه من الصعب 
تعدادهم.وعلى هذا يمكننا القول بأن الملك لويس كان رجلا أعظم 
سعادة من الامبراطور تيتوس.ء الذي تحدثنا عنه الكتابات القديمة 5 
كان يشعر بالحزن والأسى في أي يوم لم يكن فيه قادراً على تقديم بعض 
المنافع. 

ومن اللحظة التي تولى فيها شؤون المملكة» وأدرك فيها ما يمتلكه 
من قدرات. بدأ الملك لويس في بناء الكنائس والكثير من البيوت 
الدينية» التي كان منها دير رويومونت 20/110111 » الذي لا مثيل 
له بالجال والعظمة:؛ وبنى مشافي في عدة أماكن؛ من ذلك على سبيل 
المثال في باريس» وبونتواز 001015 » وشامبين» وفيرنون» وقد منح 
الجميع منحاً ثرية» وأسس دير القديس ماثيو في روان 80108 » لإقامة 


- 256 - 


0 5 
الراهبات من طائفة الأخوان المبشرين» وكذلك دير لونغشامب -060ا 
ملق ء من أجل الراهبات من طائفة المينورست 0015115 الا » 

وعين لكل طائفة موارد فائضة من أجل نفقات عيشها. 

وسمح الملك دونه بإقامة ديز موبوسنون اا لات/ا قرب 
بونتواز وقد منحها موارد كبيرة جدأً» وبنى مأوى للعميان في أطراف 
باريسء وبيناً لفقراء سكان المديئة من العجزة» وألحق به ببعة يمكنهم 
فيها حضور القداسات» وبنى الملك الجيد هجا ديراً لرهبان 
الكارثوشيان 51955لا]081) في فوفيرت 6]1لاناق/ا خارج باريس» 
ومنح إلى عبيد ربنا هؤلاء دخلاً كافياً للانفاق عليه. 


وبنى بعد ذلك بوقت قصير مؤسسة أخرى خارج باريس عرفت 
ببيت بنات الرب» ووضع في هذه المؤسسة عددا كبيرا جدا من النساءء 
اللائي أرغمهن الفقر على ممارسة العهرء وأعطاهن أربعائة ليرة ذهبية 
سنوياً من أجل الانفاق على أنفسهن» وأقام في عدد كبير من الأماكن في 
ا ا 0 
العيش» واشترط للسكن. ؛ أن تكون النساء اللائي يرغبن بالإقامة ممن 
أردن العيش بطهارة. 

وحدث في بعض الأحيان أن بعضاً تمن كانوا من خواصه قد اعتقدوا 
أن من الخطأ إقدام الملك على الانفاق بهذا الشكل» وقد بدا ذلك لهم 
إسرافاً في الاحسانءوكان في مثل هذه المناسبات يرد على منتقديه 
بقوله:«إني أوثر إنفاق المبالغ الزائدة صدقات من أجل محبة الرب؛ 
وأفضل ذلك على الصرف في سبيل الأببة والزينة الفارغتين لهذا العالم». 

وعلى الرغم ا او ل 0 


الصدقات,. إنه إنه لم يتمنع أبداً عن صرف مبالغ ضخمة من المال كل يوم 
من أجل الانفاق على مؤسسانه الذاتية؛ فقد كان كريم اليدين وسمحا 


- 257- 
الموسوعة الشامية ج ه؟ سا مة 


0 
في تعامله مع الفرسان والبارونات الذين كانوا يحضرون اجتباعاته 
ومؤثمراته» وكذلك عامل الناس من حاشيته وأهل بيته بتقدير عظيم؛ 
حيث وفز لهم جميع الاحتياجاتء ولم يقتصد في تأمين المؤن لهم وكذلك 
في الحفاظ على بلاطه على مستوى أعلى كرماً مما كان البلاط عليه من 
قبل ف أيام أجداده. 
وأحب الملك لويس جميع الناس الذين كرسوا حياتهم لخدمة الرب» 
بارتدائهم ثيابا دينية؛ وما من واحد من هؤلاء جاء إليه وذهب من دون 
أن يعطيه الذي احناجه من أجل العيش» فقد اشترى للأخوان 
الكرمليين أرضاً على نهر السين» قرب شارنتون 013161101 » حيث 
بنى لهم هناك ديرا ثم زودوه على حسابه الخاص بالملابس والأواني» 
والأشياء الأخرى الضرورية من أجل عبادة مخلصناء وبعد هذا تفحص 
حاجات أتباع القديس أوغسطين» وم يكتف بأن اشترى لهم ضيعة 
كانت ملكاً لواحد من أهل باريس وذلك مع جميع مرافقها وملاحقهاء 
بل بنى كنيسة خارج باب مونتارتير 1/3116 1/001 . 
أما بالنسبة لرهبان طريقة البنيتس 760146006 (الصوفية)» 
الذين يعرفون أيضاً باسم ال «5 5901 », فقد زودهم عن طريق 
المنحة بموقع على نهر السين, باتجاه سينت جرمين - دي - بري 
8+ - 065 - 6608[0 » حيث أقاموا هناك» لكنهم لم يقيموا لمدة 
طويلة» لأن طائفتهم قمعت في) بعد» وبعد استقرار ال !50 ). 
توصل رهبان طريقة أخرى عرفت باسم طريقة رهبان«الأردية 
البيضاء»» ورجوه تقديم المساعدة هم حتى يتمكلوا من البقاء ف 
باريس» وقد اشترى هم بيتأء وبعض الأبئية القديمة القائمة من حوله؛ 
حتى يمكنهم الاستقرار قرب الباب القديم للهيكل في باري» وذلك 
بجوار شارع التيسيراندير 115561810118( الغزالين)» وقد قمع 
رهبان الأردية البيضاء هؤلاء من قبل جمع ليون» الذي عقذه البابا 


- 258 - 


اهمه و سد 

غريغوري العاشر. 

وجاء إليه بعد هؤلاء طاتفة رهبان أخرى. أطلقوا على أنفسهم 
اسم :«رهبان الصليب المفدس)2 وكانوا يرئدون صلبانا فوق صدذورهم» 
وقد التمس هؤلاء من الملك مساعلتهم» فاستجاب عن طيب خاطر» 
وأعطاهم بيثاً في الشارع الذي كان يعرف من قبل باسيم:3]لا0811610) 
8 لاله » لكنه يعرف الآن باسم شارع الصليب المقدس. 

وهكذا أحاط الملك لويس الجيد مدينة باريس بأناس كرسوا حياتهم 
خدمة الدين. 


- 259 - 


اه ا 


ا حملة الصليبية القائلة 
/ا؟" ١‏ ,زم( 


وحدث في أحد أيا م اضوع الكبير (لعام /1511)) وبعد مضي 
الأحداث التي أ: تبعل ذترهاء أن امتدعى الاك رض بج بارونا* 
للاجتاع به في باريس» وقد اعتذرت شخصياً عن الذهاب بسبب حمى 
رباعية كنت أعاني منها منذ بعض الوقتء وترجوت جلالته أن يعفيني 
من هذه الرحلة» غير أنه على كل حال أرسل لي رسالة أصر فيها على 
حضوريء لأنه كان يوجد في باريس أطباء جيدين يعرفون جيداً كيف 
يعالجون مثل هذه العلة. 

وهكذا ذهبت إلى باريس» لكنني عندما وصلث إلى هناك عشية عيد 
سيدتنا في آذار لم أجد أحداء ولا الملكة» ولا أي واحد آخره كان 
بإمكانه إخباري عن السبب الذي استدعاني الملك من أجله» وحدث 
بإرادة من الرب» أن نمت أثناء الفجرء وخيل وأنا نائم أنني رأيت الملك 
وهو راكع على ركبتيه أمام المذبح» وخيل لي أيضاً أنه كان هناك عدداً 
من الأساقفة وهم في حللهم التي يرتدونها للقداسء وقد كانوا يتولون 
إلباسه حلة كنائسية حمراء من قهاش الرايمز الصوفي الخشن. 

وبعدما رأيت هذا الحلم استدعيت قسيسي وليمء ٠‏ الذي كان حكيرا 
جدأ» وأخخبرته بها حلمت فقال لي: «سوف ترى يامولاي الملك غدا وهو 
يتناول الصليب)». فسألته عا دفعه لاعتقاد ذلك» فقال لي: بسبب الحلم 
الذي رأيته. لذن الحلة الكنائسية الحمراء تشير إل الصليية » الذي هو 
أحمر اللوث بسبب الدم الذي سال من جنب ربناء ومن قدميهء ومن 
يديه» وأضاف يقول: «ولأن الحلة من صوف الرايمز الخشن» فهذا يعنى 


- 260 - 


0 2 
أن الحملة الصليبية سوف تكون ذات منافع قليلة» ىا مسوف ترئ إذا 
منحك الرب الحياة حتى ذلك الحين». 

وبعد سماعي للقداس في كنيسة المجدلية في باريس؛ توجهت إلى بيعة 
الملك» وقد وجدته هناك وقد صعد إلى السدة حيث جرى حفظ الآثار 
المقدسة: وقد أمرنا بانزال قطعة الصليب الحقيقي إليه» وبينا كان نازلا 
ثانية» شرع فارسان كانا أعضاءً في مجلسه الاستشاري بالحديث إل 
عفيهرا عفنا وقال والخدامزييا للكشر: الاتصدقني ثانية إذا لم يقم 
اللك بحمل الصليب هنا في هله الكنيسة © فرةٌ الآخر عليه قاكاة: أ 0 
ذلك سوف يكون أعظم الأيام حزناً بين ما شهدته فرنساء لأننا إذا لم 
نتناول الصليب ونتأخذه نحن أنفسنا سوف نفقد حظوة الملك ورضاه. 
وإذا ما أخذناه سوف نفقد عطف الرب ورضاه. لأننا وقتها مسوف 
نأخذه لا من أجل الربء بل خوفاً من غضب الملك وعدم رضاه». 

وكان الذي حدث هو قيام الملك في اليوم التالي لحمل الصليب» 
ومعه أولاده القلاثة» وكانت محصلة الحملة الصليبية قليلة المنافع» ىا 
تنبأ فلي قسيسي. 

وضغط مللك فرنسا علي مع ملك نافار» بكل شدة وعاطفة لحمل 
الصليب» ورددت على هذا بأنني عندما كنت في بلاد ماوراء البحر في 
لخدمة الرب» والملك» ومنئذ أن عدث إلى الوطن» تولى سي رجئدية الملك 
وملك ل 0 
فيه أو يمكن أن يكونوا فه- في وضع أسوأء وأخبرتها أنه إذا 
الوحيض القيام عل لارام ري الك ني ا 
هنا لمساعدة شعبي والدفاع عنه في مقاطعاتي؛ لأنني وأنا أرى بوضوح 
ام المدى الذي سوف يتضرر شعبي مش إذأ ما وضعت حياتي عحرضة 
للخطر بالمغامرة باللهاب في هذا الحج من أجل الصليب» وقتها سوف 
أغضب ربنا الذي قدم حياته فداءً لإنقاذ شعبه. 


- 261 - 


.ءا بد 

وعددت جميع الذين أشاروا على الملك بالذهاب في هذه الحملة» قد 
اقترفوا ذنباً عظيأ: لأن أحوال البلاد كانت آنذاك في وضع آمن ومستقر 
ف يع أرجاء المملكة» وكذلك كانت العلاقات بين فرنسا وبين 
جيرانهاء في حين أنه منذ رحيل الملك» لم يحدث لأحوال المملكة سوى 
المي من مبيء إلى أسواً. 

وبالإضافة إلى هذا كان الذنب الذي اقثرفه الذين نصحوا الملك 
بالذهاب ذنباً عظيا من جانبهم» بعد رؤيتهم أنه كان ضعيفاً جداً من 
الناحية الجسدية؛ إلى حد أنه لم يكن بامكانه تحمل وضعه في عربة 
مجرورة» أو أمنطاء فرسء» وفي الحقيقة كان ضعيفا إلى حد أنه تركني 
أحمله بين ذراعي من ببت كونث دي أوكسير 8لاث ء إلى حيث 
ذهبت إلى وداعه؛ إلى دير الفرنسيسكان» وصحبح أنه كان معنا لكنة 
ل ل 
ولفعل الكثير من الأعمال الحيدة» ولنفل العديد من المشاريع الممتازة. 

ولن أحاول وصف رحلة الملك إلى تونس» ولا اخباركم أي شيء 
حدث هناك لأنني - حداً للرب- لم أشارك فيهاء وليس لدي رغبة 
في أن أضع في كتابي شيئاً لست متأكداً منه تمامأء وهكذا سوف أتحدث 
ففط عن ملكنا القديس» وأخبركم كيف أنه بعدما نزل عند تونس» أمام 
قلعة قرطاج سقط ضحبة حمى تيفية» وتمدد ابنه الأكبر فيليب بسبب 
حمى رباعية» كما أنه اشتكى ما اشتكى منه والده» ولازم الملك فراشه» 
وشعر أنه لابد سيغادر هذا العالم إلى العالم الآخر بعد وقت قصير. 

وبعث واستدعى ابنه الأمير فيليب وأمره- كم لو أنه كان يدلي إليه 
بوصيئه- بمراعاة جميع التعلييات التي سيتركها له» ويمكنك أن تجد 
هذه التعلييات وقد كتبت بالفرنسية» ويقال إنها كتبت بيد القديس نفسه 
وجاء فيها: 


- 262 - 


لاهوءء## ل 

(ولدي العزيزء إن أؤل شيء أود أن ألقنك إياه هو أن تجعل قليك 
محباً للرب؛ لأنه بدون ذلك لأيمكن لأحد نيل النجاة؛ وجنب نفسك 
ع م أي الامتناع عن اقتراف أي 
ذنب عظيمء وخير لك أن تكون مستعداً لمكابدة كل صئف من صئوف 
العذان» على أن تقترف جناية عظمى. 

وإذا ما بعث الرب إليك مصيبة ماء تقبلها بصبرء وقدم الشكر من 
أجلها إلى خلصناء واعدد نفسك مستحقاً لحاء وكن أملاً أنه سيحوها 
لصا حك. وعلى العكس إذا ما بعث الرب إليك سعادة» اشكره عندها 
بتواضع» حتى لايفسدك الغرورء أو أي سبب أخمرء في الوقت الذي 
ينبغي فيه لمثل هذه المباركة أن تجعلك أفضلء لأنه يتوجب علينا أن 
لانستشخدم عطايا الرب للقتال ضده. 

امض دوماً لتأدية الاعتراف؛ واختر لتلقى اعترافك رجلا مستقياً 
وعاقلآء يعرف كيف يعلملك ماينبغي وما لاينبغي لك أن تفعل؛ 
وتصرف دوماً بذاتك بطريقة تجعل فيها المعترف إليه مع أصدقائك غير 
هيابين لنشدك عندما تقترف خطيئة ماء وأ صخ إلى سات الكنيسة 
المقدسة باحترام وتقوىء وبدون تمتمة» ووجه سات إلى الرب من 
٠‏ قلبك مثل| نوجهها من لسانك» وخاصة أثناء القداس في لحظة 

التكريس» واجعل قلبك عطوفاء ومليئا بالشفقة نحو الفقراءء والتعساء. 
والمكنوبين» وواسهم وساعدهم بقدر ما تمتلك من قوة. 

وحافظ على التقاليد الجيدة لمملكتك» وأزل العادات السيئة» ولاتكن 
جشعاً في مطالبك من شعبكء ولاتفرض عليه ضرائب تقر ة» إل في 
حالات الطوارىء. 

وإذا شعرت بعبء ثقيل على قلبكء تحدث عنه إلى الذي تعترف إليه 
أوإلى رجل عاقل ومستقيم؛ غير مهذار بلسانه» وبهذه الطريقة سوف 


- 263 - 


ا 

تكون متاعبك أسهل على الحمل. 

احرص على أن يكون من حولك-- سواء من بين رجال الدين أو 
العلمانيين- من هو عاقل ومستقيم» ومخلص» وبريء من الجشع» وأكثر 
من محادثتهم» وابتعد عن؛ وتجنب معاشرة الأشرار» واستمع برغبة إلى 
كلمة الرب» واحفظها في قلبك» وكن متشوقاً للصلاة وللعبادة» وأحبب 
كل ما هو جيد ونافع» واكره ما هو شرء أين) وجدته. 

ولاتدع انساناً يتجرأ على التفوه بحضرتك بأي شيء يمكن أن يثير» 
أو يدفع الناس نحو الإثم» ولاتدع أحداً يقترف ما هو ضارء مثل أن 
يغتاب واحد الآخر حتى يقلل من شأنه» ولاتسمح أن يقال في 
حضرتك أية كلمة فيها امتهان للرب ولقديسيه» وقدم الشكر للرب 
بشكل دائم من أجل جميع الأشياء الجيدة التي أعطاها لك» لكي تكون 
جديراً في تسلم المزيد من المنافع. 

ولكي تتعامل بعدل واستقامة مع رعاياكك كن مستقياً وثابتاً 
ولاتدتحرف لاذات اليمين ولاذات الشمال» بل انبع دوما ما هو صحيح» 
واحرص على مصلحة الفقير حتى تتضح الحقيقة» وإذا ما رفع أحد 
دعوى ضدك, قم باستقصاء كامل حتى تعرف الحقيقة» فوقتها يمكن 
مستشاريك- وقد صارت الحقائق أمامهم-- اصدار الحكم بثقة أكبر 
سواء أكان ذلك لك أم عليك. 

وإذا حدث من خلال عملك, أو عمل أسلافك أن تملكت أي شىء 
ينبغي أن يعود إلى انسان آخرء وتبرهن على حقه بدون أدنى شكء أعده 
له بدون تأخير» ومن جهة أخرى إذا وجد بعض الشك حول المسألة» 
اطلب البحث فيهاء فوراء وبكل دقة» وذلك من قبل رجال حكاء 
وذوي معرفة. 

وينبغي عليك الانتباه إلى أن رعاياك يعيشون بسلام وباستقامة في 


- 264 - 


ااام 


ظل حكمك» وحافظ فوق كل شيء على مدنك الجيدة» وعلى طوائف 
تملكتك؛ واحرص على أن يكونوا في الحالة نفسهاء مع الامتيازات ذاتهاء 
التي تمتعوا بها في ظل أسلافك؛ وإذا كان هناك أي شيء يحتاج إلى 
الاصلاحء افعل ما هو ضروري لجعله مستقيأ وأبقهم دوماً في إطار 
رعايتك وحبكء. لأنه سبب ثراء وقوة مدنك العظيمة. لن يتعجرأ ليبن 
فقط رعاياك» وخاصة لورداتك الكبار وباروناتك» بل أيضاً شعب 
البلدان 0 ا ا 
المفدسة» 000 ا أو اقتميات العطايا 
والحبات التي منحت إلبهم من قبل أسلافك. 

ويحكى عن جدي الملك فيليب» » أن واحداً من مستشاريه قال له مرة 
بأن العاملين في الكنيسة المقدسة يسببون له الضرر والأذى» بحيث 
يتولون حرمانه من حقوقه ويتطاولون على سلطاته» وإنه لمدهش جداً 
بسماحه لهم بفعل ذلك» وأجابه الملك الجيدء بأن هذا ربها كان صحيحا 
لكن بعد تقديره للمنافع الني أضفاها الرب عليه؛ والعطف العظيم 


الذي أغدقه عليه 17 
بدلا من انشاب نزاع مع رجال الكنئيسة المقدسة. 


ا واب وبسجلهماء وأطع أوامرخماء 0 الكنيسة 
وافعل هذا ا والشرفاء. 

واحذر من مباشرة الحرب ضد أي أمير مسيحي من دون تمعن 
عميق» وإذا كان لابد من مباشربهاء خذ حذرك من ايذاء الكئيسة 
المقدسةة.؛ أو جلب الضرر إلى أي انسان لم يسبب لك الضررء وف 
حالات الحرب وإثارة الفتئة بين رعاياك» أقم السلم فبما بين المتنازعين 


- 265 - 


0 

بأقصى ما يمكنك من سرعة. 

وابذل قصارى عنايتك في أن تعين نوابا صالحين وعمالاً مستقيمين» 
وافحص دوما شؤونهم وتعرف إلى أخبارهم؛ وائتبه أيضاً إلى الئاس 
المرتبطين ببيتك» واعرف كيفية سلوكهم؛ وفيا إذا كان أياً منهم منصرفاً 
إلى شرور الجشع المفرطء أو الكذب. أو السلوك المخادع؛ واسع إلى أن 
د بدك عق رساك عدوي رقنا لقي وابذل 
بشكل خاص كل ما أوتيته من قوة لاجتثاث الأيان الشريرة» والحرطقة؛ 
واحرص عل إبقاء نفقات بيتك في الحدود المعقولة. 

وأخيراً أرجوك ياولدي العزيز على قلبي أن تأمر بترتيل القداسات 
على روحيء وإقامة الصلوات في جميع أرجاء مملكتك» وأعطني حصة 
كاملة وخاصة في كل عمل صالح تعمله» وأعطيك ياولدي العزيز كل 
التبريكات الجيدة التي يمكن لأب أن يعطيها لابنه» ليحفظك الثالوث 
لحاس ف عه التترريسي» واجلافسوا متاك وععر كك من ال در 
وليمنحك الرب النعمة حتى تنفذ إرادته دوماء وليكن الرب موقراً من 
خلالك» وأن نكون أنا وأنت» بعد انتهاء هذه الحياة د 
وأن نتحد في حمده إلى أبد الآبدين. أمين». 

وعندما أكمل الصالح إعطاء هذه التعليياث إلى ابنه» بدأ المرض الذي 
كان يعاني منه يزداد قوة في الاستبداد به» وقد طلب قرابين الكنيسة 
المقدسة. 0 بذهن واضح» وبتملك كامل لسباثه وقدراته» ووضح 
هذا من حقيقة أنه ببنا كان الكهنة يمسحونه بالزيت» ويرتلون سبعة 
مزامير خاصة. ردد بدوره كل بيت شعر خلفهم. 

وسمعت ابئه كونت دي ألتكون 81600600 » يقول أنه عندما اقترب 
الملك من الموت دعا القديسين لمساعدته وحمايته» وحص بالدعاء 
القديس جيمسء وكان يتلو وهو يدعوه دعاء الرسول الذي يبدأ ب: 


- 266 - 


ام 


0162 2] 50 »الخ أي أن تقول: «أيها المولى كن ا 
لشعبك وحاميا»» ثم نشد العون من القديس دئس» القديس الراعي 
لفرنساء وتلا أدعيته التى ثقول: ١‏ امنحنا أيها المولى الرب القدرة التي 
نتمكن فيها من ازدراء متع هذه الدنياء حتى تتمكن من الوقوف دون 
خوف من المصائب»). 

وسمعت أيضاً كونت دي ألنكون- عليه الرحمة من الرب-- يحكي 
كف أن آنا بعدها توجه بالدعاة إل القتسة عتيفيف» طلت هذا الملك 
القديس أن يمدد فوق فراش مغطى بالرماد» حيث صلب يديه فوق 
صدذره؛» ونظر نحو السماء» وسلم روحه إلى خالقناء وكان هذا في الساعة 
نفسها من اليوم الذي مات فيه ابن الرب على الصليب من أجل 
خلااص العالم. 

وإنه لواجب مقدسء وعمل موائم أن يبكي الانسان من أجل هذا 
الملك القديس» الذي حكم مملكته وحافظ عليها باستقامة وباخلاصء 
والذي كان كريا في إعطاء الصدقات هناك والذي أقام هناك عددا 
كبيرا من المؤسسات الخيرية» ومثلما يزين الناسخء عندما ينسخ مخطوطة 
كتابه. بالذهب واللازورد.» كذلك زين ملكنا تملكته بكثير من الأديرة 
ا حميلة التى بناها فيها» وبعدد من المشافي والبيوت للاخوان المبشرين» 
والفرنسيسكان» وللطوائف الديئية الأخرىء التي حدثتكم عنهاء وفي 
غداة عيد القديس بارثلميو الرسول» وف سلة ١1/0‏ لتجسيد مولانا»» 
انتقل الملك الصالح لويس من هذا العالم» وقد وضعت عظامه في نعش 
وحملت إلى فرنساء حيث دفلت في كئيسة القديس دنسء وهو المكان 
الذي اختاره لدفنه» ومنذ ذلك الحين» أظهر الرب كثيراً من المعجزات 
الرائعة» تمجيداً له وسبب صلاحه. 


- 267 - 


عقوت 


الفصل العشرون 


تطويب القديس لويس 
41 ورا 


بعد مفضى بضع سئوات على وفةة الملك لويسء وبناء على طلب 
مستعجل من الملك الذي كان يحكم فرنساء وعلى أمر الباباء جاء رئيس 
أساقفة روان والراهب جين دي سامو 5870015 - الذي أصبح بعل 
ذلك أسقفاً ح إلى كنيسة القديس دنس في جزيرة فرنساء وبقيا هناك 
ردحاً طويلاً من الزمن للقيام بالبحث والتقصي في حياة. وفي أعمال» 
وفي معجزاث هذا الملك القديس» وقد دعيت لقابلتهماء وقد احتفظا بي 
هناك لمدة يومين» وبعدما سألوني وسألواآخرينء بعثا بها وجداه وثيقنا 
منه إلى بلاط روماء وقام البابا والكرادلة بتفحص البينات ووضعوه في 
عداد المؤمئين المعترفين. 

وعم لذلك سرور عام - وكان هذا جديراً أن يحدث - في جميع 
أرجاء بملكة فرنساء وزيادة على هذاء كان ذلك تشريفاً عظييا للذين هم 
من نسل الملك ويفعلون مثله الأعمال الصالحة. وبالوقت نفسه وصمة 
عار للمنحدرين منه ثمن لن يسيروا على نجه في الأعمال الصالحة 

وأكرر وصمة عار عظيمة إلى الذين من نسله واخختاروا اقتراف الشرء 
ذلك أن الناس محركه شير ونيا لز ضوع اوها ويقولون كان الملك 
القديس - الذي انحدروا منه -- سيأئف من العمل بمثل هذا السوء. 

وبعد وصول الأخبار الطيبة من روماء أمر ملك فرنساء بالقيام في 
غداأة يوم عيد القديس بارثلميو(70 - آب 67)) برفع جمد 
المفدس من قيره. وعد تفيل :ذلكة كتاق اول من عله ركرسن أساقفة 
الرايمز آنذاك -- عليه الرحمة من الرب - مع ابن أخي» الذي كان 


- 268 - 


9.16 
وقتذاك رئيس أساقفة ليونء وتجٌ حمله بعد ذلك من قبل عدد كبير من 
رؤساء الأساقفة الآخرين والأساقفة. وكانوا أكثر من أن أتمكن من 
تسميتهم» ورفعوه أخيراً إلى سدة بيت خصيصاً لذلك. 

وفي أثناء القداس تولى الراهب جين دي سامو تقديم الموعظة. ولدى 
تعداده للأعمال النبيلة التي قام بها ملكنا القديس» ل عدد من 
الأفعال الباهرة التي شهدت على صحتها بأداء البمين» والتي كنت 
حاضراً لدى حدوثهاء وقد قال:«وهكذا يمكنكم أن تروا أن الملك كان 
الأعظم إخلاصاً والرجل الأكثراستقامة في أيامه» وسوف أخبركم أنه 
كان رجلاً حافظ على كلمته؛ ووف باتفاقية عقدها مع المسلمين» مع أنه 
عقدها يكلم تفوه به فقط» ولو أنه م يحافظ على وعده وتكث به لكان 
وَفَرَفَل: اسه عشرة ألاف ليرة ذهبية أو أكثراء ثم روى لهم القصة 
كاملة التي سلف وحكيتها في جزء متقدم من هذا الكتاب» وبعدما فرغ 
له قائلاً :لا تظنوا أنني أكذب عليكم» لأنني أرى 
أمامي الرجل الذي شهد هذه الواقعة, وقد أكد شهادثه باليمين». 


وبعد انتهاء القداس» قام الملك وأخوته بحمل جسد القفديس» 
وأعادوه إلى الكئيسة بمساعدة آخرين من أسر: بم» الذين كانوا جديرين 
بهذا التشريف, وفي الحقيقة لقد شرفوا: تشريفاً عظيأ لو أنهم برهنوا 
فقط أنهم بأنفسهم جديرين بذلك» حسبا قلت أعلاه» ودعونا نصلٍ 
الآن إلى الملك القديس» وندعو الرب أن يعطيئا ما نحتاجه إلى أرواحناء 
وأحسادتاء آمين: 


ولسوف أحدثكم عن بعض الأمور لصالح تشريف ملكنا القديس» 
من ذلك على سبيل المثال ما رأيته مرة وأنا نائم في الفراش» فقد خيّل 
إل في منامي أنني رأيت الملك واقفاً أمام بيعتي في جوانفيل» وقد كان 
- ىم أعتقد ح مبتهجاً بشكل رائع» ومسروراً من قلبه» وكنت أنا 
مسروراً جداً لرؤيته في قلعني»وقلت له:«عندما تذهب من هنا يا مولاي 


- 269 - 


5 2 

سوف أقيم مكاناً لك في بيت أنا أمتلكه في قرية ملكي اسمها شيفيلون 

6/17 ن» فأجابني وهو يضحك:«مولاي صاحب جوانفيل ليس 
لدي رغبة بالرحيل من هذا المكان سريعاً». 


وعندما استيقظت بدأت بالتفكير» وقد بدالي أ نه سنكون امتراضيا 
للرب وللملك إذا ما أسكتته في بيعتي» وهذا ما فعلته لأنني بنيت 
مذبحاً من أجله» تمجيداً للرب» وتهجيداً له أيضاًء ولسوف تقام هناك 
القشداسات تكريا لذكراه عل الدوام» ولقد أوجمدت وقفاً داياً حتى 
يمكن فعل ذلك باستمرار» وأخبرت بهذا كله مولاي الملك لويس(ملك 
نافار) الذي ورث اسمهه. ويبدو لي أنه سوف يفعل ما يرضي كل من 
الرب وملكنا القفديس لويسء إذا ما ا” فتر يعض الأثار لدي 
الأصيلة من الجسد المقدس» وبعث بها إلى البيعة المتقدمة الذكرء أي بيعة 
القديس لورانت 8014]لا3-ا في جوانفيل» وبذلك يتمكن الذين سوف 
يأتون إلى مذبح الملك القديس» من التعبد هناك بإيهان أعظم. 

وبودي أن يعلم الجميع أنني شخصياً رأيت بالفعل وسمعت شطراً 
كبيراً نما حدثتكم به هناء في] يتعلق بملكنا القديسء» وهناك جرء كبير 
منه تأسس على ما وجدته في أحد الكتب» الذي دون بالفرنسية» والذي 
قمت بدمجه في هذا التاريخ» وألفت هنا انتباهكم إلى هذاء حتى يضع 
الذين يسمعون هذا الكتاب أو يقرأونه كامل الثقة في صدق ما قلت 
أنني رأيته وسمعته؛ أما بالنسبة للأشياء الأخرى المدونة هناء لا يمكنني 
كفالة صدقهاء لأنني لم أشهدها شخصياً. 


وكان الفراغ من هذا الكتاب في شهر تشرين الأول من سنة ١١9‏ 
لتجسيد ربئا. 


- 270 - 


لل8 521 - 


' 
التاربيخ ا معزو إلى القائد سمباط الأرمني 


- 273 - 


عام 


مدخل 

منذ نشوء الأبجدية المصروبية 116510013 » تعلق الشطر الأكبر من 
الأدب الأرمني بالأحداث التاريخية» وذلك لأن الأرمن أخذوا أوضاع 
بلادهم بعبن التقدير» ولقد كان مردٌ ذلك إلى التأثير الخارجي. 

ل ل ا يك 
الفاتحين من الفرس والعربء والترك» وهكذا عرف الشعب الأرمنى 
أوضاعاً ما كان ليحسد علبهاء لكن نظرة إلى الموضوع من زاوية أخرى 
0 ا 0 
على انبيارهاء 3 اق أ اليس ل الهم جر 
تو هنوت المتطقةه هذا حنافقات أرمينيا على ثقافتهاء مع أنها 
حولت ينكل سناع و ال الاحبان عل الحسوب الى ليت 
أقدامها المنطقة؛ ولعل هذا الوضع الحساس للشعب الأرمني» كان 
السبب الرئيسي في ظهور مؤرخين مشاهير من أمثال: اليامن؛ الذي 
احئوث مؤلفاته عل أخبار الخروت الساسائية» وليون 211 
الفتح العربي» وأرستاك لاستيفركيء الذي تولى التأريخ للسلاجقة 
وثولى متى الرهاوي تدوين أخبار الأثار التي نتجت عن الغزو الصليبي 
لأرمينياء خاصة ردات الفعل الأرمنية تجاه هذه الحروب» التي عدّت 
لصلحتهم ل القنون الثنان عطر مه وجاء فويخوري لل براي بعد 
الرهاوي وأكمل عمله؛ وكانت أعداد كبيرة من الأرمن هاجرت من 
بلادها إلى كليكية؛ وأرض الشام ومصرء وتمكن الأرمن من السيطرة 
على كليكية» وأقاموا فيها دويلة» شغلت دوراً هاماً في حياة أنطاكية 
الصليبية وعلاقاتها مع المسلمين ولا سيا في حلبء وتهبتم الدراسات 


- 275 - 


حب ا ا “هلد 

الحديثة بتاريخ هذه الدويلة» ولاسيا من قبل الأوساط الإسرائيلية التي 
لحا علاقة بهاء لأمها قامت في وسط غير صديق من جميع الجوانب» 
فسكان كليكية العرب كانوا ضد الأرمن الذين تسلطوا عليهم؛ ولم تكن 
علاقة هذه الدولة جيدة لا مع البيزنطيين» ولا مع الصليبيين ولا مع 
المسلمين» لكن استطاع بعض الحكام شغل دور استغلال التوازنات 
بشكل بارع» ويظل من أهم جوانب تاريخ دولة أرمينيا الصغرى 
علاقاتها مع أنطاكية ثم تحالفها في| بعد مع المغول؛ لدى قدوم هؤلاء 
للسبطرة على بلاد الشام؛ ولقد ظلت معلوماتنا عن هذا الجانب غير 
كافية حتى ثم العثور على تاريخ نسب إلى القائد سمباطء الذي عاصصر 
جوانفيل. 

ورأينا المدى الكبير الذي اهتم به جوانفيل با موضوع المغولي» وهو ' 
الموضوع الذي سنوليه المزيد من الاهتمام بنشر مصادره الأساسية. 

وأثارت مسألة نسبة.الكتاب إلى سمباط عدداً من المشاكل» وبداية 
يلاحظ أن الكتب عن المصادر الأرمنية:» فيها إشارة إلى تاريخ صنفه 
سمباط» وخير مثال على ذلك تم العثور على ثبت فيه أساء المؤرخين 
الأرمن؛ وتاريخ هذا الثبث هو ١14٠١‏ 1784 » وقد ورد فيه ذكر 
كتاب اسمه”تاريخ ملكية روبين» قام بوضعه سمباط» وكان الأب 
ميخائيل تكمتشين قد تحدث عن سمباط في كتاب«تاريخ أرمينيا».(ط 
7 - اج" ص 7705 ) ء» وجاء ذلك في معرض حديث هذا الأب 
عن بعض المؤرخين الأرمن الذين فقدت كتبهمء وكان علينا أن ننتظر 
حلول القرن التاسع عشر كي نحصل على ما هو منسوب إلى سمباط 
دون أدنى ريب. 

وجاء العثور الأول على تاريخ سمباطهء لدى زيارة المستشرق 
الفرنسي م.ف.بروسي للمكتبة التي امتلكها دي ايجيمشين» حيث عثر 
على نسختين من تاريخ منس وب إلى سمباطء ثم تطورت هذه المسألة 


-276 - 


ااا 


وتقدمت بالعثور على العديد من النسخ, كان من بينها اثنتين من مكتبة 
القديس لعازر في البندقية» ومع تزايد الاهتمام مهذا الموضوع جرىق 
التعرف على مخطوط أرمني في المتحف البريطاني(رقم 2408) تشابه 
بمضمونه إلى حد كبير مع الذي عثر عليه عند ايجيمشين» والذي 
اختلف به مخطوطا ايجيمشين هو أنه| احتويا على بعض الأناشيد الدينية 
والقصائد. 

وقام في سنة ١845‏ الروسي جورجيان يوهانسنك بنشر التاريخ 
المنسوب إلى سمباط اعتاداً على إحدى مخطوطتي ايجيمشين» وقام في 
سنة 1804 كرابات فاردابت شاهنزاريان بإعادة نشر التاريخ المنسوب 
إلى سمباطه ولم تختلف طبعته كثيراً على ما كان فدسة أوسكان ]لأ 
بوجود قصيدة نظمها غريغوري العينزربي على شرف الملك أوسيم؛ لكن 
والحق يقال إن نص كرابات أكثر دقة ما جعل منه قاعدة لأعمال الترجمة 
المقبلة» وفي الوقت نفسه لوحظ أن نص مخطوصطتي ايجيمشين ليس فيه 
لغة عامية أرمئية. 

ونسب علاء القرن ا إلى القائد سمباط. 
وكان من هؤلاء الأب أليكان في كتابه عن أرمينيا الصغرى في كليكية» 
وجاءثت معرفته مهذأ الكتاب عن طريق أخيه سيروف مارجر أليكان» 
فهو قد عثر في 14875 على مخطوط في القسطنطينية» وقدمه إلى أخيه 
الأب أليكان» ويرجح أن هذا الأب قد قدم هذا المخطوط إلى مكتبة 
5 ]كا 1/ في البندقية» وهناك منح هذا المخطوط ر قم / 8 

/ » وسجل تحت عنوان«تاريخ متى الرهاوي وأخبر الكليكيين 
لسمباط). 

واقتبس الأب أليكان في كتابه عدة مقاطع من هذا المخطوط» وكان 
كتابه هذا قد نشر سئة 1880 » وإثر ذلك عملت دور النشر الفرنسية 
على ترحمته هذا الكتاب» وكتاب آخحر له عن ليون العظيم» وكان كذلك 


-277 


ل« ء“ - 


قد اعتمد فيه على تاريخ سمباطه ثم قام هذ الأب بمزيد من 
الاقتباسات من هذا التاريخ في كتاب عن هيتوم, نُشر في البندقية سنة 
١98:5 - ١‏ » وبعد هذا بسنوات قام المستشرق الفرنسي كلود 
كاهين بإعداد أطروحته للدكتوراه عن سورية ل 
الصليبية (باريس ) وهنا أعرب عن أهمية الكتاب المعزو إلى 
سمباط. 


ولاقى هذا الكتاب المزيد من الاهتام في فرنسا وإنكلترا والولايات 
المتحدة» وقام في سنة ١9505‏ سيروب أكليانء بقراءة نصوص 
المخطوطات المتوفرة قراءة واعية» وإعادة صياغتهاء وسهل هذا ترحمة 
الكتاب إلى بعض اللغات الأوربية»وتسهيل التعامل مع مواده» ومع هذا 
لوحظ أن نص مخطوط البندقية قد كتب بعامية أرمنية» فيه كلمات كثيرة 
مستعارة واصطلاحات صعبة التفسير» وقد أثار هذا مسألة نسبة 
الكتاب,. لأن الذي عرف عن سمباط علو الثقافة وصحة اللغة. وفي 
مناقشات مسألة نسبة الكثان إلى سمباط أو نفي ذلك لم تتوفر أدلة 
فاظسة كل تعيددة النسيةة لكن اذى تاكدخو صحة نبي الأجبار ل 
إن قديكون مجهول قام بإعادة صياغة الكتابء ومن ثم أقحم فيه 
بعض المواد من مصادر أخرى لا سيما ما جاء لدى متى الرهاوي. 
00 الأبحاث التي تناولت نصوص المخطوطات. إلى التسليم 
بأن الأصل الذي تم الاعتراد عليه صنف في القرن الشالث عشرء 
وصاحبه من الأسرة الملكية الهيتومية الأرمنية» ومواده عن أحداث 
الحروب الصليبية المبكرة مختصرة ومتوفرة في مصادر أخرى أفضلء أما 
عن كليكية مع المتأخر من أحداث الوجود الفرنجي في المشرق وتداخله 
ب قذوم ال ونة قهذا حا ويكافف عون إسياسب ٠‏ سيط الك مر 
تتهياً فرصة سعيدة يعثر بها على نسخة صحيحة من تاريخ سمباط. 


- 278 - 


ه82 ل 


التاريخ ا معزو 
إلى 
القائد سمباط 


- 279 - 


ل[ ك/ال اه“ ل 

١‏ - دخول مانويل كومينوس إلى أنطاكية 

فررملك القدسء» وأمير أنطاكية. وطوروس» والداوية والاسبثتارية 
إمداد الصليبيين الذين أتوا وخيموا أمام أنطاكية» وبعث ملك القدس 
من جهة أخرى مع بقية القادة يحثون الامبراطور الاغريقي(البيزنطي) 
على القدوم لمساعدة المناطق الصليبية» ووافق الامبراطور على ذلك؛ 
ووعد بالقدوم إلى أنطاكية» لكن وعوهه لم تكن خالصة: ولانيته حسنة 
فقد كان يخطط بالفعل للدخول إلى أنطاكية؛ ليس لانجاز عمل مهم . 
ولكن لرغبة جامحة كانت تدفع به نحو النساءء فقد كان يفكر بالزواج 
بواحدة من بنات بوهيموند أمير أنطاكية» وقد جاء ليرى إن كانت 
الفتاة تناسب ذوقه؛ ولم يكن قد أخبر أحداً بم) هو عازم عليه 

وقام مانويل في تلك الأيام بإعطاء بلدوين كس الذي 
كان رجلاً له بنية عملاقة - هدايا ثمينة» وتوّجه بتاج ملكي» وخلع 
عليه ثياباً لها قيمة عالية» كما منحه سرادقاً ملكياً ملأه بالأواني الفضية 
والذهبية» وجميع أنواع الأثاث» حسبا جرت العادة» وأهدى كذلك إلى 
القادة التابعين له هدايا ثميئة» وخص واحداً منهم اسمه فيليب» ومع 
هذا توجه هذا إليه بخطاب كلاته لا يمكن أن تمحى من الذاكرة.» 
فعندما بعث إليه الامبراطور بثلاثة رؤوس من الخيل» محملة بالذهب 
وبالملابس الثميئة»؛ وقف وقدم شكره له. وبعدها كلف رسوله أن يقول 
لسيده:«نحن لم نأث إلى لقائك هنا من أجل كنوز وملابس» ولكن من 
أجل سلام المسيحيين» وإذا كان هذا ما ترمي إليه» فسوف نضع نحت 
تصرفك رجالناء وكل فرقناء وجبيع ما نملك» وحيثا كان القتال سوف 
ترى أي مقاتلين لديك» وكذلك أعط ذهبك إلى الفقراءء ولكن إذا م 
تتصرف ك|) طلبنا منك» ووعدتنا به بانقاذ المسبحيين» فإنه ليس لذهبك 
أدنى قيمة بنظرنا». 

وشرعوا بعد ذلك بالإعداد لدخول أنطاكية حسب الطريقة التالية: 


- 281 - 


5 0 0 


فقد زيئوا أبواب المدينة والأسوارء ورفعوا العلم الامبراطوري فوق 
الأسوار ومركزوا جئوداً على أبواب المدينة تحت أوامر قادتهم» وكذلك 
في الأزقة» وهناك تمركز بعض القادة أيضاء وأغلقوا داخل أنطاكية 
بكتائبهم»؛ وزعقت بعد ذلك الأبواق» ودخل الامبراطور مرئدياً الثياب 
الامبراطورية» والناج على رأسه. حيث تشع الأحجار الكريمة مثل 
الو وكاحا و حر عل تؤنارة اللمدي الام ماروا روا امك 
العساكر على الطرفين: ٠.‏ شحمن د يمينه وعن يساره» وسار بخطى صغيرة» 
وكان يسير أمامه ملك القدس متوجاً بإكليل؛ وممتطياً حصاناء وأمير 
أنطاكية» ولكن سيراً على الأقدام» دليلاً على الذل والإهانة. 

وفق هذه الطريقة دخل الامبراطور الاغريقي مانويل إلى أنطاكية مع 
ملك القدس بلدوين» وبيعدما سار حتى وسط المديئة» قفصد كنيسة 
الفسيان(القديس بطرس) ومقر الكرسي البطريركي» وهناك قدم نفسه. 
ثم عاد أدراجه. 
١‏ - مراسلة مانويل لنور الدين 

وعندما علم نور الدين بن زنكي بأخبار هذا الحشد الكبير» وكان 
آنذاك كبير أمراء حلب» استولى عليه الرعب» وخاف من هذا التجمع 
الكبير للقادة المسيحيين» » فاستنفر قلاعه كلهاء واستعد للحربء ونشر 
القوى والقادة في جميع الأماكن المناسبة» ونقل ذخائره إلى الجانب الآخر 
من الفرات. 

وبعد بضعة أيام بعث الامبراطور رسولاً إلى نور الدين» مع رسالة 
طالبه فيها بإعادة جميع أراضي أنطاكية» وكذلك بالرها وأراضيهاء التي 
نظفها من الصليبيين» وأمر بإعادة الأسرى المأخوذين من جميع الأمم 
المسيحية» والذين كانوا يعانون في السجون لديه. 

وعندما رأى سلطان حلبء أي نور الدين الرسولء وقرأ الرسالة 


- 282 - 


لا ا 


التي حملهاء ؛ ارتاح من الهموم وزالت مخاوفه التي كانت تراوده» وبا أنه 
كان ماكرأء فقد استطاع أن يقدر مدى قوة الجيوش المحتشدة» با أن 
المطالب لم تأت بالسيف والرمح؛ وإنما بالورق والمداد وبناء عليه أجاب 
الامبراطور بعدم الطاعة. ورفض مطالبه كليا ولدى سماع الامبراطور 
بجواب نور الدين دعا إلى إلى اجتماع لجميع القادة لإقرار الجواب الذي 
يتوجب إرساله إلى نور الدين. 
٠١‏ - تراجع مانويل بدون قتال 

ووقع ملك القدس وأمير أنطاكية وباقي السادة على قدمي مانويل 
الامبراطور الاغريقي قائلين:(يا مولانا لا تغير فرحتنا الكبيرة إلى حزن» 
ذلك أن اتحادنا يوهن أعداء المسيح» ويغرقهم باليأس» وإذا ما وقع 
اختيارك على | إقامة السلام معهم عوضاً عن القتاله فلسوف يزيلون 
بضربة واحدة اسم المسيحيين من على وجه الأرضء» ولسوف يحتقرون 
المسبحيين ويأسرونهم بدون وجلء لأندا سوف نكون موضع 
سخريتهم). 

ولكن مانويل لم بهتم بهذاء وأصر على العودة» واختج يتوفر عض 
الأسباب الطارئة وقال:«تلقيت معلومات من العاصمة ولهذا أريد 
استعجال العودة» وهكذا تعلل كذبا ثم زاد من كذبه من أجل العودة. 
عندما رجاه الجميع وهم يشعرون بحزن عميقء لعدة مرات» بعدم 
العودة مباشرة. وتخصيص ثلاثة أيام فقط لحملة ضد حلب» وبعدها 
يعقد السلام مع المسلمين؛ إذا كان ذلك ما يريده» ويمليه عليه قلبه. 

غير أن مانويل لم يعر توسلاتهم أدنى اهتام» ولم يرد خدمة مصالح 
المسيحيين» لذلك بعث برسول إلى نور الدين» فعقد معه الصلح, 
واندهش المسلمون لما حدث لدى سباعهم الأخبار» لأن ذلك لم يكن 
متوقعاً لديهم» فقد كانوا ينتظرون رؤية ا هزيمة. 


- 283 - 


حا وكا عت 

وأدركوا أنهم نجوا بدون سفك للدماءء ولا حرب مخيفة وقاسية. 
ذلك أنهم كانوا يحسبون السفراء جواسيسء لكنهم تأكدوا الآن من 
الحقيقة منهم؛ ومع هذا لعظيم فرحتهم لم يصدقواء ولم يقنعوا أن ما 
حدث كان صحيحا ولمذا احتاروا أي جواب يعطونء وبعدما تيقنوا 
من صورة ال حال بعفوا إلى الامبراطور أموالاً كثيرة وهدايا نفيسة؛ 
وجياداً أصيلة» وبغالاً جميلة» وبعثوا مع هذا كله بخمسين من الأسرى 
المسيحيين. 

وعندما عاد مانويل» الامبراطور الاغريقي الشجاع؛ الذي قدم كنسر 
قوي» ورجع كثعلب ضعيفه وابتعد كجبانء على الرغم من جميع 
الفرسان الذين كانوا لديه؛ وتابع سيره حتى وصل إلى بلدان السلطان 
قلج أرسلان» ووقتها انقض عليه التركان والأوج؛ وهاجموا ساقة 
جيشه» وقتلوا اثني عشر ألف رجل من أتباعه؛ ما نجم عنه عداوة حادة 
بين الامبراطور والسلطان» أما فيا يتعلق بطوروس فقد دو اسن 
انسحابه بسلام. 

(الوقفائع من حنى ١١78‏ »ء ممائلة لما ورد في مخطوطة 
اجيمشين). 
4 - اغتبال ستيفاني من قبل الاغريق 

في سنة 8(5١5‏ شباط ١١50‏ - لا شباط )١١535‏ قتل ستيفانيٍ بن 
ليون» وأخو طوروس أمام هاموس في كلبكية» وجاء ذلك نتيجة مؤامرة 
دبرها دوق الإغريقءفقد استدعاه المسيحيون المحليون باسم الصداقة, 
وعندما انفرد وا به أزالوه من هذا العالى بموت بشع» حيث سلقوه في 
قدرء دون أن يبالوا بجندي مثله»وقد ترك ولدين هما:روبن» وليون» أما 
فيها يتعلق بأخحويه طوروس ومليح فقد عبرا عن انتقامها بطريقة 
خيانية» حيث صبا انتقامها على ألف إغريفي ا 


- 284 - 


اال 

ه - انتصار ا جيورجيين 

وزحف في السنة نفسها جورجي ملك الجورجيين مع جيشه ضد 
دوين» وقد حرج المدافعون عنها لصده وقتاله» لكن جورجي هزمهم 
وأرغمهم على الفرار والاعتصام داخل المدينة» وطاردهم جنود الملك» 
ول يرفعوا سيوفهم عنهم حتى أبادوهم» وألقوا النار في المديئة» وبعدما 
خولوها إل خرانت السيخيو أ 
" - مؤامرة ملبيح ضد طوروس 

وتصرف في هذه الآونة طوروس المنتصرء ابن ليون بحذرء ومن 
الدفاع عن المناطق الجحبلية في جبال طوروسء التى كان هو حاكمهاء أما 
أخوه مليح فكان رجلاً شريراً وقاسى القلب وبلا رحمة» حيث خطط 
لقتل أخيه؛ ورسم خطته وقرر تنفيذها مع أشخاص آخرين؛ وفي أحد 
الأيام بينما كانوا يصطادون فيط بين المصيصة وأذلة» قرر مليح قتل أخاه 
هناك في ذلك المكان» غير أن طوروس الذي كان ينتظر مثل هذا العمل 
اعتقل أخاه» لأنه كان متيقظأء واستجوبه أمام الجيش مع كبار القادة عن 
الأسباب التي دفعته لاقتراف مثل هذا العمل» ووبخ مليح حصورم 
توبيخا قاسى اللهجة. وأعطاه بعد ذلك جيادا وبغالاً ومالاً وسلاحا 
وبعض الرجال وطرده إلى خارج البلاد» دون أن يعاقبه أكثر على فعلته» 
واتجه ملبح إلى صاحب حلب» نور الدين» ودخل في خدمته. فأقطعه 
قورس وأراضيها. 
/٠ا ‏ الأسرة ا هيتومية 

كانت زوجة ستيفاني ابنة للبارون سمباط صاحب بابيروان(1١)2‏ أخو 
أوشين صاحب لامبرون(7)» ى) كانت أختا لباكوران» الذي حكم 
بابيروان بعد مقتل أبيه سمباط من قبل جيوش طوروس على أبواب 

- 285 - 


ا ل 
المصيصة» وحسبا ذكرنا من قبل» قد قامت هذه الأميرة بالاعتصام في 
بابيروان بجوار أخيها باكوران» واستفرت هناك» وربت أولادهاء 
وكانت هذه اسمها ريتاء وكانت عاقلة تقية» وتخاف السيدة» وكان لدى 
باكوران أخ خ أسمه كاساكء وكان هذا صاحب قلعتي أسكوراس(07)؛ 
امار )و راطيا وكان باكوران ماعب اران رصن كما 
وكريا وحريصاً على الجميع ومحبوباً من الرب ومن الرجالء فليبارك 
الرب ذكراه» وكان لكل من باكوران وكاساك أخ آخر اسمه هلكمء هذا 
وكان كاساك والد أول البارونات. 


/ - تكريس ال جائليق نرسيس الرابع 

في سنة 480117 شباط 1151 ج- لا شباط )١1١58‏ وجلتير 
غريغوري نفسه قد تقدمت به السن» ذلك أنه كان قد أمضى أربعاً 
وخمسين سنة جائليقاء بمشيئة الرب» عندها جمع بتحذير من الروح 
القدسء حشداً من رؤساء الأساقفة والأساقفة والرهبان» وشخصيات 
ديئية أخرى مقدسة» وخص أخاه رئيس الأساقفة نرسيس ضياء الدين» 
نعركن الطتائليق الأرمضس» وذلك بعدما ترجاه كثراء إذ آن نرسيس هذا 
أراد رفض هذا التشريف, لحسبانه أنه كان غير قادر على الاستجابة 
للنداء الرباني» وقد نظم نرسيس هذا عدة أغاني روحية للكنيسة: وقاد 
الكرسي البطريركي حسب مشيئة الرب» وكان رجلاً سلياء بجمال 
جسماني» وكان منظيا مليئاً بكل العلوم مع رحمة الروح القدسء وكان 
متدفقاً كتدفق الثهر الغزير اللبريان» وكان والحق يقال لا مثيل له بين 
البطاركة الذين تقدموه والذين تلوه إلى عصرنا هذاء وقد انتشر صيئه 
وذاع حتى وصل إلى الفسطنطينية؛ لا بل حتى امبراطور الإغريق كير 
مانويل» الذي طلب منه رسالة إيانية باسم الكنيسة الأرمنية» وكتب 
نرسيس الرسالة» وبعدما قرأها أمام الامبراطورء قام البطريرك مع جميع 
العلاء الاغريق بالاعتراف بالإجماع بأرثوذكسية الإيوان الأرمني. 


- 286 - 


ا 

وعندها أرسل الامبراطور هورومكلٍ [1010101613] الفيلسوف إلى 
هذا اللاهوتي» وقد أجر ى معه محادثات دامت عدة أيام» وعندما عاد إلى 
الامبراطور أخبره أن علم القديس نرسيس لا يعدله علم بدقته» وكرمه 
لا يعدله كرم, وأحب الامبراطور القديس البطريرك» وبادر إلى البعث 
لإحضاره إليه مرة أخرىء ليعقد الصداقة والاتحاد بين شعبين كانا حتى 
الآن مفترقين أحدهما عن الآخرء ولم ير هذا الامبراطور الماكر محصلة 
جهوده» بسبب وفاة البطريرك نرسيس. 

005190 عباط دالت قباط 1156 توق طوروين 
الأكبر» ابن لك الجبلية في 
جبال طوروسءوكان قد حقق عدة إنجازات في أماكن أخرى متعددة 
وحقق انتصارات في معارك كثيرة» بفضل مهارته فلي رحمه الرب. 

واختار الملك طوروس في ساعاته الأخيرة ولياً لعهده توماس ابن 
الأمير روبين» وقد تولى هذا حكم بلاد طوروس لدة سنة واحدة. 

في سنة 514( شباط ١١59‏ -- 5 شباط )١117١‏ تلقى مليح أخو 
طوروسء تعزيزات من عند نور الدين صاحب حلبء وقد دخل إلى 
كليكية مع الكثير من الترك واستولى على إمارة أخيه» وحصل الترك 
ا ل 1 لدى بحثه عن أعدائه لينتقم منهمء فقد 
قهرهمء وسلبهم ممتلكاتهم 0 0 وكبلهم بالسلاسل» 
وكناك ب أناس» وي م سنائهم» م 
يت القناء 0 ودين تانر معيبة») 585 0-0 
والفضة» وأشبع نهمه باغتصاب أرزاق الأثرياء» فقد كان رجلاً متوحشا 


- 287 - 


ا 

وشريرأء وبلا رحمة» وكان الجميع يكرهونه ويتمنون الفرار منه» لكنهم 
| تجدوا 1 آنذاك ملاذاً 1 
30> ران رات رق المنطقة. ا اك واجارت 
أيضاً الكنيسة المكرسة على اسم أم الرب» وخلّف هذا الزلزال ضحايا 
كثيرة. 
11ح ضراع ملي شد المبتوسين 

وبعدما صار مليح سيداً لإمارة أخيه» التجأ توماس إلى أنطاكية» وقد 
بعث ابن طوروس إلى المقر البطريركي في هورومكي؛ لحصار البطريرك 
هناك؛ وقد توفي الجاثليق في تلك الأثناء» وقام هيتوم بن أوشين» الذي 
كان قد تزوج من ابئنة طوروس -- كا ذكرنا -- ولم يستطع بعد ذلك 
هجرها والابتعاد عنها في حياة طوروسء لعدم قدرته على فعل ذلك؛» 
قام الآن بعد وفاة أبيها بالابتعاد عنها وتطليقها. 

وغضب مليح لما حدث» فذهب لحصار لامبرون» ومعه قواته» وقد 
ألحق خسائر جسيمة بالسكان» وفي الحقيقة كان هناك من قبل صراع 
مستمر بين الروبنيين وبين الهيتوميين» وجاء هذا الطلاق ليؤجج ذلك؛ 
ولقد عذبهم مليح كثيراً وآذاهم بالحرب. وبالمجاعة. 
١١‏ - تكريس ال جاثلبق غربغوري الرابع طلاي 

في سنة 5117(" شباط 1117 س 0 شباط )١1175‏ استدعي القديس 
المنير البطريرك نرسيس إلى جنب المسيح يوم ١7‏ - آب؛ وبذلك أغرق 
الكنيسة الأرمنية في حزن عميق» وكان قد كنب في وصيته أمراً باجلاس 
الاك اديه ورساء اه 7 تمّ العمل وفقا ١‏ لزانت روففاً لا ناه خلس 
حا ماي جاه الآن ترئيب تيرغريغور الحادي 


- 288 - 


لاه"#”# اد 

عشر في سلسلة الذين تسلموا منصب الجائليق لدى الأرمن. 

وكان رجلاً ضخأ وصاحب مظهر جدي» له وجه بشوش» وقلب 
كريم ملٍء بالحكمة.» وبالعلم وبالروح الطيبة» وقد حبي بالمرونةفي 
الكلام مع موهبة التلاعب بالجمل والمقاطع المقتبسة من العهد القديم؛ 
وكذلك من العهد الحديد» وقد زين القديس غريغور الكرسي المقدس 
ببناء الكنيسة الرائعة» والتي زاد في جمالها ورونقها بالأواني الثمينة من 
الذهب والفضة» ومن الملابس المذهبة» ولكثرة ما أغنى به هذا المعبد 
المقندس لم يتمكن الذين تولوا أمره من بعد من تقليص عدد الأشياء 
التى كانت فيه مع أن كل واحد منهم كان يتولى صهر الذهب والفضة 
التتى فيه. 

وكان قد أمر أيضاً بصنع ثلاثة قبور في أقبية الكنيسة' وقد أودع فيها 
ما تبقى من جثث القديسين البطاركة أي: نرسيس وغريغوري 
ومتقدمه!| غريغوري الخامس كياسير» وكان قد أحضرها من منطقة 
كيسوم؛ من دير كرميروانك(5)» وقد عاش حياة ملكية» حيث كان 
يمنح الحدايا الثمينة» والعطايا العظيمة» واحتفظ ببائدة عامرة. 

وتوفي في هذه السئة صاحب حلب نور الدين» وقد -خلفه ابنه الملك 
الصالح. 
س -- الأعبان يولون روبين الثالث ا حكم 

بعدما أمضى مليح خمس سنوات في الحكم, اتفق أعيان الأرمن في 
سنة 575( شباط ه/ا١١‏ - ٠ه‏ شباط 5) والشخصيات التي 
كانت حيطة به على قتله في مديئة سيس» بسبب عاداته السيئة» والسلوك 
الفاسد.ء فبعثوا إلى بابيروان وأحضروا الابن الأكبر لستيفاني» الذي 
اسمه روبين» وذلك «هدف إجلاسه على عرش أجداده» وقد تركه خاله 
باكوروان يذهب من دون تأخير» وأعطاه وفرة من الذهب والفضة» 


- 289 - 
الموسوعة الشامية ج 76 - م١٠‏ 


جا لالد 


وختدما واسكل روج تخو ضع لفنه ل يتم لد اله والأسراء الارمن 
الذين أطاعوه عن طيب خاطر» وقد كان رجلاً حريصاً وكريا وبي 
الطلعة. وكان عمره آنذاك ثلاثين سئة» وقد انسم بالشجاعة في القتال 
والمهارة بالرمي بالقوس. 

وشرع يوزع الحدايا على الجميع بكرم زائد» وأعطى جميع الكنوز التي 
جمعها مليح كما أنه ملك قلوب الجميع وعقوهم بالمآدب والاحتفالات 
التي كان يقيمهاء وتمكن إلى حيث ذهب مع رجاله من هزيمة الأعداء 
بكل شجاعة. وهكذا استطاع احتلال طرسوس» وأذنة والمصيصة. 
وكان في بداية حكمه قد أغرق الأعيان بشكره الكبيرء لما أسدوه له من 
تخدمات حين اقتلعوا عمه وأجلسوه ه على عرش أجداده» ومع هذا وعد 
بجوائز أفضل وأعطيات أعظم للذين قتلوا عمه؛ إذا ما عرف الأيدي 
التي قامت بذلك. 

وتقدم إليه رجلان» اعرف الفتسةق وقالاله :نحن اللذان قتلناه 
بأيدينا حباً فيك»» وشكرهما روبين» وتظاهر بسروره بذلك» ثم أمسر 
باعتقالهاء» وبوضع حجر في عنق كل واحد منهماء ورماهما في النهر سرأًء 
وكان اسم أحدهما ياهان 8087لاء واسم الخ سا وان خخصيا ست 
ألب 0 يب «أروااماه . 

وعندما رأى روبين أن قوته قد ازدادت» قرر مهاجمة لامبرون التى 
مكث فيها ثلاث سنوات» وسبب بذلك الرعب لسكابهاء والذي دفعه 
إلى مهاجمتها ما كان يسود بين الطرفين من نزاع قديم» ومع هذالم 
يتمكن من الاستيلاء عليها. 
١ #‏ ح مصاعب البيزئطيين 

في سنة 595175 - شباط ١١1/5‏ - 4 شباط )١١1/‏ قطع قلج 
أرسلان.» سلطان قوئية الطريق على الامبراطور الوغريقي» بعد مدينة 


- 290 - 


را 
قونية» مقابل أطلال قلعة ملطية» وبعدما أ 0 أطلق دود بعل 
أن عقد معه معاهلة تحالف مختومة ومولقة 

وفي سنة 0(575 شباطل/الا١١‏ - 4 شباط ) توفي كير 
مانويل» امبراطور الإغريق» واعتلى العرش من بعده ابنه ألكسيوس. 

وفي سنة 1 شباط7!8١١‏ -؛ شبطط )١١78‏ ثار 
أندرونيكوس على ألكسيوس وقتله» وحل محله في حكم الامبراطورية. 

وفي سئة 5(519 شباط:8١١‏ - ”ا شبط )١18١‏ قتل 
أندرونيكوس. وتسلمت أن الحكم : 
5 - نشوب سوء ثفاهم بين روبين وأخيه لبون 

في سنة شباط١81١١‏ -- "ا شباط ) ذهب اراق 
روبين إلى القدس مع وفد كبير» دتروج من ابنة صاحب الكرك وعاد. 
وكان أخوه ليون شخائفاً منه» لأن الناس كانوا يتهمونه بشدة» ويقولون 
لروبين بأن أخماه ليون يخطط للشورة عليه فما كان منه إلآ أن التجأ إلى 
طرسوس» ومن ثم سافر من هناك بحرا إلى القسطنطينية» حيث حمثه 
العناية الربانية. وحيث لفى حفاوة كبيرة »؛ واستقبل باحترام من قبل 
عدة من رجال الاميراطور. 

وفي سنة١‏ 50517 - شباط875١١‏ - ١‏ شباط )١1187'‏ رجع ليون 
من القسطنطينية» والتحق بأخيه» الذي أحسن استقباله» ؤعامله بمودة» 
وأعطاه قلعة كابان 87م8! . 
١‏ ح اعتقال رويين فى أنطاكية 

كانت لدى روبين مشاريع توسعية» وقد ذهب إلى أنطاكية» وهناك 
اعتقله أميرهاء وألقاه في السجنء أما الأعيان الين كانوا معه فقد هربوأ 
ونجوا سالمين وعادوا إلى ببوتهم»ء وقد حدث هذا في سنة ١(115‏ 


- 291 - 


2 6 
.)١185 شباط‎ 5١ - ١١4ه شباط‎ 


وأرسل بعدها روبين إلى خاله باكوروانء ليبعث إليه برهائن يعطيهم 
إلى الأمير بدلا عنه» حتى ينال حريته لكي يجمع فديته وبناع عليه 
أرسل باكوروان أححته أم روبين وبعضص الأقارب» وتنازل روين لأمير 
أنطاكية كفدية عن: ساروانديكار(/) 53117/21101181 » وتل حمدون. 
وشكر 0161 (8) » ووعده بدفع ألف«دهكان 10811805). وبعدما 
أطلق سراحه: عاد إلى بلده» ثم أعطى أمير أنطاكية ما وعله بف 
وحصل مقابل ذلك على حرية الرهائن. 
1١/‏ - وصول ليون الثاني إلى ا حكم 

في سنة ١19577‏ شباط ١١810‏ - ؟ شباط )١١88‏ توفي روبين» 
فانتقل الحكم إلى أخيه لبون الذي كان رجلاً عطي لل حك لي أي 
مناسبة من المناسبات عن الانتقام من أي كان؛ بل كان على العكس من 
ذلك؛ وقد سلم أموره للرب حتى يدبرها له. 

وكان أميراً ذكياً ومقتدراء وفارساً بارعا وشجاعاً في أعوال الحروب» 
ونبيلاً في تحقيق الأعيال الإنسائية» أو الربائية» و متواضعأء وصاحب 
وجه واضح التقاسيم. 
- بداياث ظهور أمر صلاح الدين 

كان في هذه الآونة يوسف بن أيوب. المسمى صلاح الدين يحكم: 
حلب» ودمشق» ومصرءوكان هو وأخوه العادل (8) بالأصل من منطقة 
دوين» وكان أبوههما فلاح كردي اسمه أيوب » وكان صلاح الدين 
وأخوه قد تركا بلدهما ليشربا الخمرة» فجاءا ودخلا في خدمة نور الدين 
صاحب حلبء وقد أشفق نور الدين عليهاء وتصدق عليها في كل 
مناسبة» فصارا خادمين وفيين له وترقيا بالمنلاصب وامتلكا يوما بعد يوم 
بعض السلطة؛ وبالمال الذي كسباه أكلا وشربا مع الجميع؛ وهذا ما 


- 292 - 


ا 

أكسبها صذداقة الناس جميعساء ومكنهما من حكم بلاد كثيرة, ولما رأى 
صلاح الدين ازدياد أهمبته وقوتهه صار رجلاً فظأه وأخذ بهدد 
المسيحيين» وتعاظمت قوته يوماً إثر يوم» واستغل كل مصادر طاقته 
لضرب المسيحيين» فدمر بضربة واحدة قوجهم في جميع مناطق حكمهم. 
4 - فاجعة حطين 

وزحف صلاح الدين في السنة نفسها ضد ملك القدسء فقام الملك» 
وفرنجة الساحل» والرهبان الذين وتدون قلا ا 
الداوية والاسبتارية)» بالاحتشاد» وذهبوا وعسكروا على مرأى من 
صلاح الدين» وكان جيش الفرنجة قد عسكر فوق تلةء ولذلك كان 
يشكو من قلة الماء. 

وعندها تدكر صاحب طرابلس لدينه» بعث إلى صلاح الدين 
يقول:ماذا تعطيني إذا أزلت معسكر المسيحيين من مكانه؛ وأخذتهم إلى 
مكان لا ماء فيه» ويمكنك في الوقت نفسه أنت وفرقك العسكرية إقامة 
معسك ركم | إلى جانب الماء)؟ فوعله صلاح الدين بجزيل العطاياء 
والأموال الكثيرة» ووثق ذلك بعقد مكتوب. 

وإثر هذا قرر صاحب طرابلس الخائن أن يقدم إلى الملك والقادة 
النصائح التالية بقوله:«ليس في صالحنا البقاء هناء هيا فلنذهب من هنا 
ولنعسكر على التلة» وبذلك نغطي سافة قواتنا ونقوي الدفاع عن 
أنفسناا» ولقد تمكن من إقناع الجميع؛ وجعلهم يصدقون كلاته 
المسمومة. وعندما رحل المسيحيون عن مكانهم» جاء السلطان» وأقام 
معسكره إلى جنب الماء» وهنا لى يعد بإمكان المسيحيين شرب الما 
ووجدوا أنفسهم في خيبة أمل وحيرة عظيمة» وصعب عليهم إيجاد 
مخرج لوضعهم. 

وعندها استسلموا في يأسهم للموت» ومضوا إلى القتال» وهرب 


- 293 - 


تلات 


الحاكم الخائن لطرايلس» وآذى المسيحيين» وسبب كارا 
وهزيمتهمء ودخخل الذين قروا الموت إلى الحرب» وقد طال أمد القتال» 
وكان معظم المسيحيين بالأسفلء» وخارت فوى الرجال والبهائم» 
واهباروا بسبب العطشء. فقد كان هناك .حر شديد» وريح حارقة. 
وضاعف الأعداء ضرباتهم حتى تمكنوا من سحق الجميع. 
٠‏ ح استسلام غي لوزغنان إلى صلاح الدين 

وكان الملك قد التجأ مع ثلاثة من المحاربين إلى قمة تلة هناك فبعث 
إلى السلطان وطلب منه قبول استسلامه» فأرسل له السلطان قوة لحايته 
ومرافقته حتى يلتحق به. 

ولدى وصول الملك خخرج السلطان إلى استقباله» ووقف أمامه 
باحترام وصافحه بقوة وقبله» ثم أخذه من يده» وأدخله إلى خيمته. 
وأجلسه على وسادة إلى جانبه» وذلك حيث جلس بكل احترام وقال 
له:«أيها الملك المبجل مرحباً بك وألف مرحباً في بيت أخيك» ولا تحزن 
أبدا من مصير الحرب» فتارة نريد أن نكون الرابحين» وإذا بنا من 
الخاسرين» وأنت ملك جدير بالتقديرء وعادل تحترم وعودك», وهذا 
يروق لي» وهذا لن تنقص شعرة واحدة من رأسك؛ ولأجلك سوف 
. أعفو عن كثيرين» وذلك تفديراً للكء ولسوف أعيد الحرية إلى 
العديدين». 
"١‏ - النهابة ا مشؤومة لربنودي شاتيون(أرناط) 

وفيا كانا يتحادثان هكذاء أحضر ريئو أمير طرابلس(١٠١)‏ إلى أمام 
صلاح الدين» ولدى رؤيته وقف الملك» فوقف السلطان من أجل 
وقوف الملك» فقال السلطان لرينو أمير طرابلس» الذي كان قد سلم 
الملك وخحانه من أجل المدايا:«إعلم أبها الخائن أنني لم أقف من أجلكء 
بل من أجل ملكك؛». فأجابه الكونت قائلاً:«وأنا لا أتورجه إليك 


- 294 - 


.د 


بالشكر» » بل أشكر ملكي»؛ وهنا طلب الملك بعض الماء ليشربه» فأمر 
السلطان بإحضار كأس من الذهب فيه ماء محل ومثلج وممزوج بهاء 
لحن وحار لكان لكات ورف عله المي لأساء لانم أعطاه 
إلى الللك؛ فشرب نصفها وأعطاها إلى أمير طرابلس الذي شرب بدوره» 
وهناك قال السلطان للأمير:«لم أعط الماء لك» ولكنني أعطيته إلى 
الملك»» فأجاب الأمير السلطان قائلاً:«وأنا لن أقول لك شكراً بل 
لملكي»؛ فقال السلطان للأمير:«أيها الخائن كم من المرات وعادتني 
ا د لي ا 0 
أسرت وسجنت وقتلت عدداً من الناس؛ واستوليت على أموالي على 
طريق دمشق وغير ذلك؛ وكنت السبب في إراقة الدماء في سير 
0أ 565 » دون أن تتذكر وعودك» فا الذي عندك لتجيبني به)؟ انهاه 
الأمير بالكلمات التالية»ورد على السلطان 0 الدين بقوله:«لاتنبح 
عاليا وافعل ما يطيب لك؛ لقد مضى علّ أربعون سنة وأنا أخماطر 
بدمي ضد المسلمين» والآن إننى لا أبالي مطل بالموث»» وهنا أشبان 
السلطان إلى خدمه فأمسكر بالامل اش كجلبة ويديه» وبطحوه أمام 
السلطان» الذي أي سيفه وضريبه على وسطهة. ثم قام الخدم بالإجهاز 
عليةه» ولدى رؤية الملك ما حدث انبهر وارتعبء. فقال له السلطان :لا 
تأبه لموث من خانك». 
٠١١‏ - مقتل الداوية صرراً 

ثم جرى إحضار الداوية مع مقدمهم؛ وأوقفوا أمام السلطان الذي 
قال للمقدم:«أيها المقدم المحترم للداوية» مهما كانت الأفاعيل التي 
أوقعتموها بجيشناء آنا أعزمكي وفيا خصي؛ ومن أجل شجاعتكم؛ 
إذا ما ة قمتم بالتخلٍ عن دينكم» ومن ثم الدحول بدين -00 فإنني 


م ل ل أرجاء ملكي 
الشاسعة؛ خاصة لك»» فأجابه المقدم بالكلمات 5 :«أيها السلطان 


- 295 - 


#الاء# ا 
العظيم؛ إنه فيها يخصني فأنا موافق» ولكن إذا سمحيت لي وأذنت 
بالتشاور مع أخوقي حتى أقنعهم بالقبول والطاعة)»فسمع صلاح الدين 
يقنول:«الذي ينفذ أمري يعيش» والذي يرفضه سوف يموت بحد 
السيف». وجمع المقدم رجاله من الداوية وخاطبهم قائلاً:«أبها الأخوة 
ها قبد حلت أيام قوة أرواحنا وصمودها الذي سبخولنا دخول الجنة» 
إنني أتوسل إليكم أن تظلوا صام دين ومتاسكين في حب 
المبيح»وسوف نمزج اليوم دمنا مع دمه. ونعحن لانخاف من الذين 
يقتلون الأجساد ولكن من الذي له سلطة على الروح وعلى الجسمء 
ولن نعبأ بمتاع هذه الحياة العابرة»؛ كما قال لحم أقوالاً كثيرة» وأسمعهم 
مقاطع من الكتاب المقدس» وشجعهم على الموث في سبيل إيانهم» 
وبعدما عاد إلى السلطان قال له:«هناك من أبدى الاستعداد للطاعة 
إليكمء وهئاك من اعترضء لذلك أرجو الأمر بإحضارهم أمامكم». 

وعندما أحضروا بدأ السلطان يسألهم واحداً تلو الآخرء وحيث أنهم 
رفضوا الاستجابة لعرضههء أمر بقتلهم ثم قال بعد ذلك للمقدم:«وأنت 
كيف تنوي النظر إلى ديننا»؟» ولم يجبه القكدم بل جمع لعابه بفمه وبصقه 
على وجه السلطانء كي يزداد غضبه ويأمر بقتله على الفورء فبذلك 
حون فيه أزمله تماق لجرا روميت لسار 
إلى الحياة السامية إذكيف لي الانصياع إلى أو ارا ك)؟: فأمر السلطان 
بقثله أيضاء وعندما قتلوه. انت نتشر نور عم السماء فوق الأموات» ودام 
لمدة ثلاث أيام»وكان ذلك عاراً للخونة وانتصاراً للأوفياء الأمناى ويبعل 
الفراغ من كل شيء أطلق السلطان سراح الملك ومنحه المدايا له 
ولحاشيته 


71 ب فتيح القدس 
ثم أمر صلاح الدين أنه يتوجب على كل واحد من سكان القدس 


- 296 - 


اس 


دفع فدية قدرها داهكان مصري واحدء وبإمكانه أن يأخذ معه ما يريده 
من منزله» ومن ثم يذهب بسلام؛ أما الذين يودون البقاء فعلى كل 
واحد منهم دفع جزية سئوية مقدارها داهكان أحمر(١١)»‏ وارتحل عدد 
كبير كا بقي الكثيرون, وبهذا تمكن صلاح الدين من الاستيلاء كل 
القدس وعلى المناطق التابعة لا شيئاً فشيئأ ولقد استولى على كل بقعة 

من البلاد حتى منطقة أنطاكية؛ وكان المسيحيون جميعاً يرنجفون رعباً 
أمامه. 


١#‏ - احثلا'ل رسئم لكليكبا 


وجمع في هذه السئة نفسها تركاني اسمه رستم حشداً من التركان» 
ودخل إلى بلد الكليكيين» وعمل جاهداً على إيقاف استمرار اسم 
المسبحيين» وزحف متقدماً حتى غاية سيس؛ وقد عسكر أمام هذه 
المدينة» على محاذاة راوين اللا8؟!» وارتفاعهاء وقد اجتاحوا البلاد 
وغطوها بكثرة عددهم.؛ لكن ليون القوي بالحاية الربانية حاربهم 
وانتصر عليهم» وقتل قائدهم» مع أنه لم يكن معه أكثر من ثلاثين من 
ارجا عراست ا رمو دف لود أ ين لبان بو دهم 
وصولاً حتى سروانديكار 53110/0101181: وانتشرت إشاعة بين الناس 
نحدثت عن نزول جنديين قويين من قلعة سيسء وقيامه] بسحق العدوء 
وكانا هما: القديس جرجس., والقديس تيودور. 
- احتلال براكانا من قبل ليون الثاني 

لج ان شباط ١١848‏ - ؟ شباط )١1١84‏ قتل القائد السير 
بلدوين أمام قلعة براكانا(؟١)‏ 253/803 » ذلك أنه حاول احتلالها 
على حين غرة هذا وتمكن ليون من الاستيلاء على هذه القلعة بعد 
الي ب 0 
اسمه الأمير تبلي 1ام11- معما تين من التركان» والأمير تبلٍ هذا هو 


-297 - 


عع غ د 

الذي كان قتل بلدوين. 
١+‏ - أحلاف زواجية بين أسرتي أنطاكبة وساسون 

وكان في هذه الأثناء أبناء كورتونيل |00110816 صاحب 
ساسون 01ا535 والذين كانت أمهم أحت تبرغريغور جاثليق الأرمن» 
يعيشون مع ليون وكانوا رجالاً ذوي مظهر جميل» وكان ليون قد 
أعطى زوجة إلى هيشوم وهو الأكبر» الابنة الكبرى لأخيه روبين» المسماة 
ألبس» ومنحه معها مدينة المصيصة» وحصل بالوقت نفسه شاهنشاه على 
سلوقية» أما فيهما يتعلق ببنت روبين المساة فيليبا» فقد أقامت بجوار أم 
ليون» وبالنسبة إلى ليون نفسه. فقد اتخذ زوجة له من أنطاكية ابنة أخ(أو 
أخث)زوجة الأمير» وقد قبلت بزواجه بكل حرارة» وشعر ليون من 
جانبه بسرور عارم لأنه كان يخاف من أمير أنطاكية» الذي خشيه الأرمن 
دومأء ؤقد قدر ليون أن زوجة الأمبر» بحكم قرابتها بزوجته سوف 
تشفع له عند الأمير» وتدرأ المخاطر عنه» وهذا ما حصل بالفعل. 
٠١‏ -- صلببية فردريك بربروسا 

في سنة 79518 شباط ١١84‏ - 4 شباط اع ا 
الألان على رأس جيش عظيم؛ وزحف حتى وصل إلى | لقسطنطينية» ثم 
سار حتى قونية فتمكن من احتلاهها وإلحاق المريمة يقلح أرسلان: وقد 
أودعه قلج أرسلان ثلاثين رهينة من أعيان رجاله» ودفع له ماثة ألف 
دافكاد وعقك كدنة. عند وصلحاء فرحنت الإإقر طول وا 
وبا أن الفصل كان حارا جدا في ذلك الصيفء. فقد نزل الامبراطور إلى 
النهر ليستحم ء » فجرفه التيار» ولم يستطع المقاومة لأنه كان رجلاً كهلاً 
فغرق ومات» ويحكى أنه قبل له بأنه سيموت غرقاً في الماء» وهذا ما 
دفعه إلى الارتحال برأء وقام بهذه الرحلة الطويلة براً. 


ووصل ابئه بعد وفاته إلى عكاء ثم توفي هناك بعد ستة أشهر» فتشتت 


- 298 - 


همغ5ع.م# د 


قواته د ثم عاد معظم الذين بقيوا منها. 
/ سل حصار عكا من قبل الفرنجة 

في سلة شباط ١ -1١1١9١‏ شباط 7) وصل ملك 
الفرنجة بالسفيدة إلى عكا مع قوات كثيرة» وحط رحاله أمام المديئة» 
وكانب المديئة ملكاً لصلاح الدين ولهذا بادر را إلى هناك وأقام 

يمه أمام تخيم الفرنجة وحفر الفرنجة ثلاثة خنادق من حوطم؛ 

رحو احروت تحصيئاً عظياً ونشروا الكمائن من حوطم؛ وبذلك 
وضعوا المدينة فْ خطر شديكك وحالوا بين السلطان وبين مساعدة 
سكاهاء وقدم وقتذاك ملك الانكليزء ووصل إلى فبرص أولاً حيث 
استولى عليهاء وانتزعها من أيدي الإغريق» واعتقل دوقها الذي كان 
من آل كوميئنوس» وحمله معه إلى عكاء وهناك وحّد الملكان قواتمهاء 
وقاتلا معاً ضد السلطان» وضد سكان المديئة» وعندهابعث السلطان إلى 
الملوك يقول:«خذوا مدينتكم وبيعوني الرجال بوزهم ذهباً وفضة». 
فأجابوه يقولون :«كان يجب علينا أن لل ما طلبته ونستجيب لا 
رجوثه؛» وذلك احتراماً لشخصكء ولكن با أنه تقدم وأقسمنا بحق 
الضريح المقدسء بأن عرف الكامن ينا بسيفئناء لايمكن لنا أن 
نبحنث بقسمنا»» ثم استولوا على المدينة» وقتلوا ستة وثلاثين ألف رجل» 
في حين لاذ صلاح الدين بالفرار. 
4 - مجاعة في أنطاكية 


في سئة 7954١‏ شباط 7١ - 1١١947‏ كانون الثاني )١191"‏ كانت 
هناك مجاعة مروعة في أنطاكية» وكانت من القسوة بمكان أنه من 
الصعب إعطاء فكرة مكتوبة عنهاء وقد مات عدد كبير من الناس» إلى 
حد أنه بات من المتعذر دفن الموتى» ولقسوة الأوضاعء رأئ: الأحياء أن 
الذين ماتوا قد ارتاحواء وعندما جاء الربيع أكل الناس الأعشاب في 


- 299 - 


2 الت 


الحقولء وفعلوا مثلم| ترعى الأغنام؛ ولما كانوا غير معتادين على هذا 
النوع من الأطعمة» سقطوا موتى جميعاً. 

وتوف في السنة نفسها قلج أرسلان» سلطان قونية» ومن جانبه أخذ 
صلاح الدين يشن بعض الحججات الصغيرة على أنطاكية في سبيل 
الاستيلاء عليهاء لكن المدجمين قالوا له:«١لايمكنك‏ الاستيلاء عليها)» 
فأقلم عن خطته وتخل عن فكرته. 

وظلت أنطاكية تشكو من المجاعة؛ وتعاني منهاء لأنه خوفاً من 
السلطان لم يدخل إليها أي طعام» وعند ذلك قال السكان للأمير:إننا 
ثنموث الآن جوعاء ماذا ليتفعل 11 فأجابهم بقوله :«أمنحوني مهلة 
خمسة عشر يومأء ووقتها سوف أعطيكم الجواب». 

وانطلق الأمير إثر ذلك مع حمسين من المرسان» للاجتماع بصلاح 
الدين» الذي كان ما يزال يما أمام عكاء وعندما وصل إلى غايتهه وقف 
على باب خيمة صلاح الدين» وقال للحراس :«قولوا للسلطان إن أمير 
أنطاكية بالباب سال مقابلته»). 0 الدين بذلك خرج 
مسرعاً لتلقي الأمير» وقد صافحه. ثم أدخله | لى داخل خيمثه» وطلب 
منه الجلوس» وهنا قال الأمير:«لي عندك حاجة. ولن أجلس حتى 
تقضيها لي»» فأجابه صلاح الدين بقوله :اما تطلبه مجاب» قل ما تريده»ء 
فقال الأمير :إهدائي أنطاكية»» فقال السلطان:«طلبك محاب» و 0 
على ذلك سوف أعطيك أنت ومديتدك طعاماً يكفي ادة ؛ 
سنوات»؛ وبعد هذا أبرم اتفاق بين صلاح الدين والأميرء وعاد 9 
إثر ذلك إلى مدينة أنطاكية» التي توفرت فيها الأطعمة بكثرة. 
٠" ٠‏ ل كمين عند بغراس 

في سنة 19547 - شباط 1197 - ال كانون القاني 1194), " 
عندما رجع الأمير من عند صلاح الدين قرر أسر ليون واعتقاله 


- 300 - 


35000 
بمساعدة زوجته» غير أن هذه الأميرة قالت له:«لاتقترف هذه الحاقة 
لأنه صهري» وقد جاء في كل الأوقات وساعدكء وكان ثانيك في 
حملاتك الحربية»»؛ لكن الأمير لم يتخل عن أفكاره السوداء. فوجه 
الدعوة إلى ليون للقدوم إلى عنده؛ وفي طريقه وقف في بغراس» وهناك 
أخخيرته زوجة الأمير سرا بشأن الخطة المبيتة ضدهء وهنا بادر ليون إلى 
توجيه الدعوة إلى الأمير وإلى زوجته للحضور إلى بغراس» كي يقدم لهيا . 
شرف الضيافة» ويذهب بعد ذلك برفقتهما إلى أنطاكية» فحضرا طوعاً 
وخرج ليون لاستقبالماء» ورافقها بأبة وبحفاوة عظيمة إلى بغراس» 
ولك رد الأب واعتقه ثم قله من هنلا وسجت في قلع ميس 

عاج مقن بوبيين باحتلال كليكية 

لح ا ا 1 إلى ليون يطلب 
منه إعادة كليكية إلى المسلمين والتخي عنهاء حيث بإمكانه الذهاب إل 
عند شان ونا تساءل انض حكن الاريي بر نكف الجيرة» 
فتضرع إلى الرب» وإليه التجأء ومن ثم قال لرسول السلطان :"قل 
للسلطان: لبس لدي أرضاً أعطيها له. لكنه إذا قدم إلى بلدي فسوف 
أسقيه مر طعم السيف مثلم) حدث لتقدمه رستم)» وغضب صلاح 
الدين لدى سماعه هذه الإجابة» وزأر وزجر مثل الأسد» وجهز عساكره 

للدخول إلى كليكية لإبادة أتباع المسيح. 
وزحف حتى وصل إل النهر المسمى نهر صوء وعندها داضه مرض» 

كئ أودى المرض بحياة ابنه وولي عهده«الملك الظاهر)(17١).‏ 
"١‏ -- اعتقال غربغور ا خامس كراويز 


وفي يوم 15 - أيار من السنة نفسهاء استدعي إلى ربه جائليق 
الأرمن تيرغريغورء وحدث ذلك في بلاد الكليكيين» وقد دفن في 


-301 - 


ابرع د 


درازارك(14١)‏ 10132811 » فخلفه في منصبه ابن أخته بهرام الذي حمل 
الآن لقب تيرغريغور» وكان طفلاً غريرا. 

وتوفي في هذه السنة بعض الأمراء من فئة الأعيان» وكان منهم ابني 
أحت الجحاثليق» ويتقدمهم هيتوم» صهر ليون من خلال زواجه من ابنته 
أليس وكذلك شاهنشاهء وحدثت وفاته! في الشهر نفسه الذي توفي فيه 
خامماء ويحكى بأن ليون كان سبب وفاتهاء ولكن الله وحده يعلم 
الحقيقة. 

وعندما دخل الجاثليق غريغور بالخدمة» ضاق به الخال ولم يعد 
يحتمل تلقي الأوامر من الجميع» وكأنه فأميوق :ولسن باميوه تفعل كنا 
فعل خاله من قبل بالاهتام بشؤونت الكاتدرائية فقطءوهنا جرى إبلاغ 
ليون بأن هذا الرجل لا يمئلك الحكمة الكافية لإدارة شؤون الكاتدرائية 
حسب تعاليم وظيفته؛ وحرضوا ليون عليه حتى استجاب لهم فبعث 
به إلى قلعة هورومكلى /ا107010113! إلى رئيس الأساقفة تير يوهانس» 
ليتصرف معه حسبا تمليه عليه عقيدته» وبعدما وصل الجاثليق إلى هذه 
القلعة التقى بتيريوهانس» الذي استقبله كضيف وقريبء لكن عندما 
اجتمعا حول المائدة لتناول طعام الغداء؛ أشار رئيس الأساتفة بيده إلى 
رجال الخدمة من حولهء فبادروا إلى إغلاق أبواب القلعة» وعلا 
الضجيج لبعض الوقت وسادت الفوضىء فاعترت الجاثليق الدهشة 
فسأل تيريوهانس: ما هذا الضجيج الذي أسمعه؟ فأجابه بكل برود: 
أنت سجين» وهكذا جرى اعتقال الجاثليق وألقي به في السجن تحت 


ع مو ٠6‏ 


حراسة فائقة ومشدلدة. 


وعندما انئش الخبر في حارج القلعة وي داحل الفرية» احتشد 
الحاثليق» وحاصروا الفلعة لمدة ثلاثة أيام» ورموا نحوها بالنشاب» لكن 
بدون جدوى. 


- 302 - 


1 
وحمل تبريوهانس الجائليق إلى ليون» فقام هذا بوضعه في قلعة 
كوبيتار!1]8م0»| ؛ وجعله هناك تحت الحراسة لبعض الوقت» لكن 
سكان هورومكلي الممزقة قلوبهم حزناً لاعتقال الجائليق» ولعدّهم ذلك 
ظلء راسلوا الجاثليق سرأء يقولون له: إذا ما وجد طريقة للهروب من 
الفلسنة سوق عفر ون له حفيانا لعيندونه إل هررومكل حيك 
سيسترد منصبه» وأخذد هذا الجاثليق بكلامهم وتصرف تصرف الطفل 
الغرير» حيث أخذ غطاء فراشه» وربطه وتعلق به وتدلى ليل للفرار من 
القلعة؛ لكن الحلقة التى ربط بها الغطاء انقطعت فهوى الجاثليق» 

وسقط على الأرضء فيات لساعته. 

وحمل - بعد هذا - جثانه إلى درازارك 01323/1] » حيث دفن 
قرب قبر نخاله» وكان ذلك سنة 145 بالتقويم الأرمني(١‏ شباط ١١94‏ 
"١‏ كانون الثاني .)١196‏ 

واختير في السنة نفسها تير غريغور جاثليقاً جديداء بلقب أبيرات 
1 أمم وكان ابناً للقائك» وأخاً لكل من الجاثليق تبرغريغور» وثير 
نرسيسء؛ وكان رجل حكمة وعلم» يباشر مسؤولياته اليومية» ووصل 
إلى الشيخوخة بعدما أتم عمله على أكمل وجه. 
لام تالف ليون الثاني مع البيت الأنطاكي 

وبعدما اعتقل ليون أمير أنطاكية؛ أبقاه في السجن بعض الوقت» 
ليدم سا ال د عد ل كرك 
هئري» وقد طلب هنري من ليون إحضار الأمير» فوافق على ذلك 
وهنا عقد هنري بينهه| صداقة ووصاية» وبموجب ذلك سمح لابن 
الأمبر ريموند بالزواج من ابئة أخيه روبين» التي كان اسمها أليس» 
وكانت قدتزوجت من قبل بهينوم أخو شاهنشاهء شرط أنه إذا ما أنجب 
ولداً ذكرأ» يصبح وريثاً لليون وبعد وفاة أبيه ريموند تدخل أنطاكية في 


- 303 - 


مو مات 
ظل حكمه؛ وقد أتة تفقوا على هذاء وتعاهدوا عليه كتابة وبموجب 
القسم. 
وعاش ابن الأمير مع ليون وصاحبه ولم يفارقه في حله وترحاله. 
لكنه توفي بعد وقت قصيرء وخلف زوجته حاملاً وعندما ان الوفث» 
وضعث هذه السيدة محولوةا ذكراً ملعا اليا وجميلة وبي الطلعة. 
ولما كان ليون لا يمثلك ولداً يحق له وراثة الحكم من بعده» فقد عمّد 
المولود الجديد تحت اسم روبن» ورثاه بعناية فائقة. 


نتوييج ليون الثاني 

في سئة ١905545‏ شباط "٠ - ١١95‏ كانون الثاني :)١191‏ بعث 
امبراطور الإغريق إلى ليون تاجاً رائعاء معبراً بذلك عن التحالف 
والصداقة» فتقبله ليون بكل فرح. 

وفي سنة "١١5145‏ كانون الثاني /ا9 - "١‏ كانون الثاني )١١94‏ 
بعث ليون إلى القسطنطينية برئيس الأساقفة تير نرسيس ابن دي أوشين؛ 
والأمير النبيل هلكم ابن باكوران» وخال ليون» لطمأنة الإغريق بشأن 
حسن نواياه نحوهم» وصدقها تجاههمء وبا أن تير نرسيس كان رجل 
علم وحكمة» فقد تحلق من حوله العلماء الإغريق» وتحدثوا لأيام عدة 
حول الويان والنظام اللاهوق» وقد تمكن ثير نرسيس من إقناعهم. 

وفي السنة نفسها أقاموا أعياد الفصح في موعد خاطىء؛ وفي السنة 
نفسها أيضاً أرسل ليون | إلى عكا رئيس أساقفة مدليئة سيس» 
تيريوهانسء للمطالبة بالتاج الذي كان امبراطور الألمان قد بعث به عن 
طريق العساكر الذين وصلوا إلى تلك للدينة» وكان البابا قد بعث إلى 
تلك المديئة برئيس أساقفة نائباً عنه. 

وفي سنة 7١051417‏ كانون القاني - "٠١‏ كانون الثاني »))١١99‏ وفي 
يوم العيد من شهر كانون الثاني ويوم العيد هو يوم الاحتفال الرئيسي 

- 304 - 


لاؤهء"اسه 
بعيد ختان المسيح» جرى تتويج ليون ملكاً على الأرمن» في ظل سيادة 
الكنيسة الرومانية والامبراطور الآلماني» ولقد كانت فرحة ة الشعب 
الأرمني كبيرة لحجداً بتتويج هذه الشخصية التقية الطيبة» وأعني بذلك 
الملك ليون. 
وفي السنة نفسها التحق تبرنرسيس بن أوشين» وأخحو قسطنطين 
ه"٠‏ - أمراء كلبكية في حقبة التنويج وأعيانها 


ويتوجب علينا الآن الحديث عن بعض ما تمتع به الشعب الأرمني في 
عهد ليون» ذلك أن الملك ليون كان رجلاً عاقلاً وماهراًء وجميل الوجه 
له قلب كريم إزاء الجميع سواء أكانوا من رجال الكنيسة أم من 
العلمانيين» وكذلك كان مع الفقراء والضعفاء. وفي أماكن لع 
والأديرة» وكان اهنا يم امتانااحي اسل حل طيح قر زنليبه 
وكان يقيم في عيد الفصح مأدبة كبيرة» يدعو إليها جميع الشخصيات 
المعروفة. وذلك من جميع الأماكن؛ أي من كل مكان عرف بوجود 
شخص نابغ فيه في حقل ماء فقد كان يرسل في طلبه ويعده بالوعود 
الجميلة» وفعلاً كان ينفذ وعوده ويقدم الهبات السخية. 

وهكذا توفر في كليكية عدد كبير من الشخصيات الكنسية؛ ومن 
الأمراء ذوي السلطان, وفيا يل سأورد أسباءهم انا تلو الآخر: 

تير داويت 0/0/1 » رئيس أساقفة المصيصة» وراعي دير 
أركأكلين(16١).‏ 

س تير غريغور رئيس أساقفة كابان: وراعي دير أريغ )١5(‏ 
4160. 


- يوهائس رئيس أساقفة سيس » وراعى دير درازارك >0152311ا . 


- 305 - 


[الامء “ا د 


-- ثير يوسيب مع5نالاء رئيس أساقفة أنطاكية. وراعى دير 
يسوانك 01ا8لا5الا . 


- تير كوستاندين» رئيس أساقفة عين زربة» وراعي دير كاستالون 
اماع امي ” 


سس تير فاردان رئيس أساقفة لامبرون» وراعي دير سكيورا(7١)‏ 
5انلاع اد . 


- تير ستيفانوس» رئيس أساقفة طرسوسء وراعي دير مليك(18١)‏ 
عااالا . 


- تير طوروس» أسقف سلوقية . 

- تير أستوأكتور 851103001 أسقف مكار 1/6011 . 
- تير يوهانس أسقف سافيلانك 581/1301 . 

تير -جورج أسقف أندرياسانك 80001195801 . 
تير كوستادين أسقف يوهنانك [011181/ . 

- تير غريغور» أسقف فيليبوسينك 5681ممماا'8 . 
تير ستيفانوس» أسقف بيردوس 86/0115 . 

تير مكسيتار أسقف عين كوزوت 1]ا2لاكا50 . 
آدم أمير بغراس. 

هوستيوس 1081105 » أمير كير 1©/1© . 
أريوغون 7الا81610/00 » أمير هاموس 005ا3/0!] . 


- سمباط أمير سروند ديكار 21 !5810/2001 . 


- 306 - 


عد 
ليون» أمير الهارونية. 
سيروهي(9١)‏ [1ألا/5 أمير سبمانيكلي 51020213 . 
- هنري أمير آني. 
القائد أبلاريب 110)7١(‏ 2اامك ء أمير كوتاف 10185 . 
بلدوين أمير عين كوزوت أنا2لاكا 20 . 
استيف 2516/6 أمير تورنيكا 7”010118 . 
ليون وغريغور أميرا بيردوس 88/0115 . 
آشوت(١١)‏ أمير كنك 806 . 

أبلا ريب(717)) أمير فاورناوس 211/152105! . 
تانكرد» أمير كابان. 

كوستاندين ("71)» أمير كانكي 08/601 . 

- غريغوري (755)» أمير سولاكان 80»! 50/8 . 
سيمون(750).» أمير مازوت اكساك 80 1/3201 . 
- روبرتء أمير تل (حمدون). 

طوروسء أمير تلساب(751). 

القائد فازيل(717)) أمير واثر 90©1ل . 

- جورجء أمير برجربيرد(8/؟) 881/0810 . 

- كوستاندين» أمير كوبيتار 181أم0» . 


آزاروس 828105 » أمير مولوفون(9؟) 210/101/00الا . 


- 307 - 


55-0 
ب سمباطهء أمير كوكلاك(١7)‏ 6ل8|كاناك! . 

هيتوم) أمير لامبرون. 

شاهنشاه أمير لؤلؤة. 

ب باكوران. أمير بابروان 0/7ة1/©م29 . 

فاساككء أمير أسكوراس 1985لا»ا 885 . 

هيتوم» أمير ماناش 1/3035 . 

سل مكسيل» أمير برداك 8©102[6. 

ثيغران 110181» أمير براكانا. 

- أوشين» أمير سيويل(71) أأللاأك. 

سيمونء أمير كيوريكوس 05[ ا/لال>ا. 

- كونستانس» أمير سلوقية وبونار 84(اناظ. 

- رومانوس أمير سنت 5111 وكوفاس 35لالاك! . 
نيكيفاوي 1910/1 |ألاا » أمير فيت ]6لا وفيريسك >ا1©8©// . 


سل اكسرساوفاور 01 آللا1153 أمير لانزت 31/2851 ا 
وتيمتوبولس 5االامل0ل ااا 1 . 


س هلكم(77).: أمير مانياون 0/07ل3018/! » ولماوس 5/لا8108ا» 
وزرمانيك |أ26003 » وأنامور 803/0101 . 


القائد هئري» أمير نوربيرد 1 5 وكوماردياس كا 
امل 


بلدوين » أمير أنداوشك 81083011560 وكوبا ناكا 


- 308 - 


لدههمء”"” - 


كيرساكك أمير ملوا 3(/8الا وسيك !أ5 » وبالاباول -/8] 
الللة م0 

ميكسال(*"9)» أمير مانوفلات 1/13001/136 » وألار 4131 . 

كوستاندين ونيكيفاور أميرا لكراون 3/1810/61.! . 

س كيرفارد 810/عك! » أمير كلاوناوراوز 5/لا68/|310/1311/18! » 
وأيزوتاب 4/2080 » وسينت - صوفياء ونلأون 00/5|/ة/! . 

رتراك قلعةاليفة لنتقج لوقك التبلظة ابلك بوذتو الت 
إلى السلطان. 

وكان بعد وفاة الأمير بوهيموند أن انضوى العديد من العساكر تحت 
لواء الملك ليون ونخدموه»ء وكذلك فعل اللوردات الثالية أساؤهم: 
أولفرلى شامبلين» وروجر دي مونت جوارت /8لال » وتوماس 
ماسلبرن منااطعا|1/135 » وباين لى بوتلير 7هااأعأناه80 , ووليم دي ايل 
وا "ا وذلك مع أمراء آخرين وعساكر شجعان» وبوساطة هؤلاء 
تمكن ليون من دفع الأعداء. 

هذا وتجاوز أبناء قلج أرسلان الذين كانوا يحكمون بلاد الروم كل 
الحدود» وانصرفوا نحو انتزاع القلاع؛ وتدمير البلاد وإنزاها إلى حال 
العبودية» وقد تصدى ليون لهم بشجاعة فائقة» وألقى بنفسه في وسط 
قوات الأعداء» وكان مسلحاً من قدمه إلى رأسه. وبذلك كان بطلاً لا 
:لا سس محاولات ردع هيتوم -- هلي صاحب لامبرون 

وعلم ليون بإساءات سكان لامبرون» الذين شرعوا بالقتال ضد 
نصارى كليكية» وضد أسرة روبين» وقام الكونت يادس أوشين -هل 
مأؤللاث 015 ء والد هيتوم بالحاق المزيمة بالأتراك» وهاجم أذنة؛ 


- 309 - 


0 5 
واسقول عليها بعد قتال عنيف جداء ويقال بأنه آسر مسياقة فتناة 
عذراء» وذلك بصرف النظر عن الأعداد الثي لا يمكن حصرها من 
الأسرى الآخرين» وفكر ليون ملياً بها حدثء وقام بكل حصافة» وهو 
واثق من نفسهه. باستدعاء هيتوم ابن صاحب أوشينء وفي نيئه فتل 
غروره» وقد خطط لذلك ورسم عدة اقتراحات؛ فعندما لقيه قال له: 
لدي نية في عقد روابط للصداقة والتحالف بيني وبينك» وأن أزوجك 
فيليبا ابنة أخي روبين. ْ 


وقبل هيتوم كلام ليون بفرح؛ وجرى إثر ذلك الاحتفال بالعرس» 
وقدمت الأطعمة الشهية» واستغل ليون الفرصة؛ فرصة وجود هيتوم 
مع أسرته وجميع أمتعته. فاعتقلهم جميعاء وأرسل عساكره ضد 
لاميرون. فاستولوا عليها لصالحه بكل سهولة وبدون مشقة» وإثر ذلك 
ألفى بهيتوم في السجنء ثم أخرجه بعد وقت قصير» ومنحه عدة قرى 
ورد إليه اعتباره. 

وخدمه هيثوم - الذي كان حكيراً وحصيفاً بكل استقامة لأنه 
كان رجلا عاقلا تايراء يمتلك ذهناً عميقاء وثقافة عالية» ومع هذا ما 
لبث لبون أن اعتقلهءوألقاه مجدداً في السجن» » وهنا لبس هيتوم مسح 
الرهبان» وعندما زاره الملك في السجن في واهكي 1/8118 » التمسٍ 
منه العفو فاستجاب الملك لذلك» ومنحه حريته» ومن ثم صار قديساً 
في دير درازارك» حيث بقي هناك حتى يوم وفاته . 

- احثلال كرين من قبل السلاجقة 

في سنة 56"( ٠5‏ كانون الثاني ١‏ 5841 كانون الثاني ؟ ٠‏ )0 
زحف السلطان ركن الدين باتجاه الشرق مع جيش لابحصى لكثرثه. 
واحتل مديئة ثيودوثيوبولس التي تعرف باسم كرين 8110 » واجاء 
احثلاله لالسلا لاحرباء ثم زحف ضد منازكرد.؛ وهاجم قلعتهاء 


- 310 - 


[ل/ام .ا ل 


واعترض طريقه خيش الكرج؛ يريع وعرم ببرام شاه صاحب 
ارزتكا هكاطة2:ط .2 وألحق به خسائر كبيرة» وأقام السلطان حاىى) على 
كرين أخاه طغرل شاه؛ ثم عاد إلى بلاده» وكان طغرل شاه رجلاً رحيأ 
ونطجه للك لبون وواظ منداقة وعق 5 الذكانةه] للصاري: 
وهكذا مالبث أخو السلطان هذا أن عاد إلى بلاده. 


0000 2 كسانون الشاني ؟ 55-1 كانون الخال 
00 0 ل 
غريغور بالمسيح في دير القديس أركأكلين ل 

وفي هذه السنةنفسها عقد الملك ليون مجمعاً دينيا للأساقفة» وقد تولى 
هذا المجمع اخبار قير يوهاكسن: :رئيس أساففة سبيرا» جائليقاً للأرمن؛ 
وكان هذا الجائليق صاحب معارف عميقة: مليئا بالنشاطء ويا 
ملكياء ومتواضع النفس» وبسيطاً اهتم بالمسائل الروحية وأحب البناء 
5 اللاهوثية» وقد تولى 
تدعيم حصن هورو مكلي» ى)| حطم بعض الاشياء المتعلقة بالطقوس» 
مع العديد من الأواني الذهبية والفضية ثم إنه قد عامل بتواضع ولطف 
كل من جاء ليراه» هذا وكان هذا الجاثليق من أسرة الهيتوميين» وهو ابن 
لقسطنطين أخو صاحب أوشين. 

4 مشاكل ا خلافة بين السلاجقة 

في سنة 101 ( "١‏ كانون ثاني ؟ 58-1 كالنون ثاني ه 1 

مات ركن الدين تاركاً السلطة من بعده لابنه سليمان شاه. 


وزحف في سنة 4 الملك ليون ضد مدينة ألبستاي (7"1) 


-311- 


ره 7ه 


(ألبستان) لاحتلالماء غير أنه أخفق وعجز عن احتلالهاء ووصل في هذه 
السنة أيضاً خسرو شاه بن قلج أرسلانء من القسطنطينية:؛ وأراد 
الاستبلاء على بلاد آباثه. 
٠‏ 4- طلاق ابزابل الأنطاكبة من قبل ليون الثاني 

وذهب في هذا الوقت الحاثليق تبر -- يوهانس ‏ لى الملك ليون» الذي 
كان ينتظره ه للبت في موضوع أميرة أنطاكية» التي كان الملك قد تزوجهاء 
وسرت إشاعات بأن الملك الذي كان ميالاً للثأر» قد أمر بقتل عدد كبير 
من الأشخاص الذين كانوا محيطين بالملكة» وضرب زوجته بعنف». 
ووضعها بين يديه يريد فتلها في تلك اللحظة. لكن كوستاندين ابن 
خاله فاساك تمكن من انتزاعها من يديه» وهي نصف ميئة» ولهذا أرسله 
الملك إلى السجن في واهكي» ورزق ليون منها بابنة سماها ريناء وقد 
تولت أمه تربيتها له. 
-4١‏ اغتصاب بوهيموند الأعور لأنطاكية 

في عام 9(555؟ كانون ثاني 78-17١5‏ كانون ثاني )17١17/‏ 
مات أمير أنطاكية المدعو بوهيموند» وحل مله ابنه الذي(كان كونت 
طرابلس» وكان أعور) وبعث له الملك ليون رسولاً أخبره بأن أباه قد 
عقد ولاية العهد إلى ابنه البكر» حسبا حبعا كرا سن وز ول يعجي نهدا 
ال عير اسه ار ند ارس ع سيية 
رسالة إلى بطريرك أنطاكية فيها وثيقة تعيينه من قبل أبيه» وقد برهن على 
0 أن البطريرك لم يوافق عليهاء وأعطى الشرعية إلى أخيه دون 

أن بهتم بالكونت» واستولى الكونت على أنطاكية وهنا حرم البطريرك 
أنطاكية.» وأمر بأن لا تدق الأجراس في أنطاكية» وقضى بتوقف 
القفداسات ودفن الأموات» وذلك قبل عودة الكونت إلى الصواب» 
وأقدم هذا الكونت» رداً على ذلك» وتجرأ على اعتقال البطريرك» وزجه 


- 312 - 


اهمه #9 - 


في السجن» حيث تعرض إلى إساءات شتى» وذلك إضافة إلى الجوع 
والعطش» وقال له:«ثق بأن مصلحتي أن أكون أنا حناكم أنطاكية 
الشرعي؛ وبرضاك سوف تمتلك الحرية والحباة والخلاص؛ لكن 
البطريرك فضل الموت في السجن جوعاً وعطشاً على اقتر تراف الكذب» 
هذا ونشبت مئل ذلك الحين صراعات عنيفة بين الملك والأمير. 


4١‏ - سجن كوماردياس وزدة فعل ا جاثليق 

في عام 790501 كانون القاني 17١1/‏ --78؟ كانون الثاني 
1 ١٠٠)قدم‏ دوج البندقية وكونت فلاندرز إلى القسطنطيئنية» حيث 
هاحماهاء وقتلا عدداً كبي رأمن الإغريق» واستوليا عليهاء وحكاهاء 
واستولى الملك ليون في السئة نفسها على أملاك هنري وأولاده: كوستاند 
- كوماردياس 11010310195 » وجوسلين وبلدوين» 07 حقه 
بذلك» وقد كبلهم بالسلاسل وألقاهم بالسجنءوكان هئري صهر ثير 
يوهانس جاثليق الأرمن» ونشبت منذ هذه الساعة خلافات حادة بين 
الملك ليون والجائليق تير - يوهانس» وكثيراً ما تدهورت الأوضاع 
بينهما وازدادت وا وقام مؤيدو الجاثليق من الأعيان وأفتراءاسيسن 
بخلع الملك» ووضعوا مكانه الجائليق الأرمني تير - يوهانئس الذي 
كان وقتذاك منفياً في هورومكلي» وقد استفاد من حصانتها وأقام عدداً 
من التحالفات السرية ضد الملك ليون» وقام من جانبه خسرو شاه بن 
قلج أرسلان؛ الذي انفرد بحكم بلاد الروم بالاستعداد لحرب ضد 
الملك ليون» وقد حرضه على ذلك ثير - يوهانس» وشاركه؛ وهكذا 
زحف على رأس قوات كبيرة ضد بيردوس 5ل » واستولى عليها 
بقوة ة السلاح والعثاد» وحصل على الغنائم» وصار بذلك سيدا للمكان» 
وحل هكذا محل غريغور بن ليون» ومع مرور الأيام خرجت بيبردوس 
من تحت سلطان الأرمن» وحدث هذا في مطلع سئة /ا160 حسب 
التقويم الأرمني(9؟ كانون الثاني ١7١4‏ -- 7 كانون الثاني .)١7١9‏ 


- 313 - 


حا ولاه 
٠غ‏ ح انتصارات تيودور لاسكارس 
بعدما احتلت كط من قل الونين كان عدد من الأمراء 
الإغريق قد هربوا ونجواء : ثم ما لبشوا أن وسعوا نفوذهم وسلطانهم» 
ومذّوه باتجاه القسطنطينية» واستولوا على نيقية» وسميرنا ©7ا/ا510 » 
مع جميع القلاع والحصون المتعلقة بها. 
وقد حكم ملكا على هذه المناطق» أميراً اسمه لاسكارس» ووجد هذا 
الرجل الشجاع والمحب للحرب نفسه متاحما للسلطان خسروشاه. 
ونتيجة للخلافات بينها تحاربا في منطقة قونية» وقد قتل السلطان من 
قبل جنود لاسكارس» وإثر ذلك حل عز الدين كيكاوس له» وكان 
ذلك في مطلع سنة 5648 حسب التقويم الأرمني(8؟ كانون الثاني 
730-49 كانون الثاني .)١7١١‏ 


4 4 - خلافة روبين لليون 

وأنمكث الشيخوخة الملك ليون» وضعف جسمه سبب إصابته 
بمرض اأمتد إلى رجليه وإلى يديه» وكان الملك ليون يعرف بالملك السيء 
الحظ» فمن سوء حظه أنه لم ينجب أطفالاً ذكوراء ولذلك وجد نفسه في 
كثير من المناسبات» وفي مراحل مختلفة مضطراً لاستخلاف روبين» وهذا 
ما فعله في خهاية حياته حيث أوصى بالعرش لصالحه» وقد تجاوز بذلك 
الأمير جورج؛ الذي كان ابناً طبيعياً » وكان قد فقأ عينه» وفي 
الحقيقة كان جورج رجلاً شجاعاًء ومقداماً في القدال» وجريئاً يتحدث 
بكل اعتداد» وأحاط به جماعة من الناس» كان حظي بمحبتهم؛ وكان 
جورج هذا يشعر بأن الملك يخشاه بشأن الملك من بعده. وأنه لهذا 
السبب كان يوجه الاتهامات الكاذية إل بعضس حاشيته) هذا وتراكمثت 
على عرش ليون تناقضات كثيرة» ومع هذا استطاع في العام نفسه أن 
يتخلص من قوى المعارضة القوية في أنطاكية» ووضع كل القوى تحت 


- 314 - 


وهات 


نفوذه وسيطرته؛ ورجالاً مع الممتلكات والحقول؛ واستمر يارس ممج 
الضغط لسنوات عديدة» حتى جرى الإعلان بشكل رسمي» وبقوة 
السلاح عن الوصاية على الشاب روبين وإعداده لاستلام السلطة من 
بعده» ومع هذا عارضت أنطاكية وقد هاجمها وضغط عليها طوال العام 
بلا انقطاع. 

وعند حلول عام 8(799؟ كانون القاني ١7٠١١‏ - 1؟ كانون الثاني 
١»؛‏ أرسل الملك ليون هيتوم صاحب لامبرون رسولاً إلى البابا في 
3 وإلى امبراطور الألمان» وكان هيتوم هذا يعرف بهلي ||©1] » وقد 

صبح فيه| بعد راعياً لدير درازارك وكانت مهمة سفارته الطلب من 

0 00 الرعاية على روبين» الذي عدّه الملك ليون 
' بمثابة ابن له وأدى الرسول الملكي مهمته بدجاح وعاد بالموافقة 
والتشريف والرعاية» وفي تلك الأثناء قام الملك ليون بزيارة إلى جزيرة 
فبرص» حيث تمكن من تزويج روبين من أحت ملك قبرصء التي 
اسمها سيبل 8االإ6أ5» وكانت أخت الملك من أمه. وقد امتازت بأنها 
كانت امرأة عاقلة وموزونة» وكانت متفانية في طاعة الملك ليون 
وهكذا نجح ليون في اختياره بكل دقة زوجة للشاب روبين» لتكون 
ملكة في المستقبل» وقد اصطحبها معه إلى مقره من أجل إقامة 
الاحتفالات» ومظاهر الفرح بالمناسبة. 
ه؛ - ال مصا حة يبن ليون والأسقف يوهانس ال خامس و ا حملة 
ضد قبصري 

في العام 78057٠‏ كانون الثاني 171١‏ -- 50 كانون الثاني 1717) 
خلد الجائليق تير - يوهانس إلى النوم والتحق بالمسيح» وذهب في 
العام نفسه هيتوم راعي دير درازارك إلى هورومكل للاجتاع بالجاثليق 
أن - يوهانس والتباحث معةى حول المصالحة. وقد تمكن من استالته. 
ثم استطاع بعد ذلك أن يحقق المصالحة بين الجائليق والملك» وبناء عليه 


- 315 - 


م 


قررالملك إطلاق سراح ولدي هنري: جوسلين وبلدوين» وإعادة 
الاعتبار إليهماء ذلك أن الثالث كان قد ماث. 

وزحف في العام نفسه صاحب كارين 6أقق؟! » » طغرل شاه على رأس 
ثلاثة نه اجسوتن قد قبصري ر وذلك يناه صل تويجينات وتضاتع املك 
ليون» الذي حضر شخصياً لتقديم الدعم والامدادى والنجدة العملياتية 
للحرب ضد كيكاوس ابن أخي طغرل شاه وبعد عدة أيام من القتالء 
خاب أملههاء وأخحفقا في تحقيق أي انتصارهء ولم يتمكنا من السيطرة ة على 
المديئة» فعاد كل منهما إلى بلذه. 

وتوفي في العام نفسه الأمير الكبير زكرياء صاحب آني» وأخوةايواني» 
وقريب تأمار 30031 7 ملكة الجورجيين. وكانت هذه الملكة أبنة 
للملك وريه وفك كيه الشعب المورجن ف الأيام الى حك 
فبها لبون» وماتت عن عمر متقدم: وإثر ذلك تسلم السلطة ابنها المدعو 
لاشا 1858» وهو في الحقيقة كان قد تسلم العرش في أواخر أيامهاء 
وحكم البلاد. 

ولدى حلول عام 77١‏ حسب التقويم الأرمني(78 كانون الثاني 
78-5 كانون الثاني )١7١7"‏ عقدت اتفاقية وئام. جرى 
تطبيقهاء فيا بين الملك ليونء وبين تير يوهانس» وقد أعاد الملك 
بموجبها إل الجاثليق كل الممتلكات» والقلاع التي أخحذت منه. وهكذا 
عاش الموالون للملك والمعارضون له أجواء الفرح والحبور. 
45 - زواج ربتا من جون دي بريين 

في سنة 710657 كانون الثاني ١7١5‏ - 75 كانون الثاني 6١؟١)‏ 
زوج للك ليون ابنته ريتا إلى حاكم القدس الملك جون دي بريين» 
الذي امناز برجولته وصلابته» وبكرمه أيضاء فضلاً عن أنه كان 
شجاعاًء وقد برهن على ذلك في مختلف الوقائع والمعارك الحربية التي 


-316 - 


ع لوقلاف 
خاضهاء ووصل بهبذه المناسبة مقدم الاسبتارية» قادماً من عكا على متن 
سفيئة» وقد رسا عند نهاية هر طرسوسء وكان الملك قل حلد معه 
شروط الزواج» وحمل العروس بعد ذلك إلى عكاء حيث جرى استكمال 
الزواج. 
٠‏ - سيطرة لبون الثاني على أنطاكية - ولادة ايزابل 

في سئة 77(556 كانون الثاني ١117‏ - 55 كانون الثاني )١711/‏ 
وفي يوم ١5‏ شباط وهو يوم الطهارة؛ في هذا اليوم استولى الملك ليون 
على أنطاكية» وتمكن من التحكم منهاء وذلك بفضل دهائه ومروئته» من 
دون أن تعترضه مصاعب» ومن دون خوض معارك ضارية» وقد تمكن 
من الوصول إلى أهدافه من خلال عدد من الأثرياء والأعيان»ء وكان 
0 وفتحوا له أبواب المديئة 

في أثناء الليل» وقد تسلل إلى إلى داخلها محاطا بوحداث من جيشه من 
الفرسان والرجالة» واستطاع أن يسيطر على جميع المواقع الخصينة؛ وملذ 
الطرقات بعدد غفير من الجنود» وتمٌ له ما أراد دون اله 
شيئاً؛ واستيقظ السكان في الصباح الباكر على وقع الموسيقى العسكرية» 
واستولت الدهشة على الجميع» وفوجئوا بسقوط مدينتهم في أيدي 
قوات غازية» ويلاحظ أن هذه القوات لم تمارس أية ممارسة خاطئة» أو 
استفزازية ضد السكان» ومن جهة أخرى استقبل البطريرك وكبار 
السادة الملك ليون وروبين» واصطحبوهما إلى كئيسة القديس بطرس» 
وهناك منح البطريرك الأمير روبين لقب أمير أنطاكية» وقدم له الحضور 
الولاء. 

وأقام الذين كانوا حضوراً في كنيسة أنطاكية» والذين قدموا الولاء 
لأمير أنطاكية؛ أياما قليلة» ثم غادروا إلى مواطنهم» وكان ذلك بعد 


تسلم روبين لمهامه» وكان الملك ليون آنذاك في منتهى السعادة. لكونه 
أدرك أهدافه بأسلوب وفر عليه الكثير من الخسائر والتبعات» وبات 


-317 - 


ب 6 سما 

مسروراً للنصر الذي منحه الرب إِيّاهء وفي المقابل كان الأرمن ضحايا 
تلك المرحلة» حيث خضعوا لسيطرة الملك» أما بالنسبة لروبين» فقد 
فرح الملك با تحقق لهذا الرجل المنحدر من أصل طيبء وكان روبين 
يعبر بسلوكه عن مستوى تواضعه الأميري» حبث كان يظهر عادة 
بمظهر الأصل الحيد. 

وف تلك المرحلة ولد للملك ليون ابنة أطلق عليها اسم ايزابيل» وقد 
دفع ميلادها الملك إلى التخطبط بشأن صيرورة العرش والمملكة إليها 
بعد وفاته» وقد أشار عليه بهذا التوجه معظم الأمراء بقولهم:٠في‏ الوقت 
الذي منحك الرب فيه ابئة من صلبك» فهو قد أعطاك من يتسلم 
المملكة» ومنئحك الوارث الطبيعى لعرشكء؛ ومن سوف تبايعه مثلا 
بايعنا روبين» وهكذا اجعلنا على صلة بابئتك وبعهدهاء ونحن على 
استعداد لخدمئها كا لو كانت ولداً ذكراء علياً بأناك قد قدمت الكثير 
لروبين» عندما رفعث منزلته». 

وحقيقة الأمر أن الملك هو الذي حرض الأمراءء؛ وقد نجح في 
دفعهم إلى التصريح بهذا الموقف من أجل الإعداد لما بعد إمارته. 
- حصار دمباط من قبل ا حملة الصليبية ا خامسة 

وصل في هذه الآونة إلى عكا على متن سفيئة دوق الألمان في النمساء 
وكان برفقته أعداد كبيرة من عساكر جيوشه. كبا كان بصحبته أندريه 
ملك المجر مع أعداد من عساكره وقواته» وقد احتشدت قوات دوق 
النمسا مع قوات جون ملك القدسء» والبارونات» بالإضافة إلى قوات 
الداوية والاسبتارية» وكان مع الجميع نائب البابا الروماني » وأ- 
هؤلاء على التوجه إلى مصرء ولدى وصولم إلى دمياط» واجهوا برجا 
حصيناء كان قد بني في اللميناء» وقد جرى ربطه بسلسلة حديدية غير 
قابلة للقطع؛ الأمر الذي حال دون تقدمهم إلى داخل المدينة» وقد 


- 318 - 


مغ" م 


أعيقوا لمدة أيام» أمضوها في بناء الأبراج والسلام فوق سفنهمء 
وبواسطة هذه الوسائل تمكنوا من الوصول إلى رصيف اليناء» وأحاطوا 
إثر ذلك بالبرج» واستولوا عليه بعد قتل كثير من الناسء ثم انتشروا 
في المنطقةالمحيطة بالميناء» وشرعوا في إقامة جسر فوق النهرء تمكلوا 
بوساطته من العبور إلى الضفة الأخرى للنهرء ووقتها بدأوا في فرض 
حصارهم على دمياط من مختلف الجهات. 

أما سلطان مصر الملك العادل وهو أخخو صلاح الدين فقد قام هو 
وولديه(الكامل والأشرف) بنصب الخيام قبالة الذين هاجموا دمياط» 
لكن دون أن يقدموا أي عون إلى المدينة المحاصرة؛ ودون إلحاق الضرر 
بالمسيحيين(70). 
4 - نحالف ليون مع أندريه الثاني ملك ا مجر 

بعد أمد قصير من مغادرة قوات الصليبيين عكاء بقصد الاستيلاء 
على مصرء عاد ملك المجر أدراجه نحو موطنه. ثم توجه إلى كليكية؛ 
وهناك استقبله الملك ليون بحفاوة كبيرة» واصطحبه إلى طرسوس» 
وقدم له الكثير من المودة وعبارات المحبة؛ وقد نتج عن هذه الأجواء 
حلف صداقة» تضمن الأواصر الأسرية:؛ والتي بموجبها قدم ملك 
المجر ابنه إلى الملك ليون ليكون بمثابة صهر له» ولكي يكون أيضا وارثا 
للعرش» وقد تم تأكيد هذا في عقد مبرم» مدوّن وموثق؛ وفي غضون 
ذلك أرسل الملك ليون صاحب تل حمدون صحبة ملك المجرء للبحث 
عن ابنه» وكان املك ليون تضرف أيضاً مثل هذاء فأقام روابط أخرى 
مع الامبراطور لاسكارس» حيث زوجه ابنة أخيه المسماة فيليبا. 


٠ه‏ - انضام سلطان الروم 
وعندما استولى ليون على أنطاكية» انضم إليه سلطان قونية كيكاوس» 
وانطلق معه على رأس جيش كبير ضد كابان» ولم يكن هذا الاخير 


-319 + 


.مت 
يمتلك القوة اف اتسيف واوكه عل أي شيء؛ وتجدر الإشارة 
هنا إلى أن الفضل في تحقيق الانتصار السريع لغزارة المعلومات التي 
حصل عليها ليون وحليفه من الخونة والعملاء» الذين كانوا مزروعين 
داخل بطانة كابان» أما بالنسبة لكوستاندين ابن خال الملك ليون 
وكوستاندين بن هيتوم» وكذلك كيرساك صاحب ملواء وعدد كبير آخر 
من الأمراء والسادة فقد عادوا إلى ديارهم وبيوتهم. 
١ه‏ - وفاة ا ملك ليون واعتلاء ايزابل العرش 

في العام 550554 كانون الغاني ١71١9‏ - 5 5؟ كانون الثاني ١7؟7١)‏ 
قدم الملك ليون حصني لؤلؤة واللوزات إلى الأميرين اللذين أفرج عنهها 
بعدما أمضيا مدة في الاعتقال» وجاء في العام نفسه الجائليق تير 
يوهانس للاجتاع بالملك ليون» ووضع هورومكل الي رركن انه 
تعرض للمضايقة من قبل المسلمين ومقابل ذلك أعطاه الملك درازارك» 
لأن هل كان قد توفي. 

وازدادث في هذه السنة الام المرض على الملك» وأدى ذلك إلى وفاته- 
وعندما كان مايزال حياً قدم الأعيان إلى زيارته» مع الجاثليق تير - 
يوهانس وعندما شعر الملك ليون أنه مغادر لله الدنياء أمر بأن يحملوه 
إلى خارج سيس عبر الطريق إلى دير أكنير 416061 الذي كان قد 
ناوه ع إذا مكات يكون على هذا الطريق» وفي أثناء سيرهم ناداهم 
وعدا واتخدا وأمرهم أن يظلوا محبين للبلاد» وحريصين في الدفاع 
عنهاء وأن يحافظوا عل ولاء كامل لا مثيل له لابنته | إيزابل» التي تركها 
وريثة لسلطته. وقد ترك وصياً على ابثته الأمير الكبير السير أدم؛ الذي 
كان بمتلك كثيراً من القلاع والولايات في المنطقة الممتدة من سلوقية إلى 
كالاوناوراوز 0/5غ 10/13 (الالا|2)! , والتي ما برحت تسمى حتى يومنا 
هذا با سم بلد السير آدم؛ وكان هذا الرجل مليئاً بالحيوية وبالمروءة 
ل وإليه عهد الملك بالوصاية على ابنته» وجعلها أمانة بين يديه 


- 320 - 


الام 


وعهد بالشيء نفسه وبالوكالة إلى السيد البطريرك تير - يوهانس وإلى 
كل الأمراء» فبعدما وجه عبارات الشكر إليهم أوصاهم بابتته» وعندما 
وصل إلى قرية مرفان مونصاا توقف لأن جسده بات مثقلاً بالآلام؛ 


وكان القسيس غريغور المسمى أيضاً سكيورين 5/66/1187 موجوداً 
نيا لسماع الاعتراف منه ولإعطائه القداس والمباركة. 


ل 
الذي رشح ليكون صهراً للملك ليون, أعطى الملك ليون | لى أمرائه 
باحترام شروط العقد المبرم والقاضي بزواج ابنته ايزابل من ابن ملك 
المجر» وذلك عندما بحضر هذا الاي ومن ثم استكال الرابطة دونا 
تأخير» فبعد ذلك يستطيع الملك أن يطمئن في خروجه من الحياة الدنيا, 
وينصرف وقتها للاهتام بالحاجات الروحية؛ با يكفي ويكون موائا 
لراحة جسده في المكان اللقدس في دير أكبر: ؛ ثم قام الملك باستدعاء 
الفنيس فريشون وكان رجه قديساء وشرع يمارف أمايه بأغطاني 
وفعل ذلك بنية أورثوذكسية؛ ثم أمسك بيدي القديس القسيس متمنياً 

من الرب الرحمة والغفران. / 

وكان ذلك في الأول من أيارء وحصل عندئدل حلاف حول المكان 
الذي سيدفن فيه جثان الملك ليونء ففي حين رأى الجائليق تير -- 
يوهانس أن يؤخذ إلى درازارك» اقترح الأعيان نقله إلى دير أكنير» وذلك 
بناء على رغبة الملك الشخصية ثم حمل إلى مكان ولادته» وتقرر بعد 
و 0 وأن يدفن داخل الكنيسة في 
تابوت هناك» تغمده الرب برحمته وغفر له ذنوبه. 


اه وصاية كوستادين وعصبان النبلاء 
في سئة 759559 كانون الثاني ١77‏ - 5 ؟ كانون الثاني )١773‏ 
ثار جميع الأمراء الذين كانوا في كليكية من الأرمن والإغريق» والبارون 


- 321- 
الموسوعة الشامية ج 6! م١١‏ 


ا 


ببرام؛ إضافة إلى الأمراء الأصيلين في طرسوسء» ضد الوكيل المتسلط 
على الأرمن باسم الملكءوهو البارون كوستادين» وحين ثاروا عليه 
حشدوا قرابة الخمسة آلاف مقاتل» وكان كوستاندين موجوداً في سيس» 
لكن في وضع ضعيفء وقام من جالبه بإبداء مقاومة هزيلة» حيث أنه 
عندما علم بحركة العصيان» ووصول خصومه إلى المصيصة:؛ تحرك 
للتنصدي لهم على رأس ثلاثائة رجل فقطء ولدى وصوله إلى المصيصة 
ومشاهدته لحجم قوات خصومه. أيقن أنه لا إمكانية لديه بالعودة» 
فيال نحو طريق أذنة» وفي منتصف الطريق بين أذنة والمصيصة تأكد من 
الحجم الهائل لقواث خصومه. فشرع في تشجيع رجاله ورفع معنوياتهم» 
وحثهم على الصمود في وجه الخصومء وتوجه بعد ذلك إلى مكان فيه 
جسر صغير» وقرر هئاك هو ورجاله الانقضاض على خصومهم دون 
الاهتمام بفارق الحجم» وقد تمكن البارون كوستاندين من | إلحاق ا هزيمة 
بخصومه؛ وظل يلاحق فلوهم ويتعقب آثارهم حتى وصل | إلى أبواب 
طرسوس» ووفر فرار خصومه على أنفسهم سقوط الضحايا بينهم 
حيث لم يمت أحد منهم؛ واكتفى البارون بمصادرة أسلحتهم 
وملابسهم وتموينهم وتحرير الذين كانوا في أسرهم. 

أما أمراء طرسوسء فقد ولوا الأدبار قبل أن يختل ميزان القوى 
لصالح البارون» وفروا إلى ما وراء أسوار المدينة» حيث قاموا بإغلاق 
الأبواب بإحكام» واستعدوا لمقاتلة مطارديهم من خلف الأسوار» لكن 
واحداً من سكان المدينة كان اسمه باسيل اتصل بكوستاندين» وتعامل 
معه ببراعة وذكاء» وتعهد له بتحقيق مآربه مقابل خدمات معينة» وقام 
هذا الرجل بفتح الأبواب خلال الليل» وسهل بذلك عملية تسلل 
الوكيل الملكي؛ ومن معه من الرجال | لى داخل المديئة» وهنا جرى مهب 
أملاك الإغريقء أما الأمراء الفارون» فقد قرروا الصعود إلى الأماكن 
الحصينة في المدينة» غير أن دهاء كوستاندين الوكيل الملكى للأرمن» 


- 322 - 


اكع ا 


واستطاعنه التعامل المرن مع خصومه من الأمراء جعله جع قْ 
إقناعهم بالتسليم إليهءوهكذا انتصر عليهم دون) قتال» فبالحوار تمكن 
فن وضع ينه عليهم: اياضم إلى السجن» حيث هلك بعضهم هناك, 
وتحرر بعضهم الآخر وفي العام نفسه مات الجائليق ثير - يوهانس» 
ودفن فق درازارك, 
لاه ب انئخاب ال جاثليق كوستاندين الأول 

الأساقفة والقساوسة للتداول بشأن اختيار جاثليق للأرمن 
وقد الختلف الأمرائ ولم يكن هناك ملك يحسم الأمر بإرادة ملكية 
باختيار جائليق وتثبينه» ومع هذا قام كوستاندين» الذي كان يشغل 
وظيفة الوكيل الملكي؛ فاختار الوقوف إلى جانب برجربيرد )8 
معط وآثر اختياره وكذلك فعل البارون كوستاندين صاحب لاميبرون 
والقسيس غريغور دي سكيورا 3]/لاع»51 : وآثر كوستائدين الوكيل 
الملكي للأرمن ا ل لك 
وكا صر اشنا رد حا كوسةانديق بوجربيرة جائليقاً للأرمن 
4ه - إحلال هيتوم الأول حل فيليب الأنطاكي 


في سنة 50(517/١‏ كانون الثان ١5 - ١777‏ كانون الثاني )١5717‏ 
أصبح فيليب ملكاً على الأمة الأرمنية» وجدير بالذكر أن فيليب كان 
ابن كونت طرابلس وأمير أنطاكية» وكان قد تزوج ى] أشرنا ل 

من إيزابيل ابئة الملك ليون» ذلك أن ابن ملك المجر لم يحضر عندما توفي 
الملك ليون» وبعدما صار فيليب ملكاء أظهر عداوته للأمراء الأرمن» 
وتمادى في تصرفاته الرعناء وبلغ به الأمر أن قام بجمع أملاك الملك 
ليون وأمواله» مع أموال ورثته واستولى عليها. ثم شرع بنقلها إلى 
أنطاكية» شيئاً فشيئء وغضب أمراء الأرمن كثيراً ومن ثم قرروا اعتقاله 
ورصعة :النسية: الأمر الذي أثار فيها بعد كثيراً من التوتر فيا بين 


-323 - 


لاه 

الأرمن والأنطاكيين. 

وفي عام 6 كانون الثاني 7١ - ١7755‏ كانون الثاني )١751/‏ 
اجتمع الأمراء الأرمن مع الحاثليق تير - كوستاندين» واختاروا هيتوم 
ملكا لحم وكان هيتوم هذا هو ابن كوستاندين الوكيل الملكي للأرمن؛ 
وقد مكلوه ه من ايزابيل ابئة الملك ليون» وهكذا هيمن السلام والهدوء 
على الشعب الأرمني سنة تلو سنة» حتى بلغ أعلى مستويات الرقي 
والعقلية 

وفي عام 7805174 كانون الثاني ١7794‏ - ؟7 كانون الثاني )177١‏ 
قدم امبراطور الألمان من النواحي الكائنة على تخوم المحبط» ثم قصد 
القدس حبق سَيظر غليها توفناظة ( سلظان ) المسلمين.: 


(سقط مقدار ورقة ونصف الورقة) 
تاريخ سنة ١/(1/٠٠١‏ كانون الثاني ١١١‏ ع ل 
١١6١‏ )والأحداث التي تلته 

هه - وفاة ا ملكة ايزابيل 

في العام ١٠/ا‏ حسب التقويم الأرمني(14١‏ كانون الثاني ١1767‏ س 
5 كانون الثاني )١1757‏ توفيت ايزابيل في يوم ؟١‏ - كانون الثاني 
بالمسيح» وقد عرفت بحسنتاتها وأعمالما الخيرة» وكانت هذه الملكة قد 
أنجبت ثلاثة ثة أولاد هم: ليون» وطوروس» وروين» إضافة إلى حمس 
بنات» سميثت إحذاهن باسم فيمي» وهي التي تزوجت واحداً من 
الفرنئجة اسمه جوليان» وكان صاحب صيناء وقد خسرها في رهان 
للخيل؛ وقد اشتراها منه فرسان المعبد. 


- 324 - 


.ا 
1ه - سفر هيئوم الأول إلى منغوخان 

في عام 17/(007 س كانون الثاني 1741 - ١١‏ كائون الثاني 
24 غادر هيتوم ملك الأرمن بلاده كليكية متوجهاً | إل الشرق)» 
برفقة عدد من الرجال من أجل زيارة شعب الرماة» أي شعب 
جنكيزخحان. والمثول في حضرة الخان المسمى منغوء وقد وصل أولاً إلى 
أماكن سكنى الإساعيليين المسلمين في مقاطعة كبدوكية» وكان يعتمد 
في مسيره أثناء الطريق على دليل اسمه بارسيلء وبارسيل هذا هو الذي 
رسم لهيتوم خطة السير والسفرء وقد وصل هيتوم ومن معه إلى حدود 
ثبودوثيوبولس» وذلك على مقربة من مكان اسمه فارديني» وقد أقاموا 
في منزل كان يملكه أمير اسمه كرد» وهناك انتظروا وصول الهدايا من 
كليكية 0 فققد 
أعذ كل ذخائره وأرسلها إلى الملك مع رجال بثق بهم ثم قام الملك 
هيتوم بحمل المدايا جميعهاء» وقصد منغوخان» الذي | 10 بحفاوة 
وابتهاج. واستجاب لكل شيء طلبه منه» ووقع امحتيار الخان عل واحد 
من خدمه؛ وكان ول أعور لمرافقة الملك هيتوم في العودة | إلى بلاده 
كليكية» وكان أسمه ماركاتياء وأصحبه برجل آخر اسمه باجوني. 


وتزوجت في العام نفسه سيبل ابئة الملك هيتوم من بوهيموند أمير 
أنطاكية وكونت طرابلس. 
لاه - غزوة التركباني اسلام بيك 1 

في العام ١101٠١7"‏ كانون الثاني 6 -- ١١‏ كانون الثاني 660؟١)‏ 
ظهر من بين البدو الترئان رجل اسمه تركان بيك؛» وقد انضم إليه 
عدد كبير من بني قومه عرفوا باسم الغا جيري أ1© - 80139 » وقد 
هاحموا المسيحيين وألحقوا بهم أضراراً بليغة» ونهبوا الكثير من المواقع ف 
خف جبل طوروس» 6 قاموا بإضرام الئيران» وإشعال الحرائق» 


- 325 - 


اد 


وقاموا بحصار برج كراكا 18/68»! » لكن ما لبث هذا الكلب أن قتل 
خلال أيام قليلة ومن ثم عاد السلام إلى المنطقة الجبلية. 


ه - العودة المنتصرة يتوم الأول 

في العام 5 ١‏ كتكانون الثاني هه" ١١‏ كانرن الثاني 55؟١)‏ 
غادر الأمير غيوفري بلاد كليكية» وترك هذا العالم بعد أن استاء من 
أعمال الناس مع مسيحبي الشعبء وقد توفي بعدما ترك سيرة مليئة 
بالأعال المقدسة. 

وفي العام 11/01١6‏ كانون الثاني 5 - ١١‏ كانون الثاني 
1) وخخلال شهر أيلول عاد الملك هيقوم ملك الأرمن إلى البلاد 
قادماً من عند منغ و خان» وخلافاً لذهابه الذي كان بصورة سرية» فإنه 
عاد مثل الأسدء ومرٌ بين أعدائه دون) حوفء حتى وصل إلى الحصن 
اللي كدان يكيو فيه والذه واقيحد مجرت بازيم حصن 
البرج(برجربيرد):وهناك وجد والده» وأطفاله البنات والبنين الذين 
قربحوا تعودثة سنالا : 

وبعد ذلك في شهر تشرين من السنة نفسها حشد الملك هيتوم 
حشداً عظياأء وكان معه أخوته وأقربائه والنبلاء» وقد بلغ تعداد 
الحشدمائة ألف. وزحف ضد بلاد الروم في سفوح جبال طوروس 
وذلك بالفرب من مدينة ايرغلي 216011 وهاجم منطقفةاعنق 
الكنائس ) ومنطقة موراندين 1أ13170لا|/اا » وسلب الكثير من الحيوانات 
اقرنبة من أبقار وجواميس وأغنام» وكذلك الخبول والبغال والذهب 
والعبيد الأقنان» ثم عاد إلى بلاده مبتهجاً حيث عم السرور أرجاء 
البلاد لأيام كثيرة. 


4-- حفل تنصيب الأمير ليون ولي العهد قائداً للفرسان 
قر في العام ذاته الملك هيتوم تنصيب ابنه الأكبر قائداً للفرسان. 


- 326 - 


اخ 


وتوجه لهذا الغرض هذا الملك إلى منطقة المصيصة؛ ثم بعث برسل. 
اك ا ركد لاسو بوهيموند أمير أنطاكية 
وكونت طرابلس» من أجل القدوم بصحبة زوجته الحضور احتفالات 
تلك المناسبة» ى) بعث للغرض ذائه إل جوليان صاحب قبا تطائييا 
حضوره هو الآخرء رفق زوجته» ى| تكرم بتوجيه 00 إل كونتسة 
يافا للحضور | إلى كليكية» ووجه الدعوة إلى جميع أصدقاته أيضء ا قام 
بجمع جميع حاشيته وكل المراتب الإدارية على اختسلاف درجاتهاء 
لحضور مرا سم الحفل البهيج؛ وهكذا جرى تنصيب ليون قائدأ لسلاح 
اران روج 6 تشرين الثاني من العام ٠5‏ وفرح الملك فرحا 
علنا وذلك بالإضافة إلى والده وأسرته» وكل الذين احتشدوا في هذه 
المناسبة بالذات. 
١‏ - استبلاء ا مغول على بغداد 

في عام 1701/07 كانون الثاني ١١58‏ - كانون الثاني )١759‏ 
زحف شعب الرماة باتجاه مديئةبابل» برفقة جميع قادة المئات» وقواد 
الألف. وذلك تحت لواء القائد الكبير الخان هولاكوء الذي اجتاح تلك 
البلاد بكل عنفء وفي مواجهة الغزو المغولي» استعد أهالي بابل من 
المسلمين» قبل وصول هولاكوء وكان ذلك لسيبين: 

أوهما: لأن السكان كانوا على علم مسبق ببجوم المغول والتتار» 
وكانوا يعرفون حجم الحملة المعدة ضدهم. ولهذا قاموا بالتجهز 
والاستعداد» وحضروا ما يلزم لخوض الحرب. 

وثانيهما: لأن الخليفة كان مقيراً من قبل في القاهرة» وقد جرى تغيير 
مقر إقامته ونقله أيام حكم الملك بلدوينء الذي أقام في القدس وتهدد 
مصرء وأراد احثلالهاء فكان أن قتل الخليفة بأمر من سلطان حلب»؛ 
وبعد هذا نقلت الخلافة إلى بغداد. 


-327 - 


لاعل/اء” د 

وخخرج سكان المدينة للتنصدي للغزاة في ميدان القتال» وقدموا هناك 
عدداً كبيراً من الضحاياء كما 3 مهم قتلوا العديد من جيشس جيش الغزاة» غير أن 
التسار انظموا هجوماً اا ل لدي عت الخليفة وفنا 
خاصاً ليتحدث إلى هولاكو خان. وليقول له على لسان الخليفة:«خذ 
جيشكه واذهب به بعيداً عن ها هنا فإلك لن تسنطيي يق أي تقدم 
يذكرء فنحن سوف نستنصر عليكم بلبس بردة النبي (5ةِ) أمام الناس 
حينا ووفتها سيخرج من بين صفوفكم من سينحاز إلى إيوانناء 
وساعتها سأتولى توفيرهم)» وبعدما استمع هولاكو خان إلى حديث هذا 
الموفد الخاص» استخف بالخليفة واستهزاً به» وطفق يبصق هو ورجاله 
نحو الخليفة» ثم رفع هولاكو ان صوته وصرخ قائلاً:«بعون الرب؛ 
وبوصية جنكيزخان سوف ندخل إلى المدينة بحد السيف»»؛ وما أن 
انتهى الحديث بين الطرفين» اندلعت الحرب» وانقض رجال شعب 
الرماة على الأهالي بسرعة كبيرة» وشرعوا في توجيه الضربات تلو 
الضربات حتى انهزم السكان» وتركوا ثغرات تسلل منها هولاكوخحان 
ورجاله إلى داخل المدينة» حبث ارتكبوا المجازر والمذابح الحائلة»فلقد 
قتلوا وذبحوا الرجال والنساء والأطفالء وقذفوا بالجثث النازفة في خمر 
الفرات(5): الذي يمر بمحاذاة المدينة حتى تحول لون الماء إلى اللون 
الأمرء وذلك نظراً لكثرة الدماء التي نزفت من الجثث في داخل النهر. 

وشعر المغول والتثار بعد اقترافهم للمجازر بالإرهاق» والتعب 
الشديدء فالتمسوا من القيادة المغولية المنتصرة إيقاف القتال» وجمع 
الأسلاب» وفرض الغرامات والضراء تبء» والعودة | إلى موطنهم. 
"١‏ - وفاة ليون أخو هينوم الأول 

وفرر في العام ذاته ليون أخو الملك هيتوم الذهاب إلى قبرص لزيارتها 
وليخطب امرأة وينزوجهاءوقام ليون بتحضير جميع المستلزمات 
الضرورية لاستكال الزواج» ووضعها على متن سفيئة بانتظار هبوب 


-328 - 


هل/ا.م - 

رياح الشالء ثم إنه عاد يبحث عن أبيه من أجل نيل تبريكاته» غير أنه 
أصيب بشكل مفاجىء بمرض عضال أدى إلى وفاته في ٠١‏ - أيار» 
ا ل 
حمل إلى دير القديس أكئير» حيث أودع هناك لبعض الوقت» وبعد هذا 
جرى نقله إلى مليك بابيروان» حيث دفن هناك. 

واعتباراً من هذا اليوم استبد الحزن بكوستاندين والد الملكء وبالملك 
هيتوم وال بيته وحاشيته. 

وقام في العام ذائه تركاني اسمه ساروم 7 » بحشد عدد كبير 
من الرجال» وزحف ضد قلعة كراكا 131018»! » وبث الرعب بين 
صفوف الناس ثم أخذ معه أسرى وغنائم وأسلاب» وانسخب دون 
إحداث أضرار كبيرة» وبعد مضي بعض الوقت توفي هذا التركاني. 


1 - قيام هيتوم الأول بالتحكيم في طرابلس 

في العام./ ١101١‏ كانون اق جد(6 ١‏ كانون الثاق 15514) 
ذهب الملك هيتوم على متن سفينة إلى طرابلس» ومعه ماتتي رجل؛ 
وذلك من أجل معاضدة صهره الذي كان أميراً لأنطاكية» وكونتاً 
لطرابلس» وذلك إثر تفجر خلاف بين هذا الأميرء وتكتل قوي نشأ بين 
صفوف حاشيته» وقد تكن اللك هينوم من فض الخلاف» وعقد اتفاقاً 
نظم العلاقة بين الطرفين» ثم عاد إلى بلاده. 

وعقد في العام ذاته في أيام عيد اعبات اجتماع كبير في مديئة 
نا وبعد مضي عدة أيام نال لقب تير ل 
ذاته أن أصبح طوروس ابن الملك فارساً. 


- 329 - 


.ماد 

4" - هزيمة أنراك الروم في منداس 

وكان قد ظهر في هذه الأحداث أمير من أصل إغريقي اسجة أوشيق: 
قام بغزو المواقع الحصيئة في منداس واحتلهاء واستنفر في هذه الأثناء 
ركن الدين سلطان الروم قواتهء وحشد جيشاً كبيراء أوكل قيادته إلى 
رجال كانوا موضع ثقنه. وأرسله إلى المنطقفة الحصيئنة في منداس 
لمحاصرتباء وقد تمكن من ذلك» غير أن رجلاً تمكن من مغادرة المنطقة 
المحاصرة» وتوجه إلى املك هيدوم؛ وأبلغه أن عدداً كبيرً من المسيحيين 
قد جرى حصارهم في داخل الأماكن الحصينة» وأبلغه بأخبار حملة 
السلطان ضدهم.ء وبناء عليه استدعى الملك قواته» وزحف على رأسها 
إلى المنطقة الحصيئة المحاصرة» ومعه الصليب المقدسء وزحف الأرمن 
وتقدموا سرأ في غسق الليل بمشاعل تضيء دربهم» لكن دون أن يلفتوا 
الانتباه» وعندما وصلوا على مقربة من كاوستار /5118/ا31»| » ساروا 
فوق الثلرج؛ وحققوا بذلك معجزة كبيرة» وفعلوا ذلك وكأنهم يسيرون 
في شهر تموزء وكان المدعو أبلهسنائك | غ» يسير في 
المللعة وقد فك من امعكاذل قضرة وحلها ين سقوف الأعداف قم 
ْ بقواته منهاء وقام من هناك ببجوم مباغتء وبذلك أرغم هؤلاء الأعداء 
الأوغاد على الفرار حتى ايرغلي و16 » حيث كان هناك معسكر 
للمؤمنين» وهناك بدأوا في إعادة تنظيم صفوفهمء وخاض إثر ذلك 
الطرفان معركة مجابهة قاسية» وقد تمكن الأرمن من ترجيح ميزان القوى 
فيذانياً لصالحهم؛ غير أن الأعداء تمكنوا من محاصرة بهرام دي هاموس 
املق » وكان نقائلاً تحروقاء وشددوا لماز علي فن م 
الجهات بالرمايات المكثفة من قسيهمء إن) دون التقدم نحوه. وشوهد في 
هذه الأثناء أخو الملك وهو يقوم بفتح ثغرة بين صفوفهمء والولوج إلى 
بهرام المحاصر» ونجدته وحمايته حتى وصل إلى مخيم الآرمن» وبا أن 
الصليب المقدس كان مصدر قوة روحية ومعئوية» فقد ساعد على تحقيق 


-330 - 


ا 


النصر على الأعداء ودفعهم إلى الفرار» وكان الأرمن قد قتلوا أعداد 
كبيرة» في حين عانى الذين بقيوا أحياء من الخيبة والعار ومنهم من أ 
إلى قونية أي إلى حاضرة سلطاءهم؛ ومن جانبه عاد السلطان مهزوماً إلى 
قونية» في حين عاد الملك هيتوم منتصراً ومطمئناً إلى كليكية؛ وكان مثقلاً 
بالغنائم الكثيرة» ولم يقتصر الأمر على هذا فقطء بل حقق هدفه 
الأساسي؛ وهو تحرير المسبحيين الذين كالنوا محتشدين داخل الحصن» 
وإعادة الطمأنينة إليهم. وقل أمر بإدخالهم إلى الأراضي التي كان يسيطر 
عليها. 
4" - الأرمن وا مغول يحتلون حلب ودمشق 

في سئة ١501/04‏ كائون الثاني ١٠5؟١‏ - ١5‏ كانون الثاني ١71؟١)‏ 
زحف هولاكو خخان على رأس قواته في فصل الربيع» 0 
يعض عاة: إل المسلمين انفول عليه صلحا أو عنوة حتى وضلا إل 
مشارف حلب» فحاصرها من - 0 0 
لات الدع عند رودل هنا الك ا أي وصل إلى 
حيث كان الخان مرابطاء وقد استقبله هولاكو بحفاوة كبيرة» وكان 
الخان المنتصر قد قرر الضغط على حلب بمختلف الوسائل المعززة 
للحصاره واستطاع خلال سبعة أيام من الفشال المتواصل فتح ثغرة 
ضيقة في الأسوارء وذلك على الرغم من اتساع هذه الأسوار وعمق 
الخنادق» وقد تمكن بواسطة العمل الجماعي من حفر نفق تحت الأسوار 
أوصله إلى القلعة» ومهذه الوسيلة الدفعت قوات هولاكو إلى الداخل» 
واقترف المغول بسيوفهم مجازر رهيبة ضد المسلمين» وقتلوهم دون رحمة 
أو شفقة» وما من أحد يمكنه أن يصف المجازر» بحكم فظاعتهاء 
واتساع المساحة التي انتشرت فوقها الجثث. 

وبعد انتهاء المجازر حملت قوات هولاكو الغنائم» وجميع ما وقع في 
أيدي أفرادها من أسلاب ومنهوبات» ثم زحفت هله القفوات نحو 


- 331 - 


الا .”ا - 


مشقءوكان هولاكو قد أخضع جميع المدن والقلاع والحصون ووضعها 
لت تعره الباقر» وذللك امجدانا من حلب ايتى الدع وقد عن 
على كل مقاطعة حاكياً يرجع إليه؛ ثم أسند الأمور كلها إل وجل اسيمه 
كتبغاء وقرر بعد ذلك هولاكو خان العودة إلى الشرق» أي إلى حيث 
أنى» واصطحب ابنه أبغا معه» وقد اصطحب هذا جيشه معه. 
*” ح انتصار الصريين في عبن جالوت 
فرر كتبغاء المسؤول الأول عن السلطة» عدم الالتزام بأوامر هو لاكوء 
الذي كان قد فرض عليه البقاء في المكان نفسه. وهكذا قام كتبغا بحشد 
به» وإمداده» فجاء على رأس خخسمائة رجلء ولدى استكمال حشد 
القوات توجه كتبغا يريد مصر لاحتلالهاء وحصل جواسيس السلطة 
المصرية على أخبار الزحف المغولي» فبادروا إلى إيصاا إلى المصريين 
المعنيين بالأمر» وقامت قوات الملك بالاستعداد وتعبئة الصفوف على 
بعد أربعة أيام من مواقع العدو في مكان اسمه بي ت(زرعين) إلى الغرب 
من عين جالوت» وخلال نصف يوم استعد الجيشان وشرعا بالاقتراب 
من بعضهما بعضة وفي مطلع الفجر التحم الجيشان في معركة ضارية؛ 
وجرى القتال جبهوياء جيش مقابل جيش آخرء وكان في غاية العنف». 
اتلد قشمد التعال» ورداءة المناح ولارتفاع الحرارة وشنتهاء ولأن 
الارهاق قد أصاب خيول المغول قرر شعب الرماة الانسحاب ثم 
الفرار» وقتل المصريون في المعركة القائد المغولي كتبغاء وحملوا معهم إلى 
مصر ما كان بحوزته وذلك بالإضافة إلى زوجته وأطفاله» أما الذين 
ظلوا على قيد الحياة من المغول بعد المعركة» فقد تمكنوا من الفرار إلى 
بلاد فارس» ولدى وصوهم إلى هناك ولقائهم بهبولاكقوء أخيروه 
بتفاصيلٍ الوقائع الحربية وبالهزيمة» وهنا زمجر هولاكوء وزأر مثل 
الأسدء وأعلن أنه سيذهب للانتقام لدم جلوذه. 


- 332 - 


ا ا لك 
1 ح حملة غنغرا 


واستدعى في العام ذاته هيتوم» ملك الأرمن» وحداته المقاتلة» وذلك 
بهدف الوقلاع بحملة جديدة» فزحف عبر مر كان بين كبدوكية وقونية» 
وكان هدفه الالتقاء بجيش شعب الرماة(المغول) في مقاطعة غلاطية» 
عند مدينة غنغرا 2)3817912 » وهى مدينة مجاورة لسميرناء ولولايات 
لاسكاريس» وكان التثار قد وجهوا الإنذار إلى لاسكاريس» وطلبوا منه 
اللحاق بهم؛ وكان الملك عندما تحرك بالاتجاه المذكور تحرك خائفا ومع 
ذلك لم يتوقف عن المسيرء هذا وكانت الوحدات التي حشدها شعب 
الرماة قليلة» وم يكن بمقدورها الضمود طويلا: وبدو أن الغار قفن 
علموا ؛ بحجم القوات التي كانت مرافقة للملك هيتوم؛ ولحذا قرروا 
لانتشار في الأحراش والمناطق الوعرة» وذلك دون محقيق فائدة تذكر» 
وكان هناك أمير من أصل إغريقي ضمن وحدات الملك اسمه باسيل 
كيراونينك 1616ا/ا16131» وقد توفي في طريق العودة. وإثر وفاته نقل 
جثانه إلى كليكية» ودفن قرب أجداده. 
- وفاة كوستاندين والد ا ملك هبتوم 

في عام ١19(1/٠١‏ كانون الثاني ١5 - ١77١‏ كانون الثاني 1757) 
زوج الملك الأرمني هيتوم ابنته ريتا إلى ابن صاحب سرونديكار -/58 
81أ30/ في العاصمة سيسء وفي السئة نفسها التحق حاكم 
سر ونديكار» الذي كان مقاتلاً متازأء بالمسيح» بعد قيامه بحملة مقدسة» 
وكان ذلك في شهر كانون الأول» وقد خلف ثلاثة أطفال هم 
كوستاندين» وسمباط» وأوشين. 

وفي العام 6/1 كانون الثاني ١135675‏ سس ١‏ كانون الثاني 
4) خبم الحزن الكبير على كليكية. وكان الناس جميعاً يتحدثون 
بلغة روحية واحدة عن حالة الاستقرار التي شهدتها البلاد» وكان هذا 


- 333 - 


ست ار نه 

الاستقرار قد ارتبط عملياً بوجود أبو الملك» أي كوستاندين؛ الذي توفي 
يوم الأحد 1 قباطدض العام افيه بعد حمر بعل ء بالأعيال المقدسة» 
وكان هذا الرجل يعد الأب الكبير لكليكية؛ وبفضل نصائحه ظلت 
ذكراه في أذهان الناس» وظل في مكانة علية من التقدير لسنوات عديدة 
بعد وفاته؛ وتذكر الكليكيون ذلك كله» عندما رحل النبلاء والأشراف 
أسرى إلى مصرء فاقدين لثرواتهم كلهاء فقد قضى الرب بضياعها وبأن 
تحرق أرض الرب مع جميع الحفول والقرى على أيدي الأمم 
الإساعيلية( من المسلمين). 
4 - النجاح الأول للتركياني قرمان 

خحرج قبل وفاة كوستاندين» والد الملك هيتوم» رجل بدوي من 
دن ا لرمان وف إنقدر .علد اكب جلا بن ري لرمهء لم 
جرت بيعنه سلطاناء ولقد حاول أن يعزز قوته حتى يصبح مثل ركن 
الدين» سلطان الروم؛ وذلك بالنظر لخنوفه مئه» وقد تمكن من فرضص 
سيطرته على كثير من البقاع الحصيئة» وأنزل أضراراً جسيمة بأرجاء 
منطقة ايزورا 5803| (حاضرة ايزوريا)؛ وبمنطقة سلوقية» حيث قام 
بأسر الناس» ومزق وحدات الحراسة التي كان الملك هيتوم قد مركزها 
في المنطقة؛ كا أنه قتل هلكم؛ وهو رجل صاحب مكانة عالية» وكان 
من أصل إغريقي؛ كنا قد أشرنا إليه من قبل. 
- بحاصرة القائد سمباط ف مانباون 

بدأ قرمان يظهر نواياه السيئة ضد سمباط أخو الملك الأرمني هيتوم؛ 
وف الحقيقة تمكن قرمان من الاستبداد بالمنطقة» واستطاع بالمقابل 
سمباط هو الآخر التحرك بفضل هداياه التى وزعهاء وبذلك تمكن من 
انتزاع قلعة حصيئة من المسلمين اسمها مانياون 119018105 » وكانت 
هذه القلعة بالأصل ملكا للمسيحيين» وقد امتلكها سمباط من قبل 


- 384 - 


اماما 
واحتفظ بها لمدة ثلاث سنوات» وهذا وكان قرمان المتجبر قد قام 
بمهاجمة هذه القلعة بكل عنفء وزاد المخاطر ضد سمباط بأن تولى 
حصاره فيهاء وما ذكرنا استطاع سمباط بفضل ما أنفقه من ذهب 
وفضة البقاء بعض الوقت سيدا للقلعة لكر ران بويت مويه 
لم لس الو ثم اقتتحمها بكل عنف 
واستولى عليهاء وإثر ذلك شمخ قرمان بأنفه 0 كثيرأء وطفق يظهر 
بكلامه العجرفة والغرورء إلى درجة أنه صار يبعث بأوامره إلى الملك 
هيتوم وقال له في ار 
والالتحاق بي» لتركع أمام قدميء انتظر قليلاً حتى تبب رياح المخريف 
على بلدك خوفاً من وصولي» ووقتها لن يصيبني الوهن أو الضعف». 
وما أن بلغ الملك الأرمني هيتوم هذا الكلام حتى بادر إلى والده 
كوستاندين وأبلغه بالأمر. 
١لا‏ - انتصار جيش النجدة 

وقال كوستاندين» البطريرك الجديد للملك:«لا تأبه كثيراً بأوامر هذا 
الرجل» وإذا ما أخذنا بعين التقدير انتصاراته في ايزوراء وقواته التي 
تزداد وتتضاعف فإنني أخشى أن نشهد صلاح الدين الثاني» لذلك 
يتوجب علينا عدم انتظار ما سمعناه منه وما توعدنا به» وأقول علينا أن 
نزحف ضله بكل قوة» والرب سوف يضعه بين أيديناء ويمكننا منه». 

وح ا رعو ا ا 0 


ديات د الفرسان والرجالة وحاة الأثقال والعتاد.» وكان 


على هؤلاء وموكل إليهم حمل ألف كر من القمح للتوزيع في داخل 
القلعة. 


وعندما وصل اليش المسبحي والملك إلى تخوم القلعة» فرر الكفار 


- 335 - 


لا 


مغادرتهاء وانسحبوا منهاء ولدى وصول الملك إلى القلعة مع قواته لم 
يجد الكافر قرمانء فأمر بتوزيع القمح داخل القلعة» وبتغيير الملامح 
الخارجية للقلعة بالطلاء. 
١٠/ا ‏ وفاة قرمان 

وإثر هذا عادث القوات إلى بلادها عبر طريق مغاير» دون أي قلق, 
غير أن الكافر قرمان» كان قد تخفى في مكان قريبء. في غابة كثيفة» 
بمحاذاة طرق صعبة وضيقة» وعالية في الجبال» فهناك اتخل قرمان موقعه 
المرئة الاح سسا ا ا ل ل 
0 بأعل أصواتهم» فوجهثتث إليهم القوات المسيحية سهامهاء 
وأصابت معظمهم بجراح بالغة» ووصلت أصوات صراخهم إلى 

مسامع الملك» وهكذا تقدم الرجال الأكفاء من المسيحيين وانقضوا على 
الكفار» فبعشروهم في ميدان المعركة» وتخل هؤلاء عن مواقعهم ولجأوا 
إلى الفرار» وتيكن بعض المسبحيين من إصابة قرمان برمية سهم وقد 
انسحب هذا مجللاً بالعاره ومات بعد أيام الكافر قرمان متأثراً ببجراحه؛ 
وكان أخوه المعو بونسوز 81005112 وصهره قد قتلا في ميدنان 
المعركة» وكان من بين رجال الملك الذين قتلوا الوكيل كوستاندين» 
حاكم سوماي لإ50118 » والأمير غريغور» وصاحب مازوت 
اكساك 280 1/3201 الذي بثر إصبعه بضربة سيف, ومع هذا على 
العموم كان عدد القتلى في صفوف المسيحيين قليلاً. 
*٠/ا‏ ب انجازات سمباط الشاب 

كان سمباط الشاب المنحدر من أصل إغريقي» أخاً لكل من باكوران 
80 وكوستاندين» وعندما كان ما يزال صبياً تبناه والد الملك 
هيتوم» فقد شوهد هذا الشاب وهو يندفع مع الشجعان الآخرين» 
ويرمي الكفار أرضاً بلا حياة وكان الملك مع آخرين شاهدوا هذا 


- 336 - 


لاا 

المشهد. فقرر الملك مكافأة الشاب المندفع» وأرسله في مهام لدى 
كوستاندين والد الملك» وكان كوستاندين هذا قد تعرف إلى مواصفات 
الشاب» وعلم بها قبل أن يصل إليه» فاحتفى به كثيراً» وأغرقه بالمودة» 
وأحاطه بأجواء سعيدة؛ ثم أعاده إلى أمه وإلى أخوته محملاً بالهدايا 
الثميئة» وكان الملك قد رجع إلى بلاده وأراضيه في غاية السعادة 
والفرح» ودون أية متناعب وذلك بعدما أذل الأعداء من الكفار. 
4/ - حيج هبتوم الأول إلى أنطاكية 

في العام ١5(1/157‏ كانون الثاني ١5 - ١177”‏ كانون الثاني )١775‏ 
قصد الملك هيتوم ملك الأرمن أنطاكية بزيارة ودية لمشاهدة هذه المدينة» 
ورافقه في رحلته الحكيم تبر -- يعقوب رئيس أساقفة عين زربة» وذلك 
بالإضافة إلى عدد من القساوسة والرهبان» وقد حمل معه الكثير من 
الأشياء الثمينة مثل الذهب والفضة مما اكتنزه أبوه كوستاندين» وذلك 
بدف توزيعها على الفقراء. ومنح الحبات إل البيوتات الديئية» وقد 
تجول في المديئة» وزار كل من كنيسة القديس بطرسء ثم القديس 
بولص»ء كا زار الدير اللقدس في كابيك 1أم08 حيث تم قبوله» مثل 
أبيه. عضواً في طائفة هذا الدير» وهنا تدخل بأمور الدير شخصياً 
ونظم بعض الأمور الخاصة بأخوانه» وخصهم بالهداياء وبأعطيات تقرر 
أن يحصلوا عليها سنوياً من بلاده؛ وبعدما أمضى وقتاً طويلاً في أنطاكية 
عاد أدراجه إلى كلبكية. 
هلا - وساطة مغولية بين هينوم الأول وسلطان الروم 

وف العام ذائه» في شهر حزيران» توجه الملك هيتوم إلى الشرقء إلى 
الخان هولاكوء وذلك بسبب الأضرار التى كان سكان كبدوكياء ينزلونها 
بسكان كليكية» الذين يعيشون في الحبال والمرتفعات» ونظراً للمودة 
الكبيرة التي كان هولاكو يكنها للملك» أرسل معه عدداً من القضاة 


-337 - 


اا 


المغول المشهود د لهم بالعدل» وقد رافق هؤلاء الملك حتى ايرغلي» إلى 
حيث وصل سلطان الروم؛ وقد أقاما هناك بضعة أيام ن: ننج عنها عهد 
وسثاق صداقة لكي يعم السلام؛ وهكذا تحول املك والسلطان» وصارا 
بمثابة أب وابن» ثم عاد كل منهما إلى بلده. 

وني العام ذاته كانت الكونتسة كيرامارياء أخت 0 
قد قصدت السفر إلى أبيها كوستاندين» بسبب حزبماء ذلك أن ساعة 
منيتها كانت قل دنث» وبالفعل ماتت في حصن لامبرون» ودفنت في 
الدير المقدس في سكويرا 5161/8 » وقد خلفت ولدين ذكرين وثلاث 
*/ - حملة ا ملك هيتوم الأول على شال سورية 

في عام ١6/11‏ كانون الثاني 14 ١١‏ كانون الثاني 56) 
حشد الملك هيتوم قواته مع أعداد كبيرة من الرجالة» وقام بتنظيم حملة 
ضد منطقة حلبء؛ واستهدف أبراج معرة مصرين» وسرمين» والفوعة» 
وتمكن فقط من أخذ عدد ضئيل من الأسرى وقليل من الغنائم» وقد 
تورط هنا في مأزق كبير» استطاع أخيراً أن يتخلص منهء حيث كان قد 
اختار بعضاً من حرسه الخاص من عبيده» واصطحب واحداً من أمرائه 
هو كوستاندين أبلها سنانك» وانفصل عن جيشه. ثم تسلل مع مرافقيه 
إلى داخل المدينة» وسار في شوارعها متنكراً » دون أية مظاهر ملكية 
وفجأة وجد نفسه وجهاً لوجه أمام عشرين من المسلمين مجهزين 
بالسلاح» وكانوا على نية الدخول إلى برج مرتفع في وسط المدينة» من 
أجل إنقاذ الأسرى الذين جرى حشدهم هناك» وتحرج موقف الملك 
عندما وجد نفسه في مواجهة هذه المجموعة؛ لكن لحسن حظه لم يتعرف 
المسلمون على هويته» ومع ذلك رفع أحدهم سيفه وهوى به على الملك؛ 
فتدخل الحارس جوسلين» وصرف الضربة نحو جسمه شخصياء 
وحاول الرجل مرة ثانية ضرب الملكء» فتصدى له الأمير كوستاندين» 


- 338 - 


لدوم ل 


وحماه من الخطرء ثم أزاح الملك من المكان الخطرء وتقدم هو للمواجهة؛ 
رقاناد ناميرب ا (التجحاك روعي تيون شحو الجا ر رلك 
تمكن الملك من النجاة ومن الخلاص من ورطته دون أن يصاب بأذى. 
ثم عاد أدراجه نحو بلاده» محملاً بالأسلاب وبالغنائم» ومشروراً يشكل 
عام. 

واستنفر في السنة نفسها الملك هيتوم قواته»ء وزحف ضد عينتاب 
للاستيلاء عليهاء غير أنه لم يستطع إلحاق الضرر بالمسلمين» وعاد إلى 
بلاده وبعد مضي وقت قصيرء أي بعد انقضاء ء الشتاء» قرر 0 
مجدداً الزحف ضد عين تاب للاستيلاء عليهاء غير أنه عندما وصل إلى 
برج الرصاص اضطر | إلى التوقف,. ذلك أن الشمس حجبتها الشمس 
الداكنة» وظلت محجوبة لمدة خمسة أيام» وكذلك بسبب الرياح العاتية 
والغديدة».ونظرا لغرارة الأمطار» ققد كان من غير للمكن اروس من 
الخيام» وقد لوحظ أن الفرسان والرجالة كانوا يرتجفون من شدة البرده 
ويعانون من رداءة المناخ» ونتبجة لهذا تقرر الانسحاب» لكن على تعبئة 
خشية مواجهة أي طارىء» وكان هناك سيرجندي فرنجي اسمه مارتن» 
كان من رجال الملك وأتباعه» وقد خخاطب الملك بصراحة» وكذلك 
وه بالخطاب إلى القادة الذين اجتمعوا للتشاور حول الأمرء وكان 

يتحدث عن الرجوع والانسحاب» وعصييم الآخر يعارض 

ذلك فقال هذا الرجل مخاطباً الحضور:«أبها الملك؛ أبها الأمراءء أقيموا 
هذه الليلة خارج خيامكم ثم تناقشوا بعد هذا حول الذي ينبغي أن 
تقرروه؛ بالنسبة للبقاء» وبالنسبة للعودة). 


واستنفر الملك هيتوم في العام ذاته قواته؛ وحشلها للزحف مرة 
أخرى ضد حلب للحصول على أسرى ورهائن وأسلاب وغنا » لكن 
الشتاء حال مرة ة أخرى دون تنفيذ مشروعه. 


- 339 - 


2 

لالا ‏ حملة مغولية -- أرمنية م تنجز 

في عام ١9(1/17"‏ كانون الثاني ١ - ١7574‏ كانون الثاني 17564) 
بعث الخان هولاكو واحداً من قادته على رأس جيش قوامه عشرة آلاف 
مقاتل ضد منطقة البيرة الحصيئة على الفرات» وكانت في أيدي 
المسلمين» وكان هذا القائد من قواد الألف حسب المراتب في الجيش 
المغولي» واسمه دوربا 0012| » وقام هذا القائد بطم خنادق المدينة» 
والمن حا اموارا فادحة» ودمر الحصن وجعل عاليه سافله» ثم بعث إلى 
الملك هيتوم يطلب منه الالتحاق بهء واستجاب الملك وقام بحشد 
أتباعه وأهل بيته في قلعة تل حمدون وكانت هذه القلعة هي التي اعتاد 
الملك على إقامة الحفلات فيهاء وخلال أيام قليلة كان الملك قد أعد 
قواته وبات جاهزاً للالتحاق بالقائد دورباء ولدى وصوله إلى مكان 
يدعي بامبكجور 8910101 أرسل بائتى فارس من قواته إلى دورباه 
تمهيداً لحضوره هو شخصياً على رأس جيشه؛ وفي تلك الأثناء وصلت 
إلى الملك وإلى ابنه الأكبر ليون أخبار أفادت أن مولوداً ذكراً» قد ولد 
لليون في المصيصة في شهر كانون الثان» وعندما وصلت هذه الأخبار 
الامة» من ذا الذي يمكنه أن يصف الفرحة والبهجة التى عمت أوساط 
الملك هيتوم وابنه وبين أوساط الأعيان والشعب؟ وبالمناسبة نال عدد 
كبير من الجند ومن المرافقين ومن أفراد الأسرة المالكة ألقاباً راقية 
وشرفية وفروسية. 

وعلم الملك بعد ذلك بأن دوربا قد انسحب من البيرة» لأن سلطان 
مصر قد حشد قواته لمواجهته» فعاد الملك إلى بلاده في جو بببج. 
- حفل تعميد وترقية للأمراء 

وجرى في هذا العام» وتحديداً في يوم ميلاد سيدنا يسوع المسيح» » أي 
في يوم الأحدء تعميد بارون الأرمن ابن ليون» وتسميئه في العاصمة 


- 340 - 


[#ل/اء” م 

سيس في كاتدرائية سانتا صوفياء وذلك من قبل القديس البطريرك 
كوستاندين» وقد أطلق عليه اسم كوستادين» وبسبب هذا الحدث 
السعيدء تم تقليد ولدي سمباط شارة الفروسية» وشملت الثرقية 
الأرمنيين هيتوم وباسيل» الملقب تتار» ى) كان هناك غيرهماء وجعلوا في 
الوقت ذاته من هذه المناسبة مناسبة احتفالات عديدة. 
4 - أصداء حملة مصربة على كليكية 

وكان في العام ذاته قد قام سلطان مصر بيبرس البندقداري» وبرفقته 
القائد سم الموت(عز الدين أوغان) مع عدد من القادة» بحشد جيشه؛ 
واتجه زاحفاً نحو بلاد الكليكبين لإذلالها ونببهاء ومواجهة لذلك أعلن 
هيتوم ملك الأرمن الاستنفار العام هو وأخوته» وفوض إلى سمباط 
حكم الأماكن الحصيئة في بابراون 2806181007 وسمب اطي كلي 
/إداكا /أ50003 ؛ وأستاروس 8518005 » وفاركسيني أ0لضة! » 
وباباتول الاأهم88 » وسيك 1أ5 » وموراندين «8001/ناالاا » وكلف 
أوشين بإمرة حصون كيوريكوس 05الاالك| » وميتيزاون 04/0 12]|الاا , 
ومانياون /10 21/210178 وكنج 06 ة؟! » وبعض القلاع الاخرى الادنى 
اب وطاالت مل ب مرا والشمي» د رحب غراد حي وكين 
الى مكان يدعى باب أنطاكية, ؛ ثم تمركز هناك» واتخذ براقا لقواته. 
وبقي يننظر الكافر سلطان مصرء ووصل هذا السلطان هو الآخر إلى 
يشدود الطاكة ومعه جيشه ورابط على ضفاف النهر الاسود. وبقي 
هناك لأيام بث خخلالهها غيولة امع علد من الخواشس جيم العلومات 
سراً عن أوضاع الملك هيتوم وعن أوضاع كليكية» وفوجىء هؤلاء 
الجواسيس لدى دخوطم إلى بلاد الملك بالحشود الضخمة التي اجتمعت 
تنتظر المواجهة مع السلطان» ولما عاد الجواسيس الى معسكر السلطان» 
وأبلغوه بالذي شاهدوه خيم عليه الخوف» وقرر الانسحاب والعودة الى 
مصرء وهكذا اسئراحت قوات الملك الأرمني» وعادت هي الأخرى الى 


-341 - 


اا 

مواقعها في الحصون والقرى حامدين للرب. 
ل 1 
جثانه الى سيبس حيث دفن الى جوار المدفن الذي كان مخصصاً لأبيه. 
٠‏ /- هيتوم الأول يرفض التنازل عن بعض المواقع ا حدودية: 

في العام ١5( 1/١6‏ كانون الغاني ١17-1١55‏ كانون الثاني )1١751/‏ 
أعاد سلطان مصر حشد قواته من جديد» وزحف باتجاه حصون الأخوة 
الرهبان الذين يرتدون معاطف تحمل شارة الصليب (من الداوية 
والاسبتارية)» وبعد ما استولى على أرسوف ثم صفد مع مناطق أخرى؛ 
زحف باتجاه كليكية» وفي طريقه توقف لعدة أيام في دمشق» ومن دمشق 
بعث سلطان مصر عدة رسل الى الملك هيتوم يعرض عليه رغبته في 
اقامة سلام معه» وأن يعم السلام في المنطقة بين الطرفين» وكان السلطان 
يرغب فعلاً في تحقيق السلام» غير أنه ربط ذلك بتسليمه بعض الحصون 
والقلاع الحدوية: لكن الملك هيتوم لم يقبل هذا المطلب لسببين: أولما 
أن كان عق جنشت الها (الد رن اللي سيول لساري لقد بات 
هيتوم تحت سيادة السلطان. لتنازله عن القلاع والحصون التي كان 
شعب الرماه قد سلمها له من قبل. 

0 
د ايه أعطني هذا الموقم لكي أقذذ من 
سوقاً مشتركاً لنا ولكم»» على الرغم من هذا كله رفض الملك الطلب» 
حتى يتجنب الوقرع نحت سيطرة السلطان, إذ كيف كان له وهو الملك 
المنتصر. » والمعروف بهذا اللقب أن يخضع لسلطان كان عبداً ابن عبد» 
ولهذا حشد قواته وتمسك بالرفضء وذلك على الرغم من خحوفه 


- 342 - 


4 

وخشيته وهذا أرسل الملك في مناسبات كثيرة إلى سلطان مصر 
شخصيات بارزة محملة با هدايا الثمينة بهدف كسب ود السلطان» لكن 
السلطان رفض قبول أي شىء» وظل مصراً على مطالبته بالحصون 
والقلاع الحدوية» التي أشرنا إليها من قبل. 
-١‏ كارئة ماري 

وتوجه السلطان بعد ذلك بجيشه الى حلب» وهئاك عهد بالقيادة الى 
واحد من كبار رجاله هو سم الموت» وكان معه الرجل الثاني (قلاوون) 
الألفى وذلك بالاضافة الى سلطان حلب» ولقد بعث ببؤلاء القادة 
الغلاثة لواجهة قوات الملك هينوم في كليكية؛ ومكث السلطان في 


وانطلق القادة الشلاثة لتنفيذ مهمنهم؛ وقد وصلوا الى منطقة اسمها 
نيقوبولس في سفح الجبل الاسود؛ وهناك نصبوا مخيمهم؛ أما قوات 
الملك هيتوم فقد انقسمت إلى ثلاثة أقسام: وكان القسم الأول بقيادة 
الملك» الذي توجه ليطلب من شعب الرماة النجدة والدعم» ور كلق 
القسم الثاني في منطقة اسمها دورن 7الالا » وقد توجب على القسم 
النالث التحرك للتصدي للمسلمين» وقد وصل هذا القسم في يوم 
الاثنين 58 اب إلى المكان المسمى ماري 8/311 » وعسكر هناك انتظارا 
لوصول المسلمين. 

وفي فجر يوم الشلاثاء اقتحم المسلمون مخيم المسبحيين الذين تصدوا 
في البداية للهجوم؛ لكن سرعان ما تراجعت قوات المسيحيين وفرت 
دون مقاومة تذكر أو قتالء تاركين في ساحة الوغى ولدي الملك. وهما: 
ليونء بارون الأرمن مع أخيه طوروسء وكانا قد انسحبا من الجيش 
المنهزم وانفصلا عنه» ثم عاودا مجابهة المسلمين» فكان أن قثتل طوروس 
في هذه الجولة من القتال» وحاصر المسلمون ليون بن هيثوم؛ بارون 


- 343 - 


0 


الارمن» وأسروه مع باسيل بن سمباط الملقب بتتاره وذلك بالاضافة الى 
رجل اسمه ا +1181© » وآخر اسمه أتوم 00 
/- أعبال النهب ا مصرية لكليكية 

وبعد ما تم أسرهمء جرى نقلهم إلى سبس» حيث أودعوا السجن في 
أحد المعابد» وبعد مضي عدة أيام استباح المسلمون المديئة» ومجبوها 
وسلبوهاوخربوهاء وأضرموا النيران في كل مرفق ومكان فيها» وعمت 
الخرائق وانتشرث في أرجاء المدينة» وكان هناك عدد لايمكن تعداده من 
القتل والأسرى. 

وبعد هذا هاجم المسلمون المناطق الحصيئة بحشاً عن المدافعين 
المتبقين» ورفض هؤلاء الاستسلام» وعندما أدرك المسلمون أن الحاق 
الضرر بالحصن الأعلى بات مستحيلاً» توجهوا نحو السهول والمناطق 
الجبلية المشجرة » فأحرقوها بعدما نهبوا موجوداتها» وجرى تجميع عدد 
كبير من الناس في مكان اسمه كيما 003ع»! » وفي مكان آخر أسمه 
بكتكار تكأصكاع8 » وكان هؤلاء من النساء والأطفال» وقل ' تم الهجوم 
عليهم على مرأى لشن مني ب حون ولد سارل اجا اويا 
وذلك على الرغم من عجزهم.؛ لكن المسلمون أشهروا سيوفهمء 
وشرعوا على الفور في تقتيلهم؛ وكان عدد القتلى كبيراً جداء ويقال بأنه 
بلغ عشرين ألفاً في هذا المكان» وبعد هذا حمل المسلمون الأسرى 
الأحياء معهم وانطلقوا عائدين عبر طريق غير الذي دخلوا منه. 
وراحوا إلى باب أنطاكية» حاملين معهم كل ما وقع في أيدههم » وقكلك 
باعوا شطراً من منهوباتهم وغنائمهم في أنطاكية. 
1٠‏ اعتقال الأمراء الأسرى في مصر 

أخذ المسلمون. إثر ذلك» طريق العودة إلى مصرء حاملين معهم 
البارون ليون لتقديمه هدية الى السلطان» ولدى مشاهدة السلطان بارون 


- 344 - 


ه.ا 


الأرمن وياسيل» عدهما أثمن من الذهب ومن الفضة» وحملها إل 
القاهرة» وأسكنههم| ومن معهم| في نزل صغير» وخصص لما حرساً 
وخدماء وغمرهما بالتشريف والاحترام. 
4 بيبرس يبذل جهده في سبيل فداء سنقر الأشقر 

وما أن سمع هيتوم بخبر ما حدثء حتى غرق في أحزانه؛ وتأثر 
قلبه» ولم يعد يعرف ما الذي عساه أن يفعله» ومع هذا وجد الملك 
خلال أيام الوسيلة الموائمة لتحرير ابنه» فأرسل رسلاً إلى السلطان 
للوساطة في هذا الشأن» والسؤال عن إمكانية تسليمه ابنه» مقابل أي 
طلب يطلبه السلطان» هذا ولم يكن السلطان على عجلة من أمره؛ وم 
ا ل لي 

وأضمر السلطان بيبرس في قرارة نفسه فكرة سرية» مفادها أنه كان 
هولاكوء ولدى هروب من نجا من المذبحة منهاء» وكان بيبرس الذي 
أصبح سلطانا قد لجأ الى الفرار هو وصديقه معاء غير أن صديقه الذي 
امتاز بشهامة نادرة» آثر انقاذ بيبرسء» وفضله على نفسه؛ فأعطاه حصانا 
ل لي 

0 من جهته بالوصول الى سدة السلطنة في 
مصرء وعندما وقع ليون أسبراً بين يديه تذكر أن الملك هيتوم كان 
بمشابة المستشار الأكثر صداقة مع الخان أبغاء فبعث إليه ليبحث له 
ويسأل عما إذا كان «خشداشه» مازال حياء وقال لرسل الملك هيتوم: 
«قولوا للملك إنه إذا استطاع أن يطلق سراح خحشداشي من بين أيدي 
شعب الرماة» وأن يعيده إل فإنني بالمقابل سوف أطلق سراح ابنه 


- 345 - 


5 2 


ليون»»؛ وعندما بلغ هذا العرض إلى الملك» بدأ في تحضير هداياف 
واستعد للسفر إلى الشرق للاقاة الخان أبغا. 
ه- سفارات أرمنية لدى ا خان 

وبنئاء عليه حدث في سئة ١5( 1/١5‏ كانون الثاني ١ -1١751/‏ 
كانون الثاني ١1114‏ ) أن ذهب الملك هيتوم إلى حضرة أبغا خان في 
الشرق» والتمس منه الافراج عن خشداش السلطان بيبرسء الذي كان 
اسمه الحقيقى سنقر الأشقر» ورد عليه الخان بقوله: «إذا وجدته فسوف 
أعطيكه هدية»» فانطلق الملك يبحث عنه في كل مكان» وفتش في جميع 
الأرجاء عن سنقر الأشقرء فلم يعثر عليه وأصابه اليأس والارهاق» 
فقرر العودة إلى بلاده» ثم بعث إلى السلطان بيبرس يخبره باستحالة 
العثور على سنقرء وكان جواب السلطان: (إذا ل يجلب ستقر لي» فإنني 
لن أحرر ابنه). 

وف عام 1١ل" ١4(‏ كانون الثاني ١١ -١754‏ كانون الثاني )١759‏ 
قام الملك هيتومء بعد تدارس القضية مع أخوته بايفاد الأمير ليون بن 
سبارابت0818061م5 إلى أبغا خان؛ ليطلب منه السماح له بالتجول 
في المعسكرات»؛ وداخل المحلاث السكنية البعيدة للبحث عن سنقر» 
وقد سمح الخان له بذلك» وأمر بفرز مجموعة من الجنود لمرافقته. 
واستطاع ليون ورجاله أن يعثر على سنقر» وقد حملوه وأحاطوه بالعناية» 
وقدموا الشكر للخان» ثم عادوا به الى كليكية» وعنل وصوله إلى سيس 
بعث إلى السلطان بيبرس يخبره بتحقيق طلبه. 
1- احتلال بيبرس أنطاكية 


حشل السلطان بيبرس قواته كلهاء وهاجم مديلة طرابيلس بكل 
عنف» وأللحق بها أضراراً بليغة وكثيرة» ثم قاد جيشه بشكل مفاجىء. 
وسار به خمسة أيام بدون توقف في أثناء الليل وخلال النهار» حتى 


- 346 - 


# د 
انقفض على مدينة أنطاكية المشهورة؛ وسيطر عليها خلال ثلاثة أيام» 
وكان فتحه لها يوم السبت السادس من أيارء وما من أحد يمكنه تقدير 
المذبحة التي ارتكبت في أنطاكية ولا عدد الأسرى؛ ولاحجم الثروات 
التي حملها المصريون إلى بلادهم» ولقد كان-- والحق يقال- من بين 
القت أعداد كبيرة من أصول أرمنية» هذا وأمر السلطان بإعادة الناس 
الذين كانوا قدموا من كلبكية إلى بلادهم؛ وسمح لهم بالمغادرة» ى]| 
سمح لأمير أنطاكية ولأسرته بالمغادرة دونا قيود إلى أنطاكية» وجدير 
بالذكر أن هناك من يقول بأن هذه المدينة قد وقعت في أيدي السلطان 
بسبب هذا الأمير» والله وحده الذي يعلم الحقيقة. ْ 
لام[ مبادلة الأمير ليون بسنقر الأشقر 

وعندما قرر السلطان العودة إلى مصر عبر أنطاكية» طلب من الملك 
هيتوم ارسال رهينة له لمبادلتها بابنه ليون» من أجل أن يقوم بتحرير هذا 
الأمير» مقابل سنقر الأشقر خشداش السلطان؛ وبعث الملك أوشين ابن 
أخته» وريموند زميل أوشين» وفاساك !1/3858 صاحب كنكي -87© 
أم» وكان ابنا لكوستاندين والد الملك» وفور وصول هؤلاء إلى 
السلطان» أفرج عن ليون بارون الأرمن» وعاد ليون إثر ذلك إلى كليكية 
محملاً بكثير من الهداياء وجرى استقبال ليون من الشعب الأرمني 
بالفرح الكبير والابتهاج» وبعد مدة وجيزة حمل ليون سئقر الأشقر إلى 
حضرة السلطان» الذي فرح به كثيراء وعظم سروره لدى رؤيته صديفه 
الحميم» وأعطى الأمير ليون إلى ابن سمباط الكثير من الحدايا الثمينة» 
وجرى استرداد الرهائن والعودة إلى كليكية. 
-- ننصيب يعقوب الأول بطريركاً 

وعقد الملك هيتوم في العام ذاته اجتماعاً كبيرا ضم الأساقفة. 
والحكاء والأعيان الذين قدموا من الشرق إلى كليكية» وكان الاجتماع 


-347 - 


عت امات 

رماي الريعيء بولا حجار أو اصره بقيرورة تار الرجل الواتم 
ووافق على ذلك مجلس الأساقفة» وبناء عليه جرى تعيينه بطريركاًء 
وكرس بمانلفا للأرمن باسم القديس سرجيوس» وكان ذلك في الثاني 
عشر من شباط. 

وقد حصل هذا التنصيب عندما كان ليون بارون الأرمن أسيراً عند 
المصريين» وقد تحرر فيما بعد» كما ذكرنا من قبل في شهر حزيران من 
السئة نفسها. 
4 + زلزال عام ١١59‏ 

في عام 1/١4‏ (117 كانون الثاني ١١-1779‏ كانون الثاني )1١717١‏ 
تعرضت كليكية إلى زلزال عنيف دمر العديد من القرى» خاصة في 
سفح الجبل الاسود. كما حول الكثير من المناطق الحصينة إلى أطلال؛ 
وجرى تدمير حصن سافانديكار 01181 » حيث قتل السكان 
جميعاء وفي دير أركأكلين مات الكهنة والرهبانر تحت أنقاض الأبنية. 
ودمرت الكارثة في المنطقة الجبلية عدداً كبيراً من القرىء وقلبت 
الأماكن عاليها سافلهاء ىا دمرث مناطق أخرى من بينها حصن دلنكار 
1قك|اا06! . 
- وفاة هبتوم الأول وابني القائد سمباط 

وتوجه في السنة نفسها ليونء بارون الأرمنء إلى الشرقء للقاء أبغا 
خانء الذي استقبله بكل احترام وتقدير» وحمله الكثير من الحدايا لدى 
عودته إلى كليكية» وفي السنة نفسهاء في ١6‏ تموز توفي هيتوم ابن الوكيل 
الملكي للارمن؛ ودفن في دير القديس مليك 1/16 » وفي 19 إيلول من 
العام ذاته التتحق باسيل ابن القائد سمباط بالمسيح في طرسوس» ودفن 
في دير القديس مليكء وفي يوم الثلاثاء 59 تشرين الأول من العام 


- 348 - 


هم8ة.#5 - 

نفسه وعند غروب الشمس غادر هيتوم ملك الأرمن هذا العالم, 
والتحق بأجداده. وذلك عندما وافاه الأجل في برج ربيرد» في قرية 
أكنير» ثم جرى نقل جثانه إلى الدير اللقدس في درازارك» ودفن في 
كنيسة القديس البطريرك غريغورء وكان أثناء وفاته قد اعترف بأنه 
أرثوذكسي» وانتسب إلى الدين القويم باسم ماكير ١/3688‏ 
-4١‏ استلام ليون الثالث للعرش 

في عام ١1( 7٠١‏ كانون الثاني ١١ 1١1/١‏ كانون الثاني ؟/1١١)‏ 
تم باريخ ؟ كانون الثاني تنصيب ليون الثالث ابن الملك هيتوم ملكاً 
على الارمن» وقد جرى ذلك في مدينة طرسوسء في كنيسة سانتا 
صوفياء. وكان ذلك وسط حفل ببيج» حضره تمثلو جميع الأمم 
المسيحية» ذلك أنهم أصروا على المشاركة في هذه الأفراح التي تستحق 
الحضور والمشاهدة. وقد حظيث هذه الاحتفالات بحضور علد كبير 
من الاشراف» وشهدث المناسبة الافراج عن عدد كبير من السجناءء ى| 
جرى تحرير العديد من فيودهم. 

وبعد مضي أيام قليلة حيث انصرفت الجموع بعد انقضاء 
الاحتفالات» وذهب كل واحد إلى بلاد توجه الملك ليون بزيارة 
شخصية إلى ابزوراء من أجل تفقد المنطقة, ثم عاد إلى اقليمه بكل 
سر ول. 
41- تهديد جديد بحملة مصرية: 
للهجوم على كليكية» غير أن الملك ليون أوفد إليه بعثة بمهمة خاصة. 
جعلته يعود إلى بلاده مصر. 

هذا وقرر الملك ليون من جانبه التوجه إلى الشرق لزيارة أبغا ان 
الذي استقبله واعتنى به» وقالم له'هدية تمثلت بعشرين ألف رجل 


-349 - 


9.2954 

ليأخذهم معه إلى بلاده من أجل تعزيز الدفاع عنهاء على أن يقوم الخان 
بزيارة بلاد كليكية بعد بضعة أشهرء هذا ولم يصطحب الملك ليون معه 
سوى عدد قليل من الرجال» ثم عاد إلى بلاده. 
سفيئة» ونزل في عكاء ومعه ألفى رجل» وقد توقف في المديئة منتظرا 
وصول ملوك 0 
ار وكان ذلك ف مدرة ل جميع الأقاليم 
الخاضعة لسيطرثه. 
4- أحداث ختلفة 

في عام ١79 ١‏ كانون الثاني ١١ ١١1/5‏ كانون الثاني )1١1/‏ 
جرى في اليوم الذي ولد فيه سيدنا ومولانا سقوط ثلج عظيم؛ وفي يوم 
كانون الغاني تساقط الثلج فوق العاصمة سيس » ثم غطى بلاد كليكلية 
كلها حتى شواطىء البحر. 
5ه والتحق بالمسيح» وحزن الناس والأعيان عليه. 
44- مؤامرة ضد ليون الثالث 

وحدث في السئة نفسهاء أن كانت امرأة خليلة للملك هيثوم اسمها 
مريم» وكانت منحدرة من أصل مسلمء وقد تأمرت ت مع بعض الناس 


لأغيال الملك لموك» بوساطة :دس السب القائل له» وانتظو المتامروة 
المناسبة الموائمة لتنفيل العملية» لكن قدرة اوت تدخلث» وسببك 


كشف المؤامرة والتحضيرات الاجرامية للمرأة» وكان ذلك عن طريق 
صبى في الحادية عشرة من عمره. وهكذا نجا الملك من الموت» ومن 


- 350 - 


0 


آثار هذه المؤامرة ولم يقم الملك بمعاقبة هذه المرأة ولا امدواطئين معها 
لكا ار 

وذلك من أجل ضمن الدفاع عن هذا المعلم» ولحراسة الطريق الشهيرة 
0201لاوقد نجز بناء الحصن في العام نفسه. وأطلق عليه اسم حصن 
كتاريك 1811886 . 

ذلك على يد البطريرك السرياني أغناطيوسء وأغناطيوس هذا هو الذي 
طوروسء مثل عمه الذي كان قد قتل على أيدي المصريين في إحدى 
المعارك. 

ه- حاولة اغتيال ادوارد الأول 


عبر في العام نفسه واحد من عبيد الملك ادوارد البحر. ووصل الى 
عكاء وقد تمكن من التسلل إلى محيط الملك» وكان ذلك في أحد الأيام 
حيث جلس الملك بمفرده. مرتئديا سثرة ناعمة» وكان ذلك بعدما أمر 
بانصراف خدمة من حوله» وهنا اقترب هذا العبد من الملك. وتواجه 
نحو أذن الملك» وأوههمه أنه يريد أن همس في آذنه سرامن الاسرار» 
وسحب في تلك الأثناء خنجرف ثم وجه ضربة أولى إلى صدر الملك؛ 
وحاول الملك أن يمد يده اليمنى الى سيفه» فعاجله العبد بطعئة ثانية» 
وضربه مجدداً بسلاحه.. 


- 351 - 


1 
حواشى التاربيخ ا معزو إلى القائد سمياط الأرمنى 


-1١‏ قلعة بابيروان» يعتقد أنها قلعة كاندير 1أ28/110) ؛ وتبعد نحو عشرة كيلو 
مترات عن لامبرون في الجنوب الغربي منها. 
الشمال الغربي منها. 

ب المحروف عن هذه القلعة أنها كانت موجودة في كليكية الغربية» 

-- على مقربة من عين زربة. 

ه وقع هذا الدير على الضفة اليمنى لنهر الفرات إلى الجنوب من كيسوم. 

5س إسمها الحالي جيبين 66©61): وقد قامت على يبر -جيحان وعلى بعد 
كم عن مرعش. 

/ا هى قلعة سافوران الحالية» وكانت واقعة كى]| يدل اسمها-- اصخرة 
ساراوند»- على أبواب الأمانوسء على بعد حوالي 5١١كم‏ إلى الغرب من حصن 
بيل أالا© 2193531 . 

-- وقعت هذه القلعة خلف بلدة بياس.ء على الطرف الشرقي لخليج 
اسكندرونة. 

9- معلومات سمباط عن صلاح الدين وتاريخ الدولة الأيوبية ضعيفة 
ولايمكن الأخذ بها. 

٠‏ خلط المصنف ما بين أرناط» وريموند الثالث صاحب طرابلس. 


09- كان الداهكان الأحمر يعادل ديناراً ذهبياً عربياً واحداً. 


-352 - 


1.0898 
- قلعة وقعت إلى الغرب من سلوقية» على مسافة ١‏ كم منها. 
#لب :برضو هو النهر الأسود؛ وشكل اللحد الذي فصل بين الممتلكات 
الأيوبية ودولة كليكية» هذا وتعلق الأمر هنا بالملك الظاهر غازي صاحب حلب. 


4 كان هذا هو الدير الأكثر شهرة في كليكية» ووقع غير بعيد عن سيبس 
في سفح جبل طوروسء وذلك قرب حصن كوبيثار 16001181 الحصين» وكان 
هذا الدير قد بني- أو رمم- في بداية القرن الثاني عشر من قبل طوروس 
الأول» وقد شغل دور المقر البطركي؛ والملكي أيضاًء وقد دفن فيه عدد من رجال 
الدين والسلطة؛ هذا وتقرر أن حصن كوبيتار قد وقع إلى الشمال الغربي من 
سيس» وعلى مسافة 6كم منها. 

6 كان دير أركأكلين موجوداً في ضواحي سيس.ء على الجبل المواجه لها. 

كان دير أريغ يوجد-- كا هو محتمل -- على مقربة من كابان؛ في أعالي 
وادي جيحان. 

1س كان دير سكيورا موجود أعلى بعد عدة كيلومترات في بالجنوبي الشرقي 
من لامبرون وقد استخدم مدفناً للأعيان. 

- كان دير مليك مدفئاً للعديد من أعيان الأرمن» وكان على مقربة من 
قلعة بابيروان بالقرب من طرسوس. 

49- كانت قلعة سبانيكي على مقربة من عبن زربة. 

٠س‏ وقعتث قلعة كوتاف في وسط وادي جيحان. 

١‏ كنك هى كوكور حصار 1531]]لاكالائ) على مقربة من زيتون. 

؟؟- عل مقربة من زيتون» وإى الغرب منهاء واسمها ال حالي فيرنيس -11-! 
5 . 


9١ب‏ هى كانكى أ0310) إلى الغرب من كنك. 


- 353 - 
الموسوعة الشامية ج 0؟ لم7١‏ 


ا 

4 -- وقعت قلعة سولاكان إلى الغرب من كابان. 

65-- قلعة وقعت في وسط وادي جيحون 

7-- على بعد 7٠١‏ كم إلى الجنوب الغربي من عين زربة. 

117 قلعة قامت على بعد ٠١‏ كم إلى الجنوب من المصيصة. 

- قلعة قامت إلى الغرب من سيحان. على بعد أميال من كوربيثار» وإلى 
الشمال الغربي منها. 

4- قلعة مولوفونبي بالفعل قلعة ميلفان 11/011311 » قريبة من سيحان» 
وعلى بعد 6١كم‏ إلى الشمال الغربي من جولك بوغازي 500821 >اعالا6 . 

كوكلاك هي قلعة جولك عند مداخل كليكية وكبدوكية» على بعد أميال 
من لامبرون» وإلى الشمال الشرقي منها. 

١ل‏ وقعت قلعة سيويل على بعد 6١‏ كم إلى الغرب من سلوقية التي كانت 
حاضرة كليكية. 

7 وفعت مانياون إلى الجنوب الغربي من قرمان. 

7 قلعتان قريبتان من بعضههماء ووقعت ألار إلى الغرب من مرسين. 

4 كانت ألبستان قلعة تقع عند ينابيع خبر جيحان. 

0 أخطأ المصنف باشارته إلى حضور العادل» ذلك أن العادل كان متوق» 
وكان سلطان مصر أآنذاك الكامل بن العادل» ومرت بنا من قبل أخبار الحملة 
الصليبية الخامسة بكل تفاصيلها. 

5” - خطأ صوابه نهر الدجلة. 


معو اند 


| "| 
رسائل صليبية من الأرض القدسة 
)١41(‏ 


-357 - 


١١ه‎ 


تعود الأصول المخطوطة» التي اعتمدت عليها هذه الترجمة إلى 
مجموعة تعرف باسم : #الرسائل الملكية»» وهي محفوظة في مكتب حفظ 
السجلاات الملكية, 0 هذه الاصول من رسالتين» أرسلت الرسالة 
الأولى من قبل السيرجوزيف دي كانسي» الذي كان فارساً من فرسان 
مشفى القديس يوحنا في القدسء إلى للك أدوازد الأول ولت هله 
الرسالة إلى الملك «أخباراً من سورية»» أما الرسالة الثانية فكانت من 
الملك ادوارد إلى السيرجوزيف». يشكره فيها على التقرير الذي قدمه له 
بشأن تطور الأحداث في الأرض المقدسة» وقد جرى كتابة الرسالتين 
على الرق» ووضعها الخارجي ممتاز» وتشكلان تحفة فنية بالنسبة للخطء 
لكنهما لسوء الاستخدام طوال العصور كادتا أن تفسدا حتى بات من 
الصعب قراءته) بشكل صحيح. ولهذا جاء نسخههم| بعد صعوبات جمة. 
وتاريخ هاتين الرسالتين مرتبط بأواخحر أيام الوجود الفرنجي في سورية 
واحتلال بعضهاء وكتبت الرسالة في الديئة التي قدرلخا أن ُكون بعد 
سنوات قليلة مسرح آخر الصراعات الحادة بين المسلمين والفرنجة. 


إنها مدينة عكاء التي عرفت باسم عكو لدى الفينيقيين» ثم أطلق 
عليها الاغريق اسم بطليمياس 801612135 . وبعد هذا عرفت بالعربية 
باسم عكاء ذلك أنها فتحث من قبل العرب المسلمين في سنة ”77م 
وبعد هذا بقرون استولى عليها الصليبيون بقيادة بلدوين الأول سنة 
١4‏ » وكان بلدوين أول ملوك اللاتين في القدسء وقد استردها 
صلاح الدين من أيدي الفرنجة 21187 ثم عادت واستسلمت 
لرتشارد قلب الأسد والملك فيليب أغسطس سنة »١١9١‏ وقد بقيت 
منذ ذلك التاريخ حتى سنة ١14١‏ بأيدي الصليبيين» حيث صارت 
يقرا لملكة القدس: 


وحمل في سنة ١775‏ الايرل رتشار أوف كورنوول شارة الصليب 
وشاركه في ذلك عدد من النبلاء الاتكلين» وكان من بين هؤلاء الايرل 


- 359 - 


"١.5 


مارشالء وإيرل تشستر وسالسبريء والسير رالف لوسي» والسير 
رتقارة ستوورى وقيد تأعوت معادرة هؤلاء تخيوعكا حت أحد 
الشعانين في سنة 2174٠‏ وقد وصل الايرل رتشارد إلى عكا في ١١‏ 

شين الأول عبان إقامئه في الارض المقدسة كانت قصيرة جداء 
حيث عقد هدنة مع سلطان القاهرة» ثم قام في الفالث من أيار من 
السنة الثالية بمغادرة عكاء وذلك بعدما متن تحصينات قلعة عسقلان» 
وجمع عظام الصليبيين الذين قتلوا في الحرب» وتولى دفنهم في مقبرة 
بناها على حسابه الشخصي» وقد نزل في طريقه في صقلية» ووصل بعد 
هذا إلى الكلترا في اليوم الأول من شهر شباط لسنة 47؟1» وكان من 
بين.الفرسان الذين رافقوه: السيرهيوويكء؛ والسير روبرث مارميون» 
والسيربيتر دي بروس» والسير غويسكارد ليدبيت 8]أ©8106اء والسير 
يوستاس دي ستوتفيل 8!ألاآناأ5 » والسير هام وبكثشثي مولا 
© 0 9 والسيربلدوين دي بيتون 0 »: والسير جون 
فتزجون. والسير جونفتزجونء والسيرجون بيوليو لا©أالا868) والسير 
جبرارد فورنفال 021أ010ا15 » وغيوفري أخو الإيرل رتشارد» وعدد 
كبير آخرء كانوا قد هلكوا في هذه الحملة. 

وجرى في سنة ١7057‏ جلب عظام وليم صاحب السيف الطويل» 
ايرل سالسبري إلى عكا للدفن فيهاء وكان قد قتل في معركة المنصورة 
سنة .١56٠‏ 

وفي سئة 1774 حمل الأمير ادوارد الالكليزي شارة الصليب» وفعل 
ذلك معهابن عمه هنريء وابن الايرل رتشارد» وعدد كبير من 
اللوردات الانكليز» وتم تدبر قرض مالي قدره 7١,٠٠١‏ مارك من 
الملك لويس ملك فرنساء مقابل رهن موارد بوردوء وكان الهدف من 
ذلك الانفاق على الحملة الصليبية» وانطلق الأمير من بورتشمورث في 
أيار ١71١‏ ومعه زوجته الأميرة اليانور» وفي بوردو أقلع معها على ظهر 


- 360 - 


بالا ماوع 


اسطول كان ينتظرهما في ايغوس - مورت 1101165 -165اوأم - 
وكان وقتها ميئاء بحريا مع أنه الآن جزيرة بسبب تراجع البحر عدة 
أميال-- بغية الالتحاق بالملك لويس أمام تونس»ء ومات الملك الفرنسي 
يوم 4؟ آب من السئة نفسهاء وتخلى ابنه فيليب الجرىء عن المحصار بعد 
ذلك بوقت قصير» ورجع إلى فرنساء وبدذلك ترك الأمير ادوارد بلا 
تأييده وكان هذا الأمير مصراً على الاستمرارء حتى أنه عندما حاول 
أحدهم ثليه عن قراره» ضرب صلدره» وأقسم ا(بدم الرب»ءبأنه سوف 
يذهب إلى عكاء حتى لو هجره الجميع وتخلو عنه» باستثناء غلامه 
فووين أللا0أ» وتعرض الأمير في سئة ١71/7‏ لمحاولة اغتيال»ء وقتل 
المههاجي؛ وجرت معالطة الأمير الجريح » حيث قامت زوجته اليانور 
بلعل ل دن جور نيوا لساب انام شرع فيا يعن و جذرد 
للزوجة أي ضرر. 

وعانى الجيش الاتكليزي من مصاعب كبيرة» فقد تخل عنه جميع 
الحلفاء» وفتك المرض بأفراده؛ ولم تصل أية مؤن من فرنساء لهذا وجد 
الأمير ادوارد نفسه مرغاً على عقد هدنة مع السلطان لمدة عشر سنوات» 
وعشرة أشهر» وعشرة أيام؛ وعاد إلى انكترا عبر ايطاليا وفرنساء وكان 
والده قد توفي في تلك الأثناء» وأعلن هو ملكأء مع أن الناس كانوا 
لايعرفون فيا إذا كان حياء ذلك «أنه ذهب إلى بلاد بعيدة» قائمة 
فيهاوراء البحار»من أجل حرب أعداء المسبح». 

واستحوذ السلطان بيبرس على العرشء بعدما قتل بيديه السلطان 
المظفر قطز في أثناء الصيد» ومالبث بعد هذا أن خرق الحدنة» وقام 
حسب| جاء في مخطوط أرمني قديم-- باجتياح سهل أرمينياء فجعل كل 
من لقيه طعمة للسيف؛ حيث بلغ عدد القتلى أكثر من مائتي ألف» 
والأسرى 00 الأقهه وعدة امول واكتواناف الاجر 
مايزيد على ثلاثائة ألف رأسء وأرغم ملك أرمينيا على التراجع إلى 


- 361 


امد 


الجبال» ولأت أعداد من رعيته إلى الفرار بحرأء وكذلك فعل عدد كبير 
من التجار ومن الذين نجوا من المسلمين» غير أنهم وقعوا في أيدي 
القرصان واللصوص. 

ويحكى أن السلطان بيبرس نال في سنة ١715‏ نصراً عظياً على 
المغول الذين قادهم منكوقر- أخو أبغا خان» حاكم المغول- مع 
حليفه ليون الثاني ملك أرمينياء وحدث ذلك في سهول حمصءغير أن 
مؤرخاً أرمنيا من القرن الثالث عشر هو الراهب هيتوم؛ حفيد الملك 
هيتوم الأول» وسلف ليون الثاني على عرش أرمينياء وكان أثيراً عند 
البابا كليمنت الخامس» حيث منحه ديرا في بواتيه» ليتمكن وهو مرتاح» 
من الكتابة عن عجائب البلدان» التي كانت المعلومات وقتها قليلة 
عنهاء قال في كتابه «خلاصة تواريخ الشرق» بأن بيبرس قد هزم في هذه 
المعركة؛ لكنه مالبث أن تعافى مما عانى منه» وأنه جرت بعد أربع 
سنوات معركة أخرى قرب ضريح خالد بن الوليد بين خليفة بيبرس؛ 
السلطان الملك المنصور قلاوون والمغول بقيادة منكو تمر وأبغاء وأن 
المعركة استمرت من الصباح حتى المساء» وكانت النتيجة-- تبعا لهذا 
المورخ- هزيمة كاملة للمغول» وطرد لهم من البلاد» وكان من نتائجها 
أن منكومّر قد توفي بعد أمد قصير» بسبب غمه. 

ومن المفترض أن هذه المعركة هي الموضوع الرئيسي الذي جرى 
الحديث عنه وروايته في الرسالة التي بعث بها جوزيف دي كالسي» . 
الذي يبدو بأن الأمير ادوارد قد عهد إليه بمهمة تزويده بالمعلومات 
حول الأحداث التي كانت تقع في فلسطين» وذلك بعد مغادرته 
شخصياً للأرض المقدسة:» ولاتحمل الرواية عن المعركة المعروضة هناء 
تأكيداً بأنها انتهت بنصر عظيم للسلطان لكن حسب|ا وصفها دي كانسي 
وقصهاء هناك شىء من التلوين فيها لصالح المغولء لأن الاسبتارية 
كانوا قد عانوا كثيراً في تلك الآونة على أيدي المسلمين» لاسبما على 


- 362 - 


غ1 


أيدي السلطان بيبرس» مع أنهم برهنوا على شجاعتهم في قتالهم ضده؛ 
وهو الذي بات مرعبآ جداً الصليبيين في الشرق» ففي سنة ١14‏ سقط 
تسعون من جنود الصليب هؤلاء » واحداً تلو الآخر في الدفاع عن قلعة 
أرسوف» وصمد في السنة التالية قسم منهم في بلدة أخرى لمدة شهرين 
ضده؛ فكان أن قتلوا جميعاً وم يسلم منهم أحداء وكان مقدم الاسبتارية 
الذي ذكره دي كانسي هو نيكولاس لورغ 01008 ا ؛ وهو الذي . 
قاد الاسبتارية» أثناء الدفاع عن قلعة المرقب» التي وقعت على مسافة 
قريبة من ساحل البحرءوقد جرى الاستيلاء عليها من قبل قلاوون بعد 
حصار دام ثلاثة وثيانين يوسا وكان فتحها في شهر حزيران لعام 
5 ويبدو أن أسرة دي كانسي كانت بين الأسر المعروفة» فقد عبن 
الملك ستيفن وولتر دي كانمي بارونا مقاطعة كانسبى» وخلف وولتر هذا 
ابئه أوفرد 0؟آناقظم » وكان اير بارونئات هذه الأسرة سيمون دي 
كانسى» الذي تولى تحصين أراضيه لدى ثورته ضد الملك جون سنة 
6 وظهر اسم الأسرة في العهود العالية مراراً في أعمال محاكم 
التفتيش التي تعلقت بشكل رئيسي بأراض في لنكولنشير» ويوركشير» 
ففى إحدى القضايا النتى عرضت في يورك سنة 21104 ورد ذكر 
توماس دي كانسي على أنه بارون سكيربنبيك !5110606 . 
ووفقاً لما أورده المؤرخ قطب الدين البونيني؛ بانت أخخلاق بيبرس 
ا الحوادث المذكورة آنفاً أخلاق ملك يمكن مقارنته بنيرون 
بشرأسته» وبقيصر بشجاعته؛» ولكي ينجنب نبوءة قالت بآن أغيرا كبيراً 
سوف يموت في تلك السنة أتى بأمير من أسرة صلاح الدين» هو 
الملك القاهر بباء الدين عبد الملك» وكان أميراً شجاعاء أثار بشجاعته 
غيرة بيبرس» وعمل على سمه وقد جرى ترك بقية الخمر المسموم في 
خُجرة السلطان يسبب الاهمال» فشرب منه بدون أن يعرف» فأصابته 
الحمى على الفور» ومرض ومات في قلعة دمشق في أيار عام ل 


- 363 - 


1ت 


ويحكى بأنه قتل من الأمراء لأنه شك بهم في أنهم حاولوا قتله 
وجرى ذلك في أربع مناسبات. 

وحكم قلاوون من بعده مدة أحد عشر عام كانت كلها نجاحات 
متوالبة ضد الفرنجة والمغول» وكان آخر نجاحاته الاستيلاء عنوة على 
طرابلس التي تولى إحراقهاء ثم أعاد بناءها فيا بعد» وقد توفي سنة 
وو وهو على نية الزحف ضد عكاء وكان قد قرر الانتقام لقتل 
بعض التجار المسلمين فيهاء وقد توفي في خيمته خارج أسوار القاهرة 
ليلة الغاني من ذي الحجة. وجاءت وفاته بعدما أوصى ابنه الأشرف 
خليل أن لا يدفنه حتى يكون قد جعل من ذاته سيداً لعكاء وكان 
قلاوون شخصاً ببي الطلعة» وعظيم الاحترام» وقد قال بعضهم بأنه 
توفي نتيجة دس السم له من قبل واحد من الأمراء» وذكر المقريزي خبر 
وفاثه. وأوضح أن ذلك قد حدث بعد إصابته بالحمى نتيجة مرض 
استمر عدة أيام. 

أخبار من سورية 

(إلى السيد الأكثر سمواً ورفعة وقوة» مولاي إدوارد الذي هو بنعمة 
مئن الرب» أعظم الملوك جدارة» ملك إنكلتراء وسيد إيرلنداء ودوق 
أكوتين» الذي 'الأعل والأدنى عبيده» يقوم جوزيف دي كانسي الراهب 
المتواضع في بيت مشفى القديس يوحنا للقدسء المقيم في عكاء بالركوع 
في خدمة معاليكم» ويرسل تحياته. 

التزاماً با أمرتنا به سيادتكم الجديرة بالتقدير» في متابعة إرسال أخبار 
الحوادث التي تقع في الأرض المقدسة؛ اا أنه بعد 
قدوم مقدمنا من طرابلس في نهاية شهر تشرين الأول» حسب| أخبرناكم 
برسالتنا التي كتبناها أثناء عبور الصليب المقدسء رأث سكدره العتان 
وحشود المسلمين اقثربت من بعضها كثيرأء وبالنسبة للمسلمين فقد 


- 364 - 


-1١11- 


باتوا بين رجالنا ورجال المغولء ولذلك لم تتمكن لانحن ولا 
أمير(أنطاكية» بوهيم وند السابع) - ملك قبر ص (هيو الثالث) لم يقلد 

ل من الالتحاق بالتدار» كما أنهم لم يرسلوا إلينا كي نلتحق بهم؛ 
بعد استقرارهم» وقسّم السلطان جيشه الذي تألف من سين ألف من 
الخيالة إل ثلاثة أقسام ووقئف هو نفسه مع القسم الأوسطء الذي 
يدعوئه بالقلب حسب عاداتهم» وكان سنقر الأشقر صاحب صهيون 
وتخومنا العائدة للمرقب» قائد الميسرة» وتولى قيادة الميمنة تركي شجاع 
أسمه .عز الدين أيبك الأفرم» ولدى رؤية التتار لصفوف المسلمين قاموا 
أيضاً بتفسيم قواتهم :التي بلع المجذادها أربيين الب خيال» إلى ادن 
أقسام أيضاء لأن قائدهم كان قد أرسل بقية رجاله إلى أخيه الأسن منه 
أبغاء الذي كان يزحف خلال البرية متصوراً بأن أبغنا سوف يصل إلى 

دمشق قبله» وكان في واحد من هذه الأقسام الثلاثة 0 
قواته وألفين من التدار» وألف جورجيء وتركي اسمه سنقرء صار 
تتري وهذا كان أيضاً مع جماعته التي بلغ تعدادها ثلاثة آلاف من 
رجال بلاده الذين جلبهم من تركياء والذين دعوا أنفسهم تتارأء وما 
ا عاملك ارون تارمت حي الى بح مل مرا املد 
فحطمها وسبب هزيمتها حتى أن قليلاً منها هم الذين نجوا من 

اساي ونا كان طذه لسر أن اجو اسل ينها لا عدم امل 
سنقر الذي هرب مع معظم أتباعه من دون أن يوجه ضربة أو يتلقى 
مثلهاء» وكان قائد ميمنة المغول متكوتمر» وكانت هذه الميمئة تواجه عن 
قرب ميمنة السلطان» وكان في الميمنة المغولية عشرة آلاف تتاري وذلك 
دون أن نحصي تعداد حلفائهم» ولقد هزم منكوتمر هذه الميمنة» لكن 
هذه ال مزيمة ل تكن بالدرجة نفسها التي نزلت برفاقهم في الميسرة؛ 
وبالتالي م تكن هزيمة كاملة؛ وألقى منكومر» الذي كان شجاعاًء 
وجريئاء وفارساً معتمدأء بنفسه مع المتبقي من شعبه. على القسم الذي 
كان فيه السلطان, ثم تبع ذلك مذبحة هائلة» واستمر القتال من قبل 


- 365 - 


#١5 
الساعة الثالثة حتى غياب الشمس» وحدث الآن أنه لولا قدرة‎ 
السلطان وصيره» وحكمته وشجاعته لكان مصيره مثل المصير الذي‎ 
لاقه الميسرة» ففي وسط المآسي التي أحاطت به؛ ولدى رؤيته الشرور‎ 
التي أحاقت برجاله حيث قتلواء 0 أمر بأبواقه‎ 
فزعقت وبنفره فصوتت» فتحلق حوله الذين ظلوا أحياء» وبدون هؤلاء‎ 
كان معرضاً للدمار» والذين أطاعوا نداءه من بين جميع قواته كانرا‎ 
ستهائة رجل فققطء وكان قد خيل:للتتار بأن المسلمين قد هزموا تماماء‎ 
ولذلك اندفعوا نحو السلب والنهب» واستولوا على خيم السلطان‎ 
0 وعلى يم بقية ا مسلمين»‎ 
ما من أحد قادر على تقويم قيمتها تماماء وكان قد تبع الجيش أعداد‎ 
كبيرة من السوقة والعامة؛ فحولوا بذلك المعسكر | إلى ما يشبه المدينة‎ 
المليئة بالناس» وقد قتل من هؤلاء عدد كبير جدأً من غير الممكن معرفة‎ 
قدره وتعداده» وحصل التثار على كميات هائلة من الأسلاب بسبب‎ 
سرعة تحركهم المذهلة» ولجشعهم العظيم كرجالء؛ فقد امتطوا خيول‎ 
المسلمين الذين ماتواء وكانت فضل من خيوم؛ وتركوا خيوهم‎ 
التعيسة خلفهم» واعلم يا سيدي مايلي: الذي يعد أمراً مدهشاً جداء إنه‎ 
لم يكن من الممكن معرفة كمية الغنائم التي أخذها كل طرف من‎ 
الطرف الآخر» كما أنه من غير الممكن القول من قبل أي إنسان» من‎ 
)020©8 هو الذي جرح أو أصيب في) بعد وكانت إصابته قاتلة(185أم‎ 
أل 1906 2000167 أنان عتأللت "0 أل عانا "0 أل12] أمأط‎ © 
5م 06 52118 أص ع1 أولا؟ ألم ع0 عئأل عددأنام اناد‎ 


115 7501 ( . 


فلقد شاهد السلطان سحباً من الغبار قد تصاعدت بسبب اللين 
كانوا يعملون على المغادرة مع الأسلاب» فقدر أن ذلك قد تسبب التتار 
بهء فزحف نحو هذا الغبار» وكان منكوثمر على مقربة منه» ولم يكن معه 


- 366 - 


اا 
سوى ستين رجلاً من الخيالة وليس أكثر من ذلك» وقد تقدم للقاء» 
ظاناً أن القادمين هم من رجاله: لأن ملكي أرمينيا وجورجيا كانا قد 
تقدما مع أتباعهما ودخلاإلى بلاد المسلمين» وعندما رأى السلطان 
ورجاله منكوتمر» وتعرفوا إلى أنباعه وميزوهم من خلال شاراتهم؛ ظنوا 
أن هناك كميناً قد نصب لهم» وأن عرض هذه القوة الصغيرة ما هو إلآ 
شرك لاستدراجهم.نحو الكمين هذا من جانب» ومن جانب آخر 
عندما رأى منكوتمر مدى ضعف إمكاناته والمخاطر التي تنتظره من 
هجوم يقوم به السلطان» قام بالتراجع وذهب في طريقه» ولدى رؤية 
السلطان لما حدثء اعتقد أنه قد عاد لحث جيشه كله على التقدم؛ ولهذا 
تراجع مسرعاء وفرق الليل فبها بينهما بعد ذلكء» وهكذا لم يربح أي 
واحد من الطرفين المعركة» ولكن با أن السلطان كان الأخير بالتراجع» 
اعتقد الئاس أن النصر كان من نصيبه؛ ومع هذا يمكن للانسان أن 
لسرن لكل يقري إنه ونل لاس سات الأول عل بالحض ل لق 
المسلمون ضربة بمثل هذه القسوة» ولاهزموا مثل هذه الطزيمة. 

وعاد ملك أرمينيا مع شطر كبير من قواته نحو ساحة المعركة؛ ولدى 
رؤيتها شاغرة ارتأى أن ينصب خيمه ويبقى هناك حتى الغد. وبينا هو 
مقبل على القيام بهذا وصل إليه الخائن سنفر مع شطر من رجاله وقال 
له:«لاذا تفعل هذا يا مولاي الملك؟ لقد ذهب سيدنا منكوتمر»» فأجابه 
الملك بأنه رغب في العسكرة هناك» لإمضاء الليل؛ لأن رجاله أنبكهم 
التعب وأضناهم» وهنا أصر سئقر على أن البقاء سيكون خيانة وعدم 
إخلاصء بعدما قام رئيسهم بالمغادرة» وهكذا حدث بعد تبادل عدد 
كبير من الكلمات» أن صدقه الملك» وأمر رجاله بامتطاء ظهور خيوطهم» 
ولقد ساروا طوال الليل حتى تمكنوا من العبور من المكان الذي أزالوا 
منه خيمهم» غير أهم لم يجدوا منكوتمر وتوقف الملك لوقت قصير 
لإراحة خيوله وهنا تابع سنقر سيره على طريقه؛ ثم انعطف الملك 


- 367 - 


#11١‏ ب 
وأخخذ الطريق نحو بلاده» واجتاز خلال الأراضي القاحلة؛ حيث لم 
يكن هناك لا عشب ولاماء؛ ولهذ السبب مات عدد كبير من خيوله 
ومن أصحابه؛ بسبب العطش على الطريق» أو هلكوا بسبب المشاق التي 
عائوا منهاء وظل الحال هكذا حتى وصل إلى ملكته أخيرا وهو سالم 
معافى» ولكن في حالة مأساوية» في حين جرجر كثير من أتباعه الذين 
ساروا خلفه أنفسهم ووصلوا بعدما بذلوا غاية جهدهم؛ هذا وقام 
رجال سنقر بسرقتهم وهر على الطريق» وجردوهم من كل شيء كان 
معهم, ولم يتركوا لهم فرسا يركبونه» وتشاور السلطان مع رجاله حول 
أي الطرق الأسلم له للعودة عليه إلى ممالكه» وقد أشار بعضهم عليه 
بأن من الممكن له المضي عبر الطريق الساحلي من خلال أراضي 
الفرنجة» الذين كان بينه وبينهم هدنة؛ وأشار أخرون أن الأفضل هو 
المضى عبر البرية حيث لايمكن للتدار العشور عليه كما وأشار عليه 
آخرون بأن الأفضل هو اختيار أقصر الطرق وأكثرها استقامة» وقد 
وافق على رأي هؤلاء؛ ومن ثم سار حتى وصل إلى بلدة اسمها 
اللجون» حيث سلف له العسكرة هناك من قبل لدى زحفه ضد التتار» 
وأرسل كونت سينت سيفرين 561/1157 » وكيل عكاء عدة رسل له 
ليمثلوا بجضرته حتى يتمكن من رؤية أحواله والتأكد منهاء وقد 
وجدوا وبرهنوا أنه كان فقير» وبحالة عوزء والذين بإمرته قلة قليلة) 
وبما أن السلطان لم يكن راغباً بأن يعرف الفرنجة أوضاعه المتردية 
والانتكاسات التي أصيب بهاء قدم إجابات لطيفة جد إلى الكونت؛ 
وغادرفي أثناء الليل» وزحف نحو القاهرة» وقد استراح هناك عدة 
أيامءوأ مر بفرض ضريبة على رعاياهء حيث أخذ ثلث أموال كل من 
كان يمتلك عشرة آلاف دينار» وأخصل من كل غني وفقير حسب 
أوضاعه: وهذا انزعجت رعاياه كثيرأء وخيل إليهم أنه قد قضي عليهم 
بالموت أو بالدمار» ثم أمر بالإعلان في أرجاء بلاد مصرء بأن على الذين 
يودون نبل أعطياجهم الذهاب إلى المرقب» لأنه سوف يذهب إلى أرمينيا 


- 368 - 


هااا - 


للاستيلاء عليهاء وأن عليهم الاستعداد من أجل السفرء وقد أمر 
بالمناداة بإعلانه هذا في وقت واحد من كل أسبوع لمدة شهرء وذلك على 
الرغم ما قاله عدد كبير من الناس من أنه لن يغادر القاهرة بسبب 
خسائره العظيمة بالرجال وبالخيول. 

وبالإضافة إلى هذا كله ياسيدي؛ لقد أمر بإعدام خسة عشر أميراً 
وذلك مع الذين تخلوا عنه أثناء القتتالء وقد حافت رعاياه كثيرأً» 
وامتلأت بالكراهية لهه بسبب الذين خلفهم وراءه في القاهرة» وأيضاً 
بسبب الذين ألقاهم بالسجن» وبسبب هذه التهديدات كلها التي قام 
بهاء وما من أحد من الناس جاء حتى الساعة» إلى القاهرة أو إلى دمشق» 
وأعني ساعة كتابة هذه الرسائل» ومع هذا صحيح ما قبل بأن قسطلان 
صفد ووكيله على تخومناء قد جعلا البداة الذين كانوا في المراعي على 
مقربة مناء ينسحبون إلى الجبال» لأنها قالا بوجوب الحفاظ على 
الأعشاب من أجل قدوم السلطان» ونحن نشك بأها قدما هذا 
التعليل» لكي يجعلونا نرغب بالدخول بهدنة شريرة معههاء أتمنى أن 
يحول الرب دونها ويمنئعنا من القيام مها. 

وفضلاً عن هذا يا سيديء لقد فهمنا ما سمعناه من أفواه عدد من 
الرجال الموثوقين» الذين قدموا مؤخراً من الجهات القائمة حول حماق 
بأن هناك رعباً كبيراً هناك وفي حلب أيضاء وكذلك في حمصء فالناس 
في خوف يومي من مفاجأة التنار للبلاد لأن التثار أقسموا على القدوم 
بكل تأكيده غير أننا نعتقد أن هذا لن يكون حتى نهاية الشتاءء» 
وللأسباب المبينة» قام سلطان حماه» بعد رؤيته لهذه الأمورء بإرسال 
زوجته وأولاده» ومعظم ثرواته إلى مدينة القاهرة. 

ومن جانب آخمرء عندما علم سكان بداق 8810086 » من خلال 
رسالة بعث بها السلطان بأن التثار قد هزمواء قاموا بشورة ضد الحكام 
الذين عينهم التتار عليهم؛ وكان أبغا آنذاك في البرية على مقربة منهم» 


- 369 - 


1١11م‏ 
لذلك ما أن سمع بذلك حتى زحفت نحو تلك المدينة واستولى عليهاء 
لجو ا و ا ل المسلحين طعمة 
للسيف. وقد قطع أصابع الإبهام للرجّالة و .... لك ن تعلم ياسيدي. 
بأُ: نهم يمدون بوساطة الوبهام. 
وليس لديئا أخبار أخرى أثناء كتابة هذه الرسائل لارسالا إلى 
معاليكم» سوى أننا شحنا قلعتنا برهبان وبعساكر حسب حاجتناء 
وفعلنا ذلك مسرعين» وقد قام مقدمناء بناء على التىماس من ملك 
أرمينيا» وبناء على تقويم للمحنة الشديدة التي تعرض لها ويعيش في 
ظلهاء وبسبب أعمال النهب التي ا قترفها التركئان في تمملكته. منذ وقت 
عودته» ولقيامهم بنهب وإحراق مدينة اياس؛ وبلدات أخرى وقرى» 
لهذه الأسباب جميعاً بعث إليه بواثة خيال مع خمسين من رجال الطائفة 
الذين جرى اختيارهم وتسليحهم بشكل جيدء؛ وبعث أيضاً 
بخمسين من التوركبلية» واعلموا يا سيدي أن الأرض المقدسة؛ لم تكن 
حسب ما نتذكره قط في مثل هذه الحالة التعيسة» يا هي الآن في هذا 
اليوم. 
فهي تعاني من قلة الأمطار» ومن مختلف أنواع الأوبئة والمصائب» 
وقد ترك جزء كبير من مصر بدون فلاحة» خوفا من الحرب» وللسبب 
الذي ذكرناه أعلاه» ولا تعاني هذه البلاد من هذه الحالة لوحدهاء بل إن 
كل من قبرص وأرمينيا تعيشان في الحالة نفسها. .. ولن يقوم ملك 
صقلية بإرسال أية مون من ممالكه إلى سورية» بسبب حربه مع 
الاكريووداك بسسيدما ترصانا إلباه .هذا يا سيدي» وسح كنا قد 
كتبنا إلى معاليكم. إنه | إذا ما عزم أي واحد من كبار اللوردات في 
بلادكم عل القدوم إل :هله المناطق» سيفعل خيرا إذا ما أشار على ملك 
صقلية بأن يسمح للمؤن لتحمل إلى سورية» حسبها جرت عليه العادة 
في العصور المتقدمة. 


-370 - 


-11ا- 

وكا تعلم ياسبديء لم تكن الأرض المقدسة قط سهلة الاستيلاء 
ل 
الأطعمة» يضاف إلى هذا أننا لم نر فيها قط ندرة بالجند ى) هي الحال 
الآن» وكذلك قلة الآراء الصالحة فيهاء أرجو لكم 2 
ولجلالتكم الملكية الازدهار في كل الأوقات»ء وزيادة الفضل وأن تكونوا 
أحسن؛ وأرغب إلى الرب -- يا سيدي - أن يفعل هذا لكمء فذلك 
سوف ينجز بدون أدنى شكء. لو أن الرب أعطاكم الرغبة للقدوم إلى 
هناء فهذا ما يعتقده جميع السكان في الأرض المقدسة.؛ من الصغير 
والكبير» ويكم مع عبيون الرب» سوف يتم الاستيلاء ء على الأرض 
المقدسة» ووضعها ف أيدي المسبحيين المقدسين. 


وهذه الأخبار ياسيدي هي . ... ويمكن أن تصدقها على الرغم من 
كل الأشياء لأخرى التي يمكن أن تخ بيه ولا تؤاخاني ب مولاي 
لأن رسالتنا طويلة جدأء ذلك أنه من غير الممكن لنا أن نخبركم عن 
جميع هذه الأشياء بشكل أكثر اختصارأء فمن أجل تأكيد الحديث عنها 
تركتني جلالتكم هناء لأدونها لكم. 

كتبت في اليوم الأخير من أيار. 

إلى الملك الأكثر نبلاً» وسمواً وعظمة؛ ملك إنكلترا». 

ومن المحتمل أن رواية السير جوزف دي كانسي عن نصر السلطان 
قلاوون» مرتبطة بمناسبة | إرسال الرسالة التالية من الملك إدوارد» حيث 
هناك مسودة لها محفوظة حتى الآن بين «الرسائل الملكية)؛ في مكتب 
الوثائق» علماً بأن تلفاً كبيراً قد ألم بهذه المسودة بسبب الرطوبة ومرور 
الوقت: 

«من إدوارد» الذي بنعمة الرب» ملك إنكلتراء وسيد إيرلنداء ودوق 
أكوتين. | إلى صديقه العزيز بالمسيح» وسكرتيره المخلص» »؛ الراهب 


- 371 - 


لاك 


جوزيف دي كانسي» تحيات: إنه فيها يختص بالروايات التي أرسلتها إلينا 

في رسائلك من الأرض المقدسة:؛ نقدم لك شكراً عظيا لأننا 9 
أكثر سروراً كلما سمعنا أخباراً جيدة عن تلك البلاد وعن أوضاعهاء 
وهو الأمر الذي نرغب خلصين ونود أن نسمع عنه بشكل متواتر أكثر» 
وبما أنك ترغب في أن تسمع تقارير مسرة عن مملكتناء إننا نوضح لكم 
- من أجل أن نزيد في سروركم أننا في اليوم الذي نعمل فيه هذه 
الناياء نحن وماكت رأولان حت كرا للع الأعل ب بازدهارهء 
ونفحة كاملة الكية: وهلا أهين توه أنتعلنة شيف موشيافلة 
العلاقات الصحيحة لا الفاسدة» وبالنسبة للمتبقي تسلمناه بيل-مسرورة 
وتسلمنا هديتك للسنة الجديدة من المجوهرات التي أرسلتها لناء ونذكر 
اما سرجين قوقازيين» وغطاء سرجين» وقبعتي بازيار ألمانيتين» 
وأربع قبعات بازيار» اللائي نبعث إليكم مقابلهن,بشكرنا العظيمء 
ونرغب في أن تعلم أننا لم نعد هذه الهدايا هدايا صغيرة» لأننا قدرنا هنا 
النوايا الطيبة للمرسل أكثر من المحدايا نفسها التى أرسلت هذه المرة» ولا 
نريد في الوقت الحالي أي مزيد من القبعات بسبب القضايا الشاقة 
لملكتناء والتى هى شغلنا الشاغل المباشر» ولانرغب بالاحتفاظ بمزيد 
من البزاة أكثر مما هو لديناء أما بالنسبة لأحجار الياقوت التي أرسلتها 
لنا.... ولأننا نرغب كثيراً في أن تكون قريباً ما من أجل سلواننا 
وراحتناء فإننا نأمرك ونطلب منك أن تسرع بقدومك إلى إنكلتراء 
بأفضل الوسائل التى يمكنك استسخدامها وأسرعهاء وبا أننا نثق بك 
ع اا السرم اسار 
إنكلترا» أو متلكاتهم التي سوف نحافظ عليها ونرعاهاء بقدر ما 
نستطيع بوساطة القانوث» وذلك حسبيا طلبت؛ وفيا يتعلق بأملاكك؛ 
التي نتمنى أن تكون مزدهرة تماماًء إننا نرغب في أن تكون متأكداً أنها 
محط عنايئنا المتوالية. 


-372- 


-15119- 

صدرت في دوركستر في اليوم العشرين من أيار» في السئة العاشرة 
من حكمنا)(11857١).‏ 

ويتفق كل من هيتوم والمفريزي على القول بأن المعركة تمخضت عن 
نصر عظيم للسلطان وهو أمر لم ينكره دي كانسي تقاماء لأنه حين أعلن 
أن ما من أحد من الطرفين قد انتصرء اعترف بأن قالاوون كان الأخير 
بالتراجع» وهذا طبعاً يوثق نصره , بعض التوثيق. 

ومهما يكن من أمرء إن ما قدمه دي كانسي له قيمة رفيعة» لأنه كان 
عكري ومعاصرأء وليس من المستبعد شهوده للقتال؛ وبناء عليه 
يمكن الركون إلى روايته واعتمادها أكثر من رواية أي مؤرخ أو راهب 
ا 
بسئوات عن الحادثة» ففي حال المقريزي قد كتب بعد قرن أخبا 
المعركة. أو بعد أكثر من ذلك. 

261 د د نكن 

وكان ابن عبد الظاهر رئيس ديوان الانشاءء أيام السلطان قلاوون 

تلد اكيك تعبا وافلاوون لدي بجحت عر وقساتع ينه 4" ها/ 
0١‏ م :يي هله السنة تواترت الأخبار يموت أبغا ابن هلاون» وذلك 
لا ناله عقيب كسرة منكوتمر من رعب وخوفه ولما شاهده من هول» 
بقتل عساكره وأكابر المغل6(١)‏ . 

وكان أبو الفداء صاحب حماه من أقرب الناس زمئاً وموقعاً من هذه 
المعركة وقد كتب عنها مايل: 

«ذكر الوقعة العظيمة مع التثر على حمص في هذه السئة أعني سنة 
انين وستمائة: في شهر رجب كان المصاف العظيم بين امسلمين وبين 
-١‏ تشريف ا يام والعصور في سيرة الملك الملصور -- ط. القاهرة ١95١‏ .ص" 


- 373 - 





ماب 


بالبوار. 

وكان من عدي هذا المصاف أن أبغا بن هو لاكو حشد وجمع وسار 
بهذه الحشود طالباً الشامء ” ثم انفرد أبغا المذكور عنهمء وغنم وسار إلى 
الرحبة» وسير جيوشه وجموعه إلى الشام» وقدّم عليهم أخاه منكومر بن 
هولاكو وسار إلى جهة حمص» وسار السلطان الملك المنصور قلاوون 
الصالحي بالجيوش الاسلامية من دمشق إلى جهة حمص أيضاًء وأرسل 
إلى سنقر يستدعيه بمن عنده من الأمزاء» بحكم ما استقر بينهما من 
الصلح واليمين» فسار سنقر الأشقر من صهيون. فلا نزل السلطان 
كاه مص وجل إلوالللك المتصور صاب هاه بعسكره م وصل 
تقر الأشةن ومبحعة اعوش ش السعدي. والحاج ازدمر» وعلم الدين 
الدويداري» وجماعة من الظاهرية» ورتب السلطان عسكره ميمنة 
ومنيسرة» وكان رأس الميمنة الملك المنصور محمد» صاحب حماه بعسكره» 
ثم بدر الدين البيسري دونه؛ ثم علاء الدين طيبرس الوزيري» ” لم أيبك 
الأفرم ثم جماعة من العسكر المصريء ثم 00 دمشدمهم حا 
الدين لاجين؛ نائب السلطنة بالشام» وكان رأس الميسرة سنقر الأشقر 
يكن قح لو جل الدين ياك يريا تع بر اللي لاا ا 
اح وكا ور اليه العجري؟ وبر ممه الارعان تو كان تايان 
القلب حسام الدين طرنطاي. نائب السلطنة ومن أضيف إليه من 
الأمراء والعساكر. 


والتقى الفريقان بظاهر حمص في الساعة الرابعة من يوم الخميس رابع 
عقر رحب قود من حت الب أعني بين لابن ةا وار ل 
نصرته على القلب والميمنة»؛ فهرب من كان قبالتهم من التترء وركبوا 
ا امون لاس اجن ا 
المسلمين فإنها اتكشفت عن مواقفهاء وثم ببعضهم الهمزيمة إلى دمشق» 
وساق التتر في إثر المنهزمين حتى وصلوا ل عدر » ووقعوا في 


-374- 


- 78١71 - 


السوقية وغلمان العسكر والعوام؛ وقتلوا منهم خلقاً كثيراء ثم علموا 
بنصرة المسلمين» وهزيمة جيشهم» » فولى المذكورون أيضاً منهزمين على 
أعقابهم» وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرونء وكانت علة التثر ثيانين 
ألف فارسء منهم لسون ألفاً من المغل والباقي حشود وجموع من 
أجناس مختلفة مثل الكرج والأرمن والعجم وغيرهم. 

ولا وصل خبر هذه الكسرة | إلى أبغا وهو على الرحبة يحاصرهاء رحل 
عنها على عقبه منهزماء وكتب بهذا الففح العظيم | إلى سائر البلاد 
الإسلامية» فزينت لذلك» ؛ ثم إن السلطان الملك المنصور قلاوون أعطى 
الدستور للعساكر الشاميةء الج الك عدر عي ماح حماه إلى 
بلده» ورجع سنقر الأشقر وجماعته إلى صهيون» وسار عسكر حلب 
إليهاء وعاد السلطان إلى دمشق والأسرى والرؤوس بين يديه». 

ونص أبي الفداء هذا هام و 0 
ومن الممكن على ضوئه التعامل بشكل أفضل مع نص دي كانسي؛ 
وآيكبا ضل سعالحة :دور ستقن الافشر. 

وكان ابن حبيب الحلبي قد كتنب عن سيرة قلاوون وأولاده» كتاباً 
أساه١تذكرة‏ النبيه في أيام المتصور وبنيه»» والذي أورده ابن حبيب في 
أحداث سنة ثانين وستائة هام جداء ويساعد أكثر على التعامل مع مادة 
دي كانسى» وقد قال: 

«في شهر رجب منهاء كان المصاف العظيم بين المسلمين وبين التثار» 
بظاهر حممصء وسببه أن أبغا خان بن هولاكو ملك التتدار جمع وحشد» 
وسار إلى جهة الشام؛ وكانوا نحو ثانين ألفأء ثم انفرد أبغا وذهب إلى 
الرحبة» وجهز جيشه. والمقدم عليهم أخوه منكوثمر إلى جهة حمص» 
وسار السلطان عز نصره بالجيوش الاسلامية» من دمشق المحروسة» 
وكان قدم إليهاء وهم نحو حمسين ألفاء ورأس الميمنة الملك المنصور 


- 375 - 


-1195”#ا ت 


محمد بن أيوب» صاحب حماه» ورأس المبسرة الأمير شمس الدين ستقر 
الأشقرء والتقى الفريقان» واشتدت الحرب» فاستظهر العدو أولاء 
وكسروا المبسرة» واضطربت الميمنئة» وثبت السلطان بمن حوله من 
الأبطال» واستمروا إلى بعد العصرء وكثر القتل» وأشرف المسلمون على 
خطة صعبة؛ ثم تناخى الكبار» وحملوا على التتدار عدة حملات» وأنزل 
الله النصرء وجرح متكوقر» فانبهزموا وتبعهم الملمون يقتلون 
ويأسرون» ودقت البشائر» وبفي السلطان واقفاً إل أن نزل بعد هوي 
من الليل» وظفروا بالعدو الكدرل: 


ثم أذن السلطان للعساكر الشمالية فانصرفواء ورجع هو إلى دمشق 
المحروسة؛ والأسرئ تقاد بين يديه» ثم عاد إلى الديار المصرية 08 
000 ولا بلغ الملك أبغا خبر الكسرة» وهو على الرحبة يحخاصرهاء 
نكص على عقبه منهزماء وكفى الله شرهم بمنه ولطفه)(١)‏ 


١‏ تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه -- ط القاهرة ١91/5‏ ج١‏ ص 57 ل 
7 . 


- 376 - 


د ه#ا١م"”‏ - 


ما جاء عند وولترماب عن ا حروب الصليبية 


-379 - 


-ل/؟اطلم ا بت 


حول الاستيلاء على القدس من قبل صلاح الدين 


فقط لمعلوماتنا العامة كانت هناك سئوات من العفوء أو من السرور» 
قد عرفت بذلك من العفو أو من السرور» أي سنوات عفو وسرورء 
وأمن وسلام؛ وفرح ومسامحة» وج وبيجة:؛ وبناء عليه ينبغي دعوة 
سئة ١١41/‏ لتسجيد الرب» من قبلنا سئة عاصفة من العاصفة» عاصفة 
الوقفت» وعاصفة الاضطراب الكبير» فقد كانت سنة حوفه. وسنة 
قتال» وسنة ثقيلة» وسنة موت وسنة حرمان» وسنة تدليس وأسفء سئة 
لم يتوقف فيها طوفان الشتاء عن الازدياد من منتصف أيار حتى الاحد 
الثالث قبل الصوم الكبير» بحرمائنئا من الاستراحات السئوية» بخئق 
الفواكه» وبانتاج الى والحرمان» والمتتجات غير المفيدة» وبنشر الجفاف 
والددرة» والفوضى بين الناس والحيوانات» ومع نبتون غالب إن م 
يكن دوما-- ما يأتي الفرج بوفرته؛ ويزيل ندرة الموسم؛ لكن البحر 
أغلق في هذه السنة عن الأرض ينابيع رحمته» وحرم أخته ومنع عنها كل 
ا 
الرحمة» وأضاف إلى آلامنا الصادرة عن دنائتنا الخلقية لذلك الوقت» 
جدب الأرض»ء والبحر» ولغرات وعدا اطلق معنن اسيم وذلك 
سلاسل ملائكة العصيان» سمح للذي امتلأً بالفضائل الصادرة عن 
مله وصلبهة. بأن يتعرض للحاجة في أرجاء العالمء حي 
بالمسبحيين بقلبه الدنس والميء بالشهوة؛ وظلم مآب لم يكتمل بعد 
فهذا ما قاله الرب» ولقد أجل تدميره حتى وقت اكتمال الشرء ويسدو 
كأس حماقتنا قد امتلأ وفاضء | إل أنه ليس فقط وقع الانتقال لظلمناء 

علينا وعلى الناء ولكن افترض أن ربنا يسوج» الذي هو قاهر للذنب» قد 
أذن لانتقام الشيطان بأن يقوم ضد شخصه لأن الناس قد تحدثوا أنه في 
سئة التعاسة هله» جرىق الاسئيلاء على مديئة القدس المقدسة» فغدثت 


-381- 


-8094- 
أسيرة السلطان» الذي هو أمير الكفار» وقد أخليت من سكانها بأعمال 
تدمير دموية فاقت ما بكاه أرميا في مراثيه» وذلك عندما قال وسط 
دموعه: «كهنتها ينوحون وفتياتها قد دنسن)» ولم يعد الكهنة في تلك 
المديئة ينوحون ولا الفتيات يدنسن» لأنه لم يبق هناك أحد منهم ولا 
منهن» وقد قام تيتوس المنتقم (مع أنه لم يعرفها) للأخطاء المقترفة ببحق 
ربناء» بانزال تعداد سكان (القدس) إلى بعض البقايا فقط. لكن السلطان 
دمرهم تام واجتث الجذورء وقطع الفروع باخراج جميع المسيحيين من 
المديئة» فالضريح المقدسء. وصليب المسيح. صارا طعافا للكلاب» 
المتخمين بالطعا م؛ والملطخين بدماء الشهداء. ولذلك سمحوا لعدد كبير 

دنع البجية ليسي حب كيرا بالك ولا قم نالك اهيا سن خبادل. 
الوهن بعد احتدام جلونهم» وم يكن هناك نقص بالرقاب لوضعها 
منحية نحت يد الفضارب» بل لإنعدام السبوف التي تتولى الضرب» 
نضلاً عن أنها م تمُنحهم الفدية» ذلك أن الذين ابتاعوا خلاصهم» 
سلموا إلى العساكر للدفع» فأصبحوا مجرد بضاعة ومال» وجميع المراثي» 
والمصائب. والموت» والدمار» وكل ما توقع الأنياء من كوارث د 
المدينة» وقع الآن هذا كله في فاجعتهاء ويبدو أن الرب ارتأى احداث 
ذلك عن عمد وباهتمام» ففي الغالب وكثيراً ما قام الرب في الماضي 
بانقاذهاء ولم ينسها من رحمته في كل مرة حدث فيها هجوم مجنون على 
أسوارهاء لكن الآن عندما لم يبق أبناء للمستقبل؛ ولابقايا من الماضي؛ 
وم اك تحريريهاء وإلى 
من يمكنها الآن أن تتطلع» وممن تنتظر الآن الرحمة؟ من المؤكد أن الذي 
كان الراد السمع | إلى الأطرش على الفورء والنظر ل الأعمي» والح 
إل الميت» قد علمنا أيضاً من خلال علد كبير من المعجزات, أن 
لانيامن أابذا: 


وبدا الرب» المحب لعبده داود» وكأنه عدو له بسبب أعيال التعداد 


-382 - 


اما 


للشعب التي قام بها الملك» على أساس أنه ادعى لنفسه فخار ويجد 
الانتصارات التي هي عائدة للر بء وعزا إلى نفسه وإ أتباعه التنائج 
السارة للقتال» ف) كان من الرب إلا أن قتل سبعين ألفاً بسيف الملاك» 
لكنه م يفعل ذلك انتقاماء بل عقوبة» حتى يذل فخاره» ولذلك لم يمنح 
تعر لل اندر ول يوفع من أن أعداد جاوكا يا أله . يدر يه 
الشعب ضده. ولم يعرضه للذلء ولزوال الاحترام» وم ينتزع منه كل ما 
تركه له بل أظهر اللطف نحوه؛ وقاد الملك ووجهه وحفظ الشعب من 
أجل الازدهار» وجعل الشعب يزيد من معرفته بالرب» كأب وليس 
عدوا ولاعصاء ولاسيفاًء ولم يكن وقتها في تلك المدينة تدمير 
للممتلكات؛ ولاانتزاع للثروات» ولاتحويل للسلطة: فقد بقي التابوه: 
وبقيت الأشياء المقدسة نائية عن الخوف الذي ناله الذين بيو 0 
وقد قام هؤلاء باحصاء عدد الموتى» ودفنهم؛ والنوح عليهم؛ ثم 
ابتهجوا بالسرور الذي كان نتيجة الحزن. 

لكن أي نهاية يمكن أن تكون هناك لهذه التعاسة غير المحدودة. 
وذلك بسبب الشياطين غير المرعوبة والتي لاتعرف الحياءء والتي 
حطمت سلاسها برضا ربناء واننشرت من خلال عملائها أو أزالت من 
الوجود كل ما كان هناك من محاسن أو مما عاد إلى الرب؛ وكل ما كان 
و 0 
ووضعوه وصانوه في أعلى أماكن الأمان مع ممتلكات دائمة أبدأ ولذلك 
سوف تنفد إرادتهم إلى الأرض طلاتقانها ف ليع وجرت عقوبة 
رجال الأيام الخوالي» لكن ليس وصولاً إلى الموت؛ في حين تعرض 
رجال جيلنا للموات وليس إلى العقوبة» فقد ذهبت أقدام الكثيرين» 
والزلقت خطوات الأكر لأم ل يكونوا مدركين أ القدس ليست ل 

هنا ولا هناك» ونحئ الذين.نبحث عن القدس الساوية» ومع الظهور 
الأعظم للأذى على الأرض دعونا نغادر هذا العالم إلى الآخرء واتركوا 


مخ اه 





ان أملننا للستقبل الفمل: ورور من حت 
الأرض(7) 0 
أصل الداوية 


قدم فارس أسمه بينز ومصل8 من منطقة في بيرغندي ها الاسم 
نفسه حاجاً إلى القدسء وعندما سمع بأن المسيحيين الذين يسقون 
خيولهم من ماء صهريج ليس بعيداً عن أبواب القدس كانوا يتعرضون 
دوماً للهجمات المتوالية من المسلمين»وأن عددا كبيرا من المسيحيين قد 
قتلوا في كمائن أقامها المسلمون» أشفق على المسيحيين» ونظراً لأنه امتلأً 
بالغيرة الصحيحة عليهم؛ سعى إلى حمايتهم بقدر ما استطاع من قوة؛ 
وغالباً ما كان يندفع لمساعدتهم من أماكن اختباء أحسن اختيارهاء 
ويقئل كثيراً من الأعداءء؛ ورداً على هذا احترز المسلمونء ووقفوا 
متأهبين بأعداد كبيرة بحيث لا يمكن لأحد أن يواجه هجاتهم؛ ولهذا 
أرغم المسبحيون على هجر الصهريج. لكن بينز الذي لم يكن كسولاً. 
ولا من السهل إخضاعه. استطاع الحصول بوساطة صلواته» على عون 
للرب ولنفسه وسعى بقدر ماأوتي من قوة. وبكل وسيلة ممكنة 
للحصول لنفسه على مكان واسع للاستقرار في داخل حدود الميكل» 
وقد أفنع نفسه بالقليل والفتات من الطعام؛ وتعهد بأداء اليمين أن يقدم 
وبوساطة الصلوات» وبكل الوسائل الممكنة التأثير على جميع الحجاج؛ 
الذين عرف أنهم ذوي طاقات جبارة في القنالء وأقنعهم بالبقاء 
وتكريس أنفسهم بشكل دائم لخدمة الرب أو العيش في ظل تكريس 
مؤقتث» واختار لنفسه ولأتباعه من الفرسان» حتى يحافظوا على 

#ا- وولتر ماب(الا(|13أ]ناتك 5أولالاا ©(] - ط. لندن 1١974‏ ص 
6--58. ومع أن مادته قليلة الأخبار» لكنها بحد ذاتها وثيقة تصور مشاعر 
رجال الدين في أيامهاء وتقدم لنا نموذجاً للكتابة الفجة ولطرائق التعبير. 


- 384 - 


]1ه 


أنفسهم وعلى أسلحتهم وعلى واجباتهم» اختار شارة الصليب» ونوعاً 

من الترسة:؛ له أشكال عغيزة وانصرف نحو الاهتام بسلوك أصحابه 
وبطباعهم. 

وحدث في الأيام الأوى لبداياتهم» أن فارسا سيا :له مكانةاسامة 
كا ؛ وكان عظيم التقدير والشهرة بين المسلمين, وكان رجلا مكروهاً 
جداً من قبل أقرباء وأصدقاءء الذين قتل عدداً كبيراً منهم؛ وقد وقع 
لسوء ء الطالع في أسر المسلمين» وافتيد إلى الإعدام رمعا وكان بين النبلاء 
الحضور هناك عدداً كبيراً من الرماة المتشوقين للحصول من الملك عل 
اعتراف بالمهارة» مقابل كل نشابة أطلقت انتقاماً لدماء أصدقائهم التي 
سفكها هذا المسبحيء ووقف الملك إلى جانب الضحية» وهو يرغب في 
كسبه إلى جانبه إذا ما ارتدء ولهذا أطراه بكل كلمة وحاول جذبه بكل 
طريق من الطرق» وبلغ به الأمر حداً أنه عندما رأى ذلك الفارس غير 
مستعد للتخلٍ عن عقيدته؛ لم يفقد أمله في كسبه إلى جانبه؛ ولهذا أمر 
بفك رباطه؛ والعناية بشخصه؛ وبعد جهود طويلة محفقة ليجعل 
المسيحي يتخلى عن التزامه الديني» حزن القائد المسلم واكتأب لأن آماله 
تدك زوفل كل ال ل 0 
سبيله - قد جعل المسلم عطوفاً وقد ل اا 
التعرض للعذاب الشديد فأعطى اسم طفن كان أشراً اذى الي 
وعرض أنه ايا اسل مراع هذا القن فإه موقا للق راح 
مقابل ذلك» بشرط أن يجعل مولاه الرب رهيئة مقابل عودته» وذهب 
الفارس في ظل هذه الاتفاقية إلى القدسء وأخبر الملك بالذي فعل 
وقدم الملك والكهنة والشعب الشكر العميق للرب لإعادته إليهم هذا 
الرفيق المتميز» لكن مالبث الفارس أن علم بأن الطفل قد توفي» وبناء 
علية استعد للعودة قي اليوم المحددء وقام اللك والمملكة بوت والجد 
بمنع ذلك» حدر تعرجب ام كازرم لبن الطريرلة رثول الم 


- 385 - 
الموسوعة الشامية ج م1١‏ 


جنم نات 


بوعذده بالكثير من القداسات» والصدقاث» وتقدد يم كل ما يمكن أن 
يلك من يميه الذي أنه ومع أن الرب بدا وكانه راض يكل هذا ! 
يكن الفارس بشكل مؤكد كذلك» وأصر على استعداداته على العودة 
وفاءً بوعده» لكن رفاقه عندما عرفوا بمقاصده. .حكموا عليه بالإجماع 
ا لب 
ل ا لل بعد ذلك» ومطلوبا 
منه الوفاءء» ولأنه أمل بالنجاة إما بالحظء أو بأن يطلق سراحه بتقدير 
خاص؛ عانى من هذا الاعتقال حتى رأى اقتراب اليوم؛ ولجأ هنا إلى 
وسيلة الكلب» فوعد صادقاً بالبقاء إذا ما قامت الكنيسة بتحليله من 
خرقه لوعده للمسلم» وهكذا مشى رجلاً محرراً وتقد وسط مبجة 
الجميع وتبائيفم» أوبدا في اللبلة الاي بالتخديد رحلتة» وا سرع بقدر ما 
استطاع» حتى لا تبقى رهينته المحبوبة(المسبح) بالاعتقالء وبياتث 
الفارس في تلك المثاسبةسباً خاصا لكثير من القلق» لأنه كان في وقت 
واحسد منتظراً من ملكه» ومطلوباً من متتقميه؛ ومع أن اللك المسام 
جعل نفسه مسؤولاً عن ذلك الفرار السري» الذي حمّله كثيراً من 
العداءات ومواجهة المعتدين المقتدرين» ظل يذكر الرهينة عل شفتيه 
حتى انتهاء النهار وانتهاء أمله» وكان ذلك عندما قدم له التحية» بشكل 
عر نت السارس الشاد وريب عل فدييةا كلأسا بده 
وسريقه الكبيرة ول يكن هذا اللاجرء فادرا عل الكلاء إل بسحوية 
بالغة» لكن ما أن تمكن من الكلام» حتى التمس العفوء لأنه لم يستطع 
الوفاء بوعده» وامتلا الجميع بالدهشة» والعطف» وابتهج الملك بوفاء 
أسيره؛ فأطلق سراحه. وأعاده رجلاً حراً من خلال نعمة المسيح(#). 
مايختص بابن سلطان القاهرة 
ليس قبل هذه الأيام بكثير» ألقي القبض على ناصر الدين بن عباس» 
كلا انا أالهأانات 5أونال! ©0] لوولتر ماب ص"” - ”ا , 


- 386 - 


داوايات 


سلطان القاهرة؛ من قبل فرسان الداوية؛ وألقي به في السجن» وكان 
شاباً لطيفاًء وأكثر من هذا محترماً في مختلف المجالات ومشهوراً: 
بالأصل وبالنسب» وبالجندية وبالشجاعة؛ وبالثقافة وبنقاء الذهن» 
لل ا 
وحول أخطاء شعبه» وبا أنه رأى أن عقائدهم ليس لا أ سس ثابتة» أو 
يانه كاد عبتي السيعية لو أن ركره الل لطر اقد لتحا و عند 
ا ا 0 
تصديقه؛ بل أغلقوا آذاههم عن ساعه لدى مطالبته بالتعميد» ووعدهم 
ناصر الدين أنه سوف يحصل لمم على القاهرة بقواه الخاصة» وبخططه 
١‏ ا أصله. وذلك 
شريطة أن يجعلوه ه يتعمدء ولقد أصروا على عنادهم وتصلبهم في 
مواقفهم» واهتموا اهتاماً قليلاً بخسارة روحه؛ وجعلوا آذانهم مصغية 
لقضية أخرى. وحملت أخبار هذه المسألة | إل المصريين» ولدى ] 0 
لخطورة ما وعد به رفيقهم الشجاع الذي بلغ به الحد | إلى الموافقة 
تسليمهم» ليث 
وقرروا أنه إذا عرض للبيع- كما جرت العادة- أن يشتروه» دون 
الاهتام بمقدار التكاليف» وبعثوا برسل لذلك» وعندما جرى تحديد 
الست قاضو يكل براعة بمقايفة الشاب بأزعية حقية وبأران د كؤوين 
من الذهب ذات ثمن مرتفع» وخحوفاً من شجاعة ذلك الرجل التي 
لاتة تقهره تسلموه-- وفقاً للاتفاقية-- وهو بالأغلال» وأعلن في وسط 
المدينة إلى حيث جاء عن نفسه أنه كان مسيحياء ولم يخش في وجه 
شتائم الناس الغاضبين» عن ١‏ لإعلان عن خلاصه.؛ وبناء عليه عندما 
حمل إلى القاهرة؛ خرج الناس إلى استقباله بصرخات الفرح» وحرروه 
من أغلاله» واحتفوا به وشرفوه وكأنه أب لبلادهم» وسيدهم والمدافع 
عنهم» وعندما وصلوا إلى وسط المدينة» وجهت الدعوة إلى بقية السكان 
للاجتاع بوساطة صوت المنادي» وهكذا اجتمعت حشود كبيرة» وبروح 


-387 - 


6م 


جماعية وسرور عارم لم يتوقفوا عن تقديم شكرهم | إلى دبهمء وكأنه قام 
بانقاذهم من أيدي المسيحيين» وكانوا يتوقعون أن يجعلوه قائدهم في 
الدفاع عن المدينة» لأ:هم كانوا بلا قائد» لكنه لم يتزحزح عن موقفه وم 
ينتجاوب لا بالإطراء؛ ولا بالخوف من العقوبة» واستدعى الأب» 
واعترف أمامه بأنه مسيحيء مما أدهش المدينة كلها دهشة عظيمة؛ 
ووقف قادة الناس وأعياهم بصرف النظر عن العامة-- مندهشين» 
في صمت عميقء ثم تناقشوا » مع كثير من الخلاف» حول تبني خطة 
دين ركان ديم من كاد راغا طايه والتخلص منه على 
الفور» ولم يرغب الآخرون بذلك» فصدوراً عن احترامهم لشخصه» 
رأوا أن المناسب هنو اعتقاله وايداعه السجن على أنه مجنون وبسبب 
جرع وري الحا رن ولدى معرفتهم بالواقعة) 
اختلفت أيضاً مواقفهم؛ ورأى أكثريتهم أنه بالتخلص منه ستتوفر 
الفرصة أمامهم للاختيار للدفاع عن المدينة وللقيادة» وبحكم قولهم 
ذلك بات من المدوجب صلبه بحكم خرقه لشريعتهم والإرتداد عنهاء 
وفي ل 0 أكثر 
عقلانية» واعتقدوا أن على رفاقه وعلى أهله. أن يسعوا لديه بحكم 
احترامه للمدينة؛ وبسبب عنايتها به» واحتراما منه لأصله النبيل» 
فيضغطوا عليه للاقلاع عن عقيدته المجنونة والتتخلي عنهاء وأن يتولى 
عبادة رب آبائه؛ ولكن الذي حدث أنهم لم يستطيعوا تحقيق الاستجابة 
لهذا الطلب لابالرجاء ولا بالدموع. ولذلك اقتيد نحو الأمام وربط إلى 
عمود.ء ومثله مثل الشهداء الكبار من النبلاء أمثال الملك إدموند 
وسباستيان المبارك» اتخل هدفا للنشاب» وبعث به إلى المسيح» وبات هذا 
الذي «ولد مجدداً من الماء ومن ن الروح القدس» طاهراً نقياً با فيه 
الكفاية» لأن الدم سائل» وكل سائل جاء من الماء. 


* 388 - 


- 1176 - 
شيخ ا جبل لدى ا حشيشية 

ومثل هذا حدث أن رجلاً صاحب نفوذ عظيم» صار يدعى شيخ 
الجبل لدى الحشيشية:؛ لأنه كان الحاكم على الذين استقروا تحت نير 
سلطائه» وكان أيضاً 'مصدر ايان شعبه وعقيدته» وكان قد طلب من 
بطريرك القدس تزويده بكتب الأناجيل» وقد بعث بها كلية مع مترجم 
لهم؛ وجرى استقبال المترجمء وقبول الانجيل بكل تشوق ورغبة» 
وجرى اختيار واحد من هؤلاء الناس» وكان وجل حهدا وعظيا 
وأرسل إلى البطريرك ليجلب معه كهنة ولا ويين يمكن على أيديهم 
تسلم تعميد كامل» مع قرابين الاييان» وبينا كان هذا الرجل مسافر 
باتجاه بلدهه جرى اعتقاله من قبل كمين نصبه داوية المديئة ومن ثم 
جرى قتلهء ومضت الحكابة تقول بأنهم فعلوا ذلك خشية أن تحول 
الكفار قل 7 قود إلى وحدة السلام؛ لأنه قد فيل بأن الحشيشية كانوا وأس 
الكفار وغير المؤمنين» واكتشف "ا شيخ الجبل الخيانة» فبقي ملازماً لويانه 
الققديم وكان بامكان املك والبطريرك الحزن والأسى؛ ولم يكن بوسع 
أي منهما انزال عقوبة» فالبطريرك لم يكن بإمكانه فعل ذلك» لأن روما 
كانت أسيرة حافظة النقوده ومن جميع الجوانب. ولم يكن أيضاً بامكان 
الملك» لأن الاصبع الصغير (للداوية) كان أعظم منه. 

واو ا المت اا ا 0 ابن 
جوسلين أسقف سالسبريء لمنصب الأسقفية» لكن رئيس أساقفة 
كانتربري لم يقبل القيام بترسيمه» وعندما شكا هذا إلى أبيه جوسلين» 
أجابه: 

«أيها الأحمق» امض مسرعاً جداً إلى الباباء ومن دون خحوف أو 
إطراء» وجه إليه ضربة جيدة بمحفظة نقود ثقيلة» وسيقوم هو بالانحناء 
بالاتجاه الذي ترغب به)» وبناء عليه ذهبء وضربه؛ وانحنى» وسقط 
الباباء وارتفع الأسقف. وكتب مباشرة كذباً ضد الرب» في مطلع 


- 389 - 


ام 

رسائله؛ وذلك في المكان الذي توجب أن يكتب فيه: «بفضل نعمة 
حافظة النقودا قد كتب بدلاً عن ذلك: « بفضل نعمة الرب»» ثم فعل 
كل مايرضيه. 

وعلى كل حال لندع روما سيدتنا وأمناء الوعاء المكسور في الماءء 
ولتكن بعيدة عنا حتى نصدق مائراه» ومثل هذا هناك الكثير من الكذب 
يقال حول السادة الداوية» دعونا نسأهم ونصدق كل ما نسمعه والذي 
يفعلونه في القدس لانعرفه» فهم يسكنون بيئنا ببراءة كافية. 

ما يتعلق بأصل الاسبتارية 

امتلك الاسبئارية قاعدة مكرسة للخير» بالقيام بالتفريج عن 
المحتاجين بالمساعدة الخبرة» وقد بدأوا بشكل متنواضع. وبدا ببتهم 
المأوى الخاص بالمعونات والاحسان. وعن طو اعية استقبلوا الغرباء. 
واحتذوا حذو حواربي الرب» حيث كانوا مة: متشوقين لاستقبال 
المسافرين» ولنحهم المأوى؛ ولقد عاشوا مدة طويلة مخلصين لتعهداتهم؛ 
وم يلمسوا حافظة نقود المسافر» بل قدموا | إليه منحاً كريمة من مخازنهم» 
ولم يدعوا شيئاً اقصاً يلبي رغبة المريضص» حيث قدموا له كل عناية 
ممكلة» وبعدل شفائه أعادوا إليه أمواله كاملة» وبسبب هذه السمعة قام 
عدد كبير من الرجال والنساء بتقديم ممتلكاجهم إليهم» وجاء الكثير من 
الناس إليهم لتقديم امم قبررصاية المرضى والضعفاء؛ وبناء عليه 
جاء أحد النبلاء لتقديم الخدمات هناك؛ مع أنه كان معتاداً على تقديم 
الخدمات إليهء وأخحذ هذا النبيل بغسل قدمي واحد من المرضى كان 
تايا إصابة بالغة بالدمامل» وصار يصاب بالغثيان نتيجة الروائح 
السك لايك قجاء لون جرده يرف ناه قلسي يلختام و 
الغسل حتى يرغم معدته على أن تصبح معتادة على الشيء الذي سبب 
لما الغثيان» واستحوذ هؤلاء على الرب ل(مبدوعء وبصوت منخفض )2 
لكن نزوعاً إلى الشرنا كثيراً وبقوة بينهم» وذلك بسبب مواريثهم؛ 


- 390 - 


1 


وأعني بذلك الطمع والجشع الذي هو أصل المساوىء. وانتبهوا أن 
«الربح تدمر الصخور إلى قطع صغيرة» وكذلك تفعل الزلازل 
والنيران»» وفي ظل هذه النار» توجهوا نحو معلمهم؛ وأعني بذلك 
البابا» والمجمع المقدس لكنيسة روماء وعادوا وهم غارقين في كثير من 
المظالم ((ضل الرب» وضد تعميده»» وجرى في اللاتيران عقل جمع ف 
قيادة البابا الاسكندر الثالث» وحصل جميع حشد الأساقفة الذي جمعهم 
هذا الباباء 8 ارعاة الديرة ار ل الشسهم 0 نهم 
ل فل العلي وحن 
حضورء لكن ما أن | إزفض المجمع» حتى قام سيدهم على الفورء 
وأقصد به كيس المال» بفئح شفتيه المتهدلتين» فاستطاعس لبس عن 
طريق الحب-- بالسيطرة ة على كل شيء في روماء وغمدونا نحن مرة 
أخرى فرائسهم؛ وغدت امتيازا:هم وحقوقهم مجدداًء أكثر ثباتاً وقوة. 
ولقد سيطروا» ولا أقول إن ذلك كان بكيس نقفودهم» بل توساطة 
استثاراتهم» ولن أقول بوساطة أشخاصهمء بل بوساطة أهدافهم 
00 لأ: نهم ازدادوا دوماء ونحن تناقصنا»» وحياة المذابح قد أعطيث 
لينا أولاً من قبل الرب. ثم منحتك بعد ذلك من قبل البطاركة» ونحن 
يك أن نشغل دور رجل الأعمال 
والتجارة» لكننا نستطيع أن نستجديء فقد وذ ضع كل منا الحياء خاناء 
والاحثرام منعناه وتكون لجع أناع الحا برضا من وإرافة فا هو 
التعويض الذي نلناه مقابل ذلك ومتى؟ با أن جميع المذابح تقريباً 
مشغولة الآن من قبل أعضاء التنظيمات الدينية؛ لم يبق بالكاد بلع 
واحد فيه كفاية لأي واحد من الكهنة: فهو لاء أعظم عدداً بكثير من 
الذابح» ومع أن الدير سجن للراهمب؛ 0 إرميا قد قال: 
(وجهت الفأس نحو جذر حباتي مالم أ جلب أعطيات إل ا 
غيرت التنظيمات الأوضاء» ولقد حصلنا على وسائل عيشنا بأن أصببحنا 


-391 - 


1 4- 


تابعين لهم ندفع الأثتاوة من مصادر عيشناء وصار الدير بيث السجن 
للراهب فيه سوف يسجن الكاهن لأن الرهبان أرادوا ذلك» فقد 
استأصلونا بمختلف الخدع» وأبقونا بعيدين عن الكنائس» وعندما يقوم 
الجندء الذين أوكلت | إليهم حقوق الحاية»وهم في حالة عوز حقيقي؛ 
ويطلبون العون من مخازن الداوية أو الاسبتارية» فيجيبهم هؤلاء: انحن 
نمتلك الوسائل لمساعدتكم؛ لكن لايمكننا أن نقدم شيئاً من خحزينة 
الداوية أو الاسبئارية إلا إلى أخواننا خاصة» ومع هذا إذا 00 
راغبين في الدخولفي رهبانيتناء وأن تسهموا بشكل ما بممتلكاتكم إلى 
بيت الرب» فسوف تعفون وتصبحون أحراراً)» وبناء عليه يقوم هؤلاء 
ا 
ا ل 7 ذى 
وألى » باستثناء الممات المقدمة إلى الكنائس » ترأهم يقدمون وهم 
بعرورين عل تلب هله افتات إل الاستارينة والداوية: فيلك 
يمكنهم الحصول على حريتهم؛ فبوساطة الخداع, لابل» كما ينبغي أن 
أقول» بخداع مضاعف ثلاث مراثت» نجوا من السيمونية (بيع المناصب 
الديئية)» وكأن الرب لو يلاحظ مسال أثرت بيوتهم» ففد هلك 
أبناء الجنود وأحفادهم؛ وأكثر من هذا ظلياء هلك عدد كبير من 
الأشخاص ذوي المكانة» بدون فائدة(<). 


أندرونيكوس امبراطور القسطنطينية 
عندما كان لويس السمين يحكم في فرنساء وهئري الأول في انكلتراء 
كان حاكم القسطنطينية أندرونيكوسء الذي اشتهر بولديه: 


أندرونيكوس ومانويل» وبعدما جرى إرسال أندرونيكوس من قبل 
أبيه في حملة عسكرية» وكان مشغولاً فيهاء» توفي الأب» ثم احتل مانويل 
العرش» بشكل غير شرعيء لأنه كان الأخ الأصغرء وقام بابعاد 
6ا-117ناأ|13انات© 10915 ©10آ لوولتر ماب ص 7178 45. 


-392 - 


-81185- 


أندرونيكوس لدى عودته؛ وحمل الأخ الأكبر شكواه ضد الخطأ 
العظيم الذي اقترف بحقه؛ ونشرها في المقاطعسات والبلدات» فنجح في 
تسليح نصف العالم تفريباً ضد مانويل» وكان سينتصر عليه. لكن 
مانويل الذي كان محباً لليال؛ وجشعاً نحو التشريف» والذي عرف بأن 
الاغريق فيهم فسولة وعجزء وضعف وخواره وغير مخلصين نحو 
أعدائهم» ولا موثوقين وجبناء» قام باستخدامهم في سبيل أغراضه في 
لك رهاب لهم لاسر اا البق علي ار عر وناداه من 
هذاء أحضر من أجل حماية أشخاص ومتلكات الاغريق» رجالاً من 
هذا الجاب من الجبال» الذين نصبهم في الحقيقة للحاية ضد مخاوفه 
الع ا م ل ا ل جو ؛ وبا 

مار حر و اال ا 
1 وقام مانويل وهو المنتصر بعملهم وثروته بالعطف على أخيه في 
ساعة هريمته الكاملة ونفيه» وملحه مملكة على حدود الأثراك» كانت 
كبيرة بحجمها وقيمتهاء غير أنها كانت نائية» وفرض مقابل منحه إياها 
يمينا تعهد به بتنازل دائم عن الامبراطورية؛ وربط بذلك ليس شخصه 
فقطء بل ابنه ووريشه» الشاب أندرونيكوسء وهكذا اعتقد مانويل بأنه 
أرضى العدالة؛ فيه) يتعلق بقضية اغتصابه للعرشء وكان تقياً في منحته 
التي أعطاها بدون ارغام. 

وبعدموت أندرونيكوس الأب» جدد أندرونيكوس الابن 
الالتزامات التى فرضها مانويل» وبا أن هذه العلاقات جرى الحفاظ 
عليها باخلاص حتى أيام البابا لوسيوس 5نالهنااء الذي خلف البابا 
الاسكندر الثالث» فقد حكم مانويل المتقدم الذكر» الامبراطورية بسعادة 
عظمى» وقد قبل لابنه مانويل؛ ابنة لويس؛ ملك فرنساء وغادر احياة 
مليئاً بالسنين والتشريف وسعيداً» إلا في المسألة التالية» وهي أنه خلف 
ولداً في السابعة من عمره» تحت وصاية اغريقي» عرف بحكم منصبه 


- 393 - 


.غامد 


باسم البروتوسالفاتور 28510105811/301 » وعندما نقلت الأخبار إلى 
أندرونيكوس. وكان رجلاً منحط الأخلاق» ذلك أنه أنكر المسبح مرتين 
في سبيل نيل العون من الأتراك» لابل إنه قام بانكاره الآن للمرة الثالثة» 
عند ذلك قام بحشد قوة كبيرة من المسلمين» ونقل صراعه من خلال 
الجزر المجاورة؛ التي كانت ملكا لمانويل» ومن خلال المقاطعات 
المجاورة» واتخذ حجة لعملهء الادعاء بأن البروتوسالفاثور عازم على 
ا ل 
أو أنهها قاما بالحقيقة بقتله»وذلك حتى يحى) معا بمظهر فيه مراعاة 

وفضلاً عن هذاء وعد أندرونيكوس والدموع تنهمر من عينيه أن 
يكون وصياً تخلصاً جدا على الأمير الشابء إذا ما اعترف الشعب به أنه 
جدير بهذله المهمة. وذلك بفضله وعونه. وبذلك تخلص من كل الخداع 
والتامر وتابع البكاء» فأضاف إلى وعوده أعطبات وكل إدعاء ني أن 
يكون مستقييأك وصدقه الناس جميعاًء وقبلوه بمشابة وصي على الصبي 
ومعلم. 

ثم إنه جاء مع قوة كبيرة» فمزق صفوف القوات التي كانت نحت 
قيادة البروتو سالفاتور» لأن هذه الصفوف لم تكن تتمتع بشجاعة 
الجنود» وكانت قد بيعت من قبل قادتها للموت خيانة» فهكذا كان 
اخلاص الاغريق» ووصل أخيراً إلى البحر الذي يدعى «ذراع القديس 
جورج»؛ وبعث أمامه ببعض الاغريق» من أهالي القسطنطينية» ثم عبر 
الببحر بمساعلة ألكسيسوس وفضله؛ وبعون الأهالي وسمح له 
بالدخول من خلال باب الدانيبين» وذلك بعد دفع ثمن» وإعطاء وعد 
بعدم شنق السكان وكان متبقياً في القسطنطينية أناس كان قد جلبهم 
إلى هناك مانويل» وقد دعاهم السكان المحليون باسم الفرنجة» ومعهم 
أجانب من كل أمة تقريبأ» وقد كره الاغريق هؤلاء كراهية شديدة؛ 


-394 - 


1غ 

بسبب حسدهم لهم لأن قدرة الاغريق قد أنمكت بحروب طروادة؛ أي 
منذ أيام أجاكس» الذي انتصرت الخديعة ضد شجاعته بشكل غير 
عادل» ولايوجد في أي مكان بين الاغريق من يستحق أن يكون ساميا 
أو مشهوراء وقد انحدروا إلى حد أصبحوا فيه منبوذين ومكروهين من 
قبل الناس جبيعاًء ومرفوضين من قبل كل تكتل صالح» ونعلم أيضاً بأن 
عصابات من المطرودين والمنبوذين والمدانين قد ربطوا أنفسهم ببلاد 
الاغريق هذهء وأن الذين هم أدنأ الناس» وأنهم لذلك قد نفيوا من 
ديارهم وأوطاهم قد حصلوا بين الإغريق على سلطات جعلت كراهية 
الاغريق لهم تبلغ درجة لايوازيها في لهيبها إلآ الكراهية ضد الطرواديين 
لو أهم عادوا إلى الحياة؛ وأنا لا أحسدهم على ادعائهم الانتاء إلى 
العذراء المفدسة جداً (القديسة كاترين)» التي اتبعها الرب من يوم 
ميلادها الى يوم وفاها بكرامات وبمعجزات» ولست مبتعدا بأي حال 
عن الذين اختارهم الرب» وفقفط إنني أتكلم عن الجنودء لأن هذا 
العرق الاغريقي قد انحدر كثيرا في تمارسة القتتال بعد تدمير جيش 
طروادة» ولم يوجد بينهم من استحق المجد العسكري مئل آخيل 
وأجاكس» وابن تيدوس85ا0لا1. (ديوميد 601070808) (6<). 


وم ل رس سبي 


وملسي ا لا 118 


- 395 - 


ا 





حياة القديس لويس(١)‏ 
توطئة 

تكريس 

القسم الأول 

الفصل الأول - عبد الرب 
الفصل الثاني -- خادم شعبه 
القسم الثاني 


الفصل الأول - ترد البارونات 

الفصل الثاني - استعدادات لحملة صليبية 
الفصل الثالث - رحلة إلى قبرص 
الفصل الرابع - النزول في مضر 

الفصل الخامس -- احتلال دمياط 
الفصل السادس - عمليات فوق النيل 
الفصل السابع -- معركة المنصورة 
الفصل الثامن - نصر وعقابيله 

الفصل التاسع -- الفرنسيون في الأسر 
الفصل العاشر-- مباحثات مع المسلمين 
الفصل الحادي عشر - الملك في عكا 


- 399 - 





غ١5‏ - 
ا موضوع 


الفصل الثاني عشر-- شيخ الجبل 
الفصل الثالث عشر- التتار 

الفصل الرابع عشر-- إقامة في قيسارية 
الفصل الخامس عشر - حملة إلى يافا 

الفصل السادس عشر - حملة إلى صيدا 
الفصل السابع عشر- عودة إلى فرنسا 
الفصل الثامن عشر - إدارة الملك لمملكته 
الفصل التاسع عشت الحملة الصليبية القائلة 
الفصل العشرون -- تطويب القديس لويس ٠‏ 
التاريخ المعزو إلى القائد سمباط الأرمني(؟) 
مدخل 

التاريخ المعزو إلى القائد سمباط 

دخول مانويل كوميئوس إلى أنطاكية 

مراسلة مانويل لنور الدين 

تراجع مانويل بدون قتال 

اغتيال ستيفاني 

انتصار الجورجيين 


مؤامرة ضد طوروس 
- 400 - 


لسن 
ل" 
/ل1 
1" 
1 
4" 
3010 
1١‏ 
4١‏ 
1 
كل 
ل 
1 
0 
ل 
1 
/” 
/01” 


- 751 19/- 





الموضوع 


تكريس نرسيس الرابع 
وفاة طوروس الثاني 
اغتصاب مليح للسلطة 
تكريس غريغوري الرابع 


تولية روبين الثالث 

مصاعب البيزنطيين 

سوء ثفاهم ما بين روبين ولبون 
اعتقال روبين في أنطاكية 


وصول ليون الثاني إلى الحكم 
بدايات ظهور صلاح الدين 

552 

| ستسلام غي لوزغنان 

مهاية أرناط 

مقتل الداوية 

فح القدس 

احتلال رستم لكليكيا 

احتلال براكانا من قبل ليون الثاني 


- 401 - 
الموسوعة الشامية ج ”> م1 


-8غ”- 


الموضوع 





6 |أحلاف زواجية 

6 | صليبية فردريك بربروسا 

14 | حصارعكا من قبل الفرنجة 
5 مجاعة في أنطاكية 

"٠‏ |كمين عند بغراس 

"١١‏ | جديد الأيوبيين باحتلال كلبكية 
اعتقال غريغور الخامس 

1" | تحالف ليون الثاني مع أنطاكية 


6 | أمراء كليكية في أيام التتويج 
محاولات ردع هيتوم 
"١١١‏ |احتلال كرين من قبل السلاجقة 
1١١‏ |تكريس يوهانس السابع 
١‏ |مشاكل الخلافة بين السلاجفة 
"١‏ إطلاق ايزابل الأنطاكية 
"١7‏ | اغتصاب بوهيموند لأنطاكية 
سجن كوماردياس 
51 انتصاراثت تيودورلاسكارس 

- 402 - 


1" 
1" 
11 
18" 
14" 
4" 
"7 
امرض 
”3 
7 
77 
376 
رضن 
715 
احرون 
فض 
8 


-8١غ9-‎ 


وصول روبين إلى السلطة 


المصالحة بين روبين والأسقف يوهانس 





زواج ريتا من جون دي بريين 
سيطرة لبون الثاني على أنطاكية 
حصار دمياط 

تحالف ليون مع أندريه الثاني 
انضام سلطان الروم ١‏ 
وفاة الملك ليون 

وصاية كوستادين 

انتخاب الجاثليق كوستاندين 
إحلال هيتوم محل فيليب الأنطاكي 
وفاة الملكة ايزابل 

سفر هيتوم الأول إلى منغوتحان 
غزوة الترىاني اسلام بيك 

عودة هيتوم الأول 

حفل تنصيب الأمير ليون 

استيلاء المغول على بغداد 

وفاة ليون أخو هيتوم 


- 403 - 


هنإ" 


حملة ساروم التركىاني 
قيام هيتوم الأول بالتحكيم في طرابلس 
هزيمة أتراك الروم في منداس 
الأرمن والمغول يحتلون حلب ودمشق 
معركة عين جالوت 
ا نا 
وفاة ا وق اندي 
ظهور الترىاني قرمان 
محاصرة القائد سمباط 
انتصار جيش النجدة 
زفاةقرمان 
انجازات سمباط 
حج هيتوم إلى أنطاكية 
وساطة مغولية بين هيتوم وسلطان الروم 
حملة هيتوم على شمال سورية 
حملة مغولية -- أرمنية 
حفلة تعميد وترقية للأمراء 
حملة مصرية على كليكية 
- 404 - 








سفارات أرمئية لدى الخان 

احتلال بيبرس أنطاكية 

مبادلة ليون بسنقر الأشقر 

تنصيب يعقوب الأول 

زلزال عام ١754‏ 

وفاة هيتوم 

استلام ليون للعرش 

حملة مصرية 

أحداث ممتلفة 

مؤامرة ضد ليون 

محاولة اغتيال ادوارد الأول 

جواشي تاريخ سمباط 

رسائل صليبية من الأرض المقدسة(”7) 
- 405 - 


لواطت 






أخبار من سؤرية 
رسالة أدوارد 
روايات عن معركة ظاهر حمص ضد المغول 

ما جاء عند وولترماب عن الحروب الصليبية(4) 
الاستيلاء على القدس 

أصل الداوية 

ما يختص بابن سلطا القاهرة 

شيخ الجبل 

أصل الاسبتارية 

أندرونيكوس امبراطور القسطنطينية 


- 406 -